الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نص شعري
صرخة جروزني
د. عدنان علي رضا النحوي
شِيشَانُ! صُبّي دَماً فِي الأضِ واغْتَسِلي
…
النُّورِ مِنْه، وضمّي زَهْوةَ الأمَلِ
ورجّعي مِنً رُبَى جروزني مَلاحِمَها
…
فوّارةً بِدَمٍ لِله مُشْتَعِلِ
مِنً كُلّ أرْوعَ سَبّاق بوثبتهِ
…
إلى الشهادة خَطّافٍ على عَجَلِ
تطلّعتً كُلّ دَارٍ مِنً مَشَارقِها
…
إِليْكِ بيْنَ دَواعِي الشّوْقِ والوَجَلِ
مَاذا رَأوا؟ ! عَجَباً! هوْلاً تُفَجّرُهُ
…
عِصَابةٌ مِنً وُحُوشِ الأرْضِ الهَمَلِ
هَبّوا إليْكِ بأرتالٍ مُدَعّمَةٍ
…
مِثْلِ الجراد إذا أَوْفَى على أسَلِ [1]
جُنّوا فَهَبّوا بأحْقَادٍ مُرَوّعةٍ،
…
بالمكرِ بالكيدِ مِنً غَدْرٍ ومِنً خَتلِ
وأطْبَقُوا وَليَالي الموْتِ فاغِرةٌ
…
فَاها على ومضاتِ البرْقِ والشّعَل
وأقبلوا وجُيُوشٌ مِنْهُمُ فَزِعتْ
…
لمّا رأوا عَزْمَة الإيمَانِ لم تَزُلِ
رَامُوا الفِرَارَ فما أنْجاهُمُ أملٌ
…
وخَلْفَهُمً صَرَخَاتُ القَهْر والعَذَل
مِنً مُجْرِمٍ ظالمٍ عَاتٍ تَمُدّ لهُ
…
أهواؤه ظُلُماتِ الشّرّ والزّللِ
يُمدّهم كلما ارتَدّوا على جَزَعٍ
…
بِعُصْبَةٍ مِنً قَطِيعِ الأعْبُدِ الذّللِ
ظَنّوا القِتالَ سُوَيْعَاتٍ فَهالَهُمُ
…
أن القِتالَ طويلُ العَهْدِ والأمَلِ
طَارَتً مِنَ الهَلَعِ القتّال أفْئدَةٌ
…
وفُزّعَتً مِنً دنوّ الموتِ والأجلِ
فَلمً تَعُدً غيرَ آلاتٍ تُحَرّكُها
…
هُوجُ العَواصِف مِنً مَكْرٍ ومِنً دَغَلِ
مِنً كُلّ دَبّابَة تَرْمي بَوارِجُها
…
نَاراً تأجّجُ في قَصْرٍ وفي نُزُلِ
تَظَلّ تَزْحَفُ لا تَلْقَى سِوَى جُدُرٍ أو مَسْكَنٍ فَرَمَتً بالوابِل الهَطِل
حَتّى إذا انْطَلَقَتً في زَهْوِها انْفَجَرتْ
…
بِرَمْيةٍ مِنً شَدِيد البَأس مُشْتَمِل
كَأنّما الأرْضُ شُقّتً عَنً فَوارِسها فَغَيّبُوها بِلَفْحِ النّارِ والظُلَلِ
يَهْوِي الجِدَارُ وأبْطالُ الحِمَى صَعدُوا
…
نُوراً تَلألأ في أفْقٍ وفي سُبُل
يا للنداء عَلا! دوّى بِسَاحَتِهِمْ
…
الله أكْبَرُ، مِنً سَهْلٍ ومن قُلَلِ
لِله دَرّ رِجَالٍ يَنْسُجُونَ دَماً
…
أكْفانَهُمً بِحَنِينِ البِشْرِ والجذَلِ
يَسْتَقْبِلُونَ جِنَانَ الخُلْدِ فَانْفَرَجَتْ
…
أبوابُها فَرَحاً بالمؤمِن البَطَلِ
أوً كُلّ حَوّامةٍ في الجوّ قَاصِفَةٍ
…
تَنْقَضّ بِالموْتِ أو بالحادِثِ الجَللِ
جُنّتً قَذائِفها أو جُنّ قاذِفُها
…
مَوّارةً بيْنَ وَادٍ أو على جَبَل
تُلقِي اللهيبَ جَحِيماً أو تَدُكّ بِهِ
…
عَمائِراً أو تُسوّي شَاهِقَ القُلَلِ
وتَتْرُك المؤمنين الصّابرين على
…
دَمٍ تَوهّج فِي السّاحَاتِ مُنْهمِلِ
كَأنّما الأرْضُ كَانَتً قَبْلُ عَاطِلةً
…
فوُشّيَت بِدِمَاء الفَارِسِ البَطَلِ
كأنّهمً وبِسَاطُ الأرْضِ مُنْتَشِرٌ
…
لآلِئ زَيّنَتً مَوْشِيّةَ الحُلَلِ
قَصْرَ الرئاسَةِ! فاهْزأ من صَواعِقهمْ
…
ورُدّها فَوْقَهُمً مَوْصُولَةُ الوَهَلِ
نَهضْتَ كالقَلْعَةِ الشّماءَ فانْقَلبُوا
…
بِخِزْيِهِمً وجُذُورُ الحَقّ لَمً تُنَل
هُنَا الحَضَارَةُ أعْمَاقُ الحَيَاةِ بِهَا
…
بَيْنَ الجَماجِمِ والأشْلَاءِ والطّلَلِ
هَذي حَضَارَةً إنْسانٍ رِسَالتُه
…
إلى الدّنا عَزْمَةُ التَوْحِيد والرسُلِ
وخَاتمِ الأنْبيَاءِ المرسَلين دَعا
…
إلى هُدًى صَادقٍ بالوحي مكتملِ
يُزْوَى الفَسادُ بِعَزْمٍ غَيرِ مُنْهَزِمٍ
…
ويُرْتَقى لِعُلاً بالحق مُتّصِلِ
رِسالة اللهِ للإنْسَانِ يَحْمِلُها
…
رِجالُها صُدُقاً فالحَقً أو اعْتَزِلِ
تبيّن الرّشْدُ! منً يَتْركْهُ يُلقَ به
…
على لهيبٍ تلظّى أو على شُعَلِ
أولئك المجرِمُونَ الظّالمون بَغَوا
…
وأفْسَدُوا الأرض في ظلمٍ وفي نَكَلِ [2]
أولئك المجْرمون استكبروا وعَتَوا
…
صَاغوا الحضارة من زَيْعٍ ومن مِيَلِ
أيْنَ الحَضَارةُ؟ ! لا عَدْلٌ ولا شَرفٌ
…
مِنً فَاجِرٍ ساقِطٍ أو فَاجرٍ ثَمِلِ
يُورون في الأرض من أهوائهم شعلاً
…
ومن جرائمهم وقداً من الدّخل [3]
(1) أوفى: أشرف وأتي، الأسل: الرماح، النبل، نبات ذو عيدان لا ورق له، شوك النخل.
(2)
النكل: من التنكيل.
(3)
الدخل: ما داخلَ الجسم أو العقل من الفساد والغرور والمكر والخديعة.