المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[متى يكون المرء مسلما] - كمال الدين الإسلامي وحقيقته ومزاياه - جـ ١

[عبد الله آل جار الله]

الفصل: ‌[متى يكون المرء مسلما]

[متى يكون المرء مسلمًا]

بسم الله الرحمن الرحيم

متى يكون المرء مسلمًا؟ الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله أما بعد: فإن كثيرًا من الناس يدّعون الإسلام بدون عمل وإن دعوى الإسلام بدون عمل لا تغني شيئا وإن لكل دعوى صادقة برهانًا لقوله تعالى في سورة البقرة من الآية (111) : {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111] وإن دعوى الإسلام برهانها على كل من ادّعى أنه مسلم هو القول بالتوحيد والعمل به واتّباع الرسول صلى الله عليه وسلم بالقول والعمل والبراءة من الشرك والبراءة من المشركين وإقامة بقية أركان الإسلام بعد ذلك والتي أهمها بعد الشهادتين الصلاة فمن جاء بها مع التوحيد كان مسلمًا ومن لم يقم الصلاة فهو كافر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» (1) .

(1) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

ص: 24

ثم يقيم بعد ذلك أركان الإسلام وهي الزكاة والصيام والحج مع الاستطاعة فإن من قال بذلك وفعله يكون مسلمًا بعد العمل به وداخلا في محيط الإسلام الذي رضيه له ربه دينا بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3][سورة المائدة: من الآية 3]، وقال في سورة آل عمران (آية 85) :{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] فمن جاء بدين الإسلام على ما أمر الله به ورسوله فقد ربحت تجارته وثوابه الجنة ومن لم يأت به معرضا عن دين الإسلام فقد خسر الدنيا والآخرة قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر: 15][سورة الزمر: من الآية 15] .

(أيها القارئ والمستمع الكريم) إن دين الإسلام هو الأمانة التي تحملها الإنسان فيجب عليه أداؤها ويلزم بها كل من له عليه نفوذ سواء كانت الولاية خاصة كحالة الرجل مع أهل بيته من الأولاد وغيرهم أو كانت الولاية عامة حتى يخرج

ص: 25