الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من ثمار المنتدى
أنشطة المنتدى الإسلامي
سبق الحديث في الأعداد السابقة عن بعض مشاريع «المنتدى الإسلامي»
مثل: «كفالة الدعاة، وبرنامج شهر رمضان الماضي، ومشروع مكافحة العمى
بدولة تشاد، والدورات والملتقيات العلمية للمنتدى، وحلقات تحفيظ القرآن
الكريم» ، ومشروع مكتبة إسلامية، ومكتبة طالب علم، وفي هذا العدد نواصل الحديث عن مزيد من المشاريع كما يلي:
- البيان -
ثامناً معاهد إعداد الدعاة:
تمهيد:
العلم الشرعي من القضايا الأساسية التي يقوم عليها العمل الدعوي ولهذا كان
العلم هو مقدمة كل عمل ومع الأسف الشديد فإن الجهل بأصول الإسلام وقواعده
العامة، فضلاً عن غيرها من السمات السائدة في أوساط المسلمين، ليس عند عامة
المسلمين فحسب بل حتى عند خاصتهم من أئمة المساجد والدعاة والمدرسين..
ومن ذلك نبعت فكرة إنشاء معاهد لإعداد الدعاة في عدد من الدول الإسلامية،
لنشر الوعي الشرعي بين المسلمين، وإعداد مجموعة منتخبة من الدعاة للقيام
بالأعباء العلمية والدعوية.
ولا شك أن إعداد الرجال القادرين على تحمل المسؤولية وأعبائها عملية شاقة
جداً، وتتطلب جهوداً كبيرة، ولكنها في غاية الأهمية، وهي ضرورة ملحة ينبغي
الاعتناء بها.
ب - أهداف المشروع:
1-
إعداد كفاءات دعوية مؤهلة قادرة على تحمل المسؤولية.
2-
نشر العلم الشرعي في أوساط المسلمين.
3-
إعداد طاقات سلفية واعية، ترفع راية أهل السنة والجماعة.
جـ- إعداد المنهج التعليمي:
المنهج التعليمي هو إحدى الركائز الأساسية لإنجاح المشروع، وقد قامت لجنة
من الأساتذة الأكْفَاء بوضع خطة تعليمية يعتمد تدريسها في المعاهد، مع الاستفادة
من مناهج الجامعات الإسلامية.
د- خطة الدراسة في المعاهد:
يتم اختيار الطلاب الذين أنهوا المرحلة الثانوية بتفوق من المدارس الإسلامية، وسوف تكون الدراسة في المعهد لمدة سنتين اثنتين فقط تدرس فيهما المواد التالية:
1-
العقيدة
…
... 2- التفسير
3-
التلاوة
…
... 4- الفقه
5-
أصول الفقه
…
6- العقيدة
7-
مصطلح الحديث 8- أصول الدعوة
9-
التاريخ والسيرة
…
10 - اللغة العربية
11 -
الفرق والأديان
في السنة الأولى يتم افتتاح ثلاثة فصول دراسية فقط، ويكون عدد الطلاب
المقبولين ثلاثين طالباً في كل فصل، وفي السنة الثانية يتم افتتاح ثلاثة فصول
دراسية أخرى بحيث لا يزيد مجموع الطلاب في المعهد عن 200 طالب.
هـ - المدرسون:
سوف يتم اختيار أربعة من المدرسين الأكْفَاء للقيام بأعباء هذه المسؤولية
الكبيرة في السنة الأولى، ويكلف أحدهم بالقيام بإدارة المعهد بالإضافة إلى جهوده
في التدريس، وفي السنة الثانية يزاد ثلاثة مدرسين آخرين ليكون المجموع الكلي
للمدرسين سبعة مدرسين.
تكلفة إنشاء معهد لإعداد الدعاة: 000ر133 دولار
متوسط تكلفة تشغيل المعهد للسنة الأولى: 000ر32 دولار
وهذا يشمل الرواتب والكتب والمصروفات الإدارية.
تاسعاً القوافل الدعوية:
المناطق الإسلامية مناطق كبيرة مترامية الأطراف وعرة المسالك والدروب،
وقد انتشر الإسلام بحمد الله تعالى في مختلف الأدغال والقرى النائية، ولكن الجهل
غلب على المسلمين في المدن الرئيسة فضلاً عن القرى والهجر النائية، مما جعل
البدع والشركيات والكهانة تنتشر في أوساط المسلمين انتشاراً واسعاً، بل انتشرت
بعض الطقوس والعادات الوثنية، حتى بلغ الحال في بعض المناطق أن الأجيال
الجديدة من أبناء المسلمين تركوا دينهم وتحولوا إلى عبادة الأوثان، ولكن بقيت
عندهم بعض الرسوم والعادات الإسلامية التي توارثوها عن آبائهم، مثل التوجه
جهة مكة خمس مرات في اليوم والليلة، وهم يفعلون ذلك ولا يدرون لماذا يفعلونه!
ومثل هؤلاء هم البيئة الخصبة غالباً للنشاط الكنسي، حيث أقيمت المراكز
التنصيرية في القرى النائية، واستقر المنصرون بين المسلمين حتى أصبح من
المعتاد أن ترى القسيس المنصر يسكن بين الأدغال والأحراش منذ سنوات طوال.
ولصعوبة الانتقال بين المدن والقرى، ولوعورة الطرق وخطورتها في بعض
الأحيان، كلف المنتدى الإسلامي دعاته بإعداد القوافل الدعوية التي تنطلق إلى
مختلف المواقع التي ينتشر فيها المسلمون وغيرهم من الوثنيين والنصارى، وذلك
حرصاً على الوصول إلى الأماكن البعيدة والوعرة.
وتتكون القافلة في الغالب من: داعية يجيد لغة القوم، داعية محلي ليكون
دليلاً ومعيناً، طبيب عام لمعالجة المرضى، مشرف زراعي أحياناً، سائق.
وتحمل القافلة أدوية لعلاج المرضى، وأحياناً بعض الملابس والمواد الغذائية، وأحياناً أخرى بعض الكتب باللغة المحلية، وذلك من أجل تأليف قلوب الناس
وتقريبهم إلى الإسلام، كما تكلف القافلة بإجراء المسح العام للمنطقة لمعرفة
احتياجاتها ومشكلاتها لعرضها على المكتب الرئيس في المنطقة لدراستها وتقويمها.
وقد أجريت التجارب الأولية لهذه الخطة فوجدت نتائج طيبة مباركة ومشجعة
للمزيد من العطاء والإنتاج، حيث أقبل الناس على العلم وبدأوا يتعرفون على
العقيدة الصحيحة والعبادات السليمة، إضافة إلى الوثنيين الذين يسلمون على أيدي
هؤلاء الدعاة (ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم) .
متوسط تكلفة القافلة الدعوية الواحدة 1350 دولار
الورقة الأخيرة
أيها الغيورون عتابكم مقبول
التحرير
بعد صدور العدد (78) وما ورد فيه من رؤية خاصة لكاتبين من كُتاب المجلة
في موضوعين مختلفين هما (ذوق الداعية) و (قصة: درس الشيخ) ، وما ألمحا إليه
من موقف رأياه عند ذكرهما للحديثين (حديث سلمان رضي الله عنه قال: قيل له:
قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة
…
الحديث) ، وحديث
(بول الأعرابي في المسجد) .
فوجئنا ببعض الإخوة الغيورين الذين كاتبونا وهاتفونا جزاهم الله خيراً مفيدين
بأن سياق المقالين فيه استهانة وتقليل من قيمة الحديثين، ونعوذ بالله أن يخطر ببال
مسلم أي شيء من ذلك، لكنها وجهة نظر حيال التناول الجزئي عند عرض ديننا
الحنيف والتوقف عند نقاط بعينها، وتناسي الأصول العامة والكليات الكبرى.
ثم إن الخلاف قد يحصل من طريقة التناول، ولذلك نؤكد على أهمية ألا
يخطر ببال أحد من قرائنا الكرام ما ذكر، ونحن نعلم ولله الحمد قيمة ما أوردته
السنة، فحديث سلمان رضي الله عنه أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي
وابن ماجه وغيرهم، ولذلك قال النووي رحمه الله: ومراد سلمان رضي الله عنه
«أنه علمنا كل ما نحتاج إليه في ديننا
…
» ، وجاء في «المنهل العذب لمورود
شرح سنن أبي داود» للسبكي [1/38] عند شرحه لحديث سلمان رضي الله عنه
عند قوله: «أجل..» ، يعني علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء
نحتاج إليه في ديننا، وقال الطيبي: «جواب سلمان من باب أسلوب الحكيم لأن
المشرك لما استهزأ كان من حقه أن يهدد أو يسكت عن جوابه، لكن ما التفت سلمان
إلى استهزائه وأجاب جواب المرشد للسائل المُحَيّر» .
أما حديث بول الأعرابي، فقد رواه البخاري في كتاب الوضوء ح/219
[فتح الباري، الجزء الأول، ص 385] ، وقد ذكر ابن حجر في الفتح الحكم
العظيمة من تركه يبول في المسجد.
لقد كان الحديثان الشريفان موثقين من المصادر المعتمدة، وحسبهما أنهما في
الصحيحين، ولا يجوز لمسلم أن يشكك في صحتهما أو أن يقف منهما موقف
المجادل أو المستهزيء، ونحن في هذه المجلة نصدر عن منهج إسلامي سلفي يقدر
المصادر الحديثية المعتمدة، ونرفض جملة وتفصيلاً المساس بأي منها لأن ذلك
يعني النكوص عن منهج سلفنا الصالح الذي طالما حذرنا من مخالفته في الكثير من
البحوث والمقالات في هذه المجلة، لكن ما حصل كان وجهة نظر وضحنا منطلقها، والأخوان الكاتبان نحسبما، والله حسيبهما، ولا نزكي على الله أحداً من
المعروفين بغيرتهما على السنة، ومن الملتزمين بها.
والله نسأل أن يغفر لنا جميعاً، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم.