الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِهِ فَمَا فُتِنُوا وَلا بَدَّلُوا، وَلَقَدْ مَكَثَ أَصْحَابُ الْمَسِيحِ عَلَى هَدْيِهِ وَسُنَنِهِ مِائَتَيْ سَنَةٍ» .
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى مِنْ وَجْهٍ مُتَّصِلا إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٍ، كُلُّ مَنْ فِيهِ مَشْهُورٌ مَعْرُوفٌ بِالنَّقْلِ.
بَابُ ذَهَابِ الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ
232 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ:«هَذَا أَوَانُ يُرْفَعُ الْعِلْمُ» ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ: زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَيْفَ يُرْفَعُ الْعِلْمُ، وَقَدْ أُثْبِتَ وَوَعَتْهُ الْقُلُوبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنْ كُنْتُ لأَحْسِبُكَ مِنْ أَفْقَهِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ» ، ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ ضَلالَةَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى عَلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ.
قُلْتُ: عَزَاهُ صَاحِبُ الأَطْرَافِ إِلَى النَّسَائِيِّ فِي الْعِلْمِ، وَلَمْ أَرَهُ فِي الْمُجْتَبَى.
233 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ
يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى لا يَنْزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ انْتِزَاعًا بَعْدَ أَنْ يُؤْتِيَهُمْ إِيَّاهُ، وَلَكِنْ يَذْهَبُ بِالْعُلَمَاءِ، وَكُلَّمَا ذَهَبَ عَالِمٌ ذَهَبَ بِمَا مَعَهُ مِنَ الْعِلْمِ حَتَّى يَبْقَى مَنْ لا يَعْلَمُ فَيَضِلُّوا وَيُضِلُّوا» .
قَالَ الْبَزَّارُ: تَفَرَّدَ بِهِ يُونُسُ، وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
234 -
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا بِهَذَا، ثُمَّ قَالَ: وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَفَعَتْهُ، قَالَ:«مَوْتُ الْعَالِمِ ثُلْمَةٌ فِي الإِسْلامِ لا تُسَدُّ مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ» .
قَالَ الْبَزَّارُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَرْوِي أَحَادِيثَ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهَا، وَهَذَا مِنْهَا.
235 -
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، ثنا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ،
عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُوشَكُ بِالْعِلْمِ أَنْ يُرْفَعَ فَرَدَّدَهَا ثَلاثًا» ، فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي وَأُمِّي، وَكَيْفَ يُرْفَعُ الْعِلْمُ مِنَّا؟ ، وَهَذَا كِتَابُ اللَّهِ قَدْ قَرَأْنَاهُ نُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا، وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:" ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ بْنَ لَبِيدٍ إِنْ كُنْتُ لأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَوَلَيْسَ هَؤُلاءِ الْيَهُودُ عِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ، فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ يَذْهَبُ بِالْعِلْمِ رَفْعًا يَرْفَعُهُ، وَلَكِنْ يَذْهَبُ بِحَمَلَتِهِ وَأَحْسِبُهُ، قَالَ: وَلا يَذْهَبُ عَالِمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا كَانَ ثُغْرَةً فِي الإِسْلامِ لا تُسَدُّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
قَالَ الْبَزَّارُ: هَؤُلاءِ يُعْرَفُونَ بِكُنَاهُمْ: سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو الْمَهْدِيِّ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ أَبُو شَجَرَةَ، وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةِ اسْمُهُ حُدَيْرٌ.
236 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«تَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ» ، قُلْنَا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ، وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ» .
قَالَ عُمَرُ: لَمْ أَسْمَعْ أَبَا هُرَيْرَةَ يَأْثُرُهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«أَمَا إِنَّ قَبْضَ الْعِلْمِ لَيْسَ شَيْءٌ يُنْزَعُ مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ وَلَكِنَّهُ فَنَاءُ الْعُلَمَاءِ» .
قُلْتُ: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الصَّحِيحِ، وَإِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ لِحَدِيثِ عُمَرَ.