الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 60
فهرس المحتويات
1-
كلمة التحرير استمتعوا من هذا البيت: للدكتور جمعة علي الخولي
2-
الأمر بإعداد القوة لمواجهة الأعداء: للشيخ أبي بكر الجزائري
3-
فضل أهل الحديث شهادة العدول الصادقين لهم بأنهم على الصراط المستقيم والحق الواضح المبين: للدكتور ربيع بن هادي المدخلي
4-
فقه السنة- صلاة الجماعة: للدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي
5-
وجوب عبادة الله وحده وبيان أسباب النصر على أعداء الله: لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
6-
الفكرة السنية والحاجة إليها: للشيخ محمد إسحاق الصديقي
7-
نظام الإثبات في الفقه الإسلامي دراسة مقارنة (3) : للدكتور عوض عبد الله أبو بكر
8-
ترجمة القرآن الكريم: للأستاذ أحمد علي عبد الله
9-
تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم: للدكتور ملك غلام مرتضى
10-
الإسلام والمسلمون في انجلترا ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم: للدكتور محمد إبراهيم الجيوشي
11-
الملك عبد العزيز آل سعود بين نصره لله ونصر الله له: للشيخ إبراهيم محمد حسن الجمل
12-
تحقيق جزء الضعفاء والمتروكين للإمام الدارقطني (2) : للشيخ عبد الرحيم محمد القشقري
13-
رسائل لم يحملها البريد: الشيخ عبد الرؤوف اللبدي
14-
الشاعر الإسلامي أحمد محرم في رأي النقاد (2) : للدكتور صلاح الدين محمد عبد التواب
15-
وصية لمتخرج: للشيخ محمد بن عبد الله زربان الغامدي
16-
من تراثنا الشعري
17-
في المشارق والمغارب: الدكتور عبد الله بن أحمد قادري
18-
استعمال الأدوية: د. فوزي أحمد سلام
19-
من أجل سلامة عينيك: د. فكري السيد عوض
20-
حول مشروعية نقل الحيوان من أستراليا إلى بلادنا: لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
21-
رجعية التقدميين
22-
أخبار الجامعة: إعداد إدارة العلاقات العامة بالجامعة
عمادة البحث العلمي - جميع الحقوق محفوظة 1423 هـ / 2002 م
كلمة التحرير
استمتعوا من هذا البيت
للدكتور جمعة علي الخولي
أشار القرآن الكريم إلى مكانة البيت الحرام في أكثر من موضع، منها قوله تعالى:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} .
فهو أول بيت أسس على توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، وهو أول بيت وضع للناس للعبادة وإقامة ذكر الله منذ أمر الله إبراهيم أن يرفع قواعده وأن يخصصه للطائفين والعاكفين والركع السجود.
وبكة من أسماء مكة (قيل سميت بذلك لأنها تبك أعناق الظلمة والجبابرة. فكم من جبار قصد البيت بسوء فأهلكه الله.. وقيل لأن الناس يتباكون فيها أي يزدحمون.. عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع أول: قال: "المسجد الحرام"، قلت: ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم بينهما؟، قال: "أربعون سنة"، قلت: ثم أي؟ قال: "ثم حيث أدركتك الصلاة فصل فكلها مسجد") .
هذا البيت جعله الله مباركا وجعله هدى للعالمين، وجعله مثابة للناس أي محلا تشتاق إليه النفوس وتحن.. ولا ينصرف عنه منصرف وهو يحس أنه قد قضى منه وطره ولو تردد عليه كل عام، ولعل ذلك استجابة من الله تعالى لدعاء خليله إبراهيم في قوله {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} .
كما جعل الله هذا البيت أمنا، فهو مثابة الأمن لكل خائف، وليس هذا لمكان آخر في الأرض.. كان الرجل يلقى فيه قاتل أبيه أو أخيه فلا يعرض له بسوء.. ولذلك قال سبحانه يمن على العرب به {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا في ساعة من نهار، فهو حرا م بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده، ولا تلتقط لقطته إلا من عرفها".
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب هذا البيت، ولقد قال وهو يودع مكة في طريقه إلى المدينة وقت الهجرة:"والله إنك لخير أرض الله وأحب البلاد إلى الله ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت".
هذا البيت جعل الله الحج إليه فريضة على المسلم المستطيع مرة واحدة في العمر فقال سبحانه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا" فقال رجل: أكل عام يا رسول الله فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم" ".
ولقد جاءت النصوص بالتعجيل بهذه الفريضة فإن الإنسان لا يدري ما يعرض له.
والحج عبادة جامعة لشتى العبادات ففيه من الصلاة الدعاء والتوجه إلى الله، وفيه من الزكاة الإنفاق وبذل المال، وفيه من الصوم التحمل والجهاد والصبر. وهو فوق ذلك عبادة العمر بحيث إذا أديت كما رسم الشرع خرج صاحبها منها كيوم ولدته أمه..