الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 67-68
فهرس المحتويات
1-
تحقيق القول بالعمل بالحديث الضعيف: د. عبد العزيز عبد الرحمن بن محمد العثيم
2-
الجهََاد بين عَقيدةِِِِ المسلِمين وَشُبَه المستشرقين: للدكتور العوض عبد الهادي العطا
3-
استدراكات على كتاب تاريخ التراث العربي في كتب التفسير: للدكتور حكمت بشير ياسين
4-
عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد في إعراب الحديث: تأليف جلال الدين السيوطي تحقيق الدكتور حسن موسى الشاعر
5-
تنبيهات على تحريفات وتصحيفات في كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: للحافظ أبي بكر نور الدين الهيثمي. ت: 807هـ
6-
الرابط و َأثَره في التراكيب في العربية: للدكتور حمزة عبد الله النشدتي
7-
رسائل لم يحملها البريد: للشيخ عبد الرءوف اللبدي
8-
دلالة الأصل والتركيب بين ابن فارس والصاغاني: للدكتور يحيى عبد الرؤوف جبر
9-
دور كلية القرآن الكريم في مراجعة المصاحف: إعداد - قسم القراءات
عمادة البحث العلمي - جميع الحقوق محفوظة 1423 هـ / 2002 م
الجهََاد بين عَقيدةِِِِ المسلِمين وَشُبَه المستشرقين
للدكتور العوض عبد الهادي العطا
أستاذ مساعد بكلية الحديث الشريف
استمرار الدعوة الإسلامية:
بدأت الدعوة الإسلامية في مكة المكرمة حين بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكانت دعوة دينية خالصة لتوحيد الله ونبذ الشرك وعبادة الأوثان، مستندة إلى قوة الحجة والإقناع والموعظة الحسنة، فاستجاب لهما نفر من قريش، وصدقوا الرسول صلى الله عليه وسلم وشدوا من أزره وساندوه ونصروه، فنالوا سبق الدخول في الإسلام، وحملوا لواءه وظلوا على ذلك العهد حتى عم الإسلام أرجاء الأرض، ولم يتزحزحوا ولم تؤثر فيهم الأهواء والمغريات حين تأثر بها الناس.
والملاحظ أن أول من أسلم كانوا من الشباب ومن لدات الرسول صلى الله عليه وسلم أو ممن لا يكبرونه في السن كثيراً. أما الشيوخ المسنون فلم يستجيبوا لدعوته، وكان من العار على المسن تغيير ما هو عليه من موروث قبيلته وآبائه وأجداده، فتأثروا بعرفهم وتقليدهم عن رؤية الحق والصواب، ولكن دخل في الإسلام جماعة من المستضعفين من أهل مكة الذين وجدوا الإسلام نصرة لهم، واشتد البلاء وعمت المحن علىِ المسلمين في مكة، ولذلك لم يتمكنوا من إقامة مجتمع إسلامي متكامل، ولكنهم كانوا أفراداً معروفين، آمنوا بالله ورسوله وتكونت فيهم أخلاق الإسلام الصحيحة وملأت نفوسهم قيمه ومثله.
وحين أعز الله رسوله بالهجرة والنصرة تميزت صورة المجتمع في المدينة وصار الناس على ثلاثة أقسام، المؤمنين الذين آمنوا بالله ظاهراً وباطناً والكفار وهم الذين أظهروا الكفر، والمنافقين وهم الذين آمنوا ظاهراً لا باطناً [1]
وسارت الدعوة إلى الإسلام من خلال ذلك في عدة مراحل، أولها مرحلة النبوة، تقول عائشة رضي الله عنها:"إن أول ما بدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به، الرؤيا الصادقة، لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح، وحبب الله إليه الخلوة فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده"[2] . والمرحلة الثانية إنذار عشيرته الأقربين، ثم إنذار قومه صلى الله عليه وسلم من قريش، ثم إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة، ثم إنذار جميع من بلغته الدعوة الإسلامية إلى آخر الدهر [3] .
وفي المدينة المنورة انتشر الإسلام، وتكونت جماعة مؤمنة متجانسة آخذة في النمو من المهاجرين والأنصار كنواة للأمة الإسلامية، وهو إطار عريض يظهر لأول مرة في الجزيرة العربية على غير نظام القبيلة. فقد انصهرت جماعة الأوس والخزرج في طائفة الأنصار ثم انصهر المهاجرون والأنصار في جماعة المسلمين، وبذلك تكونت جماعة كانت الأساس التاريخي للأمة الإسلامية ومهدت بذلك لكل من ينضم إليهم، قال ابن إسحاق في حديثه عن كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار وموادعة يهود:"هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم إنهم أمة واحدة من دون الناس"[4] ومن ثم وضع الأساس الذي ينظم العلاقة بين هذه الأمة ومن سكن معهم من أهل الكتاب، ولأول مرة تردَّ أمور هذه الجماعات إلى نظام يحتكم إليه "وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو إشتجار يُخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم"[5] .
وسارت الدعوة الإسلامية في مسارها لتوحيد الجزيرة العربية على دين الإسلام فغزا الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه بضع وعشرين غزوة، أولها غزوة بدر وآخرها غزوة تبوك، وكان القتال في تسع غزوات، فأول غزوات القتال بدر وآخرها حنين والطائف، وأنزل الله فيها ملائكته. وعندما حاصر الطائف لم يقاتله أهلها زحفاً وصفوفاً كما حدث في بدر وحنين وإنما قاتلوه من وراء جدر [6] .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتولى أمور الجهاد ويضعها في اعتباره ويهتم بها ويقود المسلمين ويخرج بهم فوضع بذلك المثل والقدوة في تطبيق مفهوم الجهاد قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الآية [7] وكان لذلك أكبر الأثر في انتشار الإسلام بصورة واضحة بين القبائل العربية منذ صلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة، وأخذت الوفود تترى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتىٍ عددَّ ابن سعد في الطبقات عند ذكره لوفود العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً وسبعين وفداً [8] وقد جاءوا إما عن رغبة صادقة أو رهبة وخوف، لأن الإيمان هبة من الله يمنحها الصادقين من عباده، فعندما جاءت بنو أسد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله أسلمنا وقاتلتك العرب ولم نقاتلك، فقال رسول الله صلى الله وسلم:"إن فقههم قليل وإن الشيطان ينطلق على ألسنتهم"، ونزلت هذه الآية {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} الآية [9] .
ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم واصل جواده بعد أن ضرب الإسلام بجرانه في الجزيرة العربية، فأرسل الكتب إلى كبار الملوك آنذاك في العالم الحيَّ يعرض عليهم اعتناق الإسلام، فبعث إلى إمبراطور الروم وإلى نجاشي الحبشة وإلى كسرى ملك الفرس، والمقوقس صاحب الإسكندرية (مصر) وإلى أمراء الغساسنة وغيرهم [10] فأجاب بعضهم إجابة مهذبة وثار آخرون وتوعدوا. وتأكيداً لتحقيق تلك المرحلة من مراحل الدعوة [11] حدثت بعض الغزوات، وأعد الرسول صلى الله عليه وسلم بعث أسامه بن زيد، وهو البعث الذي أنفذه الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
ولكن الدعوة الإسلامية واجهت صراعاً متصلاً بين المبادئ الإسلامية الداعية إلى الوحدة والإخاء والمساواة والسلام، وبين الاتجاهات العنصرية الداعية إلى عصبية القبيلة والتفكك والانقسام. واشتد ذاك الصراع عقب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة، فحدث ارتداد العرب عن الإسلام، والذي مثّل مظهراً من مظهراً التصادم بين العقيدة الإسلامية وبين القبلية الجاهلية، فقد انتعشت روح العصبية لدى بعض الزعامات القبلية التقليدية والتي لم يكن قد وقر الإيمان في قلوب بنيها، تلك العصبية التي حار بها الرسول صلى الله عليه وسلم وقضى عليها.
ولكن الخليفة أبا بكر الصديق رضي الله عنه تصدى لكل ذلك في قوة ورباطة جأش وإيمان صادق وعزم أكيد حتى أعاد للإسلام هيبته وللمسلمين وحدتهم، وصارت العقيدة الإسلامية هي الرابطة الوحيدة بين أبناء الأمة الإسلامية.
وكان بعث أسامة بن زيد بمثابة مواصلة الجهاد الذي أكده القرآن الكريم ومارسه الرسول صلى الله عليه وسلم والتزم به الخليفة أبو بكر الصديق في خطبته المشهورة عند مبايعته في المسجد "لا يدع أحد منكم الجهاد فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل...."[12] ثم أخذ يحث المسلمين على الجهاد ويدعوهم إليه. ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي العمل أفضل فقال: "إيمان بالله ورسوله، قيل ثم ماذا قال: جهاد في سبيل الله، قيل ثم ماذا قال: حج مبرور"[13] . وقيل إن الإعراض عن الجهاد من خصال المنافقين، وفي الحديث:"من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغز ومات على شعبة نفاق"[14] وتتمثل في الجهاد حقيقة الزهد في الحياة الدنيا، كما يتجسد فيه الإخلاص، وقوة الإيمان تمنح المسلم القدرة في مواجهة العدو مهما كانت قوته وكان عدده.
ولم يكن مفهوم الجهاد عند المسلمين يعنى نشر الإسلام عن طريق الحرب والسيف وحسب وإنما بمبادئه السمحة الكريمة ولذلك انتهجوا منهج الإسلام في الدعوة {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [15] الآية {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} الآية [16] .
وقد وضح هذا المنهج في سياسة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عندما أعلن للمجاهدين حيِن توديع جيش أسامه بن زيد:"لا تخونوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً ولا شيخاًَ كبيراً ولا امرأة ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له وسوف تقدمون على قوم قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فأخفقوهم بالسيف خفقاً، اندفعوا باسم الله"[17] .
ولما كانت الدعوة إلى الإسلام هي الغاية المنشودة لذلك كان المسلمون يعرضون على خصومهم خيارات ثلاثة، إما الإسلام وكانوا يشرحونه ويحسنونِه لهم، وإما أن يقبلوا دفع الجزية، وإذا رفضوا هذين الخيارين فإن الحرب واجبة تأكيداًَ لقول الله تعالى:{قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} الآية [18] وقد أخذت الجزية على أسس من الحق والعدل والرحمة، وتؤخذ على الرجل القادر البالغ العامل الحر، ولا تجب على الأعمى والمسكين وأهل الصوامع إلا إذا كان لهم يسار، وهي واجبة على جميع أهل الذمة [19] .
ومن ثم أصبح كثير من اليهود والنصارى على دينهم ودخلوا في ذمة المسلمين، بل إن بعضهم شارك في الأعمال الإدارية مثل أعمال الحسابات ومسك الدفاتر وظهرت روح التسامح في معاملة المسلمين لغيرهم حتى أحس أهل هذه البلاد بالطمأنينة والحرية والعدالة وحسن المعاملة في أموالهم وأعراضهم وأعمالهم.
وقد عقد المسلمون مع كثير من أهل البلاد العهود والمواثيق، يدفعون بموجبها الجزية للمسلمين، ونظير ذلك يجدون الحرية والأمن، يقول الماوردي:"وأما الجزية فهي موِضوعة على الرؤوس واسمها مشتق من الجِزاء، إما جزاء على كفرهم لأخذها منهم صغاراًَ، وإما جزاء على أماننا لهم لأخذها منهم رفقاً" ويقول: "فيجب على ولي الأمر أن يضع الجزية على رقاب من دخل في الذمة من أهل الكتاب ليقروا بها في دار السلام ويلتزم لهم ببذلها حقان: أحدهما الكف عنهم والثاني الحماية لهم ليكونوا بالكف آمنين وبالحماية محروسين"[20] .
ومع ذلك فالملاحظ أن المسلمين كانوا يقومون بواجب الدعوة وتبليغ أهل تلك البلاد بالإسلام، فعندما بعث الخليفة عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص إلى القادسية، وجد أن الفرس قد أمّروا على الحرب رستم من الفرخزاذ الأرمني، وأمده بالعساكر فكتب سعد إلى عمر بذلك، فكتب إليه عمر بن الخطاب:"لا يكربنك ما يأتيك عنهم ولا ما يأتونك به واستعن بالله وتوكل عليه، وأبعث إليه رجالاً من أهل النظر والرأي والجلد يدعونه فإن الله جاعل دعاءهم توهيناًَ لهم وفلجاً عليهم واكتب إليَّ في كل يوم"[21] .
كما تمثلت في أعمال الجهاد عند المسلمين خصال فريدة، فقد وجه الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه خالد بن الوليد أن يتآلف الناس ويدعوهم إلى الله عز وجل، وأمره ألا يكره أحداًَ على المسير معه وألا يستعن بمن ارتد عن الإِسلام، وإن كان عاد إليه [22] .
القوة والاستعداد وآلات الحرب من وسائل النصر:
لقد توفرت عند المجاهدين المسلمين قوة العقيدة والإيمان وارتفاع الروح المعنوية بأنهم خير أمة أخرجت للناس لها رسالتها في الدعوة، ولذلك كانوا لا يهابون الموت في سبيل ذلك إذ كان الظفر بالشهادة أمنية المجاهد المسلم مما يؤكد زهده في الدنيا مهما كانت مغرياتها.
وقد كانت العقيدة عند المسلم الصادق هي السلاح الرئيسي الذي يعتمدون عليه في كل المعارك، فهي تأتي عندهم في المقام الأول بين العوامل والدوِاعي التي تجعلهم يصمدون ويثبتون حيث يكون الفرار في حساب المقاييس العسكرية أمراً لا مفر منه بل ولا لوم على فاعله.
ومع هذه القوة النفسية التي توفرت للمسلمين فقد تهيئوا من حيث العدة والعتاد أيضاً حتى اجتمعت لهم مقومات متكاملة للقتال {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [23] .
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما تلا هذه الآية وهو على المنبر قال: "ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي"[24] .
وقد عرف عن هؤلاء المجاهدين أنهم قد امتازوا بخفة الحركة والمثابرة والصبر وتحمل الشدائد وبذل النفس والثبات في ميدان القتال وإظهار التضامن بينهم، والانضباط، فقد كانوا يقفون صفوفاً متراصة ليس لأحد منهم أن يتقدم من الصف أو يتأخر عنه عملاً بقول الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [25] وكان الرسول صلى الله عليه وسلم في غزواته يراعي هذا الأمر ويحثهم عليه دائماً، لأن الانضباط وحسن النظام من دواعي الجيش الممتاز، ففي يوم بدر قام الرسول صلى الله عليه وسلم يسوي الصفوف وفي يده قدْح، فمر بسواد بن غزية وهو مستنتل من الصف، فطعنه في بطنه بالقدح وقال:"استو يا سواد، فقال: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل، قال: فأقدْني، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال: استقد، قال فاعتنقه فقبل بطنه، فقال: ما حملك على هذا يا سواد، قال: يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير"[26] .
وقد يسبق القتال التدريب وتعلم الرمي والمهارة فيه، فقد عرف عن المسلمين إجادتهم الرمي، وقد شكل الرماة عند المسلمين أهمية خاصة، ففي يوم أحد وضعهم الرسول صلى الله عليه وسلم على الجبل كغطاء أساسي لظهر المسلمين، وعند عبور المسلمين إلى المدائن عاصمة الفرس كانوا أمام الجيش يخوضون الماء وكانوا من أمهر الرماة، فإذا رموا أصابوا الهدف. فاهتم المسلمون بالاستعداد التام من كل ناحية لمواجهة العدو، وهو عمل لابد منه ليستحق به المجاهدون نصر الله.
وقد اهتم الخلفاء الراشدون بإعداد الجيش وتنظيمه إقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان عمر ابن الخطاب أول من جعل الجند فئة مخصوصة، فأنشأ ديوان الجند للإِشراف عليه وتقييد أسمائهم ومقدار أرزاقهم وإحصاء أعمالهم. وكان ديوان الجند الذي استخدمه عمر بن الخطاب أكبر مساعد له في تحسين نظام الجند وضبطه في الإسلام، مما ساعد في تحسين استعداد المسلمين الكامل عند خروجهم للجهاد [27] .
وفي ضوء ذلك اهتموا بأدوات الحرب والقتال، فاهتموا بالخيل المعدة للجهاد لأن في إعدادها لهذا الغرض فضيلة كبيرة، وتدرب عليها شباب المسلمين ومارسوا الرمي وهم على ظهورها اعتنوا بها عناية فائقة، وفي الحديث "الخيل معقود في نواصيها الخير إلىِ يوم القيامة، الأجر والمغنم"[28] وكان أغلب جيش المسلمين في كثير من الأحيان يتألف أساساً من الفرسان، بل إن جيش سعد بن أبي وقاص يوم المدائن كان كله من الفرسان [29] .
وكان المسلمون يتسلحون بالدروع والسيوف والرماح كما استخدموا أسلحة أخرى كانت ذات أهمية في القتال، قال ابن سعد رحمه الله في حديثه عن غزوة أحد:"فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لبس لامته وأظهر الدرع وحزم وسطها بمنطقة من أدم من حمائل السيف واعتم وتقلد السيف والترس في ظهره"[30] ويعتبر السيف والدرع والرمح من الأسلحة الخفيفة، وكان للسيف أهمية خاصة عندهم.
كذلك عرفت بعض الأسلحة التي استخدمت في كثير من الحالات مثل:-
المجانيق - والدبابات والضبور، ومما يدل على معرفتهم لهذه الأسلحة ما ذكره ابن هشام:"ولم يشهد حنيناً ولا حصار الطائف عروة بن مسعود ولا غيدن بن سلمة كانا بجرش يتعلمان صنعة الدبابات والمجانيق والضبور"[31]، قال السهيلي:"والدبابة آلة من آلات الحرب يدخل فيها الرجال فيدبون بها إلى الأسوار لينقبوها "وقيل:"آلات تصنع من خشب وتغشى بجلود ويدخل فيها الرجال ويتصلون بحائط الحصن". قال ابن إسحاق: "حتى إذا كان يوم الشدخة عند جدار الطائف دخل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت دبابة ثم زحفوا بها إلى جدار الطائف ليحرقوه"[32] وقيل: "أنها من آلات الحرب يدخل المحاربون في جوفها إلى جدار الحصن فينقبونه وهم في داخلها يحميهم سقفها وجوانبها".
والمجانيق من آلات الحصار يرمى بها الحجارة الثقيلة، وقد ذكر ابن هشام أن الرسول صلى الله عليه وسلم أول من رمى بالمنجنيق، رمى أهل الطائف [33] ، وهي أنواع منها ما يرمى بالحجارة ومنها ما يرمى بالزيت المغلي ومنها ما يرمى بالنبال. وقد أقام سعد بن أبي وقاص على بهرسير شهرين يحاصرها ويرميها بالمجانيق ويدب إليها بالدبابات ويقاتلهم بكل عدة، وكان الفرس البادئين بالرمي والعرادات، فاستصنعها سعد، وأقام عليها عشرين منجنيقاً فشغلهم بها [34] .
قال السهيلي: "والضبور جلود يغشى بها خشب يتقى بها في الحرب"، وقيل: استخدمت ليتقى بها النبل الموجه من عل، ويتقى بها في الحرب عند الانصراف، وفي اللسان: الضَّبره - جلد يغشى خشب فيها رجال تقرب إلى الحصون لقتال أهلها، ويجمع على ضبور [35] .
وإلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرجع الفضل في إقامة الحصون والمعسكرات الدائمة لراحة الجند في أثناء الطريق بعد أن كانوا يقطعون المسافات الطويلة على ظهور الإبل، ولا يرتاحون إلا في مظلات مصنوعة من سعف النخل، ومن ثم بنيت العواصم وأقيمت الحاميات لصد هجمات الأعداء المفاجئة [36] .
وتطور الدفاع عن بلاد المسلمين والجهاد في سبيل الله بإقامة الربط لحماية الثغور، وأصله أن يربط كل واحد من الفريقين خيله ثم صار لزوم النفر رباط، وأصل الرباط ما تربط فيه الخيول وأن كل ثغر يدفع عمن وراءهم، والمدافع المجاهد يدافع عمن وراءه، والمقيم في الرباط على طاعة الله يدفع بدعائه البلاء عن العباد والبلاد [37] وعند ابن تيمية أن المقام في ثغور المسلمين أفضل من المجاورة في المساجد الثلاثة لأن الرباط من جنس الجهاد، والمجاورة غايتها أن تكون من جنس الحج [38] قال تعالى:{أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [39] وفي الحديث "رباط يوم وليلة (في سبيل الله) خير من صيام شهر وقيامه"[40] .
ولم يكن المسلمون في أول عهدهم يرغبون في ركوب البحر، ولم يأذن الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لعماله بذلك، ولكن في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، أنشأ أول أسطول إسلامي، فقد أذن لمعاوية بن أبي سفيان في غزو الروم بحراًَ، على ألا يحمل الناس على ركوب البحر كرهاً، فبرع المسلمون في ركوب البحر، وخاضوا المعارك فيه ورتب معاوية بن أبي سفيان الشواني والصوائف لغزو الروم. وبعث عبد الملك بن مروان لما ولي الخلافة إلى عامله على أفريقية حسان بن النعمان يأمره باتخاذ صناعة بتونس لإنشاء الآلات البحرية [41] وعلل المقريزي امتناع المسلمين من ركوب البحر للغز وفي أول الأمر لبداوتهم ولم يكونوا مهرة من ثقافته وركوبه، وكان الروم والفرنجة قد تمرسوا عليه لكثرة ركوبهم له. وعندما استقر أمر المسلمين تقرب كل ذي صنعة إليهم بمبلغ صناعتهم، واستخدموا من النواتية في البحرية أمماً وتكررت ممارستهم البحر وثقافته فتاقت أنفسهم إلى الجهاد فيه، وأنشأوا السفن والشواني وشحنوا الأساطيل بالرجال والسلاح، واختصوا بذلك من ممالكهم وثغورهم ما كان أقرب إلى هذا البحر على ضفته مثل الشام وأفريقية والمغرب والأندلس [42] وقد كان ميناء جدة ثغراًَ هاماً للمسلمين باعتباره مدخلاً للحرمين الشريفين، وهذا ما حمل المسلمين فيما بعد على تحصينها وإقامة سور قوي حولها لتأمين الأماكن المقدسة في مكة والمدينة من أي غارة وخاصة غارات الصليبين [43] .
وقد برع المسلمون في صناعة السفن حتى صار علمهم في هذا الجانب تقلده أوربا وتنقله عنهم [44] .
المستشرقون والدعوة الإسلامية:-
وقد اهتم المستشرقون بأمر الجهاد الإسلامي وناقشوه كثيراً وأثاروا حوله الافتراضات والشبه، وحاولوا أن يشوهوا روح الجهاد ومغزاه، ورغم أن المسلمين أوضحوا أن غايتهم نشر الإسلام، وأن القتال ليس غاية في حد ذاته وإنما هو وسيلة لإزالة العقبات عن طريق الدعوة، ولكنهم عن قصد أو سوء فهم لأمر الجهاد أثاروا هذه الشبهة، وركز بعضهم مثل كيتاني وأرنولد على أقوال المسلمين، فعندما فرغ الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه من حروب الردة وجه الجيوش إلى الشام لمواصلة الجهاد ولذلك كتب إلى أهل مكة والطائف واليمن وجميع العرب بنجد يستنفرهم للجهاد ويرغبهم فيه وفي غنائم الروم، فسارع الناس إليه بين محتسب وطامع وأتوا المدينة من كل باب [45] فتذرعوا بهذا القول مدعين أن هناك دافعاً مادياً، ولذلك يقول أرنولد:"إن أملهم (المسلمين) الوطيد في الحصول على غنائم كثيرة في جهادهم في سبيل الدين الجديد ثم أملهم في أن يستبدلوا بصحاريهم الصخرية الجرداء التي لم تنتج لهم إلا حياة تقوم على البؤس، تلك الأقطار ذات الترف والنعيم".
ثم يثير شبهة أخرى في أن هذه الفتوح الهائلة التي وضعت أساس الإمبراطورية العربية (كذا) لم تكن ثمرة حرب دينية قامت في سبيل نشر الإسلام، وإنما تلتها حركة ارتداد واسعة عن الديانة المسيحية حتى لقد ظُن أن هذا الارتداد كان الغرض الذي يهدف إليه العرب. ويستنتج بأنه من هنا أخذ المؤرخون المسيحيون ينظرون إلى السيف على أنه أداة للدعوة الإسلامية. وفي ضياء النصر الذي عُزي إليه حجبت مظاهر النشاط الحقيقي للدعوة.
ويتفق أرنولد مع أستاذه كيتاني في أنه يعتبر توسع الجنس العربي على أصح تقدير هو هجرة جماعة نشيطة قوية البأس دفعها الجوع والحرمان إلىِ أن تهجر صحاريها المجدبة وتحتاج بلاداً أكثر خصباً كانت ملكاً لجيران أسعد منهم حظاًَ [46] وأنها آخر هجرة من الهجرات السامية.
ويقول أنه لا ينبغي أن نتلمس أسباب الانتشار السريع للعقيدة الإسلامية في أخبار الجيوش الفاتحة بل الأجدر أن نبحث عن ذلك في الظروف التي كانت تحيط بالشعوب المغلوبة على أمرها.
والمعروف أن نداء الخليفة الذي أورده البلاذري إنما هو حث للقبائل لتسارع للجهاد ونشر الإسلام، فإن تحقق مكسب بعد ذلك فهو أمر لاحق لأصل. ولم يكن القول (بأن جزيرة العرب كانت مجدبة فكان ذلك دافعاً للفتح والحروب) ، وذلك لعدة أسباب، من ضمنها أن الجزيرة العربية حينذاك كانت قد تزايدت أموال أهلها بفضل النشاط التجاري الذي انتعش حينذاك، فعير قريش التي انتهت بغزوة بدر قيل أنها كانت مكونة من ألف بعير وأن الدينار ربح ديناراً، وأن ريعها استفادت منه قريش في تعبئة نفسها لغزوة أحد. وأن سرية زيد بن حارثة إلى ذي قرد حصلت من قافلة قريش على كمية من الفضة وزنها ثلاثون ألف درهم [47] وكان موسم الحج من عوامل الانتعاش الاقتصادي، بالإضافة إلى أن الإسلام نظم الحياة الاجتماعية بين المسلمين، فأسلوب المؤاخاة بين المهاجرين والأنصارٍ الذي طبقه الِرسول صلى الله عليه وسلم حقق التكافل الاجتماعي بين المسلمين [48] فكون بذلك مجتمعاً إسلامياً نموذجياًَ.
ورغم بذخ الدولتين الروم وفارس، ومظاهر الأبهة والعظمة إلا أن ذلك لازمه استبداد وخلافات دينية وصراع حول الملك، على حين ألف الإسلام بين قلوب المسلمين، فمع مظاهر الزهد والتقشف في حياتهم، ظهر عليهم شدة الإيمان والحرص على الاستشهاد في سبيل الله [49] مما حقق لهم أعظم النتائج في المعارك التي خاضوها.
ويقول جودفروا: "يقود الخليفة الجهاد أي الحرب المقدسة ضد الكفار لحملهم على اعتناق الدين الإسلامي أو استرقاقهم أو قتلهِم أو إجبارهم آخر الأمر على دفع الجزية، ومع أن العلماء المسلمين يعتبرون الجهاد فرضاًَ واجباً على جميع المسلمين إلا أنهم غير متفقين على قيمته الدينية، ولا يجعلونه جميعاً ركناً من أركان الدين الخمسة. وأصول الجهاد توضح هذا التردد، فقد كان الرسول في بداية دعوته في مكة ضعيفاً جداً ولم يزوده القرآن بسلاح سوى الصبر والثقة بالله، ولكن بعد الهجرة إلى المدينة هبط الوحي يحث المسلمينِ على أن يقاوموا بقوة السلاح أولئك الذين طردوهم من ديارهم وأرادوا بهم شراًَ (ق: س 22، 39- 43) وبمناسبة غارة قام بها المسلمون لخرق الهدنة الجاهلية في الأشهر الحرم أمرهم القرآن (س 2: 212) أن يقاتلوا"[50] .
هذا رأي المستشرق والملاحظ أنه يمتلئ بالأخطاء سواء عن قصد أو سوء فهم، من ذلك أنه يحور مفهوم الجهاد من أداة للدعوة ونشر الإسلام كما هو مضمونه الواسع المليء بالتسامح والصبر، إلى وسيلة للقتل والاسترقاق والنهب. ثم يتحدث عن سرية عبد الله ابن جحش على أنها غارة.
رهط من المهاجرين في رجب وكتب لهم كتاباًَ، فإذا فيه "إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشاً وتعلم لنا من أخبارهم"[51] فالمطلوب من السرية الحصول على معلومات عن قريش، وليس في هذا أمر غريب بين أعداء احتمال الحرب بينهما وارد، ولكن لم يكن أمراً للسرية بالقتال فقوله إنها غارة فيه إجحاف وتجن. وخاصة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لهم عندما رجعوا:"ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام"، وظل الأمر معلقاً حتى أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ} [52] وما قاله هذا المستشرق لم يخرج عما قاله أعداء الإسلام حينذاك عندما قالت قريش قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وغنموا الأموال وأسروا الرجال [53]
وعموماً فإن الدراسات التي أعدت عن المستشرقين وتناولت مناهجهم اتفقت على أنهم يعالجون المسائل الإسلامية من وجهة نظرهم ووفق طرقهم ومناهجهم، فإن تخلوا عن الغرض، فقد تأثروا بالمنهج، وأدخلوا عوامل ومبررات في التوسع المبكر للإسلام، مثل عواقب الصراع بين الإمبراطوريات الساسانية والبيزنطية وعدم الاستقرار الداخلي للقوط في أسبانيا، ولكنهم لم يربطوا بين ذلك الانتشار السريع للإسلام وبين العقيدة الإسلامية نفسها، فهل من الممكن أن يحدث ذلك الانتشار والتوسع بهذه الدرجة من غير الدين الإسلامي؟ [54] .
--------------------------------------------------------------------------------
[1]
ابن تيمية، أحمد، مجموع فتاوى شيخ الإسلام، ج 28ص 431 (ط الأولى 1318) .
[2]
ابن هشام، السيرة النبوية، تحقيق مصطفى السقا وآخرين، ج 1،2 ص 234 ط 2 (القاهرة 1375 هـ) . ولفظ البخاري رحمه الله "أول ما بدئ به الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء ....."أنظر ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج1 ص22، ط السلفية (1380 هـ) .
[3]
ابن القيم الجوزية، زاد المعاد في هدي خير العباد، ج اص 38 (القاهرة 1373 هـ) .
[4]
ابن هشام، المصدر السابق، ج 1، 2 ص 501.
[5]
نفس المصدر ص 504.
[6]
ابن تيمية، المصدر السابق ج 28 ص 429.
[7]
سورة الأحزاب الآية 21.
[8]
ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، ج 1 ص 1 29- 359، (بيروت دار صادر) .
[9]
سورة الحجرات آية 17 انظر ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ج 4 ص 218.
[10]
ابن سيد الناس، عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، ج 2 ص 329 ط 3 (بيروت، 1402 هـ) .
[11]
أنظر هذا البحث ص 2 (مراتب الدعوة) .
[12]
ابن الأثير، الكامل في التاريخ، خ 2 ص 332 (بيروت 1399 هـ) .
[13]
ابن حجر، المصدر السابق، ج اص 77. (أنظر صحيح مسلم ج 1 ص 88 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي) .
[14]
أحمد بن حنبل، المسند ج 2/ 374.
[15]
سورة النحل آية 125.
[16]
سورة البقرة آية 256.
[17]
ابن الأثير المصدر السابق، ج 1 ص 335.
[18]
سورة التوبة، آية 29.
[19]
القاضي أبو يوسف، يعقوب بن إبراهيم، كتاب الخراج (ضمن موسوعة الخراج) ص 122، (بيروت 1399 هـ) .
[20]
الماوردي، أبو الحسن علي بن حبيب، الأحكام السلطانية، ص 143 (بيروت 1402 هـ) .
[21]
ابن الأثير، المصدر السابق ج 2 ص 456.
[22]
ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5/ 6 ص 342 ط 2 (بيروت- 1977م/ 1397 هـ) .
[23]
سورة الأنفال، آية 60.
[24]
ابن تيمية، المصدر السابق ج 28 ص 9.
[25]
سورة الصف، آية 4.
[26]
ابن هشام، المصدر السابق، ج 1، 2 ص 626.
[27]
علي إبراهيم حسن، التاريخ الإسلامي العام، ص 535 (النهضة المصرية) .
[28]
ابن حجر، المصدر السابق، ج 6 ص 56. أنظر الترمذي، صحيح الترمذي، باب الجهاد، شرح الإمام بن العربي المالكي، ج7 ص186.
[29]
ابن الأثير، المصدر السابق، ج 2 ص 518.
[30]
ابن سعد، المصدر السابق ج 2، ص 38.
[31]
ابن هشام، المصدر السابق، ج 3- 4، ص478 أنظر السهيلي، أبو القاسم عبد الرحمن، الروض الأنف، تحقيق طه عبد الرؤوف ج 4 ص162- 163 (دار الفكر) .
[32]
ابن هشام، المصدر السابق ج 3 ـ4، ص 483.
[33]
نفس المصدر.
[34]
ابن الأثير.، المصدر السابق، ج 2 ص 509.
[35]
جمال الدين محمد بن منظور لسان العرب، ج4 (فصل الضاد باب الراء) ص480 (بيروت، دار صادر) .
[36]
حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، ج1، ص 478 (النهضة المصرية، ط 7، 1964) .
[37]
المقريزي، تقي الدين أبى العباس، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، ج 2 ص 427 (بيروت، دار صادر) .
[38]
ابن تيمية، المصدر السابق، ج 28 ص 5.
[39]
سورة التوبة، آية 19.
[40]
أحمد بن حنبل، المسند، ج 5/ 440.
[41]
المقريزي، المصدر السابق، ج 2 ص 190.
[42]
نفس المصدر.
[43]
عبد القدوس الأنصاري، تاريخ مدينة جدة، ص 70.
[44]
حسن إبراهيم حسن، المصدر السابق، ج 1ص 484.
[45]
البلاذري، أبو الحسن، فتوح البلدان، ص 111 (بيروت 1403 هـ) .
[46]
أرنولد، سيرتوماس، الدعوة الإسلامية (مترجم) ص 64 (القاهرة 1970 م) .
[47]
ابن سعد، المصدر السابق، ج 2 ص 36.
[48]
عماد الدين خليل، دراسة في السيرة، ص 154 (مؤسسة الرسالة 1398 هـ) .
[49]
حسن إبراهيم حسن، المصدر السابق، ج 1ص 214.
[50]
جودفروا، م. كتاب النظم الإسلامية، (باب الخلافة) مترجم، ص135.
[51]
ابن هشام، المصدر السابق، ج ا-2، ص 602.
[52]
سورة البقرة، آية 217.
[53]
ابن هشام، المصدر السابق، ج ا-2، ص 604.
[54]
راجع الدراسة التي أعدتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مكتب التربية العربي لدول الخليج، تحت عنوان (مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية) جزآن (الرياض 1405 هـ/ 1985م) .
استدراكات على كتاب تاريخ التراث العربي في كتب التفسير
للدكتور حكمت بشير ياسين
أستاذ مساعد بكلية القرآن الكريم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداًَ عبده ورسوله.
أمّا بعد:
فقد انبرى جماعة من الباحثين للعناية بكتب التراث الإِسلامي والاهتمام بها، فتتبعوا أماكن وجودها، وبينوا مواصفاتها وذلك عن طريق التنقيب في المكتبات والمتاحف الزاخرة المنتشرة في أنحاء العالم أو عن طريق كتب المصنفين الذين اقتبسوا من الكتب المفقودة إجازة ونقلاً.
فقضوا قسطاًَ كبيراً من الأوقات، وضربوا في كثير من البلاد، وجمعوا وصنفوا، ومن هؤلاء: الأستاذ فؤاد سزكين مؤلف كتاب (تاريخ التراث العربي) الذي أودع فيه درراً من تراث القرون الأربعة الأولى فنظمها في هذا الكتاب فأجاد وأفاد، ولكن فاته الشيء الكثير، وهذا لا يقلل من شأن كتابه وقيمته العلمية لأن ضخامة الإنتاج الفكري الإِسلامي الذي خلفه الأجداد أكبر وأعظم من أن يحصى بمجلدات معدودة بغض النظر عما أصابه من نكبات مشهورة كانت خاتمتها تصدير كثير من الكتب المتبقية من هذا التراث إلى الغرب والشرق بطريقة غير مشروعة.
لذا رأيت أن أساهم في خدمة هذا الكتاب فأذكر بعض الكتب المهمة التي لم يذكرها وخاصة كتب التفسير. علماً بأن الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري والأستاذ رمضان ششن قد استدركا على هذا الكتاب [1] لكن في غير هذه الكتب التي أذكرها في هذا البحث. وكانت طريقتي في سياق الكتب مشابهة نوعاً ما لعمل الأستاذ سزكين حيث أذكر التفسير مع مؤلفه ثم مكان وجود التفسير إذا كان موجوداًَ- وهو قليل جداً- أما إذا كان التفسير مفقوداً- وهو كثير جداً- فأذكر الذين صرحوا بذكره مع الذين أفادوا منه أو حصلوا على إجازته إن وجد.
وقد توسعت بعض الشيء في إيراد الذين اقتبسوا من هذه التفاسير نقلاً وإجازة لتنبيه الباحثين وطلاب العلم على إمكانية جمع نصوص هذه التفاسير قدر الإِمكان من مظانها الأصلية.
وهذا المقال هو القسم الأول من الإستدراكات وقد بدأت بتفسير إمام دار الهجرة مالك ابن أنس رحمه الله، لأنه أول من صنف تفسير القرآن العظيم بالإِسناد.
1ـ التفسير: للإمام مالك بن أنس ت 179 هـ.
وصفه الداوودي فقال في ترجمة الإِمام مالك: "وهو أول من صنف (تفسير القرآن) بالإِسناد على طريقة الموطأ، تبعه الأئمة"، فقال حافظ وله تفسير مسند، وله غير الموطأ كتاب (المناسك) و (التفسير المسند) لطيف، فيحتمل أن يكون من تأليفه وأن يكون علق عنه [2] .
وقوله: لطيف أي: صغير وهو كما قال، فقد سماه ابن كثير: بالجزء فقال في تفسيره: "وقال مالك فيما يروى عنه من التفسير في جزء مجموع...."[3] .
وقال في موضع آخر: "وعن مالك في تفسيره المروي عنه......"[4] .
وذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني ضمن اجازاته فقال: "جزء فيه التفسير المروي عن مالك". ثم ساق إسناده إلى الجزء من طريق أبي بكر محمد بن عمر بن سالم الجعابي به [5] .
وكذا سمّاه الروداني وقد حصل على الإِجازة لروايته فذكره ثم ساق إسناده إليه من طريق محمد ابن عمر الجعابي به [6] .
وقد أجيز رواية هذا التفسير أيضاً الحافظ العراقي من طريق خلف بن عبد الرحمن القوينيى عن الإِمام مالك [7] .
وذكره الذهبي فقال: "وله جزء في التفسير يرويه خالد بن عبد الرحمن المخزومي يرويه القاضي عياض عن أبي جعفر أحمد بن سعيد عن أبي عبد الله محمد بن الحسن المقرئ عن محمد بن علي المصيصي عن أبيه بإسناده"[8] .
وذكره ابن النديم باسم كتاب التفسير [9] .
وقد أفاد ابن كثير من تفسير مالك في خمسة مواضع فقط بالتتبع [10] .
وأفاد منه أيضاً السيوطي في الدر المنثور [11] .
2-
تفسير آدم بن أبي إياس ت 220.
ذكره ابن كثير وأفاد منه وغالباً يروي عن شيخه المفسر أبي جعفر الرازي [12] وذكره حاجي خليفة [13] .
وأفاد البخاري من آدم بن أبى إياس في الصحيح في كتاب التفسير [14] وكذلك أفاد منه أبو نعيم [15] والحاكم في المستدرك في كتاب التفسير [16] والبيهقي [17] .
كما أفاد منه جمع من المفسرين كالطبري [18] وابن أبي حاتم الرازي [19] وغيرهما.
3-
التفسير الكبير لإِسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي المشهور بابن راهويه ت 238 هـ.
ذكره ابن النديم [20] والخطيب البغدادي [21] والسمعاني [22] وابن حجر العسقلاني [23] والداوودي [24] وحاجي خليفة [25] وطاش كبرى زاده [26] .
وحصل على إجازته السمعاني وسمّاه التفسير الكبير أيضاً، وساق إسناده من طريق أبي يزيد محمد بن يحيى بن خالد الميرماهاني عن المفسر إسحاق بن راهويه، وذلك في ترجمة شيخه أبي سعيد محمد ابن علي بن محمد المروزي [27] .
وحصل على إجازته أيضاً الحافظ بن حجر العسقلاني فذكره أيضاً بإسناده من طريق أبي يزيد محمد بن يحيى بن خالد عن المصنف به [28] .
وأفاد البخاري في صحيحه- كتاب التفسير- كثيراً من إسحاق بن راهويه [29] وكذا محمد ابن نصر المروزي وحرب بن إسماعيل الكرماني أفادا بعض الروايات التفسيرية من ابن راهويه [30] .
كما أفاد من ابن راهويه: الإِمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي ت 468 في كتابيه أسباب النزول [31] والتفسير الوسيط بين المقبوض والبسيط [32] .
وأفاد منه أيضاً ابن مردويه في تفسيره [33] والحاكم في المستدرك- كتاب التفسير-
كثيراً من الروايات التفسيرية [34] وكذا ابن قيم الجوزية في كثير من مؤلفاته منها: كتاب الروح [35] ومختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة [36] .
وأفاد منه أيضاً ابن حجر العسقلانى عدة روايات تفسيرية [37] وكذا السيوطيى وصرّح أنه أفاد من تفسير إسحاق بن راهويه في كتابه القيم: الدّر المنثور [38] .
4-
التفسير للإمام أحمد بن حنبل ت 241 هـ.
ذكره ابن الجوزي ضمن مصنفات الإمام أحمد فقال:
"والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفاً "[39] .
وقال أبو الحسين بن المنادي في تاريخه: "لم يكن أحد أروى في الدنيا عن أبيه من عبد الله بن أحمد، لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير وهو مئة وعشرون سمع ثلثيه والباقي وجادة"[40] .
وذكره ابن النديم [41] والداوودي [42] .
وأفاد منه الحافظ بن حجر العسقلاني في تعليق التعليق مرة واحدة فقط [43] .
وقد حصل الرودانيى على إجازة هذا التفسير فذكره ثم ساق إسناده من طريق أحمد بن جعفر القطيعيى عن عبد الله بن الإِمام أحمد عن الإِمام [44] .
وأفاد ابن الجوزي كثيراً من الروايات التفسيرية لأحمد [45] وقد تكون هذه الروايات من التفسير أو الناسخ والمنسوخ كلاهما للإمام أحمد وكلاهما مفقود وذلك لأن معظم الروايات التي أفادها نقلها بإسناد واحد إلى الإِمام أحمد، وأغلب هذه الروايات غير موجودة في المسند وفي كتبه الأخرى الموجودة.
وأفاد أيضاً أبو نعيم الأصبهاني [46] والواحدي النيسابوري [47] بعض الروايات التفسيرية أيضاً.
6-
تفسير القرآن الكريم لابن ماجة محمد بن يزيد القزويني ت 273:
كذا ذكره ابن خلكان [48] وقد ذكر هذا التفسير المزي [49] وابن كثير [50] والذهبي [51] وابن حجر [52] والسيوطي [53] والداوودي [54] وحاجي خليفة [55] وطاش كبرى زاده [56] .
ووصفه ابن كثير بالحافل فقال: "ولابن ماجه تفسير حافل"[57] .
والحافل: الكثير الممتلىء [58] ونستنتج أنه كبير الحجم ويؤكد ذلك ما يلي:
فقد وقف المزي على جزأين منتخبين من هذا التفسير قال المزي: "ولم يقع لي من مسند حديث مالك بن أنس لأبي داود سوى جزء واحد وهو الأول، ولا من تفسير ابن ماجه سوى جزأين منتخبين"[59] .
وبما أن المزي قد وقف على جزأين وقد سرد رجال هذين الجزأين في تهذيب الكمال وبما أن عدد الرجال بلغ ستين وتسعمائة وذلك بالتتبع والإحصاء من خلال الرجال الذين رمز لهم بحرفي (فق) وهم صنفان ترجم له. وصنف ورد في شيوخ وتلاميذ المترجم لهم [60] . فنستنتج ضخامة هذا التفسير.
وقد أفاد المزي من هذا التفسير إحدى وعشرين مرة في تهذيب الكمال [61] .
وأفاد الحافظ ابن حجر العسقلاني من هذا التفسير مرة واحدة [62] .
وذلك حسب الإحصائية التي قدمها الدكتور شاكر عبد المنعم في موارد الإِصابة [63] .
وأفاد منه السيوطي في الدر المنثور [64] .
7-
التفسير لإبراهيم بن إسحاق الحربي 285.
قال الذهبي في ترجمته: "مصنف التفسير الكبير"[65] .
وكذا قال الداوودي وذكر بعض شيوخه وهم من المفسرين [66] .
ويبدو أنه لم يرو عن المتهمين من أصحاب البدع من المفسرين فقد نقل الحافظ بن حجر العسقلاني عن إبراهيم الحربي في ترجمة مقاتل بن سليمان أنه قال: "وإنما جمع مقاتل تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع". قال إبراهيم: "لم أدخل في تفسيري منه شيئاً"[67] .
8-
تفسير مطين واسمه: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ت 298.
ذكره ابن النديم [68] والداوودي [69] .
وأفاد الحاكم منه بعض الروايات في كتاب التفسير [70] .
9-
تفسير القاضي أبي محمد إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق البستي ت 307 [71] .
توجد منه نسخة في مكتبة البلدية بالإِسكندرية بمصر وقد وصل إلى نصفها الثاني يبدأ من سورة الكهف إلى نهاية التفسير، وقد صورت هذا الجزء من مكتبة فضيلة الشيخ حماد ابن محمد الأنصاري جزاه الله خيراً. وصرح باسم المؤلف في ورقة 126 ب.
10-
التفسير لابن أبي داود عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ت 316 هـ.
ذكره ابن النديم ثم قال: "عمله لما عمل أبو جعفر الطبري كتابه وأكثر كتاب ابن أبي داود حديث"[72] .
وروى الإِمام أبو بكر النقاش المفسر أنه سمع أبا بكر بن أبي داود يقول: "إن في تفسيره مائة ألف وعشرين ألف حديث"[73] .
وذكره الخطيب البغدادي [74] ، والذهبي أيضاً في تذكرة الحفاظ [75] ، والعليمي [76] ، والداوودي [77] ، وإسماعيل باشا البغدادي [78] .
وروى ابن الجوزي بإسناده إلى ابن أبي داود روايات تفسيرية كثيرة [79] .وهذه الروايات قد تكون من تفسير ابن أبي داود أو من الناسخ والمنسوخ لأنه ورد أنه صنف الناسخ والمنسوخ وذلك عند من ترجم له من الذين تقدم ذكرهم وغيرهم أيضاً.
11-
التفسير لسليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ت 360 هـ.
قال الداوودي في ترجمته: "وله تفسير كبير"[80] .
وأفاد أبو نعيم [81] والبيهقي [82] بعض الروايات التفسيرية منه.
12-
تفسير عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين ت 385 هـ.
قال الخطيب البغدادي في ترجمته: "له التفسير الكبير ألف جزء". ثم نقل عن الداودي [83] قال لي الدارقطني يوماً:
"ما أعمى قلب ابن شاهين! حمل إلى كتابه الذي صنفه في التفسير، وسألني أن أصلح ما أجد فيه من الخطأ، فرأيته قد نقل تفسير أبي الجارود وفرقه في الكتاب وجعله عن أبي الجارود عن زياد بن المنذر، وإنما هو عن أبي الجارود وزياد بن المنذر"[84] .
وترجم له ابن الجزري ووصفه بالحافظ المفسر [85] .
وذكره الحافظان الذهبي [86] وابن حجر [87] والداوودي [88] .
انتهى القسم الأول وإلى اللقاء مع القسم الثاني
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه.
فهرست المراجع
- ابن حجر ودراسة مصنفاته وموارده في الإصابة. د/ شاكر الكبيسي دار الرسالة بغداد ط 1.
- إثبات عذاب القبر- للبيهقي ت 458- تحقيق د/ شرف محمود القضاة- دار الفرقان- عمان الأردن ط 1 سنة 1403هـ.
- أسباب النزول- للواحدي النيسابوري ت 468 هـ تحقيق السيد صقر- دار القبلة جدة.
- الأسماء والصفات- للبيهقي ت 458 هـ- دار إحياء التراث العربي- بيروت.
- الإِصابة في تمييز الصحابة- لابن حجر العسقلاني ت 852 هـ تحقيق علي محمد البجاوي- مطبعة النهضة مصر- القاهرة.
- الأنساب للسمعاني ت 562 ط 1 الهند.
- البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي ت 774 هـ مكتبة دار المعارف بيروت ط 3 سنة 1978.
- تاريخ بغداد- للخطيب البغدادي ت 493 هـ نشر المكتبة السلفية بالمدينة المنورة.
- تاريخ الأدب العربي- لكارل بروكلمان- ترجمة د/ عبد الحليم النجار دار المعارف- مصر ط4.
- تاريخ التراث العربي- لفؤاد سزكين- طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- التحبير في المعجم الكبير- للسمعاني ت 562 هـ تحقيق منيرة ناجي سالم مطبعة الإرشاد- بغداد ط 1 سنة 1395 هـ.
- تذكرة الحفاظ- للذهبي ت 748 طبعة الهند.
- ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك. للقاضي عياض ت 544 هـ تحقيق د/ أحمد بكير- منشورات دار مكتبة الحياة- بيروت سنة 1387 هـ.
- التفسير- لأبي محمد إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل البستي- ت 307 هـ مخطوط صورة مصورة عن نسخة مكتبة البلدية- الإِسكندرية مصر.
- تفسير القرآن العظيم لابن كثير ت 774 ط 1 الشعب- القاهرة.
- تفسير القرآن العظيم مسنداً عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لابن أبي حاتم الرازي ت 327 هـ سورة آل عمران والنساء. بتحقيق. طبع على الآلة الكاتبة.
- تغليق التعليق- لابن حجر العسقلاني- تحقيق سعيد عبد الرحمن القزقي طبعة المكتب الإِسلامي ط 1.
- تهذيب تاريخ ابن عساكر- لعبد القادر بن أحمد الدمشقي المعروف بابن بدران ت 1346 هـ مطبعة الترقي دمشق ط 1.
- تهذيب التهذيب لابن حجر- طبعة دار صادر- بيروت.
-تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي ت 742 هـ تحقيق د/ بشار عواد معروف.
- ثبت بشيوخ العراقي- مخطوط في مكتبة الحرم المكي.
- الثقات- لابن حبان البستي ت 354 نسخة مصورة عن الطبعة الأولى بالهند سنة 1397 هـ.
- دراسات تاريخية- أ. د/ أكرم العمري طبع المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
- الدر المنثور في التفسير بالمأثور- جلال الدين السيوطي ت 911 دار المعرفة- بيروت.
- الروح- لابن القيم الجوزية ت 551- طبعة مكتبة الرياض الحديثة- الرياض ط 3 سنة1386 هـ.
- سير أعلام النبلاء- للذهبي- مؤسسة الرسالة ط 1.
- الصحاح- للجوهري- تحقيق أحمد عبد الغفور عطار. ط 2 سنة 1402 هـ.
- صحيح البخاري ت 256 طبعة دار إحياء التراث العربي- بيروت.
- صفة الجنة- لأبي نعيم الأصبهاني- تحقيق علي رضا عبد الله دار المأمون للتراث- دمشق- بيروت ط 1 سنة 1406 هـ.
- صلة الخلف بموصول السلف- لمحمد بن سليمان الروداني ت 1094 مخطوط في مكتبة الحرم المكي وحقق في مجلة معهد المخطوطات العربية المجدد الأول سنة 1402 هـ.
- طبقات الحفاظ- للسيوطي ت 911 تحقيق علي محمد عمر مطبعة الإِستقلال الكبرى- القاهرة ط 1 سنة 1393 هـ.
- طبقات الشافعية الكبرى- لعبد الوهاب السبكي ت 771 هـ تحقيق د/ محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو- طبعة الحلبي ط 1 سنة 1383 هـ.
- طبقات المفسرين- للداوودي ت 945 دار الكتب العلمية لبنان ط 1 سنة 1403 هـ.
- غاية النهاية في طبقات القراء- ابن الجزري ت 833 نشر- حـ - برجستراسر- دار الكتب العلمية ط 3 سنة 1400هـ.
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني- طبعة دار الفكر- بيروت.
- الفهرست لابن النديم ت 385 هـ تحقيق رضا تجدد طبعه طهران سنة 1391 هـ.
- الكتب التي أوردها الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد- مقال للأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري طبع ضمن دراسات تاريخية طبعة المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية ط1 سنة 1403 هـ.
- كشف الظنون- حاجي خليفة- دار الفكر- بيروت.
- لسان الميزان- لابن حجر العسقلاني- طبعة الهند.
- مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة- لابن قيم الجوزية توزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء- الرياض.
- المستدرك على الصحيحين- الحاكم النيسابوري- طبعة دار الفكر بيروت سنة 1398 هـ.
- المعجم المفهرس (تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة) لابن حجر العسقلاني. مخطوط منه نسخة في دار الكتب المصرية برقم 82 مصطلح وصورتها في الجامعة الإسلامية قسم المخطوطات.
- مفتاح السعادة ومصباح السيادة- طاش كبرى زادة- طبعة دار الكتب العلمية- بيروت ط 1 سنة 1405هـ.
- مناقب الإمام أحمد- لابن الجوزي- تحقيق د/ عبد الله بن عبد المحسن التركي- طبعة مكتبة الخانجي- مصر ط 1 سنة 1399 هـ.
- المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد- لأبي اليمن العليمي ت 928 هـ تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد- عالم الكتب- بيروت ط 2 سنة 1404هـ.
- موارد الدر المنثور- د/ عامر حسن صبري بخطه وسيطبع إن شاء الله بعد أن يضيف إليه بعض الاستدراكات.
- موافقة الخبر الخبر في تخريج آثار المختصر- لابن حجر العسقلاني تحقيق د/ عبد الله بن أحمد بن سليمان الحمد- رسالة دكتوراه مضروبة على الآلة الكاتبة في الجامعة الإسلامية.
- النهاية في غريب الحديث- ابن الأثير الجزري- تحقيق محمود محمد الطناحي وطاهر أحمد الزاوي- الناشر المكتبة الإسلامية.
- نواسخ القرآن- لابن الجوزي- تحقيق. د/ محمد أشرف علي الملباري طبعة المجلس العلمي بالجامعة الإِسلامية.
- هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون طبعة دار الفكر بيروت سنة 1402هـ.
- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان- لابن خلكان ت 681هـ تحقيق د/ إحسان عباس- دار صادر- بيروت.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]
راجع ملاحظات واستدراكات على كتاب تاريخ التراث العربيِ طبع ضمن كتاب دراسات تاريخية وراجع كتاب نوادر المخطوطات العربية في تركيا طبع بثلاثة أجزاء.
[2]
طبقات المفسرين 3/300.
[3]
تفسير القرآن العظيم 2/ 192.
[4]
المصدر السابق 6/318.
[5]
المعجم المفهرس لوحة 44 ب
[6]
صلة الخلف ص 43 و 44.
[7]
ثبت بشيوخ العراقي ل 45.
[8]
سير أعلام النبلاء 8/ 80 وانظر ترتيب المدارك 1/ 207.
[9]
الفهرست ص 36.
[10]
انظر التفسير 3/ 192 و 193، 5/ 82 و 273 و 6/ 318.
[11]
انظر على سبيل المثال 5/ 42 و 8/ 146 أفدته من موارد الدر المنثور.
[12]
انظر على سبيل المثال تفسير ابن كثير 1/ 154 و174 و 290.
[13]
كشف الظنون ص 442.
[14]
انظر على سبيل المثال سورة النساء- باب (ومن يقتل مؤمناً متعمداًَ فجزاؤه جهم) راجع فتح الباري8/ 257.
[15]
انظر على سبيل المثال صفة الجنة ص 8.
[16]
انظر على سبيل المثال 3/ 224 و 260 و 276.
[17]
انظر على سبيل المثال إثبات عذاب القبر ص 46 و 51 و 60 و 74.
[18]
انظر على سبيل المثال التفسير رقم 187.
[19]
انظر على سبيل المثال سورة آل عمران رقم 8 و 66 و 261.
[20]
الفهرست ص 286.
[21]
تاريخ بغداد 8/ 369 وأفدته من مقال بعنوان: الكتب التي أوردها الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
[22]
التحبير في المعجم الكبير 3/ 190.
[23]
انظر على سبيل المثال كتاب (موافقة الخبر الخبر) في تخريج آثار المختصر ص 545.
[24]
طبقات المفسرين 1/ 103.
[25]
كشف الظنون 1/242.
[26]
مفتاح السعادة ومصباح السيادة 3/ 69.
[27]
التحبير في المعجم الكبير 3/ 190.
[28]
المعجم المفهرس لوحة 44 ب.
[29]
انظر على سبيل المثال 6/ 30 و 33 و 67.
[30]
انظر على سبيل المثال الروح لابن قيم الجوزية ص 110 ومختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة 1/ 356.
[31]
انظر على سبيل المثال ص76 و154 و273.
[32]
انظر على سبيل المثال ص245 و625.
[33]
انظر فتح الباري 8/312.
[34]
انظر على سبيل المثال 2/ 260 و367.
[35]
ص 110.
[36]
1/356 و 357.
[37]
انظر على سبيل المثال فتح الباري- كتاب التفسير 8/ 302.
[38]
انظر على سبيل المثال 1/739 و 4/ 574.
[39]
مناقب الإمام أحمد به حنبل ص 248.
[40]
انظر سير أعلام النبلاء 11/ 328- 329 وتاريخ بغداد 9/ 375 وموضع تاريخ بغداد أفدته من أ- د/ أكرم العمري بعنوان. الكتب التي أوردها الخطيب البغدايى في تاريخ بغداد.
[41]
الفهرست ص 285.
[42]
طبقات المفسرين 1/ 71- 72.
[43]
4/228.
[44]
صلة الخلف بموصول السلف ص 39.
[45]
انظر على سبيل المثال نواسخ القرآن 140 و 147 و 247.
[46]
انظر على سبيل المثال صفة الجنة ص 92.
[47]
انظر على سبيل المثال أسباب النزول ص 98 و 269.
[48]
وفيات الأعيان 4/279.
[49]
انظر على سبيل المثال تهذيب الكمال 4/ 90 و 7/ 413 المطبوع.
[50]
البداية والنهاية 11/52.
[51]
سير أعلام النبلاء13/ 377 وتذكرة الحفاظ 1/ 636.
[52]
الإصابة 1/ 81 وهذا الموضع أفدته من د/ شاكر الكبيسي في موارد ابن حجر في الإصابة.
[53]
طبقات الحفاظ ص 278 و279 وانظر الدر المنثور 6/489.
[54]
طبقات المفسرين 2/ 274.
[55]
كشف الظنون 1/439.
[56]
مفتاح السعادة ومصباح السيادة 2/ 69.
[57]
انظر البداية والنهاية 11/ 52.
[58]
انظر النهاية 1/409 والصحاح 4/ 1670.
[59]
انظر تهذيب الكمال 1/150 المطبوع.
[60]
وقد أعددت لهؤلاء الرجال قائمة مرتبة أبجدياً لجميع الرجال من تهذيب الكمال وتقريب التقريب.
[61]
انظر على سبيل المثال 4/ 90 و 7/ 477.
[62]
الإصابة 1/81.
[63]
3/480.
[64]
انظر 6/489 أفدته من موارد الدر المنثور.
[65]
تذكرة الحفاظ 2/701.
[66]
طبقات المفسرين1/7.
[67]
تهذيب التهذيب 10/281.
[68]
الفهرست ص287.
[69]
طبقات المفسرين 2/164.
[70]
المستدرك 2/227.
[71]
ترجم له ابن حبان البستى في الثقات 8/ 122 وابن عساكر انظر تهذيب تاريخ دمشق 2/409والذهبى في سير أعلام النبلاء وذكر اسمه الذهبي أيضاً في تذكرة الحفاظ ص 702 والسمعاني في الأنساب 2/225 ولكن الجميع لم يذكروا له تفسيراً.
[72]
الفهرست ص288.
[73]
انظر سير أعلام النبلاء 13/230 ولسان الميزان 3/ 295.
[74]
تاريخ بغداد 9/464.
[75]
2/770.
[76]
المنهج الأحمدي في تراجم أصحاب الإمام أحمد 2/ 15.
[77]
طبقات المفسرين 1/ 236-237.
[78]
هدية العارفين 5/ 444.
[79]
انظر على سبيل المثال نواسخ القرآن ص 130 و 225.
[80]
طبقات المفسرين 1/ 204 و 205.
[81]
انظر على سبيل المثال صفة الجنة ص 7 و 8 و 13 و 16.
[82]
انظر على سبيل المثال الأسماء والصفات ص.122
[83]
هو محمد بن عمر الداودي صرح باسمه الذهبي حينما نقل نص الخطيب البغدادي تذكرة الحفاظ 3/988.
[84]
تاريخ بغداد 11/ 267.
[85]
غاية النهاية في طبقات القراء 1/588.
[86]
تذكرة الحفاظ 3/ 988.
[87]
لسان الميزان 4/ 284.
[88]
طبقات المفسرين 2/ 4.
عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد في إعراب الحديث
تأليف
جلال الدين السيوطي
تحقيق
الدكتور حسن موسى الشاعر
أستاذ مساعد بكلية اللغة العربية بالجامعة
مسند أًبيّ بن مالك [1] رضي الله عنه
22-
حديث "مَنْ أَدْركَ والِدَيْهِ أو أَحَدَهُما ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ مِنْ بَعْدُ فأبْعَدَهُ الله وأَسْحَقَه"[2] .
قال ابن مالك في شرح الكافية [3] : "إذا كان جواب الشرط ماضياً لفظاً لا معنى لم يجز اقترانه بالفاء إلا في وعد أو وعيد، لأنه إذا كان وعداً أو وعيداً حَسُنَ أن يقدَّر ماضي المعنى، فعومل معاملة الماضي حقيقة. مثاله قوله تعالى: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} [4] . ويجوز أن تكون الفاء عاطفة، ويكون التقدير: ومن جاء بالسيّئة فكبّت وجوههم في النار فيقال لهم: هل تجزون؟ انتهى. والحديث من قبيل الوعيد، فلذلك اقترن بالفاء".
مسند أحمر بن جَزْء [5]
23-
حديث "إنْ كُنَّا لنأوي لِرسول الله صلى الله عليه وسلم [ممّا] ، يُجافي مِرْفَقَيه عَنْ جَنْبَيْه [إذا سجد] "[6] .
(إنْ) هنا المخففة من الثقيلة. واللام في لنأوي لام الابتداء الفارقة بينها وبين إن النافية [7] .
ومثله في حديث زياد بن لبيد [8]"ثَكِلَتْكَ أمُكً ابنَ أمّ لبيد إنْ كُنْتُ لأراك مِنْ أفقَهِ رَجُلٍ بِالمدينة"[9] .
وفي حديث أبي سعيد] الخُدري ["إنْ كانَ النبي مِنَ الأنْبياء لَيُبْتَلَى بالْقَمْلِ حتّىِ يَقْتُلَه، وإنْ كان النبي من الأنبياء لَيُبْتَلى بالفقر، وإنْ كانوا لَيفْرحُونَ بِالبلَاء كما تفْرحُون بِالرَخاء" [10] .
وفي حديث سؤال القبر "قَدْ عَلِمْنا إنْ كُنْتَ لَمُؤْمناً"[11] .
وفى حديث أنس "إنَّكُم لَتَعْمَلُون أعمالاً هي أدقُّ في أعيُنِكُم مِنَ الشّعر إنْ كُنَّا لَنَعُدُّها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المُوبقات"[12] .
وفي حديث عائشة "إن كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليُصلّي الصُّبح"[13] .
وفي حديث بُريدة [14]"بُعِثْتُ أنا والساعةَ جَميعاً إنْ كادَتْ لَتَسْبِقُتي"[15] .
مسند أسامة بن زَيْد [16] رضي الله عنهما
24-
حديث "قُلتُ: يا رسولَ الله، إنَّكَ تَصومُ حتَّى لا تكاد تُفْطِرُ، وتُفْطِرُ حتى لا تكاد تصوم إلاّ يومين. قال: أيّ يومين؟ "[17] .
قال أبو البقاء [18] : "تقديره أيُّ يومين هما؟ فحذف الخبر للعلم به. ويجوز النصب على تقدير أيَّ يومين أصوم؟ أو أيَّ يومين أُديمُ صومهما؟ والرفع أقوى". انتهى.
وفي رواية النسائي [19] في هذا الحديث "حتى لا تكاد أن تفطِر" بإثْبات "أنْ"، وإسقاطها كما في رواية أحمد أفصح.
25-
حديث "فقال عبد الله بن أُبيّ: لا أحسن من هذا"[20] .
قال أبو البقاء [21] : "فيه وجهان: أحدهما: الرفع أنه خبر لا، والإسم محذوف، تقديره لا شَيء أحْسنُ من هذا. والثاني: النصب وفيه وجهان أحدهما: أنه صفة لاسم لا المحذوف، و (مِنْ) خبر لا، ويجوز أن يكون الخبر محذوفاً، وتكون (من) متعلقة بأحسن، أي لا شيء أحسنَ من كلام هذا في الكلام أو في الدنيا. والثاني: أن يكون منصوباً بفعل محذوف تقديره: ألا فعلتَ أحسنَ مِنْ هذا؟ وحذف همزة الاستفهام لظهور معناها". انتهى.
قال القاضي عياض [22] : "وروي (لأحْسَنُ مِنْ هذا) بالقصر من غير ألف. قال: وهو عندي أظهر، وتقديره: أحسنُ مِنْ هذا أن تقعدَ في بيتك ولا تأتنا".
ثم قال أبو البقاء: "وفيه ولقد اصطلح أهْلُ هذه البُحَيرةِ أن يتوّجوه فيعصبونه بِالعصابة. الوجه في رفع (فيعصبونه) أن يكون في الكلام مبتدأ محذوف تقديره: فهم يعصبونه، أو فإذا هم يعصبونه. ولو روي (يعصبوه) [23] بحذف النون لكان معطوفاً على (يتوّجوه) . وهو صحيح المعنى". انتهى.
وقوله في أول الحديث "ركب على حمارٍ على إكافٍ على قطيفةٍ"[24] .
قال الكرماني [25] : "فان قلت: قال النحاة لا تتعدد صِلاتُ الفعل بحرف واحد. قلت: الثالث بدل عن الثاني، وهو عن الأول. فهما في حكم الطرح [26] قال [27] : وقوله إنْ كان حقّاً يصحّ تعلّقه بما قبله، وهو (أحسنُ مما تقول) وبما بعده وهو (لاتؤذنا به في مجالسنا) ".
26-
حديث "قَدْ كُنْتُ أنهاكَ عَنْ حُبِّ يَهود"[28] .
قال الكرماني [29] : "هذا اللفظ مع اللام ودون اللام معرفة. والمراد به اليهوديون، ولكنهم حذفوا ياء النسبة، كما قالوا: زنجي وزنج، للفرق بين المفرد والجماعة.
وقال السَّخاوي [30] في شرح المفصَّل: " (يهود) و (مجوس) علمان، ودخول الألف واللام فيهما في قولهم: اليهود والمجوس، كان لمّا حذفت ياء النسبة عوضاً منها. يدل على ذلك قول الشاعر:
صَمِّي لما فَعَلَتْ يهودُ صمامِ [31]
فَرَّتْ يَهودُ وأَسْلمتْ جِيرانَها
وقال في موضع آخر: اختلف في (يهود) فمن قال بأنه أعجمي صرفه لأنه من الأعجمي الذي تكلمت به العرب وأدخلت فيه الألف واللام، فكان مثل الدّيباج والإبْريسَم [32] . وأما قول الشاعر:
فرَّت يهودُ.... البيت.
فيهود فيه اسم قبيلة، والمانع له من الصرف التأنيث والعلمية. ومن قال إنه عربي، وأنه من هاد يهود إذا رجع، لم يصرف إذا سمي به، لأنه على مثال (يقوم) .
27-
حديث قال: "رُويداً أَيُّها الناسُ عليكُم السَّكينة"[33] .
قال أبو البقاء [34] : "الوجه أن ينصب (السكينة) على الإغراء، أي الزموا السكينة كقوله تعالى: {عَلَيِكُم أَنفُسَكُم} [35] . ولا يجوز الرفع لأنه يصير خبراً، وعند ذلك لا يحسن أن تقول (رويداً أيُّها النّاس) لأنه لا فائدة فيه". انتهى.
وقال الرضى [36] : " (رُويداً) في الأصل تصغير (إرْواداً) مصدر (أَرْوِدْ) أي أرفُق، تصغير الترخيم، أي أرفُق رِفْقاً. وإن كان تصغيراً قليلاً. ويجوز أن يكون تصغير (رَوْد) بمعنى الرفق، عدّي إلى المفعول به مصدراً أو اسم فعل لتضمنه الإمهال وجعله بمعناه. ويجيء على ثلاثة أقسام: أولها: المصدر، وهو أصل الباقيين، نحو (رُويدَ زَيْدٍ) بالإضافة إلى المفعول، كـ {ضَرْبَ الرِّقابِ} [37] و (رُويداً زَيْد اً) كضرْباً زَيْداً.
الثاني: أن يجعل المصدر بمعنى اسم الفاعل، إما صفة للمصدر نحو (سِرْ سَيرْاً رُوَيْداً) أي مروداً، أو حالاً، نحو (سيروا رُويداً) أي مُرْوِدين. ويجوز أن يكون صفة مصدر محذوف. وقوله تعالى:{أَمْهِلْهُم رُويداً} [38] يحتمل المصدر وصفة المصدر والحال.
الثالث: أن يُنقل المصدر إلى اسم الفعلِ لكثرة الإستعمال، بأن يُقام المصدر مُقام الفعل، ولا يقدَّر الفعل قبله، نحو (رُويدَ زَيْداًَ) بنصب (زيداًَ) . وإنما فتح رعاية لأصل الحركة الإعرابية. وقولهم (رُويدَكَ زَيْداً) يحتمل أن يكون اسم فعل والكاف حرف، وأن يكون مصدراً مضافاً إلى الفاعل كما مرّ. انتهى.
وقال الزمخشري في المفصَّل [39] : "في (رُويد) أربعة أوجه هو في أحدها مبني وهو إذا كان اسماً للفعل، وهو فيما عداه معرب، وذلك أن يقع صفة كقولك: ساروا سيراً رُويداًَ. وحالاً كقولك: ساروا رُوَيْداً. ومصدرا في معنى إرواداً مضافاً كقولك: رُويدَ زَيْدٍ". انتهى.
28-
حديث "قُلتُ: يا رسولَ الله الصَّلاة. قال: الصلاةُ أمامَك "[40] .
قال أبو البقاء [41] : "الوجه النصب على تقدير: أتريد الصلاة، أو أتصلي الصلاة؟ "انتهى.
وقال القاضي عياض: "هو بالنصب على الإغراء. ويجوز الرفع على إضمار فعل، أي حانت الصلاة، أو حضرت. وقوله (الصلاةُ) بالرفع و (أمامكَ) خبره".
وقال ابن مالك [42] : "يجوز في قوله (يا رسول الله الصلاة) النصب بإضمار فعل ناصب تقديره اذكر أو أقم أو نحو ذلك. والرفع بإضمار حضرت أو حانت أو نحو ذلك".
29-
حديث "أَلَاّ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِه"[43] .
قلت: أَلاّ بفتح الهمزة والتشديد حرف للتحضيض مثل هلاّ. وذكر المالقي [44] في رصف المباني [45] : "أنها الأصل، وهلاّ مبدلة منها، أبدلت الهاء من الهمزة. قال: ولا تنعكس القضية لأن إبدال الهمزة هاء أكثر من إبدال الهاء همزة، والحمل على الأكثر أولى".
30-
حديث "إن رَجُلاً قال: يا رسول الله، إني أَعْزِلُ عَن امرأتي. قال: ولمَ؟ قال: شَفَقاً على وَلَدِها. فقال: إنْ كان ذلك فَلا، ما ضارَ ذلك فارسَ والرُّوم"[46] .
قال أبو البقاء [47] : "التقدير: فلا تعزل لأجل هذا الغرض، [فإن فارس والروم يَطؤون نساءهم وهُنَّ يُرْضِعْنَ فما يضرّهم [[48] . فلا هي تمام الجواب، ثم قال: ما ضارَ ذلك فارس".
31-
حديث "لَمْ يَأتِني جبريلُ منذُ ثلاث"[49] .
قال أبو البقاء [50] : "هو بضم الذال، و (ثلاثٌ) بالرفع لا غير، لأنه ذكر ذلك لقدر مدّة الإنقطاع، أي أمدُ ذلك ثلاثُ ليال [51] . ومنذُ لها موضعان:
أحدهما: أن تكون للحاضر بمعنى (في) ، فتكون حرف جر تجرّ ما بعدها، كقولك: أنت عندنا منذُ اليوم أي في اليوم. والثاني: أن تذكر لبيان المدّة، [ثمّ ينظر فيه، فإن ذكر بعدها المدة من أولها إلى آخرها رفعت المدّة][52] لا غير، كقولك: ما رأيته منذُ يومان، وإنْ ذكرتها لابْتداء مدة الإنقطاع كقولك: ما رأيته منذُ يومُ الجمعة، رفعت أيضاً، على تقدير أولُ ذلك يومُ الجمعة. ويجوز الجرّ على ضعف بمعنى (مِنْ) ". انتهى.
32-
حديث "قُمتُ على باب الجَنَّةِ فإذا عامَّةُ مَنْ دخَلَها المساكينُ وإذا أَصْحابُ الجدُ محبوسون"[53] .
قال أبو البقاء [54] : " (إذا) هنا للمفاجأة، وهي ظرف مكان [55] والجيّد هنا أن ترفع (المساكين) على أنه خبر (عامة من يدخلها) وكذلك رفع (محبوسون) على أنه الخبر. و (إذا) ظرف للخبر. ويجوز أن تنصب (محبوسين) على الحال، وتجعل (إذا) خبراً. والتقدير: فبالحضرة أصحاب الجدّ. فيكون (محبوسين) حالاً، والرفع أجود. والعامل في الحال (إذا) أو ما يتعلق به من الإستقرار. و (أصحاب) صاحب الحال". انتهى.
33-
حديث الطاعون "وإذا وَقَع بِأرْض واَنتُم بِها فَلا تَخْرُجوا، لا يُخرجكم إلاّ فراراً منه"[56] .
قال النووي [57] : "روي (إلا فراراً) بالرفع والنصب، وكلاهما مشكل [من حيث العربية والمعنى. قال القاضي: وهذه الرواية ضعيفة عند أهل العربية مفسدة للمعنى] [58] لأنّ ظاهرها المنع من الخروج لكل سبب إلا للفرار، وهذا ضد المراد. وقال بعضهم لفظة (إلا) هنا غلط من الراوي، وصوابه حذفها، كما هو المعروف في الروايات. ووجّه طائفة النصب فقالوا: هو حال، وكلمة (إلا) للإيجاب لا للإستثناء. وتقديره لا تخرجوا إذا لم يكن خروجكم إلا فراراً منه".
وقوله في الرواية الأخرى "إذا سمعتمُ به بأرض".
قال الطيبي [59] : "الباء الأولى زائدة على تضمّن سمعتم معنى أخبرتم و (بأرض) حال، أي واقعاً في أرض".
34-
حديث "إنَّما يرحمُ الله مِنْ عِبادِه الرُّحماء"[60] .
قال أبو البقاء [61] : "يجوز في (الرحماء) النصب على أن تكون (ما) كافّة كقوله تعالى: {إنِّما حَرَّم عَليْكُم المَيْتَة} [62] ، والرفع على تقديرِ] إنّ [، الذي يرحمه الله، وأفرد على معنى الجنس، كقوله تعالى: {كَمَثلِ الذيِ اسْتَوْقَدَ ناراًَ} ثم قال: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} [63] .
قال: وقد أفردت هذه المسألة بالكلام، وذكرت في (ما) وجوهاً كثيرة في جزء مفرد [64] .
وقال غيره [65] : (مِنْ) في قوله (مِنْ عِبادِه) بيانيّة، وهي حال من المفعول قدّمت".
مسند أسامة بن شريك [66] رضي الله عنه
35-
حديث "أَتيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه عِنْدَه كأنَّما على رؤوسِهم الطَّير"[67] .
قالت أبو البقاء [68] : "يجوز أن تجعل (ما) كافّة فترفع الطير بالابتداء، و (على رؤوسهم) الخبر. وبطل عمل (كأنّ) بالكفّ. ويجوز أن تجعل (ما) زائدة وتنصب الطير بكأنّ، و (على رؤوسهم) خبرها.
قال: وفيه "فإنَّ الله لم يَضعْ داء إلاّ وضَعَ له دواء غيرَ داء واحد الهرم".
قال: لا يجوز في (غير) هنا إلاّ النصب على الاستثناء من داء. أمّا (الهرم) لما فيجوز فيه الرفع على تقدير هو، والجر على البدل من (داء) المجرور بغير، والنصب على إضمار أعنى".
وقوله "فكان أُسامةُ يقول حين كَبِر: ترون لي من دواء".
[قال أبو البقاء] : "يجوز في (ترون) فتح التاء وضمهّا، والتقدير أترون؟ ولكنه حذف همزة الاستفهام لظهور معناها. ولابدَّ من تقديرها لأمرين:
أحدهما أنه تحقق [69] أنهم لم يعرفوا له دواء. والثاني أنه زاد فيه (مِنْ) ، و (مِنْ) تزاد في النفي والاستفهام والنهي". انتهى.
قلت: وقوله "يا رسولَ الله نَتَداوى؟ "قال: "نعم" على حذف همزة الإستفهام، أي أنتداوى؟.
وقوله (وسألو عن أشياء، علينا حرج في كذا وكذا؟) على حذف الهمزة أيضاً، أي أعلينا؟
وقوله (قال: عباد الله) على حذف حرف النداء؟ أي يا عباد الله.
وقوله "وضَعَ الله الحرَجَ إلاّ امرأ اقْتَرض [70] مسلماً ظلماً فذلك الذي حَرجِ" فيه حذف المستثنى منه، أي عن عباده إلا امرأ، أو عنكم.
وقوله "قالوا: ما خير ما أعُطى الناس؟ ".
(ما) الأولى استفهامية لا غير. والثانية إمّا موصولة أو نكرة موصوفة. وجملة (أعُطى الناس) صلة أو صفة. وعائد الموصول أو الموصوف محذوف والتقدير: أي شيء خير الذي أعطيه الناس؟ أو خير شيء أعُطيه الناس؟.
مسند أُسامة بن عُمَيْر الهُذَليّ أَبي الملَيح [71] رضي الله عنهما
36-
حديث "فَأَمَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُنادِيَه أن الصلاة في الرّحال"[72] .
قال أبو البقاء [73] : "يجوز في (أنّ) الفتح على تقدير: ينادى بأنّ الصلاة في الرحال، أي ينادى بذلك. والكسر على تقدير: فقال إنَّ الصلاة، لأن النداء قول. ومنه قوله تعالى {فَنادَتهُ الملائِكَةُ} ثم قال: {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ} [74] ، قرىء بالفتح والكسر"[75] .
مسند أبي رافع [76] مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه أسلم رضي الله عنه
37-
حديث "فقال أفّ لك" وفى حديث ابن عباس "فجاء ينفضُ ثَوبه ويقول: أفّ وتُف"[77] .
قال الشيخ بهاء الدين بن النحاس [78] في التعليقة: " (أف) اسم أتضجر أو تضجرت. وفيه سبع لغات: ضمّ الفاء وفتحها وكسرها من غير تنوين، وبتنوين، هذه ست،. والسابعة (أفّي) بألف ممالة بعد الفاء وهي التي تخلصها العامة ياء".
وعن ابن القطاع [79] إف بكسر الهمزة. وحكاها أيضاً ابن سيدة [80] في المحكم، وهي مبنية على كل لغة لكونها اسم فعل.
وحكى الأزهري [81] عن ابن الأنباري (أفّي لك) بإضافته إلى ياء المتكلم، فمن ضمّ فللإتباع، ومن كسر فعلى أصل التقاء الساكنين، ومن فتح فطلباً للتخفيف، والتنوين فيها في جميع الأحوال للتنكير [82] .
قال الزمخشري: "وتلحق به التاء منوّناً".
قال ابن يعيش [83] : "وأما (أفة) بتاء التأنيث فلا أعرفها، وإن كانت وردت فما أقلّها، وإن كان القياس لا يأباها".
وقال السَّخاوي: "هي اسم للفعل. قال أبو علي: وهو في الأصل مصدر من قولهم أًفَّةً وتُفَّةً أي نَتَناً. فلما صار إسماً للفعل الذي هو أتكرّه وأتضجر بُني، ويخفف فيقال (أفْ) بسكون الفاء، ومنهم من يفتحها مع التخفيف".
قال الجوهري [84] :"ويقال أُفّاً وتُفَّاً وهو إتباع له"[85] .
وقال ابن سيدة: "الأُفّ الوسخ الذي حول الظفر، والتُّفّ الذي فيه، وقيل الأُف وسخ الأذن، والتفّ وسخ الأظفار، ثم استعمل ذلك عند كل شيء يتضجر منه. وقيل الأًفّ القلة، والتفّ منسوق على أُفّ ومعناه كمعناه"[86] . انتهى.
38-
حديث "إنّا آلَ مُحَمَّدٍ لا تَحِلُّ لَنا الصَّدَقَة"[87] .
قال أبو البقاء [88] : " (آلَ) منصوب بإضمار أعني أو أخصّ، وليس بمرفوع على أنه خبر إنّ، لأنّ ذلك معلوم لا يحتاج إلى ذكره. وخبر إن قوله (لا تحل لنا الصدقة) ومنه قول الشاعر:
نَحْنُ بَني ضَبَّةَ أصحابُ الجَمَل [89] .
وهو كثير في الشعر". انتهى.
وقال الشيخ بهاء الدين بن النحاس في التعليقة: "هذا الاسم المنصوب يشبه المنادى وليس بمنادى، وهو منصوب بفعل مضمر لا يجوز إظهاره، كما لم يجز ظهوره مع المنادى، وموضع هذا الإسم مع الفعل الناصبة نصب على الحال، لأنه لما كان في التقدير: إنّا أخصّ أو أعني، فكأنه قال إنّا نفعل كذا مخصوصين من بين الناس أو معنيين، فالحال من فاعل نفعل لا من اسم إنّ، لئلا يبقى الحال بلا عامل، وأكثر الأسماء دخولاً في هذا الباب (بنو فلان) نحو:
نَحْنُ بَني ضَبَّةَ أَصْحابُ الجَمَلْ
و (مَعْشَر) مضافة نحو "إنّا معاشِرَ الأنبياء لا نُورث"[90] ، وإنَّا معاشِرَ الصعَّاليكِ لا طاقةَ لنا بالمروءة، وأهلُ البيت نحو "رَحْمَةُ الله وبركاتُه عَليكُم أهل البَيت" [91] و (آلُ فلان) نحو قولهم: نحْنُ آلَ فلانٍ كُرَماء" [92] انتهى.
وقال الشيخ جمال الدين بن هشام [93] في تذكرته من ألغاز باب الابتداء:
نَمشى على النَّمارِقْ [94]
نَحْنُ بَناتِ طارقْ
(بَناتِ) بالنصب على الإختصاص، والخير نمشي.
39-
حديث "أما إِنَّكَ لَوْ سَكَتَّ لناولتني ذراعاً فَذِراعاً ما سَكَتَّ"[95] .
قال الطيّبي في شرح المشكاة [96] : "الفاء فيه للتعاقب، كما في قوله (الأمثل فالأمثل)[97] .
و (ما) في (ما سكتّ) للمدة".
40-
حديث "لا أُلفِينَّ أحَدَكُمْ مُتَّكِئاً عَلى أريكَتِه"[98] .
قال القرطبي [99] في المفهم: "أي لا يفعلنّ أحدكم ذلك فأجده على تلك الحال. وهذا مثل قول العرب: لا أرينَّك ها هنا [100] أي لا تكن هنا فأراك".
وقد تكرر مثل هذا في الحديث، ومنه حديث أبي هريرة "لا أُلفِينَّ أحَدكُمْ يجيء يَوْمَ القِيامَةِ عَلى رَقَبتِه بعيرٌ له رُغَاء"[101] .
وقال زين العرب [102] في شرح المصابيح: " (مُتَّكِئاً) مفعول ثان".
وقال الطّيبي في شرح المشكاة [103] : "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه عن أن يجدهم على هذه الحالة، والمراد نهيهم عن أن يكونوا عليها، فإنهم إذا كانوا عليها وجدهم كذلك، فهو من باب إطلاق المسبب على السبب".
قوله (يَأتيه الأمر ُمِنْ أمري مِما أمرْتُ به أو نَهيتُ عَنْهُ فيقولُ: لا أَدري) .
قال المُظهري [104] : " (مما أمًرْتُ بِه) بدل من أمري.
وقال الطّيبي: "يجوز أن يُراد بقوله (الأمر مِنْ أمري) الأمر الذي هو بمعنى الشأن. ويكون (مما أمرت به أو نهيتُ عنه) بياناً للأمر الذي هو الشأن لأنه أعمّ من الأمر والنهى. وقوله (فيقول لا أدري) مرتب على يأتيه، والجملة كما هي حال أخرى من المفعول، ويكون النهي منصبّاً على المجموع، أي لا ألفينَّ أحدكم وحاله أنه متكىء ويأتيه الأمر فيقول لا أدري". انتهى.
مسند أًسَيد بن حُضَير [105] رضي الله عنه
41-
حديث "بينَما هو يقرأ في الليل سورة البَقرةِ وفَرسُه مربوطةٌ إذْ جالست الفرسُ فسكتَ فسكَنتْ "إلى أن قال "فلمَّا أصبح حدَّثَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأْ يا بْنَ حُضَير، اقرأْ يا بْنَ حُضَير. فقال: أشفقت يا رسولَ الله أن تَطأ يحي"[106] .
قوله (اقرأ) ليس أمراً له بالقراءة في الحال، وإنّما هو تصوير لتلك الحالة، فهو كحكاية الأمر في الحال الماضية.
قال النووي [107] : " (اقرأ) معناه كان ينبغي أن تستمر على القراءة وتغتنم ما حصل لك من نزول السكينة والملائكة، فتستكثر من القراءة التي هي سببه".
وقال الطيبي [108] : "يريد أن (اقرأ) لفظ أمر طلب للقراءة في الحال، ومعناه تحضيض وطلب للإستزادة في الزمان الماضي، أي هلاّ زدت. كأنه صلى الله عليه وسلم استحضر تلك الحالة العجيبة الشأن فأمره تحريضاً عليه. والدليل على أن المراد من الأمر الإستزادة وطلب دوام القراءة والنهى عن قطعها قوله في الجواب (أَشفقتُ يا رسول الله) أي خفت إن دُمْتُ عليها أن تطأ الفرسُ ولدي يحي". انتهى.
مسند أسَيْد بن ظُهير [109] رضي الله عنه
42-
حديث "الصلاةُ في مسجدِ قباء كَعمْرة"[109-1] .
قال أبو البقاء [110] : "الجيّد في (قباء) الصرف، ووزنه فُعال، ومنهم أن لا يصرفه ويجعله اسماً للبقعة مؤنثاً".
مسند الأسود بن سريع [111] رضي الله عنه
43-
حديث "هاتِ ما امْتَدَحْتَ بِهِ رَبَّك"[112] .
قال الرِضى [113] : " (هاتِ) من أسماء الأفعال. هاتِ بمعنى أَعْطِ، ويتصرّف بحسب المأمور إفراداً وتثنيةً وجمعاً وتذكيراً وتأنيثاً. تقول: هاتِ، هاتِيا، هاتُوا، هاتِي، هاتِيا، هاتِين. وتصرّفه دليل فعليته، تقول هاتِ لا هاتيت، وهاتِ إنْ كان بك مهاتاة، وما أُهاتيك أي ما أعاطيك"[114] . قال الجوهري: "لا يقال منه هاتَيْتُ ولا يُنْهَى منه [115] . فهو على ما قال ليس بتام التصرف". وقال الخليل: "أصل هاتِ آت من آتى يُؤتي إيتاء، فقلبت الهمزة هاء [116] . ومن قال هو اسم فعل [117] قال لحوق الضمائر به لقوة مشابهته لفظاً للأفعال. ويقول في نحو مهاتاة وهاتيت إنه مشتق من هاتي كأحاشي من حاشى، وبَسْمَلَ من بِسم الله". انتهى.
مسند الأشْعَث بن قَيْس الكندي [118] رضي الله عنه
44-
حديث "لا يَشْكرُ الله مَنْ لا يَشْكُر النّاس"[119] .
قال أبو البقاء [120] : "الرفع في (يشكر) في الموضعين لا يجوز غيره لأنّه خبر وليس بنهي ولا شرط. و (مَنْ) بمعنى الذي". انتهى.
وقال ابن الأثير في النهاية [121] : "معناه إنّ الله لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر معروفهم، لاتصال أحد الأمرين بالأخر. وقيل معناه إنّ مَنْ كان مِنْ طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لهم كان من عادته وطبعه كفر نعمة الله وترك الشكر له. وقيل معناه إنّ من لا يشكر الناس كمن لا يشكر الله وإن شكره. كما تقول: لا يحبّني من لا يحبّك. أي إنّ محبّتك مقرونة بمحبتي، فمن أحبني يحبك، ومن لم يحبّك فكأنه لم يحبّني. وهذه الأقوال مبنيّة على الرفع في اسم الله تعالى ونصبه". انتهى.
وقال الحافظ أبو الفضل العراقي [122] في أماليه: "المعروف المشهور في الرواية النصب في اسم الله تعالى، وفي الناس، ويشهد لذلك حديث النّعمان بن بشير "ومَنْ لَمْ يَشْكُرْ لِلناسِ لَمْ يَشْكُر الله" [123] ، رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند. وذكر القاضي أبو بكر بن العربي [124] أنّه روى برفعهما ونصبهما، ورفع أحدهما ونصب الآخر، فهذه أربعة أوجه". انتهى.
45-
حديث "كانَ بَيْني وبَين رَجُلٍ خُصومةٌ في شيء فاخْتَصَمْنا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: شاهِداك أو يَمينه"[125] .
قال القاضي عياض: "كذا الرواية، وارتفع (شاهداك) بفعل مضمر"، قال سيبويه [126] :"معناه ما قال شاهداك". قلت: أو على أن التقدير لك إقامة شاهديك أو طلب يمينه فحذف الإقامة والطلب وأقيم المضاف إليهما مقامه فارتفع، وحذف الخبر للعلم به.
وقال الكرماني [127] : "أي المثبت أو الحجة شاهداك، أو شاهداك هو المطلوب".
قوله "لَفِيَّ والله نَزَلَتْ".
قال ابن مالك [128] : "فيه شاهد على توسّط القسم بين جزأي الجواب، وعلى أنّ اللام يجب وصلها بمعمول الفعل الجوابي المقدّم، وخلو الفعل منها ومن قبول قد إن كان ماضياً، كما يجب خلوّ المضارع منها ومن قبول نون التوكيد إذا قدّم معموله، كقوله تعالى: {ولَئِنْ مُتُّمْ أو قُتِلْتُم لإلَى الله تحْشرون} "[129] .
46-
حديث "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بَيّنَتك أَنها بيرك وإلاّ فَيَمينه"[130] .
قال أبو البقاء [131] : " (بيّنَتَك) بالنصب على تقدير هات أو أحضر، و (أنّها) بالفتح لا غير، والكسر خطأ فاحش،وقوله (وإلاّ فيمينه) يجوز فيه النصب على تقدير: وإلا فاسْتَوفِ يَمينَه، والرفع على تقدير: وإلاّ فَلَك يمينه، على الإبتداء والخبر".
وقال الكرمانى [132] : "يجوز في (بيّنتك) الرفع أي المطلوب بيّنتك".
مسند الأغَرّ المُزَنيِّ [133] رضي الله عنه
47-
حديث "إنَّه لَيُغانُ على قلبي"[134] .
قال الطيبي [135] : "اسم إنّ ضمير الشأن، والجملة بعده خبر له، ومفّسره، والفعل مسند إلى الظرف، وموضعه رفع بالفاعليّة"[136] .
مسند أميَّة بن مَخْشِيّ الخُزاعي [137] رضي الله عنه
48-
حديث "بِسمِ الله أَوَّلَه وآخِرَه"[138] .
قال أبو البقاء [139] : "الجيد النصب فيهما، والتقدير عند أوله وعند آخره، فحذف عند وأقام المضاف إليه مقامه. ويجوز أن يكون التقدير ألاقي بالبسملة أوّله وأخره، ويجوز الجر على تقدير في أوله وآخره".
مراجع الحلقة
- الاستيعاب في أسماء الأصحاب للحافظ القرطبي/ في هامش الإصابة- دار الكتاب العربي-بيروت.
- الإصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر العسقلاني، دار الكتاب العربي، بيروت.
- إعراب الحديث النبوي: العكبرى، تحقيق د. حسن موسى الشاعر، الطبعة الأولى، عمان 1981.
- الأعلام: الزركلي، دار العلم للملايين- بيروت ط 6 عام 1984م.
- أمالي السهيلي، تحقيق د. محمد البنا، الطبعة الأولى 1390 هـ 1971م.
- الإنصاف: ابن الأنبارى، تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد، القاهرة.
- بغية الوعاة: السيوطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، مطبعة الحلبي، الطبعة الأولى1384 هـ 1964م.
- تاج العروس: الزبيدي.
- تذكرة الحفاظ: الذهبي، مطبوعات دائرة المعارف العثمانية، نشر دار إحياء التراث العربي- بيروت.
- التصريح على التوضيح: الشيخ خالد الأزهري، دار إحياء الكتب العربية.
- تهذيب الأسماء واللغات: النووي، إدارة الطباعة المنيرية.
- تهذيب التهذيب: ابن حجر، دار صادر، عن الطبعة الأولى بحيدر آباد.
- تهذيب اللغة: الأزهري، تحقيق إبراهيم الأبياري، دار الكاتب العربي 1967 م.
- حماسة أبى تمام: تحقيق د. عبد الله عسيلان.
- الدرر اللوامع: الشنقيطي، الطبعة الأولى 1328 هـ.
- ذيل تذكرة الحفاظ للذهبي: تأليف تلميذه أبى المحاسن الحسيني، دار إحياء التراث العربي- بيروت.
- الذيل على طبقات الحنابلة: ابن رجب، تصحيح محمد حامد الفقي 1372 هـ 1952م.
- رصف المباني في شرح حروف المعاني: المالقي، تحقيق د. أحمد الخراط، دمشق 1395 هـ، 1975م
- الروض الأنف:. السهيلي، تحقيق عبد الرحمن الوكيل، القاهرة.
- السبعة في القراءات: ابن مجاهد، تحقيق د. شوقي ضيف، دار المعارف بمصر الطبعة الثانية.
- سنن ابن ماجة: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، مطبعة عيسى الحلبي.
- سنن الترمذي: تحقيق عبد الرحمن عثمان، مطبعة الفجالة الجديدة.
- سنن النسائي (المجتبى) ومعه زهر الربى للسيوطي، المكتبة التجارية، الطبعة الأولى 1348 هـ، 1930م.
-شرح الأشموني، تحقيق محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الأولى 1375 هـ 1955م.
- شرح شذور الذهب: ابن هشام، تحقيق محمد محيي الدين، الطبعة التاسعة.
- شرح الكافية: رضى الدين، دار الكتب العلمية، بيروت.
- شرح الكافية الشافية: ابن مالك، تحقيق د. عبد المنعم هريدي، منشورات جامعة أم القرى.
- شرح مشكاة المصابيح: الطيبي- مخطوط بالمكتبة المحمودية في المدينة المنورة.
- شرح المفصّل: ابن يعيش، إدارة الطباعة المنيرية.
- شواهد التوضيح والتصحيح: ابن مالك، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة.
- الصحاح: الجوهري، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، 1402هـ 1982م.
-صحيح البخاري بشرح الكرماني، دار إحياء التراث العربي، طبعة ثانية- 1401هـ 1981م.
- صحيح مسلم بشرح النووي، دار إحياء التراث العربي.
- طبقات الحفاظ: السيوطي، تحقيق علي محمد عمر، مكتبة وهبة، الطبعة الأولى 1393هـ، 1973م.
-الفاخر: المفضل بن سلمة، تحقيق عبد العليم الطحاوي، الطبعة الأولى 1380 هـ 1960م.
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري: ابن حجر، دار المعرفة- بيروت.
- الكتاب: سيبويه، تحقيق عبد السلام هارون، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
- الكتاب: سيبويه، طبعة بولاق.
- كشف الظنون: حاجي خليفة، منشورات مكتبة المثنى- بيروت.
- لسان العرب: ابن منظور، دار صادر- بيروت.
-مجلة معهد المخطوطات- الكويت، مجلد 26 جـ 2.
- مختصر سنن أبي داود: الحافظ المنذري، وعليه معالم السنن للخطابي تحقيق أحمد شاكر ومحمد حامد الفقى.
- المسائل العسكرية: أبو علي الفارسي، تحقيق د. محمد الشاطر، مطبعة المدني الطبعة الأولى 1403هـ 1982م.
-مسند الإمام أحمد بن حنبل وبهامشه منتخب كنز العمال- بيروت.
- مشكاة المصابيح: الخطيب التبريزي، تحقيق ناصر الدين الألباني، منشورات المكتب الإسلامي بدمشق، الطبعة الأولى 1380هـ 1961م.
- معالم السنن: الخطابي، بهامش مختصر سنن أبي داود.
- مغني اللبيب: ابن هشام، تحقيق د. مازن المبارك وزميله، الطبعة الأولى 1964م.
- المقاصد النحوية: العيني، بهامش خزانة الأدب للبغدادي- بولاق.
- النهاية في غريب الحديث والأثر: ابن الأثير، تحقيق طاهر الزاوي وزميله، الطبعة الأولى.
- همع الهوامع: السيوطي، تحقيق د. عبد العال سالم، دار البحوث العلمية، الكويت.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]
أبّي بن مالك القشيري، يقال أن له صحبة، عداده في أهل البصرة.
انظر: الإصابة 1/ 32، الإستيعاب في هامش الإصابة 1/ 31.
[2]
الحديث في مسند أحمد 5/29.
[3]
شرح الكافية الشافية لابن مالك 3/1595.
[4]
النمل آية 90.
[5]
أحمر بن جزء وقيل جَزى السدوسي صاحب رسول الله وقيل مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال البخاري: بصري له صحبة. أنظرْ الإصابة 1/35 الإستيعاب في هامش الإصابة 1/76، تهذيب التهذيب 1/190.
[6]
الحديث في مسند أحمد 4/342 وما بين المعقوفتين منه. وفى ابن ماجه بتحقيق عبد الباقي 1/287 قال المحقق في الحاشية (لنأوي) أي لنترحم لأجله صلى الله عليه وسلم مما يجد من التعب بسبب المجافاة الشديدة والمبالغة فيها.
[7]
مذهب سيبويه أن هذه اللام هي لام الإبتداء، وذهب الفارسي إلى أنها غيرها اجتلبت للفرق. انظر: الأشموني مع الصبان1/288. التصريح 1/232 وقد ذهب الكوفيون إلى أن (إن) إذا جاءت بعدها اللام تكون بمعنى (ما) واللام بمعنى (إلا) وذهب البصريون إلى أنها مخففة من الثقيلة، واللام بعدها لام التوكيد: الإنصاف مسألة 90.
[8]
زياد بن لبيد الأنصاري شهد العقبة وبدراً وكان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على حضرموت. انظر الإصابة 1/540، الإستيعاب 1/545.
[9]
مسند أحمد 4/160.
[10]
مسند أحمد3/94.
[11]
البخاري: كناب الوضوء. فتح الباري 1/ 289.
[12]
فتح الباري 11/329.
[13]
مسند أحمد 6/179.
[14]
بريدة بن الحُصيب الأسلمي: أسلم قبل بدر ولم يشهدها، وشهد الحديبية سكن المدينة ثم البصرة ثم مرو، وتوفي بها سنة 62 هـ. وهو آخر من توفي من الصحابة بخراسان. انظم: الإستيعاب1/ 177، تهذيب الأسماء واللغات 1/133.
[15]
مسند أحمد 5/348.
[16]
أسامة بن زيد بن حارثة، أمه أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم. أسلم بمكة وهاجر إلى المدينة، وأمّره رسول الله على جيش عظيم قبل أن يبلغ العشرين من عمره، فمات النبي صلى الله عليه وسلم س قبل أن يتوجه فأنفذه أبو بكر.واعتزل أسامة الفتن بعد مقتل عثمان إلى أن مات في أواخر خلافة معاوية سنة 54 هـ.
انظر: الإصابة 1/46 الاستيعاب 1/34، الأعلام 1/ 291.
[17]
مسند أحمد 5/ 201 والرواية فيه "لا تكاد أن تفطر.. حتى لا تكاد أن تصل".
[18]
إعراب الحديث لأبي البقاء العكبري: الحديث رقم 14.
[19]
سنن النسائي 4/202 والرواية فيه انك تصوم حتى لا تكاد تفطر وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم".
[20]
عن أسامة "أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب على حمار على إكاف على قطيفة.... وأردف أسامة وراءه يعود سعد بن عبادة قبل وقعة بدر، فسار حتى مرّ بمجلس فيه عبد الله به أبي بن سلول
…
فسلم النبي صلى الله عليه وسلم ووقف ونزل فدعاهم إلى الله فقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله بن أبي: يا أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول، إن كان حقاً فلا تؤذنا به في مجلسنا.. قال سعد: يا رسول الله اعف عنه واصفح، فلقد أعطاك الله ما أعطاك، ولقد اجتمع أهل هذه البحيرة على أن يتّوجوه فيعصبوه
…
" مسند أحمد 5/203. البخاري: كتاب المرضى ب عيادة المريض (فتح الباري) 10/122.
[21]
إعراب الحديث: الحديث رقم 15.
[22]
سبقت ترجمته في الحلقة الأولى ص 180/ مجلة الجامعة الإسلامية العددان 63، 64.
[23]
رواية البخاريَ (فيعصبوه) . انظر فتح الباري 10/ 122.
[24]
الأكاف: ما يوضع على الدابة كالبرذعة والقطيفة. كساء- فتح الباري 10/122.
[25]
هو محمد بن يوسف بن علي الشيخ شمس الدين الكرماني الإمام العلامة في الفقه والحديث والتفسير والأصول والمعاني والعربية. ومن تصانيفه. شرح البخاري، أنموذج الكشاف. مات سنة 786 هـ انظر. بغية الوعاة 1/279.
[26]
البخاري بشرح الكرماني 20/ 191.
[27]
البخاري بشرح الكرماني 20/ 192.
[28]
الحديث عن أسامة "دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبيّ في مرضه نعوده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قد كنت أنهاك عن حبّ يهود ". مسند أحمد 5/ 201. أبو داود- كتاب الجنائز 4/ 275 حديث رقم 2967.
[29]
البخاري بشرح الكرماني 2/150.
[30]
علي بن محمد بن عبد الصمد الإمام علم الدين أبو الحسن السخاوي النحوي المقريء الشافعي، كان إماماًَ علامة بصيراً بالقراءات وعللها، إماماً في النحو واللغة والتفسير. من مصنفاته:شرحان على المفصل، سفر السعادة وسفير الإفادة شرح الشاطبية. مات بدمشق سنة 643 هـ بغية الوعاة 2/192.
[31]
قائله الأسود بن يعفر. قال العيني:" (يهود) لا يجوز إدخال الألف واللام عليها في مثل هذا، اللهم إلا إذا كاد يهود جمع يهودي حينئذ يجوز أن تقول اليهود كما تقول الروم "0 وقال أبو علي الفارسي:" صَمام اسم للفعل ويقال صمام هي الحية.. ويقال الضمير في (صمي) يعود إلى الأذن أي صمي يا أذن لما فعلت يهود، وصمام اسم للفعل مثل نزالِ
…
انظر المقاصد النحوية على هامش الخزانة 4/112-113، المسائل العسكرية 227.
[32]
إبريسم: الحرير (القاموس المحيط) .
[33]
عن أسامة "كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فلما وقعت الشمس دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمع حطمة الناس خلفة قال: رويداً أيها الناس، عليكم السكينة ". مسند أحمد 5/202.
[34]
إعراب الحديث رقم 16.
[35]
المائدة آية 105.
[36]
أنظر: شرح الكافية للرضى 2/ 70- ا 7.
[37]
سورة محمد آية 4.
[38]
سورة الطارق آية 17.
[39]
انظر: شرح المفصّل لابن يعيش 4/39.
[40]
عن كريب أنه سأل أسامة قال، قلت:"أخبرني كيف صنعتم عشية ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
" مسند أحمد 5/200،202،208.
البخاري: كتاب الحج- فتح الباري 3/ 519. مسلم: باب الإفاضة 9/ 32.
أبو داود: باب الدفع من عرفة برقم 1840، 1844.
[41]
إعراب الحديث رقم 17.
[42]
شواهد التوضيح والتصحيح ص 158.
[43]
عن أسامة بن زيد قال:"بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى الحرقات فنذروا بنا فهربوا، فأدركنا رجلاً فلمّا غشيناه قال لا إله إلا الله، فضربناه حتى قتلناه، فعرض في نفسي من ذلك شيء فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة، قال، قلت: يا رسول الله إنما قالها مخافة السلاح والقتل، فقال: ألا شققت عن قلبه...."
مسند أحمد 5/207. وفي مسلم 2/ 99 برواية "أفلا شققت
…
"وكذلك في أبي داود: على ما يقاتل المشركون برقم 2528. وفي فتح الباري 7/513 باختلاف الرواية.
[44]
هو أبو جعفر أحمد بن عبد النور المالقى، كان عالماً بالنحو. شرح الجزولية. وله رصف المباني في حروف المعاني. مات سنة 702 هـ. بغية الوعاة 1/331-332.
[45]
رصف المباني ص 84 الطبعة الأولى.
[46]
مسلم: باب حكم العزل 10/18. مسند أحمد 5/203.
[47]
إعراب الحديث رقم 18.
[48]
ما بين المعقوفتين من إعراب الحديث للعكبرى.
[49]
عن أسامة بن زيد قال:"دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه الكآبة، فسألته ما له، فقال: لم يأتني جبريل منذ ثلاث.." مسند أحمد 5/203.
[50]
إعراب الحديث رقم 19.
[51]
انظر الخلاف في منذ: الإنصاف مسألة 56. مغني اللبيب 372.
[52]
ما بين المعقوفتين من إعراب الحديث للعكبرى.
[53]
الحديث عن أسامة، وتكملته ".. إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء ". انظر: مسند أحمد 5/205. البخاري: كتاب النكاح 9/298- مسلم بشرح النووي 17/53.
[54]
إعراب الحديث رقم 20.
[55]
(إذا) ظرف مكان عند المبرد، وهى حرف عند الأخفش، وظرف زمان عند الزجاج. انظر: مغني اللبيب 92 بحث إذا.
[56]
في المسند هـ/202 "
…
فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه، قال أبو النضر في حديثه: لا يخرجكم إلا فراراً منه ".
وانظر: مسلم باب الطاعون والطيرة 14/ 0204 البخاري 12/ 344 باختلاف الرواية.
[57]
شرح مسلم للنووي 14/207. والملاحظ أن السيوطي تصرف في كلام النووي.
[58]
ما بين المعقوفتين من شرح النووي. وفي النسخ بعده (لأن ظاهره) .
[59]
شرح مشكاة المصابيح- مخطوط في المكتبة المحمودية جـ 2ورقة 47.
[60]
عن أسامة بن زيد قال:" أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم أن ابني يقبض فائتنا.. فأخذ الصبي ونفسه تقعقع، قال: فدمعت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ قال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء "
انظر: مسند أحمد 5/ 204، 0205 البخاري 13/ 434. مسلم: كتاب الجنائز 6/ 224 0 أبو داود: باب البكاء على الميت برقم 2996.
[61]
إعراب الحديث رقم 21.
[62]
البقرة: آية173.
[63]
البقرة: آية 17.
[64]
أورد ابن رجب المسألة في ترجمته لأبى البقاء. انظر: الذيل على طبقات الحنابلة2/117- 120. وقد حققها الأستاذ ياسين السواس ونشرها ضمن (مسائل نحو مفردة) في مجلة معهد المخطوطات مجلد 26 جـ 2 ص 625.
[65]
انظر: فتح الباري لابن حجر 3/158.
[66]
أسامة بن شريك الثعلبي، كوفي له صحبة ورواية. انظر: الإصابة 1/46 الاستيعاب 1/36.
[67]
عن أسامة بن شريك:"أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده كأنما على رؤوسهم الطير، قال: فسلمت عليه فقعدت، قال فجاءت الأعراب فسألوه، فقالوا: يا رسول الله نتداوى؟ قال: نعم تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم. قال، وكان أسامة حين كبر يقول: هل ترون لي من دواء الآن؟ قال: وسألوه عن أشياء: هل علينا حرج في كذا وكذا؟ قال: عياد الله، وضع الله الحرج إلاّ امرأ اقتضى امرأ مسلماً ظلماً فذلك حرج وهلك. قالوا: ما خير ما أعطى الناس يا رسول الله؟ قال: خلق حسن ".
انظر: مسند أحمد 4/278 0 أبو داود: كتاب الطب رقم 3706 باختلاف الرواية فيه. الترمذي: أبواب الطب رقم2109. سنن ابن ماجه بتحقيق عبد الباقي 2/1137 رقم 3436.
[68]
إعراب الحديث للعكبري برقم 22.
[69]
في إعراب الحديث للعكبرى (لم يحقق) .
[70]
قال الخطابي في معالم السنن 2/433:" اقترض معناه اغتاب، وأصله من القرض وهو القطع ". وفي المسند 4/278 (اقتضى) . وحَرج أي حَرُم.
[71]
أساَمة بن عمير الهذلي، بصري له صحبة ورواية، لم يرو عنه غير ابنه أبى المليح. انظر الاستيعاب 1/36. الإصابة 1/47.
[72]
الحديث "إنّ يوم حنين كان مطيراً فأمر النبي صلى الله عليه وسلم مناديه أن الصلاة في الرحال ". مسند أحمد 5/74.
[73]
إعراب الحديث للعكبرى رقم 13.
[74]
آل عمران: 39
[75]
قرأ ابن عامر وحمزة (إنّ الله) ، بالكسر، وقرأ الباقون (أنَ الله)، بالفتح. انظر: السبعة في القراءات لابن مجاهد 205
[76]
أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو رافع غلبت كنيته عليه، زوجه النبي صلى الله عليه وسلم سلمى مولاته، فولدت له عبيد الله بن أبى رافع، مات أبو رافع بالمدينة في خلافة علي بن أبى طالب. انظر: الاستيعاب 1/ 061 الإصابة 4/68.
[77]
الحديث عن أبى رافع وأوله "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر ربما ذهب إلى بني عبد الأشهل فبينا رسول صلى الله عليه وسلم مسرعاً إلى المغرب إذ مر بالبقيع، فقال: أف لك أف لك، مرتين
…
" مسند أحمد 6/392.
أما حديث ابن عباس فأوله:"عن عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط
…
فقال ابن عباس: بل أقوم معكم
…
قال فابتدأوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال فجلس ينفض ثوبه ويقول أف وتف
…
" مسند أحمد 1/ 331
[78]
محمد بن إبراهيم بهاء الدين بن النحاس الحلبي النحوي شيخ الديار المصرية في علم اللسان، تخرج به جماعة من الأئمة والفضلاء. له شرح على المقرب يسمى التعليقة.- مات سنة 698 هـ. بغية الوعاة 1/13.
[79]
علي بن جعفر المعروف بابن القطاع الصقلي. كان إمام وقته بمصر في علم العربية وفنون الأدب. من مصنفاته: الأفعال، أبنية الأسماء. مات سنة 515 هـ. بغية الوعاة 2/153.
[80]
علي بن أحمد بن سيدة اللغوي النحوي الأندلسي أبو الحسن الضرير. من مصنفاته: المحكم، المخصص، شرح إصلاح المنطق. مات سنة 458 هـ. انظر: بغية الوعاة 2/143.
[81]
محمد بن أحمد بن الأزهر.. الأزهري اللغوي أبو منصور. أخذ عن نفطويه وابن السراج والهروى. من تصانيفه التهذيب في اللغة. ولد سنة 282 هـ وتوفى سنة 370 هـ. انظر: بغية الوعاة 1/19.
[82]
في تهذيب اللغة 15/ 588-589: قال ابن الأنباري:"من قال (افّأ لك) نصبه على مذهب الدعاء، كما يقال: ويلاً للكافرين. ومن قال (أف لك) رفعه باللام كما يقال: ويل للكافرين. ومن قال (أفٍّ لك) خفضه على التشبيه بالأصوات كما يقال صهٍٍٍ ومهٍ. ومن قال (أفّي لك) إضافة إلى نفسه
…
"
[83]
انظر: شرح المفصّل لابن يعيش 4/ 70.
[84]
إسماعيل بن حماد الجوهري كان إماماً في اللغة والأدب، طوًف كثيراً، وقرأ على الفارسي والسيرافي. من مصنفاته الصحاح في اللغة، توفى سنة 392 هـ. انظر: بغية الوعاة 1/446.
[85]
الصحاح: مادة (أفف) .
[86]
انظر: الفاخر ص 48. وقد نقله عن الأصمعي. وقد ورد هذا الكلام أيضاً في اللسان من غير نسبة إلى ابن سيدة، وزاده بعده:(أف) كلمة تضجر، وفيها عشر لغات: أُف له وأُفِّ وأُفُّ وأُفاً وأُفٍ وأُف، وفي التنزيل {ولا تقل لهما أُفٍ ولا تنهَرْهما} ، وأفِّى ممال وأفَئ وأفَة وأُفْ خفيفة من أفّ المشددة، وقد جمعها جمال الدين بن مالك هذه العشر في بيت واحد وهو قوله:
أفً ثلّث، ونون إن أردْتَ، وقل أفَّى وأفِّي وأفْ وأفَّة تُصب
وفي القاموس المحيط (أف) ولغاتها أربعون
…
وقال الشيخ خالد في التصريح 1/ 44:"وفي أف أربعون لغة ذكرها في الإرتشاف
…
"
[87]
عن ابن أبي رافع عن أبيه "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً من بنى مخزوم على الصدقة، فقال: ألا تصحبني تصيب؟ قال، قلت: حتى أذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك فقال: إنّا آل محمد لا تحل لنا الصدقة، وإنّ مولى القوم من أنفسهم ". مسند أحمد 6/ 390.
[88]
إعراب الحديث للعكبرى رقم 24.
[89]
هذا من رجز للأعرج المعنّى كما في حماسة أبى تمام 1/ 169 بتحقيق د. عسيلان. وقال الشنقيطي في الدرر اللوامع 1/146 هذا الرجز لرجل من بني ضبة، يقال له الحارث، قاله في وقعة الجمل. وقد ورد الشاهد دون نسبة في شذور الذهب 219، شرح الأشموني 479، همع الهوامع 3 / 30.
[90]
مسند أحمد 2/463.
[91]
هود: 73.
[92]
قال سيبويه:"وأكثر الأسماء دخولاً في هذا الباب بنو فلان، ومعشر مضافة، وأهل البيت، وآل فلان ". الكتاب 2/ 236 (بتحقيق هارون) .
[93]
جمال الدين عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري، العلامة المشهور، له مصنفات كثيرة منها: أوضح المسالك، شذور الذهب، مغني اللبيب، التذكرة. توفى سنة 761 هـ. انظر: بغية الوعاة 2/68.
[94]
من رجز لهند بنت طارق بن بياضة الإِيادية قالته في حرب الفرس لإِياد، وتمثلت به هند بنت عتبة يوم أحد. انظر: الروض الأنف 5/ 455.
[95]
الحديث عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أهديت له شاة فجعلها في القدر فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا يا أبا رافع؟ فقال: شاة أهديت لنا يا رسول الله فطبختها في القدر. فقال: ناولني الذراع يا أبا رافع. فناولته الذراع. ثم قال: ناولني الذراع الآخر، فناولته الذراع الآخر. ثم قال: ناولني الذراع الآخر. فقال: يا رسول الله إنما للشاة ذراعان. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنك لو سكتّ لناولتني ذراعاً فذراعاً ما سكتّ
…
"مسند أحمد 6/ 392. مشكاة المصابيح 1/57.
[96]
شرح المشكاة للطيبي مجلد (ورقة 200) .
[97]
مسند أحمد 1/172، 174.
[98]
الترمذي: أبواب العلم 4/ 144 رقم 2800. أبو داود: لزوم السنة رقم 4441. مشكاة المصابيح: كتاب الإيمان 1/57.
[99]
أب والعباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي المتوفى سنة 656 هـ له شرح على مختصره لصحيح مسلم ذكر فيه أنه لما رتبه وبوبه وشرح غريبه ونبه على نكت من إعرابه وعلى وجوه الاستدلال بأحاديثه وسماه (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم) . كشف الظنون 1/557.
[100]
انظر: سيبويه 3/ 151 (هارون) .
[101]
مسلم: كتاب الإمارة 12/ 216.
[102]
علي بن عبد الله بن أحمد المعروف بزين العرب شرح مصابيح السنة للإمام حسين بن مسعود البغوى المتوفى سنة 516 هـ. أنظر: كشف الظنون 2/1698.
[103]
شرح مشكاة المصابيح- مخطوط مجلد 1ورقة 150. وقد سبقت ترجمة الطيبي في الحلقة الأولى.
[104]
مظهر الدين الحسين بن محمود بن الحسن الزيداني المتوفى سنة 727 هـ له شرح على مصابيح السنة سماه (المفاتيح في المصابيح) . انظر:. كشف الظنون 2/ 1699، الأعلام 2/ 259.
[105]
أسيد بن حضير الأنصاري الأشهلي، أحد النقباء ليلة العقبة، أسلم على يد مصعب بن عمير، وكان ممن ثبت يوم أحد. توفى سنة عشرين أو إحدى وعشرين. انظر: الإِصابة 1/ 64.
[106]
الحديث في البخاري: كتاب فضائل القرآن 9/63. مسلم: باب نزول السكينة لقراءة القرآن 6/83. مشكاة المصابيح: كتاب فضائل القرآن 1/ 654.
[107]
صحيح مسلم بشرح النووي 6/83.
[108]
شرح المشكاة م 2 ورقة 127.
[109]
أسيد بن ظهير الأنصاري الحارثى، له ولأبيه صحبة، مات في خلافة عبد الملك بن مروان.. انظر: ألإصابة 1/ 64.
[109-1] الترمذي: أبواب الصلاة 1/204 برقم 323.
[110]
إعراب الحديث للعكبرى رقم 25.
[111]
الأسود بن سريع التميمي السعدي الشاعر المشهور، غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم، نزل البصرة وكان قاصاً شاعراً محسناً، وهو أول من قصّ في مسجد البصرة قيل مات سنة 42 هـ. انظر الإستيعاب 1/72. الإصابة 1/ 59.
[112]
الحديث عن الأسود بن سريع، وأوله قال:"يا رسول الله إني قد حمدت ربي بمحامد 000 " انظر: مسند أحمد 3/435.
[113]
شرح الكافية للرضى 2/70.
[114]
في بعض النسخ (أعطيك) . وفي شرح الكافية للرضى 2/ 75 (كما أعاطيك)، وفي الصحاح (هيت) :(وما أهاتيك كما تقول ما أعاطيك) .
[115]
في بعض النسخ (ولا يبني منه) . وفي الصحاح (ولا ينهي بها) .
[116]
انظر: الصحاح (مادة هيت) 1/271.
وفي تاج العروس (هتي: هات) : يقال هاتى يهاتى مهاتاة، الهاء فيها أصلية، ويقال بل مبدلة من الألف المقطوعة في آتى يؤاتي، لكن العرب قد أماتت كل شيء من فعلها غير الأمر في هات. ولا يقال منه هاتيت ولا ينهى بها. وأنشد ابن برى لأبى نخلة:
قل لفًراتٍ وأَبي فُرات ولسعيدٍ صاحبِ السوآتِ
هاتوا كما كنا لكم نُهاتي
[117]
ذهب الزمخشري إلى أن (هات وتعال) اسما فعلين للأمر. قال ابن يعيش:" (هات) هو اسم لأعطني وناولني ونحوهما.." شرح المفصل لابن يعيش 4/25، 30.
[118]
الأشعث بن قيس الكندي، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر في وفد كندة، وكان رئيسهم فأسلموا. وكان في الإسلام وجيهاً في قومه، إلاّ أنه ارتد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فأسر وأحضر إلى أبي بكر فأسلم وأطلقه وزوجه أخته أم فروة. ولما استخلف عمر خرج الأشعث مع سعد إلى العراق وشهد القادسية والمدائن وجلولاء ونهاوند. قيل مات سنة 42 هـ. أنظر: الاستيعاب 1/103. الإصابة 1/66.
[119]
مسند أحمد 5/211، 212.
[120]
إعراب الحديث للعكبرى رقم 26.
[121]
النهاية في غريب الحديث 2/493.
[122]
أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين زين الدين العراقي ولد سنة 725 هـ قدم القاهرة وهو صغير، كان حافظ العصر. من مؤلفاته: التقييد والإيضاح على مقدمة ابن الصلاح، الألفية في الحديث، تخريج أحاديث الأحياء، تكملة شرح الترمذي. مات سنة 806 هـ.
انظر: طبقات الحفاظ للسيوطي 539، ذيل تذكرة الحفاظ ص220-239.
[123]
الحديث في الترمذي 3/248 برقم 2021.
[124]
العلامة الحافظ القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد المعافرى الإشبيلى المالكي، ولد سنة 468 هـ وتوفى بفاس سنة 543 هـ. من مصنفاته: العواصم من القواصم، أحكام القرآن، عارضة الأحوذي في شرح الترمذي.
انظر: تذكرة الحفاظ 4/ 1470. الأعلام للزركلي 6/230.
[125]
مسند أحمد 5/ 211. البخاري: كتاب الرهن 5/145، كتاب الشهادات 5/280. مسلم 2/158.
[126]
في سيبويه بتحقيق هارون 1/141: شاهداك أي ما ثبت لك شاهداك. وفي طبعة بولاق 1/71: أي شاهداك ما يثبت لك، أو ما يثبت لك شاهداك.
[127]
صحيح البخاري بشرح الكرمانى 11/197 وفيه: قال سيبويه:"معناه ما يثبت لك شاهداك، أو معناه ما يثبت لك شهادة شاهديك فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ".
[128]
شواهد التوضيح والتصحيح 169.
[129]
آل عمران: 158.
[130]
الحديث عن الأشعث بن قيس، وفيه "
…
خاصمتُ ابنَ عمّ لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئر كانت لي في يده فجحدني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينتك أنها بيرك وإلاً فيمينه.." مسند أحمد 5/212. البخاري: كتاب التفسير 8/213 وفيه (بينتُك أو يمينه) .
[131]
إعراب الحديث للعكبرى رقم 27. وانظر: أمالي السهيلي 107.
[132]
صحيح البخاري بشرح الكرمانى/ كتاب الإيمان والنذور 23/121 وفيه: (بيّنتَك بالنصب، أي أحضر أو اطلب بينتَك، وبالرفع أي المطلوب بينتُك أو يمينه إنْ لم تكن لك بيّنة) .
[133]
الأغرّ بن يسار المُزني- ويقال الجُهني- من المهاجرين، كانت له صحبة. انظر: الإصابة 1/70.
[134]
عن الأغر المزني، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنّه ليغان على قلبي وانّي لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة ". انظر: مسلم 23/17. قال القاضي:"قيل المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه ". وفي أبي داود: باب الإستغفار رقم 1459. قال الخطابي 2/151:"يغان معناه يغطي ويلبّس على قلبي، وأصله من الغين ".
[135]
في شرح المشكاة مجلد 2 ورقة 191.
[136]
أي نائب فاعل ليُغان.
[137]
أمية بن مخشي الخزاعي، ويقال الأزدي، صحب النبي صلى الله عليه وسلم ثمّ سكن البصرة وأعقب بها. وقال البخاري وابن السكن:" له صحبة وحديث واحد "، انظر: الإصابة 1/80.
[138]
عن أمية بن مخشي، وفيه "
…
أن رجلاً كان يأكل والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر فلم يسمّ حتى كان في آخر طعامه لقمة قال: بسم الله أوله وآخره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما زال الشيطان يأكل معه حتى سمّى فلم يبق في بطنه شيء إلا قاءه ".
مسند أحمد 4/336. أبو داود: باب التسمية على الطعام برقم 3621.
[139]
إعراب الحديث للعكبرى رقم 28.
تنبيهات على تحريفات وتصحيفات في كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
للحافظ أبي بكر نور الدين الهيثمي. ت: 807هـ
بقلم الدكتور: عاصم بن عبد الله بن إبراهيم
أستاذ مساعد بكلية الحديث الشريف بالجامعة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداًَ عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد: فإن كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) للحافظ أبيِ الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (بالمثلثة)(ت 807 هـ) يعد ديواناًَ عظيماًَ من دواوين السنة، وهو كتاب جامع نافع حوى ما زاد على الصحيحين والسنن الأربعة من مسند الإمام الحافظ أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت 241 هـ) ومسند الإمام الحافظ أبي يعلى الموصلي أحمد بن علي بن المثنى (ت 307 هـ) ، ومسند الحافظ الإمام أبى بكر البزار أحمد بن عمرو بن عبد الخالق (ت 292 هـ)، ومعاجم الإمام الحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (ت 360 هـ) الثلاثة: الصغير والأوسط والكبير. وحسبك في الثناء على الإمام الحافظ الهيثمي قول تلميذه الحافظ الشهير ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) فيه إنه "الإمام العلامة المسند المحدث الحافظ "[1] .
ولأهمية كتاب (مجمع الزوائد) وغزارته العلمية رأيت التنبيه على ما وقع [2] لكاتب هذه السطور من أخطاء وتصحيفات في (الرجال) في (المجمع) خدمة للعلم وأهله.
ولقد أوجزت القول فيها مكتفياً بذكر ما في (مجمع الزوائد) ثم بيان الصواب في ذلك وجزمت به أو رجحته بقولي (لعله) . وكما أن غير قليل من هذه التصحيفات- كما أشير أحياناً- لم يوجد لها تراجم في كتب الرجال فظهر لنا الصواب بمراجعة أصل المخطوط من (مجمع الزوائد) - وقد يكون ما في المخطوط موافقاً للمطبوع أيضاً وهو خطأ كما بينت- أو بمراجعة (مجمع البحرين في زوائد المعجمين) للحافظ الهيثمي، أو بمراجعة أصول كتب مجمع الزوائد أو زوائدها، أو بمراجعة كتب التخريج لحديث مجمع الزوائد فنجد النقل من أصل (المجمع) من المعاجم أو المسانيد على غير ما في المطبوع وهو الصواب لقرائن متعددة، ويزيد هذا تأكيداً حيث يُذكر حديث المجمع في ترجمة ما رأيناه صواباًَ وغير ذلك من الأدلة والقرائن ومع هذا فلا أدَّعي السلامة من الخطأ فإن وجدتَ خلاف ما ذكرتُ فأرجو أن تنبهني على الصواب.
وأما الطبعة التي اعتمدت عليها فهي مصورة عن الطبعة التي نشرها حسام الدين القدسي بمصر عام (1352 هـ) والموجود الآن- في علمي- مصور عنها. والجدير بالذكر أن (مجمع الزوائد) قد سبق أن طبعه العلامة المحقق صديق حسن خان (ت 1307 هـ) على نفقته في (مجلد واحد) في دلهي بالهند كما جاء في (معجم المطبوعات العربية)(ص 1903) .
وإليك أخي القاريء ما أردته من (تنبيهات) وقد رتبت لك الرواة على حروف المعجم، وإن أطلقت (المجمع) فالمراد (مجمع الزوائد) والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به وهو الهادي إلى الصواب.
حرف الألف
1-
جاء في "مجمع الزوائد"(7/ 139) : إبراهيم النخعي.
قلت: صوابه "أبو مالك النخعي "وانظر "المعجم الكبير"للطبراني (10/ 85) و "فيض القدير" للمنُاوي (5/323) ولكن وقع في الأخير مالك النخعي إذ سقطت كلمة "أبو". وانظر: "تهذيب التهذيب "(12/ 219- 220) .
2-
جاء في "المجمع "(9/ 132) : إسحاق بِن إبراهيم الضَّبي.
قلت: صوابه إبراهيم بن إسحاق الضّبي، كما جاء في "مجمع الزوائد"(2/57) و (8/ 72) وانظر "لسان الميزان "لابن حجر (1/ 30) .
3-
جاء في "المجمع "(4/325) : إسحاق بن سيد.
قلت: صوابه "إسحاق بن آسيد"بالفتح وهو من رجال التقريب (1/ 56) وانظر "مجمع البحرين في زوائد المعجمين "للهيثمي (4/ ق 325) مصورة الجامعة الإسلامية لكن وقع فيه إسحاق بن أسد وهو خلاف الصواب أيضاً.
4-
جاء في "المجمع "(1/ 250) أيوب بن سنان.
قلت: صوابه "أيوب بن سَيَّار"كما في "كشف الأستار عن زوائد البزار للهيثمي"(1/ 149) وانظر "مجمع الزوائد"(1/ 315)(و2/204) .
5-
جاء في "المجمع "(3/ 219) : أيوب بن محمد اليمامي.
قلت: صوابه "سليمان بن داود اليمامي" وانظر"ميزان الاعتدال"للذهبي (2/ 202) و (1/ 292) وراجع "مجمع الزوائد"(8/ 189) و (2/ 245) وغير ذلك.
حرف الباء
6-
جاء في "المجمع "(2/310) : بشير بن إبراهيم الأنصاري.
قلت: صوابه "بشر بن إبراهيم الأنصاري"وهكذا ورد في مواطن أخرى من "المجمع "انظر مثلاً (4/ 56/290) و (2/ 310) .
حرف التاء خال
حرف الثاء
7-
جاء في "المجمع "(4/ 151) : ثمان بن سعيد.
قلت: صوابه "اليمان بن سعيد "وانظر "إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل"لشيخنا العلامة محمد ناصر الدين الألباني (8/248) حيث ذكر حديث المجمع وسند الطبراني في الأوسط على ما صوبناه وانظر "ميزان الإعتدال "(4/460) .
حرف الجيم
8-
جاء في "المجمع "(84/1) : جارحة بن مصعب.
قلت: صوابه "خَاِرجة بن مصعب "وانظر "الكامل" لابن عدي (4/ ق 38) مصورة الجامعة وانظر"مجمع الزوائد"(3/139) و (10/331) حيث جاء ذكره على الصحيح.
9-
جاء في "المجمع"(9/288) : جرير بن عبد الله البجلي.
قلت: صوابه "جرير بن أيوب البَجَلي"انظر "تعجيل المنفعة"(ص 69) . وأما جرير بن أيوب البجلي فصحابي جليل شهير رضي الله عنه.
10-
جاء في "المجمع "(5/121) : جميع بن ثقت.
قلت: صوابه "جميع بن ثوب"وانظر "فيض القدير"(5/ 192) وراجع "المجمع"(5/287) و (2/190) حيث ذكره على الصحيح.
حرف الحاء
11-
جاء في "المجمع "(8/218) : حسن بن فرقد.
قلت: صوابه "جسر بن فرقد"وانظر "المعجم الكبير"(8/165) و"ميزان الإعتدال"(1/ 398) .
12-
جاء في "المجمع"(3/157) : الحسن بن رشيد.
قلت: صوابه "الحسن بن رُشَيد"وانظر "الميزان "(1/490) .
13-
جاء في "المجمع"(4/251) : حماد بن عبد الرحمن العكي.
قلت: صوابه "حماد بن عبد الرحمن الكلبي"إذ هو الراوي عن خالد بن الزبرقان كما في "الجرح والتعديل"(3/143) وانظر"مجمع الزوائد"(3/273) . والكلبي نسبة إلى كلب بن وبرة كما في "المغني" للفتني (ص66) .
14-
جاء في "المجمع "(9/156) : حماد بن عُمر.
قلت: صوابه "حماد بن عَمْرو"وذكره على الصواب في "المجمع"(9/317) وانظر "ميزان الاعتدال"(1/598) و" اللسان"(2/350) وغيرهما.
15-
جاء في "المجمع"(5/149) : حميد بن عبد الرحمن بن حماد بن أبي الخوار.
. قلت: صوابه "حميد بن حماد بن أبي الخُوار"حيث الذي في المجمع لم أجد له ترجمة. وانظر"تهذيب التهذيب"(3/37-38) . وقارنه بنقل الهيثمي عن ابن حبان وهو مما يؤيد تصويبنا.
16-
جاء في "المجمع"(86/10) : حميد مولى أبي علقمة.
قلت: صوابه "حميد مولى ابن علقمة "وهو من رجال التقريب (1/ 204) وانظر"التهذيب"(3/254) .
حرف الخاء
17-
جاء في "المجمع"(2/164) : خالد بن آدم.
قلت: صوابه "حامد بن آدم "كما في "مجمع البحرين"(1/ ق82) وانظر "المجمع"(9/111) و (1/37) وغيرهما.
18-
جاء في "المجمع"(4/159) : خالد بن يزيد الأموي.
قلت: صوابه "خالد بن عمرو الأموي"وانظر "المجروحين"لابن حبان (1/283) .
حرف الدال
19-
جاء في "المجمع"(5/104) داود بن بلال الأودي.
قلت: حديث "المجمع"في "مجمع البحرين"(4/ ق 394) وهذا إسناده، قال: حدثنا محمد بن شعيب ثنا عبد السلام بن ضمرة الداري ثنا الصباح بن محارب ثنا داود الأودي عن أبيه عن أبى هريرة فذكره، قال: لم يروه عن داود إلا الصباح.
قلت: لم يذكر في الإسناد أن داود هو ابن بلال كما هو صنيع الهيثمي. وكما أن داود الأودي الذي في السند هو داود بن يزيد الأودي وله رواية عن أبيه كما في "التهذيب"(3/205) وهو ضعيف كما في "التقريب"وأما داود بن بلال السعدي (بالسين) فذكره ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"(3/408) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال عنه ابن حبان:"مستقيم الحديث "كما في "التعليق على الجرح" للمعلمي رحمه الله وذكر أن ابن حبان ما قال فيه "السعدي".
قلت: وتوثيق ابن حبان هذا من أعلى درجات التوثيق عنده وانظر "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل"(1/437) و"الرد على التعقب الحثيث"للشيخ الألباني (ص 18- 21) والله أعلم.
حرف الذال خال
حرف الراء خال
حرف الزاي
20-
جاء في المجمع (9/122) : زكريا الأصبهاني.
قلت: لعل الصواب "زكريا الصهباني "بضم المهملة وسكون الهاء وبعدها موحدة كما في "المغني"(ص 47) وهو زكريا بن عبد الله بن يزيد الصهباني انظر: "ميزان الاعتدال"(2/73) و"الجرح والتعديل"(3/598) . ويوجد في "تاريخ أصبهان"لأبي نعيم (1/424) : زكريا بن يحي بن كثير الأصبهاني سكن مكة حدث عن ابن المقري ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. والله أعلم بحقيقة المراد.
21-
جاء في "المجمع"(6/8) : زياد بن سعيد.
قلت: صوابه "سعيد بن زياد"كما في "الميزان"(2/138) حيث ساق حديث المجمع.
22-
جاء في "المجمع"(5/؟) : زيغ أبو الخليل.
قلت: صوابه "بَزِيغ أبو الخليل"وهكذا جاء أيضاً في "المجمع"(10/199) .
حرف السين
23-
جاء في "المجمع"(7/189) : سالم بن سالم.
قلت: لعله "سلم بن سالم"البلخي وأما "سالم بن سالم الحمصي"فهو مخضرم أدرك وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كما في "الإصابة"(4/105) وانظر ترجمة سلم بن سالم البلخي في الميزان (2/185) واللسان (4/63-64) وغيرهما. وكما جاء في "المجمع"(3/170) سلم بن سالم كما صوبناه والله أعلم.
24-
جاء في "المجمع"(7/93) : سالم العلوي.
قلت: لم أجد له ترجمة ولعله "سلم بن قيس العلوي" وهو من رجال التقريب (1/314) والله أعلم.
25-
جاء في "المجمع"(7/ 171) : سعيد بن رزق.
قلت: صوابه "سعيد بن زَربي"كما في "المعجم الكبير"(10/101) وجاء في "فيض القدير"(3/385) في النقل عن الهيثمي سعيد بن زرقى وهو خطأ أيضاً.
26-
جاء في "المجمع"(7/164) : سلم بن إبراهيم الهجري.
قلت: صوابه "إبراهيم بن مسلم الهجري"كما في "الميزان"(1/66) حيث ذكر حديث المجمع. وجاء بهذا الوجه في "المجمع"(4/138) وغير ذلك.
حرف الشين
27-
جاء في "المجمع"(10/301) : شنار بن الحكم.
قلت: صوابه "بَشّار بن الحكم"كما في "الميزان"(1/309) حيث ذكر حديثه. وَشَّنار لم أجد له ترجمة.
حرف الصاد
28-
جاء في "المجمع"(6/119) : صالح بن بشير المذني.
قلت: صوابه "صالح بن بشير المري"كما جاء في "المجمع (8/621) وغيره. والمري بضم الميم وتشديد الراء كما في "التقريب" (1/358) وغيره.
حرف الضاد
29-
جاء في "المجمع"(1/259، 260) الضبي بن الأشعث.
قلت: صوابه "الصُّبَىُّ بن الأشعث"كما في "المعجم الكبير"للطبراني (2/ 10) . والذي في "مجمع البحرين"(1/ ق 43) كما في "مجمع الزوائد"والصحيح كما أثبتناه. وليس لما ذكر في المجمعين ترجمة وانظر "ميزان الاعتدال"(م/308) .
حرف الطاء خال
حرف الظاء خال
حرف العين
30-
جاء في "المجمع"(3/101) : عائذ بن سريج.
قلت: صوابه "عائذ بن شُرَيْح "(بالشين المعجمة والحاء المهملة) كما في ترجمته انظر "ميزان الاعتدال"(2/363) و"الجرح والتعديل"(7/16) .
31-
جاء في "المجمع"(5/ 225) : عبد الله بن إبراهيم بن خالد المصيصي.
قلت: صوابه "إبراهيم بن خالد المصيصي"كما في "مجمع البحرين"(2/ ق217) حيث ذكر حديثه وما ذكر في "المجمع"فليس له ترجمة.
32-
جاء في "المجمع"(9/ 172) : عبد الله بن عمر الواقفي.
قلت: صوابه "عبد الله بن عمر الواقعي"بالعين وهكذا في "المشتبه "للذهبي (ص 544) .
33-
جاء في "المجمع"(8/21) : عبد الله بن (مسد) البكرى.
قلت: هكذا جاء. ورسم والد عبد الله يقرب من سعد ثم ظهر لي من "مجمع البحرين"(2/ ق 262) أنه عبد الله بن يزيد. وانظر "المجمع"(5/268) .
34-
جاء في "المجمع"(3/ 80) : عبد الحليم بن عبد الله.
قلت: صوابه "حُكَيم بن عبد الله"كما في "مجمع البحرين"(1/ ق120) . والذي في المخطوطة من "مجمع الزوائد"(2/ ق181) - مصور من الجامعة الإسلامية- عبد الحكيم. وكما لم يتكلم عليه بشيء خلافاً لما في المطبوع، والصواب ما ذكرناه. وما في "مجمع الزوائد"ليس له ترجمة. وانظر "التقريب"(1/195) .
35-
جاء في "المجمع"(8/24) : عبد الحميد بن عبيد الله بن حمزة.
قلت: صوابه "عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة"كما في "مجمع البحرين"(3/ ق 221) وجاء في "المجمع"(6/ 251) كما صوبناه. وانظر "التقريب"(1/ 511) .
36-
جاء في "المجمع"(3/؟) : عبد الخالق بن يزيد.
قلت: صوابه "عبد الخالق بن زيد"وجاء في "المجمع"(5/135) و (6/255) على الوجه الصحيح وانظر "الجرح والتعديل"(6/37) .
37-
جاء في "المجمع"(4/286) : عبد الرحمن الوقاصي.
قلت: صوابه "عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي"كما ظهر من تخريج حديث "المجمع "في "إرواء الغليل"(6/259) حيث نقل الشيخ- حفظه الله- إسناد الطبراني.
38-
جاء في "مجمع الزوائد"(8/ 70) : عبد السلام بن هلال.
قلت: صوابه "عبد السلام بن هاشم"كما في "السلسلة الضعيفة" لشيخنا الألباني (2/56) . وانظر "أخبار أصبهان"(2/111) وأما ما في "فيض القدير"(6/126) فنقل كما هو في "المجمع". ولم أجد من الرواة من اسمه عبد السلام بن هلال وكذا حكى شيخنا ونبه على تصحيفه ويؤيد ما صوبناه أن الهيثمي ذكر الحديث في (8/68) كما ظهر لنا.
39-
جاء في "مجمع الزوائد"(9/ 384) : عبد الملك بن إبراهيم بن عنترة.
قلت: صوابه "عبد الملك بن هارون بن عنترة"كما في "مجمع الطبراني الكبير"(17/51) وله ترجمة في "الميزان"(2/ 666) وأما الأول فلم أجد له ترجمة مع شديد بحثٍ.
0 4- جاء في "المجمع"(8/17 و 28) : عُبيد الله بن عمرو أو ابن عمر القيسى.
قلت: لعل صوابه "عَبد الله بن عمرو"كما في "كشف الأستار"(1/397) و"المطالب العالية"لابن حجر (2/520) والله أعلم.
1 4- جاء في "المجمع"(4/332) : علي بن الفضل.
قلت: صوابه "عدي بن الفضل"كما في "كشف الأستار"(2/191) وقارنه بالميزان (3/49) .
42-
جاء في "المجمع"(4/246) : عمر بن إبراهيم بن وجيه.
قلت: لعل صوابه "عمر بن موسى بن وجيه"وله ترجمة في "الميزان"(3/225) وغيره. وجاء في "المجمع"(8/99) عُمير بالتصغير. وكما جاء فيه (2/266) عمرو. وجاء في "المجمع"(5/25 و29) على ما صوبناه والله أعلم.
43-
جاء في "المجمع"(6/272) : عمر بن راشد المدني الحارثي.
قلت: صوابه "عمر بن راشد المدني الجاري"(بالجيم والراء غير منقوطة بعدها ياء النسب) كما في "التهذيب"(7/446) وانظر "اللباب"(1/251) و"معجم البلدان"(2/93) و"الجرح والتعديل"(6/ 108) .
44-
جاء في "المجمع"(2/ 234) : عُمر بن عبد الجبار.
قلت: لعل الصواب "عَمرو بن عبد الجبار"وانظر "الميزان"(3/271) و"اللسان"(4/368) .
45-
جاء في "المجمع"(3/ 69) : عورك.
قلت: صوابه "غورك"(بالمعجمة) كما في "الميزان"(3/337) حيث ذكر حديث المجمع في ترجمته وأما ما في "مجمع الزوائد"(2/ ق 73) مصورة الجامعة و"مجمع البحرين"(1/ ق 119) فكما في المطبوع من "المجمع"ولم أجد ترجمة بهذا الاسم.
46-
جاء في "المجمع"(3/173) : عيينة بن عبد الرحمن القرشي.
قلت: صوابه "عَنْبَسة بن عبد الرحمن القرشي"كما في "فيض القدير"(1/554) و"الميزان"(3/ 302) . وانظر "تقريب التهذيب"(3/ 88) .
47-
جاء في "المجمع"(8/16) : عُيينة بن يقظان.
قلت: صوابه "عُتْبَةَ بن يقظان"كما في "الميزان"(3/28) . وانظر "التهذيب"(7/103) .
حرف الغين
48-
جاء في "المجمع"(8/215) : غسان بن ربعي.
قلت: لعل صوابه "غسان بن الربيع"وما ذكره الهيثمي ليس له ترجمة وأما ما صوبته فمترجم له في الميزان (3/334) وغيره.
حرف الفاء
49-
جاء في "المجمع"(5/262) : فرج بن يحيى.
قلت: لعل صوابه "فرح"(بالمهملة) ابن يحي كما في الميزان (3/345) و"اللسان"(4/432) . وأما في "ديوان الضعفاء"(ص 246) و"المغنى في الضعفاء"(2/509) ففي كليهما بالجيم كما في المجمع ولعل ما في "تبصير المنتبه"(3/1071) يؤيد ما رجحناه والله أعلم.
50-
جاء في "المجمع"(2/112) : الفضل بن الجبار.
قلت: صوابه "الفضل بن المختار"كما في "المعجم الكبير"(17/182) . وقد نبه على ذلك محققه أيضاً. وهكذا جاء في "المجمع"(1/244) وغيره.
51-
جاء في "المجمع"(3/195) : فهد بن عوف.
قلت: صوابه "زيد بن عوف"إذ فهد هو لقبه وزيد اسمه كما في "الميزان"(3/ 266) وغيره.
حرف القاف خال
حرف الكاف خال
حرف اللام خال
حرف الميم
52-
جاء في "المجمع"(3/30) : محسب.
قلت: لعل صوابه "محتسب"بالمثناة الفوقية وهو ابن عبد الرحمن أبو عائذ له ترجمة في "الميزان"(3/ 442) وغيره والله أعلم.
53-
جاء في "المجمع"(5/38) : محمد بن الحجاج الجمحي.
قلت: صوابه "محمد بن الحجاج اللخمِي"وهو المعروف بحديث الهريسة "أطعمني جبريل الهريسة أشد بها ظهري لقيام الليل "انظر الميزان (3/509) والمجروحين (2/195) . وذكره الهيثمي في "المجمع"(7/83) و (10/65) باللخمي كما صوبناه.
54-
جاء في "المجمع"(5/171) : محمد بن حفص الوصاني.
قلت: صوابه "محمد بن حفص الوصَّابِي"(بالباء) كما في "الميزان"(3/526) وغيره. وهكذا جاء في "المجمع"(6/254) .
55-
جاء في "المجمع"(4/285) : محمد بن حسن الأوصابِي.
قلت: صوابه "محمد بن حفص الأوصابي"السابق الذكر إذ تصحف اسم أبيه من حفص إلى حسن. والله أعلم.
56-
جاء في "المجمع"(5/269) : محمد بن الزبير الزبيدى.
قلت: صوابه "محمد بن المنذر الزبيرى"كما في "مجمع البحرين"(3/ ق 229) .
57-
جاء في "المجمع "(7/266) : محمد بن عبد الله بن يحي بن عروة.
قلت: صوابه "عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة " كما في "معجم البحرين"(4/ ق 415) .
58-
جاء في "المجمع"(2/161) : محمد بن قضا (بالمثناة الفوقية) .
قلت: صوابه "محمد بن فضاء"(بفتح الفاء والمعجمة مع المد) الجهضمي الأزدي"كما في "التقريب" (2/161) . وأما "محمد بن قضاء"بالقاف فهو وآخر متأخر عنه. وانظر "التهذيب" (9/ 400-401) .
59-
جاء في "المجمع"(8/88) : محمد بن كثير النهري.
قلت: صوابه "محمد بن كثير الفِهْري"(بكسر الفاء وسكون الهاء وفي آخرها راء نسبة إلى فهر بن مالك بن النضر بن كنانة) كما في "اللباب"(2/448) . وهو من رجال التقريب (2/203) .
60-
جاء في "المجمع"(5/326) : محمد بن لهيعة العطار.
قلت: صوابه "محمد بن جامع العطار"كما في "مجمع البحرين"(2/ ق 232) .
61-
جاء في "المجمع"(9/51) : محمد بن محبب.
قلت: صوابه "محمد بن مجيب "(بالجيم على وزن مطيع) كما في "تاريخ بغداد"(3/298) حيث ساق حديث المجمع في ترجمته. وانظر "التقريب"(2/204) . وليس له رواية عند الستة وهو متروك أما محمد بن محبب بموحدتين فثقة كما في "التقريب"(2/204) .
62-
جاء في "المجمع"(6/232) : محمد بن مسلمة بميمين بن كهيل.
قلت: لعل صوابه "محمد بن سلمة"(بسين) كما في مصادر ترجمته. وانظر"الميزان"(3/568) و"الجرح والتعديل"(7/ 276) وغيرهما. ولقد وقع في "اللسان"(5/183) اسم جده جهل.
63-
جاء في "المجمع"(2/298) : محمد بن يونس الحمال" (بالمهملة) .
قلت: صوابه "محمد بن يونس الجمال"كما في "التقريب"(2/222) .
64-
جاء في "المجمع"(8/191) : مسكين بن سراج.
قلت: صوابه "سكين بن أبى سراج"كما في "ميزان الاعتدال"(2/174) وأما ما في "مجمع البحرين"(3/ ق 259) فهو خطأ كما في "مجمع الزوائد"ولم أجد ترجمة بهذا الاسم وبان لنا الصواب من "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(2/608) لشيخنا الألباني حيث ساق إسناد الطبراني.
65-
جاء في "المجمع"(1/146) : موسى بن عمران الحضرمي.
قلت: لعل صوابه "موسى بن عثمان الحضرمي"وانظر "الميزان"(4/14) .
66-
جاء في "المجمع"(8/114) : موسى بن علي الخشني.
قلت: صوابه "مسلمة بن علي الخشني"وبهذا ذكره في المجمع (1/201 و287) و (5/93) وغير ذلك وانظر "الميزان"(4/109) وهو من رجال التقريب (2/ 249) .
67-
جاء في "المجمع"(3/142) : الميباح بن بسطام.
قلت: لم أجد له ترجمة ويبدو لي أنه "الهياج بن بسطام" وهو من رجال التقريب (2/325) .
حرف النون
68-
جاء في "المجمع"(10/229) وفيه: النصر بن محرز.
قلت: صوابه "النضر"(بالضاد بالمعجمة) ابن محرز كما في "الميزان"(4/262) حيث ذكر حديث المجمع وانظر "الجرح والتعديل"(8/480) وغيره من مصادر ترجمته.
حرف الهاء خال
حرف الواو
69-
جاء في "المجمع"(7/ 54) : الوليد بن عداس المصري شيخ الطبراني.
قلت: صوابه "الوليد بن العباس المصري شيخ الطبراني"وهو من رجال الميزان (4/340) وانظر "اللسان"(6/223) وكما ذكره الهيثمي على الوجه الذي صوبناه في (10/245) من "مجمع الزوائد". وليس للوليد بن عداس ترجمة والله أعلم.
حرف الياء
70-
جاء في "المجمع"(4/118) : يحيى بن أحمد الكوفي الأحول.
قلت: لعله "أحمد بن يحي الكوفي الأحول"وله ترجمة في "الميزان"(1/ 62) . وغيره وأما ما ذكره الهيثمي فلم أجد له ترجمة.
71-
جاء في "المجمع"(10/ 111) : يحي بن إسحاق بن طلحة.
قلت: يبدو لي أنه "إسحاق بن يحي بن طلحة"وذكره في نفس الصفحة بهذا الوجه والله أعلم.
72-
جاء في "المجمع"(4/18) : يحي بن الحسن الخشني.
قلت: يبدو لي أنه "الحسن بن يحي الخشني"حيث هو ضعيف وقد وثقه جماعة. كما قال الهيثمي. انظر "التهذيب"(2/ 326) . وراجع "المجمع"(1/249) . وأما يحي بن الحسن الخشني فلم أجد له ترجمة.
الكنى
73-
جاء في "المجمع"(9/ 386) : أبو عبيدة بن الفضل.
قلت: صوابه "أبو عبيدة بن الفضيل"وانظر "اللسان"(7/79) . و"الميزان"(4/549) و"المجمع"(10/205) .
74-
جاء في "المجمع"(15/382) : أبو علي بن أبي سارة.
قلت: صوابه "علي بن أبي سارة"كما في "مسند أبي يعلى"(1/ ق 166) مصورة عن نسخة الشيخ بديع الدين الراشدي. باكستان.
75-
جاء في "المجمع"(6/291) : أبو معاذ سليم بن أرقم.
قلت: صوابه "أبو معاذ سليمان بن أرقم"كما في "الميزان"(4/574) والتهذيب (4/168) وانظر "المجمع"(5/92) و (4/286) وغير ذلك.
76-
جاء في "المجمع"(5/171) : سليم بن أرقم الزهري.
قلت: صوابه "سليمان بن أرقم"عن الزهري- وهو السابق- لأن سليمان يروي عن الزهري كما في "التهذيب"(4/168) وغيره.
77-
جاء في "المجمع"(4/151) : أبو مسعر.
قلت: صوابه "أبو معشر"وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي صاحب المغازي- كما في "المسند"لأحمد (2/351) .
وبهذا انتهى ما أردت فما كان صواباً فمن الله وما كان خطأَ فمن نفسي وأستغفر الله منه والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
…
ثبت المصادر والمراجع
المصادر المطبوعة:
1 -
إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، محمد ناصر الدين الألباني. علامة محدث معاصر طبع المكتب الإسلامي. بيروت. الطبعة الأولى 1399 هـ- 1979 م.
2-
الإصابة في تمييز الصحابة. لابن حجر العسقلانى (ت 852 هـ) . نشر مكتبة المثنى بغداد. 1389 هـ.
3-
تاريخ بغداد. للخطيب البغدادي. أحمد بن علي بن ثابت (ت 463 هـ) . مطبعة السعادة. مصر. الطبعة الأولى عام 1349 هـ- 1931م
4-
تبصير المنتبه بتحرير المشتبه. لأحمد بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) . تحقيق علي البجاوي ومحمد النجار. طبع الدار المصرية للتأليف والترجمة بمصر.
5-
تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة. لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) طبع دائرة المعارف العثمانية. حيدر آباد الدكن الهند. عام 1324 هـ.
6-
تقريب التهذيب. لابن حجر العسقلاني. بتعليق عبد الوهاب عبد اللطيف. نشر المكتبة العلمية. بالمدينة المنورة. طبع مصر.
7-
التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل. للمعلمي اليماني. بتحقيق الألباني. توزيع إدارات البحوث العلمية بالرياض.
8-
تهذيب التهذيب. لابن حجر العسقلاني. دار صادر. بيروت عن طبعة حيدر آباد بالهند. سنة 1327 هـ
9-
الجرح والتعديل. لعبد الرحمن بن أبي حاتم (ت 327 هـ) . طبع حيدر آباد الدكن. بتصحيح عبد الرحمن بن يحي المعلمي.
10-
ديوان الضعفاء والمتروكين وخلق من المجهولين وثقات فيهم لين. لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ) بتحقيق حماد الأنصاري. مكتبة النهضة الحديثة. مكة المكرمة عام 1387 هـ.
11-
ذكر أخبار أصبهان. لأبى نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430 هـ) . طبع ليدن. بريطانيا عام 1934م.
12-
الرد على تعقيب الحثيث. للألباني. مطبعة الترقي. دمشق عام 1377 هـ.
13-
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ على الأمة. للشيخ محمد ناصر الدين الألباني. المجلد الثاني. طبع بيروت. المكتب الإسلامي.
14-
سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها. للألباني. المكتب الإسلامي. بيروت. لبنان.
15-
فيض القدير شرح الجامع الصغير. لمحمد عبد الرؤوف المناوي (ت 1031 هـ) . دار الموقف للطباعة والنشر. بيروت. طبعة ثانية 1391 هـ 1972م.
16-
كشف الأستار عن زوائد البزار. لعلي بن أبى بكر الهيثمي (ت 807 هـ) . "بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي"دار الرسالة. بيروت. لبنان عام 1399 هـ.
17-
اللباب في تهذيب الأنساب. لعلي بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير (ت 630 هـ) . طبع دار صادر. بيروت.
18-
لسان الميزان. لابن حجر العسقلاني. مصورة عن دائرة المعارف العثمانية. حيدر آباد الدكن. الهند عام 1331 هـ.
19-
المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين. لمحمد بن حبان البستي ت 354 هـ تحقيق محمد إبراهيم زيد. دار الوعي بحلب.
20-
مسند أحمد بن حنبل (ت 241 هـ) تصوير المكتب الإسلامي. ودار صادر. بيروت عام 1389 هـ- 1969م.
21-
المشتبه في أسماء الرجال. للذهبي. طبع بريل. ليدن 1863 م.
22_
المطالب العالية في زوائد المسانيد الثمانية. لابن حجر العسقلاني. بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي. نشر دار الكتب العلمية. بيروت.
23-
معجم البلدان. لياقوت الحموي (ت 626 هـ) . تصوير بيروت.
24-
المعجم الكبير. سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ) بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي. طبع وزارة المعارف العراقية.
25-
المغني في أسماء الرجال. لمحمد بن طاهر الفتني (ت 986 هـ) . دار نشر الكتب الإسلامية. لاهور. باكستان. طبعة أولى 1393 هـ.
26-
المغني في الضعفاء. للذهبي. بتحقيق نور الدين العتر. دار إحياء التراث. بيروت. الطبعة الأولى 1391 هـ.
27-
ميزان الاعتدال. للذهبي. طبع البابي الحلبي. دار إحياء الكتب العربية. مصر. بتحقيق البجاوي. طبعة أولى عام 1382 هـ- 1963م.
المصادر المخطوطة:
1 -
الكامل لعبد الله بن عدي (ت 365 هـ) مصور بالجامعة الإِسلامية بالمدينة.
2-
مجمع البحرين في زوائد المعجمين. للهيثمي. مصور عن مكتبة الحرم المكي. بالجامعة الإِسلامية بالمدينة.
3-
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. لعلي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ) مصور لدى الجامعة الإسلامية عن المكتبة المرادية.
4-
مسند أبى يعلي الموصلي (ت 307 هـ) . مصور عن نسخة الشيخ بديع الدين الراشدي. حيدر آباد 0 السند. باكستان.
5-
المعجم المؤسس للمعجم المفهرس. للحافظ ابن حجر العسقلاني. مصورة الجامعة الإِسلامية.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]
انظر مقدمة (مجمع الزوائد) صورة ما كتبه الحافظ بن حجر العسقلاني. رحمه الله. وانظر (المعجم المؤسس للمعجم المفهرس)(ق 185) مصورة الجامعة الإسلامية بالمدينة.
[2]
ولعل الله يسر لي أو لغيري التنبيه على غيرها وعلى ما في المتون أيضاً وترفق في طبعة أخرى للمجمع على أقل الأحوال إن لم يطبع بتحقيق وإخراج جديد متقن.
الرابط وَأثَره في التراكيب في العربية
للدكتور حمزة عبد الله النشدتي
أستاذ مساعد بكلية الشريعة
يمتاز الأسلوب العربي بقوة العلاقة بين جمله، والترابط بين أجزائه، فالترابط يحدد أبعاد المعنى ويرفع منه كل لبس وإبهام لآن الربط قائم بين جزء في الجملة الاسمية والفعلية، والجملة بأنواعها: شرطية أو حالية أو صلة أو صفة لابد من وجود ما يربطها بسابقها.
والرابط في التركيب اللغوي متعدد في أنواعه مختلف في اتجاهاته فقد عرف النحاة الضمير رابطاً، وهذا النوع لكونه أصل كل رابط فقد اتسع استخدامه وامتدت دائرته فتجده في الصفة المشبهة رابطاً، وفي التوكيد والبدل كما تجده في الظروف والجار والمجرور، وأكثر ما تجده في الجمل الخبرية والحالية وجملة الصفة.
وقد شهد التركيب اللغوي أنماطاً أخرى من الروابط فقد وقع في اللغة الربط بالاسم الظاهر، وباسم الإشارة، كما وقع الربط بالمعنى والعموم والخصوص، والعمل. وجوانب كثيرة سيكشف عنها هذا البحث.
لقد تمسك الكوفيون ببعض الأمثلة واتخذوها أساساً لجواز الربط بأل من ذلك قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} . فرأى الكوفيون أن: "أل"في المأوى رابطة حلت محل الضمير، والأصل مأواه، ولم يرتضى ذلك جمهور النحاة فالتناوب بين الاسم والحرف قبيح.
وقد يجتمع في الجملة أكثر من رابط. ألا ترى أن جملة الحال قد تربط بالواو والضمير معاً؟ ففي قوله تعالى: {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} الجملة الحالية ربطت بالواو والضمير معاً. وجملة جواب الشرط قد تربط بالفاء والضمير معاً. اقرأ قول الله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ} . فجملة فإني أعذبه وقعت جواباً للشرط وفيها الربط بالضمير الذي يعود على المبتدأ كما أن في الجواب رابطاً آخر هو الفاء.
وجملة جواب الشرط قد تجتمع فيها بالفاء وإذا رابطتين لتأكيد وتقوية الربط ففي قوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} ربطت جملة الجواب بالفاء وإذا.
والربط في الأسلوب العربي ليس مقصوراً على هذه الروابط اللفظية. إذ الجملة قد تخلو منه إلا أن ارتباطها بما قبلها موجود وقائم حتى لا يصبح التركيب مبتوراً وغير مترابط فقد تكون الجملة الثانية مؤكدة، أو مفصلة أو معللة
…
وشاعرنا العربي عندما بنى قصيدته فإن أبياتها لم تكن مجرد سرد بيت تلو آخر، وإنما تحكمت فيه العاطفة ممزوجة بالفكرة فجاءت الأبيات مرتبطاً بعضها ببعض حتى أصبحت القصيدة بناءً كاملاً مترابطاً. فالبيت قد يربط بسابقه بعلاقة التوكيد أو التعليل أو الإجابة عن تساؤل أو
…
ومما يدلنا على أن الشعراء كانوا يراعون الترابط في القصيدة الواحدة قول أحدهم للآخر: أنا أشعر منك فقيل له وكيف؟ فقال: لأني أقول البيت وأخاه وأنت تقول البيت وابن عمه. وهذا النوع من الروابط له مجاله ومباحثه لأن هذا البحث قد دار حول الرابط اللفظي الذي كثر دورانه على ألسنة النحاة.
ولكي يستفيد القارئ فإني قد حددت أنواع الرابط، ثم أشرت إلى مجال استخدام كل واستعماله. فمثلاً الربط بالعموم والخصوص حددت مجاله في تنازع العاملين، والربط بأل حددت مجالاته في الصفة المشبهة والخبر، والربط بالاسم الظاهر حددته في الجملة الخبرية وجملة الصلة والتوكيد.
والمتتبع لجوانب هذا البحث سيدرك بمشيئة الله مدى المعاناة التي بذلت في جمع شتات هذا الموضوع وتحديد معالمه ومناقشة آرائه.
نرجو الله أن ينفع به.. إنه سميع مجيب.
أولاً: الربط بالضمير
لما كان الأصل في الرابط أن يكون بالضمير فقد كثر دورانه في لغة العرب رابطاً للجملة بما قبلها، ورابطاً للاسم بما قبله، وقد وقع الربط به مذكوراً ومحذوفاً. ولكون الربط بالضمير هو الأصل ذكر النحاة أن الظاهر قد يحل في الربط محل الضمير.
والأصل في الجملة أن تكون كلاماً مستقلاً غير أنك إن قصدت جعلها جزءاً من كلام فلا بد من رابطة تربطها بالجزء الآخر. وهذه الرابطة هي الضمير إذ هو موضوع لمثل هذا الغرض، فبدونه يصبح الأسلوب مبتوراً غير مستوف ولا تُحَصَّلُ منه فائدة.
ومن الأشياء التي تربط بالضمير:
الجملة الخبرية:
تقع الجملة الخبرية اسمية وفعليةً وشرطيةً. وكل هذا لابد فيه من رابط يعود على المبتدأ لئلا تقع أجنبية عن المبتدأ [1] ففي قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَة} [2] وقع الخبر جملة فعلية وقد ربطت بالضمير، كما أن قولنا: القرآن حفظه مغنم وقع الخبر جملة أسمية وقد جاء الربط بالضمير.
وجملة الشرط على الخلاف بين النحويين: هل الخبر فعل الشرط أو الجواب أو هما معاً؟ فإن الضمير لابد من وجوده رابطاً للجملة بالمبتدأ.
ففي قوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه} [3] اشتمل فعل الشرط والجواب على رابط هو الضمير يعود إلى المبتدأ، وفي قوله تعالى:{وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} [4]، الربط موجود بالضمير في "به"وفي قوله تعالى:{فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُه} [5] في فعل الشرط ضمير الفاعل يعود على من، وضمير المفعول به في الجواب يعود على المبتدأ.
والضمير لكونه الأصل في الربط فقد جاء الربط به مذكور، ومحذوفاً ومن الربط بالضمير محذوفاً قوله تعالى:{وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى..} [6] يرفع كل وذكر الفراء أن الضمير قد يحذف قياساً [7] . وذلك إذا كان الضمير مفعولاً به والمبتدأ كل مثل قوله الشاعر:
على ذنباً كُلُّهُ لم أصنع [8]
قد أصبحت أمُّ الخيار تدّعي
وجملة الخبر إذا كانت نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج إلى رابط نحو"هو الله أحد"إذا قدر هو ضمير شأن فهو مبتدأ والله أحد جملة هي خبر المبتدأ. وهي عين المبتدأ في المعني لأنها مفسرة والمفسر عين المفسر [9] والجملة إذا كانت نفس المبتدأ فإنها بمثابة المفرد [10] .
شبه الجملة:
ويقع الخبر ظرفاً وجاراً ومجروراً ويتعلقان بمحذوف وجوباً ثم قيل: الخبر نفس الظرف والمجرور وحدهما. وقيل: هما ومتعلقهما والمتعلق جزء من الخبر واختاره الرضى. وذكر ابن هشام: أن الخبر هو المتعلق. واختلف في التقدير فقال الأخفش والفارسي والزمخشري: "التقدير كان أو استقر"والصحيح عند جمهور البصريين: "أن تقديره كائن لا كان أو استقر". وعلى القول بأن لهما متعلقاً تقديره كائن أو كان فإن الظرف والجار والمجرور بهما رابط يربطهما بالمبتدأ وسواءًَ أكان الضمير مستكناً في المتعلق أو انتقل إلى الظرف فالرابط موجود [11] .
ثانياً: جملة الصلة وشبهها
جملة الصلة:
تتميز الموصولات الاسمية عن الحرفية بأن الاسمية لابد في صلتها من كائن يعود إلى الموصول ليحصل به الربط بين الموصول وصلته. فالصلة بعائدها يوضحان مفهوم اسم الموصول.
والموصول إن طابق لفظه معناه فلا إشكال في مطابقة العائد لفظاً ومعنى، وإن خالف لفظه معناه بأن يكون مفرد اللفظ مذكراً وأريد به غير ذلك نحو من، وما ففي العائد وجهان: مراعاة اللفظ وهو الأكثر مثل قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْك} [12] .
ويجوز اعتبار المعنى مثل قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْك} [13] ومثله قول الشاعر:
نَكُنْ مثلَ من يا ذئبُ يصطحبان [14]
تَعَشَّ فإن عاهَدْتَني لا تخونُني
وقد اجتمع الأمران في قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} [15] فقد أفرد الضمير في قوله {يُطِعِ} و {يُدْخِلْهُ} باعتبار لفظ من، وجمع الوصف الواقع حالاً من ضمير يدخله باعتبار معناه [16] .
الصلة بشبه الجملة:
وتقع صلة الموصول شبه جملة وهي نوعان:
الأول: الظرف والجار والمجرور. وتعلقهما باستقر محذوفاً وجوباً فبذلك أشبها الجملة [17] ، والعائد ضمير في المتعلق مطابق لاسم الموصول.
الثاني: الصفة الصريحة الخالصة للوصفية. وتقع صلة لأل الموصولة وهذه الصلة اسم لفظاً [18] فعل معنى، ومن ثم حسن عطف الفعل عليها نحو قوله تعالى:{فالمغيرات صبحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً} [19] وقوله: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} [20] .
ويلزم في عائد أل الموصولة اعتبار المعنى نحو الصائم والصائمة والمصدقين والمصدقات.
جملة الحال:
تقع الحال جملة وشبه جمله. وتربط في الأصل بالضمير. وقد تربط بالواو أو بهما وسيأتي حديث لاحق عن الربط بالواو، وفي هذا الجزء سنتناول الجمل التي يتعين ربطها بالضمير فقط. وهذه الجمل هي:
الأولى: أن تبدأ الجملة بمضارع مثبت غير مسبوق بقد مثل قوله تعالى: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [21] فجملة تستكثر حال من فاعل تمنن، ولم تقترن بالواو لأنه يشبه اسم الفاعل في الوزن والمعنى والواو لا تدخل اسم الفاعل فكذلك ما أشبهه.
الثانية: الجملة الواقعة بعد عاطف مثل قوله تعالى: {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} [22] فجملة {أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} حالية وقد ربطت بالضمير {هُمْ}
الثالثة: المؤكدة لمضمون الجملة السابقة مثل قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} فجملة لا ريب فيه. جملة حالية مؤكدة لمضمون الجملة السابقة [23] . وهي ذلك الكتاب. وقد جاء الربط بالضمير في كلمة {فِيهِ} وكون الجملة الحالية مؤكدة لأن الأولى تفيد أن الكتاب في قمة الكمال فهو مبرأ من كل ريب.
الرابعة: الجملة الفعلية المصدرة بماض تال إلا مثل قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَاّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [24] فجملة كانوا به يستهزئون حال من الهاء والميم في يأتيهم ولا تقترن بالواو عند ابن مالك.
الخامسة: الجملة الفعلية المصدرة بماض متلو بأو. مثل لأضربنه ذهب أو مكث. فجملة ذهب حال من الماء وهي متلوة بأو فلا تقترن بالواو لأنها في تقدير شرط أي إن ذهب وان مكث، وفعل الشرط لا يقترن بالواو فكذلك ما كان في تقديره.
السادسة: المضارع المنفي بلا مثل قوله تعالى: {وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ} [25]{مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ} [26]، وقوله:{مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ} [27] .
السابعة: المضارع المنفى بما كقول الشاعر:
فمالَكَ بعد الشَّيْبِ صَبًّا مُتَيَّماً [28]
عَهْدتُكَ مَا تصبُو وفيكَ شبيبة
فجملة ما تصبو: خالية من ضمير الخطاب في عهدتك وجاء الربط بالضمير في تصبو.
وقد ورد دخول الواو مع الضمير في قولهم: قمت وأصلك وقد يخرج على تقدير مبتدأ، ومثله قوله تعالى:{فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانّ} [29] بتخفيف النون، فقد خرج ابن مالك [30] الآية على حذف المبتدأ إلا أن ابن الناظم جعل ترك الواو قبل لا أكثر فعنده تكون لافية دون النهي لثبوت نون الرفع فتكون الواو للحال [31]، وقد رأى ابن عصفور أن تكون الواو للحال دخلت على المضارع مباشرة شذوذاً ويرده وروده في التنزيل الكريم في هذه الآية وفي قوله تعالى:{وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا} [32] ولا ينبغي أن يخرج القرآن على الشذوذ.
وذكر أبو البقاء في قراءة التخفيف أن "لا"يجوز [33] أن تكون ناهيةً وحذفت النون الأولى من الثقيلة تخفيفاً، ولم تحذف الثانية لأنه لو حذفها لحذف نوناً محركة واحتاج إلى تحريك الساكنة، وحذف الساكنة أقل تغيراً، وعلى هذا تكون الواو عاطفة كما أجاز أبو البقاء أن تكون لا نافية والواو عاطفة لا واو الحال، وصح عطف الخبر على الأمر لأنه في معنى الطلب، كما عطف الطلب في قوله تعالى:{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [34] على الخبر الذي في معناه في قوله تعالى: {لا تَعْبُدُونَ إِلَاّ اللَّهَ} .
الحال شبه الجملة:
وتقع الحال شبه الجملة: ظرفاً أو جاراً ومجروراً تامين، ويربطان بالضمير المستكن في المتعلق ففي مثل: رأيت الهلال بين السحاب. بين ظرف مكان في موضع الحال من الهلال.
وفي قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِه} [35] الجار والمجرور وهو {فِي زِينَتِه} في موضع الحال من فاعل خرج العائد على قارون.
والظرف والجار والمجرور الواقعان حالين يتعلقان بمحذوف وجوباً تقديره مستقر [36] ، أو استقر وكون المتعلق مقدر بالمفرد أو الجملة فالرابط موجود وهو الضمير المستكن في المتعلق.
جملة الصفة:
توصف النكرة بجملة مكونة من فعل وفاعل [37] أو مبتدأ وخبر أو مكونة من شرط أو جزاء كما توصف بالظرف والجار والمجرور. وكل هذه الصفات لابد فيها من رابط يعود إلى الموصوف، وإنما اشترط هذا الرابط ليحصل بذلك الربط اتصاف الموصوف بمضمون الصفة [38] فيحدث التخصيص والتعريف المطلوب. فإذا قلت: مررت برجل قام عمرو لم يكن الرجل متصفاً بقيام عمرو بوجه فلا تخصص به. فإذا قلت: قام عمرو في داره صار الرجل متصفاً بقيام عمرو في داره.
فمن الوصف بالجملة قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّه} [39] فجملة ترجعون في موضع نصب صفة لـ {يَوْماً} وقد وقع الربط بالضمير المذكور وهو {فِيهِ} والرابط في جملة الصفة قد يحذف. قال الشاعر:
عاراً عليك ورُبَّ قتلٍ عارُ [40]
أن يقتلوك فإن قتلك لم يكن
فالرابط محذوف من جملة الصفة والتقدير هو عار، ومن العائد المحذوف قوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} [41] أي لا تجزى فيه. وهل حذف الجار والمجرور معاً أو حذف الجار وحده فانتصب الضمير واتصل بالفعل، ثم حذف منصوباً قولان الأول عن سيبويه والثاني عن الأخفش [42] .
الصفة بشبه الجملة:
كما وقع الظرف والجار والمجرور التامان حالين فإنهما يكونان في موضع الصفة أيضاً ففي مثل: قرأت كتاباً في التفسير. الجار والمجرور قد خصص الكتاب وضيق دائرة عمومه فهو في موضع الصفة المجيئة بعد النكرة.
وفي مثل رأيت نجماً بين السحاب. ظرف المكان هنا في موضع الصفة لنجماً. والظرف والجار والمجرور يتعلقان بمحذوف وجوباً تقديره مستقراً أو استقر وعلى كلا الأمرين فالرابط موجود وهو الضمير المستكن والمستقر في المتعلق المحذوف.
جملة الشرط والجواب:
من خلال تتبعي لكثير من الأساليب العربية المشتملة على الجملة الشرطية وجدت أن اسم الشرط إذا وقع مبتدأ أو وقع مفعولاً به فإن جملة الشرط أو الجواب تشتمل على ضمير يعود إلى المبتدأ، وإذا كان اسم الشرط مفعولاً به فإن جملة الجواب تشتمل على ضمير يعود على المفعول به المتقدم.
فعندما نقرأ قول الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [43] نجد أن اسم الشرط وقع مبتدأ فجاء الفعل في يطع، وأطاع: مشتملين على ضمير يعود إلى "من".
وما ذكرته في الآية الكريمة نجده في قوله تعالى: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} [44]، ومنه قوله تعالى:{فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ} [45] ففي الفعل يكفر ضمير يعود على من، والضمير في "أعذبه"الأول يعود على من وعندما نقرأ قول الله تعالى:{وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّه} [46] نجد أن اسم الشرط وقع مفعولاً به مقدماً فاشتمل الجواب فقط على ضمير يعود على "ما"وهو الضمير في "يعلمه"وما ذكرته في هذه الآية نجده في قوله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ} [47] ومنه قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} [48] . فالضمير المجرور يعود على آية المفسرة لما. ومن ذلك قوله تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [49] فالضمير المجرور في جملة الجواب يعود إلى خبر المفسر للمفعول به المتقدم.
الجملة المفسرة لعامل الاسم المشتغل عنه:
تقع الجملة مفسرة لعامل الاسم المشتغل عنه. وهذه الجملة تحتاج إلى ربط يربطها بالاسم المبتدأ وهو المشغول عنه. مثل كتاب الله حفظته. ورابط هذه الجملة لابد من وجوده، وحذفه قبيح [50] .
ألفاظ التوكيد:
من ألفاظ التوكيد: كل وجميع وكلا، وكلتا، والنفس والعين. وتربط هذه الألفاظ بالضمير المذكور ليحصل الربط بين التابع والمتبوع. نحو جاء محمد نفسه، والمحمدان كلاهما، والقوم كلهم أو جميعهم.
ولما كان وجود الضمير في ألفاظ التوكيد لازماً فقد ردَّ قول الهروي عندما أعرب جميعاً على الحال في قولهم جاء القوم جميعاً وأعربها توكيداً في قولهم جاء القوم جميع. فقد أعرب جميعاً في المثال الثاني توكيداً مع خلوه من العائد فكان مردوداً.
وقريب من هذا قول الفراء والزمخشري في إعراب: "كلَاّ"توكيداً في قراءة بعضهم إنا كلا فيها [51] .. ونقف عند الآية الكريمة لنرى ما فيها من آراء. ثم نصل بعدها إلى رأي مرضٍ:
يرى الفراء والزمخشري وابن عطية أن "كلَاّ"توكيد والرابط محذوف فيكون التقدير إنا كلنا، ولعلهم استدلوا بقول الله تعالى:{خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} [52] ، وقد رد ابن مالك حذف الضمير استغناء [53] بنية الإضافة، كما أعرب النحاة كلمة {جَمِيعاً} في الآية حالاً.. قد منع الزمخشري [54] إعراب "كلَاّ"حال وقد تقدمت على عاملها الظرفي وهو كلمة فيها.
وهذا الذي منعه الزمخشري أجازه الأخفش وارتضاه ابن مالك.
يقول ابن مالك [55] : "والقول المرضي عندي. أن "كلَاّ"في القراءة المذكورة منصوب على أن الضمير المرفوع المنوي في "فيها" وفيها هو العامل وتقدمت الحال عليه مع عدم تصرفه كما قدمت في قراءة بعضهم: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [56] .
واختار أبو حيان وغيره من النحاة أن تعرب "كلَاّ"بدلاً من اسم إن. لأن كلا يتصرف فيها بالابتداء والنواسخ وغير ذلك. وإذا كانوا قد تأولوا حولاً أكتعاً، ويوماً أجمعاً، على البدل مع أنها لا يليان العوامل فأولى بذلك "كلَاّ"
وإذا كان اتجاه أبى حيان [57] في إعراب الآية أن تكون "كلَاّ"بدلاً فهي بدل من اسم إن وهو الضمير في إنا. وإبدال الظاهر ِمن ضمير الحاضر بدل كل جائز إذا كان مفيداً للإحاطة كقوله تعالى: {تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا} [58] وهنا لا نحتاج إلى ضمير لأن بدل الكل لا يحتاج إلى ضمير [59] ..
وقد ذكر سيبويه أن ألفاظ التوكيد كلمة "عامة"جاء الجيش عامته والقبيلة عامتها، والهندات عامتهن فتربط بالضمير. وقد خالف في ذلك المبرد فجعلها بمعنى أكثرهم فتكون بدل بعض من كل [60] .
بدل البعض وبدل الاشتمال:
أ - بدل البعض:
بدلُ البعض هو بدل الجزء من كله قليلاً كان ذلك الجزء أو مساوياً أو أكثر وهذا النوع لابد فيه من الرابط وهو الضمير ليربط البعض بكله [61] كقوله تعالى: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُم} [62] فكثير بدل بعض من كل وقد ربط هذا البدل بالضمير.
ب - بدل الاشتمال:
هو بدل شيء من شيء يشتمل عامله على معناه كأعجبني الكتاب عرضه فعرضه بدل اشتمال من الكتاب ربط بالضمير، ومنه قوله تعالى:{يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِي} [63] .
وقد اشترط أكثر النحاة وجود الضمير في بدل البعض وبدل الاشتمال غير أن ابن مالك رأى أن وجوده أكثر فلم يشترط..
فقد جاء في شرح الكافية الشافية: واشترط أكثر النحويين مصاحبة بدل البعض والاشتمال ضميراً عائداً على المبدل منه. والصحيح عدم اشتراطه لكن وجوده أكثر من عدمه [64] .
وهكذا ذهب ابن عصفور [65] فقد ذكر أنه لا يأتي دون ضمير إلا قليلاً.
فمن شواهد الاستغناء. قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} [66] فقد رأى ابن مالك وابن عصفور أن "من"بدل بعض من كل وقد خلا البدل من الرابط وهو الضمير.
ومن شواهد بدل الاشتمال الخالي من الرابط قوله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ} [67] وفي قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ
…
} آراء واتجاهات في "من"فقد ذهب أكثر النحاة إلى أن "من"بدل بعض من كل فتكون موصولة في موضع جر والعائد محذوف. والتقدير من استطاع إليه سبيلاً منهم. وذكر ابن عصفور أن الضمير قد حذف [68] للعلم به.
وقال الكسائي [69] : "من شرطية فتكون في موضع رفع بالابتداء. ويلزم حذف الضمير الرابط لهذه الجملة بما قبلها وحذف جواب الشرط إذ التقدير. من استطاع إليه سبيلاً منهم فعليه الحج، أو فعليه ذلك. فقد رأى أن حذف جواب الشرط لفهم المعنى أحسن من حذف الضمير من البدل". وقد استحسن ابن عصفور هذا الرأي. والوجه الأول أولى لقلة الحذف فيه وكثرته في هذا، لكن يناسب الشرط مجيء الشرط بعده في قوله تعالى:{وَمَنْ كَفَر} .
وقيل: من موصولة في محل رفع على أنه فاعل بالمصدر الذي هو حج فيكون المصدر قد أضيف إلى المفعول ورفع به الفاعل.
وهذا القول ضعيف من جهة المعنى إذ لا يصح أن يكون المعنى أن الله أوجب [70] على الناس مستطيعهم وغير مستطيعهم أن يحج البيت المستطيع، ومتعلق الوجوب إنما هو المستطيع، لا الناس على العموم. ويلزم على هذا أن يأثم الناس جميعاً إذا لم يحج المستطيع.
وفي قوله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ} رأى الكوفيون في هذه الآية أن الأصل ناره، ثم نابت أل عن الضمير. وسيأتي بحث ذلك في مكانه. ومما استدل به بعض النحاة على الاستغناء عن الرابط قوله تعالى:{وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَاّ امْرَأَتَكَ} [71] بالرفع فامرأتك بدل بعض من كل وقد خلا من الرابط، ومثله قوله تعالى:{وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَاّ الضَّالُّونَ} [72] في قراءة الجميع فالضالون بدل بعض من الضمير المستتر في يقنط ولم يؤت معه بضمير.
وإنما لم يشترط هؤلاء الضمير في بدل البعض من حيث هو ضمير، وإنما اشترطوه من حيث هو رابط. فإذا وجد الربط بدونه حصل الغرض من غير وجوده وهنا الربط متحقق بدونه، وذلك لأن إلا وما بعدها من تمام الكلام الأول وإلا لإخراج الثاني من الأول فعلم أنه بعضه فحصل الربط بذلك ولم يحتج إلى الضمير [73] ، كما أن قوة تعلق المستثنى بالمستثنى منه تغنى عن الضمير كالباء [74] .
معمول الصفة المشبهة:
يشترط في معمول الصفة المشبهة أن يكون سببياً. أي إسماً ظاهراً متصلاً، بضمير يعود على الاسم السابق، وهذا الضمير هو الرابط مثل محمد جميل صوته فالضمير في صوته رابط يعود على محمد، ولو قلت: محمد جميل لكان في جميل ضمير يعود على محمد.
والرابط في معمول الصفة المشبهة لابد من وجوده مذكوراً كما سبق أن أشرت. وقد يكون محذوفاً مثل محمد جميل الصوت أي منه فالرابط ولم يكن موجوداً في اللفظ فهو محذوف. هذا رأي البصريين [75] وسيأتي في مكان لاحق رأي للكوفيين حول: عدم وجود الضمير لفظاً.
ثانياً: الربط بالاسم الظاهر
الأصلي أن الاسم الظاهر متى احتاج إلى إعادته في جملة واحدة كان الاختيار ذكر ضميره مثل القرآن قرأته وقد ظهر في بعض التراكيب العربية أن أعيد الاسم السابق بلفظه فحل محل الربط بالضمير والربط بالاسم الظاهر وقع في الجملة الخبرية وجملة الصلة والتوكيد.
أ - الجملة الخبرية:
سبق أن أشرت إلى أن الجملة الخبرية تربط في الأصل بالضمير، وقد يحل الظاهر محل الضمير فيكون رابطاً، وقد أجاز النحاة وسيبويه [76] وضع الظاهر موضع الضمير قياساً إن كان في معرض التفخيم والتعظيم مثل قوله تعالى:{الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ} [77]، وقوله:{الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ} [78] فالحاقة مبتدأ، وما لحاقة جملة خبرية وقد ربط بينها وبين المبتدأ بإعادته بلفظه خبراً للمبتدأ الثاني.
ولكي تكون الصورة مكتملة الجوانب نحو وضع الظاهر موضع الضمير ينبغي أن نشير إلى رأي سيبويه والأخفش إذا لم يكن الموقف موقف تفخيم أو تعظيم وما الرأي إذا لم يكن الظاهر بلفظ الأول؟.
هذا ما سنحاول تغطيته وإن كانت بعض الأمثلة ستخرج عن نطاق الربط في الجملة الخبرية فهذا من باب لزوم الشيء وإكماله فالإطار العام هو وضع الظاهر موضع الضمير أشار الرضى [79] إلى أن سيبويه [80] أجاز في غير موقف التفخيم أن يحل الظاهر محل المضمر بشرط أن يكون بلفظ الأول وهذا في الشعر فقط ضرورة قال الشاعر:
سواقطُ من حرٍّ وقد كان أظْهرا [81]
إذا الوحش ضم الوَحش في ظُلُلاتِها
ومثله قول الشاعر:
نغَّصَ الموتُ ذا الغنى والفقيرا [82]
لا أرى الموت يَسْبِقُ الموتَ شيء
وإن لم يكن الاسم الظاهر بلفظ الأول لم يجز عند سيبويه، وأجازه الأخفش [83] وإن لم يكن في الشعر. قال الشاعر:
حبالُ الهَوْينا بالفتى أن تقطعا [84]
إذا المرء لم يغش الكريهة أوْشَكَتْ
ففي هذا البيت حل الظاهر محل المضمر ولم يكن بلفظ الأول.
وأجاز الأخفش كذلك أن يقال زيد قام أبو طاهر إذا كان زيد يكنى بأبي طاهر. ومنع البعض كل ذلك في غير التفخيم ولا حجة لهم لوروده [85] .
ب - جملة الصلة:
مرة أخرى نعود إلى جملة الصلة ورابطها بعد أن ذكرنا أنها تربط في الأصل بالضمير نعود هنا مرة أخرى لنقول: إن الإسم الظاهر قد يخلف الضمير فيحل محله ويصبح الرابط هنا الإسم الظاهر. قال الشاعر:
وأنتَ الذي في رحمةِ الله أطمعُ [86]
فيا رَبَّ لَيْلَى أنْتَ في كلّ موْطِنٍ
فصلة الموصول وهي جملة أطمع في رحمة الله جاء العائد فيها الاسم الظاهر وهو لفظ الجلالة والأصل وأنت الذي في رحمتك.
ومثله:
سُعَادُ الذّي أضْنَاكَ حُبُّ سُعَادَا
أي حبها، وحكى أنهم قالوا: أبو سعيد الذي رويت عن الخدري. أي عنه [87] .
ومن الربط بالظاهر قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِه} [88] .
قال أبو على الفارسي وغيره من النحاة: "ما: اسم موصول مبتدأ، وصلتها آتيتكم، والعائد محذوف تقديره آتيتكموه، ثم جاءكم معطوف على الصلة والعائد منها على الموصول محذوف تقديره ثم جاءكم رسول به فحذف لدلالة المعنى عليه". وزعموا أن ذلك على مذهب سيبويه.
وأما مذهب الأخفش: "فإن الربط لهذه الجملة العارية من الضمير حصل بقوله لما معكم لأنه هو الموصول فكأنه قيل: ثم جاءكم رسول مصدق له فحصل الربط بالاسم الظاهر الذي حل محل الضمير، وخبر المبتدأ الذي هو ما الجملة من القسم المحذوف وجوابه لتؤمنن به، والضمير في به عائد على الموصول المبتدأ ولا يعود على رسول لئلا تخلو الجملة التي وقعت خبراً عن المبتدأ من رابط يربطها به [89] .
التوكيد بكل:
أشرت فيما مضى إلى أن لفظ "كل"من ألفاظ التوكيد المعنوي التي تربط بالضمير مثل حفظت القرآن كله، واذكر هنا أن ابن مالك ذكر في التسهيل [90] أنه قد يستغنى عن الإضافة إلى الضمير بالإضافة إلى مثل الظاهر المؤكد بكل. فهنا يكون الرابط الاسم الظاهر، وحبل من ذلك قول كثير:
يا أشبه الناسِ كُلَّ الناسِ بالقمرِ [91]
كمْ قد ذكرتُكِ لو أُجْزى بذِكْركُمُ
فكل توكيد ولم تربط بالضمير وإنما حل محلة الاسم الظاهر.
وقد رد ذلك أبو حيان فجعل كلا ههنا ليست للتأكيد، وإنما هي نعت. وليس ذلك بشيء فالتي ينعت بها ما تدل على الكمال لا على عموم الأفراد.
ثالثاً: الربط بالمعنى
أجمع النحاة على جواز إحلال الظاهر محل الضمير في الربط وذلك في مقام التفخيم والتعظيم بشرط أن يكون الاسم الظاهر بلفظ الأول كقوله تعالى: {الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ} .
وقد أجاز الأخفش في الجملة الخبرية أن يكون رابطها إعادة المبتدأ بالمعنى كما لم يستبعد ذلك ابن عصفور إلا أنه وصفه بأنه قليل جداً [92] .
وقد استدل الأخفش بقوله تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [93] فإن وما بعدها خبر لمن الأولى ولا ضمير في الجملة الخبرية يعود عليها فيكون الرابط عند الأخفش إعادة المبتدأ بمعناه إذ المعنى عنده فإن الله يضله [94]، ومما استدل به الأخفش أيضاً قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا} فقوله: إنا لا نضيع إلى آخر الآية جملة في موضع رفع خبر إن الأولى وليس في جملة الخبر ضمير يعود على اسم إن، فالرابط إعادة المبتدأ بمعناه إذ التقدير عند الأخفش إنا لا نضيع أجرهم، ومثل هذه الآية الكريمة قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِين} ، فالذين: مبتدأ، وجملة إنا لا نضيع أجر المصلحين هي الخبر، والرابط إعادة المبتدأ بمعناه فإن المصلحين هم الذين يمسكون بالكتاب.
وهذا الذي استدل به الأخفش لا حجة له فيه:
أما قوله تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ} [95] فقد رأى ابن عصفور والزمخشري وأبو حيان أن الخبر محذوف، وقد حذف عند ابن عصفور [96] لدلالة ما تقدم عليه.
وهو قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [97] فهو في التقدير: أفمن زين له سوء عمله فله عذاب شديد أما من آمن وعمل صالحاً فله مغفرة وأجر كبير فحذف لفهم المعنى.
وقيل الخبر محذوف تقديره كمن لم يزين له سوء عمله كقوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ} [98] .
وقال الكسائي: "تقديره: ذهبت نفسك عليهم حسرات لدلالة قوله تعالى: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} "وقيل تقديره: كمن هداه الله لدلالة قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} وإلى الرأيين الأخيرين ذهب الزجاج [99]، وما ذهب إليه الأخفش في الآية الكريمة لم يشر إليه الزمخشري وأبو حيان.. وتأتي إلى الآية الثانية وهي قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ..} إلى آخر الآية كيف قدر النحاة خبر إن؟.
ذهب ابن عصفور [100] والزمخشري وأبو حيان- إلى أن الخبر قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّات} ، وما بين المبتدأ والخبر اعتراض.
أو الخبر هو من أحسن عملاً، والرابط محذوف والتقدير منهم.
ويحتمل أن تكون الجملتان خبرين لإن على مذهب من يقتضى المبتدأ خبرين فصاعداً من غير شرط أن يكونا في معنى خبر واحد [101] .
ونصل بعد ذلك إلى قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ
…
} وهي الآية التي كثر تداولها في كتب النحو دليلاً للأخفش على جواز الربط بالمعنى، ذهب جمهور النحاة إلى أن الرابط في الآية هو العموم [102] الموجود في {الْمُصْلِحِينَ} لأن المصلحين أعم من المذكورين، وذكر أبو البقاء أن الرابط لجملة الخبر محذوف والتقدير منهم [103] ويمكن أن يكون الخبر محذوفاً والتقدير مأجورون.
وأجاز الزمخشري [104] أن يكون والذين في موضع جر عطفاً على الذين يتقون، ولم يذكر ابن عطية غيره، والاستئناف هو الظاهر.
وبعد كل هذه المناقشات نستطيع أن نقول الربط في الجملة الخبرية بالمعنى قليل جداً.
رابعاً: الربط باسم الإشارة
وتربط الجملة الخبرية باسم الإشارة مثل قوله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى} [105] إذا قدر ذلك مبتدأ.
وقد خص بعض النحاة الربط باسم الإشارة يكون المبتدأ موصولاً أو موصوفاً والإشارة للبعيد، وهذا مردود بقوله تعالى:{إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [106] .
واسم الإشارة: يشترط في الربط به أن يكون عائداً على المبتدأ فلو كان إسم الإشارة غير عائد على المبتدأ لا يصلح أن يكون رابطاً.
نقرأ قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ} [107] .
وكان للزمخشري رأي في الآية الكريمة، فقد أعرب الذي خلقكم صفة للمبتدأ، والخبر هل من شركائكم، وقوله من ذلكم هو الرابط لأن معناه من أفعاله، فقد جعل الزمخشري من ذلكم [108] رابطاً وهو غير عائد على المبتدأ وهذا شبيه بما أجازه الفراء من الربط بالمعنى وخالفه الناس وذلك في قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ} [109] قال الفراء: "التقدير يتربصن أزواجهم فقدر الضمير بمضاف إلى ضمير الذين فحصل به الربط"، كذلك قدر الزمخشري من ذلكم من أفعاله المضاف إلى الضمير العائد على المبتدأ.
والربط باسم الإشارة غير مطرد فلا يقال: محمد قام هذا، ولا المحمدون خرج أولئك ولكن المطرد في الربط هو الضمير فقط.
خامساً: الربط بالعموم
إن الربط بالعموم يقع في الخبرية وجملة الصفة.
أ - الجملة الخبرية:
يقع الربط في الجملة الخبرية باشتمالها على اسم أعم منه مثل محمد نعم الرجل فالجملة الخبرية وهي نعم الرجل اشتملت على الرجل وهو أعم من محمد فوقع الربط بالعموم. ومنه قول الشاعر:
سبيلٌ فأما الصبرُ عنها فَلا صَبرا [110]
ألا ليتَ شعري هل إلى أًمِّ مَعْمَرٍ
فجملة "فلا صبرا"جملة خبرية ربطت بالمبتدأ بواسطة العموم المستفاد من لا النافية للجنس واسمها. وإذا كان الشاعر نفى أن يكون لأحد صبر عنها فصبره داخل فيها.
وهذا الربط غير مطرد فلا يجوز فلان مات الناس وفلان نعم الرجال [111] .
ب - جملة الصفة:
وقد وقع العموم رابطاً في جملة الصفة كما وقع في الجملة الخبرية. نقرأ قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ} [112] فكلمة {عَذَاباً} نكرة وصفت بجملة لا أعذبه. ورابط هذه الجملة الواقعة صفة لعذاب هو العموم الموجود في ضمير المصدر المؤكد ف {عَذَاباً} نكرة مشملة المصدر كما شمل اسم الجنس محمداً في مثل محمد نعم الرجل. ذكر ذلك أبو حيان [113] ولنقرأ ما قاله أبو البقاء حول الضمير الموجود في قوله تعالى: {لا أُعَذِّبُهُ} ، يقول أبو البقاء: "يجوز أن تكون االهاء للعذاب وفيه على هذا وجهان:
أحدهما: أن يكون حذف حرف الجر. أي لا أعذب به أحداً.
والثاني: أن يكون مفعولاً به على السعة. ويجوز أن يكون ضمير المصدر المؤكد كقولك ظننته زيداً منطلقاً ولا تكون هذه الهاء عائدة على العذاب الأول". ثم ذَكَرَ الرابط فقال: "إن الضمير لما كان واقعاً موقع المصدر والمصدر جنس وعذاباً نكرة كان الأول داخلاً في الثاني والثاني مشتمل على الأول فهو محمد نعم الرجل" [114] .
سادساً: الربط بالفاء
تقع الفاء رابطة في جملتين:
الأولى: الجملة الخبرية:
قد تخلو الجملة الخبرية من رابط يعود على المبتدأ فيعطف عليها بالفاء جملة مشتملة على ضمير المبتدأ فعند ذلك يجوز في الجملة الأولى الخالية من الضمير أن تعرب خبراً مثل قول الشاعر:
فَيَبْدُو وتاراتٍ يجمُّ فيغْرَق [115]
وانسانُ عيني يحسِرُ الماء تارةً
فالإنسان: مبتدأ، وجملة يحسرُ الماء هي خبر المبتدأ ووقعت خالية من ضمير يعود على المبتدأ وهي جملة "تبدو"جار إعراب الجملة الأولى خبراً عن المبتدأ ويحتمل أن يكون الرابط في الجملة الخبرية ضميراً محذوفاً والتقدير يحسر الماء عنه. وقد يكون الأمر عكس ذلك بأن تكون الجملة الخبرية مشتملة على خطر المبتدأ فيعطف عليها بالفاء جملة خالية من الضمير مثل قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً} [116] فجملة أنزل خبرية مشتملة على ضمير يعود إلى لفظ الجلالة، وجاز عطف جملة فتصبح الأرض مخضرة على الجملة الخبرية مع خلوها من الضمير بسبب العطف بالفاء [117] وهذه مما تختص به الفاء [118] .
الثانية: جملة جواب الشرط:
قد تقع جملة جواب الشرط طلبية أو اسمية أو فعلية فعلها جامد
…
وجملة الجواب إذا كانت لا تصلح أن تكون شرطاً [119] . فوجب ربط الجواب بالشرط بواسطة الفاء وإلا صار الكلام منفصلاً مبتوراً إذا لجزم الحاصل به الربط مفقود. وخصت الفاء بربط الجواب بالشرط لما فيها من معنى السببية، ولمناسبتها للجزاء معنى [120] ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [121] .
سابعاً: الربط بإذا
جملة جواب الشرط.-
أشرت فيما سبق إلى أن جملة جواب الشرط قد تربط بالفاء. هنا نقول يجوز أن تقع إذا رابطة لجملة الجواب خلفاً عن الفاء لأنها أشبهت الفاء في كونها لا يبدأ بها [122] كما أن إذا لا تقع إلا بعد ما هو معقب بما بعدها فقامت مقامها فوجودها يحصل به الإرتباط الموجود في الفاء.
وإنما تقع إذا رابطة إذا كانت أداة الشرط إن أو إذا والجواب جملة اسمية موجبة وغير مقرونة بأن التوكيدية. مثل قوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [123] . فجملة هم يقنطون جواب إن والرابط إذا ومثل ذلك قوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} [124] فجملة الجواب قد ربطت بإذا.
ثامناً: الربط بالفاء وإذا معاً
جملة جواب الشرط:
مرة ثالثة نعود إلى جملة الجواب بعد أن بينا أنها قد تربط بالفاء ثم تربط بإذا وفي هذه المرة نقول: يجوز أن يجمع في الربط بين الفاء وإذا تأكيداً [125] . فإذا جاءت الفاء مع إذا تعاونتا على وصل الجزاء بالشرط مثل قوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [126] فجملة جواب الشرط قد ربطت بالفاء وإذا فتأكد وصل الجواب بالشرط [127] .
تاسعاً: الربط بالواو
تقع الواو رابطة في الجملة الخبرية، وجملة الحال.
أ - الجملة الخبرية:
أشرت من قبل إلى أن الجملة الخبرية قد تخلو من الضمير فيجوز إعرابها خبراً عن المبتدأ إذا عطف عليها بالفاء جملة تشتمل على الضمير، وقد أجاز هشام الضرير وحده أن تشارك الواو الفاء في جواز العطف بها مثل زيد قامت [128] هند وأكرمها، فجملة قامت هند خالية من الضمير وإنما جاز إعرابها خبراً لأنه عطف عليها بالواو جملة مشتملة على الضمير. فأصبحت الواو عند هشام بمثابة الفاء، ولعل هشاماً أجاز ذلك تصوراً منه أن الواو للجمع مطلقاً، ولكن الواقع أن الواو للجمع في المفردات لا في الجمل بدليل جواز: هذان قائم وقاعد دون هذان يقوم وقعد [129] .
ب - جملة الحال:
الجملة الحالية في التراكيب العربية يختلف نوع الرابط فيها فتارة لا تربط إلا بالضمير فقط وقد مر ذلك قريباً. وقد تربط بالواو فقط وقد تربط بالاثنين وسيأتي.
وإنما جاز ربط الجملة الحالية بالواو دون الجملة الخبرية التي اكتفى فيها بالضمير لأن الحال يجيء فضلة بعد تمام الكلام فاحتيج في الأكثر إلى فضل ربط فصدرت الجملة التي أصلها الاستقلال بما هو موضوع للربط [130] . أعنى الواو. التي أصلها الجمع لتؤذن من أول الأمر أن الجملة لم تبق على الاستقلال، وأما الخبر والصلة والصفة فإنها لا تجيء بالواو لأن بالخبر يتم الكلام وبالصلة يتم جزء الكلام والصفة لتبعيتها للموصوف لفظاً وكونها لمعنى فيه كأنها من تمامه فاكتفى بالضمير [131] .
وجمل الحال التي يتعين ربطها بالواو جملتان:
الأولى: أن يفقد الضمير في جملة الحال فيحل محله الواو مثل: أنجبت المرأة وما حضر الزوج، فجملة وما حضر الزوج جملة حالية ربطت بالواو ولعدم وجود الضمير.
الثانية: قبل قد الداخلة على مضارع مثبت نحو قوله تعالى: {لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} [132] فجملة قد تعلمون حال من الواو في {تُؤْذُونَنِي} [133] وجاء ربطها بالواو فقط.
عاشراً:. الربط بالواو أو بالضمير أو بهما معاً
هذا النوع من أنواع الروابط يضم بعض الجمل الحالية وهذه الجمل هي:
أ - الجملة الاسمية:
إذا وقعت الجملة الاسمية حاليةً فقد تربط بالواو. مثل قوله تعالى: {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} [134] فالجملة الاسمية حال من الذئب أو من ضمير يوسف. وقد ارتبطت بالواو فقط. لأن الضمير لا يصلح لصاحب الحال وهو الذئب أو ضمير يوسف ومن الربط بالضمير فقط قوله تعالى: {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ} [135] فالجملة الاسمية حال من الضمير في اهبطوا، وجاء الربط بالضمير فقط وهو الكاف في بعضكم ومن ذلك قول الشاعر:
إلى جَعْفَرٍ سِرْبَالُه لم يُمزَّق [136]
ولولا حَنَانُ الليل ما آبَ عامرٌ
فجملة سرباله لم يمزق. جملة حالية من جعفر، وربطت بالضمير فقط وهو في كلمة: سرباله.
ومن الربط بالضمير والواو معاً. قوله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [137] فالجملة الاسمية حال من الواو في تجعلوا، وجاء الربط بالواو والضمير معاً.
ب - الجملة الفعلية المبدوءة بماض غير ما تقدم [138] : مثل: جاء محمد وقد أشرقت الشمس فجملة وقد أشرقت الشمس جملة حالية كان الربط فيها بالواو فقط، وقد يأتي الربط بالضمير فقط مثل قوله تعالى:{أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} [139] ومنه قول الشاعر:
مَعَارِفهَا والسارياتُ الهواطلُ [140] .
وقَفْتَ بربع الدَّارِ قد غَيرّ البلى
فجملة قد غير البلى معارفها جملة حالية ربطت بالضمير دون الواو وهذا قليل ومن الربط بالواو والضمير معاً قوله تعالى: {ومَا لَنَا أَلَاّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا} [141] ، فجملة وقد أخرجنا من ديارنا حال من الضمير في نقاتل. وقد جاء الربط بالواو والضمير معاً.
جـ - الجملة الفعلية المصدرة بمضارع منفي بلم:
إذا كانت الجملة فعلية فعلها مضارع منفي بلم جاز الربط بالواو أو بالضمير أو بهما معاً. فمن الربط بالواو فقط قول الشاعر:
للحرب دائرة على ابني ضمْضَم [142]
ولقد خشيتُ بأن أموت ولم تكنْ
ومن الربط بالواو والضمير معاً قوله تعالى: {أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} [143] فجملة ولم يوح إليه شيء جملة حالية من الضمير في قال وقد ربطت هذه الجملة بالواو والضمير معاً أي غير موحى إليه [144] .
ومنه قول الشاعر:
فَتَنَاولتْهُ واتّقتْنا باليدِ [145]
سقط النصيفُ ولم تُردْ إسقاطَهُ
فجملة (ولم ترد إسقاطه) جملة حالية فعلها مضارع منفي بلم وقد ربطت بالواو والضمير معاً وهكذا النفي بلما، ومنه قوله تعالى:{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ} [146] . فجملة ولما يعلم الله جملة حالية نفيت بلما وربطت بالواو. ورابط الجملة الحالية قد يحذف.
فجملة (ولم ترو إسقاطه) جملة حالية فعلها مضارع منفي بلم وقد ربطت بالواو والضمير معا وهكذا النفي بلما، ومنه قوله تعالى:{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ} . فجملة (ولما يعلم) الله جملة حالية نفيت بلما وربطت بالواو. ورابط الجملة الحالية قد يحذف قال الشاعر:
ورفيتُه بالغيب ما يدري [147]
نصفَ النهارُ الماء غامره
أراد بلغ النهار نصفه والماء غامر هذا الغائص لالتماس اللؤلؤ فحذف الرابط من الجملة الاسمية وهى الماء غامره. والرابط المحذوف هو الواو فالأصل. والماء غامره.
ولو كانت الجملة الاسمية مشتملة على ضمير لا يجهل عند حذفه استغنى بالعلم به عن الواو كقولك: بعت اللحم الرطلُ بدرهم [148] أي الرطل منه. فحذف الضمير للعلم به وأغنى استحضاره في الذهن عن واو الحال وقد مثل سيبويه [149] بنحو من هذا ولم يشر عند إيراده إلى استقباح.
حادي عشر: الربط بأل
من الموضوعات التي شكلت خلافاً بين البصريين والكوفيين الربط بأل.
فهل تقع أل رابطة في التراكيب العربية أم أنها لم ترد في اللغة رابطة؟ فمن مسائل الصفة المشبهة الحسن الوجه برفع المعمول، وجميل الصوت برفعه ولما كان معول الصفة المشبهة لابد وأن يكون سببياً متصلاً بالضمير فقد جعل الكوفيون وبعض البصريين "أل"رابطة نائبة [150] عن الضمير في الأمثلة السابقة وما يشبهها، وفي قوله تعالى:{فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [151] في هذه الآية الكريمة جعل الكوفيون "آل"في {الْمَأْوَى} رابطة [152] نائبة عن الضمير.
وقد جعل البصريون الرابط في ذلك هو الضمير المحذوف ولم يرتضوا أن تكون أل رابطة فقدروا في الأمثلة السابقة الحسن الوجه منه، وفي الآية المأوى له
…
وللزمخشري في الآية الكريمة رأي يكاد يكون غريباً، فقد قال:"إن المعنى في الآية أن الجحيم مأواه كما تقول للرجل: غض الطرف أي طرفك، وليست الألف واللام بدلاً من الإضافة. ولكن لما علم أن الطاغي هو صاحب المأوى وأنه لا يغض الرجل طرف غيره تركت الإضافة ودخول أل في المأوى والطرف للتعريف"[153] .
وكلام الزمخشري لا يتحصل منه الرابط العائد على المبتدأ، إذ قد نفى مذهب الكوفيين، ولم يقدر ضميراً محذوفاً كما قدره البصريون فرام حصول الرابط بلا رابط [154] ومما استدل به الكوفيون قول المرأة: زوجي: المس [155] مس أرنب والريح ريح زرنب فقالوا: الأصل مسه مس أرنب، وريحه ريح زرنب فنابت أل مناب الضمير، والبصريون يقدرون المس منه.
ومثله عند الكوفيين قول الشاعر:
عَوَازِبُ نخْلٍ أخْطَأ الفار مُطْنِفُ [156]
كأن حَفِيفَ النَّبْلِ من فوقِ عَجهَا
وقد رد البصريون كل ما أوردوه الكوفيون وذلك بتقرير الضمير الذي جعلوه في كل هذه الأمثلة هو الرابط إذ إبدال اللام من الضمير فيما يشترط فيه الضمير قبيح. والحرف لا يكون عوضاً عن الإسم [157]، ولو صح ما ذهب إليه الكوفيون لساغ لنا أن نقول: محمد الأب [158] قائم، بدلاً من أبوه قائم، ولم يقل بذلك أحد. بالإضافة إلى أنه قد ورد التصريح بالضمير مع أل كقول الشاعر:
بِجَسِّ الندامى بقَّةُ المتجِّردِ [159]
رحيبٌ قِطَابُ الجيبِ منها رقيقةٌ
فقد جمع الشاعر بين أل والضمير في قوله: الجيب منها.
ثاني عشر: رابط من نوع آخر
هذا الرابط بفروعه يخص باب التنازع. فمعلوم أن التنازع هو عبارة عن تقدم عاملين [160] على معمول واحد كل من العاملين يطلب هذا المعمول من جهة المعنى. فهذان العاملان لابد من الربط بينهما لتتم الصلة المحددة للمعنى. ودون هذا الربط يصبح العاملان منقطعين فلا تتضح معالم الفكرة التي عناها المتكلم. لذلك عندما وقف بعض العوام في الآية الكريمة: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَة} [161] وقف على قوله تعالى: يستفتونك كان هذا الوقف غير جائز لأن جملتي الأعمال متشبثة إحداهما بالأخرى فوجب الربط [162] بين عاملي التنازع بأحد الأشياء الآتية:
أ - العمل:
يربط بين العاملين المتنازعين يكون الأول قد عمل في الثاني نحو قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً} [163] فالجن يخاطب بعضه بعضاً وظنوا وظننتم كل منهما يطلب {أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً} فأعمل الثاني على الأرجح عند البصريين وهذا التنازع قد ربط بين جملتي الأعمال أن إحداهما وهي جملة كما ظننتم معمولة للجملة الأولى وهي {ظَنُّوا} [164] .
ب - الخبر:
يقع الربط بين العاملين المتنازعين بوقوعهما خبراً عن المبتدأ مثل: محمد زائر مكرم أخاه، فأخاه مطلوب لزائر وملزم فالمسألة من باب التنازع وقد ربط بين العاملين المتنازعين أنهما خبران [165] عن المبتدأ فزائر خبر ومكرم خبر ثانٍ فكأنهما شيء واحد.
جـ - العطف:
قد يرْبطُ بين العاملين المتنازعين عاطف بعطف أحدهما على الآخر فيحصل بسبب حرف مزج وترابط بين العاملين فلا يُتصوَّرُ أنهما منقطعان مثل صلى وصام المسلمون فالمسلمون مطلوب من جهة المعنى لصلى وصام. وقد أعمل الثاني على الأرجح فالمسألة من باب التنازع وقد تم الربط بينهما بحرف العطف [166] .
د - الجواب:
يربط بين العاملين المتنازعين يكون الثاني جواباً للثاني كجواب الشرط أو جواباً لاستفسار..
فالأول: نحو قوله تعالى: {تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ} [167] ، فرسول الله يطلبه عاملان، تعالوا، ويستغفر. فأعمل الثاني على المختار عند أهل البصرة.
وقد ربط بين العاملين يكون الثاني جواباً للأمر، أو جواباً لشرط محذوف [168] على ما هو معروف ومنه قوله تعالى:{آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} [169] فقطراً منصوب بأفرغ على إعمال الثاني إذ ينازعه ائتوني، وأفرغ مجزوم في جواب الأمر [170] .
والثاني: وهو أن الارتباط وقع يكون الثاني جواباً لاستفسار.
نقرأ قول الله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} [171] فالجار والمجرور وهو قوله في الكلالة مطلوب ليستفتونك وليفتيكم فأعمل الثاني على المذهب المختار وقد ربط بينهما أن الثاني جواب معنوي للاستفسار في قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ} [172] .
هـ - العموم والخصوص:
وأما قوله تعالى: {هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ} [173] . فهاؤم إن كان مدلولها خذ فهي متسلطة على كتابيه بغير واسطة، وإن كان مدلولها تعالوا فهي متعدية إليه بواسطة إلى، وكتابيه مطلوب لهاؤم واقرأوا. فالبصريون يعملون {اقْرَأوا} ، والكوفيون يعملون {هَاؤُمُ} وبين العاملين المتنازعين علاقة وارتباط بالعموم [174] والخصوص. إذ طلب أخذ الكتاب أعم من قراءته.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]
ابن يعيش: (شرح المفصل جـ 1 ص 91) .
[2]
الآية رقم 67 من سورة الأنفال.
[3]
الآية رقم 80 من سورة النساء
[4]
الآية رقم 132 من سورة الأعراف.
[5]
الآية رقم 115 من سورة المائدة.
[6]
الآية رقم 10 من سورة الحديد وقراءة الرفع هي قراءة ابن عامر- البحر المحيط جـ 8/218.
[7]
الرضى: شرح الكافية جـ 1 ص 92.
[8]
شرح شواهد المفتي 2/ 544 وهو مطلع أرجوزة لأبي النجم العجلي وأم الخيار زوجة أبى النجم وهو في أمالي الشجري 1/7، 80، 293 والكتاب 1/ 44 والخزانة 1/173 وفي البيت شواهد أخرى لا محال لذكرها في هذا البحث.
[9]
التصريح على التوضيح جـ 1 ص 163.
الصبان جـ 1 ص 195.
[10]
في حاشية الصبان. قال الناظم في شرح التسهيل:"الجملة المتحدة بالمبتدأ معنى كل جملة مخبر بها عن مفرد يدل على جملة كحديث وكلام ومنه ضمير الشأن وإذا كانت الجملة الخبرية نفس المبتدأ في المعنى اكتفى بها عن الربط والمعنى أنه لا ضمير فيها لا أنه مستغنى عنه مع مكان الإتيان به مثل أفضل ما قلته: أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله ". حاشية الصبان جـ 1 ص197 تسهيل الفوائد ص 48.
[11]
حاشية الصبان- جـ 1 ص 199 0 التصريح جـ 1 ص 166.
[12]
الآية رقم 16 من سورة محمد، وفي الآية الكريمة جاء عائد الموصول في يستمع مفرداً مراعاة للفظ، وبعدها خرجوا، جاء الضمير جمعاً مراعاة للمعنى أبو حيان: البحر المحيط جـ 8 ص 79.
[13]
الآية رقم 42 من سورة يونس. فالضمير في يستمعون عائد على معنى من ومراعاة المعنى أقل من مراعاة اللفظ. وهو كقوله تعالى- {ومن الشياطين من يغوصون له} ومن مراعاة اللفظ وهو الأكثر قوله تعالى: {ومنهم من ينظر إليك} . فالعائد مفرد مذكر المصدر السابق جـ 5 ص 161.
[14]
البيت للفرزدق من قصيدة يخاطب بها الذئب الذي أتاه وهو نازل في بعض أسفاره في بادية. كان الفرزدق قد أخذ شاة ثم أعجله المسير فسار بها فجاء الذئب فحركها وهي مربوطة على بعير فأبصر الفرزدق الذئب وهو ينهشها فقطع رجل الشاة فرمى بها إليه فأخذها وتنحى. ثم عاد فقطع له اليد فرمى بها إليه. فلما أصبح القوم خبرهم الفرزدق بما كان.
تعش: أمر قوله: لا تخونني قيل انه الجواب. والحق أن يكون الجواب نكن مثل.. ويكون لا تخونني جواب القسم الذي تضمنه عاهدتني.
وقد استشهد به النحاة على أن عائد الموصول وقع مثنى في قوله يصطحبان مراعاة للمعنى ورواية الديوان: تعش فإن واثقتنى.
ورواية سيبويه: تعال..
سيبويه: الكتاب جـ 2 ص 416.
الصبان جـ 1 ص 153.
الديوان- القاهرة ص 870.
[15]
الآية رقم 13 من سورة النساء.
[16]
البحر المحيط جـ 3 ص 191، والتصريح جـ 1 ص 140.
[17]
التصريح جـ 1 ص 141، الهمع: جـ 1 ص 87.
[18]
حاشية الصبان جـ 1 ص 164.
[19]
الآية رقم 3، 4 من سورة العاديات.
[20]
الآية رقم 18 من سورة الحديد.
[21]
الآية رقم 6 من سورة المدثر. وتخريج الجملة حالاً على قراءة الرفع وقرأ الحسن تستكثر بالسكون على الإبدال من تمنن كأنه قيل: ولا تمنع لا تستكثر وقرأ الأعمش بالنصب بإضمار أن كقول الشاعر: ألا أيها الزاجري أحضر الوغى. وتؤيده قراءة ابن مسعود: ولا تمنن أن تستكثر.
ويجوز في الرفع أن تحذف أن ويبطل عملها كما روى أحضر الوغى بالرفع، الزمخشرى: الكشاف جـ 3 ص 285.
[22]
الآية رقم 4 من سورة الأعراف.
فجاءها. أي فجاء أهلها. بياتاً: مصدر واقع موقع الحال بمعنى بائتين، وقوله: أوهم قائلون جملة حالية معطوفة على بياتاً. فكأنه قيل: فجاءهم بأسنا بائتين أو قائلين من القيلولة المصدر السابق جـ 1 ص 539، التصريح جـ 1ص391.
[23]
الآية رقم 2 من سورة البقرة.
لا ريب: المختار أن يكون ذلك الكتاب جملة مستقلة لأنه متى أمكن حمل الكلام على الاستقلال دون إضمار ولا افتقار كان أولى. ولا ريب: جملة مستأنفة لا موضع لها من الإعراب أو في موضع نصب على الحال. أي مبرأ من الريب، والمختار أن خبر لا محذوف للعلم به إذ هي لغة تميم إذا علم لا يلفظ به، ولغة الحجاز كثرة حذفه واختار الزمخشري. أن فيه خبراً للا. فالحملة أخبرت أن المشار إليه هدا الكتاب الكامل كما تقول محمد الرجل أي الكامل في الأوصاف. والثانية نفت أن يكون فيه شيء من الريب والثالثة أخبرت أن فيه الهدى للمتقين.
الزمحشري الكشاف 1/88، أبو حيان: البحر المحيط 1 ص 33؟.
[24]
الآية رقم 11من سورة الحجر.
[25]
الآية رقم 84 من سورة المائدة، فجملة نؤمن بالله حال من الضمير المجرور باللام ولم تقترن بالواو لأن المضارع المنفى بلا بمنزلة اسم الفاعل المضاف إليه غير فأجرى مجراه ألا ترى أن معناه مالنا غير مؤمنين فلما لا يقال ما لنا وغير مؤمنين، لا يقال مالنا ولا نؤمن.
مالنا: ما: استفهامية، ولنا في موضع الخبر، ولا نؤمن: جملة حالية ربطت بالضمير في نؤمن، والتقدير غير مؤمنين. البحر المحيط: جـ 4 ص 7.
[26]
الآية رقم 20 من سورة النحل.
[27]
الآية رقم 25 من سورة الصافات
[28]
البيت أنشده ابن مالك في شرح التسهيل ولم ينسبه.
عهدتك: عرفتك. تصبو: من الصبوة. وهى الميل إلى النساء. شبيبة: هي الفترة التي يكون فيها الإنسان موفور القوة. صباً: وصف من الصبابة وهي رقه الهوى والعشق. متيماً. اسم مفعول من تيمه العشق إذا استعبده وأذله.
ابن هشام: أوضح المسالك جـ2 ص 104، التصريح جـ 1 ص 392 الصبان جـ2 ص 189.
[29]
الآية رقم 89 من سورة يونس وراجع: الكشاف جـ 2 ص 85. البحر المحيط جـ 5 ص 188.
[30]
ابن مالك: شرح الكافية الشافية ص 762.
[31]
التصريح جـ 1 ص0392 الصبان جـ 2 ص 189.
[32]
الآية رقم 84 من سورة المائدة. وراجع البحر المحيط جـ 4 ص 7.
[33]
أبو البقاء جـ 2 ص 33.
[34]
الآية رقم 83 من سورة البقرة.
[35]
الآية رقم 79 من سورة القصص.
[36]
التصريح جـ 1ص 388.
[37]
ابن يعيش: شرح المفصل جـ 3 ص 52.
[38]
الرضى: شرح الكافية جـ 1ص 308.
[39]
الآية رقم 281 من سورة البقرة.
[40]
البيت ضمن أبيات لثابت بن قطنة رثى بها يزيد بن المهلب. وإنما قيل له ثابت قطنة لأن عينه أصيبت في بعض معارك الترك. فكان يجعل عليها قطنة. وقد أورده ابن هشام شاهداً على أن إن بمعنى إذ ونقل ابن السيد البطليوسي فيما كتبه على الكامل قول المبرد: هكذا أنشده النحويون: رب قتل عار على إضمار هو عار وأنشد فيه المازني. وبعض قتل عار. وقد استدل الأخفش والكوفيون على اسمية رب بهذا البيت جعلها مبتدأ خبره عار، والجمهور على أن رب حرف جر شبيه بالزائد، وقيل المجرور في موضع رفع مبتدأ، وعار خبر لمحذوف أي هو عار، والجملة صفة لقتل، ومن جعل رب حرف جر زائد لا يتعلق بشيء. قال: قتل مبتدأ، وعار خبر، وما في رب من معنى التكثير هو المخصص للابتداء.
المبرد: المقتضب. جـ 3 ص 66.
الجاحظ: البيان والتبين: جـ 1 ص 293.
ابن السيد: إصلاح الخلل الواقع في الجمل ص 380.
[41]
الآية رقم 123 من سورة البقرة.
[42]
التصريح جـ 2 ص 111.
[43]
الآية رقم 80 من سورة النساء.
[44]
الآية رقم 132 من سورة الأعراف.
[45]
الآية رقم 115 من سورة المائدة.
[46]
الآية رقم 197 من سورة البقرة.
[47]
الآية رقم 20 من سورة المزمل.
[48]
الآية رقم 106 من سورة البقرة.
[49]
الآية رقم 215 من سورة البقرة.
[50]
الصبان جـ 2 ص 71 التصريح جـ 1ص 296.
[51]
الآية رقم 48 من سورة غافر.
[52]
الآية رقم 29 من سورة البقرة.
وفي البحر:وانتصب جميعاً على الحال من المخلوق وهي حال مؤكدة.لأن لفظه "ما"في الأرض تفيد العموم، ومعنى جميعاً العموم فهي مرادف من حيث المعنى للفظ كل. كأنه قيل ما في الأرض كله ولا تدل على الاجتماع في الزمان. وهذا الفرق بين معاً وجميعاً. أبو حيان:البحر المحيط جـ 1 ص134
[53]
التسهيل 164.
[54]
الزمخشري: الكشاف جـ 3 ص 56.
[55]
أبو حيان: البحر المحيط جـ 7 ص 469.
[56]
الآية رقم 67 من سورة الزمر.
[57]
أبو حيان: البحر المحيط جـ 7 ص 469
[58]
الآية رقم 114 من سورة المائدة.
[59]
ابن هشام: المغني ص 564.
[60]
الصبان جـ 3 ص 76.
[61]
حاشية الصبان جـ 3 ص 124.
[62]
الآية رقم 71 من سورة المائدة.
[63]
الآية رقم 217 من سورة البقرة.
[64]
ابن مالك: الكافية الشافية ص 1279.
التسهيل ص 172. حاشية الصبان جـ 3 ص 124.
[65]
ابن عصفور: شرح الحمل جـ 1 ص 285.
[66]
الآية رقم 97 من سورة آل عمران.
[67]
الآية رقم 4، 5 من سورة البروج.
قرأ الجمهور النار بالجر وهو بدل اشتمال. أو بدل كل من كل. أي أخدود النار وقرأ قوم النار بالرفع. الأخفش: معاني القرآن. الكويت جـ 2 ص 535.
أبو حيان: البحر المحيط جـ 8 ص 451.
[68]
ابن عصفور: شرح الجمل. بغداد جـ 1 ص 285.
[69]
المصدر السابق جـ1 ص 285.
[70]
نفس المصدر، ويراجع البحر المحيط جـ 2 ص 11.
[71]
الآية رقم 81 من سورة هود.
إلا امرأتك بالرفع والنصب. فالنصب استثناء من قولك بأهلك. والدليل عليه قراءة عبد الله: {فأسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك} . ويجوز أن ينصب عن "لا يلتفت "على أصل الاستثناء. وإن كان الفصيح البدل أي على قراءة الرفع. وهي قراءة ابن كثير وأبى عمرو. الزمخشري: الكشاف جـ 2 ص 109.
[72]
الآية رقم 56 من سورة الحجر.
[73]
التصريح على التوضيح جـ 1 ص 350.
[74]
المصدر السابق جـ 2 ص 56.
[75]
سيبويه: الكتاب. هارون جـ 1 ص 194 0 الرضى: شرح الكافية جـ 2 ص 211. التصريح جـ 2 ص 83.
[76]
سيبويه: الكتاب جـ 1 ص 63.
الرضى: شرح الكافِية جـ ص 92.
[77]
الآية رقم 1، 2 من سورة الحاقة، وراجع البحر المحيط جـ 8 ص320.
[78]
الآية رقم 1، 2 مر سورة القارعة
[79]
الرضى:شرح الكافية جـ 1 ص 92.
[80]
سيبويه: الكتاب جـ 1 ص 62.
[81]
البيت نسبه سيبويه للنابغة الجعدي ولم يرد في قصيدته من جمهرة أشعار العرب 145-148 وهكذا نسبه صاحب اللسان الظللات: وهذه جمع ظلة وهو ما يستظل به، فك الإدغام وحركة تحريك غير المضعف كما في ظلمات وغرفات، أو تكون جمع ظلل. وهذه جمع ظليل كحديد وجود فهو جمع الجمع
وسواقط الحر: ما يسقط منه. أظهر: صار في وقت الظهيرة والشاعر يصف سيره في الهاجرة في الوقت الذي تسكن فيه الوحش من الحر والشاهد فيه إعادة الظاهر موضع الضمير وفيه قبح فلا يكاد يجوز إلا في الضرورة.
سيبويه: الكتاب. هارون جـ 1 ص 62.
ابن منظور: لسان العرب سقط.
[82]
نسبة سيبويه لسواد بن عدي، وفي الخزانة "سواده بن عدي"ويروي أيضاً لأبيه عدي بن زيد كما يروي لأمية بن أبي الصلت. وشاهده كالبيت السابق.
سيبويه: الكتاب جـ 1ص 62.
الزمخشري: خزانة الأدب جـ 1 ص 183.
السيوطي: شرح شواهد المغني 296.
[83]
الرضى: شرح الكافية جـ 1ص 92.
[84]
البيت: للكلحية العرينى.
لم يغش من الغشيان. وهو الإثيان.والكريهة: الحرب. وقيل. شدتها وقيل النازلة، وأوشكت: قاربت ودنت. والحبال جمع حبل بمعنى السبب استعير. لكل شيء وصل به إلى أمر من الأمور الهوينى: السكون والخفض، وعدها ابن دريد من الكلمات التي تستعمل مصغره فقط.
ابن جنى: الخصائص: جـ 3 ص 53.
البغدادي: خزانة الأدب في جـ 1 ص 186.
[85]
الرضى: شرح الكافية جـ 1 ص 92.
[86]
البيت لمجنون بني عامر. حاشية الصبان جـ 1ص 162.
[87]
السيوطى: همع الهوامع جـ 1 ص 87.
[88]
الآية رقم 81 من سورة آل عمران.
[89]
أبو حيان: البحر المحيط جـ 2 ص 511.
الصبان جـ 1ص 162.
[90]
ابن مالك: تسهيل الفوائد ص 164.
[91]
البيت استشهد به النحاة على إضافة كل إلى اسم ظاهر حاشية الصبان جـ 3 ص 75.
[92]
ابن عصفور: شرح الجمل جـ 1 ص 346.
[93]
الآية رقم 8 من سورة فاطر.
[94]
ابن عصفور: شرح الجمل جـ 1 ص 345
[95]
الآية رقم 170 من سورة الأعراف.
[96]
ابن عصفور: شرح الجمل جـ1 ص 346.
[97]
الآية رقم 7 من سورة فاطر.
[98]
الآية رقم 14 من سورة محمد
[99]
الزمخشري: الكشاف جـ 2 ص 571.
أبو حيان: البحر المحيط جـ 7 ص300
[100]
ابن عصفور: شرح الجمل جـ 1 ص 346.
الزمخشري: الكشاف جـ 2 ص 258.
أبو حيان. البحر المحيط جـ 6 ص 121.
[101]
أبو حيان: البحر المحيط جـ 6 ص 122.
[102]
أبو حيان: البحر المحيط جـ 4 ص 418.
السيوطي: همع الهوامع جـ 1 ص 98
[103]
أبو البقاء: جـ 1 ص 288.
الزركشي: البرهان في علوم القرآن جـ 4 ص 418.
[104]
الزمخشري: الكشاف جـ 1 ص 586.
[105]
الآية رقم 26 من سورة الأعراف.
[106]
الآية رقم 36 من سورة الإسراء.
[107]
الآية رقم 40 من سورة الروم.
[108]
الزمخشري: الكشاف جـ 1ص 510.
أبو حيان: البحر المحيط جـ 7 ص 175.
[109]
الآية رقم 240 من سورة البقرة.
[110]
البيت لابن ميادة، واسمه الرماح. وهذا البيت من قصيدة يتشبب فيها بأم جحدر بنت حسان إحدى نساء بنى خزيمة. ويروى البيت أم مالك، ورواية سيبويه: أم معمر. والصواب أم جحدر وهي صاحبته وكذا ورد في الديوان، وفي شرح الشواهد للسيرافي إلى أم معقل.
وقد استشهد به النحاة على سد العموم مسد الضمير الراجع إلى المبتدأ سيبويه: الكتاب جـ 1ص 386.
ابن الشجري: الأمالى جـ 1ص 286.
شعر ابن ميادة: دمشق 134.
[111]
التصريح جـ 1 ص 164.
[112]
الآية رقم 115 من سورة المائدة.
[113]
أبو حيان: البحر المحيط جـ 4 ص 57.
[114]
أبو البقاء جـ 1 ص 233.
[115]
البيت لذي الرمة.
يحسر: يكشف. يجم: يكثر.
جملة يبدو خير بعد خبر وفيه الشاهد حيث وقعت الجملتان خبراً ولا رابط إلا في الجملة الأخيرة فجاز لأن العطف وقع بالفاء التي هي للسببية فنزلتا منزلة الشرط والجزاء فاكتفى لضمير واحد كما يكتفي في جملة الشرط والجزاء.
ابن هشام. المغنى ص 554.
الصبان جـ 1 ص 196، جـ 3 ص 96.
الديوان: بيروت جـ 1 ص 460.
[116]
الآية رقم 63 من سورة الحج، البحر المحيط جـ 6 ص386.
[117]
المغنى ص 554.
الصبان جـ 1 ص 196، جـ 3 ص 96.
[118]
آثرت أن أحدد الجملة الخبرية في هذا الصدد لأنها أكثر استعمالاً وقد وقعت في القرآن الكريم لأن الربط بالفاء قد وقع في الجملة الصلة والصفة ولكنها عبارات نادرة تتسم بركة اللفظ وقلة الاستعمال.
[119]
الصبان جـ 4 ص 21.
[120]
التصريح جـ 2 ص 250.
[121]
الآية رقم 31 من سورة آل عمران.
[122]
حاشية الصبان جـ 7 ص23.
التصريح جـ 2 ص 251.
[123]
الآية رقم 36 من سورة الروم.
وراجع البحر المحيط جـ 7 ص 174.
[124]
الآية رقم 25 من سورة الروم.
[125]
التصريح جـ 2 ص 451.
[126]
الآية رقم 97 من سورة الأنبياء.
[127]
الزمخشري: الكشاف جـ 2 ص 337.
أبو حيان: البحر المحيط جـ 6ص 339.
التصريح جـ 2 ص 251.
[128]
ابن هشام: مغنى اللبيب جـ 555.
الصبان جـ 1 ص 197.
السيوطى: الأشباه والنظائر جـ 1 ص 48.
[129]
ابن هشام: المغنى ص 555.
[130]
الرضى: شرح الكافية جـ 1 ص 211.
[131]
المصدر السابق جـ 1ص 211.
[132]
الآية رقم 5 من سورة الصف، والمضارع في الآية الكريمة معناه الماضي أي قد علمتم كقوله تعالى:{قد يعلم ما أنتم عليه} . أي قد علم. ومثله قوله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء} . وعبر عنه بالمضارع ليدل على استحضار الفعل.
أبو حيان: البحر المحيط جـ 8 ص 262.
[133]
التصريح جـ 1 ص 391.
[134]
الآية رقم 14 من سورة يوسف.
[135]
الآية رقم 36 من سورة البقرة، ويراجع التصريح جـ 1ص 391.
[136]
البيت لسلامة بن جندل. وأنشده الفارسي:
إلى عامر سرباله لم يمزق
ولولا جنان الليل ما آل جعفر
الصبان جـ 2 ص 190.
[137]
الآية رقم 22 من سورة البقرة، ويراجع البحر المحيط جـ 1 ص 100.
[138]
غير ما تقدم: يقصد الجملة الفعلية المصدرة بماض تال إلا والمصدرة بماض متلو بأو فإن هذين النوعين لا يكون الرابط فيهما إلا الضمير.
[139]
الآية رقم 90 من سورة النساء.
قرئ حصرة على وزن نبقة بالرفع خبر مقدم أي صدورهم حصرة وهى جملة اسمية في موضع الحال، وقرئ حصرات وحاصرات، فأما قراءة الجمهور فالفعل في موضع الحال فمن شرط دخول قد على الماضي إذا وقع حالاً زعم أنها مقدرة، ومن لم ير ذلك لم يحتج إلى تقديرها فقد جاء منه مالا يحصى بغير قد ويؤيد كونه في موضع الحال قراءة من قرأ اسماً منصوباً، وعن المبرد قولان أحدهما أن هذا اسماً محذوفاً والفعل صفة له. أي جاءوكم قوماً حصرت صدورهم، والآخر أنه دعاء فالجملة لا محل لها من الإعراب.
وأجاز أبو البقاء. أن يكون حصرت في موضع الجر صفة لقوم في الآية وأو جاءوكم معترضى يدل عليه قراءة من أسقط أو. كما أجاز أن تكون جملة حصرت بدل من جاءوكم بدل اشتمال لأن المجيء مشتمل على الحصر وغيره. وقال الزجاج:"حصرت صدورهم: خبر بعد خبر ".
أبو البقاء: جـ1 ص 189.
البحر المحيط جـ 3 ص 317.
[140]
البيت للنابغة الذبياني من قصيدة يرثى بها النعمان بن الحارث الغساني والبلا: من بلى الثوب إذا خلق. ويروى معالمها. والساريات: جمع سارية وهى السحابة التي تأتى ليلاً والهواطل: جمع هاطلة، وهو تتابع المطر. ورواية الديوان معارفها.
والشاهد في "قد غير البلى"حيث وقعت الجملة حالاً والفعل ماض مقرون بقد دون الواو وهو قليل بالنسبة لمجيئه بها.
أشعار الشعراء الستة الجاهليين. بيروت جـ1 ص 242.
حاشية الصبان جـ1 ص.19.
[141]
الآية رقم 246 من سورة البقرة.
قرئ أخرجنا مبيناً للمفعول. وأخرجنا مبيناً للفاعل. أي أخرجنا العدو أو أخرجنا الله بعصياننا فنحن نموت ونقاتل في سبيله ليردنا إلى أوطاننا ويجمع بيننا وبين أبنائنا.
أبو حيان: البحر المحيط جـ 2 ص 256.
[142]
البيت لعنترة من قصيدته المشهورة: هل غادر الشعراء من متردم أبنا ضمضم: هما هرم وحضين أبنا ضمضم المرى قتلهما ورد بن حابس العبسى وكان عنترة قتل أباهما ضمضماً فكانا يتوعدانه.
ورواية الديوان ولم تدر للحرب.
ويروى الشطر الثاني: جزرا لخامعة ونسر قشعم.
وكذا رواه الأعلم. والجزر: بفتح الجيم والزاي معجمة: اللحم الذي تأكله السباع، والخامعة: الضبع. والقشعم من النسور والرجال: المسن.
والشاهد: ولم تكن. حيث وقع المضارع المنفي بلم حالاً مقرونة بالواو. أشعار الشعراء الستة الجاهليين. بيروت جـ2 ص 123.
حاشية الصبان جـ2 ص 191.
[143]
الآية رقم 93 من سورة الأنعام.
[144]
البحر المحيط جـ 4 ص 180.
[145]
البيت للنابغة الذبياني من قصيدة يصف فيها المتجردة زوج النعمان به المنذر.
النصيف: هو الخمار الذي تتخمر به المرأة. أي سقط نصيفها. أي نصيف تلك المرأة المعهودة.
أشعار الشعراء الستة الجاهليين. جـ 1 ص230. حاشية الصبان جـ 2 ص 191.
[146]
الآية رقم 142 من سورة آل عمران ويراجع البحر المحيط جـ 3 ص 66.
[147]
البيت لأعشى ميمون من قصيدة مدح بها قيس بن معد يكرب الكندي، وقد ذكر البغدادي في الخزانة أبياتاً من هذه القصيدة التي لم ترد في ديوان الأعشى المطبوع. لأنه من رواية ثعلب. وهذه القصيدة من رواية أبى عبيدة، وابن دريد. وقد نسبت البيت البطليوسى في الاقتضاب إلى المسيب بن على خال الأعشى تبعاً للأصمعي الذي أثبت القصيدة له.
نصف النهار: إن كان النهار منصوباً فهو مفعول به والفاعل هو الضمير الذي يعود إلى الغائص وتكون جملة الماء غامرة حال من الغائص والضمير موجود ولا حذف. قال صاحب المفتاح: نصفت الشيء نصفاً بلغت نصفه وأما على رواية رفع النهار بالفاعلية. فجملة الماء غامرة حال من النهار وقد خلت من الرابط لأن الضمير في غامرة لا يعود إلى النهار وإنما يعود إلى الغائص. وعلى ذلك يقدر الرابط محذوفاً بالواو أي والماء غامره.
ابن مالك: شرح الكافية الشافية جـ 2 ص 760.
البغدادي: خزانة الأدب جـ اص 542.
[148]
ابن مالك: شرح الكافية الشافية جـ 1 ص 761.
[149]
سيبويه: الكتاب. هارون جـ 1 ص 197.
[150]
حاشية الصبان جـ 3 ص 5.
[151]
الآية رقم 40، 41 من سورة النازعات.
[152]
ابن يعيش: شرح المفصلي جـ 6 ص 89.
ابن هشام: المغنى ص 555.
[153]
الزمخشري: الكشاف جـ 3 ص 311.
[154]
أبو حيان: البحر المحيط جـ 8 ص 423.
[155]
حاشية الصبان جـ 1 ص 195.
والحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت:"جلست احدي عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً فقالت الأولى: زوجي....
ثم قالت الثامنة زوجي المسى مس أرنب والريح ريح زرنب ". الحديث.
فتح الباري جـ1 ص 254، كتاب النكاح. باب حسن المعاشرة مع الأهل. والمعنى أنه حسن الخلق. طيب العرق لكثرة نظافته واستعماله الطيب. راجع جـ1 ص 265.
[156]
قاله الشنفري: عمرو بن براق.
حفيف النبل. دون ذهابه، ومن فوق عجها. حال من النبل. أي فوق مقبض القوس. وعوازب نحل: خبر كان جمع عازبة من عزبت الإبل: إذا بعدت في المرعى ومطنف: بضم الميم وكسر النون: الذي يعلو الجبل.
واستشهد به الكوفيون على إنابة أل في الربط مناب الضمير فالأصل أخطأ فارها ثم صارت بعد الإنابة أخطأ الفار.
المصدر السابق جـ 3 ص 63.
[157]
الرضى: شرح الكافية جـ 2 ص 210.
[158]
حاشية الصبان جـ 1ص 195.
[159]
البيت من معلقة طرفة بن العبد. والتي مطلعها: لخولة أطلال ببرقة تَهْمُدُ.
رحيب: خبر مقدم. وقطاب الجيب: مخرج الرأس من الثوب.
بضة: رقيقة ناعمة. المتجرد: المعرى عن الثياب من بدنها.
بجس الندامى: بلمسهم.
والشاهد في البيت: الجمع بين أل والضمير في قوله: الجيب منها أشعار الشعراء الستة الجاهليين جـ1 ص 49.
التصريح جـ 2 ص 83.
[160]
حاشية الصبان جـ 2 ص 97.
التصريح جـ 1 ص 315.
[161]
الآية رقم 176 النساء.
[162]
أبو حيان: البحر المحيط جـ 3 ص 405.
[163]
الآية رقم 7 من سورة الجن.
[164]
أبو حيان: البحر المحيط جـ 8 ص 347.
[165]
التصريح جـ 1 ص 315.
[166]
السيوطى: الأشباه والنظائر جـ 1 ص 201.
الصبان حـ 2 ص 76.
[167]
الآية رقم 5 من سورة المنافقون.
[168]
أبو حيان: البحر المحيط جـ 8 ص 270.
[169]
الآية رقم 96 من سورة الكهف.
الرضى: شرح الكافية جـ 1 ص 81.
[170]
أبو حيان: البحر المحيط جـ 6 ص 162.
[171]
الآية رقم 176 من سورة النساء، ويراجع المغنى لابن هشام ص 562 البحر المحيط جـ3 ص 405.
[172]
الآية رقم 19 من سورة الحاقة.
الرضى: شرح الكافية جـ 1ص 81.
أبو حيان: البحر المحيط جـ 8 ص 325.
[173]
ها: صوت يصوت به فيفهم منه معنى خذ.
قال الكسائي وابن السكيت:"العرب تقول: هاء يا رجل، وهاء يا مرأة بالكسر بلا ياء، وللإثنين رجلين أو امرأتين هاؤما، وللرجال هاؤموا وللنساء هاؤن ".
وفيها لغات كثيرة ذكرها أبو حيان في شرح التسهيل.
الزمخشري: الكشاف جـ 3 ص 264.
أبو حيان: البحر المحيط جـ8 ص 325.
[174]
التصريح جـ 1 ص 315.
رسائل لم يحملها البريد
للشيخ عبد الرءوف اللبدي
المدرس بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية
أختي العزيزة "هل"
هذه هي الرسالة الخامسة عشرة التي كنت قد وعدتك من قبل أن أحدثك فيها عن همزة الاستفهام الداخلة على أدوات الشرط:
"لو" و"كلّما"و"لمّا"وها أنا ذي منجزة ما وعدت:
أمّا همزة الاستفهام الداخلة على "لو"الشرطية فقد وردت في سبع آيات من آيات القرآن الكريم:
الآية الأولى قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} . الآية (170) من سورة البقرة.
تتضمن هذه الآية الكريمة أنه إذا قيل لهؤلاء الكفّار من المشركين اتبعوا ما أنزل الله واتركوا ما أنتم عليه من الضلال قالوا لا نتبع ما أنزل الله بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، فردّ عليهم سبحانه وتعالى منكراً موبخاً: أتتبعون ما وجدتم عليه آباءكم ولو كان أولئك الآباء لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون؟!
وقد جاء هذا الاستفهام: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} جاء مفيداً الإنكار (بمعنى لا ينبغي) ومفيداً التوبيخ والتعجب:
فقد أنكر الله سبحانه وتعالى على أولئك الكفرة المشركين ووبخهم أن يتبعوا آباءهم وقد كانوا ضالين جاهلين، ليس لديهم مُسْكة من عقل ولا أثارة من هداية، وأنَّى لهم العقل والهداية وهم يعبدون أصناماً لا تملك نفعاً ولا ضرّا، ويحرّمون على أنفسهم ما أحلّه الله، ويحلّون لها ما حرّم الله؟!
لقد كان ذلك الإتباع عجيباً كل العجب، فقد كان اتباعاً أعمى لآباء ضالين جاهلين، اتباعاً ليس فيه تبصر ولا تعّقل، ولا يقوم على حجة ولا برهان، اتباعاً على طريق الشرّ والضًر والمصير إلى جهنم.
أما إعراب جملة الاستفهام هذه: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} فاكتفى منه بما يلي:
الواو الواقعة بعد همزة الاستفهام واو الحال، و (لو) حرف شرط لا يجزم، وليست (لو) هنا وصلية زائدة للربط والتوكيد. و (كان) ماض ناقص هو فعل الشرط لا محل له من الإعراب. و (شيئاً) يجوز أن يكون مفعولاً به على معنى لا يعقلون شيئاً من الأشياء، فهو نكرة وقعت في سياق النفي فتعمّ، ويجوز أن يكون (شيئاً) منصوباً على المصدرية على معنى لا يعقلون شيئاً من العقل. وجملة:{أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} في محل نصب على الحالية.
وهناك جملة مقدّرة بعد همزة الاستفهام مباشرةً دلّ عليها الكلام السابق والتقدير أيتبعونهم ولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون.
وقد اشتملت هذه الجملة المقدّرة على صاحب الحال وهو الضمير المفعول به (هم) وعلى العامل في الحال وصاحبها وهو مضارع (يتبعون) .
وهذه الجملة المقدّرة دلت على جواب (لو) الشرطية وأغنت عنه، وهو مع متعلقها موضع الإنكار والتوبيخ والتعجب.
وقد أعرب العكبري [1] وابن عطية [2] ومكي بن أبي طالب [3] الواو الواقعة بعد همزة الاستفهام والداخلة على (لو) في قوله تعالى: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ} أعربوها عاطفة، ولم يذكروا المعطوف عليه ولم يقدّروه، وذهب الزمخشري إلى أنها واو الحال [4]، وحاول أبو حيان في تفسيره البحر المحيط [5] أن يجمع بين الرأيين: فقال: "إنها حالية لأنها داخلة على جملة حالية، وهي في الوقت نفسه عاطفة لأنها عطفت الجملة الحالية بعدها على جملة حالية مقدّرة ولكنه لم يذكر تلك الجملة الحالية المقدّرة".
والذي يبدو لي أن الرأي مع الزمخشري، وهو أن الواو الداخلة على (لو) الشرطية واو الحال، وليست واو العطف، لأنه ليس هناك ما يصلح أو يحسن أن يكون معطوفاً عليه.
لا يصلح أن يكون المعطوف عليه هو جملة {بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} لأنها محكية عن المشركين والعطف عليها يجعل المعطوف وهو جملة الاستفهام محكيّاً عنهم، مع أن جملة الاستفهام ليست من كلامهم.
ولا يحسن أن يكون المعطوف عليه جملة شرطية أخرى مخالفة لجملة الشرط المذكورة، فيكون تقدير الكلام معها: أيتبعون آباءهم لو كانوا يعقلون شيئاً ويهتدون، ولو كانوا لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون.
لا يحسن ذلك لأنه تقدير متكلف لا يستدعيه المعنى ولا يتطلبه.
ثم إن الجملة الاستفهامية كلام مستأنق جاء ردّاً على الكافرين وتوبيخاً لهم.
هذا، وقبل أن أنتقل إلى الآية الثانية أحب أن أنقل إليك ملاحظات لأبى حيان تفسيره البحر المحيط [6] تدل على دقة فهم وحسن تذوق لما جاء في قوله تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} ، وهذه هي الملاحظات:
1-
(وإذا) الواردة في قوله تعالى المتقدم تدل على التكرار، تكرار القول لهم أن يتبعوا ما أنزل الله وتكرار جوابهم برفض هذا الإتباع والإصرار على اتباع آبائهم، وفي هذا دلالة على أن الدعوة إلى الإيمان بالله يجب أن لا تيأس وأن لا تتراجع وأن لا تقف أمام إعراض المدعوين عن الحق وشدة تماديهم في الباطل.
2-
وبُني (قِيل) لما لم يسمّ فاعله لأنه أخصر، فلو ذكر الفاعل وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ومن يتبعه من المؤمنين لطال الكلام طولاً لا يستدعيه غرض بلاغي.
3-
وقد ذكر لفظ الجلالة (الله) في (ما أنزل الله) للإعلام بعظم ما أمِروا باٍتباعه، فقد نسب إنزاله إلى الله تعالى، فكان ينبغي أن يتلقّى بالقبول وأن لا يُعارَض باتباع آبائهم رؤوس الضلالة.
4-
وقد قدِّم العقل في قوله تعالى: {لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً} لأن العقل هو الذي تصدر عنه جميع التصرفات، وآخر نفي الهداية في قوله {وَلا يَهْتَدُونَ} لأن ذلك مترتب على نفي العقل، فالهداية للصواب ناشئة عن العقل، وعدم العقل عدم لها.اهـ- مع تصرف بالزيادة والحذف.
الآية الثانية قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} . الآية (104) من سورة المائدة.
تتضمن هذه الآية الكريمة أن هؤلاء الكفرة المشركين كانوا إذا دعوا إلى دين الله وشرعه واتباع ما أنزل الله في كتابه وما يحكم به رسوله، قالوا يكفينا ما وجدنا عليه آباءنا وما كانوا يعملون به من تحليل وتحريم.
فردّ الله سبحانه وتعالى عليهم: أيكفيهم ما وجدوا عليه آباءهم وقد كان أولئك الآباء جاهلين لا يعلمون شيئاً من الحق، ضالين لا يهتدون إلى الصواب، هل يكتفي بما كان عليه أولئك الآباء الضالون الجاهلون إلاّ مَنْ هو أجهلُ منهم وأضل سبيلاً؟!!
وقد جاء هذا الاستفهام: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} جاء مفيداً الإنكار (بمعنى لا ينبغون) ومفيداً التوبيخ والتعجب:
فقد أنكر الله سبحانه وتعالى عليهم ووبخهم وتعجب أن يكفيهم ما وجدوا عليه آباءهم من شرك وضلال وجهالة، وأن يجدوا في أعمال آبائهم وسلوكهم وطرائقهم غِنىً عمّا أنزله الله في كتابه من بيان للحق وهدى للناس.
وموضع الإنكار والتوبيخ والتعجب هو الفعل المقدّر بعد الهمزة مع متعلقه، والتقدير: أيكفيهم ما وجدوا عليه آباءهم ولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون، وقد دلّ على هذا الفعل المقدّر بعد الهمزة الكلام المتقدم عليها.
أمّا إعراب هذا الاستفهام فقد سبق إعراب مثله في الآية الأولى، ولا حاجة إلى الإعادة والتكرار.
الآية الثالثة قوله تعالى: {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} . الآية (88) من سورة الأعراف.
تتضمن هذه الآية الكريمة أن أشراف قوم شعيب الذين استكبروا عن الإيمان بالله وعن الإيمان بأن شعيباً رسول الله قالوا في عتوّ وغرور وتهديد: لنخرجنّك يا شعيب من قريتنا هذه التي هي موطنك الذي نشأت فيه وترعرعت، لنخرجنّك عقاباً لك على هذه التفرقة التي أحدثتها في صفوفنا، وخشية أن يزداد افتتان الناس بهذا الدين الذي تدعونا إليه، ولست بمخرَج وحدَك، لنخرجنَّ معك هؤلاء الذين آمنوا بالله وصدقوك واتبعوك، أو لتعودن أنت ومن اتبعك في ملتنا التي نحن عليها!!
وقد أجابهم شعيب: أنعود في ملتكم ولو كنّا كارهين لتلك العودة؟! إن هذا لن يكون، وما ينبغي أن يكون!!
وقد جاء هذا الاستفهام: {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} جاء مفيداً الإنكار (بمعنى لا ينبغي) ومفيداً النفي: فقد أنكر شعيب ونفى أن يعود هو ومن اتبعه إلى ملة الكفر ملّة أولئك الذين استكبروا عن الإيمان بالله وعن اتباع ما دعاهم إليه.
والواو الواقعة بعد همزة الاستفهام في هذا الاستفهام واو الحال، ولو شرطية غير جازمة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه وأغنى عنه الفعل المقدّر بعد الهمزة، والتقدير: أنعود في ملتكم ولو كنّا كارهين وقد دل على هذا الفعل المقدر بعد الهمزة الكلام المتقدم عليها، وجملة {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} في محل نصب على الحالية، وصاحب الحال الضمير المستتر في الفعل المضارع المقدّر بعد الهمزة وهو (نعود) وهذا الفعل (نعود) هو العامل في الحال وصاحبها. وهو مع متعلقه موضع الإنكار والنفي.
الآية الرابعة في قوله تعالى: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} الآيات (29- 33) من الشعراء.
تتضمن هذه الآيات الكريمة جانباً من المحاجّة التي دارت بين فرعون وموسى عليه السلام حين أتى هو وأخوه هارون فرعون فقالا له: إنّا رسول ربّ العالمين.
وفي هذه الآيات يقول فرعون بعد أن هُزم في هذه المحاجّة، يقول استكباراً عن الحق وتمادياً في الغي مهدًداً موعداً: لئن اتخذت يا موسى إلهاً غيري لأجعلنّك من المسجونين الذين لم تنس بعد كيف يسجنون، وفي أي مكان يحشرون، وأي موت يلاقون!!.
قال له موسى معرضاً عن تهديده ووعيده: أتجعلني يا فرعون من المسجونين ولو جئتك بشيء يبيّن صدق ما أقول لك ويشهد أني رسول ربِّ العالمين، قال له فرعون: فأت بذلك الشيء إن كنت صادقاً في أن لك بيّنة تشهد وبرهاناً يؤيّد.
أذن له فرعون أن يأتي بالشيء المبين ظانّاً أنه لا يستطيع أن يبطل ما يجيء به، ولكن موسى فاجأه بما لم يكن يخطر له على بال:
ألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ليس فيه خيال ولا خداع، ونزع يده السمراء من جيبه فإذا هي بيضاء ذات نور وشعاع.
لم يستطع فرعون أمام هاتين المعجزتين اللتين أذهلتاه إلاّ أن يلتفت إلى أشراف قومه ويقول لهم كذباً وافتراء: ما هذا إلاّ سحر مبين، وإن موسى لساحر عليم. وخوّف قومه بأن موسى يريد بسحره هذا أن يخرجهم من أرضهم وأن يجعلهم غرباء أذلاء.
ثم قال فرعون لقومه وقد أذهلته أدلة موسى الباهرة وأنسته ربوبيته الكاذبة، قال يتودد إلى قومه ويشعرهم أن لهم عنده مقاماً عظيماً ومنزلة عالية: ماذا تأمرون في موسى، وبماذا تشيرون فيه؟
وفي الآيات (36- 51) من سورة الشعراء تمام ما حدث بين فرعون وموسى عليه السلام أمّا استفهام موسى: {أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ} فهو على تقدير جملة محذوفة بعد الهمزة دلّ عليها الكلام السابق، والتقدير: أتجعلني من المسجونين ولو جئتك بشيء مبين، وهذه الجملة المقدّرة مع متعلقها الحال هي موضع الاستفهام، وهو استفهام حقيقي ساقه موسى إلى فرعون بعد أن استشاط فرعون من غضب وامتلأ من غيظ، وبهذا الاستفهام استطاع موسى أن يخفف من غلواء فرعون وأن يستدرجه إلى الاستماع إليه، فسكت عن فرعون غيظه وغضبه ووعيده، وهدأ ولان وسكن، وأجاب موسى: فأت به إن كنت من الصادقين.
أمّا إعراب هذه الصيغة الاستفهامية: {أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ} فقد مضى إعراب مثلها في الآية الأولى، ولكنني أقول- زيادة في الإيضاح-: همزة الاستفهام داخلة على محذوف دلّ علية الكلام السابق والتقدير: أتجعلني من المسجونين ولو جئتك بشيء مبين، والواو الداخلة على (لو) حالية، و (لو) شرطية جوابها محذوف دلّ عليه وأغنى عنه الجملة المقدّرة بعد الهمزة، والواو وما دخلت عليه في محل نصب على الحال، وصاحب الحال ياء المتكلم في جملة (أتجعلني من المسجونين) المقدّرة بعد الهمزة، والعامل في الحال وصاحبها الفعل المضارع (تجعل) .
الآية الخامسة قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} . الآية (21) من سورة لقمان.
تتضمن هذه الآية الكريمة أن أولئك الذين يجادلون في الله عن جهالة وضلال كانوا إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله على رسوله وصدقوا به، فهو الذي يهدي إلى الحق ويبعد عن الباطل- أبوا هذا الإتباع، وقالوا: بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا من عبادة أصنام وحلال وحرام.
فردً الله جلّ وعلا عليهم: أيتبعون ما وجدوا عليه آباءهم ولو كان الشيطان يدعو أولئك الآباء إلى ما يكون عقباه عذاب السعير؟!
وقد جاء هذا الاستفهام: {أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} . جاء مفيداً الإنكار (بمعنى لا ينبغي) ومفيداً التوبيخ والتعجب:
فقد أنكر الله سبحانه وتعالى على أولئك المشركين من كفار مكة وأمثالهم ممن يجادلون في الله عز وجل عن جهل وضلال، أنكر عليهم أن يتبعوا آباءهم في عبادة أصنام وجهالات وضلالات وأباطيل زيّنها الشيطان لأولئك الآباء فقادهم إلى عذاب الجحيم، وأن يتركوا ما أنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من الحق والهدى والرشاد الذي يقود إلى نعيم الجنّة، لقد أنكر الله عز وجل عليهم ذلك ووبخهم عليه وتعجب منه.
وهمزة الاستفهام داخلة على محذوف دلّ عليه الكلام السابق، والتقدير: أيتبعون آباءهم ولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير، وهذا المحذوف المقدّر مع متعلقه هو موضع الإنكار والتوبيخ والتعجب.
الآية السادسة قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ} الآية (43) من سورة الزمر.
تتضمن هذه الآية الكريمة أن المشركين من قريش قد اتخذوا أصنامهم التي يعبدونها من دون الله ويزعمونها آلهة، قد اتخذوها شفعاء تشفع لهم عنده تعالى في حاجاتهم.
قل يا محمد لهؤلاء المشركين من قومك: أتتخذون أصنامكم شفعاء ولو كانوا لا يملكون نفعاً ولا ضرّاً ولا شفاعة ولا شيئاً غير ذلك، أتتخذونهم شفعاء ولو كانوا لا يعقلون شيئاً ولا يدركون؟!
وقد جاء هذا الاستفهام: {قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ} جاء مفيداً الإنكار (بمعنى لا ينبغي) ومفيداً التوبيخ والتعجب: فقد أنكر الله سبحانه وتعالى على المشركين أن يتخذوا من أصنامهم التي لا تملك شيئاً ولا تعقل، أن يتخذوا منهم شفعاء تشفع لهم عنده تعالى، ووبخهم على ذلك الاتخاذ وتعجب منه.
فموضع الإنكار والتوبيخ والتعجب هو الجملة المقدّرة بعد الهمزة مع متعلقها، وتقديرها: أتتخذونهم شفعاء ولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون. وقد دلّ على هذه الجملة المحذوفة المقدّرة قوله {أم اتخذوا} .
الآية السابعة في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} الآيات (23- 25) من سورة الزخرف.
تتضمن هذه الآيات الكريمة:
لم نرسل يا محمد من قبلك رسولاً إلى قرية يدعو أهلها إلى عبادة الله ويحذرهم من عبادة الأصنام ويخوفهم من سخط الله وعقابه إلاّ قال رؤساؤها المترفون معرضين عمّا جاءهم به ذلك الرسول: إنّا وجدنا آباءنا على ملة وإنّا على آثارهم مقتدون، نفعل كالذي يفعلون ونقول كالذي يقولون، ونعبد ما كانوا يعبدون.
فلم يكن بدعاً يا محمد أن يسلك مشركو قومك طريق من قبلهم مِن أهل الشرك بالله في إجابتهم إياك بما أجابوك به، وفي احتجاجهم بما احتجوا به للإقامة على دينهم الباطل والإستمرار على عبادة الأصنام.
كان كلّ رسول يقول لأهل القرية التي أرسل إليها بعد أن يجيبوه بأنهم سوف يظلون على دين آبائهم، كان يقوله لهم: أتتبعون آباءكم ولو جئتكم من عند ربكم بدين أهدى إلى طريق الحق وأدل على سبيل الرشاد من دين آبائكم الباطل وملتهم الخاسرة.
كان أهل تلك القرى يقولون لأولئك الرسل الذين أرسلوا إليهم:
إنّا بما أرسلتم به جاحدون منكرون ولو كان أهدى مما وجدنا عليه آباءنا.
لقد انتقمنا من أولئك المكذبين بالرسل، فانظر يا محمد كيف كان عاقبة المكذبين، ولا تكترث بما يفعل المشركون، وسوف يرون أيَّ منقلب ينقلبون!!
وقد جاء هذا الاستفهام {أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ} جاء مفيداً الإنكار (بمعنى لا ينبغي) ومفيداً التعجب:
فقد أنكر الرسل على أقوامهم الكافرين أن يتبعوا دين آبائهم الباطل، وأن يعرضوا عمّا جاؤهم به من الدين الحق، أنكروا على الكافرين ذلك، وعجبوا أن يقلدوا آباءهم تقليداً أعمى لا يقوم على تفكير سليم، ولا على حجة من كتاب منزل.
وهناك جملة محذوفة مقدَّرة بعد همزة الاستفهام دلّ عليها ما قبل الهمزة والتقدير أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بأهدى ممّا وجدتموهم عليه، وهذه الجملة المحذوفة المقدّرة هي ومتعلقها موضع الإنكار والتعجب.
أختي العزيزة:
أمّا همزة الاستفهام الداخلة على (كلّما) الشرطية فقد وردت في آيتين اثنتين:
الآية الأولى قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} . الآية (87) من سورة البقرة.
يتضمن هذه الآية الكريمة: يا بني إسرائيل قد نزّلنا التوراة على موسى رسولاً إليكم، وأرسلنا إليكم من بعده الرسل تترى رسولاً بعد رسول، يسيرون على شريعته ومنهاجه، ويعملون بما كان يعمل، ثم بعثنا إليكم من بعدهم عيسى بن مريم يأمركم بإقامة التوراة والعمل بما جاء فيها، وآتيناه الآيات التي تدل على أنه رسول من عند الله إليكم كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، وأعطيناه الإنجيل ونصرناه بجبريل، فكنتم كلما جاءكم رسول بما لا تهواه أنفسكم استكبرتم عن الإيمان به واتباعه إحتقاراً له وإعجاباً، بأنفسكم، ففريقاً من هؤلاء الرسل كنتم تكذبون، وفريقاً كنتم تقتلون.
وقد جاء هذا الاستفهام: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} جاء مفيداً الإنكار (بمعنى لا ينبغي) ومفيداً التوبيخ والتعجب: فقد أنكر الله سبحانه وتعالى على بني إسرائيل ووبخهم على تكبرهم على الرسل واحتقارهم إياهم، وعلى قتل من يستطيعون قتله، وعلى تكذيب من لا يستطيعون إلى قتله سبيلاً.
ولقد كانت حالهم هذه التي استحقوا التوبيخ عليها والإنكار من الله عز وجل، كانت مدعاة أيضاً إلى التعجب، فقد كانوا سفهاء في استقبالهم دعوة الحق والصدق، جهلاء سفّاكين للدماء في معاملتهم رسل الله الداعين إلى الخير والهدى.
وإعراب هذا الاستفهام: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} :
الفاء الواقعة بعد همزة الاستفهام عاطفة، عطفت الجملة التي بعدها على الجملة التي قبل الهمزة، فكأنه قيل لقد آتيناكم يا بني إسرائيل ما آتيناكم فكلّما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم.
و (كلّما) أداة شرط لا تجزم، وهي ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب على الظرفية، وجملة (جاءكم) جملة الشرط، وجملة استكبرتم جملة الجواب، والعامل في كلما هو جوابها، ولا يكون شرطها وجوابها إلاّ فعلاً ماضياً.
و (كلما) تفيد التكرار: تكرار الشرط وتكرار الجواب [7] .
وموضع الإنكار والتوبيخ والتعجب هو جواب كلّما مع متعلقه، فموضع الإنكار والتوبيخ والتعجب في هذه الآية الكريمة هو تكبر بنى إسرائيل على الرسل وقتلهم وتكذيبهم كلما جاءوا إليهم.
الآية الثانية التي دخلت فيها همزة الاستفهام على (كلّما) الشرطية جاءت في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ} الآيات: (99- 101) من سورة البقرة.
تتضمن هذه الآيات الكريمة:
لقد أنزلنا إليك يا محمد هذا القرآن مشتملاً على آيات واضحات تبين لعلماء بني إسرائيل وأحبارهم الجاحدين نبوّتك، المكذبين برسالتك، تبين لهم أنك رسول الله حقاً وصدقاً، وما يجحد تلك الآيات الدالة على صدق نبوّتك وصدق رسالتك إلاّ الخارجون منهم من دينهم الكافرون بما اشتملت عليه توراتهم.
ومن قبائح يهود بني إسرائيل أيضاً أنهم كانوا كلّما عاهدوا ربهم عهداً لَيعملُنَّ به نقض فريق منهم ذلك العهد، ولقد كانت تلك المعاهدات التي يعاهدون عليها الله ثم ينقضونها كثيرة جداً، حتى لكأنما أصبح إعطاء العهود ثم نقضها سجية فيهم وخليقة. وما كان أولئك اليهود الذين يعاهدون فينقضون قلة في العدد، بل كان أكثرهم يعاهد فينقض ويكفر بالله ورسوله.
ولمّا جاء اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله بتصديق ما اشتملت عليه التوراة التي معهم من أن محمداً نبي الله- نبذ علماؤهم الذين أعطاهم الله العلم بالتوراة، نبذوا هذه التوراة ورفضوا العمل بما جاء فيها وهو التصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم.
لقد رفض علماء بني إسرائيل الذين يعلمون ما في التوراة من الأمر باتباع محمد صلى الله عليه وسلم وتصديقه، رفضوا التصديق به واتباعه، ورفضوا الوفاء بما عاهدوا الله عليه، كأنهم لا يعلمون التوراة ولا يعلمون ما جاء فيها، وكأنما التوراة لم تخطر لهم على بال.
ولقد جاء هذا الاستفهام: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} جاء مفيداً الإنكار (بمعنى لا ينبغي) ومفيداً التوبيخ:
فقد أنكر الله عز وجل على اليهود ووبخهم أن ينقض أكثرهم ما عاهدوا الله عليه مرة بعد مرة وكرة بعد أخرى حتى أصبح نقض العهود خلقاً لازماً فيهم لا يبرح، وسجية أصيلة لا تنفك.
فموضع الإنكار والتوبيخ هو جواب كلما مع متعلقه: وهو نبذ فريق منهم العهد كلّما عاهدوا الله عليه.
و (عهداً) في قوله تعالى: {عَاهَدُوا عَهْداً} مفعول ثان لعاهد، لأن عاهد هنا تضمنت معنى أعطى فتأخذ مفعولين، والمفعول الأول محذوف لدلالة السياق عليه، والتقدير: أو كلّما عاهدوا الله عهداً.
أختي العزيزة:
أمّا همزة الاستفهام الداخلة على (لمّا) الشرطية فقد وردت في آية واحدة هي قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} . الآية (165) من سورة آل عمران.
تتضمن هذه الآية الكريمة أن المؤمنين في معركة أحد قد أصيبوا بأن قَتل المشركون منهم سبعين نفراً، وكان المؤمنون من قبل قد أصابوا من المشركين في معركة بدر ضعفي ما أصابه المشركون منهم ومع ذلك فقد عظم على المؤمنين ما أصابهم في معركة أحد، فقد هُزموا فيها وكثر فيهم القتلى، فأخذوا يعجبون ويقولون: كيف حدث هذا ونحن مسلمون وهم مشركون وفينا نبي الله وعدوّنا أهل كفر وشرك؟!!
فأمر الله جلّ وعلا رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يجيبهم:
هذا الذي أصابكم كان من عند أنفسكم، كان بمخالفة أمري، وبترككم طاعتي، ولم يكن بسبب أحد سواكم، والله سبحانه وتعالى ذو قدرة على أن يفعل بخلقه ما يريد، فينصر من يشاء، ويمنع النصر عمن يشاء.
وقد جاء هذا الاستفهام: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} جاء مفيداً لإنكار والتقريع:
الإنكار بمعنى ما كان ينبغي لكم أن تقولوا متعجبين: كيف وقعت هذه المصيبة، ومن أين جاءت، وقد كنتم السبب فيها، فقد تركتم موضع الرماة مخالفين أمر الرسول طامعين في الغنائم.
وجاء مفيداً التقرح أيضاً على تعجبهم من لحاق الهزيمة بهم وكثرة القتلى منهم، مع أنه لا عجب فيما وقع لهم بعد أن عصوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وخالفوا عن أمره.
أمّا إعراب {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} فالهمزة حرف استفهام، والواو الواقعة بعدها عاطفة عطفت الجملة التي بعدها على ما قبل الهمزة، و (لمّا) أداة شرط لا تجزم مبنية على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية، وهي منصوبة بجوابها (قلتم) أمّا جملة الشرط (أصابتكم) . فهي في محل جر بإضافة (لمّا) إليها. و (أنَّا هذا) :(أنَّى) اسم استفهام يفيد التعجب مبني على السكون في محل خبر مقدم، و (هذا) في محل رفع مبتدأ مؤخر، وجملة (أنّى هذا) في محل نصب مفعول به لـ (قلتم) وجملة {قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} كما محل رفع صفة لمصيبة.
والقول بظرفية (لمّا) رأي ابن السراج والفارسي وابن جني وجماعة من النحاة منهم ابن مالك [8] ، أمّا سيبويه [9] فقد ذهب إلى أنها حرف وجود لوجود، وتقتضي جملتين وجدت ثانيتهما عند وجود أولاهما، وهي مختصة بالدخول على الفعل الماضي.
أختي العزيزة "هل":
بهذه الرسالة ينتهي حديثي إليك عن همزة الاستفهام الداخلة على أدوات الشرط، وسوف أحدثك في الرسالة القادمة إن شاء الله تعالى عن همزة الاستفهام الداخلة على الفعل الماضي "رأي".
أسأل الله تعالى أن يعين وأن يسدّد الخطا، وأن يهديني سبيل الرشاد.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
أختك
همزة الاستفهام
مراجع ما جاء ني هذه الرسالة
المراجع على وجه الإجمال:
1-
تفسير أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، الطبعة الثانية، الناشر، الحلبي بمصر.
2-
تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي، الناشر: مكتبة النصر الحديثة بالرياض.
3-
تفسير أبي السعود، الناشر: مكتبة عبد الرحمن محمد بالقاهرة.
4-
تفسير القرطبي: نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب المصدرة.
5-
تفسير الفخر الرازي، الطبعة الثانية. الناشر: دار الكتب العلمية بطهران.
6-
الفتوحات الإلهية المعروفة بحاشية الجمل على الجلالين، الناشر: الحلبي بمصر.
7-
تفسير ابن كثير، الناشر: الحلبي بمصر.
8-
الكشاف للزمخشري الناشر: الحلبي بمصر.
9-
تفسير البيضاوي ومعه تفسير الجلالين، طبعة ثانية، الناشر: الحلبي بمصر.
10-
إملاء ما منّ به الرحمن للعكبري، الطبعة الأولى، الناشر: الحلبي بمصر.
11-
مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبى طالب، تحقيق محمد السواس، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق.
13-
مغني اللبيب لأبي هشام الأنصاري، تحقيق الدكتور/ مازن المبارك وزميله الطبعة الثانية، الناشر: دار الفكر.
13-
شرح الرضى على كافية ابن الحاجب في النحو، نسخة مصورة، الناشر: دار الكتب العلمية: بيروت- لبنان.
14-
همع الهوامع للسيوطي، نسخة. مصورة، الناشر: دار الصرفة: بيروت.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]
إملاء ما مَنّ به الرحمن للعكبري ج 1ص 75.
[2]
البحر المحيط لأبي حيان ج 1 ص 480
[3]
مشكل إعراب القرآن لمكي ج 1 ص 80.
[4]
الكشاف للزمخشري ج 1 ص 338.
[5]
البحر المحيط لأبي حيان ج 1 ص. 480.
[6]
البحر المحيط لأبى حيان ج 1 ص. 480.
[7]
البحر المحيط لأبى حيان ج 1 ص 300- همع الهوامع ج 2ص 74، مشكل إعراب القرآن لمكي ج 1 ص 29- شرح الرضي على الكافية ج 2 ص 114.
[8]
المغني لابن هشام ج 1 ص 310، همع الهوامع للسيوطي ج 1 ص 215، شرح الرضي على الكافية ج 3 ص 127.
[9]
المغني لابن هشام ج 1 ص 310، همع الهوامع للسيوطي ج 1 ص 215، شرح الرضي على الكافية ج 3 ص 127.
دلالة الأصل والتركيب بين ابن فارس والصاغاني
للدكتور يحيى عبد الرؤوف جبر
عمان - الأردن
يراد بالأصل والتركيب في اصطلاح ابن فارس والصاغاني ما درج المحدثون على تسميته بالمادة أو الجذر اللغوي الذي يكون منه الإشتقاق والبناء.
وسندور بهذه الدراسة القصيرة حول هذا الموضوع في كتابين هما "معجم مقاييس اللغة"لابن فارس "والعباب الزاخر واللباب الفاخر"للحسن بن محمد الصاغاني، أو هو الصًّغانيّ دون ألف بعد الصاد.
وجدير بالذكر أن أحداً من أعلام اللغويين القدماء لم يعرض لهذا النوع من التصور فيما نعلم. ولا نشك للحظة في أن الصغانيّ إنما فعل ما فعل إقتداء بابن فارس وجرياً على أسلوبه، فهو كثيراً ما يروى عنه، وينقل. غير أن هذا لا ينفي أن تكون للصغاني وجهة نظر مختلفة كثيراًَ أو قليلاً، أو أن يكون مذهبه أوسع أو أضيق مما كان عليه ابن فارس.
وقد ألمح ابن جني لذلك في خصائصه، غير أن الأمر لا يبدو واضحاً عنده، ونورد فيما يأتي عبارتين توضحان رأي ابن جني في هذا المجال، وذلك حيث يقول: فأما مقابلة الألفاظ بما يشاكل أصواتها من الأحداث فباب عظيم واسع
…
وذلك أنهم كثيراً ما يجعلون أصوات الحروف على سمت الأحداث المعبر بها عنها، فيعدلونها بها، ويحتذونها عليها، وذلك أكثر مما نقدره، وأضعاف ما نستشعره [1] وحيث يقول أيضاً: وذلك أنهم يضيفون إلى اختيار الحروف وتشبيه أصواتها بالأحداث المعبر عنها بها ترتيباً، وتقديم ما يضاهي آخره، وتوسيط ما يضاهي أوسطه، سوقاًَ للحروف على سمت المعنى المقصود [2] ويضرب لذلك مثلاً "بحث"فيقول: فالباء لغلظها تشبه خفة الكف على الأرض، والحاء لصحلها تشبه مخالب الأسد وبراثن الذئب ونحوهما، إذا غارت في الأرض، والثاء للنفث والنبث للتراب.
أما صاحبانا: ابن فارس والصغاني، فقد تبنيا هذه الفكرة، وهذا التصور، ولم تكد تخلو من الإشارة إليهما مادة من مواد معجميهما، غير أن ثمة ما هو جدير بالملاحظة، ذلك أن ابن فارس كان يقدم الدلالة العامة للأصل. أما الصغانيّ فعلى العكس من ذلك، حيث كان يؤخرها ويذيل بها شروحه لمعاني المادة، ومشتقاتها.
وقد يورد ابن فارس الأصل اللغويّ دون ذكر كلمة "أصل"ولكنه يباشر التفسير والشرح، ومن ذلك قوله [3] في "أزف": الهمزة والزاء والفاء يدل على الدنو والمقاربة. يقال: أزف الرحيل، إذا اقترب ودنا- يريد الأصل وأزف.
وربما استخدم "كلمة"في موضع "الأصل"، ومن ذلك قوله في "بذل": الباء والذال واللام كلمة واحدة، وهو ترك صيانة الشيء. أما الشائع في معجمه فهو استخدام كلمة "الأصل".
وقد ينعت الكلمة والأصل بالتفرد أو الصحة أو غيرهما. ومن ذلك قوله السابق في "بذل"حيث نعت كلمة بـ "واحدة"، ومنه قوله [4] : الباء والغين والراء أصل واحد
…
وفيه كلمات متقاربة في الشرب ومعناه، فالبغر أن يشرب الإنسان ولا يروى، وهو يصيب الإبل [5] أيضاً. وحكى بعضهم بُغرت الأرض، إذا لينها المطر [6] .
ونستخلص من الأمثلة السابقة أن ابن فارس عندما يقول "كلمة واحدة"يريد أنه ليس في العربية غيرها من ذلك الأصل. أما الأصل فهو ما يشتق منه لمعناه العام، ويتضمن عدداً من المفردات والكلمات. ومما يوضح مذهبه في مصطلح "الكلمة"قوله في مادة "بيظ": الباء والياء والظاء كلمة ما أعرفها في فصيح كلام العرب، ولو أنهم ذكروها ما كان لإثباتها وجه، قالوا: البيظ ماء الفحل!.
وربما نعت الأصل بأنه صحيح، ومن ذلك قوله: العين والفاء والقاف أصل صحيح
…
، يريد أنه مادة من مواد العربية، وإن لم يكن شائعاً.
وقد يأتي ابن فارس بمادة، فيفصل القول في معاني مشتقاتها ليقف على أنّ ثمة تبايناً فيما بينها، وأن يمكن أن تُبلْور في معنيين، ومن ذلك قوله في "عقر": العين والقاف والراء أصلان متباعدٌ ما بينهما، وكل واحد منهما مطردٌ في معناه، جامع لمعاني فروعه، فالأول الجرْح وما يشبهه من الهزم في الشيء. والثاني دالٌّ على ثباتٍ ودوام. فكأن صاحبنا يريد أن يقول إن لهذه المادة دلالتين.... وذلك أمر ليس صحيحاً، فالأصل في المادة أن تكون لدلالة واحدة، وسنناقش ذلك في ما يأتي.
ويدخل الصغانيّ المضعّف الرباعي في المادة الثلاثية، وكأنه يرى أن الأصل في الدلالة للحرفين الأول والثاني، بالرغم من أنه لم يصرح بذلك، ولكنا نراه في كلامه. ومن ذلك أنه أورد حفحف في حفّ، لمن ضاقت معيشته، والحفحفة من الأصوات. وأورد الرفرف والرفارف في مادة "رَفَّ".
والصغاني، كابن فارس، يورد أحيانا أن "التركيب" يدل على أكثر من معنى، ومن ذلك قوله في (ضفف) [7] :"والتركيب يدل على الاجتماع، وعلى القلة والضعف"، وقوله في مادة (صيف) :"إن مدار التركيب يدل على زمان، وعلى مَيْل وعُدول".
ومن الطريف أن الصغانيّ كثيراً ما يتقفّى أثر ابن فارس في معجمه، ويترسم خطاه، ومن ذلك ما أورده في مادة (ظرف) من قوله- في آخرها: وقال ابن فارس في آخر هذا التركيب: "وما أحسب شيئاً من ذلك في كلام العرب"[8] وما ورد في مادة (صعف) من قوله: وقال ابن فارس: "الصاد والعين والفاء ليس بشيء على أنهم يقولون الصَّعْف شراب"[9] .
ولعل ما ذهب إليه الرجلان من دلالة الأصل أو التركيب هو أول وأوضح ما وصل إليه المتقدمون على طريق تحديد دلالة المادة اللغوية، غير أن رؤيتهما لم تكن من الدقة والاكتمال بحيث ترتقي إلى مستوى الرؤية الحديثة، ولا عجب، فالحكم على الماضي بمعايير الحاضر أمر لا يصح بحال، كما أن في المستوى العلمي لعصرهما ما يكفي عذراً لهما. وهل يبدأ البنيان إلا من أسفل؟.
إن كثيراً من الدلالات التي أورداها لهذا الأصل أو ذاك مما قالا بتباينها واختلافها- هي في الحقيقة دلالة واحدة، ولكن نظرتهما إلى الدلالات المتباينة كانت تتم من زوايا مختلفة، وإن نظرة شموليةً للمعاني المختلفة لتقفنا على دلالة واحدة للمادة الواحدة، تجمع بينها كقاسم مشترك. وذلك هو الأصل في علم الدلالة، غير أن المرء قد يجد بين المعاني ما يشير إلى تباين، كأن يشير إلى وقوع أحدها على ما هو معنويّ، وآخرهما على ما هو ماديّ، فيصعب التوجيه إلا بتوسيع دائرة النظر، والتَّبصًّر في العلاقات الكامنة بين هذا وذاك.
ونورد في ما يأتي أمثلة تعكس الاختلاف في دلالة المادة الواحدة، ثم نعود لنبين أثر الاختلاف في الزاوية التي كان منها النظر في اختلاف الدلالة، ونخلص من ذلك بما يؤكد وحدة الدلالة للمادة الواحدة.
جاء في معجم المقاييس "فضح"قول ابن فارس: الفاء والضاد والحاء كلمتان متقاربتان تدل إحداهما على انكشاف شيء، ولا يكاد يقال إلا في قبيح، والأخرى تدل على لون غير حسن أيضاً، فالأول قولهم: فضح الضبح وفضَّح إذا بدا، ثم يقولون في التَّهتُّك: الفضوح، قالوا: وافتضح الرجل إذا بدت مساويه. وأما اللون، فيقولون: إن الفَضَح غُبْرةٌ في طُحْلةٍ [10] وهو لون قبيح، وأفضح البُسر [11] إذا بدتْ منه حُمْره".
وقبل أن نسترسل، يحسن أن نُقلِّب هذا القول، لنرى أن الدلالتين على اللون والانكشاف هما في الحقيقة دلالة واحدة، يمكن ترجمتها بقولنا "انقشاع حائل وظهورُ جديد"، وينفرع عن هذه الدلالة كل من الدلالات السابقة، فالغُبْرةُ في الطُّحْلة كبياض الفجر في سواد الليل سواء بسواء، وكاحمرار البُسر في خضرته، وقل مثل ذلك في انقشاع "ثوب الستر"عن الرجل لتبدو مساويه، وهذا الأخير من المعنويّ، وهو منشعب وناجم عن الدلالة لعلاقة مجازية.
وقال ابن فارس أيضاً [12] : "العين والقاف والراء أصلان متباعد ما بينهما، وكل واحد منهما مطردٌ في معناه، جامع لمعاني فروعه، فالأول: الجرح أو ما يشبه الجرح من الهزم في الشيء، والثاني دالّ على ثبات ودوام، فالأول قول الخليل: العُقْر كالجُرح
…
يقال: عَقَرْتُ الفرس أي كَسَعْتُ قوائمه بالسيف، وفرس عقير ومعقور
…
وتعقر الناقة حتى تسقط، فإذا سقطت نحرها مستمكناً منها
…
وقول القائل: عَقَرْتَ بي، معناه أطلت حبسي، ليس هذا تلخيص الكلام، إنما معناه حبسه حتى أنه عقر ناقته، فهو لا يقدر على السير. وأما الأصل الآخر، فالعَقْر القَصْر الذي يكون معتمداً لأهل القرية يلجأون إليه. قال لبيد:
بأشباهٍ حُذين على منال وافر [13]
كعقر الهاجريِّ إذابتناه
أبو عبيد: "العقر كل بناء مرتفع
…
". قال الخليل: "عقر الدار محَلَّة القوم بين الدار والحوض، كان هناك بناء أولم يكن.... ومن الباب عُفْرُ النار: مجتمع جمرها".
قلت: قوله فالأول قول الخليل: العقر كالجرح.... لا يعني أن العقر هو الجرح وإنما الذي نراه هو أنه أراد أن العقر كالجرح في ضم أوله وسكون ثانيه، ذلك إلى جانب أن هذا التوجيه لا يتنافى مع ما أورده عقب ذلك من قوله "عقرت الفرس، أي: كسعت قوائمه بالسيف"، ذلك أن العقر ليس جرحاً في أي موضع وعلى أية هيئة كانت. ولكنه جرح بالغ ويكون في الأعقاب عرضاً، بحيث يؤدي إلى قطع الأعصاب التي تتحكم في العضلات فتسقط الدابة، ومن ذلك قولهم كلب عقور، لأنه يأتي من وراء الإنسان فيعضه في عقبه أو عضلة ساقة "فيعقره"، وهذا مثل كسع قوائم الدابة، ومن هنا كان ما أردف به من قول القائل: عَقَرْت لي، أي: حبستني، وبهذا تكون الدلالة الأولى للعقر هي التثبيت في المكان واللبث عن السير، بقطع أسباب القيام والسير من الرجلين.
وننتقل إلى الدلالة الثانية التي أورها ابن فارس نقلاً عن شيوخه، وهي "مجتمع الناس والنار في المكان"على النحو الذي أوضحه، أي المكان الذي يلبثون فيه (ويثبتون) معظم أوقاتهم. وهكذا نرى أن الدلالتين التقتا، وأنهما في الحقيقة دلالة واحدة قائمة على معنى الثبات والتثبيت بشكل أو بآخر.... أليس الموت واحداً وإن تعددت الأسباب؟ والتشبع والريّ وإن اختلفت المأكولات والمشروبات؟.
ويلاحظ أثر اختلاف الزاوية المنظور منها في أن الدلالة (الأولى) كان النظر إليها من خلال العلة الكامنة وراء الحدث، ومراعاة لها، بينما كان النظر إلى الأخرى من خلال المكان الذي يتم فيه الحدث، كإطلاق كلمتي السنة والقحط على الجدب، الأولى لعلاقة الظرفية والثانية لعلاقة السببية.
ونسوق فيما يلي مثالاً من العباب يوضح التشابه الكبير بين الصغاني وابن فارس، وذلك حيث قوله في مادة (صرف) : "والتركيب معظمه يدل على رجع الشيء
…
، وقد شذّ عنه الصِّرْف للصِّبْغ"وقبل أن نمضي قدماً نتساءل أين تقع المعاني التالية من الدلالة على "رجع الشيء":
1 -
أصرف الشاعر، إذا أقوى في شعره.
2 -
والتصريف، بمعنى الاشتقاق.
3 -
وتصريف الخمر، بمعنى شُرْبها.
4-
وصَرَّفت الرجل في أمري تصريفاً، فوَّضْتُه.
وغيرهما؟ أم هي الأخرى شاذة كالصرف للصبغ؟ أم أنها من المجاز الذي ينبغي أن لا يُعوَّل عليه، وأن لا لوقف عنده حين البحث عن الدلالة الأصلية؟.
وبإلقاء نظرة شمولية على الدلالتين اللتين أوردهما الصغانيّ لمادة "صرف"نستطيع أن نقف على حقيقة مفادها أن تينك الدلالتين هما دلالة واحدة يمكن أن نبلورها في معنى "إحلال شيء مكان آخر، أو إزالة شيء ليكون آخر"ورجع الشيء يعني أن الشيء لا يكون فيكون وأن الأديم (الجلد) يكون ذا لون فيصبغ بمادة تغير لونه، وبذلك يكون شيء قد حل محل شيء آخر، وكأن اللون الأول رجع واختفى، وأسند الأمر إلى لون الصبغ.
وخلاصة القول أن لكل مادة أو أصل أو تركيب دلالة واحدة، وإن بدا خلاف ذلك فإنّ الأمر يقتضي مزيداً من البحث وإمعاناًَ بالنظر، وتقليباً لجوانبه، وسيؤدي ذلك بنا إلى قاسم مشترك يجمع بين ما بدا مختلفاً.
والغالب أن تكون الدلالة الأصلية لكل مادة محسوسة، أي: يمكن إدراكها بالحواس التي زود الله بها الجسم، وإن بدا خلاف ذلك فلابد من تعقب تاريخي لتطور دلالة المادة. وبعد، فإن ابن فارس، والصغاني من بعده ليعدان في طليعة أولئك الذين عرضوا للدلالة، وإن الفضل يعود إليهما في فتح ذلك الباب الذي هداهما الله إليه. ذلك بالرغم من أنهما لم يبلغا بذلك حداًَ علمياًَ دقيقاً يصلح لأن يرقى بمذهبهما إلى مستوى القاعدة أو النظرية.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]
الخصائص – الطبعة المصرية 2/157.
[2]
نفس المرجع 2/163.
[3]
معجم المقاييس (أزف) .
[4]
نفس المرجع (بغر) .
[5]
وهو الهيام، مرض يصيب الإبل. شرب الماء ولا ترتوي حتى تموت قال تعالى:{فشاربون شرب الهيم} جمع هيماء.
[6]
ويسمى التهاميون والعسيريون وفرة الأرض عقب المطر "بَغرة"، سمعت ذلك منهم، وليس عندهم غيره فيما نعلم، وهو أن تصبح الأرض صالحة للحرث.
[7]
العباب (ضفف) .
[8]
معجم المقاييس (ظرف) .
[9]
نفس المرجع (صعف) .
[10]
الطحلة: السمرة الشديدة، أخف من السواد.
[11]
البسر: البلح قبل أن يخالطه اللون.
[12]
مادة (عقر) .
[13]
ديوان لبيد ط 1880 ص 112.
دور كلية القرآن الكريم مراجعة المصاحف
إعداد: قسم القراءات
بعون من الله وفضل نتناول تحت هذا العنوان بالدرس والتحليل كل ما يرد إلى كلية القرآن الكريم من طبعات للمصحف الشريف في هذه الفترة التي راجت فيها سوق الطباعة وازدهرت وتنافست المطابع ودور النشر في إخراج طبعات من المصحف الشريف.
كل يريد أن يفوز بقصب السبق في هذا الميدان ويحرز شرف خدمة كتاب الله عز وجل ونتج عن هذا التنافس الشريف وقوع بعض الأخطاء في بعض طبعات المصحف، الأمر الذي لا يقره ولا يسكت عليه كل مسلم غيور على القرآن الكريم، فالحق أحق أن يتبع. ولقد دأبت كلية القرآن الكريم منذ إنشائها على مراجعة الكثير من طبعات المصاحف وتصويب الأخطاء المطبعية التي ظهرت في تلك الطبعات، وذلك بإرسال تقارير مفصلة إلى دور النشر التي لوحظ على طبعاتها بعض الملاحظات، سواء أكانت هذه الملاحظات جوهرية أم فنية، أم كانت من جهة المخالفة لقواعد الرسم العثماني وقواعد الضبط، وإيماناً منا بواجب الحفاظ على كتاب الله تبارك وتعالى نرجو من كل مسلم أن يتعاون معنا ويوافينا بأية ملاحظة يقع عليها بصره أثناء تلاوته كتاب ربه سبحانه، مبيناً نوع الخطأ المطبعي الذي رآه، ورقم الصفحة، واسم السورة وعنوان الناشر، حتى يتسنى لنا القيام بواجب التناصح نحو كتاب الله رب العالمين، ولنذكر نموذجاً من الملاحظات التي وردت إلى كلية القرآن الكريم على سبيل المثال لا على سبيل الحصر:
1-
ورد إلينا نسخة من مصحف الحرمين الشريفين المطبوع بدار الفكر ببيروت سنة 1399 هـ (1979 م) :
وبعد المراجعة لاحظنا وقوع عدة أخطاء في طبع هذا المصحف الشريف وأن منها ما هو متعلق بالنص القرآني، ومنها ما هو متعلق بالرسم العثماني ومنها ما هو متعلق بالضبط، وقد أعددنا تقريراً مفصلاً وشاملاً لكل هذه الأخطاء، حتى يتسنى للمسئولين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مخاطبة الجهات المختصة لاتخاذ اللازم نحو الإتصال بدار الفكر ببيروت لوجوب تصحيح هذه الأخطاء، حفاظاً على كتاب الله تعالى وعدم السماح لأي دار من دور الطباعة بطبع مصحف من المصاحف إلا بعد عرضه على لجنة مراجعة المصاحف، صوناً له من الخطأ.
وفي هذه الأيام جاءتنا نسخة أخرى من مصحف الحرمين الشريفين طبعت بدار الفكر ببيروت سنة 1403 هـ (1983 م) :
فقمنا بمراجعتها، فاتضح لنا أن الأخطاء التي لاحظناها على النسخة الأولى المطبوعة سنة 1399 هـ (1979م) . والصادرة من نفس دار الفكر ببيروت لم تصوّب بأكملها، بل صوّب منها البعض وترك البعض الآخر دون تصويب.
وها هي ذي الأخطاء التي لم تصوّب وظهرت في الطبعة الثانية:
سورة آل عمران
حكم الكلمة وكيفية كتابتها
رقم الآية
رقم الصفحة
الكلمة كما وردت في المصحف المراجع
تضبط بإلحاق ألف صغيرة بعد العين مكان الألف المحذوفة رسماً هكذا {لِلْعَالَمِينَ} .
96
63
لِّلعَلَمين
سورة الأعراف
حكم الكلمة وكيفية كتابتها
رقم الآية
رقم الصفحة
الكلمة كما وردت في المصحف المراجع
ترسم الألف ياء في هذين الموضعين الواقعين في هذه السورة مع وضع ألف صغيرة فوق الياء هكذا {بِسِيمَاهُمْ} .
46، 48
157
بِسيمهم - معا -
توضع ألف ملحقة صغيرة بعد العين للدلالة على الألف المحذوفة هكذا: {الْعَالَمِينَ} .
67
159
العَلَمِينَ
سورة يونس
حكم الكلمة وكيفية كتابتها رقم الآية
رقم الصفحة
الكلمة كما وردت في المصحف المراجع
ترسم ياء. بعد النون هكذا.: {تغنِي} فقد اتفقوا على إثبات ياء هذا الفعل رسماً واتفق القراء أيضاً على إثبات يائه وقفاً اتباعاً للرسم، وأما في حالة الوصل فإنها تحذف تخلصاً من الساكنين. هذا، ولم تحذف ياء الفعل إلا في قوله تعالى:{فَمَا تُغنِ النُّذُر} . بالقمر "5 ". وبالنظر إلى هذا الموضع وجدناه صحيحاً رسماً.
151
221
وَمَا تُغنِ الآياتُ
سورة هود
حكم الكلمة وكيفية كتابتها
رقم الآية
رقم الصفحة
الكلمة كما وردت في المصحف المراجع
ترسم بحذف الألف عند أبي داود وعلى ذلك العمل هكذا: {تخاطبني} .
هذا وقد نظرنا إلى موضع {المؤمنون} الآية-27- فوجدنا رسمه صحيحاً
37
226
وَلَا تُخَاطِبنِي
سورة يوسف
حكم الكلمة وكيفية كتابتها رقم الآية
رقم الصفحة
الكلمة كما وردت في المصحف المراجع
تحذف الألف التي بعد الهمزة هكذا: {قُرءَانًا} هذا وموضع الزخرف الآية "3"صحيح رسماً.
2
236
قُرءَانًا عَربِيًّا
تضبط بوضع العلامة المعينة الشكل الآتية فوق آخر الميم قبيل النون المشَددة للدلالة على الإشمام وهو ضم الشفتين مقارناً لسكون الحرف المدغم أعنى النون فتكتب هكذا: {لَا تأمَنَّا} وضم الشفتين هنا كمن يريد النطق بضمة إشارة إلى أن الحركة المحذوفة ضمة، لأن هذا الفعل مرفوع وأصله تأمننا.
و (لا) هنا نافية وليست ناهية
11
237
مَا لَكَ لَا تأمَنَّا
ويجوز للقراء العشرة ما عدا أبا جعفر اختلاس حركة النون الأولى كما يجوز لهم الإدغام مع الإشمام، أما أبو جعفر فإنه يقرأ بالإدغام المحض. تحذف الواو التي هي صورة للهمزة اتفاقاً هكذا:{رُءيَى}
100
248
رُؤيَى
سورة النحل
حكم الكلمة وكيفية كتابتها رقم الآية
رقم الصفحة
الكلمة كما وردت في المصحف المراجع
تجعل صورة للهمزة هكذا: {مطمَئِنَّة} 112
281
مُطمَئنَّةً
سورة الكهف
حكم الكلمة وكيفية كتابتها رقم الآية
رقم الصفحة
الكلمة كما وردت في المصحف المراجع
الصواب وضع كسرة تحت اللام هكذا: {لأدَمَ}
50
300
لأََدَمَ
سورة الحج
حكم الكلمة وكيفية كتابتها رقم الآية
رقم الصفحة
الكلمة كما وردت في المصحف المراجع
ترسم بحذف صورة الهمزة وتجعل الهمزة فوق المتسع الذي بين الباء وبسط ياء الإعراب من هذا الجمع هكذا {والصَّبِئِينَ}
هذا وقد اطلعنا على موضع البقرة فوجدناه صحيح الرسم وذلك في الآية رقم "62" وإنما لم تصور الهمزة لئلا يؤدي ذلك إلى اجتماع الصورتين، وهذه قاعدة عامة.
17
335
وَالصَّبِئينَ
سورة النور
حكم الكلمة وكيفية كتابتها رقم الآية
رقم الصفحة
الكلمة كما وردت في المصحف المراجع
تكتب ألف قبل لام التعريف وتضبط بوضع علامة همزة الوصل فوقها هكذا: {أُوْلُواْ الْفَضْلِ} .
أما الألف التي بعد الواو التي هي علامة للرفع فهي زائدة رسماً ساقطة لفظاً فقد اتفق علماء الرسم على زيادة الألف بعد الواو المتطرفة سواء أكانت للجمع أم للفرد، أم صورة للهمزة على تفصيل مذكور في كتب الرسم إلا كلمات معينة خرجت عن هذه القاعدة.
22
353
أُوْلُوالفَضْلِ
سورة الفرقان
حكم الكلمة وكيفية كتابتها
رقم الآية
رقم الصفحة
الكلمة كما وردت في المصحف المراجع
تثبت الألف التي بعد الياء رسماً عند الشيخين هكذا: {وَعُمْيَاناً} والعمل على ذلك وحذفها انفرادة.
73
367
وَعُميَنًا
سورة القمر
حكم الكلمة وكيفية كتابتها رقم الآية
رقم الصفحة
الكلمة كما وردت في المصحف المراجع
تجعل الألف صورة للهمزة الأولى لا للثانية هكذا: {أءُلْقِيَ} .
هذا وقد راجعنا موضع سورة ص وهو: {أءُنزِلَ} فوجدناه موافقاً لما عليه علماء الرسم، فإنهم يجعلون الصورة للأولى إذا كانت الثانية مضمومة أو مكسورة إلا ما استثنى وللثانية إذا كانت أخراهما مفتوحة مثل:{ءَ أَنذَرْتََهم} على تفصيل مذكور في كتب الرسم.
وإنما لم يصوروا كلا من الهمزتين لئلا يؤدي ذلك إلى اجتماع الألفين.
25
530
ءَ أُلْقِيَ
سورة القلم
حكم الكلمة وكيفية كتابتها رقم الآية رقم الصفحة
الكلمة كما وردت في المصحف المراجع
تحذف الألف التي بعد الباء ولا ترسم ياء وتضبط الكلمة بإلحاق ألف صغيرة للدلالة على الألف المحذوفة هكذا: {فَاجْتَبَهُ}
50
567
فَاجتَبَهُ
2-
ورد إلينا نسخة من المصحف الذي عنيت بطبعه شركة الشمرلي بالقاهرة بخط محمد سعد إبراهيم الشهير بحداد والذي طبع بتصريح من مشيخة الأزهر ومراقبة البحوث والثقافة الإسلامية وتقرير اللجنة المختصة الصادر في 15/7/ 1979 م. وباطلاعنا على قدر منه تبين لنَا أن هناك خطأ جوهرياً في لفظ {فِطْرَتَ} في قوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} . الآية "30 "من سورة الروم:
فقد جاء هذا اللفظ في المصحف المذكور مضبوطاً بوضع كسرة تحت التاء. والصواب وضع فتحة فوقها هكذا. {فِطرَتَ} .
3-
ورد في تفسير الإمامين الجلالين طبعة شركة الشمرلي بالقاهرة تحقيق الدكتور شعبان محمد إسماعيل المدرس بجامعة الأزهر والذي طبع بتصريح من مشيخة الأزهر الشريف ومراقبة البحوث والثقافة الإسلامية وتقرير اللجنة المختصة الصادر برقم (297) بتاريخ 5/ 5/1977 م.
ورد في تفسير سورة يونس صفحة رقم 173 قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} الآية رقم "26 "والصواب {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} .
4-
ورد إلينا نسخة من المصحف المطبوع على نفقة محمد علي بيضون بإذن من دار الفتوى اللبنانية رقم 22 لعام 1977 م.- الطبعة الثالثة- 1402 هـ- 1982 م. وبمراجعة هذا المصحف تبين لنا أن في بعض ورقات المصحف المذكور تداخلاً في السور الآتية: المؤمنون، النور، الفرقان، الشعراء، النمل بمعنى أن الوجه الأولى من كل ورقة من الورقات المذكورة مشتمل على آيات من سورة والوجه الثاني مشتمل على آيات من سورة أخرى.
هذا
…
وبعد أن قدمنا نموذجاً من الأخطاء المطبعية التي ظهرت في بعض طبعات المصاحف نتيجة للسرعة وعدم مراقبة الإنتاج أحياناً، ولعدم العناية والتثبت العلمي أحياناً أخرى
…
نهيب بكل مسلم
…
أن يبذل قصارى جهده في رجاء المسئولين أن يتخذوا ما يلزم ويعملوا على مصادرة. أي مصحف وقع فيه خطأ ويأمروا بإحراقه صوناً لكتاب الله، وتحقيقاً لوعده الكريم {إنا نحنُ نَزلنَا الذِّكرَ وَإِنا له لحفِظونَ} والله نسأل أن يوفقنا لخدمة كتابه العزيز، والعمل بما فيه فهو الموفق والله الهادي إلى سواء السبيل
…
مراجع البحث
1-
متن مورد الظمآن في رسم القرآن للخراز.
2-
متن الذيل في علم الضبط للخراز أيضاً.
3-
دليل الحيران شرح مورد الظمآن للمارغني التونسي، وهو شرح لمتن الذيل أيضاً. ط تونس.
4-
سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين للشيخ علي الضباع. ط عبد الحميد حنفي بمصر.