المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب المبادرة بالعمل - قصر الأمل لابن أبي الدنيا

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌باب المبادرة بالعمل

‌بَابُ الْمُبَادَرَةِ بِالْعَمَلِ

ص: 85

109 -

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجِيَانِيُّ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ. . . فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى ابْنِ الْمَنْصُورِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَرَّرُ بْنُ هَارُونَ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْرَجَ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا: مَا تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا

⦗ص: 88⦘

، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الْمَسِيحَ فَشَرٌّ مُنْتَظَرٌ، أَوِ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ "

ص: 87

110 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ بْنِ فَيْرُوزَ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا يَنْتَظِرُ أَحَدُهُمْ إِلَّا غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ، فَالدَّجَّالُ شَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ»

ص: 88

111 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ "

ص: 89

112 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ غُنَيْمَ بْنَ قَيْسٍ، قَالَ:" كُنَّا نَتَوَاعَظُ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ: ابْنَ آدَمَ اعْمَلْ فِي فَرَاغِكَ لِشُغْلِكَ، وَفِي شَبَابِكَ لِكِبَرِكَ، وَفِي صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَفِي دُنْيَاكَ لِآخِرَتِكَ، وَفِي حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ "

ص: 89

113 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 90⦘

: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ "

ص: 89

114 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ النَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَكَانَ يَنْزِلُ عِنْدَ مَسْجِدِ أَبِي. .، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْحَكَمِ، وَكَانَ يَنْزِلُ. .، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ

⦗ص: 91⦘

: " غَنِيمَتَانِ غَنِمَهُمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ "

ص: 90

115 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بُكَيْرَ بْنَ فَيْرُوزَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ»

ص: 91

116 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، وَجَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»

ص: 92

117 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ. . . .، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ. . .، عَنْ زَيْدٍ السَّلِيمِيِّ،: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَنِسَ مِنْ أَصْحَابِهِ غَفْلَةً، أَوْ غِرَّةً، نَادَى فِيهِمْ بِصَوْتٍ رَفِيعٍ:«أَتَتْكُمُ الْمَنِيَّةُ رَاتِبَةً لَازِمَةً، إِمَّا بِشَقَاوَةٍ وَإِمَّا بِسَعَادَةٍ»

ص: 92

118 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي ضِمَامُ بْنُ

⦗ص: 93⦘

إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَنَا النَّذِيرُ، وَالْمَوْتُ الْمُغِيرُ، وَالسَّاعَةُ الْمَوْعِدُ»

ص: 92

119 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ بِنَهَارٍ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَنَا، فَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا أَخْبَرَ بِهِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ، قَالَ: وَجَعَلَ النَّاسُ يَتَلَفَّتُونَ إِلَى الشَّمْسِ هَلْ بَقِيَ مِنْهَا شَيْءٌ؟ فَقَالَ: «أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ»

ص: 93

120 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالشَّمْسُ عَلَى أَطْرَافِ السَّعَفِ، فَقَالَ:«مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مِثْلُ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا. . مَضَى مِنْهُ»

ص: 94

121 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ

⦗ص: 95⦘

: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ عِنْدَ مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ فَقَالَ: «وَمَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى»

ص: 94

122 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَيَانٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ خَلَفُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ هَذِهِ الدُّنْيَا مَثَلُ ثَوْبٍ شُقَّ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، فَبَقِيَ مُتَعَلِّقًا بِخَيْطٍ فِي آخِرِهِ، فَيُوشِكُ ذَلِكَ الْخَيْطُ أَنْ يَنْقَطِعَ»

ص: 95

123 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْأَدَمِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ عز وجل جَعَلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا قَلِيلًا، فَمَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا قَلِيلٌ مِنْ قَلِيلٍ، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنْهَا كَعَيْنِ الْغَدِيرِ، شُرِبَ صَفْوُهُ وَبَقِيَ كَدَرُهُ»

ص: 96

124 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْأَدَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَطَبَ فَذَكَرَ السَّاعَةَ، رَفَعَ صَوْتَهُ، وَاحْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ، كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ:«صَبَّحْتُكُمْ أَوْ مَسَّيْتُكُمْ» ، ثُمَّ يَقُولُ:«بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ» ، يُفَرِّقُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالَّتِي تَلِيهَا:«صَبَّحَتْكُمُ السَّاعَةُ وَمَسَّتْكُمْ»

ص: 96

125 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ

⦗ص: 97⦘

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ»

ص: 96

126 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ قَالَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فَرَاحَ وَتَرَكَهَا»

ص: 97

127 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ وَمَا لِلدُّنْيَا وَمَا لِي؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ سَارٍ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا»

ص: 98

128 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ذَاتَ يَوْمٍ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ قُطْنٍ، فَنَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَقَالَ:«رَأَيْتُنِي فِيمَا يَرَى الْإِنْسَانُ. . إِلَّا لَهُ، وَيُؤْلَفُ الْمَالُ وَالْوَلَدُ. وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَنَفْجَةِ أَرْنَبٍ»

ص: 98

129 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَاشِدٌ أَبُو مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:" {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل: 7] ، قَالَ: النَّوْمُ وَالْفَرَاغُ "

ص: 99

130 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مَعْمَرٍ، عَنِ الْجَلَدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ:«أَشَدُّ الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصَّحِيحِ الْفَارِغِ»

ص: 99

131 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ

⦗ص: 100⦘

: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الأنعام: 125]، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ النُّورَ إِذَا دَخَلَ الصَّدْرَ انْفَسَحَ» ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِذَلِكَ مِنْ عَلَامَةٍ تُعْرَفُ بِهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالْإِنَابَةُ إِلَى دَار ِالْخُلُودِ، وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ»

ص: 99

132 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2]" أَيْ: أَيُّكُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُ لَهُ اسْتِعْدَادًا، وَأَشَدُّ مِنْهُ خَوْفًا، فَاحْذَرُوا "

ص: 100

133 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «لَقَدْ نَغَّصَ هَذَا الْمَوْتُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَا هُمْ فِيهِ مِنْ غَضَارَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا، فَبَيْنَمَا هُمْ فِيهَا كَذَلِكَ وَعَلَى ذَلِكَ، أَتَاهُمْ حِيَاضُ

⦗ص: 101⦘

الْمَوْتِ فَاخْتَرَمَهُمْ، فَالْوَيْلُ، وَالْحَسْرَةُ هُنَالِكَ لِمَنْ لَمْ يَحْذَرِ الْمَوْتَ وَيَذْكُرْهُ فِي الرَّخَاءِ، فَيُقَدِّمُ لِنَفْسِهِ خَيْرًا يَجِدُهُ بَعْدَمَا فَارَقَ الدُّنْيَا وَأَهْلَهَا» ، قَالَ: ثُمَّ غَلَبَهُ الْبُكَاءُ فَقَامَ

ص: 100

134 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ:«أَيْنَ الْوِضَاءُ وَالْحَسَنَةُ وُجُوهُهُمْ، الْمُعْجَبُونَ بِشَبَابِهِمْ؟ أَيْنَ الْمُلُوكُ الَّذِينَ بَنَوُا الْمَدَائِنَ وَحَصَّنُوهَا بِالْحِيطَانِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُعْطَوْنَ الْغَلَبَةَ فِي مَوَاطِنِ الْحَرْبِ؟ قَدْ تَضَعْضَعَ بِهِمُ الدَّهْرُ وَأَصْبَحُوا فِي ظُلُمَاتِ الْقُبُورِ الْوَحَاءَ الْوَحَاءَ، النَّجَاءَ النَّجَاءَ»

ص: 101

135 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي

⦗ص: 102⦘

خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ. . .، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، أَنَّ حُذَيْفَةَ كَانَ يَقُولُ:" مَا مِنْ صَبَاحٍ، وَلَا مَسَاءٍ إِلَّا وَمُنَادٍ يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ وَإِنَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عز وجل: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ} [المدثر: 36] قَالَ: فِي الْمَوْتِ، {أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر: 37] قَالَ: فِي الْمَوْتِ "

ص: 101

136 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَزِيغٌ الْهِلَالِيُّ، عَنْ سُحَيْمٍ مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ:«أَرِحْنِي بِحَاجَتِكَ فَإِنِّي أُبَادِرُ» قُلْتُ: وَمَا تُبَادِرُ؟ قَالَ: «مَلَكَ الْمَوْتِ، رَحِمَكَ اللَّهُ»

⦗ص: 103⦘

، قَالَ: فَقُمْتُ عَنْهُ، وَقَامَ إِلَى صَلَاتِهِ

ص: 102

137 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ مَعْبِدٍ، قَالَ: مَرَّ دَاوُدُ الطَّائِيُّ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ:«دَعْنِي فَإِنِّي إِنَّمَا أُبَادِرُ خُرُوجَ نَفْسِي»

ص: 103

139 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الطَّائِيُّ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: «التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ، إِلَّا فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ»

ص: 104

140 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:«أَلَا مَثَلُ الْمُؤَمِّلِ بِمَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ فِي قَبْرِهِ، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ؛ فَاغْتَنِمُوا الْمُبَادَرَةَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فِي الْمُهْلَةِ»

ص: 104

141 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَفْوَانَ، قَالَ

⦗ص: 105⦘

: كُنَّا مَعَ الْحَسَنِ فِي جِنَازَةٍ، فَقَالَ:«رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً عَمِلَ لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ، إِنَّكُمُ الْيَوْمَ تَقْدِرُونَ عَلَى مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِخْوَانُكُمْ هَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ، فَاغْتَنِمُوا الصِّحَّةَ وَالْفَرَاغَ، قَبْلَ يَوْمِ الْفَزْعَةِ وَالْحِسَابِ»

ص: 104

142 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَبِيبًا أَبَا مُحَمَّدٍ يَقُولُ: «ان كهان، منسسان» فَإِنَّ الْمَوْتَ يَطْلُبُكُمْ ". تَفْسِيرُهُ: لَا تَقْعُدُوا فُرَّاغًا

ص: 105

143 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26]، قَالَ:«فَلْيُبَادِرِ الْمُبَادِرُونَ»

ص: 105

144 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ أَبُو يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ لِنَفْسِهِ

⦗ص: 106⦘

: «وَيْحَكِ بَادِرِي قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكِ الْأَمْرُ، وَيْحَكِ بَادِرِي قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكِ الْأَمْرُ، وَيْحَكِ بَادِرِي قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكِ الْأَمْرُ» قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ سِتِّينَ مَرَّةً

ص: 105

145 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ: قَرَأْتُ كِتَابَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي عُمَرَ: «كُلُّ يَوْمٍ يَعِيشُهُ الْمُؤْمِنُ غَنِيمَةٌ»

ص: 106

146 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ. . . قَالَ. . .: كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ فِي مَوْعِظَتِهِ: " الْمُبَادَرَةُ عِبَادَةٌ، الْمُبَادَرَةُ، فَإِنَّمَا هِيَ الْأَنْفَاسُ، لَوْ قَدْ حُبِسَتِ انْقَطَعَتْ عَنْكُمْ أَعْمَالُكُمُ الَّتِي تُقَرَّبُونَ بِهَا إِلَى اللَّهِ عز وجل، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً نَظَرَ لِنَفْسِهِ، وَبَكَى عَلَى ذُنُوبِهِ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ

⦗ص: 107⦘

: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} [مريم: 84] "، ثُمَّ يَبْكِي وَيَقُولُ:«آخِرُ الْعَدَدِ خُرُوجُ نَفْسِكَ، آخِرُ الْعَدَدِ فِرَاقُ أَهْلِكَ، آخِرُ الْعَدَدِ دُخُولُكَ فِي قَبْرِكَ»

ص: 106

147 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ:{إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} [مريم: 84] : «النَّفَسُ»

ص: 107

148 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِابْنِهِ - وَكَانَ أَفْسَدَ مَالًا لَهُ فِي الْبَاطِلِ: «أَيْ بُنَيَّ ، لَا الدَّهْرُ يَعِظُكَ، وَلَا الْأَيَّامُ تَزْجُرُكَ، وَالسَّاعَاتُ تُعَدُّ عَلَيْكَ، وَالْأَنْفَاسُ تُعَدُّ مِنْكَ، أَحَبُّ أَمْرَيْكَ إِلَيْكَ أَرْجَعُهُمَا الْمَصَرَّةَ عَلَيْكَ»

ص: 107

149 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ

⦗ص: 108⦘

عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْمُقْرِئَ، يَقُولُ. . . دَخَلَ:«إِنِّي لَأَغْتَنِمُ النَّصِيحَةَ مَخَافَةَ أَنْ تَفُوتَنِي»

ص: 107

150 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اجْتَهَدَ الْأَشْعَرِيُّ قَبْلَ مَوْتِهِ اجْتِهَادًا شَدِيدًا، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَمْسَكَتَ أَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ بَعْضَ الرِّفْقِ؟ فَقَالَ: «إِنَّ الْخَيْلَ إِذَا أُرْسِلَتْ فَقَارَبَتْ رَأْسَ مُجْرَاهَا، أَخْرَجَتْ جَمِيعَ مَا عِنْدَهَا، وَالَّذِي بَقِيَ مِنْ أَجْلِي أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ» . قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ

ص: 108

151 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ بْنُ أَبِي

⦗ص: 109⦘

سَمِينَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُعَلَّى الْبَيْرُوتِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، قَالَ: صَامَ أَبُو مُوسَى حَتَّى عَادَ كَأَنَّهُ خِلَالٌ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَجْمَمْتَ نَفْسَكَ، فَقَالَ:«أَيْهَاتَ إِنَّمَا يَسْبِقُ مِنَ الْخَيْلِ الْمُضَمَّرَةُ» ، وَرُبَّمَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ فَيَقُولُ لِامْرَأَتِهِ:«شُدِّي رَحْلَكَ، فَلَيْسَ عَلَى جَسْرِ جَهَنَّمَ مَعْبَرٌ»

ص: 108

153 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ أَبُو نُبَاتَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي حَازِمٍ الْأَعْرَجِ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا حَازِمٍ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: «أَجِدُنِي بِخَيْرٍ، أَجِدُنِي رَاجِيًا اللَّهَ، حَسَنَ الظَّنِّ بِهِ» ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا يَسْتَوِي مَنْ غَدَا وَرَاحَ يَعْمُرُ عَقْدَ الْآخِرَةِ لِنَفْسِهِ فَيُقَدِّمَهَا أَمَامَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ الْمَوْتُ حَتَّى يَقْدَمَ عَلَيْهَا فَيَقُومَ لَهَا وَتَقُومَ

⦗ص: 111⦘

لَهُ، وَمَنْ غَدَا وَرَاحَ فِي عَقْدِ الدُّنْيَا يَعْمُرُهَا لِغَيْرِهِ وَيَرْجِعُ إِلَى الْآخِرَةِ لَا حَظَّ لَهُ فِيهَا وَلَا نَصِيبَ»

ص: 110

154 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ بَشِيرٍ، يَتَمَثَّلُ هَذَا الْبَيْتَ فِي قَصَصِهِ: «

[البحر البسيط]

وَغَائِبُ الْمَوْتِ لَا تَرْجُونَ رَجْعَتَهُ

إِذَا ذَوُو سَفَرٍ مِنْ غِيبَةٍ رَجَعُوا» ،

قَالَ: ثُمَّ يَبْكِي، وَيَقُولُ:«هُوَ وَاللَّهِ السَّفَرُ الْبَعِيدُ، فَتَزَوَّدُوا لِمَرَاحِلِهِ، فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ فِي مِثْلِ أُمْنِيَّتِهِمْ، فَبَادِرُوا الْمَوْتَ، فَاعْمَلُوا لَهُ قَبْلَ حُلُولِهِ» قَالَ: ثُمَّ بَكَى

ص: 111

155 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ حَسَّانَ بْنَ أَبِي سِنَانٍ، يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِهِ

⦗ص: 112⦘

: «بَادِرِ انْقِطَاعَ عَمَلِكَ، فَإِنَّ الْمَوْتَ إِذَا جَاءَ انْقَطَعَ الْبُرْهَانُ»

ص: 111

156 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا. . . التَّغْلِبِيُّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْمَلِيحُ مَوْلَى. . .، عَنْ فُرَاتِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ: «أُصْبِحُ عَلَى وَجَلٍ وَأُمْسِي عَلَى وَجَلٍ»

ص: 112

157 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ بَعَثَهُ عَدِيُّ بْنُ أَرْطَاةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَخْطُبُ، وَيَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ:«وَاللَّهِ مَا هِيَ إِلَّا الْآخِرَةُ، أَلَا فَاعْمَلُوا الْخَيْرَ مَا دُعِيتُمْ إِلَيْهِ، وَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا وَالْمُهْلَةُ فِيهَا، فَعَنْ قَلِيلٍ تُنْقَلُونَ إِلَى غَيْرِهَا تُوشِكُونَ، فَاللَّهَ اللَّهَ عَلَى اللَّهِ فِي أَنْفُسِكُمْ، فَبَادِرُوا بِهَا الْمَوْتَ قَبْلَ حُلُولِ الْمَوْتِ، فَلَا يَطُولُ بِكُمُ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، وَتَكُونُوا كَقَوْمٍ دُعُوا إِلَى. . . فَقَصَّرُوا بَعْدَ. . . قَصَّرُوا عِنْدَ الْآخِرَةِ» قَالَ: ثُمَّ نَحَبَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ

ص: 112

158 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنِي مُطِيعُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ، يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ:" رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً نَظَرَ لِنَفْسِهِ بَادِرًا فَوْتَهَا قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْمَوْتُ بِهَا، قَالَ: ثُمَّ يَنْزِلُ الْمَوْتُ بِهَا "، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَبْكِي

ص: 113

159 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَسُورُ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْشَلِيُّ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ النَّهْشَلِيِّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ وَهُوَ يُومِئُ بِرَأْسِهِ يَرْفَعُهُ وَيَضَعُهُ كَأَنَّهُ يُصَلِّي، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: «إِنَّنِي أُبَادِرُ طَيَّ الصَّحِيفَةِ»

ص: 113

160 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ

⦗ص: 114⦘

، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ بَرَّةَ، «عَجِبْتُ لِلْخَلَائِقِ كَيْفَ ذُهِلُوا عَنْ أَمْرٍ حَقٍّ تَرَاهُ عُيُونُهُمْ، وَتَشْهَدُ عَلَيْهِ مَعَاقِدُ قُلُوبِهِمْ إِيمَانًا وَتَصْدِيقًا بِمَا جَاءَ بِهِ الْمُرْسَلُونَ، ثُمَّ هَاهُمْ فِي غَفْلَةٍ عَنْهُ، سُكَارَى يَلْعَبُونَ»

ص: 113

161 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْخُلَفَاءِ عَلَى الْمِنْبَرِ: " اتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَكُونُوا قَوْمًا صِيحَ بِهِمْ فَانْتَبَهُوا، وَعَلِمُوا أَنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ لَهُمْ بِدَارٍ، فَاسْتَبْدِلُوا، وَاسْتَعِدُّوا لِلْمَوْتِ فَقَدْ أَظَلَّكُمْ، وَتَرَحَّلُوا فَقَدْ جُدَّ بِكُمْ، وَإِنَّ غَايَةً تُنْقِصُهَا اللَّحْظَةُ وَتَهْدِمُهَا السَّاعَةُ لَجَدِيرَةٌ بِقِصَرِ الْمُدَّةِ، وَإِنَّ غَائِبًا يَجِدُّ بِهِ الْجَدِيدَانِ: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، لَحَرِيٌّ بِسُرْعَةِ الْأَوْبَةِ، وَإِنَّ قَادِمًا يَحُلُّ بِالْفَوْزِ أَوِ الشِّقْوَةِ لَمُسْتَحِقٌ لِأَفْضَلِ الْعُدَّةِ، فَالتَّقِيُّ عِنْدَ رَبِّهِ مَنْ نَاصَحَ نَفْسَهُ، وَقَدَّمَ تَوْبَتَهُ، وَغَلَبَ شَهْوَتَهُ، فَإِنَّ أَجَلَهُ مَسْتُورٌ عَنْهُ، وَأَمَلَهُ خَادِعٌ لَهُ، وَالشَّيْطَانُ مُوَكَّلٌ بِهِ يُمَنِّيهِ التَّوْبَةَ لِيُسَوِّفَهَا، وَيُزَيِّنُ إِلَيْهِ الْمَعْصِيَةَ لِيَرْتَكِبَهَا، حَتَّى تَهْجُمَ مَنِيَّتُهُ عَلَيْهِ أَغْفَلَ مَا يَكُونُ عَنْهَا، وَإِنَّهُ مَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ إِلَّا الْمَوْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ ،

⦗ص: 115⦘

فَيَالَهَا حَسْرَةً عَلَى كُلِّ ذِي غَفْلَةٍ، أَنْ يَكُونَ عُمْرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً، وَأَنْ تُرْدِيَهُ أَيَّامُهُ إِلَى شِقْوَةٍ، جَعَلَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ لَا تُبِّطُرُهُ نِعْمَةٌ، وَلَا تَقْصُرُ بِهِ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ مَعْصِيَةٌ، وَلَا يَحُلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ حَسْرَةٌ، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاءِ، وَإِنَّهُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَإِنَّهُ فَعَّالٌ لِمَا يَشَاءُ "

ص: 114

162 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ هُبَيْرَةَ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَيُّوبَ النُّمَيْرِيُّ وَالِيًا مِنْ قِبَلِ أَبِي جَعْفَرٍ، فَاسْتَحْفَيْنَاهُ، فَخَطَبَنَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فِي سَمَائِهِ، وَقَهَرَ فِي مُلْكِهِ، وَعَدَلَ فِي حُكْمِهِ، وَسُمِّيَ الْجَبَّارَ، لِجَبَرُوتِهِ فَلَهُ الْأَسْمَاءُ وَالْأَمْثَالُ الْعُلَا، يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، وَهُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى أَحْمَدُهُ عَلَى تَوَالِي مِنَنِهِ، وَتَظَاهُرِ نِعَمِهِ، وَأَعُوذُ بِجَلَالِهِ وَ. . . مِنْ سَطَوَاتِهِ وَنِقَمِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِوَحْيٍ مَنْظُومٍ، وَأَمْرٍ مَعْلُومٍ، وَخَتْمٍ مَعْزُومٍ، فَنَطَقَ

⦗ص: 116⦘

بِالصِّدْقِ، وَدَعَا إِلَى الْحَقِّ، وَكَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عز وجل رَءُوفًا رَحِيمًا، صلى الله عليه وسلم، أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا، فَلَقَدْ صَحَبَهَا أَقْوَامٌ، فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَتْ لَهُمْ، وَلَا بَقُوا عَلَيْهَا بَلْ تَخَرَّمَتْهُمُ الْآجَالُ، وَأَفْنَتْهُمُ الْمَنَايَا فَصَارَتْ مَنَازِلُهُمْ حُفَرًا، وَصَارُوا لِلْقُبُورِ سُكَّانًا، وَلِلْأَمْوَاتِ جِيرَانًا، فَبَادِرُوا الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ مِنْكُمْ بِحَوَالِئِهِ، وَيُمَكَّنُ مِنْكُمْ بِمَخَالِبِهِ فَيُطْفِئَ الْأَبْصَارَ نُورَهَا، وَيَحْمِلَ الْأَجْسَادَ إِلَى قُبُورِهَا. . . كَفَنَهُ، وَيُفَرَّقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَكَنِهِ، وَيُلْحَقُ بِسَيِّئِهِ وَحَسَنِهِ، وَيَقِلُّ الرَّدَّ عَنْهُ الْبَوَاكِي، وَتُوُلَّى عَنْهُ الْأَكُفُّ الْحَوَانِي، وَيَصِيرُ بِمَنْزِلَةِ الْغَرِيبِ الثَّاوِي وَلَا يُمَدُّ لَهُ فِي الْأَجَلِ، وَلَا يُعَدَّدُ بِالْعِلَلِ، وَلَا يُؤَخَّرُ لِلْعَمَلِ، وَقَبْلَ الْيَوْمِ الْعَسِيرِ، وَالشَّرِّ الْمُسْتَطِيرِ»

ص: 115

163 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ الْجُشَمِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جُنَاحٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، كَانَ يَقُولُ:«النَّاسُ بَيْنَ مُنْذَرٍ وَمُضْمَرٍ بِخُرُوجِ الْعَاهَاتِ. . . عِنْدَ الْقَبْرِ»

ص: 116

164 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا

⦗ص: 117⦘

حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:«الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ، وَغَدًا السِّبَاقُ، وَالسَّبَقَةُ الْجَنَّةُ، وَالْغَايَةُ النَّارُ»

ص: 116

165 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُطَّافٍ، عَنِ الْحَسَنِ:{الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} [محمد: 25] قَالَ: «زَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَايَا، وَمَدَّ لَهُمْ فِي الْأَمَلِ»

ص: 117

166 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ عز وجل: {فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} [الحديد: 14]، قَالَ:«بِالشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ» ، {وَتَرَبَّصْتُمْ} [الحديد: 14] ، قَالَ:«بِالتَّوْبَةِ» ، {وَارْتَبْتُمْ} [الحديد: 14] قَالَ: «شَكَكْتُمْ» {حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} [الحديد: 14]، قَالَ:«الْمَوْتُ» ، {وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغُرُورُ} [الحديد: 14]

⦗ص: 118⦘

، قَالَ:«الشَّيْطَانُ»

167 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ، عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ، مِثْلَهُ

ص: 117

168 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، عَنْ. . . قَالَ: إِنَّ حُسَيْنَ بْنَ رُسْتُمَ الْأُبُلِّيَّ دَخَلَ عَلَى قَوْمٍ وَهُوَ صَائِمٌ، فَقَالُوا لَهُ. . . اللَّهُ عز وجل وَعَدَلُوا قَالَ:«كَزَمَانٍ أَخْلَفَ اللَّهُ حَالَ عَدَمِهِ؟»

ص: 118

169 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: دَعَا قَوْمٌ رَجُلًا إِلَى طَعَامٍ فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدٍ حَرُّهُ، فَقَالَ:«إِنِّي صَائِمٌ» ، فَقَالُوا: أَفِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ؟، قَالَ:«أَفَأَغْبِنُ أَيَّامِيَ إِذًا؟»

ص: 118

170 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُمَرَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ

⦗ص: 119⦘

عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ، يَقُولُ:«مَا مَضَى فَكَأَنْ لَمْ يَكُنْ، وَمَا هُوَ آتٍ فَكَأَنْ قَدْ كَانَ، فَاجْعَلْ مَا هُوَ آتٍ كَشَيْءٍ مِمَّا مَضَى فَأَنْتَ تَتَذَكَّرَهُ، فَإِنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيْكُمْ أَنْفُسُكُمْ وَالْمَوْتُ. . . مِنْهُ وَاللَّهُ بِالْمِرْصَادِ، وَإِنَّمَا يَخْرُجُ. . . عَلَى آخِرِ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ»

ص: 118

ص: 119

172 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ

⦗ص: 120⦘

: «ابْنَ آدَمَ ، جَمْعًا جَمْعًا، سَرْطًا سَرْطًا، جَمْعًا فِي وِعَاءٍ، وَشَدًّا فِي وِكَاءٍ، وَرُكُوبَ الذَّلُولِ، وَلَبُوسَ اللِّينِ» ، ثُمَّ قِيلَ: مَاتَ فَأَفْضَى - وَاللَّهِ - إِلَى الْآخِرَةِ

ص: 119

173 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ أَصْبَحَ إِلَّا وَهُوَ ضَيْفٌ، وَمَالُهُ عَارِيَةٌ وَالضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ لِيَنْطَلِقَ، وَالْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ»

ص: 120

174 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «تَرَوْنَ بُيُوتَكُمْ هَذِهِ مَحْشُوَّةً مِثْلَ الرُّمَّانَةِ، إِذَا أُمْسِيَتْ مِنْ أَهْلِهَا بَلَاقِعُ؟ كَذَلِكَ الْآخِرَةُ تَجِئُ فَتَذْهَبَ بِالدُّنْيَا»

ص: 120

175 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ

⦗ص: 121⦘

: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ، وَ. . . بْنَ شَبِيبٍ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ:«إِنَّهَا وَاللَّهِ مَا هِيَ الدُّنْيَا، وَلَكِنَّهَا الْآخِرَةُ، إِنَّمَا الدُّنْيَا كَمَنْزِلٍ نَزَلَهُ صَاحِبُهُ، ثُمَّ رَحَلَ، أَوْ حَلَّ ثُمَّ ظَعَنَ، فَلَا يَكُنْ لَكُمْ هَمًّا وَلَا حُزْنًا وَلَا شَجَنًا» ، فَقَالَ مَيْمُونٌ: كَلِمَةٌ. . . «اللَّهُمَّ لَا تَمْقُتْنِي»

ص: 120

176 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلًا، وَحَيَّاكُمُ اللَّهُ بِالسَّلَامِ، وَأَحَلَّنَا وَإِيَّاكُمْ دَارَ الْمُقَامِ، هَذِهِ عَلَانِيَةٌ حَسَنَةٌ إِنْ صَبَرْتُمْ وَصَدَّقْتُمْ وَاتَّقَيْتُمْ، فَلَا يَكُنْ حَظُّكُمْ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ - رَحِمَكُمُ اللَّهُ - أَنْ تَسْمَعُوا بِهَذِهِ الْأُذُنِ وَيَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ الْأُذُنِ فَإِنَّهُ مَنْ رَأَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَقَدْ رَآهُ غَادِيًا وَرَائِحًا، لَمْ يَضَعْ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا قَصَبَةً عَلَى قَصَبَةٍ، وَلَكِنْ رُفِعَ لَهُ عَلَمٌ فَشَمَّرَ إِلَيْهِ، الْوَحَاءَ الْوَحَاءَ، النَّجَاءَ النَّجَاءَ، عَلَامَ تُعَرِّجُونَ؟

⦗ص: 122⦘

أَتَيْتُمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ كَأَنَّكُمْ وَالْأَمْرُ مَعًا رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا جَعَلَ الْعَيْشَ عَيْشًا وَاحِدًا، فَأَكَلَ كِسْرَةً، وَلَبِسَ خَلَقًا، وَلَزِقَ بِالْأَرْضِ، وَاجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ، وَبَكَى عَلَى الْخَطِيئَةِ، وَهَرَبَ مِنَ الْعُقُوبَةِ، وَابْتَغَى الرَّحْمَةَ، حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ»

ص: 121

177 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ «

[البحر الطويل]

تَسَمَّعْ فَإِنَّ الْمَوْتَ يُنْذِرُ بِالصَّوَى

وَبَادِرْ بِسَاعَاتِ الْبَقَا سَاعَةَ الْمَوْتِ

وَإِنْ كُنْتَ لَا تَدْرِي مَتَى أَنْتَ مَيِّتٌ

فَإِنَّكَ تَدْرِي أَنْ لَا بُدَّ مِنْ مَوْتٍ»

ص: 122

178 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ، لَا تُؤَخِّرِ التَّوْبَةَ، فَإِنَّ الْمَوْتَ يَأْتِي بَغْتَةً»

ص: 122

179 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ، يَذْكُرُ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّهُ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا وَعِنْدَهُ سَابِقٌ الْبَرْبَرِيُّ الشَّاعِرُ وَهُوَ يُنْشِدُ شِعْرًا، فَانْتَهَى بِشِعْرِهِ إِلَى هَذِهِ الْأَبْيَاتِ:

[البحر الطويل]

⦗ص: 123⦘

وَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ بَاتَ لِلْمَوْتِ آمِنًا

أَتَتْهُ الْمَنَايَا بَغْتَةً بَعْدَمَا هَجَعْ

وَلَمْ يَسْتَطِعْ إِذْ جَاءَهُ الْمَوْتُ بَغْتَةً

فِرَارًا وَلَا مِنْهُ بِقُوَّتِهِ امْتَنَعْ

فَأَصْبَحَ تَبْكِيهُ النِّسَاءُ مُقَنَّعًا

وَلَا يَسْمَعُ الدَّاعِي وَإِنْ صَوْتَهُ رَفَعْ

وَقُرِّبَ مِنْ لَحْدٍ صَارَ مَقِيلَهُ

وَفَارَقَ مَا قَدْ كَانَ بِالْأَمْسِ قَدْ جَمَعْ

وَلَا يَتْرُكُ الْمَوْتُ الْغَنِيَّ لِمَالِهِ

وَلَا مُعْدَمًا فِي الْحَالِ ذَا حَاجَةٍ يَدَعْ

قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ رضي الله عنه يَبْكِي وَيَضْطَرِبُ، حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ "

ص: 122

180 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ بْنِ أَسْلَمَ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ الْخَزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ، يَرْوِي هَذِهِ الْأَبْيَاتِ: «

[البحر الطويل]

هُوَ الْمَوْتُ لَا ذُو الصَّبْرِ يُنْجِيهُ صَبْرُهُ

وَلَا لِجَزُوعٍ كَارِهِ الْمَوْتِ مَجْزَعُ

⦗ص: 124⦘

أَرَى كُلَّ ذِي نَفْسٍ وَإِنْ طَالَ عُمْرُهَا

وَعَاشَتْ لَهَا سُمٌّ مِنَ الْمَوْتِ مُنْقَعُ

وَكُلُّ امْرِئٍ لَاقٍ مِنَ الْمَوْتِ سَكْرَةً

لَهُ سَاعَةٌ فِيهَا يَذِلُّ وَيُصْرَعُ

فَلِلَّهِ فَانْصَحْ يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّهُ

مَتَى مَا تُخَادِعْهُ فَنَفْسَكَ تَخْدَعُ

وَأَقْبِلْ عَلَى الْبَاقِي مِنَ الْخَيْرِ وَارْجُهُ

وَلَا تَكُ مَا لَا خَيْرَ فِيهِ تَتَبَّعُ

فَإِنَّكَ مَنْ يُعْجِبْكَ لَا تَكُ مِثْلَهُ

إِذَا أَنْتَ لَمْ تَصْنَعْ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ»

ص: 123

181 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كَانَ النَّخَعِيُّ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الدُّنْيَا جُعِلَتْ قَلِيلًا، وَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْ قَلِيلٍ»

ص: 124

182 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ. . . سُلَيْمَانَ، قَالَ: كَتَبَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

⦗ص: 125⦘

: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل وَتَقَدَّسَ، لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ. . . {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67] ، خَلَقَ الدُّنْيَا لَمَّا أَرَادَ، وَجَعَلَ لَهَا مُدَّةً قَصِيرَةً، فَكَانَ مَا بَيْنَ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا سَاعَةٌ مِنَ النَّهَارِ، ثُمَّ قَضَى عَلَيْهَا وَعَلَى أَهْلِهَا الْفِنَاءَ " فَقَالَ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ، لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88]

ص: 124

183 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: قَالَ لِي فُضَيْلٌ الرَّقَاشِيُّ وَأَنَا. . .: " يَا هَذَا، لَا يَشْغَلْكَ كَثْرَةُ النَّاسِ عَنْ نَفْسِكَ، فَإِنَّ الْأَمْرَ يَخْلُصُ إِلَيْكَ دُونَهُمْ وَلَا تَقُلْ: أَذْهَبُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا فَتَنْقَطِعَ عَلَى النَّهَارِ، فَإِنَّ الْأَمْرَ مَحْفُوظٌ عَلَيْكَ، وَلَمْ تَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ طَلَبًا وَلَا أَسْرَعَ إِدْرَاكًا مِنْ حَسَنَةٍ حَدِيثَةٍ لِذَنْبٍ قَدِيمٍ "

ص: 125

184 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ غِفَارٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، فَكَانَ فِي كِتَابِهِ:«إِنَّ الصِّدِّيقِينَ كَانُوا يَسْتَحْيُونَ مِنَ اللَّهِ عز وجل أَنْ يَكُونُوا الْيَوْمَ عَلَى مَنْزِلَةِ أَمْسِ»

ص: 126

185 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُمَرَ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ إِلَى عَبَّادَانَ وَمَعَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَحَفْصٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ فَوَضَعُوا الطَّعَامَ لِيَتَغَدُّوْا، فَقَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ: تَغَدَّ، فَقَالَ:«إِنِّي صَائِمٌ» . قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلَيْسَ قَدْ جَاءَ: لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ؟

⦗ص: 127⦘

، قَالَ:«بَلَى، وَلَكِنَّهَا الْمُبَادَرَةُ»

186 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ. . .، مِنَ الْحَمَّامِ، فَقَالَ: أَيْنَ كُنْتَ؟ قَالَ: فِي الْحَمَّامِ، قَالَ:. . .

ص: 126

.

187 -

مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: عَنْ نَافِعٍ، كَانُوا فِي الْمَدِينَةِ هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ، فَوَضَعُوا سُفْرَةً، فَمَرَّ. . . الرَّاعِي، فَقَالَ. . . مِنْ هَذِهِ السُّفْرَةِ، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: فَتَعَجَّبَ ابْنُ عُمَرَ لِصِيَامِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَفِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ الصَّائِفِ الْحَارِّ؟ أَتَصُومُ وَأَنْتَ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ؟ فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ أُبَادِرُ أَيَّامِي هَذِهِ الْخَالِيَةَ، فَتَعَجَّبَ ابْنُ عُمَرَ وَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنَا شَاةً مِنْ غَنَمِكَ هَذِهِ فَنَعْطِيَكَ ثَمَنَهَا، وَنَذْبَحَهَا فَنَعْطِيَكَ مِنْ لَحْمِهَا مَا تُفْطِرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ الرَّاعِي: إِنَّهَا لَيْسَتْ لِي، إِنَّمَا هِيَ لِمَوْلَاي، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا عَسَيْتَ مَوْلَاكَ قَائِلًا إِذَا. . . سَأَلَكَ عَنْهَا، فَقُلْتَ أكَلَهَا الذِّئْبُ؟ قَالَ: فَتَوَلَّى الرَّاعِي وَهُوَ رَافِعٌ أَصْبِعَتَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ يَقُولُ: فَأَيْنَ اللَّهُ عز وجل؟

⦗ص: 128⦘

قَالَ: فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يُرَدِّدُ قَوْلَ الرَّاعِي وَيَقُولُ: قَالَ الرَّاعِي: فَأَيْنَ اللَّهُ؟ قَالَ: فَبَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَى سَيِّدِهِ، فَاشْتَرَى مِنْهُ الْغَنَمَ وَالرَّاعِيَ، فَأَعْتَقَ الرَّاعِيَ، وَوَهَبَ لَهُ الْغَنَمَ "

ص: 127

188 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، - وَلَيْسَ بِالْقَدَّاحِ - قَالَ: نَزَلَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ مَنْزِلًا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، فَانْقَضَّ عَلَيْهِ رَاعٍ مِنْ جَبَلٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَاعِي، هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ:«إِنَّكَ لَتَصُومُ فِي هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيدِ؟» ، قَالَ: أَفَأَدَعُ أَيَّامِيَ تَذْهَبُ بَاطِلًا؟، فَقَالَ رَوْحُ:«لَقَدْ ضَنِنْتَ بِأَيَّامِكَ يَا رَاعِي، إِذْ جَادَ بِهَا رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ»

ص: 128

189 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ، يَقُولُ

⦗ص: 129⦘

: " نَزَلَتْ فِي الصُّوَّامِ: {بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24] "

ص: 128

190 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: طَلَبْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فِي الْجُمُعَةِ فَأَعْيَتْنِي، فَلَزِمْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ لَكُمْ عِلْمًا فَانْتَهُوا إِلَى عِلْمِكُمْ، وَإِنَّ لَكُمْ نِهَايَةً فَانْتَهُوا إِلَى نِهَايَتِكُمْ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ: بَيْنَ أَجْلٍ قَدْ مَضَى لَا يَدْرِي كَيْفَ يَصْنَعُ اللَّهُ عز وجل فِيهِ، وَبَيْنَ أَجْلٍ قَدْ بَقِيَ لَا يَدْرِي كَيْفَ اللَّهُ صَانِعٌ فِيهِ، فَلْيَتَزَوَّدِ الْمَرْءُ لِنَفْسِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَمَنْ دُنْيَاهُ لِآخِرَتِهِ، وَمِنَ الشَّبَابِ قَبْلَ الْهِرَمِ، وَمِنَ الصِّحَّةِ قَبْلَ السَّقَمِ فَإِنَّكُمْ خُلِقْتُمْ لِلْآخِرَةِ، وَالدُّنْيَا خُلِقَتْ لَكُمْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ، وَمَا بَعْدَ الدُّنْيَا مِنْ دَارٍ إِلَّا الْجَنَّةَ أَوِ النَّارَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عز وجل لِي وَلَكُمْ "

ص: 129

191 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ

⦗ص: 130⦘

سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ: قَدْ رَقَقْتَ وَكَبِرْتَ، فَلَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ، فَقَالَ:" إِنَّ الْخَيْلَ إِذَا أُرْسِلَتْ لِلْحَلَبَةِ قِيلَ: تَأَنَّوْا بِهَا أَوْ تَرَفَّقُوا بِهَا، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْحَلَبَةَ فَلَا تَسْتَبْقُوا مِنْهَا شَيْئًا. . . فَدَعَونِي "

ص: 129

192 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «لَمْ يَفْهَمْ مَوَاعِظَ الزَّمَانِ مَنْ سَكَنَ إِلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِالْأَيَّامِ» ، مَا أَحَثَّ السَّابِقُ لَوْ شَعَرَ بِهِ اللَّاحِقُ. وَالْعُمْرُ قَصِيرٌ، وَالسَّفَرُ بَعِيدٌ فَاسْتَغِلَّ أَيَّامَكَ بِصَلَاحِ سَفَرِكَ الْبَعِيدِ وَ. . . أَهْل. . . بِالْمَكَاسِبِ بِمَا جَمَعْتَهُ قَبْلَ صَيْحَةِ الْأَمْرِ. . . عَنْهُ، فَمَا أَقْرَبَ مَا. . . وَأَقَلَّ الْمُكْثَ فِيمَا. . . .

ص: 130

193 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْأَدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه كَانَ يَتَمَثَّلَ:

[البحر الرمل]

لَا يَغُرَّنْكَ عِشَاءٌ سَاكِنٌ

قَدْ تُوَافَى بِالْمَنِيَّاتِ السَّحَرْ

ص: 130

194 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي 36781 عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَعْرَابِيٍّ مِنْ أَهْلِ الشِّعْرِ وَكَانَ فَصِيحًا: «أَلَا تَقُولُ فِي الزُّهْدِ؟» ، فَقَالَ: بَلَى. وَأَنْشَدَ: «

[البحر الكامل]

صَحِّحْ نَفْسَكَ حَتَّى يَنْجَحَ الْعَمَلُ

مَا دَامَ مُعْتَرِضًا فِي شَأْوِكَ الْمَهَلُ

أُرْسِلْتَ فِي طِوَلٍ فَاسِدٍ دَيْدَنَكَ

مَنْ قَلَّ. . . أَنْ لَا يُرْسَلَ الطِّوَلُ»

ص: 131

195 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَقَالَ:«اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّكُمْ تَغْدُونَ وَتَرُوحُونَ فِي أَجَلٍ قَدْ غُيِّبَ عَنْكُمْ عِلْمُهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَنْقَضِيَ وَأَنْتُمْ فِي عَمَلِ اللَّهِ فَافْعَلُوا وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَسَارِعُوا فِي مُهْلِ أَعْمَارِكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُقْضَى آجَالُكُمْ، فَيَرُدَّكُمْ إِلَى أَسْوَأِ أَعْمَالِكُمْ»

196 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ

⦗ص: 132⦘

،. . .

197 -

أَقْسَمَ. . . عَلَى. . . وَقَدْ وَضَعَ. . . . وَلَنْ يَكُونَ فِي ذَلِكَ الْجَمْعِ. . . إِلَى غَيْرِ الْآخِرَةِ، يَنْتَقِلُ. . . كَلَّا وَاللَّهِ، وَلَكَمْ صُمَّتِ الْآذَانُ عَنِ الْمَوَاعِظِ، وَ. . . الْقُلُوبُ عَنِ الْمَنَافِعِ. فَلَا الْمَوَاعِظُ تَنْفَعُ، وَلَا. . . مَا يَسْتَمِعُ

ص: 131

ص: 132

199 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى بَعْضِ الْخُلَفَاءِ وَأَنْشَدَ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ: «

[البحر الطويل]

حَيَاتُكَ أَنْفَاسٌ تُعَدُّ فَكُلَّمَا

مَضَى نَفَسٌ مِنْهَا انْتَقَصْتَ لَهُ جُزْءًا

فَتُصْبِحَ فِي نَقْصٍ وَتُمْسِي بِمِثْلِهِ

فَمَا لَكَ مَعْقُولٌ تَحُسُّ. . .

يُمِيتُكُ مَا يَحُسُّكَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ

وَيَحْدُوكَ حَادٍ لَا يُرِيدُ بِكَ الْهُزْءَا»

ص: 132

200 -

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ بِقِرَاءَتِي عَلَيهِ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ قِرَاءَةً عَلَيِه فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: وَأَنْشَدَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: "

[البحر السريع]

عُمُرٌ يَنْقَضِي وَذَنْبٌ يَزِيدُ

وَرَقِيبٌ مُحْضَرٌ عَلَيَّ شَهِيدٌ

وَاقْتِرَابٌ مِنَ الْحِمَامِ وَتَأْ

مِيلٌ لِطُولِ الْبَقَا عَصْرٌ جَدِيدُ

أَنَا لَاهٍ وَلِلْمَنِيَّةِ حَتْمٌ

حَيْثُ يَمَّمْتُ مَنْهَلٌ مَوْرُودُ

كُلَّ يَوْمٍ يَمُوتُ مِنِّي جُزْءٌ

وَحَيَاتِي تَنَفُّسٌ مَعْدُودُ

كَمْ أَخٍ قَدْ رُزِئْتُهُ فَهْوَ وَإِنْ

أَضْحَى قَرِيبَ الْمَحِلِّ مِنِّي بَعِيدُ

خَلَسَتْهُ يَدُ الْمَنُونُ فَمَا لِي

خُلْفٌ مِنْهُ فِي الْوَرَى مَوْجُودُ

كَانَ لِي مُؤْنِسًا فَغُودِرَ فِي

نَهَارٍ عَقِيمٍ صَفِيحُهُ مَنْضُودٌ

قُلْ لِنَفْسِي بِوَاعِظَاتِ الْجَدِيدَيْنِ

إِنَّ. . . عَنْ مَنْزِلٍ سَيَبِيدُ

201 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا

⦗ص: 136⦘

إِسْحَاقُ بْنُ. . .، عَنْ. . . كَانَ. . .

ص: 135

202 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَأَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، لِمُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْأَصْبَهَانِيِّ - وَقَدْ رَآهُ -: «

[البحر الطويل]

رَأَيْتُكَ فِي النُّقْصَانِ مُذْ أَنْتَ فِي الْمَهْدِ

تُقَرِّبُكَ السَّاعَاتُ مِنْ سَاعَةِ اللَّحْدِ

سَتَضْحَكُ سِنٌّ بَعْدَ عَيْنٍ تَعَصَّرَتْ

عَلَيْكَ وَإِنْ قَالَتْ بَكَيْتُ مِنَ الْوَجْدِ

أَتَطْمَعُ أَنَّ شَيْخًا لِفَقْدِكَ فَاقِدٌ

لَعَلَّ سُرُورَ الْفَاقِدِينَ مَعَ الْفَقْدِ»

ص: 136