الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزء الخامس
[تمهيد]
ابن الدواداري والجزء الخامس من تاريخه
يشكّل هذا القسم الجزء الخامس من العمل التاريخي العام ذي الأجزاء التسعة المسمّى «كنز الدرر وجامع الغرر» لسيف الدين أبي بكر بن عبد الله بن أيبك الدواداري (حوالي 685 حتى حوالي 737 هـ).وقد خصّص المؤلّف هذا الجزء ضمن تاريخه لمعالجة تاريخ الدولة العباسية.
وعلى الرغم من ضخامة «كنز الدرر» وتفرّده؛ فإنّ المؤلف ابن الدواداري ظلّ غير معروف في الأدب التاريخي العربي. أمّا ما عرفه البحث التاريخي عنه في السنوات الثلاثين الأخيرة؛ فندين به للأجزاء التي نشرت من كتابه «كنز الدرر» والتي تبلغ-مع هذا الجزء-الثمانية. ذلك أنّ ابن الدواداري ينثر في مؤلّفه هذا معلومات وأخبارا عن نفسه وأسرته. فهو يتحدّث عن تحدّره النسبي ذاكرا جده، ومركّزا على والده، ومارا ببعض أفراد أسرته. كما أنه يتحدّث عن سيرته العلمية، وأعماله السياسية والاجتماعية والكتابية والثقافية، وآرائه وقناعاته الدينية. وهذه الأمور في مجموعها ترسم صورة حية ومؤثّرة لمثقّف مسلم في العهد الأول للدولة المملوكية. بيد أنّ أجزاء هذه الصورة لم يجر لأمها وضمّها حتى الآن. فكلما نشر جزء من أجزاء «كنز الدرر» تبيّنت تفاصيل جديدة عن حياة ابن الدواداري وأعماله العلمية. ثم إنّ ناشري أجزاء التاريخ يحرص كلّ منهم على الكتابة عن المؤلّف والكتاب في التقديم أو في كتابات منفصلة.
وقد ظهرت مادّة عن ابن الدواداري في النشرة الجديدة لدائرة المعارف
الإسلامية. ويجري تصويره في الكتابات الأخيرة باعتباره ممثّلا مبكّرا لشكل جديد من أشكال الكتابة التاريخية، وباعتباره أحد مثقّفي وكتّاب العربية من الفئة التركية الحاكمة بمصر. وهذا ما ذكره أولريك هارمان U.Haarmann في كتاباته المتعددة عنه، مضيفا لذلك تميّزه بالاهتمام بثقافة مصر قبل الإسلام. كما أنّ هارمان U.Haarmann ودونالد ليتل D.Little عنيا بابن الدواداري في سياق دراساتهما المقارنة للمصادر التاريخية في العصر المملوكي. أمّا هذا الجزء من «كنز الدرر» ؛فإنه باستثناء بعض الفقرات التي تورد تفاصيل أكثر عن مضامين مؤلّفاته الأدبية، لا يقدّم جديدا فيما يتّصل بالمؤلّف. ولم أجد من المناسب أن أعمد من جديد لتكرار ما كتبه الزملاء الذين حقّقوا أجزاء من الكتاب عن المؤلّف والمؤلّف. على أنني رأيت أنه من المهم ضمّ شتات المعلومات عن ابن الدواداري في صعيد واحد إعدادا لدراسة عنه. وقد قمت بذلك فعلا لكنّ الدراسة أتت واسعة بحيث لا يستحسن إثقال المقدّمة لهذا الجزء بها. لذا أكتفي هنا بالنسبة لشخصه بذكر تحدره النسبي.
تبدأ شجرة نسبه بجده وأبيه الذي كان مملوكا مجلوبا من جانب بعض أمراء الأيوبيين، وانتهى به الأمر بأن أعطي إقطاعا قلعة صرخد:
-عز الدين أيبك (المعظمي)(-645 هـ) وزوجته كمش خاتون.
-عبد الله ابن أيبك الدواداري.
-أبو بكر بن الدواداري (من حوالي 675 حتى حوالي 737 هـ).
إنني أودّ في هذه العجالة أن أشكر للأستاذ الدكتور هـ.ر. رومر H.R.Roemer مؤسّس هذه السلسلة أن عهد إليّ بتحقيق هذا الجزء من «كنز الدرر» .فلقد كان العمل في هذا المشروع مبعث غبطة وتحدّ لي. ولا أنسى