المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الانتخابات الرئاسية في لبنان - مجلة البيان - جـ ١٤

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: ‌الانتخابات الرئاسية في لبنان

‌الانتخابات الرئاسية في لبنان

كان يوم الخميس الموافق للثامن عشر من شهر " آب " المنصرم هو الموعد

المقرر لإجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان لتعيين الرئيس الجديد الذي سيخلف

الرئيس الحالى في الأعوام الستة القادمة.

إن الراصد لمجريات الأحداث عن كثب في بلد كلبنان ليدرك تماماً وبدون

عناء أن قرارات رئيسية كالانتخابات الرئاسية وما شاكلها لا يكون لها أن تمضي

دون مباركة من قِبَل واضعي سياسات ذلك البلد ممن تكمن مصالحهم الخاصة في

إبقائه في هذه الدوامة من النكبات والفواجع في انتظار اللحظة المناسبة للإجهاز

عليه تماماً واقتسام أشلائه، وفي طليعتهم الأنظمة الباطنية و " إسرائيل " وأمريكا

وآخرون.

وبغض النظر عمن وضع أو سيوضع على كرسي الرئاسة هذه المرة، فإنه

من المعروف جيداً أن النفوذ الذي يتمتع به شاغل هذا المنصب في لبنان بات لا

يمكّنه من البت في اتخاذ أبسط القرارات السياسية مهما كانت تافهة بل إن سلطاته لا

تكاد تتعدى أسوار قصره، وعلى الرغم من ذلك فإن القوى الخارجية ذات المصالح

الخاصة في لبنان - ما فتئت تسعى جادة لضمان فوز مرشحها الذي ينفذ رغباتها

ليكون فيما بعد ريشتها التي ترسم بها - وبشيء من الشرعية - سياساتها الإجرامية

المستقبلية ضد شعب هذا البلد المنكوب؛ لذا فإنه من غير الحكمة الوقوف طويلاً

عند هذه الانتخابات التي لا تنطوي على أية منفعة مرجوة بالنسبة للمسلمين، ولا

التلهف لمعرفة إفرازاتها، لاسيما أن جميع مرشحي الرئاسة - وكما هو معروف -

من الموارنة المتعصبين لطائفتهم، ولا يبقى لأهل السنة إلا فتات الموائد.

إن ما يجب أن يحرص أبناء السنة في لبنان - على مختلف فئاتهم - على

تحقيقه وإعطاء الأولوية له وفي ظروف حرجة كالتي يمرون بها - هو مبدأ التعاون

والتناصح ونبذ الخلافات الجانبية والوقوف سداً منيعاً في وجه المتآمرين ضدهم،

كما أن عليهم أن يشمروا عن ساعد الجد لإبراز شخصيتهم المستقلة ودورهم المتميز

الواضح تجاه مجريات الأحداث وأن يسعوا ليكونوا هم الوجه الحقيقي للمسلمين

هناك، وأن يفوتوا الفرصة على المتاجرين باسم هذا الدين، كما يجب أن يكون لهم

منبرهم المستقل وأن لا تكون أصواتهم منطلقة من خلال منابر غيرهم من الطوائف

والنِّحَل التي تزخر بها أرض لبنان ممن يُظهرون لهم المودة ويبيتون لهم الحقد

والكراهية الدائمين.

ص: 105

آخر الكوارث في بنغلاديش

رغم اعتياد أهل بنغلاديش الكوارث فإن كارثة هذا العام فريدة من نوعها، فقد تواصل هطول الأمطار، وعمت الفيضانات أغلب أنحاء البلاد، وكان هناك دمار

شامل لكثير من البيوت والمحاصيل الزراعية، حيث إن 47 من 64 محافظة

غطتها المياه ولحقتها أضرار بالغة، أكثر من 33 ألف ميل مربع من البلاد،

وأصبح أكثر من 25 مليون نسمة مشردين بدون مأوى، والأخطر من ذلك كله أن

عمليات الإنقاذ والإغاثة أصبحت غير ممكنة وقد غمرت السيول مطار دكا المركزي

؛ فتعذر نزول الطائرات التي تحمل مواد الإغاثة من أنحاء العالم، وقد تعطلت

حركة النقل والمرور البرية وكذلك خطوط السكك الحديدية توقفت نتيجة للسيول

التي جرفت أكثر من 250 جسراً، وأصبحت وسيلة النقل هي السفن والزوارق

عبر السيول التي غمرت الشوارع والساحات والطرق. واضطر الناس إلى شرب

المياه الموحلة والمختلطة بمياه المجاري التي سببت الأمراض السارية. ورغم أنه

ليس هناك إعلان رسمي عن عدد قتلى الفيضانات فقد قُدروا بأكثر من ألفي قتيل،

وهذا غير الأعداد الهائلة من المصابين بحالات الإسهال والتلوث.

وقد انتهت المشكلة الرئيسية إلى نقص في الدواء، والماء الصالح للشرب،

والطعام المطبوخ. وكل ذلك يعتمد على إمكانية هبوط الطائرات في مطار دكا،

تعتبر بنغلاديش من أفقر وأكثر الدول ازدحاماً بالسكان (110) مليون ومعدل الدخل

السنوي (120) دولار للفرد.

وهناك أضرار بالغة لحقت المحاصيل الزراعية: قصب السكر، والقنب،

والخضار، وقد أتت السيول على كثير من مدخرات الدولة من الحبوب، وعلى

مدخرات السكان من البذور.

والفيضانات تسبب مشكلة دائمة لبنغلاديش لاجتماع عدة أنهار غزيرة على

رقعة أرضها الضيقة، وهذه الأنهار هي: الغانج، براهما بوترا، جاموتا، وماغنا، وما يتفرع عنها من فروع لا تحصى، تفيض كلها على السهل الساحلي وتصب

في بحيرة البنغال.

وقد أصبحت هذه المشكلة صعبة وملحة منذ انحسار بنغلاديش داخل حدودها

الحالية بعد تقسيم شبه القارة الهندية ثم بعد انفصال بنغلاديش عن باكستان، وكل

ذلك طبعاً ببركات الاستعمار البريطاني الذي ظل جاثماً على الهند قروناً طويلة ثم

تركها نهباً للفقر والفرقة.

ص: 106