الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحضارة المعاصرة.. الوجه الآخر
[ومَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً]
[
…
والرسالة روح العالم ونوره وحياته، فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح
والحياة والنور؟ ! والدنيا مظلمة ملعونة، إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة] .
ابن تيمية
قصة تتكرر في مدن الغرب وربما في لندن أكثر من غيرها ننقلها بقلم كاتبتها
(آن دي كوري) لتصور لنا بعض ما يعاني الغرب عندما ابتعد كثيراً عن الفطرة
التي فطر الله الناس عليها.
إن مثل قصة الشابة لورين بانس التي اغتيلت ببشاعة هذا الأسبوع أصبح -
ويا للعار - أمراً مألوفاً، فلم تكد تمضي بضع دقائق على مغادرتها للقطار حتى
سقطت ميتة بفعل فاعل هاجمها بعنف وخنقها.
بماذا عسانا نواجه بناتنا وأبنائنا يا ترى؟ ! إن أقل ما يشعر به الرجل عندما
يعتدي على امرأة تخصه، في هذه الأيام هو الشعور بالعجز التام والنقمة والذنب.
إننا في رأيي بحاجة ماسة إلى أمرين اثنين:
أولاً: لابد من تغيير جذري في مواقفنا فليس علينا فقط أن نعترف بوجود
أماكن وأوقات خطيرة - هذا فضلا عن البشر - بل علينا -أعني سكان لندن - أن
نقر بحقيقة (مرة) وهى أننا نعيش في غابة يسودها قانون الغاب، ويأكل القوي فيها
الضعيف.
ولهذا فعلينا مثل سائر مخلوقات الغابة أن نتأقلم مع هذا الواقع
…
بالطريقة
التي تتكيف بها الحيوانات الضعيفة مع الأخطار المحدقة بها من قبل الحيوانات
الأكثر قوة - هذه الحيوانات التي تدفعها شراستها إلى مطاردة فريستها والتربص بها
والانقضاض دون نجاح مراراً عديدة، حتى تفوز في آخر المطاف بالضربة
القاضية.
ثانياً: لابد أن نسعى لإحياء الهمم بإيقاظ الشعور الفطري لدى الرجل
بضرورة حماية المرأة. في وقت مضى كانت التقاليد تجبر الرجل على أن
يصطحب المرأة - ذاهبة أو آيبة - بل كان المضيفون عند نهاية الحفل لا يتركون
امرأة منفردة تغادر بيتهم دون رفيق، إذ كانوا يحرصون على إيصالها إلى بيتها إما
بصحبتهم أو على الأقل في سيارة أجرة فإن تعذر ذلك فإنهم يصرون على بقائها
عندهم تبيت ليلتها بخفارتهم. كانت القاعدة هي أن حماية المرأة واجب ومسؤولية
كل رجل.
إنه اعتراف بالحقيقة البيولوجية البسيطة وهى أن النساء أضعف بنية من
الرجال، ثم إن الذكور من الأولاد إذا تربوا على تفهم ضعف أخواتهم وهشاشة
معدنهن فسوف يتكون لديهم شعور فطري بالمسؤولية تجاه تأمين كل النساء.
التعليق:
في هذه القصة وأمثالها حقيقة مرة بالنسبة لدعاة ما يسمى بتحرر المرأة،
ولكنها حقيقة معروفة ومحسوبة في نظر الإسلام الذي أكرم المرأة، واعتبرها
مخلوقاً مكرماً يحتاج ابتداءً إلى رعاية وصيانة، فشرع من أجل ذلك التشريعات
التي تحمى المرأة وتصون كرامتها.
وها هي كاتبة غير مسلمة تعترف وبملء فيها بـ (ضعف المرأة الجسمي
وهشاشة معدنها) وليس في هذا تنقص منها، كما أن الإسلام في نظرته للمرأة لا
ينتقص من قدرها، ولا يتنكر لدورها، وإن المفهوم المعوج للحرية الذي تفهمه
النساء العربيات ومن يقلدهن سينزع الحصانة التي كانت تتمتع فيها المرأة في
المجتمع، وإذا نزعت الحصانة فمن الصعب أن تعود في ظل الظروف الاجتماعية
الدينية والأخلاقية التي نزعت فيها.
وليس غير الشرع الإسلامي ضمانة للمرأة تجد في ظلها كرامتها، وتحقق من
خلالها ذاتها [إنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى]
رقم قياسي جديد في جرائم القتل
وصل عدد الذين سقطوا ضحية عمليات الإجرام في نيويورك مع نهاية عام
1988 م إلى (1849) قتيلاً، بما في ذلك ثمانية قتلى عشية أعياد الميلاد، وستة
آخرون في اليوم التالي بينما سجل أعلى رقم قياسي في عام 1981 وكان (1841)
قتيلاً.
وبهذا يكون عام 1988 م هو الأعنف الذي تمر به مدينة نيويورك من حيث
الجرائم، ويعزو المسؤولون في المدينة هذا الارتفاع في عمليات القتل إلى تفشي
تعاطى المخدرات بأنواعها. أي بمعدل خمسة قتلى في اليوم الواحد
الحضارة المعاصرة..الوجه الآخر
عبادة الشيطان في ألمانيا
مجلة نيوزويك - عدد 51
19/12/1988
لا يعلم رجال الشرطة حتى الآن ما الذي حدث في مصنع المنسوجات
المهجور في بلدة (كتويغ) في ألمانيا الغربية قبل ليال من عيد (هلوين) وأسفر عن
موت المغني (غوردون بروير) ذي الستة عشر ربيعاً، ويقول المحامون إن زميل
(غوردون) في المدرسة (أوي) وتِرْبُهُ قد اعترف بقتله وأدخل مستشفى الأمراض
النفسية للعلاج، حيث أفاد (أوي) أن (غوردون) أخذه للمصنع المهجور ليريه
(شيئاً ما) ! رافضاً الإفصاح عنه للشرطة، أما زملاؤه في المدرسة فقد قالوا
للمحققين إن المصنع المهجور كان المكان الذي اتخذوه ليعبدوا فيه الشيطان! !
وتعتبر ألمانيا الغربية منذ فترة مركزاً رئيسياً لانتشار المفاهيم الدينية
المتنوعة، قد أظهر إحصاء رسمي لطلبة الثانوية في (ميونيج) في بداية هذه السنة أن عشرين في المائة من الطلبة قد اشتركوا في جلسات روحية أو جلسات لتحضير الأرواح، إلا أن الديانة الجديدة التي تكتسح البلاد كلها مخيفة فعلاً.. إنها عبادة الشيطان! !
حيث اعترف أربعة في المائة من طلبة الثانوية في الإحصاء المذكور
بالاشتراك ولو لمرة واحدة على الأقل في شعائر القداس الشرير، ويقول الراهب
البروتستنتي (فريدريك ويلهالم هاك) مؤلف عدة كتب عن هذه الديانات السرية.
إن عدد الذين يدينون بشكل نشط بهذه الديانة الشيطانية في ألمانية الغربية وحدها
يبلغ عشرة آلاف شخص، إلا أنه يصر على أن الشباب يتخذ طقوس هذه الديانة
كوسيلة رخيصة للتسلية وتمضية الوقت، حيث إنها لا تكلف الشباب شيئا بالمقارنة
بوسائل التسلية الأخرى، مثل الذهاب للسينما (سعر التذكرة ستة دولارات) أو
حضور حفلة رقص ديسكو (سعر التذكرة عشرون دولارا) . ولكن مسؤولين آخرين
لا يشاركون القس نظرته حيث يؤكد أحد المسؤولين عن مؤسسة اجتماعية هدفها
متابعة مثل هذه النشاطات: إن هذه النشاطات منتشرة وقوية بشكل أكبر بكثير من
مجرد كونها وسيلة لتمضية الوقت لدى الشباب، بل إن نشاطها يصل إلى الأطفال
في المدارس، حيث طلب المساعدة منهم مدرسون في مدارس ابتدائية بخصوص
أطفال (دون سن العاشرة
…
) كما استشيرت المؤسسة في حالات تتعلق بأعضاء
نشطين ومتحمسين لهذه الديانة (الشيطانية) بقوة ولا تتجاوز أعمارهم ثلاث
عشرة سنة.
ويتحدث أخصائيو المصحات النفسية عن قصص مخيفة عن تأثير هذه
النشاطات والجلسات السرية على نفسيات الشباب الذي يخضع للإيحاءات. ويقول
أحدهم أنه عالج ثلاثة مراهقين من هوس يتعلق بالأرواح، كان أخرهم فتاة عمرها
خمس عشرة سنة كانت مقتنعة أنها حامل من الشيطان وأنه سيكون لهذا الحمل أو
الجنين دور خاص في المستقبل
…
كانت مقتنعة بذلك رغم أنها في الحقيقة لم تكن
حاملا على الإطلاق، ويضيف بأنه قد تمكن من علاجها إلا أنه غير متفائل لأنها
عادت إلى نفس زملائها السابقين، ويخشى أن يؤدي اشتراكها مرة أخرى في مثل
تلك الجلسات السرية إلى عودة المرض النفسي إليها.
وقد أصبحت هذه النشاطات تثير الإزعاج لدرجة أن أولياء الأمور في إحدى
القرى حاولوا منذ أسبوعين منع أحد عروض الألعاب السحرية في إحدى المدارس
الابتدائية، وعندما لم يستطيعوا منع العرض منعوا أطفالهم وعددهم أربعين من
حضوره في المدرسة خوفا أن يكون حضور أطفالهم لعرض مثل هذا هو الخطوة
الأولى على الطريق لينضموا إلى الديانة (الشيطانية) في المستقبل.
قديم جديد
أرحام تتعاطف
للشيخ محمد البشير الإبراهيمي
رحمه الله
طالما نعينا على المسلمين خصوصاً، وعلى الشرقيين عموماً، هذا التقاطع
الذي شتت شملهم، وفرق جامعتهم، وصيرهم لقمة سائغة للمستعمرين؛ وطالما
شرحنا للمسلمين أسرار التواصل والتراحم والتقارب الكامنة في دينهم، وأقمنا لهم
الأدلة، وضربنا لهم الأمثال، وسقنا المثُلات، وجلونا العبر، وكانت نذر الشر
تتوالى، فيمارون بها، وصيحات الضحايا منهم تتعالى، فيصمون عنها والزمن
سائر، والفلك دائر، وهم في غفلة ساهون.
دعوناهم إلى الجامعة الواسعة التي لا تضيق بنزيل، وهى جامعة الإسلام،
إلى الروحانية الخالصة التي لا تشاب بدخيل، وهي روحانية الشرق، وحذرناهم
من هذه الأفاحيص الضيقة، والوطنيات المحدودة، التي هي منبع شقائهم، ومبعث
بلائهم، وبينا لهم أنها دسيسة استعمارية، زينها لهم سماسرة الغرب، وعلماؤه
وأدلاؤه؛ وغايتهم منها التفريق، ثم التمزيق، ثم القضم، ثم الهضم، وأن
الاستعمار -بهذه الدسيسة وأشباهها- يفسد فطرة الله فيهم، وينقض دين الله عندهم؛
ففطرة الله تلهم نصر الأخ لأخيه، وحماية الجار لجاره؛ ودين الله يوجب حقوق
الأخوة، ويدعو إلى إيثار الجار والإحسان إليه؛ وهو بهذا يعمم التناصر ويقيم في
الأرض شرعة التعاون، فما من جار إلا له جار، والناس كلهم متجاورون، جوار
الدار للدار، فجوار القرية للقرية، فجوار المدينة للمدينة، فجوار الوطن للوطن؛
فإذا أخذوا بهذه الشرعة وأقاموا حدودها عم التناصر والتعاون، وسدت المنافذ على
المغيرين، وعلى المفسدين في الأرض ولكن الاستعمار - بهذه الدسيسة - بدل
شرعة الله بشرعة الشيطان، فهو يقول لك: أقصر اهتمامك على دارك، ولا تلتفت
إلى دار جارك، ويوسوس للجار بمثل ذلك حتى إذا أطاعاه خرب الدارين، واستعبد
الجارين.
ومازال الاستعمار يروض المسلمين والشرقيين على قبول هذه الدسيسة، ثم
على استحسانها، ثم على الأخذ بها، حتى تقطعوا في الأرض أمماً ليس منهم
الصالحون
…
ثم تقطعت الأمم جماعات، وكلما آنس منهم مخيلة انتباه غرهم بما
يغر به الشيطان: بشجرة الخلد وملك لا يبلى، وجرهم بما ينجر به الصبيان:
ألفاظ فارغة وأسماء وألقاب، وعروش من أعواد، في سيل واد؛ حتى ابتلع
ممالكهم، واحتجن أموالهم، وتركهم مثلاً في الآخرين؛ واعتبر ذلك بهذا الاستعمار
الجاثم في شمال أفريقيا [1] ، وعد بذاكرتك إلى مبدأ أمره، وكيف أكل العنقود حبة
حبة، متمهلاً مطاولاً، يرقب الخلس، ويدرع الغلس؛ وكيف أطعمته غفلتنا الكراع، أطمعته في الذراع، حتى استوعب الجسد كله أكلاً؛ وكيف كان يعتدي على
الجزء، فيقابله الكل بالهزء؛ اعتبر ذلك ترَأننا ما أخذنا بغتة، ولا سلبنا هذا الملك
الضخم فلتة؛ وإنما هي آثار تلك الدسيسة فينا، استبدلنا التناحر بالتناصر،
والتعاوي بالتعاون؛ ثم نزلنا دركة.، فأصبحنا وإن الأخ ليقتل أخاه في سبيل
قاتلهما معاً، ولو اتعظ الأخير منا بالأول لما مد الاستعمار هذا المد، ولما بلغ فينا
إلى هذا الحد.
(1) نشرت هذه الكلمة عام 1951 م.