الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المؤتمر في يومه الأول
اجتمع تحت المسقف الذي وراء ضريح الإمام علي رضي الله عنه علماء إيران وهم نحو سبعين عالما، ما فيهم سني إلا مفتي أردلان فطلبت دواة وقرطاسا وكتبت المشهورين منهم وهم:(1)
1.
الملا باشي، علي أكبر 12. ميرزا أسد الله، المفتي بتبريز.
2.
مفتي ركاب، أقا حسين 13. الملا طالب، المفتي بمازندان.
3.
الملا محمد، إمام لاهجان 14. الملا محمد مهدي، نائب الصدارة بمشهد الرضا.
4.
أقا شريف، مفتي مشهد الرضا 15. الملا محمد صادق، المفتي بخلخال.
5.
ميرزا برهان، قاضي شروان 16. محمد مؤمن، المفتي باستر آباد
6.
الشيخ حسين، المفتي بأروميه 17. السيد محمد تقي، المفتي بقزوين
7.
ميرزا أبو الفضل، المفتي بقم 18. الملا محمد حسين، المفتي بسبزوار
8.
الحاج صادق، المفتي بجام 19. السيد بهاء الدين، المفتي بكرمان.
9.
السيد محمد مهدي، إمام أصفهان 20. السيد أحمد، المفتي الشافعي.
10.
الحاج محمد زكي، مفتي كرمانشاه.
11.
الحاج محمد الثمامي، مفتي بشيراز بأردلان
…
وغيرهم من العلماء
ثم جاء علماء الأفغان فكتبت أسماءهم وهم:
(1) أنكر بعض الإمامية وقوع هذا المؤتمر، لكن جاء في موسوعة طبقات الفقهاء، في ترجمة شريف المشهدي (رقم 3867) (13/ 378 - 379) ما نصه:"شريف المشهدي (حيا 1161هـ) محمد شريف بن محمد بديع بن محمد شريف المشهدي الخراساني، الفقيه الإمامي. تتلمذ على أبيه وعلى الفقيه الحكيم محمد رفيع بن فرج (فرّخ) الجيلاني ثمّ المشهدي وغيرهما. وبرع، وتفنّن، وعلا شأنه. ولي القضاء والحكومة الشرعية، وأُعطي منصب شيخوخة الإسلام بمشهد خراسان. ثمّ لُقّب برئيس العلماء. اشترك في مؤتمر النجف الأشرف الذي عُقد في سنة (1156هـ) بأمر السلطان نادر شاه. ا. هـ. "
1.
الشيخ الفاضل الملا حمزة القلنجاني الحنفي مفتي الأفغان.
2.
الملا أمين الأفغاني القلنجاني ابن الملا سليمان قاضي الأفغان.
3.
الملا طه الأفغاني المدرس بنادر آباد الحنفي.
4.
الملا دنيا الخلفي، الحنفي.
5.
الملا نور محمد الأفغاني القلنجاني الحنفي.
6.
الملا عبد الرزاق الأفغاني القلنجاني الحنفي.
7.
الملا إدريس الأفغاني الابدال الحنفي.
ثم بعد زمان جاء علماء ما وراء النهر وهم سبعة يتقدمهم شيخ جليل عليه المهابة والوقار وعليه عمه مدورة تخيل للناظر أنه أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة ـ رحمهما الله ـ فسلم عليهم وأجلسوه جهة يميني، إلا أنه بيني وبينه نحو خمسة عشر رجلا وأجلسوا الأفغان جهة شمالي، وكذا بيني وبينهم نحو خمسة عشر رجلا، وذلك من مكر العجم ودهائهم، خافوا أن ألقنهم بعض الكلمات أو أشير إليهم فكتبت أسماءهم وهم:
1.
العلامة هادي خوجه الملقب ببحر العلم ابن علاء الدين البخاري.
2.
مير عبد الله صدور البخاري الحنفي.
3.
قلندر خوجه البخاري الحنفي.
4.
ملا أميد صدور البخاري الحنفي.
5.
بادشاه مير خوجه البخاري الحنفي.
6.
ميرزا خوجه البخاري الحنفي.
7.
الملا إبراهيم البخاري الحنفي.
فلما استقر بهم الجلوس خاطب الملا باشي بحر العلم فقال له:
ـ أتعرف هذا الرجل؟ (وهو يعنيني)
فقال: لا.
قال: هذا من فضلاء وعلماء أهل السنة، الشيخ عبد الله أفندي، طلبه
الشاه من الوزير أحمد باشا ليحضر هذا المجلس فيكون بيننا حكما، وهو وكيل عن الشاه فإذا اتفق رأينا على حكم شهد علينا كلنا، فالآن بيّن لنا الأمور التي تكفروننا حتى نرفعها بحضوره، وأما في الحقيقة فلسنا بكفار عند أبي حنيفة، قال في (جامع الأصول):" مدار الإسلام على خمسة مذاهب " وعد الخامس مذهب الإمامية. وكذا صاحب (المواقف) عد الإمامية من الفرق الإسلامية. وقال أبو حنيفة في (الفقه الأكبر): " لا نكفر أهل القبلة " وقال السيد فلان: (وصرح باسمه إلا أني نسيته) في شرح هداية الفقه الحنفي " والصحيح أن الإمامية من الفرق الإسلامية " لكن لما تعقب متأخروكم كفرونا. كما تعقب المتأخرون منا فكفروكم، وإلا فلا أنتم ولا نحن كفار. ولكن بين لنا الأمور التي ذكرها متأخروكم فكفرونا بها لكي نرفعها.
فقال هادي خوجه:
ـ أنتم تكفرون بسبكم الشيخين.
فقال الملا باشي: رفعنا سب الشيخين.
فقال: وتكفرون بتضليلكم الصحابة وتكفيركم إياهم.
فقال الملا باشي: الصحابة كلهم عدول، رضي الله عنهم ورضوا عنه.
فقال: وتقول بحل المتعة.
فقال: هي حرام لا يقبلها إلا السفهاء منا.
فقال بحر العلم: وتفضلون عليا على أبي بكر وتقولون: إنه الخليفة الحق بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال الملا باشي: أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر بن أبي قحافة فعمر بن الخطاب فعثمان بن عفان فعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وإن خلافتهم على هذا الترتيب الذي ذكرناه في تفضيلهم.
فقال بحر العلم: فما أصولكم وعقيدتكم؟
فقال الملا باشي: أصولنا أشاعرة على عقيدة أبي الحسن الأشعري.
فقال بحر العلم: اشرط عليه أن لا تحلو حراما معلوما من الدين بالضرورة وحرمته مجمع عليها، ولا تحرموا حلالا مجمعا عليه معلوما حله بالضرورة.
فقال الملا باشي: قبلنا هذا الشرط.
ثم شرط عليهم بحر العلم شروطا لم تكن مكفرة كبعض ما تقدم فقبلوها ثم إن الملا باشي قال لبحر العلم:
ـ فإذا نحن التزمنا جميع ذلك تعدنا من الفرق الإسلامية؟
فسكت بحر العلم، ثم قال:
سب الشيخين (1) كفر.
فقال الملا باشي: نحن رفعنا سب الشيخين، ورفعنا كذا وكذا (إلى آخر الشروط المتقدمة) أفتعدنا من الفرق الإسلامية حقا أم تعتقد أننا كفارا؟
فسكت بحر العلم، ثم قال:
ـ سب الشيخين كفر.
(1) يقصد بالشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
فقال: ألم نرفعه؟
فقال بحر العلم: وماذا رفعتم أيضا؟
فقال: رفعنا كذا وكذا (إلى آخر ما تقدم) فهل تعدنا والحالة هذه من الفرق الإسلامية؟
فقال بحر العلم: سب الشيخين كفر.
ومراد بحر العلم أن من وقع منه سب الشيخين لا تقبل توبته على مذهب الحنفية وأن هؤلاء الأعاجم وقع منهم السب أولا، فرفعهم السب في هذا الوقت لا ينفعهم شيئا.
فقال الملا حمزة مفتي الأفغان:
ـ يا هادي خوجه، أعندك بينة على أن هؤلاء قبل هذا المجلس صدر منهم سب الشيخين؟
قال: لا.
فقال الملا حمزة: وهم قد صدر منهم التزام بأنه لا يقع منهم في المستقبل فلم لم تعدهم من الفرق الإسلامية؟
قال بحر العلم: إذا كان الأمر كذلك فهم مسلمون لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
فقاموا كلهم وتصافحوا، ويقول أحدهم للآخر:(أهلا بأخي) وأشهدني الفرق الثلاث على ما وقع منهم والتزموه.
ثم انقضى المجلس قبيل المغرب من يوم الأربعاء لأربع وعشرين خلون من شوال فنظرت فإذا الواقفون على رؤسنا والمحيطون بنا من العجم ما يزيد على عشرة آلاف.