الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نص شعري
أعراس الشياطين
فيصل محمد الحجي
جُلُّ العالم الإسلامي يحترق.. بدأ (كبيرهم) بإشعال النار في أفغانستان
…
فانتهز شياطين الأرض الفرصة
…
فهجم الشيطان اليهودي على مسلمي فلسطين
…
وهجم الشيطان الروسي على مسلمي الشيشان
…
وحتى الشيطان الهندي هاجم
المسلمين في الهند وكشمير فواجه المسلمون ألوان العذاب
…
وهجم شياطين
العلمانية على الإسلام ليجردوه من أحكام الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر والولاء والبراء. وكثير من الأقطار الإسلامية تقف حائرة وهي تنتظر
دورها المجهول فقلت متصوراً هذا الحال:
يا أمتي
…
إنِّي أرى نقفورا
…
قد جاء يغتصب السيادةَ زُورا
…
أوَ ليس للإسلام أعظمُ أمةٍ
…
رفع الإلهُ لواءَها المبرورا؟
…
فَعَلامَ يستعلي الضلالُ على الهدى
…
ويرومُ فوقَ عُلا (الرشيدِ) ظهورا؟
…
عِلْجٌ يرومُ من (الرشيدِ) سحابةً [1]
…
كانَتْ تجوبُ العالمَ المَعْمُورا
…
مُذْ نامَ فُرسانُ الجهاد تيقَّظَتْ
…
أحلامُهُ
…
وتجاوزَ المحظورا
…
أغرَتْهُ وَفْرَةُ جندهِ وسلاحهِ
…
فازداد غطرسةً
…
وجُنّ غُرورا
…
ورنا إلى دار السلامِ.. فما رأى
…
حصناً يصدُّ هجومَه.. أو سُورا
…
ورأى الجهادَ مكبّلاً ومُطَارَداً
…
ورأى المجاهدَ مُبْعداً وأسيرا
…
ورأى العدالةَ قد هوى ميزانُها
…
والظلمَ يزهو شامخاً منصورا
…
ورأى العفافَ يئِنُّ في أسواقنا
…
ويُشيعُ بين المسلمين فجورا
…
ورأى صُروحَ العلمِ تشكو جهلَها
…
ورأى سجونَ الظالمين قبورا
…
ورأى (الفراعنة الصِّغارَ) تألهوا
…
والشعبَ يذوي خائفاً مذعورا
…
جهلوا المعالي
…
غير أنَّ بطونَهم
…
تعلو
…
لِيشتكيَ الفقيرُ ضُمورا
…
وأحبَّهم
…
لِمَ لا وكلُّ نضالِهم
…
فيما يُريد عشيَّةً وبُكورا؟
…
مَنْ ذا يرد جيوشه إن أقبلت؟
…
أيخاف لصّاً أم يهاب أجيرا؟
…
* * *
قد جاءنا جيشانِ
…
جيشُ جريمةٍ
…
صبَّت علينا الحقدَ والتفجيرا
…
وتلاهُ جيشُ المكرِ
…
جيشُ خديعةٍ
…
مَلأَتْ عُقولَ شعوبِنا تزويرا
…
يشكو من الإرهابِ وهو حليفُهُ
…
وبِصَنْعَةِ الإرهاب صار خبيرا
…
هذي فلسطينُ الذبيحةُ كم شَكَتْ
…
مِمَّا تلاقيهِ أذىً وشُرورا
…
خمسونَ عاماً والجرائمُ ما وَنَتْ
…
والشعبُ عانى القتلَ والتدميرا
…
خمسونَ عاماً والجرائمُ لم تَدَعْ
…
فينا صغيراً آمناً وكبيرا
…
هل يعرفُ التاريخُ إرهاباً علا
…
في شَرِّهِ شارونَ أو شاميرا؟
…
إن لم يَرَوا إرهابَ إسرائيلِهم
…
كيف استطاعوا أن يَرَوْا (تيمورا) ؟ [2]
…
مِنْ خَلْفِ معسولِ الدعاوى خطّةٌ
…
كي ينصروا التهويدَ والتنصيرا
…
كي لا يروا هاماتِنا مرفوعةً
…
بالحقِّ
…
تعلو فاسقاً وكفورا
…
كي يُفْرِغوا الإسلامَ مِن أحكامه
…
كي يَمْسَخُوا التنزيلَ والمأثورا
…
كلُّ الشياطينِ استعادوا مجدَهم
…
وبكُلِّ عَزْمٍ ينفخون الكيرا
…
فالشعبُ في الشيشانِ أو فى الصينِ أو
…
في (مندناوٍ) يرتمي مقهورا
…
وبَغَوْا على الأفغانِ بَغْياً غاشماً
…
بئسَ الحضارةُ إن أَتَتْ لِتَجورا
…
قصفوا المنازلَ والحقولَ
…
وتارةً
…
جعلوا المساجدَ للعِبادِ قبورا
…
بعلومِهم
…
وثرائِهم.. وحشودِهم
…
يرمون شعباً بائساً وفقيرا
…
دأب المعارك أن تمدّ رحابَها
…
لا أن ترودَ مسارباً وجُحُورا
…
أترى (الأَبَتْشِي) و (الأَوَكْسَ)[3] وغيرها
…
تغزو بِغالاً ضُمَّراً وحميرا؟
…
تلك البطولةُ عارُهم وشَنَارُهم
…
ما الحالُ لو كان العدوُّ نظيرا؟
…
* * *
إن غرَّهم حشدٌ فَعَزْمُ شبابِنا
…
يَدَعُ الجبالَ الشامخاتِ حِصيرا
…
ما للعلوجِ سوى العقابِ
…
كما رمى
…
صَحْبُ النبيِّ قُرَيظةً ونَضِيرا
…
ساروا على موجِ الصهيلِ
…
يقوده
…
موجُ الزئيرِ
…
وكبَّروا تكبيرا
…
فتضعضعَتْ هِمَمُ اليهودِ
…
وأُبلسوا
…
وارتدَّ كيدُ المدبرين دُحورا
…
ومَضَوْا على الموجِ الكئيبِ
…
يقودُهُ
…
موجُ النحيبِ
…
يصيح: (ديسابورا)[4]
…
سيفُ الفداءِ يَفُلُّ كلَّ سيوفِهم
…
ويُبَدِّدُ الصاروخ والتفجيرا
…
كادوا
…
وقادوا كل إرهابٍ لذا
…
كي يَبْسُطُوا فوقَ الهدى دَيْجورا
…
نأبى التطرُّفَ والغلوَّ
…
فلم نكن
…
يوماً نُسِيءُ الفهمَ والتفسيرا
…
بل أُمّةً وسطاً بميزان الهدى
…
ولذا نبذنا البخلَ والتبذيرا
…
مَنْ مَبْلِغُ الأعلاجِ أنا أمّةٌ
…
جاءتْ بشيراً للورى ونذيرا
…
زَهَتِ الحضارةُ من ضياءِ عقولنا
…
دهراً
…
وعنوانُ الحضارةِ: شورى
…
مَنْ مُبْلِغُ الأعلاجِ أنَّ دعاتَنا
…
طَلَعُوا على ليلِ الأنامِ بُدورا
…
مَنْ مبلغُ الأعلاجِ أنَّ رجالَنا
…
كانوا أسوداً في الوغى ونَمُورا
…
ولقد أتى أحفادُهم أشباهَهم
…
سيلاً يُحِيل قوى الأعادي بُورا
…
منّا صلاحٌ والرشيدُ وخالدٌ
…
منّا الكُمَاةُ الحافظون ثُغُورا
…
سَلْ عن فرارِ هرقلَ مِن آسادِنا
…
وزوالِ كسرى فارسٍ سابورا
…
لن يُخْمِدَ الأمالَ فيضُ زحوفِهم
…
فَبِلُجَّةِ الظُّلماتِ نرقبُ نورا
…
دَعْ عنكَ إغراءَ التخاذل
…
وانتصرْ
…
لدمٍ يَرومُ النصرَ والتحريرا
…
هل أثمر السِّلْمُ المزيَّفُ مرّةً
…
إلا خنوعاً مُزْرِياً وثُبورا؟
…
غنى الكرامة في قصور طغاتنا
…
والمجد غنى في الوغى مسرورا
…
(1) إشارة إلى قوله هارون الرشيد.
(2)
تيمور الشرقية التي استقلت فجأة عن أندونيسيا.
(3)
الأبتشي والأوكس من أنواع الطائرات الحربية الحديثة.
(4)
ديسابورا: مصطلح يهودي يعني الشتات والتشرد.