المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (عندها جنة المأوى) - لقاء الباب المفتوح - جـ ١٦٨

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الباب المفتوح [168]

- ‌تفسير آيات من سورة النجم

- ‌تفسير قوله تعالى: (ما كذب الفؤاد ما رأى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أفتمارونه على ما يرى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولقد رآه نزلة أخرى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (عند سدرة المنتهى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (عندها جنة المأوى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إذ يغشى السدرة ما يغشى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ما زاغ البصر وما طغى)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الاتكاء في الصلاة

- ‌حكم من يقول: عندما قدم فلان أتى المطر

- ‌حكم مشاهدة الأطفال لأفلام الكرتون

- ‌ضعف حديث: (لعن الشارب قبل الطالب)

- ‌أفضلية وضع المال في بناء المسجد دون كمالياته

- ‌حكم ترك فرض صلاة عمداً

- ‌الخليفة الراشد الخامس وهل يؤخذ بسنته

- ‌حكم حلق شعر الرقبة

- ‌جواز وضع المصحف في الجيب الأيمن

- ‌حكم التسبيح بالسبحة

- ‌حقيقة المسيح الدجال

- ‌حكم استعمال الوقف في غير ما وقف عليه

- ‌حكم ترك إيقاظ النائم للفجر حتى الشروق

- ‌حكم التأخر عن متابعة الإمام

- ‌حكم قراءة المأموم للفاتحة في حال النهوض

- ‌حكم القزع

- ‌الرضعات التي بها يعتبر الراضعون إخوة ولو كثروا

- ‌(إذا وجد الماء بطل التيمم) قاعدة فقهية وليست بحديث

- ‌حكم الاستماع إلى الكلام الفاحش

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (عندها جنة المأوى)

‌تفسير قوله تعالى: (عندها جنة المأوى)

قال تعالى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} [النجم:15] إذاً: الجنة فوق السماء السابعة؛ فإذا كانت السدرة فوق السماء السابعة وكانت الجنة عندها ماذا يكون؟ يلزم أن تكون الجنة فوق السماء السابعة وهو كذلك، وأعلاها وأوسطها الفردوس -جعلنا الله وإياكم من أهلها- التي فوقها عرش الرحمن جل وعلا، ولهذا قال تعالى:{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} [المطففين:18] وعليين مبالغة في العلو، يعني: في أعلى شيء، المهم أن الله يقول:(عندها) أي: عند هذه السدرة (جنة المأوى) المأوى يعني: المصير، ومأوى مَن؟ مأوى من جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، هي مأواهم يأوون إليها ويخلدون فيها، وأما النار فهي مثوى الكافرين -والعياذ بالله-.

وفي هذا دليل واضح على أن غاية الخلائق -الجن والإنس- إما إلى الجنة وإما إلى النار ولا ثالث لهما، فالجن والإنس إما في النار وإما في الجنة، قال السفاريني رحمه الله في عقيدته:

وكل إنسان وكل جِنَّة في دار نار أو نعيم جَنَّة

لا دار غيرهما.

والقبور هل هي مثوى ومأوى؟ لا.

ليست مثوى ولا للموتى أيضاً، لأن القبور ممر ومعبر إذ أن وراء القبور بعث.

ويذكر أن بعض الأعراب من البادية سمع قارئاً يقرأ قول الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر:1-2] فقال الأعرابي بفطرته وعربيته: والله ما الزائر بمقيم، وإن وراء ذلك شيئاً.

فما معنى: ليس الزائر بمقيم؟ الزائر يزور ثم ينصرف، أيضاً القبور يمكث الناس فيها ما شاء الله أن يمكثوا ثم يخرجون منها، قال الله تعالى:{وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:100] فالناس لابد أن يبعثوا.

والعبارة التي نسمعها أو نقرؤها أحياناً: أن الرجل حملوه إلى مثواه الأخير -يعني: إلى المقبرة- عبارة غير صحيحة، لماذا؟ لأن القبور ليست المثوى الأخير، ولو كان قائلها يعتقد معناها لكان لازم ذلك أن ينكر البعث.

ص: 7