الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمريكا دمرت أسلحتها في إسلام آباد
لمنعها عن المجاهدين
خاص بالبيان - من أفغانستان:
كشفت مصادر أفغانية عالية المستوى أثناء حديثها لـ (البيان) على أن انفجار
(أوجري) الذي هز إسلام آباد أوائل إبريل 1988 قد استهدف تدمير الأسلحة
المخزونة للمجاهدين الأفغان في العاصمة الباكستانية، وربطت المصادر بين
التفجير والتوقيع على اتفاقيات جنيف في 14 إبريل 1988 بين الحكومة الباكستانية
ونظام كابل بضمانات أمريكية روسية. حيث قامت أمريكا عن طريق عملائها في
باكستان بهذا التفجير بعد أن تيقنت من مسألة الانسحاب الروسي من أفغانستان الذي
كانت تعتبره السبب الرئيسي لدعمها المجاهدين الأفغان، وقد حرص الأمريكان
أثناء الانسحاب الروسي من أفغانستان على عدم مهاجمة المجاهدين لقوافل الروس
المنسحبة، وللأسف فقد اختلفت وجهات نظر المجاهدين حيال مسألة الهجوم على
القوافل المنسحبة، وتقول المصادر الأفغانية بأن المجاهدين ومعهم الرئيس
الباكستاني ضياء الحق كانوا في طمأنينة من أن الأسلحة والذخائر الموجودة في
معسكر أوجري تكفي المجاهدين لإسقاط نظام كابل، وعقب التفجير فقد أظهر
الأمريكان أنهم مستعدون للتعويض عن هذه الأسلحة ولكن كانوا يتذرعون مرة
بالشحن الجوي وصعوباته؛ وأخرى بمشاكل الشركات العسكرية التي تقوم بتوريد
الأسلحة والذخائر.
تجدر الإشارة إلى أن آلاف من الصواريخ قد دمرت وفجرت في هذا الانفجار
منها ستمئة صاروخ ستينغر الذي لعب دوراً في إسقاط الطائرات العسكرية الروسية، كما قتل الآلاف وأعيق العشرات من الآلاف من سكان مدينتي إسلام آباد
وراولبندي حيث ظن أهالي المدينتين أن القيامة قد قامت من هول ما حدث، وهذا
أيضاً يضاف إلى البراهين الساطعة السابقة على أن القوى الكبرى التي تتشدق
بمسألة حقوق الإنسان والهجوم على الإرهاب لا تتورع عن ارتكاب أخس وأنذل
الوسائل في حماية نزواتها ومصالحها الشخصية.
وكان المجاهدون الأفغان قد أشاروا إلى النقص في الأسلحة بعد هجومهم على
جلال آباد في مارس 1989 ولكن دون جدوى.
وخلال أيام الانفجار هاجمت المعارضة الباكستانية لحكم ضياء الحق مسألة
وضع مثل هذا العدد الهائل من الأسلحة في وسط مدن مزدحمة بالسكان، ولكن يبدو
أن الرئيس الباكستاني كان يريد أن يحمي الأسلحة بالمدنيين ظناً منه أن الأمريكان
لن يقوموا بتفجيرها وقتل مثل هذا العدد الهائل من السكان، ولكن ظنه لم يكن
واقعياً، فقد ضحى الأمريكان بسفيرهم في إسلام آباد مقابل تصفية القادة العسكريين
في إسلام آباد أثناء حادث الطائرة في 17 أغسطس 1988.
تاتشر ترغب بتوجيه أسلحة حلف الأطلسي
إلى الشرق الأوسط
أعلنت مارغريت تاتشر أن الحدود بين الشرق والغرب قد زالت. وأضافت
أن الغرب لم يكن في أي فترة أكثر أمناً منه الآن. وبعد 45 سنة يجب أن يتجه من
منع قيام الحرب إلى العمل على بناء السلام.
وحذرت -في الوقت نفسه- من أن حلف الأطلسي ربما يضطر لتحويل
دفاعاته ضد تهديدات جديدة؛ وبخاصة من الشرق الأوسط.
وهذا يعني تخفيضاً كبيراً في القوات البريطانية المرابطة في ألمانيا الغربية،
وكذلك في عدد الصواريخ النووية. وبدلاً من ذلك الاهتمام الكبير في الجانب
العسكري يجب التركيز على الجانب السياسي من عمل الحلف. ولكنها اقترحت أن
يرتبط ذلك بقوات تدخل سريع مسلحة بأسلحة متطورة جاهزة للرد على أي تهديد
يصدر من أي جهة من العالم.
كما قالت: إن العالم يتغير بسرعة تقصر عنها طرق تكفيرنا؛ لذلك فإننا
بحاجة إلى أن نكون أكثر براعة، وأن نعمل على إقامة مجال أكبر للتعاون.
وحديث تاتشر هذا جاء قبيل سفرها لمقابلة غورباتشوف حيث من المتوقع أن
تجتمع مع القيادة العليا للقوات المسلحة السوفييتية. وأكدت على الحاجة لأن يظل
الـ (ناتو) قوياً - كما كان دائماً - وأن في تجربته عناصر سياسية مهمة.
هذه العناصر تتضمن الحفاظ على مبادئ الأمن الجماعي، واستمرار الحضور
الأميركي في أوربا، والإبقاء على قواعد صاروخية نووية كافية في أوربا للاحتفاظ
بقوة ردع مطمئنة.
وأضافت - تعليقاً على التغييرات الديموقراطية في أوربا الشرقية -: إن
البنية السياسية التي عهدناها تتغير بسرعة، فالشيوعية تداعت، ولم يعد أمام حلف
الأطلسي حدود سياسية واضحة، وهذا يثير أسئلة كثيرة لابد لها من أجوبة:
هل مازال هناك دور للخطط الدفاعية التقليدية؛ أم لابد لنا من إعادة النظر
فيها، والاعتماد الأكبر على فعالية الحركة والمرونة وقوات الاحتياط؟ وهناك
سؤال آخر، وهو ما إذا كان على حلف الأطلسي (أن يفكر ملياً بإمكانية تهديدات
لأمننا من جهات أخرى) .
وأردفت تقول:
لم تمض مدة طويلة على الظروف التي اضطرت الغرب على الذهاب إلى الخليج العربي ليضمن استمرار تدفق النفط الذي لا يمكن الاستغناء عنه، الإضافة إلى ذلك؛ ومع انتشار الأسلحة المتطورة والتقنية العسكرية وامتدادها إلى
مناطق كالشرق الأوسط فإن ذلك يجعل إمكانية تهديد قادم من خارج أوربا لأقاليم
حلف الأطلسي أمراً لا يستهان به.
وأمام هذا الوضع فإن من الحكمة الاحتفاظ بالقدرة على القيام بأدوار متعددة،
وبقوات قادرة على القيام بمهمات مختلفة وبمرونة أكبر. كما يجب على الحلفاء أن
يختبروا إمكانية زيادة الدول المشاركة في حلف الأطلسي. أما على المستوى
السياسي فقد قالت:
يجب على حلف الأطلسي أن يعمل على تقوية العلاقة مع الولايات المتحدة،
وينتقل إلى نشاطات أخرى مثل نزع السلاح.
عن: ايفننغ ستاندرد 7/6/1990
تحريض وإثارة ضد الإسلام
مقتطفات من مقال افتتاحي في جريدة الصندي تايمز
في 10 / 6 /1990
…
إن 60 مليون مسلم في الاتحاد السوفييتي ينزعون من أعناقهم نير
العبودية المفروض عليهم من قبل روسيا، وينعطفون نحو الإسلام، الأمر الذي
سيمزق الاتحاد السوفييتي، ويشكل أكبر تهديد لمصالح الغرب قبل نهاية هذا القرن.
وفي الوقت الذي يتناقص فيه التهديد الصادر من حلف وارسو شهراً بعد شهر؛ إلا أن التهديد الإسلامي سيتنامى سنة بعد سنة، وهذا التهديد مختلف في النوعية
والدرجة عن التهديد الذي كان للحرب الباردة، وعلى الغرب أن يتعلم كيف يحتوي
ذلك التهديد، كما تعلم كيف يحتوي الشيوعية.
إن جميع الجمهوريات الإسلامية السوفييتية الجنوبية تتطلع بإلحاح إلى
الاستقلال، وسكانها يمثلون 20% من سكان الاتحاد السوفييتي، ومجندوها يمثلون
33% من الجيش السوفييتي.
إن الحوادث العرقية التي حدثت في بعض الجمهوريات المسلمة هذه تشير إلى
أن موسكو لن تستطيع الاحتفاظ بالوضع كما كان عليه سابقاً، وإذا ما حاولت
فسينجم عن ذلك فوضى عارمة تؤدي إلى حوادث عنف بشكل لم يعهده الاتحاد
السوفييتي، وإن الشيوعيين الروس (الذين ينظرون إلى رفاقهم المسلمين بازدراء)
سوف يطلبون من قادتهم ترك هذه الجمهوريات وشأنها.
إن موجة كاسحة من الشعور القومي والديني تجرف المسلمين نحو الاستقلال
لينضموا إلى باقي العالم الإسلامي في وقت يرتفع فيه إيقاع التطرف الإسلامي.
إن احتمالات السلام بين العرب وإسرائيل تبدو الآن بعيدة أكثر من أي وقت
مضى، بسبب إصرار الحكومة الإسرائيلية على الاحتفاظ بقطاع غزة والضفة
الغربية، وبسبب تدفق المهاجرين اليهود السوفييت من جديد، وهكذا فإن إسرائيل
لن تخشى بعد الآن النمو السكاني العربي داخلها.
وعلى الرغم من أن هذا كله لا يعني نشوب الحرب - بسبب فرقة العرب
وتشتتهم - فإن اللجوء إلى العنف أمر لا مفر منه في ظل تصلب إسرائيل.
والأجنحة المتصلبة من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ولبنان يعودون للتمسك
وبشكل متزايد بالقرآن (! !) .
إن الأصوليين اليوم يمثلون أكبر خطر لقيادة ياسر عرفات لمنظمة التحرير،
وحتى الكويت المعتدلة رأت من الحكمة إعطاء اغلب معونتها التي وعدت بها
الفلسطينيين السنة الماضية والمقدرة بـ 50 مليون جنيه استرليني (لحماس) بدلاً
من منظمة التحرير
…
إن على الغرب والاتحاد السوفييتي الإعداد لمواجهة هذا الإسفين الإسلامي
الهائل الممتد من شواطئ البحر المتوسط وشمال أفريقيا عبر أواسط آسيا إلى حدود
الصين مشتملاً على الجمهوريات الإسلامية السوفييتية التي في طريقها إلى التحرر. نعم، إن هذا العالم الإسلامي لن يمثل وحدة سياسية أو عسكرية كما كان حلف
وارسو مثلاً؛ ولكنه لن يكون أقل تهديداً وخطراً على مصالح الغرب (
…
) .
إن مهمة الغرب الأولى في أن يدرك مدى وطبيعة التهديد الجديد، ثم البدء
بالتخطيط للخطوات الضرورية لحماية المصالح الغربية، كتطوير إمكانية حلف
الأطلسي للقيام بعمليات عسكرية خارج الساحة الأوربية - كما اقترحت تاتشر أمام
وزراء حلف الأطلسي في لقائهم في اسكوتلندة - سيكون ضرورياً، ومع الوضع في
الاعتبار أن بعضاً من أخطر الدول الإسلامية ستمتلك قريباً الأسلحة النووية
والوسائل لإنتاجها؛ فإن نوعاً ولو محدوداً من مبادرة ريغان الدفاعية - والتي
تتضمن القدرة على تدمير صواريخ العدو أثناء انطلاقها - لا تبدو الآن سخيفة كما
بدت لمنتقديها في وقتها.
وعلى الغرب أيضاً تنمية علاقاته مع أصدقائه في العالم الإسلامي الذين يفضل
الكثير منهم التعايش السلمي مع الغرب، وأن يفهم أعداءه بما لا يقبل الشك، أن أي
تهديد لمصالح الغرب سيواجه بكل تصميم وإن اضطره إلى استخدام القوة (
…
) .
* * *
تعليق المجلة:
إن الموضوعين السابقين يمثلان وجهة نظر الغرب تجاه الإسلام والمسلمين،
والموضوع الأول هو رأي رسمي صادر عن أعلى مؤسسة استراتيجية للحضارة
الغربية وهي حلف الأطلسي، الذي تقترح تاتشر - وهي من مهندسي خططه - أن
يظل حذراً من التحركات الإسلامية، التي لاتذكرها بالاسم، بل بالإشارة إلى
المنطقة - على عادة الانكليز بتسمية الأسماء بغير أسمائها الحقيقية - وأن لا يتردد
في التدخل العسكري في أي مكان من العالم، للقضاء على أي تهديد متوقع.
وأبسط ما يقال في هذه النظرة أنها تعتبر العالم كله مجالاً حيوياً خلق لخدمة
الحضارة الأوربية، فأي عنصرية أكبر من هذه العنصرية، وأي استهانة بالشعوب
الأخرى أشد من هذه الاستهانة؟ !
أما الموضوع الثاني فيعتبر كشرح وكحاشية لإشارة تاتشر، ويبين مبررات
الطبيعة العدائية الكامنة في الفكر الغربي، والتعصب والشوفينية والاستعلاء ضد
جميع المسلمين في شتى بقاع العالم. وهذا واضح من الضيق والضجر الذي يشعر
به هؤلاء الغربيون عندما يفكر المسلمون ولو مجرد تفكير في نزع الظلم المفروض
عليهم، وحتى لو أن مناخاً عاماً واعداً بإزالة ظلم مخيم يعم الناس: مسلمهم
ومسيحيهم وبوذيهم وملحدهم فإن هذا المناخ ينبغي أن يقتصر على غير المسلمين،
ويستثني المسلمون من نعمة تأثيره، لا لشيء إلا لأنهم مسلمون لا يستحقون جدارة
العيش أحراراً.
إن كاتب المقال الثاني الذي لم تذكر الصحيفة اسمه (وقد يكون يهودياً أو مؤيداً
للصهيونية بشدة) تغيظه المساعدات التي تقدم من بعض العرب إلى إخوتهم في
فلسطين ويضيق ذرعاً بذلك، ويتناسى ويتجاهل المبالغ التي لاحصر لها التي قدمت
ولا تزال تقدم إلى المنظمات الصهيونية، وكذلك المساعدات الهائلة التي تقدمها
الولايات المتحدة ودول أوربا للدولة اليهودية والتي لولاها لما كتب لها الحياة.
إن الفقرتين المقتبستين نموذج لهذه الحملة المسعورة على المسلمين كلما بدت
في الأفق بوادر يشم منها عودة المسلمين إلى دينهم.
المسلمون والمتغيرات الدولية
لازالت أحداث أوربا الشرقية والاتحاد السوفييتي والحديث عن الوحدة
الأوربية وما رافق ذلك من متغيرات ومفاجآت، لا زالت تتوالى ولم تتوقف بعد،
وآخر أنبائها دعوة الرئيس الأمريكي لغورباتشوف أن يحضر اجتماعات حلف
الأطلسى بصفة (مراقب) ، واقترح (بوش) أن لا يكون حلف الأطلسي حلفاً عدوانياً، بل إن بعض دول حلف وارسو تقدمت بطلب للانضمام إلى حلف الأطلسي،
واليونان تتحدث عن الجيش الأوربي الموحد (الشرق الأوسط 18 /7/ 1990)
وألمانيا الشرقية تطالب بانسحاب القوات السوفيياتية، أما عن أوربا الغربية
فخطوات توحيد النقد والانفتاح الاقتصادي سائرة كما يخطط لها.
هذه التطورات وإن فاجأت بتسارعها مثل هنري كيسنجر (الشرق الأوسط 15
/7/1990) فإن الغرب لم يكن بعيداً عنها، أعني في تصعيده للأحداث، والنية
المبيتة في تفكيك الامبراطورية الروسية.
إن ألمانيا الغربية تدفع آلاف الملايين إلى مواطني الشرقية حتى ترفع
مستواهم الاقتصادي تمهيداً للوحدة الكاملة، وسواء توحدت أوربا في القريب العاجل
أم أن ذلك سيتم بخطوات وئيدة وليس من الضروري أن تكون وحدة كاملة. فمما
لاشك فيه أن أوربا استراحت من هاجس الخوف الذي كان يمثله الاتحاد السوفييتي
والدول التابعة له ومعنى هذا أنها ستتفرغ لأمور أخرى، ومن أهمها موقفها من
العالم الإسلامي والهيمنة الاقتصادية، فإن اليابان رغم أنه يشكل كتلة اقتصادية
ولكنه لا يشكل تحدياً حضارياً فلم يبق إلا العالم الإسلامي وبعض دول آسيا وأفريقيا
لإثبات الهيمنة الاقتصادية، وهذه لابد لها من هيمنة فكرية، تتمثل بإبعاد الإسلام
عن أن يكون هو المؤثر والفعال في حياة الناس، وهذه النوايا لا يكتمها الغرب،
بل يصرح بها علناً ويقول: إن الخطر القادم هو الإسلام، كما صرح بذلك وزير
فرنسي سابق. هذه الحقيقة جعلت بعض السياسيين العرب يعترف بها كما جاء في
مقابلة أجرتها (الوطن العربي) بتاريخ 22/6/1990 مع الأستاذ طاهر المصري
وزير الخارجية الأردنية السابق، قال:
(
…
وهذا التفكير الإسرائيلي سوف يتزامن مع بحث الدول الغربية عن عدو جديد لهم بعد انهيار العدو الشيوعي، هذا العدو هو العالم الإسلامي) .
وأقرب جزء من العالم الإسلامي لأوربا هو العالم العربي الذي تبدي الصحف
الغربية اهتماماً زائداً به وهذا الاهتمام راجع للأسباب التالية:
1-
هذه المنطقة تمثل قلب العالم الإسلامي فإذا نهضت شعوبها وتوحدت
فسيكون لها أكبر الأثر على الشعوب الإسلامية المجاورة.
2-
يخشى الغرب من الإسلام السني والذي تعتنقه أكثرية الشعوب العربية.
والغرب يعلم الفرق بين السني وغيره، ويعلم بالتفصيل تاريخ أهل السنة مع أعداء
الإسلام، وأن الذي دافع عن الإسلام قديماً (في الحروب الصليبية) وفي العصر
الحديث هم أهل السنة.
3 -
قرب العالم العربي وخاصة الشمال الأفريقي من أوربا [1] ، وإن النمو
السكاني المتزايد في هذه البلدان يقلق أوربا جداً وهنا قد يقول قائل: كيف يخشى
الغربيون من شعوب هذه المنطقة وهي على ما نعرف الآن من الضعف الاقتصادي
والحضاري بشكل عام، والجواب أن الغرب لا يفكر في الحاضر بل هو دائماً
التخطيط للمستقبل وحكام الغرب يعلمون أن شعوبهم في انحدار أخلاقي وما يتبع
ذلك من أمراض جسمية ونفسية، وإذا كان الغرب يتطلع إلى وحدة 1992 فإن
الوضع في المنطقة العربية كأنه لا يريد التحرك لمواجهة هذه التحديات، فكما يقول
أحد الكتاب: الغني يرسف في غناه، والفقير يرسف في فقره، وأصحاب كثرة
السكان يعانون من الكثرة، وأصحاب قلة السكان يعانون من القلة. ونحن نقول:
وقبل هذا وذاك لا يزال العلمانيون أصحاب المناهج المختلفة ماضين في عنادهم
ويحاولون بشتى الوسائل منع الإسلام من العودة، الإسلام الذي من خلاله تتأكد
شخصية الأمة، ويتم بناء الحضارة المتميزة، ومن خلاله تتوحد الشعوب الإسلامية
في وجه الهيمنة الفكرية والاقتصادية.
(1) انظر ما كتبة جميل مطر حول أوربا والتحديات الستة في جريدة الحياة 13/7/1990 وما كتبه د عصام نعمان في الشرق الأوسط 25/4/1990.