الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى متي
؟
محمود مفلح
إلى متى والليل لا يرحل
…
وكلُّ هذا العهرُ لا يخجلُ؟
والساق لا تسأل عن ساقها
…
والباب لا يورى ولا يقفل
إلى متى والشيخ لا يرعوي
…
عن غيّه، والطفلُ لا يعقل
إلى متى والريحُ في أرضنا
…
تعوي، وهذا الجبن يستبسل؟
والسهلُ لا يهفو إلى سهله
…
والنهرُ لا نهرٌ ولا جدول
والجهل يقضي بيننا واثقاً
…
والعقل لا يقضي ولا يفصل
****
إلى متى ينزو علينا الأسى
…
والكأس من آهاتنا تثمل؟ !
وكل أهل الأرض قد مزقوا
…
أكفانهم، بل سافروا واعتلوا
ونحن في بحر خصوماتنا
…
والنار غيرَ الودِّ لا تأكل
راياتنا ألفٌ بلا عزة
…
أصواتنا من بعضها تجفل! !
والبلبل الغريد لا ينتشي
…
والوردُ في أكمامه يذبل
وكلنا يا أمتي ظامىءٌ
…
ودون هذا المنحنى المنهل..
****
يا أمتي يا أمتي إنني
…
أبكي وصدري من أسً مِرجل
أعزّنا الله فماذا جرى
…
حتى يهون النسرُ والأجدلُ! ؟
وعندنا يا أمتي مشعلٌ
…
فكيف يخبو عندنا المشعل
ونحن قومٌ سادة في الورى
…
ونحن من أسيادهم أفضل
فكيف ينأى المجد في أرضنا
…
والنصر عن أسيافنا يذهل
وكيف نستنبت هذا الأذى
…
وكلنا في حقده يوغل
وكلما مرّت ليال بنا
…
رأيتُ فيها الخطبَ يستفحل
****
أضيق بالحرف وأشجانه
…
فالحرف في أفواهنا حنظلُ
الخيل كلّ الخيل صهالةٌ
…
ما بال هذي الخيل لا تصهلُ؟ !
والناس شادوا ناطحات السما
…
ونحن يغفو عندنا المعول
ننام والحالُ على حالها
…
(اللهو والهَيصة والبرْْطل)
كم مرة همت بها أمتي
…
همّتْ ورغم الهمِّ لا تفعل!
كم مرة كان لنا محفلٌ
…
وانفضّ عن أسراره المحفل
****
القدس ما زالت على حالها
…
واللدّ والرملة والكرملُ
والشعب ما زال بها صامداً
…
رغم العذاب المرّ يستبسل
يا أمتي يا كعبةً للهدى
…
يا أيها السيف الذي يُصقل
ما زال نبض الحب في خافقي
…
هلا يجيء القادم الأول
أرنو إلى تلك الوجوه التي
…
فيها يضيء الليلُ بل يرحل
ما زال فينا عصبةٌ حرة
…
في كلِّ يوم حبلها يُفتل
تمضي ويمضي الفجر في إثرها
…
فيها يُرى تاريخنا المقبلُ