المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

شعر ‌ ‌برقية استنجاد أحمد بن عايش المزني   أنا من ليه؟ أنا من ليه؟ - مجلة البيان - جـ ٥٩

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: شعر ‌ ‌برقية استنجاد أحمد بن عايش المزني   أنا من ليه؟ أنا من ليه؟

شعر

‌برقية استنجاد

أحمد بن عايش المزني

أنا من ليه؟ أنا من ليه؟ من للنفوس الزاكية؟

من للغواني والشيوخ وللعيون الباكية؟

من للأرامل واليتامى والدموع الجارية؟

من للثكالى؟ والضياعُ يطوف أرض الغالية

من للحوامل؟ بُقّرت أرحامهن بأرضيه! !

من للعرايا؟ ألبسوهنّ الثياب البالية

من للحدائق والمروج وللبلابل شادية؟

من للجبال الشامخات وللقصور العالية؟

أنا من ليه؟ يا أمة الإسلام قولي: من ليه؟ !

أَلِيَ القرارات التي فاحت وعوداً خاوية؟ !

أَلِيَ الكلام منمقاً خُطَبٌ تَرَدَّدُ راغية؟ !

أَلِيَ القصائد؟ أحسن الشعراء فيّ القافية

أَلِيَ الدموع المسبَلات من العيون الصافية؟ !

يا أمتي أنا لا أريد قصائداً متناجية

يا أمتي أنا لا أريد العين تمسي باكية

يا أمتي أهوى الجحافل زاحفات عاتية

يا أمتي أهوى الجيوش تسير نحوي غازية

أهوى الشباب مجاهداً في ظل حرب دامية

أهوى شباباً عزمه دكَّ الجبال الراسية

أهوى شباباً ليس يعكف حول كأس الغانية

كلا ولا يقضي الليالي عند ثغر الشادية

أهواه يحرس جنده في ليلة ما شاتية

يا أمتي طال النفاق بأرضك المترامية

أكثرت من عقد المجالس والنتائج ماهية؟

يا أمتي أنا «بوسنةٌ» أشكو فقولي: من ليه؟

أين الرجال إذا دُعوا هبوا لخوض الغاشية؟

أين بن مَعْدْي؟ أين خالد؟ أين راح معاوية؟

أين الأُلى؟ ملؤوا البلاد عدالة ورفاهية

أنا من ليه؟ يا أمة الإسلام قولي: من ليه؟ !

فلتُقدِمي بجحافلٍ صيحاتها متعالية..

فلتسرعي يا أمتي، أو فابعثي بالتعزية! .

ص: 56

شعر

‌الحريق في البوسنة

عوض هاشم

شب حريقٌ في البوسنة،

والتهب الهرسكْ.

واضطرمت نيرانٌ ملعونة..

وانتشرت أحقاد.. مدفونة..

باركها " بطرسْ ":

وتغامض عنها يضحكْ

عم الدنيا " سام ".

شب حريقٌ في البوسنة

يا عرباً.. يا أهلَ الدارْ..

يا مليارْ..

قطرةُ ماءٍ من واحدكم

تكفي كي تذوى النار

كم أُخفي خَجلي كالمرأةْ

حين تداهمُني الأخبارُ السودْ

...

لا عذرَ يْبرِّئني من عار العجزْ

لا يستر ضعفي " إنفاقٌ " أو " جودْ "

فالجرحُ عميق.. لا تسعفُه أَرغفةُ الخبزْ..

الكمدُ القاتلُ يحرقْني

أتساءَلْ: أتجادلْ! !

هاتوا يا صحبي أجوبة تعقلْ! !

كيف يصيرُ الباطلُ حقاً؟ ؟

كيف تميلُ الكفةُ كل الميْل؟ ؟

والأمةُ تُغمض أَعينَها.. ذُلاً..

هل صِرنا حَقاً كغُثاءِ السَّيل؟ ؟

عذراً.. يا " علي عزتْ ".. ليس معي " جيش ":

صفحاً يا " بيجوفيتش "..

يا وطناً مسفوح الإنسانْ..

إني مثلك.. تقصفني " الجُرذان "

أَشهد أني قد أوصلتُ الأنباءْ..

وأَنِّي قد ردَّدتُ مآسيكمْ كل مساءْ..

وأن نداءَ الغوثِ الصادرِ من " سراييفو "

داستْه الأهواءْ

صبراً.. يا نسل " الفاتح "..

لا تركَنْ إلا لله الفردْ..

ما من خوْضِ المعركةِ الكُبرى بُدْ

فالصربُ ذراعٌ للشيطانِ الوغْدْ

ما هم إلا بعضُ أصابعْ

من أصل اليدْ

...

إنْ همْ إلا واجهةٌ،

والحقدُ الأسودُ ممتدْ..

ينتشرُ سريعاً " كالسرطان ".. يمتدْ

يمتدْ

...

ما لم تصْحُ الأمة فوراً

...

ما لم تُشرق فيها شمس

...

ما لم ينْبُتْ فيها مغزىً للغدْ..

ما لم تَبلٌغْ سِنَّ الرُّشْدْ..

لنْ يوقف هذا الخَطر القادم.. أعلى سدْ.

ص: 56