المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌ذَمُّ التَّسْوِيفِ - قصر الأمل لابن أبي الدنيا

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌ ‌ذَمُّ التَّسْوِيفِ

‌ذَمُّ التَّسْوِيفِ

ص: 137

203 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا بِالْعَمَلِ هِرَمًا نَاغِصًا، أَوْ مَوْتًا خَالِسًا، أَوْ مَرَضًا حَابِسًا، أَوْ تَسْوِيفًا مُؤْيِسًا»

ص: 139

204 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ:{وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28] قَالَ: «تَسْرِيفٌ»

ص: 139

205 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:{بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} [القيامة: 5] قَالَ: «يُقَدِّمُ الذَّنْبَ، وَيُؤَخِّرُ التَّوْبَةَ»

ص: 140

206 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قِيلَ لِرَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ: أَوْصِ، قَالَ:«احْذَرُوا سَوْفَ»

ص: 140

207 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، قَالَ

⦗ص: 141⦘

: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ «أَنَّ سَوْفَ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ إِبْلِيسَ»

ص: 140

208 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:«التَّسْوِيفُ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ إِبْلِيسَ عَظِيمٌ، طَالَمَا خَدَعَ بِهِ»

ص: 141

209 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ:{وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} [سبأ: 53]، قَالَ:" إِذَا قِيلَ لَهُمْ: تُوبُوا، قَالُوا: سَوْفَ "

210 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ مِثْلَهُ

ص: 141

211 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَسْلَمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ:{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ: 54]، قَالَ:«التَّوْبَةُ»

ص: 141

212 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو

⦗ص: 142⦘

عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خُرَيْمٍ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ:" يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ إِيَّاكُمْ وَالتَّسْوِيفَ: سَوْفَ أَفْعَلُ، سَوْفَ أَفْعَلُ "

ص: 141

213 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «رَحِمَ اللَّهُ أَمْرَأً أَنْبَهَتْهُ الْمَوَاعِظُ، وَأَحْكَمَتْهُ التَّجَارِبُ، وَأَدَّبَتْهُ الْحِكَمُ، وَلَمْ يُغْرِرْهُ بِسَلَامَةٍ يُشْفِي بِهِ عَلَى هَلَكَةٍ، وَأَرْحَلَ عَنْهُ التَّسْوِيفَ بِعِلْمِهِ بِمَا فِيهِ مِمَّا قَطَعَ بِهِ النَّاسُ مَسَافَةَ آجَالِهِمْ، فَهَجَمَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَوْتِ وَهُمْ غَافِلُونَ»

ص: 142

214 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُرَيْبٍ الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْعَدَوِيُّ - رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ - قَالَ: " كَتَبَ رَجُلٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ إِلَى أَخٍ لَهُ: أَخِي إِيَّاكَ وَتَأْمِيرَ التَّسْوِيفِ عَلَى نَفْسِكَ وَإِمْكَانَهُ مِنْ قَلْبِكَ، فَإِنَّهُ مَحِلُّ الْكَلَالَ، وَمُوئِلُ الْمَلَالَ، وَبِهِ تُقْطَعُ الْآمَالُ، وَبِهِ تَنْقَضِي الْآجَالُ، وَأَنْتَ - أَيْ أَخِي - إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ أَدَلْتَ مِنْ عَزْمِكَ، فَاجْتَمَعَ وَهَوَاكَ عَلَيْهِ فَعَلَاهُ، وَاسْتَرْجَعَا مِنْ يَدَيْكَ مِنَ السَّآمَةِ مَا قَدْ وَلَّى عَنْكَ، وَنَفَاهُ مِنْ جَوَارِحِكَ الْحُزْنُ وَالْمَخَافَةُ، وَأَوْثَقَهُ الشَّوْقُ وَالْمَحَبَّةُ، فَعِنْدَ مُرَاجَعَتِهِ إِيَّاكَ لَا تَنْتَفِعُ نَفْسُكَ مِنْ يَدَيْكَ بِنَافِعَةٍ، وَلَا تُجِيبُكَ إِلَى نَفْعٍ جَارِحَةٌ

⦗ص: 143⦘

. أَيْ أَخِي فَبَادِرْ، ثُمَّ بَادِرْ، فَإِنَّكَ مُبَادَرٌ بِكَ وَأَسْرِعْ، فَإِنَّكَ مَسْرُوعٌ بِكَ، وَكَأَنَّ الْأَمْرَ قَدْ بَغَتَكَ، فَاغْتَبَطْتَ بِالتَّسَرُّعِ، وَنَدِمْتَ عَلَى التَّفْرِيطِ، وَلَا قُوَّةَ بِنَا وَبِكَ إِلَّا بِاللَّهِ "

ص: 142

215 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ الْرَحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:«تَعَوَّدُوا الْخَيْرَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ عَادَةٌ، وَإِيَّاكُمْ وَعَادَةَ السُّوَّافِ مِنْ سَوْفٍ، أَوْ مِنْ سَوْفَ»

ص: 143

216 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي مَحْمُودُ بْنُ الْحَسَنِ قَوْلَهُ:

[البحر الكامل]

زَيَّنْتَ بَيْتَكَ يَا هَذَا وَشَحَنْتَهُ

وَلَعَلَّ غَيْرَكَ صَاحِبُ الْبَيْتِ

وَالْمَرْءُ مُرْتَهَنٌ بِسَوْفَ وَلَيْتَنِي

وَهَلَاكُهُ مِنَ السَّوْفِ وَاللَّيْتِ

⦗ص: 144⦘

مَنْ كَانَتِ الْأَيَّامُ تُسَايِرُهُ بِهِ

فَكَأَنَّهُ قَدْ حَلَّ بِالْمَوْتِ

لِلَّهِ دُرٌّ فَتًى تَدَبَّرَ أَمْرَهُ

فَغَدَا وَرَاحَ مُبَادِرَ الْفَوْتِ

ص: 143

217 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: " بَلَغَنِي أَنَّ أَكْثَرَ، تَلَاقِعِ أَهْلِ النَّارِ: أُفٍّ لِسَوْفَ، أُفٍّ لِسَوْفَ "

ص: 144

218 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ لِمَا تَهُمُّ بِهِ مِنْ فِعْلِ الْخَيْرِ، فَإِنَّ وَقْتَهُ إِذَا زَالَ لَمْ يَعُدْ إِلَيْكَ»

ص: 144

219 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ:«يَا ابْنَ آدَمَ إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ فَإِنَّكَ بِيَوْمِكِ وَلَسْتَ بِغَدٍ، فَإِنْ يَكُ غَدًا لَكَ فَكِسْرٌ فِي غَدٍ كَمَا كَسَبْتَ فِي الْيَوْمِ، وَإِنْ لَا يَكُنْ لَكَ غَدٌ لَمْ تَنْدَمْ عَلَى مَا فَرَّطْتَ فِي الْيَوْمِ»

ص: 144

220 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ: «

[البحر البسيط]

دَعْ عَنْكَ مَا مَنَّتِ اللَّعَلُّ

خَطْبُكَ فَمِنْ نَفْسِكَ الْأَجَلُّ

قَدْ شَمِلَ الشَّيْبُ عَارِضَيْهِ

فَعُمْرُهُ الْأَنْزَرُ الْأَقَلُّ

صَاحَ بِكَ الدَّهْرُ غَيْرَ صَوْتٍ

وَأَنْتَ بِاللَّهْوِ مُسْتَظِلٌّ

أَمَا تَرَى حَادِيَ الْمَنَايَا

مِنْكَ يُوطَّأُ لَهُ الْمَحَلُّ

كَمْ فَرَّقَ الدَّهْرُ مِنْ جَمْعٍ

وَمِنْ كَثِيرٍ رَأَيْتَ قَلُّوا

صِيحَ فِي جَمْعِهِمْ بِصَوْتٍ خَلُّوا

لَهُ الدَّارَ وَاسْتَقِلُّوا

مَنْ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِاللَّيَالِي

زَلَّتْ بِهِ لِلْهَلَاكِ. . . .»

ص: 145

221 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، ثُمَّ اطَّلَعَ فِي الْقَبْرِ فَقَالَ:«يَا لَهَا مِنْ عِظَةٍ يَا لَهَا مِنْ عِظَةٍ - وَمَدَّ صَوْتَهُ بِهَا - لَوْ وَافَقَتْ قَلْبًا حَيًّا» ، ثُمَّ قَالَ:«إِنَّ الْمَوْتَ فَضَحَ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَدَعْ لِذِي لُبٍّ فَرَحًا، فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَخَذَ مِنْهَا قُوتًا مُبْلِغًا، وَهَضَمَ الْفَضْلَ لِيَوْمِ فَقْرِهِ وَحَاجَتِهِ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ قَدْ أَظَلَّكُمْ»

ص: 145

222 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: «مَنَعَ الْبِرُّ النَّوْمَ، وَمَنْ يَخَفْ يُدْلَجْ»

ص: 146

223 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ: «

[البحر الخفيف]

اغْتَنِمْ فِي الْفَرَاغِ فَضْلَ رُكُوعٍ

فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَوْتُكَ بَغْتَةْ

كَمْ صَحِيحٍ رَأَيْتَ مِنْ غَيْرِ سَقَمٍ

ذَهَبَتْ نَفْسُهُ الصَّحِيحَةُ فَلْتَةْ»

ص: 146

224 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو خُزَيْمَةَ النُّمَيْرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ:

[البحر البسيط]

اذْكُرِ الْمَوْتَ غُدْوَةً وَعَشِيَّهْ

وَارْعَ سَاعَاتِكَ الْقِصَارَ الْوَحِيَّةْ "

هَبْكَ قَدْ نِلْتَ كُلَّ مَا تَحْمِلُ الْأَرْ

ضُ فَهَلْ بَعْدَ ذَاكَ إِلَّا الْمَنِيَّةْ؟

ص: 146

225 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ لَهُ مَجْلِسٌ يَأْتِيهُ فِيهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَيَقُولُ:«يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ - وَكُلُّكُمْ رَجُلٌ - اتَّقُوا اللَّهَ وَسَابِقُوا النَّاسَ إِلَى اللَّهِ، وَبَادِرُوا أَنْفُسَكُمْ إِلَى اللَّهِ عز وجل يَعْنِي الْمَوْتَ - وَلَتَسَعْكُمْ بُيُوتُكُمْ، وَلَا يَضُرُّكُمْ أَلَّا يَعْرِفَكُمْ أَحَدٌ»

ص: 146

226 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

⦗ص: 147⦘

: «أَمَّا بَعْدُ، فَكَأَنَّكَ بِآخِرِ مَنْ كُتِبَ عَلَيْهِ الْمَوْتُ قَدْ مَاتَ» ، فَأَجَابَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ:«أَمَّا بَعْدُ، فَكَأَنَّكَ بِالدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ، وَبِالْآخِرَةِ لَمْ تَزَلْ»

ص: 146

227 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ، قَالَ لِأَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَ مَضْجَعَهُ:«أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ، فَلَعَلَّهَا أَنْ تَكُونَ مَنِيَّتِي الَّتِي لَا أَقُومُ فِيهَا ، فَكَانَ هَذَا دَأَبُهُ إِذَا أَرَادَ النَّوْمَ»

ص: 147

228 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَأَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ أَبُو عُشَّانَةَ: «

[البحر البسيط]

يَا بُؤْسَ مَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا بِآمَالِهِ

كَمْ قَدْ تَلَاعَبَتِ الدُّنْيَا بِأَمْثَالِهِ

يُنْشِئُ الْمُلِحُّ عَلَى الدُّنْيَا مَنِيَّتَهْ

بِطُولِ إِدْبَارِهِ فِيهَا وَإِقْبَالِهْ

وَمَا تَزَالُ صُرُوفُ الدَّهْرِ تُحْثِلُهْ

حَتَّى تَقْبِضَهُ مِنْ جَوْفِ سِرْبَالِهْ»

ص: 147

229 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً السَّلِيمِيَّ، سَأَلَ الْحَسَنَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَكَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ

⦗ص: 148⦘

يَنْشَرِحُونَ إِلَى الدُّنْيَا وَالنِّسَاءِ مَعَ عِلْمِهِمْ بِاللَّهِ؟، قَالَ:«نَعَمْ، إِنَّ لِلَّهِ تَرَائِكَ فِي عِبَادِهِ» ، فَقُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَلَا سَأَلْتُهُ مَا التَّرَائِكُ؟ قَالَ: هِبْتُهُ ، فَلَقِيتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، فَأَخْبَرْتُهُ، وَقُلْتُ لَهُ: سَلْهُ، فَلَقِيَهُ، فَسَأَلَهُ كَمَا سَأَلَهُ عَطَاءٌ، فَأَخْبَرَهُ، وَسَكَتَ، فَقُلْتُ: سَلْهُ مَا التَّرَائِكُ؟ قَالَ: أَهَابُهُ ، فَلَقِيتُ أَبَا عُبَيْدَةَ النَّاجِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: أَكْفِيكَ، وَأَقْبَلَ مَعِي، فَلَمَّا صِرْنَا عِنْدَ الْحَسَنِ، قَالَ: اعْفُنِي، فَذَكَرَ الْحَسَنُ يَوْمًا حَدِيثًا، " أَنَّ لِلَّهِ تَرَائِكَ فِي خَلْقِهِ: الْأَجَلُ، وَالْأَمَلُ، وَالنِّسْيَانُ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَنْشَرِحِ النَّبِيُّونَ وَأَهْلُ الْعِلْمِ بِاللَّهِ إِلَى الدُّنْيَا وَالنِّسَاءِ "

ص: 147

230 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْعَبْدِيُّ حَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ

⦗ص: 149⦘

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «النَّفَقَةُ كُلُّهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا هَذَا الْبِنَاءَ، فَلَا خَيْرَ فِيهِ»

ص: 148

231 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«كُلُّ مَا أَنْفَقَ الْعَبْدُ مِنْ نَفَقَةٍ فَعَلَى اللَّهِ خَلَفُهَا ضَامِنًا، إِلَّا نَفَقَةَ بُنْيَانٍ، أَوْ مَعْصِيَةٍ»

ص: 149

232 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ خَالِدٍ

⦗ص: 150⦘

الْأَحْوَلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا لَمْ يُبَارَكْ لِلْعَبْدِ فِي مَالِهِ، جَعَلَهُ اللَّهُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ»

ص: 149

233 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُتَعَالِ بْنُ طَالِبٍ الْقَنْطَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بَعَبْدٍ هَوَانًا أَنْفَقَ مَالَهَ فِي الْبُنْيَانِ، أَوْ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ»

ص: 150

234 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ:«إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَهُ مَالٌ، فَمَنَعَ حَقَّهُ، سُلِّطَ عَلَى أَنْ يُنْفِقَهُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيُؤْجَرُ فِي نَفَقَتِهِ كُلِّهَا إِلَّا فِيمَا يَجْعَلُهُ فِي الْبِنَاءِ وَالطِّينِ»

ص: 151

235 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ قَالَ: فَرَأَى قُبَّةً مِنْ لَبِنٍ فَقَالَ: «لِمَنْ هَذِهِ الْقُبَّةُ»

⦗ص: 152⦘

قِيلَ: لِفُلَانٍ قَالَ: «أَمَا إِنَّ كُلَّ بِنَاءٍ كَلٌّ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَا كَانَ فِي مَسْجِدٍ، أَوْ فِي بِنَاءِ مَسْجِدٍ، أَوْ أَوْ» قَالَ: ثُمَّ مَرَّ فَلَمْ يَرَهَا، فَقَالَ:«مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ» ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَغَ صَاحِبَهَا، فَهَدَمَهَا فَقَالَ:«رحمه الله»

ص: 151