المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم الموعظة عند القبر بعد الدفن - التعليق على العدة شرح العمدة - أسامة سليمان - جـ ٢٥

[أسامة سليمان]

فهرس الكتاب

- ‌العدة شرح العمدة [25]

- ‌من يدخل مع المغسل لغسل الميت

- ‌ما يستعد به المغسل ومن يعاونه لتغسيل الميت

- ‌ما يفعل بالميت إذا مات

- ‌بيان ما يفعله المغسل مع الميت قبل الغسل

- ‌غسل الميت

- ‌كيفية غسل فرج الميت

- ‌غسل النظافة

- ‌وضوء الميت

- ‌تطييب الميت

- ‌كيفية التعامل مع الميت إذا لم ينقطع حدثه

- ‌تكفين الميت

- ‌صفة القبر

- ‌ترتيب الجنائز في الصلاة إذا تعددت

- ‌الصلاة على الجنازة في المسجد

- ‌اقتراح إنشاء مغسلة للأموات

- ‌حمل الميت

- ‌كيفية إدخال الميت إلى قبره

- ‌ما يشترط فيمن يلحد الميت

- ‌حكم الموعظة عند القبر بعد الدفن

- ‌الأسئلة

- ‌حكم دفن الرجل والمرأة في قبر واحد

- ‌حكم تكفين الميت في ثيابه

- ‌حكم تغسيل تارك الصلاة للميت

- ‌حكم تعليم غسل الميت وتكفينه عملياً في المسجد

- ‌حكم تغطية الميت وهو على النعش

- ‌كيفية تكفين الميت

- ‌حكم صلاة المرأة على الميت

- ‌صفة السترة التي يستر بها الميت

- ‌حكم غسل الميت

- ‌حكم الصلاة في مسجد تحيط به المقابر

- ‌حكم أخذ المغسل أجرة على غسل الميت

- ‌حكم تغسيل المدخن للميت

- ‌حكم استخدام القطن لتنظيف فم الميت

- ‌عورة الزوجة بالنسبة للزوج

- ‌حكم القعود على القبر مقدار نحر جزور وتوزيعه

- ‌دعاء الميت

الفصل: ‌حكم الموعظة عند القبر بعد الدفن

‌حكم الموعظة عند القبر بعد الدفن

ثم بعد أن يلحد الميت يغلق باب اللحد على الميت ويهال عليه التراب.

وفي كثير من البلاد يقف بعد الدفن شخص يلقي موعظة على القبر، ويظن ذلك سنة راتبة بل آكدة، فبعد أن يدفن الميت يقف يقول للميت: اعلم يا عبد الله! ويا ابن عبده وأمته! أنك تركت الدار الفانية وانتقلت إلى الدار الباقية، وأنك الآن بين يدي ربك، وسيأتيك بعد قليل ملكان رحيمان على من أطاع الله، غليظان على من عصى الله، فإن سألاك وقالا لك: من ربك؟ فقل لهما بلسان ذلق طلق: الله ربي حقاً ومحمد نبيي صدقاً، ويظل هذا المسكين يملي كلامه على الميت، وما درى أن الذي يفعل هذا مبتدع، وأن هذه بدعة ما ثبتت عن نبينا صلى الله عليه وسلم، وإنما الثابت عنه قوله:(استغفروا لأخيكم؛ فإنه الآن يسأل).

هذا والدعاء الجماعي أيضاً لا يجوز، وإنما يدعو للميت كل واحد في نفسه، ويدعو بما شاء للميت.

وإذا قام رجل يذكر الحضور بالموت فلا بأس، شريطة ألا يكون ذلك راتباً، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما وعظ مرة واحدة كما في حديث البراء بن عازب، ولم يفعلها بعد ذلك، فعل ذلك مرة وتركها مرات.

فإذا وجدت الناس أعرضوا عن الموت وعظته فيمكنك أن تذكرهم، فالموعظة للأحياء، والبعض ينتظر حتى ينتهي الناس من دفن الميت رغم أن الحديث في مسند أحمد:(أن النبي صلى الله عليه وسلم قام يعظهم ولما يلحد)، يعني: لم ينتهوا من اللحد، فقد تكلم وهم يلحدون، فإن أردت أن تعظ فعظ الناس وهم يلحدون الميت، بحيث إذا انتهوا من إهالة التراب عليه لا يكون هناك شغل للحضور إلا الدعاء والاستغفار، ومن العجب أن الميت بعد أن يدفن يقف المتحدث ويعظ الأحياء، فما أشبه الميت بغريق يحتاج إلى من ينقذه ونحن نجادل في مسألة على شاطئ البحر، فالغريق يقول: أنقذوني، ونحن نجادل الذي سينزل هل سينزل بالملابس العادية أم القصيرة؟ فلا ينبغي أبداً أن ننشغل بعد موت الميت إلا بالاستغفار له، (استغفروا لأخيكم؛ فإنه الآن يسأل).

ص: 20