الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصوص شعرية
المتحدة
علي بن موسى
هذي سراييفو تموتُ ولا نصيْر.
الطلُّ غادر صبحهُ
وانحاز للبارودِ
وانكفأ الشروقْ.
***
قلبي الطريدةُ
والجموع تُتابع الصيادَ
والصيادُ يقتنصُ الجموعُ! .
ها أنت يا " عثمانُ "..
تُلقى في الطريقِ..
مقطعَ الجسد الصغيرْ
ونحن نغطُّ في لغط القشورْ!
أنت تسبحُ في بحار الدمْ
أنت المستجُير ولا نصيْر!
ها أنت يا ليلى
فريسةُ ألفِ وحشٍ
ألفِ خنزيرٍ
ولا من يستجيبُ..
وكلُّنا غرقى ومركبنا هناكَ
لدى التتار!
***
هذي سراييفو
نواح لا يكفُّ!
وألفُ ألفِ قذيفةٍ زُرعتْ هنا ولا مغيثَ
سوى مزاعمهم عن الطير " النعامة "! .
***
النارُ تأتي تحتوينا
ونظنها في البعد نائيةً
لكنها في القلب تحرقُنا!
تُحاصُر أمننا.. تقتات أحلامَ الطفولةْ..
وتغلُّ أشجاَر الإيابْ! .
يا مجلس الأمن المصّممِ بالصليب وللصليب
يا مجلس الشيطانِ تقتلنُا وتمنعنا الرصاصة؟ !
وتُقضُّ مضجعَنا بأوهام الوكالات التي عبرتْ جسورَ عقولِنا..
وتربعَّت في سوحنا
يا مجلس الأعداءِ
تقتلنا وتقتلنا، وتَمنحُ خصمنا ليلاً من البارود يحرقُنا وقوفا! .
***
هذي سراييفو تدُّك سلامَها نار الصليب
ونحن نمضغ عجزنا!
عذراً.. فإنك ما انتفعتِ بأن أبوحْ
وما انتفعتِ بأن أُطِّير نحو وجهك..
ألف قافية تنوحْ! .
***
عذراً سراييفو وباقي، السربِ
إنك منذ جاؤوا صامدةْ
ونحن هناك نأكل خبزنا المعجونَ باللذات!
ونقول: ما فوق التراب ترابْ.
***
يا أمة الإسلامِ
هل مازال حاوي القومِ يُذهِلُنا..؟
فيخرِجُ من جراب الوهم آلافَ الطيورْ!
ونحن نعجب: كيف يأتي بالطيور ولا طيورْ؟ !
وكيف يزرعُ فوق أعيننا التلذذَ والحبورْ؟ !
ونحن نضحكُ مثلما الأطفالُ
والدنيا تدورْ!
***
عذراً سراييفو
سئمنا ليلَنا
لكننا - عذراً - سئمْنا أن نملَّ من السأمْ! .