الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة
الأخ طارق علي السقاف
- صنعاء-
أرسل رسالة طويلة يبدي فيها إعجابه بمجلة البيان ويتمنى لها التوفيق
والاستمرار في خدمة قضايا الأمة الإسلامية، ويتحدث أيضاً عن مشاكل المسلمين
في أنحاء كثيرة من العالم، ثم يبدي تعاطفه مع الانتفاضة في فلسطين المحتلة،
ويرى أن الأمل في الإسلام فقط كطريق لتحرير المقدسات وطرد الغزاة، ثم يقول
في رسالته:
(
…
فلينظر المسلمون إلى حالهم اليوم، وليتخذوا من الرسول - صلى الله
عليه وسلم - وصحابته مثلهم الأعلى، بدلاً من أن يتخذوا من الممثلين والممثلات،
والمفكرين العالميين وعباقرة الغرب قدوة لهم، وليهتموا بجيل الشباب، ويحثوه
على العلم النافع وذكر الله والتمسك بالتعاليم الإسلامية، بدلاً من اللهاث وراء
الحضارة الغربية المادية، لأن الشباب هم الجيل الذي سيتحمل مهام نشر دين
الإسلام، لذلك علينا تربيتهم تربية إسلامية صحيحة بعيداً عن المفاهيم المادية التي
من شأنها تخريب المجتمعات، كما يفعل الفكر الشيوعي الإلحادي القائم على إنكار
وجود الله) .
الصفحة الأخيرة
العربية والإسلام
محمد رشيد رضا - الخلافة: 100
إن اللغة رابطة من روابط الجنس، وقد حرم الإسلام التعصب للجنس لأنه
مفرق للأمة ذاهب بالاعتصام والوحدة واضع للعداوة موضع الألفة، وقد نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن العصبية العمية الجاهلية وتبرأ ممن يدعو إليها أو يقاتل
عليها، وقد كان من إصلاح الإسلام الديني والاجتماعي توحيد اللغة بجعل لغة هذا
الدين العام لغة لجميع الأجناس التي تهتدي به، فهو قد حفظ بها وهي قد حفظت به
. فلولاه لتغيرت كما تغير غيرها من اللغات، وكما كان يعروها التغيير من قبله.
ولولاها لتباعدت الأفهام في فهمه، ولصار أدياناً يكفر أهلها بعضهم بعضاً، ولا
يجدون أصلاً جامعاً يتحاكمون إليه إذا رجعوا إلى الحق وتركوا الهوى، فاللغة
العربية ليست خاصة بجيل العرب سلائل يعرب بن قحطان، بل هي لغة المسلمين
كافة ولغة شعوب أخرى من غير العرب، وطوائف من العرب غير المسلمين، وما
خدم الإسلام أحد من غير العرب إلا بقدر حظهم من لغته، ولم يكن أحد من العرب
في النسب يفرق بين سيبوية الفارسي النسب وأستاذه الخليل العربي في فضلهما
واجتهادهما في خدمة اللغة، ولا بين البخاري الفارسي وأستاذه أحمد بن حنبل
وإسحاق بن راهوية العربيين في خدمة السنة، بل لم يخطر في بال أحد من سلف
الأمة ولا خلفها قبل هذا العصر أن يأبى تفضيل كثير من الأعاجم في النسب على
بعض أقرانهم وأساتذتهم من العرب في ما امتازوا به من خدمة هذا الدين ولغته،
ولا نعرف أحداً من علماء الأعاجم له حظ من خدمة الإسلام وهو يجهل لغته ولولا
أن ظل علماء الدين في جميع الشعوب الإسلامية مجمعين على التعبد بقراءة القرآن
المعجز للبشر بأسلوبه العربي وأذكار الصلاة وغيرها بالعربية، ومدارسة التفسير
والحديث بالعربية؛ لضاع الإسلام في الأعاجم منها.