الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هدم المسجد الجامع
بوسط أكرا
كتب إلينا الدعاة والعلماء في " أكرا " عاصمة غانا يشكون موقف السلطة
الظالم، وكيف أقدمت على هدم المسجد الجامع في (أكرا) ، من أجل تحويل أرضه
إلى مواقف للسيارات.
والشيء الجدير بالذكر أن خطة هدم المسجد لم تكن ضمن خطة بناء مواقف
للسيارات، وأن هذا الأمر قد حصل بشكل مفاجئ.
وقالت أطراف مقربة من السلطة إن الحكومة اتخذت هذا الموقف بعد أن
أصبح المسجد مركزاً يعج بالنشاط الإسلامي، وكثر الشباب الذين يترددون عليه
وخشيت السلطة من تطور هذه الظاهرة وازدياد قوة المسلمين، ورؤوس النظام
الغاني يعلمون علم اليقين أن العقائد الأخرى التي يَدينون بها أضعف من أن تواجه
المد الإسلامي إذا كانت هناك حرية، وإذا سمح للمسلمين بما أوجبه الله عليهم من
حرية تبليغ الدعوة إلى الله.
وزعمت السلطة - فيما زعمته - أن جهات أجنبية تتدخل في شؤون المسلمين
في غانا عن طريق القائمين على المسجد، ويعنون بذلك جهات باطنية معروف
عنها الشغب والفتنة ونحن المسلمون نشكو من هذه الجهات المشبوهة ونتهمها بأنها
تفتعل مشكلات لا أصل لها لتجر فتناً وويلات على المسلمين في غانا وغيرها..
ولو كانت حكومة غانا جادة لمنعت هذه الجهات ولوضعت حداً لها لأنها جهات
أجنبية ليس لها صلات عقائدية مع المسلمين في المسجد أو غيره.
وإقدام السلطة على هذه الجريمة النكراء أثار المسلمين فاحتلوا المسجد في 14
من أكتوبر من عام 1986 وأقاموا فيه يومين.. وأخيرًا تعاون مع السلطة ضعاف
النفوس من زبانية السلطة الذين يتاجرون بالإسلام ويزعمون بأنهم ممثلون له.. وتم
أخيراً هدم المسجد الذي كان يحتل مكاناً مرموقاً في مدينة أكرا.
إن الحرب المعلنة على الإسلام تتخذ أشكالاً متعددة، وتبرز في مظاهر
متنوعة، فبالإضافة إلى حمى التبشير القائمة في بقاع كثيرة من آسيا وإفريقية،
وتنصير كثير من المسلمين استغلالاً لظروف الفقر والمرض والجهل التي تحيط بهم هناك أيضاً العمل الدؤوب على محو معالم الإسلام بشتى الحجج مهما كانت واهية، وهذا مثال على ذلك.
وإزالة معالم الإسلام، وتجريد المسلمين من كل ما يميزهم ومن كل ما
يساعدهم على جمع شملهم وشعورهم أنهم جماعة - هدف تلتقي عليه الحكومات
المدعومة من التبشير أو الحكومات العلمانية اللادينية، فسواءً كانت هذه الحكومات
ديموقراطية أو عسكرية - تستمد سلطانها من الغرب أو من الشرق - فكلها تجد في
الإسلام حجر عثرة، وترى في المسلمين طائفة مستباحة مهدورة الحقوق! .
فلو أن كنيسة كانت تحتل وسط أكرا فهل كان في حكومة غانا من يجرؤ على
الكلام حول نشاطها بكلمة، فضلاً عن أن يقرر إزالتها من الوجود، لو أن أحداً فعل
ذلك لكان الفاتيكان استنكر ذلك أشد الاستنكار ولكان -مجلس الكنائس العالمي - بما
له من نفوذ - وصح من يصدر عنه ذلك بانتهاك حقوق الإنسان وبمصادرة حق
الناس في الحفاظ على مقدساتهم والقيام بحقهم في العبادة وهو حق ضمنته لهم كل
الشرائع والدساتير.
إن هناك ممالك كبيرة كانت تحكم بالإسلام وتدين به وتتخذه منهاجاً لها تمتد من غرب إفريقية إلى شرقها إلى وسطها، كلها تقريباً أزيل من الوجود، وحل محلها حكومات علمانية همها إضعاف المسلمين والتمكين للنصارى وغيرهم، وأصبح المسلمون أقليات في بلاد كانوا فيها أكثرية، وذلك كله بسبب شدة الوطأة الاستعمارية التي شملت هذه البلاد وجعلتها ترزح تحت نير الغرب وظلمه ونهبه ونشره مبادئه التيتربط هذه الشعوب برباط التبعية للغرب المسيطر.
إخواننا العلماء والدعاة في غانا:
نحن معكم بقلوبنا ومشاعرنا نغضب لما يغضبكم، ونسر لما يسركم، وقد
آلمنا هدم المسجد وضاعف من ألمنا أن مثل هذه الكارثة لم يتفاعل معها المسلمون -
بكل أسف -مع أننا نعلم أن صرخاتكم وصيحات استنكاركم وصلت الجميع..
وعزاؤنا الوحيد أن الله سيحفظ دينه، ونحن بهذا الإسلام أقوى من الدنيا وما عليها.
فوحدوا صفوفكم واصدقوا مع ربكم، وأبشروا بنصر الله سبحانه وتعالى
وسوف تعود إفريقية كما كانت حصناً من حصون الإسلام الراسخة [وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ
مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ] [الحج: 40] .
عندما يبيع الآباء أبناءهم! !
منذ ما يزيد عن أحد عشر عاماً ولبنان يعاني من ويلات الحرب والدمار بل
أصبح لبنان حقلاً خصباً تُجرى فيه التجارب على ما تنتجه مصانع الغرب والشرق
من أسلحة جديدة فتاكة، ويستفيد هؤلاء وهؤلاء فائدتين:
الأولى: تجربة سلاحهم الجديد.
والثانية: الربح المادي من بيع هذه الأسلحة، ويجني لبنان خراب البيوت
وإزهاق الأنفس ونساء رملت وأطفالاً يتامى وجوعاً وغلاءً ومرضاً، فبعد أن كان
الدولار في بداية الحرب عام 1975 يعادل 35 ر 2 ليرة، أصبح في نهاية عام
1986 يعادل (70) ليرة، وارتفع معدل التضخم إلى 100%، ففي هذه الظروف
المعيشية الصعبة انتشر بيع الدم للمستشفيات، وهذا يدل على كثرة الجرحى من
جهة، ومن جهة أخرى يدل على ضيق العيش الذي دفع المحتاجين إلى أن يبيعوا
دماءهم ويعيشوا على ثمنها، بل ذهب الأمر أبعد من ذلك حيث نقلت إلينا الصحافة
خبراً مفاده أن لبنانياً من قرية عربصاليم بجنوب لبنان عرض أبناءه الثمانية للبيع
وقال إنه يريد عناية لأولاده أفضل مما يقدمه لهم! ، وأضاف: لو أردنا أن نطعم
الأولاد أكلة (مجدَّرة) فإنها تكلف 200 ليرة، وتتراوح أعمار الثمانية - وهم 7
بنات وصبى - بين 4 أشهر و 14 سنة وهذا ثاني لبنانى يعرض أولاده للبيع خلال
أسبوع! (جريدة القبس 25/11/1986) .
أي لوعة وأي حسرة وأي ندامة ستحل بهذا الأب حين يفارقه أبناءه الثمانية! لا شك أنه فكر في ذلك كثيراً، فعاطفة الأبوة التي جعلها الله -حتى في الحيوان- موجودة عنده، لكن ما يعانيه من ويلات الحرب ونتائجها طغت على عاطفة
الأبوة ولثمانية أبناء، فيعيش هو بثمنهم ويذهبوا هم إلى مكان أفضل كما يتصور
هو! .
قد نقول في هذه الحادثة هذا رجل، وقد تغلب على عاطفة الأبوة برجولته،
أما أن يحدث ذلك من الأم فهذا مما يزيد الأمر هلعاً، فقد ذكرت (جريدة الشرق
الأوسط) - بتاريخ 17/1/1987 -: أن قوات الأمن اللبنانية ألقت القبض على امرأة بتهمة بيع أطفالها الأربعة لعدد من الأجانب، واعترفت المتهمة بأنها حملت أربع مرات وباعت أولادها تباعاً للأجانب وكانت آخر مرة عندما باعت طفلتها لموظفة في السفارة البريطانية في بيروت مقابل ألفي جنيه
إسترليني! .
بقي أن نعرف أن أكثر مَن تدور عليهم رحى الحرب في لبنان هم من
المسلمين السنة دون غيرهم سواء كانوا فلسطينيين في المخيمات، أو من سكان
لبنان الأصليين.