المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المرأة وخدمة العقيدة - مجلة البيان - جـ ٦٢

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: ‌المرأة وخدمة العقيدة

المجتمع الإسلامي

‌المرأة وخدمة العقيدة

! !

الرباب بنت عبد الله

قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كان الرسول عليه السلام

يقول في مرضه الذي مات فيه: (يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت في

خيبر) .

هذا حديث صحيح ذكره البخاري في باب (مرض الرسول الذي مات فيه) .

لقد وقفت مع هذا الحديث وظللت أتأمله وأردد بيني وبين نفسي (إن هذا لشيء

عُجاب) ! ! ؛ أجل فقد استولى عليَّ العجب لكون طعام يهود خيبر المسموم الذي

قدموه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجئ به شاب مفتول العضلات ولا

رجل قوي البنية! إنما تولت زمام هذه المؤامرة الدنيئة امرأة ضعيفة! !

سألت نفسي مراراً:

تُرى ما الذي حمل هذه المرأة على أن تخطط لقتل رسول الهدى؟ ! وما

كان - بأبي هو وأمي - من الملوك الظلمة الذين يأخذون أموال الناس غصباً وعدواناً

هل هو شعور هذه المرأة بأنها عضو في مجتمع وعليها دور لابد أن تؤديه؟ !

إذا كانت هذه المرأة اليهودية قد عرَّضت نفسها للمشاق والألم. وهمت

بمبارزة الرجال حرصاً على بقاء عقيدتها الهشة التي أحاط بها الباطل من بين يديها

ومن خلفها.. فماذا تراها فاعلة لو كانت تحمل في صدرها عقيدة التوحيد الصافية

التي يحملها فتيات الإسلام ومع ذلك قلما يجتهدن لنصرتها، ويحملن همها ويقدمن

لأجلها الرخيص فضلاً عن النفيس! !

كأن فتاة الإسلام قد أغمضت عينيها فلم تبصر نساء اليهود والنصارى في

عصرنا وقد شمرن عن ساعد العمل والجد. حتى قامت (إيميلدا) - زوجة ماركوس

حاكم الفلبين السابق - بقيادة معظم الحركات التنصيرية ضد المسلمين في مندناو

والجزر الإسلامية! ! ، بل إن حماسها العقَدي حملها على إنشاء منظمات نصرانية

كمنظمة (ايلجاس) التي ليس لها مهمة إلا قتل الشباب المسلم في الفلبين، وقتل

نسائهم وتخريب ديارهم! كما لم تنسَ هذه النصرانية تكوين عصابة سمتها

(عصابة الفئران) وصرفت لموظفيها مبالغ طائلة ليصطادوا فريستهم التي ليست إلا نحن (! !) .

وإني أحسب أن فحيح (عابدة حسين) الذي تناقلته وسائل الإعلام مؤخراً،

ليس إلا دليلاً على أن العصر عصر العقائد، حتى عند الجنس اللطيف! ؛ إذ دأبت

هذه المسيحية على تحريض بلادها (باكستان) كي تعترف بالكيان الصهيوني الذي

ترتبط هي به روحياً وعقائدياً! !

والأمثلة على هذا النوع كثيرة

غير أني أدَعُها وأدْعو نساء المسلمين إلى

مطالعة صفحات التاريخ المشرقة ليرين خطوات أسماء ونطاقها الذي لم تجد غيره

فشقّته! وليتأملن صمود أسماء وابنها عبد الله، فهل كان يرخص رأس عبد الله في

عيني أمه لولا عقيدة يرخص دونها الوالد والولد؟ !

لماذا تُشيح فتاة الإسلام بسمعها عن صوت الخنساء وهي تردد: (الحمد لله

الذي شرفني بقتلهم) ! وهي التي همت قبل إسلامها بقتل نفسها حزناً على أخيها؛

إذ قالت:

ولولا كثرةُ الباكين حولي

على إخوانهم لقتلتُ نفسي!

تُرى ما الذي غيَّر لغة الخنساء وعاطفتها، ومن ذا الذي منحها طاقة تواجه

بها مصيبة موت أولادها الأربعة إلا عقيدة لا طعم للحياة بدونها!

وفي العصر الحديث لا نعدم جيلاً نسائياً استشعر عظمة العقيدة فجاهد

لنصرتها، ولم يقف تفكير هؤلاء النسوة عند حدود الطبخ والثوب والحذاء والزوج

والولد وأمن البلاد، بل كان مع تربية الولد وإسعاد الزوج وخدمة أمتها..

أختاه.. (للنائمات فقط) ، العقيدة لا تحتاجنا، بيد أننا نحتاج خدمتها لنتذوق

طعم الحياة بها! !

(1) صحيح البخاري، (والله يعصمك من الناس) ، عرض تاريخي لمحاولات اغتيال الرسول، أحمد الجدع.

(2)

انظر: مجلة الدعوة، تاريخ 8/5/1412هـ، ص16-17.

(3)

مجلة الجهاد، العدد رقم 85، شعبان عام 1412هـ عابدة حسين سفيرة باكستان لدى الأمم المتحدة.

ص: 104

آداب الزيارة وحدودها

بين النساء

أم عبد الرحمن

إن للزيارة آداباً وحدوداً، فإذا فقدت الزيارة بعضاً من هذه الآداب وتجاوزت

شيئاً من هذه الحدود، فإن القلوب قد تتنافر، كنتيجة لذلك.

وقد جمعت شيئاً من هذه الآداب من واقع التجربة، راجية من الله عز وجل

- أن يجعل فيها الفائدة المرجوة لأخواتي في الله، وأن تكون بعيدة عن الإفراط

والتفريط.

من آداب الزيارة:

1-

اختيار الوقت المناسب، واليوم المناسب للزيارة:

فلا يكون الوقت في الصباح الباكر أو في وقت الظهيرة بعد الغداء، أو في

وقت متأخر من الليل؛ فإن وقت الصباح الباكر وقت نوم عند بعض النساء،

ووقت عمل عند أخريات (من تنظيف بيت وإعداد طعام..) .

ووقت الظهيرة بعد الغداء هو وقت القيلولة، وهو وقت نوم أو استراحة

للزوج بعد عودته من العمل. والوقت المتأخر من الليل هو وقت السكون والراحة

أيضاً وهو وقت خاص بأفراد الأسرة.

2-

اجتناب الزيارات المفاجئة بدون موعد مسبق أو استئذان:

وتلافي ذلك بسؤالك صديقتك التي ترغبين في زيارتها (عن طريق الهاتف إن

استطعت) عمَّ إذا كان وقتها يسمح لها باستقبالك إذا لم تكن لديها أية مسؤوليات تجاه

أطفالها أو بيتها أو زوجها في ذلك اليوم. وبهذا الاستئذان تكون مهيأة ومستعدة

لاستقبالك، بعكس الزيارة المفاجئة التي قد تسبب الضيق والإزعاج لصديقتك،

خاصة إذا كانت صديقتك - أو بيتها - في حال أو في هيئة تكره أن يراها أحد

عليها.

3 -

أن لا تطول مدة زيارتك:

لأن الزيارة إذا كانت مدتها طويلة قد تُشعر صديقتك بأنك أثقلت عليها وأنك لا

تبالين بكثرة مسؤولياتها كزوجة وأم وربة بيت، وبالتالي قد يذهب ودّها لك أو يقل.

4-

إذا طالت مدة الزيارة فينبغي استغلال الوقت بما ينفع:

وبما يكون فيه لك ولصديقتك الأجر والثواب، وذلك بقراءة أحد الكتب

الإسلامية، أو سماع شريط نافع، كي تشعر صديقتك بالسرور؛ لأن زيارتك

أفادتها الكثير ولم يذهب وقتها هباءً في الثرثرة من تشدق وغيبة ونميمة.

5-

التحفظ وقت الزيارة في الأقوال والأفعال:

بحيث لا تُظهري لصديقتك شيئاً من الفضول في قولك أو فعلك بكثرة

الاستفسار عن أشياء تخصها، أو تخص زوجها - والتي ربما تكون عادية - ولكنها

لا تحب البوح بها لك أو لغيرك.

6-

إظهار الرضى والسرور والبشاشة بما تقدمه لك من طعام أو شراب:

واستكثاره مهما كان قليلاً، وتقديم النصيحة لها بالبعد عن الإسراف والتكلف

للضيف في المأكل والمشرب، وعدم التحدث بعيوب الطعام الذي قدمتْه لك مهما

كان نوعه.

7-

تجنب كثرة المزاح:

إذا تجاوز الحد أورث مقتاً واحتقاراً لصاحبه، وقد يملأ القلوب بالأحقاد إذا

كان مزاحاً ثقيلاً وجارحاً لكرامة الشخص ولمشاعره.

8-

إصلاح ما قد يتلفه أطفالك من متاع أو أثاث في بيت صديقتك أثناء

زيارتك لها:

(إذا كان بالإمكان إصلاحه وقتئذٍ) ، وتنظيف أو إزالة ما قد يُحدثه أطفالك من

فوضى أو قذارة في بيتها؛ حتى لا تشعر صديقتك أنك ضيفة ثقيلة عليها أنتِ

وأطفالك.

9-

تقديم الشكر لصديقتك عند نهاية الزيارة:

والدعاء لها بقولك: (جزاك الله خيراً) على استقبالها لك وحسن ضيافتها لك، وقدمي لها الاعتذار إن بدا منك أو من أطفالك أي أذى لها أو لأطفالها أثناء الزيارة؛ فإن هذا الاعتذار قد يُذهب ما في القلوب من كدر أو جفاء أو شحناء إن وجد.

10 -

عدم تكرار الزيارات في فترات متقاربة من الزمن:

حتى لا تتولد الجفوة والسآمة بكثرة الخلطة واللقاءات والاجتماعات المتكررة

والمتقاربة، وقد قيل:(زُرْ غِباً تزددْ حباً)، وقيل أيضاً: (لا تزرِ القوم قبل أن

يشتاقوا إليك، ولا تمكثْ حتى يضجروا منك) .

وختاماً.. فإني أرجو أن تكون هذه الآداب بعيدة عن الإفراط والتفريط وأن

تكون أقرب إلى الحق والصواب والعدل.

ص: 107