المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سابعا: اتقاء البطر والرياء - قوة العقيدة سبيل النصر في غزوة بدر الكبرى - جـ ٥٣

[محمد عبد المقصود جاب الله]

الفصل: ‌سابعا: اتقاء البطر والرياء

‌سابعا: اتقاء البطر والرياء

سادسا: اتقاء البطر والرياء:

قد يحسن المؤمنون الاستعداد للحرب، فيشعرون بأنهم أهل، لأن ينصروا بقوتهم فيحملهم هذا على الاستعلاء والفخر، فيخرجون متبطرين طاغيين يتعاجبون بقوتهم، ويستخدمون نعمة القوة التي أعطاها الله في غير ما أرادها الله حرصا على ثناء الناس وإعجابهم فيفتوهم في هذه الحال النصر، لأن قانونه يهيب بهم في قوة {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ} ومن هنا اعتبر اتقاء البطر والرياء سادس المواد في قانون النصر.

ص: 185

‌سابعا: التوكل على الله:

ويقتضيهم الإيمان مع الثبات وذكر الله وطاعة القائد، وتجنب أسباب النزاع والصبر والإخلاص لله مادة سابعة هي التوكل على الله، وهو روح المواد الست وقوامها إذ لا بد منه باعثا على كل منها ونتيجة لكل منها على أنه يعني الاستعداد التام قبل المعركة والاطمئنان التام للنصر من بعد، ولن يحرم النصر جيش أحسن الاستعداد للحرب وامتلأ ثقة بالله فكيف إذا جمع إلى هذه المادة سائر المواد في قانون النصر.

ص: 185

‌‌

‌خامسا: الأسرى وموقف الرسول منهم

خامسا: الأسرى وموقف الرسول منهم

خامسا: الأسرى وموقف الرسول منهم:

كان عدد الأسرى سبعين كعدد الذين قتلوا، وكانوا ينتسبون في الأغلب – إلى أكبر أسر المشركين - وبعد أن وزعهم الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه قال لهم:"استوصوا بالأسارى خيرا"1.

ولم يكن هناك نظام ثابت لمعاملة الأسرى حتى بعد غزوة بدر إلا أن الرسول – صلى الله عليه وسلم شرع نظاما معينا للأسرى ينحصر في أمور ثلاث: 1_ الافتداء 2_والاسترقاق. 3_والقتل.

ولم يلجأ الرسول – صلى الله عليه وسلم إلى القتل إلا إذا كان الأسير أحد هؤلاء الذين اشتدوا في الإيذاء له، وإيذاء أهله، وأصحابه وكان خطرا على دعوته وعلى رسالته، ومن أمثلة ذلك قصة الأسيرين: النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط فقد وقعا معا في الأسر وكان الاثنان شرا مستطيرا على المسلمين أثناء وجودهم في مكة، وكانا يبحثان في أفضع الوسائل لتعذيب محمد وقومه، ولهذا ارتعد النضر عندما نظر إليه الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء استعراضه للأسرى، وصدر ذلك في قوله لرجل إلى جانبه:"محمد والله قاتلي لقد نظر إليّ بعينين فيهما الموت" فقال له الرجل الذي بجانبه: "ما هذا والله منك إلا رعب".

1 أبو الفداء 3 /306.

ص: 185