المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التطوير غير الديمقراطي - مجلة البيان - جـ ٢١١

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌211 - ربيع الأول - 1426 ه

- ‌التطوير غير الديمقراطي

- ‌المصلحون.. عُبَّاد خاشعون

- ‌حاجة الأمة إلى العلماء الربانيين وخطر رفع العلم

- ‌حرمان الظالمين من الإمامة في الدين

- ‌السلطات العامة في الإسلام

- ‌كيف تُعَدُّ خطبة الجمعة

- ‌وقفات تربوية مع حديث تقسيم الغنائم في حنين

- ‌حاجتنا للإدارة

- ‌المواطنة والهوية

- ‌العراق بعد الانتخابات

- ‌نجوى القلم

- ‌الجاسوسية التي تعدد أنماطها

- ‌لواء الغدر الروسي

- ‌الموساد يتجسس إلكترونياً علي المصارف الإسلامية

- ‌تسوماني.. موعد مع الأرض والمئذنة

- ‌مرصد الأحداث

- ‌صورة المسلم الملتزم في الدراما العربية المعاصرة

- ‌القصة القصيرة بين الغاية والوسيلة

- ‌وا إسلاماه

- ‌أمريكا لا تتسامح مع غيرها

- ‌الحرب الصامتة.. التطبيع

- ‌التطبيع.. صلح مقبول أم تفريط مرفوض

- ‌عبَطَ يعبِط عَبطاً واعتباطاً.. فهو تطبيع

- ‌صفاً! لهزيمة التطبيع.. لا تطبيع الهزيمة

- ‌لماذا الهرولة نحو تل أبيب

- ‌الدعوة إلى جماعية التطبيع مع الدولة العبرية

- ‌المقاومة والتطبيع من يهمش الآخر

- ‌التطبيع بين الرؤية الإسرائيلية ومتغيرات الواقع

- ‌الجاسوسية التي تعدد أنماطها

الفصل: ‌التطوير غير الديمقراطي

‌التطوير غير الديمقراطي

التحرير

أصبح التطوير حُمَّى يريد المحافظون الجدد فرضه بالضغوط السياسية؛ فإن لم تفد فالحلول العسكرية هي البديل، كما حصل في أفغانستان والعراق والحبل على الجرَّار كما يقال، وأصبح ذلك كرباجاً تُهدَّد به كل دولة تحاول الخروج عن الهيمنة؛ مما زاد الكراهية والمقت لتلك الغطرسة. إلا أنهم لجؤوا مؤخراً إلى تحريك (الطابور الخامس) في كل بلد، وهم أفراد من الصحفيين والكتاب والخبراء، ومنهم جمعيات وجماعات تحت أسماء مرموقة من قِبَل (جمعيات حقوق الإنسان) و (دعاة المجتمع المدني) و (مراكز البحوث والدراسات) المدعومة حالياً منهم، فيؤدون الرسالة بالنيابة عن أسيادهم بإثارة الفرقة والشقاق في المجتمعات، ويروجون بدعاياتهم الفجة للطروحات (التغييرية الراديكالية) المغايرة للمعلوم من الدين بالضرورة، ويشككون في رموز الدعوة الإسلامية ويشهِّرون بهم ويثيرون الغوغاء ضدهم لخلخلة المجتمعات، ثم يهددون برفع أمرالدول المتمردة لمجلس الأمن والدعوة لتبني الطروحات التغييرية لبسط الديمقراطية المرادة بالقوة. ومن ذلك أيضاً وما قام به أولئك الأذناب من دعاوى باطلة ضد الأمة ومسلَّماتها المحترمة حينما نادت ثلة من الكتاب العلمانيين المتطرفين المغمورين بمحاكمة علماء ودعاة الإسلام عالمياً بزعم أنهم دعاة كراهية، وأنهم أعداء للتسامح؛ وما قامت به بعض المراكز البحثية المشبوهة من تشكيك في المناهج الإسلامية والدعوة إلى تغييرها، وما أثاروه من تحريك للخلافات الطائفية والعرقية؛ بزعم حقوق الأقليات. وهاهم يطبلون لبعض الطروحات المبتدعة مثل دعوة (أمينة ودود) إلى إمامة المرأة للرجال والنساء أسوة بالرجال، وهذا سيناقش في مقال خاص ـ إن شاء الله ـ يوضح خطأ هذه البدعة وتفنيد آراء مؤيديها من بعض المحسوبين على الإسلام.

إن تلك الطروحات المشبوهة التي يراد بها دعوى الإصلاح تخالف آراء عموم الأمة؛ فأين الديمقراطية في الأخذ برأي حفنة من المشبوهين وأهل الأهواء رجالاً ونساء، وتشجيعها بل وحمايتها لهم وترك إجماع الأمة على الرفض لمفترياتهم؟

هل هذه هي الديمقراطية، أم أن ذلك هو الضغوط للإذعان لتلك الطروحات المشبوهة على رغم أنف الشعوب؟ نعتقد أن ذلك هو (التغيير غير الديمقراطي) الذي سماه أحد الكتاب الغربيين بالمروق لدولتهم، وهي التهمة التي يزعمونها زوراً بحق الآخرين؛ فهل يعي قومنا الخطر، أم على قلوب أقفالها؟

ص: 1