المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌صفة الغسل قال في الشرح: [والغسل ضربان: غسل كمال وغسل إجزاء]، - التعليق على العدة شرح العمدة - أسامة سليمان - جـ ٢

[أسامة سليمان]

فهرس الكتاب

- ‌العدة شرح العمدة [2]

- ‌باب الغسل من الجنابة

- ‌خروج المني بشهوة

- ‌التقاء الختانين

- ‌انقطاع دم الحيض والدخول في الإسلام من موجبات الغسل

- ‌صفة الغسل

- ‌سنن الغسل مع التفصيل في نية الغسل

- ‌الأسئلة

- ‌حكم غسل المرأة غير المختونة بعد جماع زوجها لها

- ‌حكم اختتان المرأة

- ‌حكم الغسل الواحد عن الجمعة والجنابة

- ‌حكم من صلى ركعتين قبل إقامة صلاة المغرب على أنها سنة مغرب وتحية مسجد وسنة وضوء

- ‌حكم التسمية داخل الحمام

- ‌حكم أداء الفرض والسنة بنية واحدة

- ‌حكم جعل مقبرة واحدة للرجال والنساء

- ‌بعض الأحكام الشرعية في غسل يوم الجمعة

- ‌حكم صيام يوم الإثنين بنية الست من شوال ونية متابعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم اختتان المرأة التي لا يوجد لها ختان لقطعه

- ‌حكم الاتفاق على قيام الليل في بيت واحد بعد رمضان

- ‌حكم صلاة الرجل بأهله قيام الليل

- ‌حكم رفع اليدين والتأمين في دعاء قنوت الوتر

- ‌حكم الاغتسال بعد الفجر من الجنابة

- ‌حكم من استيقظ قبل شروق الشمس وهو جنب ولم يصل صلاة الفجر

- ‌حكم تأخير المرأة والرجل لصلاة العشاء

الفصل: ‌ ‌صفة الغسل قال في الشرح: [والغسل ضربان: غسل كمال وغسل إجزاء]،

‌صفة الغسل

قال في الشرح: [والغسل ضربان: غسل كمال وغسل إجزاء]، وهناك فرق بين الكمال والإجزاء، فمن فعل السنة وأدى الواجبات قبل ذلك واستكمل المستحبات فقد استكمل الغسل.

ومن اغتسل غسلاً كما هو وارد دون أن يفعل السنة فهذا يسميه العلماء إجزاء، أي: غسلاً أجزأه، والغسل الكمالي أن يفعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم: أولاً: أن يغسل مذاكيره، وبعد أن يغسل المذاكير يغسل اليدين، وبعد ذلك يغسل الرأس ثلاث مرات، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، وبالنسبة للقدمين تكون مع أعضاء الوضوء وقد تؤخر، فهذا ثابت في البخاري وهذا ثابت، وهذا من تعدد أفعال النبي عليه الصلاة والسلام، وبعد أن يتوضأ وضوءه للصلاة يسيل الماء على شقه الأيمن، ثم على شقه الأيسر، ثم يعمم الجسد بالماء، وهكذا يكون قد اتبع السنة في الغسل، وهذا نسميه غسل كمال؛ لأنه اتبع السنة كما وردت عن نبينا عليه الصلاة والسلام.

أما غسل الإجزاء كرجل وجد بحيرة ماء، ثم نزل فيها برأسه وتمضمض واستنشق وخرج، فإنه يكون بذلك قد أجزأ غسله ولم يدلك ولم يستخدم ليفة ولا صابونة ولا غير ذلك، بل وصل الماء إلى كل أنحاء الجسد ووصل إلى منابت الشعر وتحت الإبطين وبين الفخذين وعمم الجسد بالماء مع المضمضة والاستنشاق، فهذا نسميه غسل إجزاء؛ لذلك قال في الشرح:[واعلم أن الغسل ضربان: كمال وإجزاء]، فالكمال أن يتوضأ للصلاة ثم يغتسل بعد الوضوء، وقد دل عليه حديث عائشة وميمونة.

روت عائشة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه ثلاثاً قبل أن يضعها في الإناء، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يخلل شعر رأسه بيده) حتى يصل الماء إلى المنابت.

قال: (ويخلل لحيته بيده حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات، ثم غسل سائر جسده) متفق عليه.

وقالت ميمونة: (توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وضوء الجنابة، فأفرغ على يديه فغسلهما مرتين أو ثلاثاً، ثم أفرغ بيمينه على شماله فغسل مذاكيره، ثم ضرب يده بالأرض أو الحائط مرتين أو ثلاثاً، ثم تمضمض واستنشق وغسل وجهه وذراعيه، ثم أفاض الماء على رأسه، ثم غسل سائر جسده، فأتيته بالمنديل فلم يردها، وجعل ينفض الماء بيديه)، متفق عليه.

هكذا وصفت عائشة وميمونة رضي الله عنهما غسل النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه صفة الكمال، أما صفة الإجزاء: فأن يعم بدنه بالماء في الغسل وينوي الغسل والوضوء ويتمضمض ويستنشق؛ لأن ذلك هو المأمور به.

قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة:6]، وقال تعالى:{حَتَّى تَغْتَسِلُوا} [النساء:43].

إن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن غسل المذاكير ضرب يديه بالأرض؛ حتى يطهرهما مما قد يعلق بهما، وقد يستخدم الذي يريد الغسل الصابون، وهذا كان قبل أن تكون هناك مطهرات.

وغسل الرجل إما أن تقدمها مع الوضوء، وإما أن تؤخرها، وهذا وارد في كتاب الغسل عند البخاري في المجلد الأول.

ص: 6