المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌إشارة الشقيق فتنفس الشقيق من بين ندمائه، وهو مضرج بدمائه، واستوى - كشف الأسرار في حكم الطيور والأزهار

[المقدسي، عز الدين]

الفصل: ‌ ‌إشارة الشقيق فتنفس الشقيق من بين ندمائه، وهو مضرج بدمائه، واستوى

‌إشارة الشقيق

فتنفس الشقيق من بين ندمائه، وهو مضرج بدمائه، واستوى على ساقه ووثب، وقال: يالله العجب ما بال لونى باهى، وحسنى زاهى، وقدرى بين الرياحين واهى، فلا أحد بى يباهى، ولا ناظر إلى ساهى، فياليت شعرى، ما الذى أسقط جاهى، أرفل فى ثوتى القانى، وأنا مدحوض عند من يلقانى، فلا أنا في الحضرة حاضر، ولا يشار إلى بالناظر، ولا أصافح بالمناخر، وما برحت في عدد الرياحين آخر، فأنا طريد عن صحبى، بعيد عن قربى، وما أظن ذلك إلا من سواد قلبي، ولا حول لي عن مراد ربى، فلما رأيت باطنى محشوا بالعيوب، وقلبى مسودا بالذنوب، علمت أن الله لا ينظر إلى الصور، ولكن ينظر إلى القلوب، فكان إعجابي بأثواتي سببا لحجابي عن ثواتي، فكنت كالرجل المنافق الذي حسنت سيرته، وخبثت سريرته، وراق في المنظر سيمته، وقل في المخبر

ص: 71

قيمته، فلو صلح قلبى، ولو شاء ربي، لأطاب بين الخلائق ذكرى، وأفاح بين الأزاهير عطرى، لكن شذا الطيب لا يفوح، إلا ممن يطيب، وإشارات القبول لا تلوح، إلا من رضى عنه الحبيب، وحق لمن أصبح بهواه كئيب، وعن معناه سليب، أن يندب عليه بالنحيب، ويبكى عليه بالدمع الطبيب، عسى يرضى عليه الحبيب، ويمن عليه بالتوبة من قريب، وفىذلك أقول:

لا تلمنى إِذَا شققت ردائى

فملامى يزيد من حر دائى

أَنَا قَلْبِى قد سَوَّدَتْهُ ذُنُوبِى

وَقَضَى لى مُعَذِّبِى بِشَقَائِى

مَنْ رَآنِى يَظُنُّ خَيْراً وَلَكِنْ

بِاخْتِبَارِى يَظُنُّ أنّى مُرائِى

مَيْ رَأَى حُسْنَ مَنْظَرى وَلِبَاسِى

وَالرَّزايا مَحْشُوّةٌ بِحَشَائِى

وَاحَيَائى إذا سُئلتُ وَمَالِى

مِنْ جَوابٍ وَاخَجَلَنِى واحَيَائى

لَوْ كَشَفَت السّثتُورُ عَنْ سُوءِ حَالي

لَرَأَيُتَ السّرُورَ للأَعْداءِ

لَكنَّ الأَمْرَ بَيْنَ قَلْبِى وَرَبّى

عَامِرٌ أَرْتَجِيهِ يَوْمَ مَعَادِى

ص: 72