المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌آثار السلف في لزوم الأثر - قاعدة مختصرة في وجوب طاعة الله ورسوله وولاة الأمور

[ابن تيمية]

الفصل: ‌آثار السلف في لزوم الأثر

قاعدة مختصرة في وجوب طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمور

تأليف: شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –

تحقيق: عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر

بسم الله الرحمن الرحيم

ال‌

‌مقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عل نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

وبعد. فإن منهج أهل السنة- والجماعة مع ولاة أمرهم منهجٌ عدلٌ وسطٌ يقوم على أساس الإتباع ولزوم الأثر كما هو شأنهم في سائر أمور الدين، فهم يقتدون ولا يبتدون، ويتبعون ولا يبتدعون، ولا يعارضون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقولهم وأفكارهم وأهوائهم.

ص: 3

‌آثار السلف في لزوم الأثر

قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه: "إنا نقتدي ولا نبتدي، ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالأثر"1.

وقال: "إياكم والتبدع والتنطع والتعمق، وعليكم بالعتيق "

1 رواه اللالكائي في شرح الاعتقاد (1/ 86) .

ص: 3

وقال: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، وكل بدعة ضلالة".

وقال: "إنها ستكون أمور مشتبهات فعليكم بالتُّؤدة، فإنك أن تكون تابعاً في الخير خيرٌ من أن تكون رأساً في الشر".

وقال: "إنكم اليوم على الفطرة، وستحدثون ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثاً فعليكم بالهدي الأول ".

وقال: "عليكم بالطريق فلئن لزمتموه لقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن خالفتموه يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً"1.

وكتب الخليفة عمر بن عبد العزيز- رحمه الله إلى بعض عماله: "أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره وإتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون بعده فيما جرت به سنته وكُفوا مؤنته، واعلم أنه لم يبتدع إنسان بدعة إلا قدم قبلها ما هو دليل عليها وعبرة فيها، فعليك

1 روى هده الآثار الخمسة عن ابن مسعود- رضي الله عنه ابنُ بطة في الإنابة (1/321، 324، 328، 330، 332) .

ص: 4

بلزوم السنة، فإنها لك- بإذن الله- عصمة، واعلم أن من سن السنن قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والتعمق والحمق، فإن السابقين عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، وكانوا هم أقوى على البحث ولم يبحثوا"1.

وقال محمد بن سيرين- رحمه الله: (كانوا يقولون: إذا كان الرجل على الأثر فهو على الطريق"2.

وقال الأوزاعي- رحمه الله: "نَدُور مع السنة حيث دارت"3.

وقال أبو العالية الرياحي: "تعلموا الإسلام فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم، فإن الصراط المستقيم الإسلام، ولا تنحرفوا عن الصراط المستقيم يميناً وشمالاً، وعليكم بسنة نبيكم، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين أهلها العداوة والبغضاء"4.

1 رواه ابن بطة في الإبانة (1/ 321) .

2 رواه ابن بطة في الإبانة (1/357) .

3 رواه اللالكائي في شرخ الاعتقاد (1/ 64) .

4 رواه ابن بطة في الإبانة (1/338) .

ص: 5