الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نص شعري
إصلاح الذات قبل الذوات
شعر: علي العيسي
المرء إن لبس الحياة بساطةً
…
ونزاهةً لم يَعْتَرضْهُ المَحْرَجُ
من سار في بُطءٍ تعثّر سيرُه
…
ولقد يجاوز حدّه من يدلجُ
كم من بطيء أو سريع حاصد
…
عنتاً، وكان يظنها لا تُفْرَجُ
فإذا استقر مع التوسط سَيْرُه
…
فوق التباطؤ، دون ركضٍ يَفْلَجُ
فبذا يحقق ما الذي يسعى له
…
بين الرقاد، وبين طيشٍ يُزْعِجُ
فالعدل، والعقل المفكر، والهدى
…
والرأي، والودّ النقيّ: المَنْهَجُ
من أتقن النهج القويم مع التقى
…
خلف النبي فخصمه لا يُبهَجُ
من يسبق الأحداث تكبو خيله
…
ومن استقر مع الجليد يُثَلّجُ
إن الجمود أو الجحود تخلفٌ
…
أو رقدة لم ينتظرها المُسرجُ
***
هذي مجالسنا تَضُوعُ [*] حماسة
…
لكن يعزّ حقيقة ما يُنْتَجُ
ما أعظم الأفكار تملك ألسُناً
…
لكنّ ترجمة الحديث تخدّجُ
حلو الكلام يمر من أفواهنا
…
يسمو إلى عالي الأمور ويَعْرُجُ
لكننا في الفعل.. نخجل فعلنا
…
فيظل في دَمِ عِزّنا يِتَفَرّجُ
قد شابت الألفاظ فوق شِفَاهِنا
…
أما الوعود.. فنطفة تترجَرجُ
***
يا من يطالب غيره بفضائل
…
وهو الذي يبدو إليها أَحْوَجُ
ما فاز في نشر الفضيلة مرشد
…
وخيوله تشكو الهزال وتَعْرُجُ
لو أنصف الإنسان في أقواله
…
وفعاله لبدا الضيا والمخرَجُ
لو أصلح الإنسان بدءاً نفسه
…
عمّ الرضا، والحق حق أبلجُ
(*) في القاموس المحيط: تضوع المسك: فاح وانتشرت رائحته.