المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الجزء العاشر من فوائد أبي أحمد الحاكم - فوائد أبي أحمد الحاكم

[أبو أحمد الحاكم]

الفصل: ‌الجزء العاشر من فوائد أبي أحمد الحاكم

‌الجزء العاشر من فوائد أبي أحمد الحاكم

ص: 49

بسم الله الرحمن الرحيم

{لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم}

أخبرنا به المشايخ الثلاثة المسندون المعمرون الإمام العالم الحافظ البارع شمس الدين أبو بكر محمد بن الحافظ محب الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن المحب عبد الله المقدسي، وغرس الدين أبو الصفا خليل بن شرف الدين صالح بن أبي بكر بن إبراهيم بن الحافظي، وأم محمد عائشة بنت سيف الدين أبي بكر بن عيسى بن أبي القاسم الحنفي الشهيرة ببنت قوالبج، قراءة عليها وأنا أسمع في يوم الثلاثاء، رابع شهر

ص: 51

المحرم، سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، بالمدرسة الخاتونية البرانية بدمشق المحروسة، والآخران إجازة إن لم يكن سماعاً، قالوا ثلاثتهم:

أخبرنا به المشايخ سعد الدين أبو زكريا محمد بن محمد بن سعد بن عبد الله بن سعد الأنصاري المقدسي، وعلاء الدين أبو الحسن علي بن الشهاب أحمد بن عسكر بن عبد الواحد القصيري الجمال، وشمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ملعة بن مطرف القنوي ثم الصالحي، قراءة عليهم ونحن نسمع، قال ابن المحب والحافظي: في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رجب سنة ثمان عشرة وسبعمائة، بالجامع المظفري، وقالت بنت (ابن) قوالبج في يوم الاثنين تاسع عشر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، بمنزل الأول بقاسيون، زاد ابن المحب والحافظي فقالا:

وأبو عبد الله محمد بن نعمة بن سلمان الحوراني، ومحب الدين أبو عبد الله محمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي، قراءة عليهما ونحن نسمع في التاريخ المذكور، زاد ابن المحب أيضاً - أعني: شيخنا، فقال:

وزين الدين أبو محمد عبد الرحمن بن الشيخ نصر بن عبيد بن

ص: 52

محمد بن عمران الحنفي الصالحي، قراءة عليه وأنا أسمع، في يوم الخميس خامس عشر جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وسبعمائة، قالوا خلا ابن المحب:

أخبرنا الشيخ الإمام العالم بقية المشايخ شرف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي الفضل المرسي، قراءة عليه ونحن نسمع عشية السبت ثاني ربيع الآخر سنة ست وأربعين وستمائة، وقال ابن المحب شيخ شيخنا: أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري، قراءة عليه وأنا حاضر في الرابعة، في سادس شهر شوال

ص: 53

سنة ثلاث وخمسين وستمائة، قال هو والمرسي: أخبرتنا الشيخة الجليلة الحرة زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن سهل بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبدوس الجرجاني الشعري، قراءة عليها ونحن نسمع، قال البكري: في شهر ربيع الآخر سنة تسع وستمائة بنيسابور المحروسة، قالت: أخبرنا الشيخ أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قراءة عليه وأنا أسمع في منتصف شهر رمضان المعظم سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، قال: أنبا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وذلك سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، قال: أنبا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري، قال:

ص: 54

1-

أنبا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ببغداد، ثنا علي يعني ابن الجعد بن عبيد الجوهري، أنبا شعبة -يعني: ابن الحجاج- عن قتادة، عن داود السراج، عن أبي سعيد الخدري، قال: -يعني: شعبة- وقال لي هشام -وكان أحفظ، عن قتادة وأكثر مجالسة له مني-: هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، وإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه هو)) .

ص: 55

2-

أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي ببغداد، حدثني محمد -يعني: ابن أبان- بن عمران الواسطي، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن أبي موسى قال: قال

⦗ص: 56⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني، فلا يؤمن بي إلا كان من أصحاب النار)) .

قال أبو موسى فقلت: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو في كتاب الله عز وجل فوجدته: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده} .

ص: 55

3-

أخبرنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي بحران، أنبا عبد الرحمن -يعني: ابن عمرو البجلي- ثنا زهير -يعني: ابن معاوية- ثنا مطرف وهو ابن طريف الحارثي، عن المنهال بن عمرو، عن نعيم بن دجاجة قال: كنت عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه فجاءه عقبة أبو مسعود، فقال علي: يا فروخ

⦗ص: 57⦘

أما إنك تفتي الناس؟! قال: إنما أخبرهم أن الآخر فالآخر شر، قال: فحدث ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في المائة، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((لا يكون مائة سنةٍ وعلى وجه الأرض عينٌ تطرف)) .

فقال علي رضي الله عنه: أخطأت أخطأت في أول فتواك، إنما قال ذلك لمن هو يومئذٍ، وهل الرخا أو الفرج إلا بعد المائة.

ص: 56

4-

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الحميد بن سليمان الغضائري بحلب، ثنا عبد الأعلى بن حماد -يعني: النرسي- ثنا وهيب بن خالد، عن أيوب ومعمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم بنت عقبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس بالكذاب

⦗ص: 58⦘

من أصلح بين الناس، فقال خيراً أو نمى خيراً)) .

ص: 57

5-

حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب المقري بواسط، ثنا محمد بن خالد -يعني: ابن عبد الله الواسطي- ثنا فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة، عن السلمي وهو عمرو بن عبسة قال: لقد رأيتني وأنا ربع الإسلام، قلت: لو حدثتنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه انتقاصٌ ولا وهنٌ، قال: سمعته يقول: ((من ولد له ثلاثةٌ في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله عز وجل الجنة، بفضل رحمته إياهم، ومن شاب شيبةً في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل الله عز وجل، فبلغ العدو، أصاب أو أخطأ، كان له كعتق رقبة، ومن أعتق رقبةً مؤمنةً أعتق الله تعالى ذكره بكل عضوٍ منها عضواً منه من النار، ومن

⦗ص: 59⦘

أنفق نفقةً في سبيل الله، فإن للجنة ثمانية أبوابٍ، دعته حجبة الجنة يدخل من أبواب الجنة شاء)) .

ص: 58

6-

حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن العباس البزار ببغداد، ثنا جبارة -يعني: ابن مغلس الحمامي- ثنا قيس -يعني: ابن الربيع- عن حكيم بن جبير، عن عباية بن رفاعة، عن رافع بن خديج

⦗ص: 60⦘

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلمون عند شروطهم فيما أُحِلَّ)) .

ص: 59

7-

حدثنا أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضي ببغداد، ثنا محمد -يعني: ابن بكار بن الريان- ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني، ثنا عطية بن عطية، ثنا عطاء أنه سمع عمرو بن شعيب يقول: كنت عند سعيد بن المسيب جالساً فذكروا أن رجالاً يقولون: إن الله عز وجل قدر كل شيء، ما خلا أعمال العباد، قال: فوالله

⦗ص: 61⦘

ما رأيت سعيداً غضب غضباً أشد منه يومئذٍ حتى هم بالقيام، ثم إنه سكن فقال: أتكلموا به، أما والله لقد سمعت فيهم حديثاً كفاهم به شراً، ويحهم لو يعلمون، قال: قلت: رحمك الله يا أبا محمد، وما هو؟ قال: فنظر إلي وقد سكن بعض غضبه فقال: حدثني ابن خديج أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يكون قومٌ من أمتي يكفرون بالله عز وجل وبالقرآن وهم لا يشعرون كما كفرت اليهود والنصارى)) ، قال: قلت: جعلت فداك يا رسول الله، وكيف ذاك؟! قال:((يقرون ببعض القدر ويكفرون ببعضه)) ، قال:((يجعلون إبليس عدلاً لله عز وجل في خلقه وقوته ورزقه ويقولون: الخير من الله والشر من إبليس ويقرون على ذلك فيكفرون بالقرآن بعد الإيمان والمعرفة، فما يلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدال، أولئك زنادقة هذه الأمة، (في زمانهم) يكون ظلم السلطان فيا له من ظلمٍ وحيفٍ وأثرة، ثم يبعث الله طاعوناً فيفني عامتهم، ثم يكون خسفٌ فما أقل من ينجو منه، المؤمن يومئذٍ قليل فرحه، شديدٌ غمه، ثم يكون المسخ فيمسخ الله عز وجل عامة أولئك قردةً وخنازير، ثم يخرج الدجال على أثر ذلك))

قال: ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بكينا لبكائه، قال: قلنا: ما هذا البكاء يا رسول الله؟ قال: ((رحمةٌ لهم، الأشقياء، إن منهم متعبداً، ومنهم مجتهد، مع أنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول وضاق بحمله ذرعاً، إن عامة من

⦗ص: 62⦘

هلك من بني إسرائيل بالتكذيب به)) ، قال: قلت: يا رسول الله، فقل لي كيف الإيمان بالقدر؟ قال:((تؤمن بالله عز وجل وأنه لا يملك معه أحدٌ ضراً ولا نفعاً وتؤمن بالجنة والنار، وتعلم أن الله خلقهما قبل خلق الخلق، ثم خلق خلقه، فجعل من شاء منهم إلى النار، ومن شاء منهم إلى الجنة، عدلاً ذلك منه، فكل يعمل بما قد فرغ له منه، وهو صائرٌ إلى ما خلق له)) ، قال: قلت: صدق الله ورسوله أو كما قال.

ص: 60

8-

أخبرنا أبو الحسن القاسم بن محمد بن عبد الرحمن الجدي بمكة، ثنا محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، ثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن المهاجر، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة: أنها ذكرت نساء الأنصار فأثنت عليهن وقالت لهن معروفاً، وقالت: لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجز مناطقهن فشققنه فاتخذنه خمراً فدخلت امرأةٌ منهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، كيف الطهر من الحيض؟ فقال: ((تعمد إحداكن إلى مائها وسدرها فتغتسل بها، ولتصب على رأسها وتبلغ شئون رأسها ولتدلكه فإن ذلك طهورٌ، ثم تفيض عليها من الماء، ثم تأخذ فرصةً

⦗ص: 64⦘

أو قرصةً -شك محمد بن عبد الملك- ممسكةً فلتطهر بها)) . قالت: يا رسول الله، كيف أتطهر بها؟ فقال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكني)) ، قال: فقالت عائشة: تتبعي بها أثر الدم.

ص: 63

9-

أخبرنا أبو عبد العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدقيقي ببغداد، ثنا أبو نعيم -يعني: عبيد بن هشام الحلبي- ثنا عبيد الله -يعني: ابن عمرو الرقي-، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبي سلمة،

⦗ص: 65⦘

عن علي بن حسين قال: أخبرني أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحسن بن علي حين ولد أرادت أمه فاطمة رضي الله عنها أن تعق عنه بكبشين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تعقي عنه، ولكن احلقي شعره يوم السابع، ثم تصدقي بوزنه من الورق على الأوفاض من المرضى في سبيل الله)) ، ثم ولدت الحسين بن علي رضي الله عنه فصنعت به مثل ذلك.

ص: 64

10-

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، ثنا

⦗ص: 66⦘

إبراهيم بن حمزة -يعني: الزبيري- ثنا الدراوردي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي وهو بالعقيق، فقيل له: إنك بوادٍ مبارك.

ص: 65

11-

أخبرنا أبو بكر محمد بن مروان بن عبد الملك البزاز بدمشق، ثنا هشام بن عمار، ثنا عثمان وهو ابن حصن بن علاق القرشي يكنى أبا محمد، عن عروة بن رويم، عن معاوية بن حيدة القشيري أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: والذي بعثك بالحق ودين الحق ما تخلصت إليك حتى حلفت لقومي عدد هؤلاء -يعني: أنامل كفيه- بالله لا أتبعك ولا أومن بك ولا أصدقك، وإني أسألك بالله بم بعثك الله عز وجل ربك قال: بالإسلام، قال: أن تسلم وجهك لله وتخلي له نفسك، قال: فما حق أزواجنا علينا؟ قال: ((أطعم إن طعمت واكس إن كسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبحه ولا تهجر إلا في البيت، كيف وقد أفضى بعضكم إلى بعضٍ وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً)) ، ثم أشار بيده قبل الشام، فقال: ((ها هنا تحشرون، ها هنا تحشرون، ركباناً

⦗ص: 67⦘

ورجالاً وعلى وجوهكم الفدام، وأول شيء يعرب عن أحدكم فخذه)) .

ص: 66

12-

أخبرنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي بمكة، ثنا عبد الحميد -يعني: ابن صبيح العنبري- ثنا حماد -يعني: ابن زيد- عن سعيد الجريري، عن مطرف قال: قال لي عمران بن الحصين: ألا أحدثك حديثاً لعل الله عز وجل ينفعك به، فإني أراك تحب الجماعة، قال: قلت: لأنا أحرص على الجماعة من نملةٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفةٌ من أمتي على الحق ظاهرين حتى يأتي أمر الله)) ، قال مطرف: فنظرت في ذلك فإذا هم أهل الشام.

ص: 67

13-

أخبرنا أبو القاسم عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية ببغداد، ثنا إسحاق -يعني: ابن أبي إسرائيل- ثنا حماد بن زيد، عن الزبير بن الخريت، عن عبد الله بن شقيق قال: خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حين غربت الشمس وبدت النجوم وعلق الناس ينادونه: الصلاة الصلاة، وفي القوم رجلٌ من بني تميم، فجعل لا يفتر ولا ينثني أن يقول: الصلاة الصلاة، فقال ابن عباس: تعلمني بالسنة لا أم لك، وإني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، قال ابن شقيق: فوقع في نفي من ذلك شيءٌ حين حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء صنعه، قال: فلقيت أبا هريرة فذكرت ذلك له، فوافقه وصدقه.

ص: 68

14-

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن المستنير بالمصيصة، ثنا علي -يعني: ابن بكار- ثنا الفزاري -يعني: أبا إسحاق إبراهيم بن محمد- عن سفيان وهو الثوري، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول هؤلاء

⦗ص: 69⦘

الكلمات في الوتر: ((اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، ولا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت)) .

ص: 68

15-

أخبرني أبو الطيب الحسين بن موسى الرقي بأنطاكية، ثنا عامر -يعني: ابن سيار- ثنا فرات -يعني: ابن السائب- عن ميمون يعني: ابن مهران، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبان بن أبي عياش، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل مذنبوا أهل التوحيد النار عيرهم المشركون، فقالوا لهم: ما أغنى عنكم توحيدكم، فقد استوينا نحن وأنتم في عذاب الله عز وجل، فيحمى الله لهم أنفاً، فيقول: انطلقوا

⦗ص: 70⦘

إلى جهنم فمن كان في صدره مثقال شعيرةٍ من إيمانٍ أو مثقال ذرةٍ أو مثقال حبةٍ من خردلٍ أو قالها مرةً من دهره مخلصاً، فأخرجوا منها خلقاً كثيراً، لا يحصيهم إلا الله عز وجل، فاحترقت أيديهم وأرجلهم، ونحلت أبدانهم، ولم تصل النار إلى وجوههم إكراماً للتوحيد، فيأتون عيناً من عيون الجنة، فيشربون من أحديها فينقى ما في بطونهم من أذى أو داءٍ، ويغتسلون بالأخرى فتنبت لحومهم على خصال أهل الجنة، فيسمون الجهنميون ما شاء الله، ثم يكرهون هذا الاسم، فيسألون الرب جل جلاله أن يضعه عنهم فيفعل، حتى ما يعرفون من غيرهم، فعند ذلك من بقي في النار يقول:{ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} ويوقنون بالخلود، ويدعون بالويل والثبور)) .

ص: 69

16-

أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد السكوني بحمص، ثنا المسيب -يعني: ابن واضح- ثنا ابن المبارك عن سفيان عن فرات -يعني: القزاز- عن أبي حازم، عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كره شم الطعام، وقال:((إنما يشم السباع)) .

ص: 71

17-

أخبرنا أبو الأزهر صدقة بن منصور الكندي الحراني، ثنا محمد -يعني: ابن بكار بن الريان- ثنا قيس بن الربيع، عن زبيد الأيامي، عن طلحة -يعني: ابن مصرف- عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء -يعني: ابن عازب- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم)) .

ص: 72

18-

أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الكلابي بحلب، ثنا أبو مسلم الواقدي، واسمه: عبد الرحمن بن واقد، ثنا عبد الرحمن -يعني: ابن زيد بن أسلم- عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في منشرهم، وكأني بأهل لا إله إلا الله وقد

⦗ص: 73⦘

أخرجوا من القبور ينفضون التراب عن رؤوسهم، وهم يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن)) .

ص: 72

19-

أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بمشغرا -قرية من قرى دمشق- ثنا هشام -يعني: ابن عمار- ثنا عمرو بن واقد القرشي، ثنا يونس وهو ابن ميسرة بن حلبس الجيلاني، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم من آمن بي وصدقني وشهد أن ما جئت به الحق من عندك فأقلل ماله وولده، وعجل قبضه، اللهم ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم

⦗ص: 74⦘

يشهد أن ما جئت به الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره)) .

ص: 73

20-

أخبرني أبو معشر الفضل بن محمد بن حماد السلمي بحران، ثنا عبد السلام -يعني: ابن عبد الحميد الإمام- ثنا زهير -يعني: ابن معاوية- ثنا أبو الزبير، عن جابر قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الأرض سنتين أو ثلاثاً.

ص: 74

21-

حدثنا أبو الحسن محمد بن الفيض الغساني بدمشق، ثنا إبراهيم -يعني: ابن هشام بن يحيى الغساني- ثنا شهاب -يعني: ابن خراش- عن أبان -يعني: ابن أبي عياش- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرضت علي الأيام فرأيت فضيلة يوم الجمعة وبهاءه، ورأيت فيه نكتةً مثل الشامة، فأوحشتني فقلت: ما هذه النكتة السوداء في هذا البهاء والنور؟)) ، فقال:((هذه الساعة تقوم فيها)) .

ص: 75

22-

حدثنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي بطبرستان، ثنا بشر بن هلال -يعني: الصواف- ثنا عبد الوارث -يعني: ابن سعيد العنبري- ثنا أيوب وهو السختياني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا نعس أحدكم وهو يصلي فلينصرف، لعله أن يكون يدعو في صلاته، فيدعو على نفسه وهو لا يدري)) .

ص: 76

23-

أخبرنا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي بدمشق، ثنا أبو نعيم -يعني: عبيد بن هشام الحلبي- ثنا عبد الله بن المبارك، عن مالك بن أنس، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر في ثوبٍ واحدٍ.

ص: 76

24-

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمرو بن الحسن الأشعري بحمص، ثنا عمرو -يعني: ابن عثمان بن سعيد بن كثير الدمشقي- ثنا إسماعيل -يعني: ابن عياش- عن عمارة بن غزية الأنصاري، عن أنس بن مالك، عن عمر بن الخطاب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:((من صلى في مسجد جماعةٍ أربعين ليلة لا تفوته الركعة الأولى من صلاة الظهر كتب الله له عتقاً من النار)) .

ص: 77

25-

أخبرنا أبو الحسين محمد بن صالح الصيمري بالري، ثنا محمد بن زنبور، ثنا محمد بن جابر، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن النعمان بن بشير قال: كتب إلى قيس إنكم إخواننا وإنا شهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تشهدوا، وسمعنا ولم تسمعوا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 78⦘

قال: ((إن بين يدي الساعة فتناً كأنها قطع الليل المظلم، يمسي الرجل فيها مؤمناً ويصبح كافراً، ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً، يبيع فيها أقوامٌ خلاقهم بعرضٍ من الدنيا)) .

ص: 77

26-

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ببغداد، ثنا أحمد بن صالح يعني: المصري، ثنا عنبسة -يعني: ابن خالد- ثنا يونس -يعني: ابن يزيد- عن ابن شهاب، عن سالم، عن ابن عمر

⦗ص: 79⦘

(عن عمر) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله)) .

ص: 78

27-

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد العمري بالكوفة، ثنا عباد بن يعقوب الرواجني، ثنا علي بن هشام -يعني: ابن البريد- عن محمد بن سلمة -يعني: ابن كهيل- عن أبيه، عن شهر بن حوشب قال: سمعت أم سلمة تقول: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي فأرسل إلى حسن وحسين وعلي وفاطمة رضي الله عنهم، فانتزع كساءً عني فألقاه عليهم، فقال:((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيراً)) .

ص: 79

28-

حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد الهاشمي ببغداد، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن سلام مولى بني هاشم بمكة، ثنا عبد العزيز بن محمد يعني: الدراوردي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على الحجون ثم قال: ((إنك

⦗ص: 81⦘

لخير أرض الله، ولولا أني لم أخرج عنك ما خرجت، وإنها لم تحل لأحدٍ كان قبلي ولم تحل لأحدٍ بعدي، وما أحلت لي إلا ساعة من نهارٍ، وهي ساعتي هذه، حرامٌ لا يعضد شجرها، ولا يحتش حشيشها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد)) ، وقال رجلٌ: يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لقيوننا ولبيوتنا وقبورنا، فقال صلى الله عليه وسلم:((إلا الإذخر)) .

ص: 80

29-

أخبرنا أبو القاسم سعيد بن سعدان الكاتب ببغداد، ثنا ابن أبي الشوارب -يعني: محمد بن عبد الملك- ثنا سوادة بن أبي العالية - ثنا أبو غانم قال: بينما نحن عند الحسن إذ جاء بلال بن أبي بردة

⦗ص: 82⦘

فاستأذن على الحسن، فقال: ما لي ولبلال ثلاث مرات، قال: إئذن له، قال: فدخل بلال على الحسن ولم يدخل معه من الناس، فقعد مع الحسن على مجلسه، فسأله ثم أخذ بيد الحسن فوضعها في حجره، فقال بلال: يا أبا سعيد ألا أحدثك بحديثٍ حدثني به أبو بردة، عن أبي موسى الأشعري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:((ما من عبدٍ ابتلي ببليةٍ في الدنيا بذنبٍ، والله جل وعز أكرم وأعظم عفواً من أن يسأله عن ذلك الذنب يوم القيامة)) .

ص: 81

30-

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن زيدان بن بريد البجلي بالكوفة، ثنا يحيى بن طلحة -يعني: اليربوعي- ثنا فضيل بن عياض، عن ليث والأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل قال: قلت: يا رسول الله، أوصني بوصية، قال:((اتق الله عز وجل حيث ما كنت)) ، قلت: أوصني، قال:((أتبع السيئة الحسنة تمحها)) . قلت: أوصني، قال ((خالق الناس بخلقٍ حسن)) .

ص: 82

31-

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن المسيب بن إسحاق الأرغياني، ثنا الحسين بن سيار الحراني، ثنا إبراهيم -يعني: ابن سعد- عن ابن إسحاق، حدثني سعيد المقبري، عن عطاء مولى أم صبية، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاةٍ، ولأخرت العشاء إلى ثلث الليل الأول فإنه إذا مضى ثلث الليل الأول هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا، فلم يزل هنالك حتى يطلع الفجر، فيقول قائلٌ، ألا سائلٌ فيعطى، ألا داعٍ فيستجاب، ألا سقيم، ألا مذنبٌ يستغفر فيغفر له)) .

ص: 84

32-

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن المسيب الأرغياني في عقبه، ثنا الحسين بن سيار، ثنا إبراهيم -يعني: ابن سعد- قال: وحدثني ابن إسحاق، حدثني عمي عبد الرحمن بن يسار، عن عبيد الله بن

⦗ص: 86⦘

أبي رافع، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حديث أبي هريرة.

ص: 85

33-

أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفة، ثنا إسماعيل -يعني: ابن موسى الفزاري- ثنا مسلم وهو ابن خالد الزنجي، عن جعفر -يعني: ابن محمد- عن أبيه، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج من المسجد أتى ذا الحليفة، فصلى عنده ركعتين، ثم ركب راحلته، حتى إذا استوت على ظهر البيداء لبى بالحج، وإني لأنظر إلى الناس أمام بصري وعن يميني وعن شمالي، يريدون يفعلوا مثل ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بين أظهرنا، والقرآن ينزل عليه، وهو يعرف تأويله، وأهل بالحج:((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك)) إلى آخرها، فخرجنا معه حتى دخل مكة فطاف بالبيت سبعاً، رمل من ذلك ثلاثاً ومشى أربعاً، ثم أتى المقام وهو يقول:{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} فصلى عنده ركعتين، قال: وكان أبي يستحب أن يقرأ فيها بالتوحيد: {قل هو الله أحد} و {قل يا أيها الكافرون} ، ولم يكن يذكره عن أحدٍ،

ثم رجع إلى جابرٍ، قال: فلما صلى ركعتين استلم الحجر ثم خرج إلى الصفا، قال: ثم قال: ((نبدأ بما بدأ الله عز وجل به)) ، ثم قرأ:{إن الصفا والمروة من شعائر الله} ، فانتهى إلى الصفا فرقى عليه حتى بدا له البيت، ثم رفع يديه ثم قال:((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قديرٍ، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)) ، ثم هبط فلما تصوبت قدماه في ظهر المسيل من الشق الآخر

⦗ص: 87⦘

(رمل) ثم انتهى إلى المروة فصعد فيها حتى بدا له البيت، فقال:((لا إله إلا الله وحده لا شريك له)) مثل (ما) قال على الصفا، فعل ذلك حتى فرغ من طوافه.

ص: 86

34-

أخبرني أبو العباس محمد بن أحمد بن سلم الرقي بحران، ثنا محمد بن سليمان لوين، ثنا أبو الأحوص، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عطاء، عن حزام بن حكيم، قال: قال حكيم بن حزام: اشتريت طعاماً من طعام الصدقة فأربحت فيه قبل أن أقبضه، فأردت بيعه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:((لا تبعه حتى تقبضه)) .

ص: 87

35-

أخبرنا أبو المغيث محمد بن عبد الله بن العباس الحماوي بحماة، ثنا المسيب بن واضح، ثنا الوليد بن محمد الموقري، عن الزهري قال: حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: رأيت

⦗ص: 89⦘

رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح التكبير في الصلاة رفع يديه حين يكبر، جعلها حذو منكبيه، ثم إذا كبر فعل مثل ذلك، ثم قال:((سمع الله لمن حمده)) فعل مثل ذلك، ثم قال:((ربنا لك الحمد)) ، ولا يفعل ذلك حين يسجد ولا حين يرفع رأسه من السجود.

ص: 88

36-

أخبرنا أبو يوسف محمد بن سفيان الصفار بالمصيصة، ثنا محمد -يعني: ابن آدم بن سليمان المصيصي- ثنا محمد ابن السماك، عن الأجلح، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أتى الجمعة فليغتسل)) .

ص: 89

37-

أخبرني أبو عمرو محمد بن القاسم بن سنان الدقاق بالمصيصة، ثنا هارون -يعني: ابن زياد الجنابي- ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن عرفجة بن شراحيل الأشجعي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنها ستكون هنات وهنات)) ومد صوته بالآخرة: ((فمن أراد أن يفرق بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأمرها جامعٌ فاقتلوه كائناً من كان)) ، ثم استقبل عرفجة القبلة، فقال: والله الذي لا إله إلا هو لقد قال: اقتلوه كائناً من كان، ما استثنى أحداً.

ص: 90

38-

أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن السري بن يحيى التميمي بالكوفة، ثنا عبد الله بن سعيد -يعني: الكندي- ثنا عبدة -يعني: ابن سليمان- عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقولن أحدكم الكرم

⦗ص: 91⦘

فإن الكرم قلب المؤمن)) .

ص: 90

39-

أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الحميد الفرغاني بدمشق، ثنا السري بن عاصم، ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: أضاف النبي صلى الله عليه وسلم أعرابياً، فطلب له شيئا، فلم يجده إلا لقمةً من سلتٍ، فجعل يجزئها، فأكل منها الأعرابي، حتى تضلع، وفضل فضلةٌ، فجعل ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: إنك لرجلٌ صالح.

ص: 91