الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخبار حول العالم
قال ميخائيل غورباتشوف:
إن المشكلة التي تواجه القوتين العظميين هي التشدد الإسلامي، وحذر بقوله:(يجب أن نعثر على وسيلة لضبط هذا الأمر، لأنه إذا انفجر المسلمون في المنطقة كلها فإننا سنحتاج إلى عشرين سنة لتهدئة الأمر) .
Wall Street Journal
الثلاثاء 5/7/1988
يوضح هذا التصريح وحدة النظر إلى الإسلام بين طرفين مختلفين، فالعالم
الغربى الصليبي الذي ترأسه أمريكا والعالم الشيوعي الذي ترأسه روسيا - على ما
بينهما من خلافات فإنهما - يجدان شيئاً مشتركاً وهو عداوتهم للإسلام والمسلمين
وسعيهم للتنسيق فيما بينهم في هذا المجال.
وكلمات: (التشدد) و (التطرف) و (التعصب) لها في لغاتهم ووعيهم
أضعاف الأثر السيئ الذي لهذه المصطلحات في لغتنا العربية، وتثير في أذهان
شعوبهم من الخوف والهلع أكثر مما تثيره في أذهان المضللين من شعوبنا.
والشيء الذي ينبغي أن يتنبه إليه هو نظرتهم الظالمة التي تدل على غباء
مختلط بإصرار على التعميم في كثير من الأحيان، وذلك حين ينظرون إلى العالم
الإسلامي من خلال إيران، ولا يعرفون أن تصرفات إيران لا تعكس بالضرورة
تصرفات ملايين المسلمين الذين إذا وافقتهم إيران بقول (لا إله إلا الله) ، فإنه يبقى
وراء هذه الكلمة من عوامل الخلاف - أصولاً وفروعاً - الشيء الكثير الذي تخالفهم
فيه.
فكل أعمال إيران التي يستهجنها الغرب والشرق ويتخذ منها أعداء الإسلام
حجة لدمغ الإسلام وشرائعه وأخلاقه بأقذع الأوصاف وأكذب التهم هي وليدة ظروفها
وحدها: ماضيها وحاضرها وأرضها وقوميتها وأحلامها.
ولكن متى كان أعداء الإسلام قديماً وحديثاً من صليبيين وشيوعيين وملاحدة
ومنافقين يتسمون بالإنصاف في الخصومة والعدل في إطلاق الأحكام؟ !
لسنا ندري - والله - ما الذي يضير أعداء الإسلام من التشدد الإسلامي؟ !
هل اقتحم هؤلاء المتشددون - الذين يتداعون إلى حربهم - مدنهم ودولهم؟ !
أليست جريمة المسلمين - بنظر هؤلاء - أنهم يرفضون أن يعيشوا في بلادهم
عبيداً، أو أن يروا بلادهم نهباً مشاعاً أو موطئاً لجنود هذه القوى المتجبرة، ولذلك
يصمونهم بهذه الأوصاف المنفرة، ويحرض بعضهم بعضاً على حربهم والتشهير
بهم؟ !
غورباتشوف: لم يتحقق شيء!
في مؤتمر الحزب الشيوعي الذي عقد أخيراً في موسكو 28/6/1988م دعا
الأمين العام للحزب ميخائيل غورباتشوف إلى إصلاحات جذرية في الشؤون
السياسية والاقتصادية للاتحاد السوفييتي، فقد انتقد شركات الدولة التي تسببت في
شح المواد الاستهلاكية الضرورية، بينما تكدس إنتاج المواد التي لا يحتاجها الناس، وطالب بأن يكون الفلاح سيد أرضه وأن تتخلص الدولة من المزارع التعاونية.
كما انتقد سياسة ستالين وبريجينيف التي حجرت على الفكر في الاتحاد السوفييتي،
ودعا إلى تقليص سلطات الحزب وأن ينتخب رئيس الدولة بالطريقة المباشرة كما
في بعض دول الغرب، وأن تنتخب الحكومات المحلية باقتراع سري دون تدخل
اللجنة المركزية للحزب، وذكر أن المجلس الأعلى للسوفييت إنما هو مجلس شكلي
يؤمّن على القرارات دون مناقشة، ولابد أن يعطى من السلطات ما يمكّنه من دوره
ومن الحد من نفوذ الحزب واعترف الأمين العام أخيراً بأنه بعد ستة عقود من حكم
الحزب لم يتحقق شيء! .
تعليق:
هكذا يتراجع الفكر الماركسي بين كل فترة وأخرى، وتظهر عيوب النظريات
التي تحادّ الفطرة، وتُبنى على الحقد والنظريات الخيالية، وتصطدم مع حاجات
الناس ومعاشهم. يتراجع هذا الفكر ليجد نفسه مضطراً لتقليد الغرب الذي كان
يصفه بأبشع الأوصاف، وليعترف بعد عشرات السنين أنه فاشل وأنه دكتاتوري
مستبد ظالم، فهل يعي هذا الدرس المتمركسون المقلدون للدولة (الأم) ويكفون عن
الثرثرة حول الشيوعية والاشتراكية؟ ! وهل يعي هؤلاء المقلدون أنه بعد عشرات
السنين أصبحت الصين أقرب إلى أمريكا منها إلى روسيا، وأن الطوابير أمام
الجمعيات الاستهلاكية أصبحت شيئاً لا يطاق في الدولة (الأم) وأنه بعد عشرات
السنين لم تستطع الدولة والثورة إطفاء جذوة التدين عند مسلمي الجمهوريات
السوفييتية الذين عانوا من طغيان الشيوعية ما لم يعانِهِ غيرهم؛ لأن التدين مركوز
في فطرة الإنسان، فلماذا لا يتوب هؤلاء ويعودون إلى الإسلام، ويعلمون أنه لا
حل إلا بهذا الدين؟ !