الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنتدى
عندما يغيب الهدف
طاهر بن أحمد الزهراني
عندما يغيب الهدف فإنها تمر السنون الطويلة على الإنسان دون تحقيق أمر
منشود، ولا أقصد بالهدف هنا الهدف الدنيوي كصفقة تجارية أو النجاح في الدراسة
لا؛ فهذا نصيبنا منه كثير جداً، ولا تجد أحداً إلا عنده هدف أو أهداف دنيوية
يسعى وراءها، وربما لو نظرت إلى أهدافه الأخروية لم تجد شيئاً مع أنها أسهل
من بعض الأهداف الدنيئة أو الدنيوية، وأنا لا أقول لا تفكر في الدنيا، بل فكِّر،
وخذ ما يكفيك، ولكن لا تكن شغلك الشاغل الذي ينسيك أعمالك (الدينية) .
أنواع الأهداف:
1 -
هدف يومي: مثل: قراءة جزء من القرآن أو سماع شريط.
2 -
هدف أسبوعي: مثل: حضور درس أسبوعي، أو صيام الإثنين
والخميس.
3 -
هدف شهري: مثل: قراءة كتاب، أو صيام الأيام البيض.
4 -
هدف سنوي: مثل: ضبط وإتقان أحد العلوم، أو قراءة كتب مطولة
(مثل: التفسير أو التاريخ أو الحديث كفتح الباري أو الحج) .
5 -
هدف عمري: رضا الله عز وجل.
هذه بعض الأمثلة للأهداف، ولكل إنسان أهدافه الخاصة التي يراها.
أسباب عدم وضع الأهداف:
1 -
الغفلة وعدم محاسبة النفس.
2 -
قرين السوء.
3 -
الانشغال بالأشياء التافهة الحقيرة، فيضحك على نفسه ويظن أنها أهداف
عالية وسامية.
4 -
الإفراط في الأهداف الدنيوية (حب الدنيا) .
5 -
طول الأمل.
كيف تُكوّن هدفاً؟
1 -
عليك بالمحاسبة والنظر إلى نفسك.
2 -
بذكر الله، والثناء عليه، وتذكر ما أعده جل وعلا لعباده المؤمنين.
3 -
عليك بالقرين الصالح.
4 -
كن ذا همة عالية، ونفس رفيعة عن دنايا الأمور.
5 -
ابدأ في وضع الأهداف، وعليك باستشارة أهل الرأي والمشورة.
6 -
اطلب من الله عز وجل أن يوفقك ويفتح لك أبواب فضله؛ فإنه جواد
كريم، وبالإجابة جدير؛ فهو القائل:[ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ](غافر: 60) .
إن الإنسان صاحب الأهداف المركزة هو الفائز بلا شك. قال تعالى:
[فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ](آل عمران: 185) وقال تعالى:
[أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ](الحشر: 20) . فإذا رأى ذلك المسكين هذه
الجوائز قال: [يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً](النساء: 73) . اللهم
اجعلنا من عبادك الفائزين في الدنيا والآخرة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه وسلم.
المنتدى
نحو تميز أخلاقي
خالد بن محمد الصغير
إنه شابٌّ أحبه الجميع، الكل يكن له المودة والإعزاز، لم تكد عيني تقع عليه
حتى أحسست بكثير من الارتياح والاستئناس، والطمأنينة والانشراح، وامتلأت
عيني منه بالإجلال والمحبة، وتساءلت: ما السر وراء ذلك التميز؟ لا بد أنه
يحمل مثاليةً ما، فما هي تلك المثالية؟
نعم! لقد عرفه الجميع بجميل السجايا، وحلو الصفات. إنه دائم الابتسامة،
حسن العشرة والمعاملة، سريع الاستجابة لنداء الله إذا ما صدح المؤذن للصلاة،
وأجمل أوقاته وأعذبها إذا ترنم بكتاب الله تالياً له بكل طمأنينة وخشوع، وأزكى
لحظاته إذا شرع في مناجاة الله عز وجل والتقرب إليه صلاة ودعاءاً، ذكراً وتفكراَ،
طلباً للعلم وتأملاً، وهو مع ذلك كله مناصحٌ لإخوانه، ذو عمل دؤوب، لا يفتر
من بذل معروف، أو مساهمة في خير، أو طلب لفائدة، أو اغتنام لبرٍّ وفضيلة،
يسابق في الخيرات، ويشمخ لأعالي الهمهم، من نصرة لدينه، ودعوة إلى سبيل
مولاه سبحانه وبحمده. حقاً: إنه مثالٌ فريد في عالم الأخلاق، ولبنة راسخة بناءةٌ
في بنيان المجتمع، وصرح الخير، وقلعة الدين. وهو بتلك المثالية ليس نسجاً من
الخيال، ولا أسطورة من التاريخ، إننا بحاجة ماسة إلى المزيد والمزيد من تلك
اللبنات البناءة نحو تميز أخلاقي! !