الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[وجوب الدخُول في الإسْلَامِ كُلِّهِ وَتَرْكِ مَا سِوَاهُ]
وجوب الدخُول في الإسْلَامِ كُلِّهِ وَتَرْكِ مَا سِوَاهُ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ - فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 208 - 209][سورة البقرة: الآيتان 208، 209]، يقول الله تعالى آمرا عباده المؤمنين أن يأخذوا بجميع شرائع الإسلام والعمل بجميع أوامره وترك جميع زواجره وقد خاطب الله المؤمنين في القرآن فيما يقرب من تسعين موضعًا تضمنت هذه الخطابات أمرًا ونهيًا وخبرًا وترغيبًا وترهيبًا ووعدًا ووعيدا. قال ابن مسعود رضي الله عنه: إذا سمعت الله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 208] فأصغ لها سمعك فإنه خير تؤمر به أو شر تنهى عنه.
وفي هذه الآية أمر الله المؤمنين عمومًا أن يدخلوا في جميع شرائع الدين ولا يتركوا منها شيئًا وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلهه هواه إن وافق الأمر المشروع هواه فعله وإن خالفه
تركه بل الواجب أن يكون الهوى تبعًا للدين وأن يفعل كل ما يقدر عليه من أفعال الخير الظاهرة والباطنة القولية والاعتقادية والعملية البدنية والمالية وما يعجز عنه يلتزمه وينويه فيدركه بنيته، ولما كان الدخول في السلم كافة لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان قال تعالى:{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [البقرة: 208][سورة البقرة: من الآية 208]، أي في العمل بمعاصي الله {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 208] [سورة البقرة: من الآية 208] ، وهو لا يأمر إلا بالسوء والفحشاء وما به الهلاك والضرر، ولما كان العبد لا بد أن يقع منه خلل أو زلل قال تعالى:{فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} [البقرة: 209][سورة البقرة: من الآية 209]، أي بعد العلم واليقين {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 209] [سورة البقرة: من الآية 209] أي إذا عدلتم عن الحق بعد ما قامت عليكم الحجج فاعلموا أن الله عزيز في انتقامه ممن عصاه حكيم في شرعه وأمره والحكيم إذا عصاه العاصي قهره بقوته وعذبه بمقتضى حكمته.
ما يستفاد من هذه الآية: ا- يجب العمل بجميع شرائع الإسلام القولية والاعتقادية والعملية.
2 -
معرفة الإسلام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.
3 -
أن الدين قول واعتقاد وعمل.
4 -
أن من لم يعمل بالواجبات ويترك المحرمات فليس بمؤمن حقيقة.
5 -
وجوب العمل بجميع شعب الإيمان وشرائع الإسلام بقدر الاستطاعة.
6 -
تحريم طاعة الشيطان فيما يأمر به من المعاصي والفواحش.
7 -
بيان عداوة الشيطان لبني آدم وأنه قد تصدى واستعد لإضلالهم ليكونوا من أصحاب السعير.
8 -
الوعيد الشديد للمخالفين للحق بعد ما تبين لهم الهدى.