الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منتدى القراء
نحن والسفينة
شعر: عمار عبد الحق البُذَيجي
أُمرنا بالنذارة بعد نوحٍ
…
فأنشأنا بصحوتنا سفينهْ
دعونا الناس للتوحيد دهراً
…
وحذّرنا من الصفة المُشينهْ [1]
ولكن أغلقوا الأسماع عنّا
…
وأبدوا ضدنا عُقَداً دفينهْ
وأنذرناهُمُ الطوفان لكنْ
…
أَبَوْا إلا الهلاكَ مع المدينهْ
وقلّدَهم لنا أهلٌ وظنّوا
…
بأنْ تُنْجِيهموا القممُ الحصينهْ
فلما أقبل الطوفان قُلنا
…
دنا الإهلاك للزُمر المَدِينهْ
فلما أن قطعنا بعض شوط
…
إذا بالبعض يَخْرقُ في السفينهْ
نهرناهم عن التخريب لَكنْ
…
أجابوا أن فِعْلَتهُمْ حَسِينَهْ
فماذا يَنْظِمُ الإنسان فيهمْ
…
إذا كانت نصائِحُنَا مُهِينهْ [2]
فللهِ الشكاية في حبيبٍ
…
يرى طُرقَ السلامة ضِدّ دينهْ
حذرك يا شبابَ الجيلِ سعياً
…
إلى تمزيق وحدتنا الرّصِنَهْ
فإن خالفتموا أمري ونصحي
…
فلا يؤسفكموا غرقُ السفينَهْ
(1) الصفة المشينة: هي الكفر والعياذ بالله.
(2)
أي في نظرهم.
منتدى القراء
أفي غير العقيدة
…
يا نخبة
!
علي حسن آل محمد
تمر الأمه بأزمة ثقافية لا ينكرها إلا مكابر؛ ولعل هذه الأزمة ليست وليدة هذا
العصر وإنما هي نتاج قرون اجتمعت فيه الأزمات وتتالت على الأمة حتى آل
أمرها إلى ما آل إليه من تخلف؛ حتى صارت كل فئات المجتمع الإسلامي
المعاصر تدرك هذا الحال تقريباً، وصار مآلهم التخبط في غالبهم للبحث عن مخرج، وفي هذا المجال حدّث عما ظهر من صور الانحراف من تبعية وغيرها ولا حرج.
وهذه الحالة هي التي وقع فيها من يدّعون أنهم (مثقفو النخبة) فبدل أن ترتقي
أمتهم بهم انحطوا بها؛ فقد أدرك هؤلاء ورأوا بأم أعينهم مدى التقدم الذي حققه
الغرب، وعلموا أنهم بحاجة لأن يرتقوا بأمتهم وكيف يتسنى لمن لم يرتقِ بنفسه أن
يستدل على طريق الرقي الحضاري لأمته؟ !
(إن مجالات الثقافة تسعى دائماً من خلال أطر الثبات والتغير والتقليد
والتجديد والانفتاح والانغلاق لتحقيق التوازن الذاتي كي تتمكن من القيام بوظائفها
والمحافظة على زخمها) [1] (لذلك فإن انحباس أي مجال أو نسق من مجالات
الثقافة أو تعرضه للعطب يجعله يجدد ذاته من داخل الثقافة أو خارجها بأي شكل
يتناسب أو لا يتناسب مع المزاج العام للثقافة.
وإليك مثالاً يوضح ما سبق ويبينه: (الأمريكان لا يجدون أنفسهم محتاجين
إلى الثقافة الخارجية لأي شعب سواهم في مجالات الفنون وأفكار الإنتاج؛ لأن
بلادهم لا تعاني من أزمة في هذه القضايا؛ لكنهم في مجالات العقائد حيث العدمية
والحاجة الماسة إلى صلابة اليقين نجد انتشاراً واسعاً للمذاهب والعقائد الدينية التي
لا تعدو أن تكون ضروباً من الخرافة والشعوذة في كثير منها، وهذا على العكس
تماماً من حالنا؛ فالمسلم لا يجد نفسه بحاجة إلى البحث عما يشفي ويشبع حاجاته
الروحية أو يحقق صلابة اليقين لديه) [2] .
والملاحظ أن هذا النفر من بني قومنا قد فهموا المسألة خطأً؛ فبدل أن يقدموا
للأمة صور التقدم الحضاري ويبقوا على معتقدهم نجدهم يحاولون زحزحة الأمة عن
عنصر ثبات لها لا تحتاج لتجديده وتغييره وهو الدين، وتركوا ما نحن في حاجة
إليه، ألا وهو التطور التقني والمعلوماتي المذهل الذي وصل إليه الغرب.
فدعوتنا إلى تلك العقول التي لم تحسن الاستفادة من غيرها أن تجعل لعبثها
حداً، وأن ينبذوا ما هم عليه من إصرار على رفع الحراب في وجه الكتاب، وأن
يحترموا للأمة عقيدتها؛ فإن أرادوا التجديد والتغيير ففي غير عقيدة الأمة، وعندها
يجدون مستمعاً مطيعاً؛ وليعلموا أن الله ناصرٌ دينه، والعاقبه للمتقين ولو كره
المجرمون.
(1) انظر كتاب: مقدمات في النهوض بالعمل الدعوي، للدكتور عبد الكريم بكار، ص 71،
بتصرف يسير.
(2)
المصدر السابق، ص 75، 76، بتصرف.
منتدى القراء
ديننا باقٍ
عبد الله بن سعد الغانم
سفينة الإيمان تسير بنا في بحر الحياة المتلاطمة الأمواج، برعاية الله،
يقودها العلماء العاملون، والدعاة الباذلون، والرجال المخلصون؛ إنهم قباطنتها
الذين يسيرون بها إلى بر الأمان ورضا الرحمن وجنة الرضوان.. فنِعم أولئك
الأفذاذ، ونعم من ساندهم، وسار على دربهم واقتفى أثرهم، ولله درهم! ما أطيب
نفوسهم، وما أزكاها! وما أنقى سرائرهم، لقد باعوا أنفسهم لله بمقابل نفيس وثمن
غالٍ ألا وهو الجنة التي إذا ذكرت طارت القلوب شوقاً إليها، ورنت النفوس
للحصول عليها.
غير أن هذه السفينة يعتورها كثير من العقبات وجملة من الأزمات التي تقف
في طريقها
…
فتن وشهوات يصدرها لنا أعداؤنا من يهود ونصارى وأذنابهم؛
ليصدونا عن ديننا، ويقضوا على عقيدتنا.. والذين ما برحوا يخططون ليل نهار
للقضاء ذلك؟ وهو دين الله الذي تكفل سبحانه بحفظه ما دامت السموات والأرض؛
كما قال سبحانه: [يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَاًبَى اللَّهُ إلَاّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ
وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ] [التوبة: 32] ونقول لهؤلاء الأعداء: موتوا بغيظكم؛ فدين
الله باقٍ رغماً عن أنوفكم. وليهنأ المؤمنون بذلك وليفاخروا به، ولله الحمد من قبل
ومن بعد.
منتدى القراء
كل من عليها فان
مازن بن محفوظ قاضي
عجبت لمن يزعم بأن الدنيا باقية، وعجبت لمن يزعم بأن الأشياء لا تفنى،
وعجبت لمن يزعم بأنه مخلد! ألم ينظروا إلى مَنْ حولهم: هل بقي شيء على حاله؟ أم أن الأيام طمست ما قبلها بأمر ربها.
ألم يفقدوا يوماً شخصاً عزيزاً عليهم قد فارق الدنيا للقاء الآخرة؟ ألم يسمعوا
بموت الجبابرة والعظماء؟ ألم يسمعوا بموت الأغنياء وذوي الجاه؟ ألم يسمعوا
بموت ذوي السلطة والنفوذ؟ ألم يسألوا أنفسهم: لِمَ لم يمنع هؤلاء الموت عنهم أو
يؤخروه؟ ؟ قال تعالى: [فَإذَا جََاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَاًخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ]
[الأعراف: 34] ليعلموا إذاً أن كل شيء هالك إلا وجهه سبحانه قال تعالى: [كُلُّ
مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ وَالإكْرَامِ] [الرحمن: 26، 27] .
فالموت حق وهو كأس سنشربه جميعنا لا محالة؛ فلقد مات القريب والصديق، والجار والرفيق؛ ليكون ذلك برهاناً قاطعاً على أن الدور سيمر علينا. قال تعالى:[كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ][آل عمران: 185] .