الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِنْ كَرَامَاتِ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَمِنْهُمْ أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْبٍ
138 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: ثنا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ الْأَسْوَدَ بْنَ قَيْسِ بْنِ ذِي الْخِمَارِ تَنَبَّأَ بِالْيَمَنِ فَبَعَثَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أَسْمَعُ قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَرَدَّدَ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَأَمَرَ بِنَارٍ عَظِيمَةٍ فَأُجِّجَتْ، ثُمَّ أَلْقَى فِيهَا أَبَا مُسْلِمٍ فَلَمْ يَضُرَّهُ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: انْفِهِ عَنْكَ، وَإِلَّا أَفْسَدَ عَلَيْكَ مَنِ اتَّبَعَكَ قَالَ: فَأَمَرَهُ بِالرَّحِيلِ فَأَتَى أَبُو مُسْلِمٍ الْمَدِينَةَ وَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 205⦘
، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ فَأَنَاخَ أَبُو مُسْلِمٍ رَاحِلَتَهُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَامَ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ فَبَصُرَ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ: مَا فَعَلَ الَّذِي أَحْرَقَهُ الْكَذَّابُ بِالنَّارِ قَالَ: ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْبٍ فَقَالَ لَهُ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ أَنْتُ هُوَ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ فَاعْتَنَقَهُ، ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ ذَهَبَ حَتَّى أَجْلَسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَرَانِي فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ مَنْ فُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، قَالَ ابْنُ عَيَّاشٍ: فَأَنَا أَدْرَكْتُ رِجَالًا مِنَ الْأَمْدَادِ الَّذِينَ يَمُدُّونَ مِنَ الْيَمَنِ مِنْ خَوْلَانَ يَقُولُونَ لِأَمْدَادٍ مِنْ عَنْسِ: صَاحِبُ الْكَذَّابِ حَرَّقَ صَاحِبَنَا بِالنَّارِ فَلَمْ تَضُرَّهُ
139 -
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنِيهِ ضَمْرَةُ، قَالَ: السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثنا بِهِ، قَالَ: قَالَتْ جَارِيَةُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَدْ صَنَعْتُ لَكَ السُّمَّ فِي طَعَامِكَ فَلَمْ يَضُرَّكَ
⦗ص: 206⦘
قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَتْ: أَرَدْتُ أَتَعَجَّلُ الْعِتْقَ قَالَ: اذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ
140 -
أخبرنا أَحْمَدُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ، قَالَ: ثنا الْحَوْطِيُّ، قَالَ: ثنا أَشْعَثُ بْنُ شُعْبَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ، أَنَّ جَارِيَةً كَانَتْ لِأَبِي مُسْلِمٍ قَالَتْ لَهُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ، مَا زِلْتُ أَجْعَلُ السُّمَّ فِي طَعَامِكَ مُنْذُ كَذَا، وَكَذَا فَمَا أُرَاهُ ضَرَّكَ، قَالَ: وَلِمَ جَعَلْتِ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: لِأَنِّي جَارِيَةٌ شَابَّةٌ إِلَى جَانِبِكَ فَلَا أَنْتُ تُدْنِينِي مِنْ فِرَاشِكَ، وَلَا أَنْتُ تَبِيعُنِي قَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَقُولُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ آكُلَ: بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الْأَسْمَاءِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ دَاءٌ رَبِّ الْأَرْضِ وَرَبِّ السَّمَاءِ
141 -
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
⦗ص: 207⦘
مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: ثنا ضَمْرَةُ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ سَلَّمَ، وَإِذَا بَلَغَ وَسَطَ الدَّارِ كَبَّرَ، وَكَبَّرَتِ امْرَأَتُهُ فَإِذَا بَلَغَ الْبَيْتَ كَبَّرَ وَكَبَّرَتِ امْرَأَتُهُ، قَالَ: فَيَدْخُلُ فَيَنْزِعُ رِدَاءَهُ وَحِذَاءَهُ وَتَأْتِيهِ بِطَعَامٍ فَيَأْكُلُ، فَجَاءَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَكَبَّرَ فَلَمْ تُجِبْهُ، ثُمَّ أَتَى الْبَيْتَ فَكَبَّرَ وَسَلَّمَ وَكَبَّرَ فَلَمْ تُجِبْهُ وَإِذَا الْبَيْتُ لَيْسَ فِيهِ سِرَاجٌ، وَإِذَا هِيَ جَالِسَةٌ بِيَدِهَا عُودٌ فِي الْأَرْضِ تَنْكُتُ بِهِ فَقَالَ لَهَا: مَا لَكِ؟ قَالَتْ: النَّاسُ بِخَيْرٍ وَأَنْتَ أَبُو مُسْلِمٍ لَوْ أَنَّكَ أَتَيْتَ مُعَاوِيَةَ فَيَأْمُرُ لَنَا بِخَادِمٍ وَيُعْطِيكَ شَيْئًا نَعِيشُ بِهِ
⦗ص: 208⦘
، فَقَالَ: اللَّهُمَّ مَنْ أَفْسَدَ عَلَيَّ أَهْلِي فَأَعْمِ بَصَرَهُ، قَالَ: وَكَانَتْ أَتَتْهَا امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: أَنْتِ امْرَأَةُ أَبِي مُسْلِمٍ فَلَوْ كَلَّمْتِ زَوْجَكِ يُكَلِّمُ مُعَاوِيَةَ لِيَخْدِمَكُمْ وَيُعْطِيَكُمْ، قَالَ: فَبَيْنَا هَذِهِ الْمَرْأَةُ فِي مَنْزِلِهَا وَالسِّرَاجُ يُزْهِرُ إِذْ أَنْكَرَتْ بَصَرَهَا فَقَالَتْ: سِرَاجُكُمْ طُفِئَ؟ قَالُوا: لَا قَالَتْ: إِنَّا لِلَّهِ ذَهَبَ بَصَرِي، فَأَقْبَلَتْ كَمَا هِيَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ فَلَمْ تَزَلْ تُنَاشِدُهُ اللَّهَ، وَتَطْلُبُ إِلَيْهِ قَالَ: فَدَعَا اللَّهَ فَرَدَّ عَلَيْهَا بَصَرَهَا وَرَجَعَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى حَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا
142 -
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، أنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ: انْتَهَى أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ إِلَى دِجْلَةَ وَهِيَ تَرْمِي بِالْخَشَبِ مِنْ
⦗ص: 209⦘
مَدِّهَا فَمَشَى عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: هَلْ تَفْقِدُونَ شَيْئًا فَنَدْعُو اللَّهَ تَعَالَى؟
143 -
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، أنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ إِذَا اسْتَسْقَى سُقِيَ
144 -
أنا عَلِيٌّ، أنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى بْنُ عِيسَى، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو مُسْلِمٍ بَغْلَةً، فَقَالَتْ أُمُّ أَبِي مُسْلِمٍ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ فِيهَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهَا، فَمَاتَتْ فَاشْتَرَى أُخْرَى قَالَتِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِيهَا فَمَاتَتْ
⦗ص: 210⦘
، فَاشْتَرَى أُخْرَى قَالَتِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِيهَا، فَقَالَ: حُمَيْقَاءُ فَقُولِي اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِهَا فَبَقِيَتْ لَهُمْ
145 -
أنا أَحْمَدُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ أَنَّ امْرَأَةً خَبَّثَتْ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ فَدَعَا عَلَيْهَا فَذَهَبَ بَصَرُهَا قَالَ: فَأَتَتْهُ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ إِنِّي قَدْ كُنْتُ فَعَلْتُ، وَفَعَلْتُ وَلَا أَعُودُ لِمِثْلِهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ صَادِقَةً فَارْدُدْ عَلَيْهَا بَصَرَهَا، قَالَ: فَأَبْصَرَتْ
146 -
أَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ، قَالَ: ثنا
⦗ص: 211⦘
هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: ثنا ضَمْرَةُ، عَنْ بِلَالِ بْنِ كَعْبٍ الْعَكِّيِّ قَالَ: رُبَّمَا قَالَ الصِّبْيَانُ لِأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ إِذَا مَرَّ الظَّبْيُ: ادْعُ اللَّهَ يَحْبِسُ عَلَيْنَا هَذَا الظَّبْيَ فَيَدْعُو اللَّهَ فَيَحْبِسُهُ
147 -
أنا أَحْمَدُ، قَالَ: أنا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثنا الْحَوْطِيُّ قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ أَنَّهُ كَانَ إِذَا غَزَا الرُّومُ فَرُّوا مِنْهُمْ، قَالَ: أَجِيزُوا بِسْمِ اللَّهِ، قَالَ: وَيَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، قَالَ: فَيَمُرُّونَ بِالنَّهَرِ الْغَمْرِ قَالَ: فَرُبَّمَا لَمْ يَبْلُغْ مِنَ الدَّوَابِّ إِلَى
⦗ص: 212⦘
الرُّكَبِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ قَالَ: فَإِذَا جَازُوا قَالَ لِلنَّاسِ: هَلْ ذَهَبَ لَكُمْ شَيْءٌ؟ مَنْ ذَهَبَ لَهُ شَيْءٌ، فَأَنَا لَهُ ضَامِنٌ، قَالَ: فَأَلْقَى بَعْضُهُمْ مِخْلَاتِهِ عَمْدًا، فَلَمَّا جَاوَزُوا قَالَ الرَّجُلُ: مِخْلَاتِي وَقَعَتْ فِي النَّهَرِ، فَقَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي فَإِذَا الْمِخْلَاةُ قَدْ تَعَلَّقَتْ بِبَعْضِ أَعْوَادِ النَّهَرِ، فَقَالَ لَهُ: خُذْهَا
148 -
وَأَنَا أَحْمَدُ، أنا مُحَمَّدٌ، ثنا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا الْحَوْطِيُّ قَالَ: ثنا أَشْعَثُ بْنُ شُعْبَةَ قَالَ: ثنا أَبُو عُمَرَ أَخُو أَبِي قَالَ: كُنَّا فِي جَيْشٍ، وَفِيهِمْ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ فَانْتَهَيْتُ إِلَى نَهْرٍ ثَجَّاجٍ، فَسَأَلْنَا أَهْلَ الْقَرْيَةِ أَيْنَ الْمَخَاضَةُ؟ فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا كَانَ هَاهُنَا مَخَاضَةٌ قَطُّ، وَإِنَّ الْمَخَاضَةَ أَسْفَلُ مِنْكُمْ بِمِيلَيْنِ، فَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِي أَجَزْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْبَحْرِ وَإِنَّا عُبَيْدُكَ وَفِي سَبِيلِكَ فَأَجِزْنَا الْيَوْمَ فِي هَذَا النَّهَرِ، ثُمَّ قَالَ: اعْبُرُوا بِاسْمِ اللَّهِ قَالَ: فَقَالَ أَبُو عُمَرَ: وَأَنَا عَلَى فَرَسٍ فَارِهٍ قَالَ: فَقُلْتُ لَأَكُونَنَّ أَوَّلَ مَنْ يُقْحِمُ فَرَسَهُ عَلَى أَثَرِ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: فَخُضْتُ خَلْفَهُ، فَلَمْ يَبْلُغِ الْمَاءُ بُطُونَ الْخَيْلِ حَتَّى عَبَرْنَا، ثُمَّ وَقَفَ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ هَلْ سَقَطَ مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ شَيْءٌ كَيْمَا
⦗ص: 213⦘
أَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّهُ؟ فَلَمْ يَفْقِدُوا شَيْئًا
149 -
أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثنا هَارُونُ هُوَ ابْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: ثنا ضَمْرَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَخَذَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ دِرْهَمًا لِيَشْتَرِيَ لِأَهْلِهِ دَقِيقًا وَأَخَذَ مَعَهُ مُزَادًا قَالَ: وَأَلَحَّ عَلَيْهِ سَائِلٌ كُلَّمَا وَقَفَ عَلَى مَكَانٍ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَرِيَ، قَالَ لَهُ السَّائِلُ: تَصَدَّقْ عَلَيَّ قَالَ: فَيَتَحَوَّلُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَيَتْبَعُهُ، قَالَ: يَقُولُ تَصَدَّقْ عَلَيَّ، قَالَ: فَيَفِرُّ مِنْهُ إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَيَلْحَقُهُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ أَعْطَاهُ الدِّرْهَمَ قَالَ: ثُمَّ جَاءَ إِلَى مَوْضِعِ حَوَارِيٍّ، قَالَ: فَعَجَنَتْ وَخَبَزَتْ فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ جَاءَ أَبُو مُسْلِمٍ وَهُوَ خَائِفٌ مِنَ امْرَأَتِهِ قَالَ: فَأَتَتْهُ بِالْمَائِدَةِ وَأَتَتْهُ بِطَعَامٍ فَأَكَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: لَهَا مِنْ أَيْنَ هَذَا لَكُمْ؟ قَالَتْ: هَذَا مِنَ الَّذِي جِئْتَ بِهِ