المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أماه.. وأنت على فراش المرض - مجلة البيان - جـ ١٩٨

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌أكاذيب حرَّة

- ‌رسالة مفتوحة إلى أسود الفداء في العراقإنقاذ العالم الإسلامي مهمتكم.. هل تصدقون

- ‌ثبات الأحكام الشرعيةوضوابط تغيُّر الفتوى

- ‌حرية الرأي والضوابط الشرعية للتعبير عنه

- ‌نور البصيرة

- ‌من يرد الله به خيراً

- ‌دعوة الإمام محمد بن عبد الوهابحقائق وأوهام

- ‌كيف نتعامل مع الأحداث

- ‌سهام بوش ضد الإرهابتصيب الروح الأمريكية في مقتل

- ‌أماه.. وأنت على فراش المرض

- ‌إلى غيمة

- ‌بين.. بين

- ‌عام أطل

- ‌في استطلاع أدبي للبيان..أين تمضي الندوات الأدبية في الرياض

- ‌حديث موسى

- ‌ماذا يجري في الجزائر

- ‌خفايا الصراع بين العسكر وبوتفليقة

- ‌الشيخ عباسي مدني في حوار خاص مع البيان:

- ‌البيان تحاور الشيخ كمال قمازيالقيادي البارز في الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر

- ‌ذهاب الريح، وغياب المشروع

- ‌حمى الانتخابات الرئاسية الجزائريةوالاحتمالات المجهولة

- ‌دولة الصهاينة.. المستقبل مظلم

- ‌أين بواكي حمزة

- ‌الدعوة إلى الشرق الأوسط الكبير

- ‌مرصد الأحداث

- ‌مقدمة في تطور الفكر الغربي والحداثة(1

- ‌لماذا عزل عمر خالداًرضي الله عنهما

- ‌مع القراء

- ‌المرجع الأعلى

الفصل: ‌أماه.. وأنت على فراش المرض

نص شعري

‌أماه.. وأنت على فراش المرض

عبد الغني التميمي

عيناكِ دجلة والفرات

تدفّقا خصباً وماءْ

نهران لم يتوقفا

أو يوقفا دفق العطاءْ

فَسَخِيَّتَانِ لدى الودا

عِ سخيَّتان لدى اللقاءْ

كل الدموع كذوبة

لم تخلُ من شوب الرياءْ

إلا دموعكِ إنها

مَثَلُ المحبة والوفاءْ

* * *

أمّاه أعذب همسة

همس الزمان بمسمعي

أمّاه لا تتوجعي

يكوي أنينكِ أضلعي

نفسي فداكِ من السقا

مِ ومقلتاي.. وأدمعي

في حضنكِ الهادي

أعيد طفولتي.. فتربّعي

مهما كبرتُ فإنني

أهفو لتلك الأذرعِ

* * *

أمّاه: أقرأ في عيو

نِكِ قصة الوهن المريرةْ

أمّاه: أُبصر في يدَيْكِ

نسيج أضلاعي الصغيرةْ

وأظل من شفتَيْكِ

أنهل قُبلة المهد المثيرةْ

يَسري نداها في دمي

برداً كبرد القشعريرةْ

وأعود طفلاً طاعناً

أمضي على تلك الوتيرةْ

* * *

أمّاه! في هذي الأخاديد العميقة في الخدودْ

أبصرت مطرقة الليالي تستبد بلا حدودْ

في كل أخدود مسيرات من الهمّ الشديدْ

شهدت عليها رحلة الآلام في العمر المديدْ

* * *

أمّاه! كيف تطيق نفسي أن تقولي آهْ

تفديك أنفاسي ونفسي اليوم يا أمّاهْ

لا فضل لي في هذه الأنفاس أو هذي الشفاهْ

أنت التي غذّيتِها وسقيتِها ماء الحياةْ

فدمي وأعضائي جميعاً من دمائكِ مستقاةْ

أمّاه! في عينَيْكِ ألوان من الترياقْ

شفتاكِ صانعتا الحنان مقيمتان على وفاقْ

كل الشفاه مزيّفات اللثم تصطنع النفاقْ

إلاّ شفاهكِ فهي صادقة التبسم والعناقْ

فتغرّدان لدى اللقاء وتدعوان لدى الفراقْ

* * *

أمّي! وأحزاني إذا ما قلتُ أمي تختفي

وأعود طفلاً تأتسي خطوي الحياة وتقتفي

ويرف قلبي للرجاء وكاد حزناً ينطفي

وأرى جماد الصخر يورق للّقاء ويحتفي

فأعيد في ضوء ابتسامتكِ الحبيبة موقفي

* * *

أمّاه! دوحةَ أسرتي.. ما زال ظلكِ وارفَا

ناديتِ باسمي.. فانتشى قلبي وأقبل راجفَا

هذا خويدمك المدلّل عند رجلكِ واقفَا

أنا لو قدرت جعلت جسمي دون جسمكِ نازِفَا

وجعلت من جلدي لجرحكِ مرهماً ولفائفَا

* * *

ناديتني باسمي فكدت إليكِ من فرحٍ أطيرْ

مجدي إذا قبَّلتُ رجلكِ - إن قبلتِ - بلا نكيرْ

ووضعتُ خدي تحتها فغدا لأخمصها حصيرْ

وغفوت كالطفل الصغير بجانب القلب الكبيرْ

فتجاوزي تقصير خادمكِ الصغير بل الحقيرْ

ص: 38