الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نص شعري
إلى جنة الخلد يا شيخ ياسين
د. أحمد بن عبد الله السالم [*]
قد أصاب القلوب منه انفطارُ
…
وأصاب النفوس منهُ انكسارُ
وغدا الدمعُ في العيونِ شحيحاً
…
لا كفاها ولا الدموع تُعارُ
قد أُصِبْنَا بفقدِ شيخٍ جليلٍ
…
فالأعادي عليه صبحاً أغاروا
لم يصونوا من القذائف وجهاً
…
قد كساهُ المشيبُ وهو وقارُ
فوق كرسيِّه يروح ويغدو
…
مُقْعَداً، لا يديره بل يُدَارُ
فانقضتْ صُحْبَةٌ فلا الشيخ شيخٌ
…
ذو قرارٍ ولا الإطارُ إطارُ
ضَرْبُ أمثالِهِ إذا كان ذنباً
…
ليس يُمحى فالقتلُ جُرْمٌ وعارُ
هو جُرمٌ في الملَّتينِ كبيرٌ
…
وهو في سيرةِ الطريق انحسارُ
هو نارٌ والمسلمون هشيمٌ
…
للظاها في كلِّ قلبٍ أوارُ
لم يقصرْ في الذود عنه ذووهُ
…
أو يقصرْ في حفظ ياسينَ جارُ
أيُّ حولٍ لهم على حفظِ شيخٍ؟
…
قد أتاه من السماء عِيَارُ
يا شباب الشآم كونوا شهاباً
…
واحرقوهم فالزاد زيتٌ ونارُ
ربَّما يُهْزَمُ القويُّ فيفنى
…
ومع الضعف قد يكون انتصارُ
أنتمو إرثُ طارقٍ والمثنَّى
…
لهما الصبرُ والكفاحُ شعارُ
وإذا لم نجدْ سجايا نزارٍ
…
في رجال الشآم، أين نزارُ؟
قد أصاب السُّعَارُ شارونَ هذا
…
وبأشلائكمْ يداوى السُّعارُ
ليس يثني إقْدَامَكم هدمُ بيتٍ
…
واعتقالٌ ولا يَرُدُّ جدارُ
لابن صهيونَ في فلسطين شرٌّ
…
مستطيرٌ، والغرب لا يستجارُ
ذاك غربٌ شارونُ يحكم فيهِ
…
وبأقلامِهِ يصاغ القرارُ
خبِّروه بأنَّ في القوم صنفاً
…
ما له من مُنَاهُ إلا الثارُ
قد تضيع الدماءُ هدراً ولكنْ
…
دَمُ ياسينَ ليس منه فرارُ
دَمُهُ في المزادِ شيءٌ عظيمٌ
…
لا يُبَارى إن قيست الأسعارُ
فاحسبوا كم إزاءه من دماءٍ
…
وارصدوها فلن يطول انتظارُ
وارقبوا ساحة القداسات يوماً
…
ودم المجرمين فيها بحارُ
نهج شارون قتلُ كلِّ بريءٍ
…
شرعُهُ لا تصانُ فيه الصغارُ
أيها المسلمون إنَّ الأماني
…
سوف تبقى تحفُّها الأخطارُ
ليس إلا بالعلم تبقى حظوظٌ
…
في حياةٍ كريمةٍ لا تضارُ
فإذا اثَّاقلت إليه خطانا
…
فعلى مثلنا يفوت القطارُ
فافعلوا من أسبابِهِ ما تَأَتَّى
…
فيدانا من دون علمٍ قِصَارُ
نحن ندري أَنَّ القضية أَضْحَتْ
…
صفقاتٍ يديرها تُجَّارُ
نحن ندري أَنَّ السلام سرابٌ
…
عهْدنا بالسراب لا يستجارُ
ويقيني أن الحبال خيوطٌ
…
عنكبوتيةٌ فبئس الإصار
ويقيني أن الطريق طويلٌ
…
وجبالٌ وظلمةٌ وقِفَارُ
تتمادى كواشرُ الوحشِ فيه
…
ويغنِّي في وحلِهِ الصرصَارُ
عامرٌ بالأسرار يا ليت شعري:
…
أيُّ وقتٍ يزاحُ عنها الستارُ
لستُ ممن تشاءموا حين قالوا:
…
ما عساه أنْ يُصْلِحَ العطَّارُ
(*) رئيس قسم النحو والصرف وفقه اللغة بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض.