الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نص شعري
نقش الصمود
محمد بن عبد الله المقرن
في رثاء الشهيد - بإذن الله - الشيخ أحمد ياسين - رحمه الله تعالى -:
«ياسين» أحييت في ذكراك موتانا!
…
قد آن أن تجتني أحلامك الآنا
بشراك هذا الذي ترجوه من زمن
…
وافاك روحاً ووافى الكل أحزانا
رزية أن يموت الفذ في زمن
…
نتوق فيه لمن يخفي رزايانا
عزاؤنا أنه ما مات في فُرُش
…
منسوجة بالهوى ذلاًّ وإذعانا
عزاؤنا أنه اختار الجهاد خطى
…
خطا بها لجنان الخلد هيمانا
عزاؤنا أنه أرسى مراكبه
…
على الإباء وكان الهون مرسانا
عزاؤنا أنه في الخلد متكئ
…
على أرائكها إن شاء مولانا!!
* * *
«ياسين» أحدثت بين الحزن موقعة
…
وبين صبري فأمسى القلب ميدانا
أبكي فتسرع كف الصبر تمسح ما
…
كسا عيوني من الأحزان إيمانا
هذي نهاية أبطال الجهاد إذا
…
راموا الشهادة شدوا العزم فرسانا
وأطلقوا في حياض الموت أنفسهم
…
وقدموا الروح مهر الحور برهانا
درب الشهادة درب الموت ليس هوى
…
يُحكى.. ولا عنباً يجنى ورمانا
من عاش لله لا من عاش مضطرباً
…
شتان بينهما يا قوم شتانا
يا شيخ علمتنا أن اليهود بلا
…
عهد وأن قتال الكفر قد حانا
مدوا يد الغدر شل الله مفصلها
…
لما رمتك بذاك الوبل عدوانا
في غفلة قذفت.. بل غيلة قتلت
…
تباً لما فعلت غدراً وطغيانا
أخافهم وهو في كرسيه.. عجباً
…
فكيف لو كان يمشي في سرايانا؟!
أخافهم وهو ذو شيب وذو وهن
…
فكيف لو كان كالشبان ريانا؟!
الرعب ألقاه ربي بين أضلعكم
…
يا نسل قردٍ غدا في الشكل إنسانا!!
أقسمت بالله يا «شارون» أن لكم
…
يوماً ستلقون فيه الذل خسرانا
حان الجهاد فما أحلى بشارته
…
لما دُعينا حسبنا الحرب بستانا
بشارة النصر أو بشرى الشهادة إن
…
حانت منيَّتنا روحاً وريحانا
«ياسين» موتك قد أحيا عزائمنا
…
وزادنا ببلوغ النصر إيمانا
واللهِ واللهِ لن ننساك ما نبضت
…
فينا العروق ولن ننسى ضحايانا!!
هذي هي القدس تحني رأسها ألماً
…
على الفراق كما يبكيك مسرانا
دُفنتَ فيها ولم يُدفن هواك بها
…
يبقى خلود الهوى للحب برهانا
لن تنتهي سيرة الأبطال ما نقشوا
…
صمودهم في كتاب المجد عنوانا!