الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شعر
برقية استنجاد
أحمد بن عايش المزني
أنا من ليه؟ أنا من ليه؟ من للنفوس الزاكية؟
…
من للغواني والشيوخ وللعيون الباكية؟
…
من للأرامل واليتامى والدموع الجارية؟
…
من للثكالى؟ والضياعُ يطوف أرض الغالية
…
من للحوامل؟ بُقّرت أرحامهن بأرضيه! !
…
من للعرايا؟ ألبسوهنّ الثياب البالية
…
من للحدائق والمروج وللبلابل شادية؟
…
من للجبال الشامخات وللقصور العالية؟
…
أنا من ليه؟ يا أمة الإسلام قولي: من ليه؟ !
…
أَلِيَ القرارات التي فاحت وعوداً خاوية؟ !
…
أَلِيَ الكلام منمقاً خُطَبٌ تَرَدَّدُ راغية؟ !
…
أَلِيَ القصائد؟ أحسن الشعراء فيّ القافية
…
أَلِيَ الدموع المسبَلات من العيون الصافية؟ !
…
يا أمتي أنا لا أريد قصائداً متناجية
…
يا أمتي أنا لا أريد العين تمسي باكية
…
يا أمتي أهوى الجحافل زاحفات عاتية
…
يا أمتي أهوى الجيوش تسير نحوي غازية
…
أهوى الشباب مجاهداً في ظل حرب دامية
…
أهوى شباباً عزمه دكَّ الجبال الراسية
…
أهوى شباباً ليس يعكف حول كأس الغانية
…
كلا ولا يقضي الليالي عند ثغر الشادية
…
أهواه يحرس جنده في ليلة ما شاتية
…
يا أمتي طال النفاق بأرضك المترامية
…
أكثرت من عقد المجالس والنتائج ماهية؟
…
يا أمتي أنا «بوسنةٌ» أشكو فقولي: من ليه؟
…
أين الرجال إذا دُعوا هبوا لخوض الغاشية؟
…
أين بن مَعْدْي؟ أين خالد؟ أين راح معاوية؟
…
أين الأُلى؟ ملؤوا البلاد عدالة ورفاهية
…
أنا من ليه؟ يا أمة الإسلام قولي: من ليه؟ !
…
فلتُقدِمي بجحافلٍ صيحاتها متعالية..
…
فلتسرعي يا أمتي، أو فابعثي بالتعزية! .
…
شعر
الحريق في البوسنة
عوض هاشم
شب حريقٌ في البوسنة،
…
والتهب الهرسكْ.
…
واضطرمت نيرانٌ ملعونة..
…
وانتشرت أحقاد.. مدفونة..
…
باركها " بطرسْ ":
…
وتغامض عنها يضحكْ
…
عم الدنيا " سام ".
…
شب حريقٌ في البوسنة
…
يا عرباً.. يا أهلَ الدارْ..
…
يا مليارْ..
…
قطرةُ ماءٍ من واحدكم
…
تكفي كي تذوى النار
…
كم أُخفي خَجلي كالمرأةْ
…
حين تداهمُني الأخبارُ السودْ
…
...
لا عذرَ يْبرِّئني من عار العجزْ
…
لا يستر ضعفي " إنفاقٌ " أو " جودْ "
…
فالجرحُ عميق.. لا تسعفُه أَرغفةُ الخبزْ..
…
الكمدُ القاتلُ يحرقْني
…
أتساءَلْ: أتجادلْ! !
…
هاتوا يا صحبي أجوبة تعقلْ! !
…
كيف يصيرُ الباطلُ حقاً؟ ؟
…
كيف تميلُ الكفةُ كل الميْل؟ ؟
…
والأمةُ تُغمض أَعينَها.. ذُلاً..
…
هل صِرنا حَقاً كغُثاءِ السَّيل؟ ؟
…
عذراً.. يا " علي عزتْ ".. ليس معي " جيش ":
…
صفحاً يا " بيجوفيتش "..
…
يا وطناً مسفوح الإنسانْ..
…
إني مثلك.. تقصفني " الجُرذان "
…
أَشهد أني قد أوصلتُ الأنباءْ..
…
وأَنِّي قد ردَّدتُ مآسيكمْ كل مساءْ..
…
وأن نداءَ الغوثِ الصادرِ من " سراييفو "
…
داستْه الأهواءْ
…
صبراً.. يا نسل " الفاتح "..
…
لا تركَنْ إلا لله الفردْ..
…
ما من خوْضِ المعركةِ الكُبرى بُدْ
…
فالصربُ ذراعٌ للشيطانِ الوغْدْ
…
ما هم إلا بعضُ أصابعْ
…
من أصل اليدْ
…
...
إنْ همْ إلا واجهةٌ،
…
والحقدُ الأسودُ ممتدْ..
…
ينتشرُ سريعاً " كالسرطان ".. يمتدْ
…
يمتدْ
…
...
ما لم تصْحُ الأمة فوراً
…
...
ما لم تُشرق فيها شمس
…
...
ما لم ينْبُتْ فيها مغزىً للغدْ..
…
ما لم تَبلٌغْ سِنَّ الرُّشْدْ..
…
لنْ يوقف هذا الخَطر القادم.. أعلى سدْ.
…