الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهما اسمان مشتقان، والدليل على الاشتقاق ما رواه الترمذي وغيره عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: ((أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته)) فدل على أن الجميع مأخوذ من أصل واحد وهو الرحمن، قال القرطبي:"وهذا نص في الاشتقاق، فلا معنى للمخالفة والشقاق" ومنهم من زعم أن الرحمن غير مشتق؛ لأن العرب لا تعرفه {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ} [(60) سورة الفرقان] وفي صلح الحديبية لما أمر النبي عليه الصلاة والسلام كتابة "بسم الله الرحمن الرحيم" قالوا: لا نعرف الرحمن، فالعرب لا يعرفونه حقيقة وإلا يعرفونه وأنكروه؟ نعم، قال القرطبي:"وإنكار العرب له لجهلهم بالله، وبما يجب له" وقيل: هما بمعنىً واحد، رحمن ورحيم كندمان ونديم، هذا ذكره القرطبي أيضاً.
الخلاف في البسملة:
واختلف العلماء في البسملة هل هي آية أو ليست بآية؟ أولاً: نحتاج إلى تحرير محل النزاع والخلاف، فنقول: لا خلاف أن البسملة بعض آية من سورة النمل، هذا محل إجماع، وأيضاً لا خلاف في كونها ليست بآية في أول سورة براءة، إنما الخلاف فيما عدا ذلك، في كم موضع؟ مائة وثلاثة عشر موضعاً، هذا محل الخلاف، اختلف العلماء فيما عدا ذلك، وممن حكي عنه أنها آية من كل سورةٍ إلا براءة: ابن عباس، ابن عمر، ابن الزبير، وأبو هريرة، وعلي، وعطاء، وطاووس، ومكحول، والزهري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد في رواية، وإسحاق، وأبو عبيد، أبو عبيد القاسمي، وقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما: ليست آية من الفاتحة، ولا من غيرها من السور، القول الأول: أنها آية من كل سورة إلا براءة، وهو معروف عن الشافعي، ورواية عن أحمد وإسحاق وأبي عبيد، ومن ذكر السلف، قال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما: ليست آية لا من الفاتحة ولا من غيرها من السور، وقال الشافعي في قولٍ في بعض طرق مذهبه: هي آية من الفاتحة، وليست من غيرها، الشافعي في قول في بعض طرق مذهبه: هي آية من الفاتحة وليست من غيرها، شلون في بعض طرق مذهبه؟
طالب:. . . . . . . . .
إيه، لكن نقول: طرقه في المذهب الثابت وإلا غير الثابت؟ أو بغض النظر عن كونه ثابت أو ليس بثابت؟ ولذا عقبه ابن كثير بقوله: "هو غريب" هي آية من الفاتحة وليست من غيرها، وعنه أنها بعض آية من أول كل سورة، بعض آية، عن الشافعي أنها بعض آية وليست بآية، تتمتها ما يليها من القرآن، قال ابن كثير:"وهما غريبان" وقال داود: "هي آية مستقلة في أول كل سورةٍ لا منها" وهذه رواية عن الإمام أحمد، وحكاه الجصاص عن أبي الحسن الكرخي من أكابر الحنفية.
أعدها؟
طالب: قول بين جماهير السلف أنها آية من كل سورة.
ذولا جماهير ذولا؟
طالب: قول بعض السلف أنها آية من كل سورة عدا الفاتحة، قول مالك وأبو حنيفة وأصحابهما: أنها ليست بآية لا من الفاتحة ولا من غيرها، قول الشافعي في بعض طرق مذهبه أنها .. ، قول للشافعي أنها بعض آية من كل سورة، قول داود: أنها آية من كل سورة ليست مستقلة، ليست منها.
ليست مستقلة، أو مستقلة ليست منها؟
طالب: مستقلة ليست منها.
اسمع كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الجزء الثاني والعشرين صفحة أربعمائة وثمانية وثلاثين وتسع وثلاثين، يقول:
تنازعوا في البسملة في أوائل السور حيث كتبت على ثلاثة أقوال، حيث كتبت يخرج إيش؟ يخرج براءة، أحدها: أنها ليست من القرآن، وإنما كتبت تبركاً بها، وهذا مذهب مالك وطائفة من الحنفية، ويحكى روايةً عن أحمد، ولا يصح عنه، وإن كان قولاً في مذهبه، يحكى رواية عن الإمام أحمد، ولا يصح عنه، وإن كان قولاً في مذهبي، يعني قول متداول عند الحنابلة، ليست من القرآن أصلاً، وإنما كتبت للتبرك، هذا مذهب مالك وطائفة من الحنفية، ورواية عن أحمد تحكى عنه، ولا تصح عنه من لفظه، وإن كانت قولاً من مذهبه يعني متداولة في كتب الحنابلة، والقول الثاني: أنها من كل سورة، إما آية، وإما بعض آية، وهذا مذهب الشافعي رحمه الله، والثالث: أنها من القرآن حيث كتبت آية من كتاب الله من أول كل سورة، وليست من السورة، وهذا مذهب ابن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما، وذكر الرازي أنه مقتضى مذهب أبي حنيفة عنده، هذا من الرازي هذا؟ وذكر الرازي أنه مقتضى مذهب أبي حنيفة عنده، أبو بكر الرازي معروف بالجصاص، نعم.
قال شيخ الإسلام: "وهذا أعدل الأقوال" يعني آية نزلت للفصل بين السور، ليست من السور، وإنما هي قرآن، هي قرآن لكنها ليست تابعة لسورة من السور، يقول شيخ الإسلام:"كتابتها في المصحف بقلم القرآن تدل على أنها من القرآن، وكتابتها مفردةً مفصولةً عما قبلها، وعما بعدها تدل على أنها ليست من السور".
طالب: هي قرآن يا شيخ.
هي قرآن إيه.
طالب: يؤجر على تلاوتها.
أيه نعم، إيه.
طالب: طيب يا شيخ أحسن الله إليك في فرق بين هذا القول الذي رجحه شيخ الإسلام، وبين قولكم الأول الذي قلتموه أنه قول كثير من السلف.
القول الأول قول الشافعي، ما قلنا: قول كثير من السلف، ابن عباس وابن عمر وابن الزبير ..
طالب: في فرق بين القولين هذين؟
إيه، تكون من السورة، ترقم، تعطي البسملة رقم واحد.
طالب: يعني هذا الفرق الوحيد؟
أيه نعم، إيه.
طالب: أنها في قول ابن عباس أنها تعد من آيات السورة؟
أيه نعم، إيه.
طالب: أما القول الذي رجحه شيخ الإسلام أنها لا
…
لا نقول: قول ابن عباس هو يروى عنه، قل: قول الشافعي، هو الذي تبناه.
طالب: أحسن الله إليكم يا شيخ، على قول شيخ الإسلام يعتبر أن المنكر لها كافر؟
يعني لو شخص، المسألة مفترضة في شخص كتب مصحف وجرده من البسملة، كونهم أجمعوا واتفقوا على كتابتها في القرآن بحرف القرآن يدل على أنها قرآن عندهم، يأتي في كلام العرب ما يدل على كلامك، وكونها كتبت مفصولة لا مع السورة ولا مع التي قبلها يدل على أنها ليست من السورة، لا التي قبلها ولا التي بعدها.
يقول: "وكونها آيةً من الفاتحة فيه نزاع على قولين هما روايتان عن أحمد".
طالب: قراءة حمزة الزيات من القراء العشرة يا شيخ قراءة القرآن كاملاً بدون بسملة.
إيه هذا على قول أنها ليست بآية، قول مالك.
طالب: حتى ما يفصل بين السور بالإتيان بالبسملة؟
إيه، لكن يكتب المصحف بدونها؟
طالب: لا، في أول الفاتحة فقط.
يكتب المصحف بدون البسملة؟ أو يقرأ؟
طالب: في أول الفاتحة فقط، وبعد كذا ....
هذا يشبه صحيح مسلم، اسمع كلام شيخ الإسلام:"وكونها آيةً من الفاتحة فيه نزاع على قولين هما روايتان عن أحمد، والأظهر أنها ليست منها؛ لأنه ثبت في الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام: ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين)) ولم يذكر البسملة، قال ابن العربي في أحكام القرآن الجزء الأول صفحة اثنين وثلاثة: "يكفيك أنها ليست بقرآن الاختلاف فيها" يعني من أقوى الأدلة على كونها ليست بقرآن الاختلاف فيها، كما أن من أقوى الأدلة على كونها قرآن الاتفاق على كتابتها في المصحف، يقول: "يكفيك أنها ليست بقرآن الاختلاف فيها، والقرآن لا يختلف فيه، فإن إنكار القرآن كفر، فإن قيل: ولو لم تكن قرآناً لكان مدخلها في القرآن كافراً" يزيد في القرآن، المسألة يمكن فيها الاحتياط أو لا يمكن؟ ما يمكن؛ لأنه كافر على القولين، إن قال: قرآن ليش تنفيها؟ وإن كانت ليست بقرآن ليش تكتبها؟ "فإن قيل: ولو لم تكن قرآناً لكان مدخلها في القرآن كافراً، قلنا: الاختلاف فيها يمنع من أن تكون آية، ويمنع من تكفير من يعدها من القرآن، الاختلاف فيها يمنع من أن تكون آية، ويمنع من تكفير من يعدها من القرآن، فإن الكفر لا يكون إلا بمخالفة النص والإجماع".
مسألة الجهر بالبسملة: مسألة الجهر بالبسملة الظاهر أنها سهلة يعني ما تبي شيء، نسردها، ونبدأ بها الأسبوع القادم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
طالب: شيخ الإسلام يقول:. . . . . . . . .
والآن مع الدرس الثالث
الجهر بالبسملة:
مسألة الجهر بالبسملة، أولاً: من يرى أنها آية من الفاتحة معروف أنه يرى الجهر بها، ويكون معنى الحديث:"صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ وعمر فكانوا يفتتحون القرآن بالحمد لله" يعني بالسورة، بما في ذلك البسملة عند من يقول: بأنها آية منها، الذي يقول: بأنها ليست بآية من الفاتحة، وليست بآية من القرآن مطلقاً كالمالكية مثلاً إلا في سورة النمل، يقول: لا تقرأ لا سراً ولا جهراً؛ لأنهم لا يرون حتى دعاء الاستفتاح ولا التعوذ ولا غيره، الذين يرون أنها قرآن نزل للفصل بين السور، أنها ليست من الفاتحة بعينها يختلفون أيضاً، منهم من يرى الجهر، ومنهم من يرى الإسرار تبعاً للنصوص المختلفة في ذلك، فجاء في النصوص ما يدل على عدم الجهر وهو الأكثر والأصح، وجاء ما يدل على الجهر، وإن لم يكن في الصحيحين منه شيء، وجاء نفي الذكر، ذكر البسملة أصلاً، وهو في صحيح مسلم، وجاء في الحديث السابق: لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول القراءة ولا في آخرها، ومُثّل بهذا الحديث في علوم الحديث لعلة المتن؛ لأن الراوي لما سمع أنهم كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين فهم أنهم لا يقولون: بسم الله الرحمن الرحيم لا سراً ولا جهراً، فقال: لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم، ولذا يقول الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى- في ألفيته:
وعلة المتن كنفي البسملة
…
إذ ظن راوٍ نفيها فنقله
ظن الراوي أن مراد الصحابي حينما قال: يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين أنهم لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم، فصرّح بنفيها، المقصود أن هذه المسألة مسألة الجهر وعدمه الشافعية يقولون: بالجهر، والحنابلة وغيرهم يقولون: بالإسرار لأنها تقال: سراً، وهو المروي، السرية هو المروي عن النبي عليه الصلاة والسلام بالأسانيد الصحيحة، وعن الخلفاء الأربعة، وطوائف من السلف من الصحابة والتابعين فمن بعدهم.
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك قال: "صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ وعمر فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين" لكن لو جهر بها أحياناً لا تثريب عليه، لو جهر الإمام أحياناً بالبسملة لا تثريب عليه، ويتابع أيضاً، ولا ينكر على الإمام الذي يجهر بها، ولذا جاء في رسالة الشيخ عبد الله بن محمد بن الوهاب إلى أهل مكة قوله:"ولا ننكر على الشافعي جهره بالبسملة، ولا قنوته في صلاة الصبح، وننكر على الحنفي ترك الطمأنينة" فرق بين المسألتين.
سورة الفاتحة:
سورة الفاتحة: السورة جمعها سور كخطبة وخطب، وغرفة وغرف، يقول ابن جرير في تفسيره:"السورة بغير همز المنزلة من منازل الارتفاع، ومن ذلك سور المدينة، سمي بذلك الحائط الذي يحويها لارتفاعها على ما يحويها" انتهى كلامه، أقول: ومن ذلكم قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} [(21) سورة ص] تسوروا: يعني علوه وتسلقوه، يقول ابن جرير: "ومن الدليل على أن معنى السورة المنزلة من الارتفاع قول نابغة بني ذبيان:
ألم تر أن الله أعطاك سورةً
…
ترى كل ملْكٍ دونها يتذبذبُ
أعطاك منزلة رفيعة، يقصر دونها ملوك الدنيا، وقد همز بعضهم السورة وتأويلها في لغتهم القطعة التي أفضلت من القرآن عما سواها، وأبقيت، وذلك أن سؤر الشيء البقية منه تبقى بعد الذي يؤخذ منه، ولذلك سميت الفضلة من شراب الرجل يشربه ثم يفضلها فيبقيها في الإناء سؤراً، وأما الآية من آي القرآن، فقد قال ابن جرير: "تحتمل وجهين في كلام العرب، أحدهما: أن تكون سميت آية لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها وابتداؤها، كالآية التي تكون دلالةً على الشيء يُستدل بها عليه، قال الله تعالى:{وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ} [(248) سورة البقرة] يعني علامة ملكه، وقال تعالى في المائدة:{رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ} [(114) سورة المائدة] يعني علامة لإجابتك دعاءنا، وإعطاءك إيانا سؤلنا، لكن هل نزلت المائدة أو لم تنزل؟ أو فيه خلاف؟ المسألة فيها خلاف، هل نزلت أو لم تنزل؟ لأن الخبر، قال الله:{قَالَ اللهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ} [(115) سورة المائدة] خبر مقرون بهذا الشرط، وتمامه يتوقف على التزامهم بهذا الشرط، ما في احتمال أنهم قالوا: لا، إذا كانت مقيدة بهذا الشرط لا نريدها قال الله:{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا} [(115) سورة المائدة] كأنه قال: إن أردتم إنزالها فإني أنزلها بهذا الشرط، وإن كان الأكثر على أنها نزلت، وذكروا من أوصافها ما ذكروا على ما سيأتي -إن الله تعالى- في سورة المائدة.
والمعنى الآخر للآية: القصة، يقول كعب بن زهير:
ألا أبلغا هذا المعرّضَ آيةً
…
أيقضان قال القول إذ قال أم حلم
يعني هل قال قوله هذا في الحلم أو في العلم؟ في الرؤيا أو في اليقظة؟ أبلغوه آية، يعني بقوله آية، رسالة مني وقصةً وخبراً عني، فيكون معنى الآيات القصص، قصةً تتلو قصة بفصولٍ ووصول، والبيت في ديوان كعب روي:
ألا أبلغا هذا المعرّضَ إنه
…
أيقضان قال القول إذ قال أم حلم