المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌خاتمة تتضمن الاعتذار

‌خَاتِمَة تَتَضَمَّن الِاعْتِذَار

الْحَمد لله الَّذِي خصنا بالأنعام وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وتابعيه وَمن أوصلنا فِي عقدهم بالانتظام

وَبعد فقد رقم مَا رمته واشتهيته من لذيذ ذكر من خصصته وابتغيته إِذْ لَا أَعلَى وَلَا أحلى من محادثة إخْوَان الصَّفَا فِي حب الْمولى وَلَا أكمل من تَمام الْوَعْد على ثِقَة الوفا لطَالب الْعلَا ثمَّ اعتذر لِذَوي الأفهام من عدم إتقان السجع والإحكام وفضول الْكَلَام الخلي عَن الْفَوَائِد وَالْأَحْكَام إِذْ لَا يستغرب ذَلِك من أمثالي لقلَّة بضاعتي وَضعف تَحْصِيل زمن اشتغالي وسكنى الْقرى الَّتِي يعسر فِيهَا إِدْرَاك الْمَعَالِي وادخار اللآلي بل لَا يحصل فِيهَا إِلَّا كَثْرَة والقيل والقال المبعدة عَن دَرَجَات الْكَمَال وتضييع الآمال لَا سَائل عَن الضوال سِيمَا فِي ذَا الزَّمَان الَّذِي ضَاعَ فِيهِ الْعلم وَقل فِيهِ وجود الأخيار ذَوي الْحلم وَلَقَد صدق هَاتِف الْعِزّ الْقَائِل يَوْم مَوته يسمع صَوته وَلَا يرى شخصه

(يَا دهر بِعْ رتب المعارف والعلا

بيع الْخِيَار ربحت أم لم تربح)

(قدم وَأخر من أردْت من الورى

مَاتَ الَّذِي قد كنت مِنْهُ تَسْتَحي) // كَامِل //

ص: 57

ثمَّ المسؤول من ذَوي الْعُقُول التجاوز عَمَّا وَقع فِي هَذِه العجالة من الْخَطَأ والفضول وَالنِّسْيَان والذهول فَإِن الْإِنْسَان مَحل النسْيَان

(وَمَا سمي الْإِنْسَان إِلَّا لنسيه

وَلَا الْقلب إِلَّا أَنه يتقلب) // طَوِيل //

وَالله أسأَل أَن يخْتم لنا وَلَك بِالْحُسْنَى إِذْ بلغت الرّوح التراقي وَأَن يجمعنا وَإِيَّاك ومشايخنا فِي أَعلَى المراقي بجاه أفضل من علم وَعلم صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه وَسلم اهـ

ص: 58