المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌القوم الذين يمرقون من الإسلام آخر الزمان كما يمرق السهم - لقاء الباب المفتوح - جـ ١١

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [11]

- ‌تفسير آيات من سورة النبأ

- ‌تفسير قوله تعالى: (إلا حميماً وغساقاً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (جزاءً وفاقاً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنهم كانوا لا يرجون حساباً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وكل شيء أحصيناه كتاباً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الزكاة على معدات العمل

- ‌الموعظة في الأعراس وحكم الدف للرجال

- ‌حديث الشجاع الذي لا يدع شاذة ولا فاذة وكيفية إصلاح السريرة

- ‌الواجب على من وكلت إليه قضية لدراستها

- ‌حكم إمامة من به حَدَث دائم

- ‌معنى الاستواء في اللغة

- ‌حكم التسمية بأسماء الله

- ‌الضابط في التكفير

- ‌الذكر الذي يقوله المأموم إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده

- ‌إخراج زكاة الزروع نقداً ونصاب الزكاة

- ‌مدى انطباق أحكام المسافر على من سافر للدراسة

- ‌حكم لبس اللون الفسفوري وشراء الثياب الشفافة للزوجة ولبسها أمام زوجها

- ‌التحذير من الفتوى بغير علم

- ‌حكم الأصم الأبكم من حيث التكليف

- ‌التحذير من التجاوز فيما ورد من أسماء الله وصفاته

- ‌حكم التوسع في شرح أسانيد الأحاديث

- ‌فضيلة أجر السلام للمبتدئ به

- ‌حكم الغناء إذا كان علماء البلد يجيزونه

- ‌توضيح إشكال في توثيق الذهبي إبراهيم بن سعد

- ‌القوم الذين يمرقون من الإسلام آخر الزمان كما يمرق السهم

- ‌حكم من يرمي الملتزمين بأنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية

- ‌حكم استعمال بعض العبارات الشائعة مثل: لا سمح الله أو لا قدر الله

- ‌تعريف فقه الواقع والدليل على وجوده عند السلف والتحذير من الإكثار منه

- ‌حكم امرأة حاضت وقد أدركت وقت الصلاة

- ‌المقصود بحديث الرجل الذي مر عليه الرسول وهو يشرخ رأسه فقيل له: إنه نام عن القرآن ونام عن الصلاة

- ‌حكم لبس الأحمر الخالص للرجال والنساء

- ‌حكم النظر إلى المباريات وأضرارها

- ‌حكم الصور التي تعرض على التلفاز والتحذير من البث المباشر

- ‌معنى اتباع المال للميت في قوله صلى الله عليه وسلم: (يتبع الميت ثلاثة)

- ‌انطباق شروط الفتوى في الرجل على المرأة إلا ما خصه الدليل

- ‌حكم التنويه بالصلاة بعد الأذان

- ‌حكم احتجاب النساء عن طفل يعرف الأوصاف الجميلة من غير الجميلة

- ‌حكم استقدام الخادمات بدون محرم

الفصل: ‌القوم الذين يمرقون من الإسلام آخر الزمان كما يمرق السهم

‌القوم الذين يمرقون من الإسلام آخر الزمان كما يمرق السهم

ورد في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (يأتي أقوام آخر الزمان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم) ، نرجو من فضيلتكم توضيح أوصافهم لنا، وما هو وجه المروق؟

هؤلاء الخوارج الذي وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أهل طاعة وعبادة وأن الواحد من الصحابة يحقر صلاته عند صلاتهم، وقراءته عند قراءتهم، لكن هذا العمل لا يجاوز، تراقيهم يعني: لا ينزل إلى القلب والعياذ بالله، فيمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، والسهم إذا ضرب الرمية مرق بسرعة وخرج من الجانب الآخر، فهم كذلك يمرون بالإسلام مروراً سريعاً كسرعة هذا السهم ثم يخرجون منه، نسأل الله العافية، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم؛ لأنهم وإن تشددوا في الدين فهم مارقون منه، ولو فتشت في قلوبهم لوجدتها سوداء صماء لا يصل إليها الخير والعياذ بالله؛ لأن إيمانهم في الظاهر، وهذا في الحقيقة شيء يجب علينا أن نحاسب أنفسنا فيه؛ لأن بعضنا تجده يكره المعاصي من الناس، وينفر منها، وينكر عليهم ويسبهم، ولكن ما وصل الإيمان إلى قلبه، فتجده في عبادته مهملاً لا يحضر قلبه لصلاته، ولا ينيب إلى ربه، ولا يجد أنه مذنب إذا أذنب، وهذه من صفات الخوارج، ولهذا قال بعض السلف: من قال إن الناس هلكوا فهو أهلكهم، ومن قال إنهم ضلوا فهو أضلهم.

ومرادهم بهذا أن من اشتغل بعيب غيره عن عيب نفسه ففيه شعبة من الخوارج، وهؤلاء الخوارج ينكرون على الناس ويشددون عليهم ويجعلون فاعل الكبيرة كافراً وهم أكفر منه؛ لأن إيمانهم لم يصل إلى القلب، وهم فقط ينكرون في الظاهر، وهذه المسألة خطيرة، يجب على الإنسان أن يعالج نفسه منها حتى يسلم من هذا الشر، وهؤلاء ليسوا في آخر الزمان، نعم في آخر الزمان بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم سبقوا، منذ عهد الخلفاء الراشدين وهم موجودون، بل إن بعضهم كان موجوداً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنهم ما حملوا السلاح، فالذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أن كان ابن عمتك يا رسول الله! لما حكم للزبير بن العوام.

هذا نوع من الخروج، والذي قال للرسول صلى الله عليه وسلم لما قسم الغنائم: اعدل! وقال آخر: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، هذا أيضاً نوع من الخروج.

السائل: يعني: هؤلاء يقتدون بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف نعرفهم؟ الشيخ: يقتدون ظاهراً، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:(لا يجاوز تراقيهم) أو قال: (حناجرهم) .

أما كيفية معرفتهم فهذه هي التي يجب على الإنسان أن يتوقف فيها، ورد فيهم علامات، أخبر عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعلامات لهم منها ما وقع في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه من ظهور ذي الثدية وغيره، ولكن نحن الآن لا نستطيع أن نحكم على هؤلاء بأنهم الخوارج، إلا إذا علمنا رأيهم، فإذا كان رأيهم رأي الخوارج عرفنا أنهم منهم، مثال ذلك: من يرى جواز الخروج على أئمة المسلمين، الذين هم مسلمون، هذا رأي الخوارج، نعرف أن هؤلاء متشددون في دين الله، لكن دينهم لم يتجاوز حناجرهم، قلوبهم خاوية وخالية من الإيمان.

ص: 28