الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نحن على منطاد
نحن من أرضنا على منطاد
…
جائل في شواسع الأبعاد
طائر في الفضاء عرضاً وطولاً
…
بجناح من القوى غير باد
أيها الأرض سرت سيرك مثنى
…
ذا نتاجين في زمان أحاد
فتقلبت في نهار وليل
…
ذا مضل وذاك للناس هاد
في بلاد يكون سيرك تأوي
…
باً على أنه سرىً في بلاد
فيك دفع وفيك يا أرض جذب
…
لك ذا سائق وذلك حاد
فلك دائر على الشمس طوراً
…
في اقتراب وتارة في ابتعاد
ليت شعري وما حصلت في الآ
…
راء إلا على خلاف السداد
لبقاء تقلنا الأرض في تس
…
يارها أم تقلنا لنفاد
نحن في عالم تقصف فيه
…
عارض النائبات بالأرعاد
شأننا العجز فيه نوجد أنى
…
قذفتنا يد الخطوب الشداد
ضاع جذر الحياة عنا فخلنا
…
أنها كالأصم في الأعداد
شغلتنا الدنيا بلهو ولعب
…
فغفلنا والموت بالمرصاد
ضلَّ من رام راحة في حياة
…
نحن منها في معرك وجلاد
كلما قد أجلت في أم دفر
…
فكر مستبصر بها نقاد
قلت قولاً أفاد من قبل فيه
…
فيلسوف القريض غير مفادي
إذا نجحا في اسعة الموت أضع
…
اف خيار في ساعة الميلاد
إنما هذه الحياة جروح
…
أثخنتنا والموت مثل الضماد
كل أسر يهون إن أطلقت أر
…
واحنا الموثقات بالأجساد
لا تلمني إذا جزعت فإني
…
ما ملكت الخيار في إيجادي
طال عتبي على عدات الليالي
…
مثلما طال مطلها بمرادي
كدرت عيشي الحوادث حتى
…
لا أرى الصفو غير وقت الرقاد
صاح ما دلّ في الأمور على الأش
…
كال إلَاّ تفحص الأضداد
فاعتبر بالسفيه تمس حليماً
…
وتعرّف بالغيّ طرق الرشاد
واللبيب الذي تعلم إتيا
…
ن المعالي من خسة الأوغاد
أيها الغرّ لا تغرك دنيا
…
ك بكون مصيره لفساد
خفَّ من غاص في الغرور كما في
…
لجة الماء خف ثقل الجماد
يا خليليَّ والخليل المواسي
…
منكما من يقوم في إسعادي
خاب قوم أتوا وغى العيش عُزّلاً
…
من سلاحي تعاون واتحاد
قد جفتنا الدنيا فهلَاّ اعتصمنا
…
من جفاء الدنيا بحبل وداد
لو عقلنا لما اختشى قط محسو
…
دون وقع الأذاة من حساد
فمتاع الحياة أحقر من أن
…
يستفز القلوب بالأحقاد
أنا والله لا أريد بأن أو
…
قع شراً ولو على من يعادي
أنّ لي إن سمعت أنة محزو
…
نٍ أنيناً مرجعاً في فؤادي
إن نفسي عن همها ذات شغلٍ
…
بهموم العباد كل العباد
لا أحب النسيم إلا إذا هـ
…
بّ على كل حاضر أو باد
أيها الناس إنّ ذا العصر عص
…
ر العلم والجدّ في العلى والجهاد
عصر حكم البخار والكهربائي
…
ة والماكنات والمنطاد
بنيت فيه للعلوم المباني
…
وأقيمت للبحث فيها النوادي
فاض فيض العلوم بالرغم ممن
…
ضربوا دونهن بالأسداد
إن للعلم من الممالك سيراً
…
مثل سير الضياء في الأبعاد
اطلع الغرب شمسه فحبا الشر
…
ق اقتباساً من نورها الوقاد
إن للعلم دولة خضعت دو
…
ن علاها عوالم والأضداد
ما استفاد الفتى وإن ملك الأر
…
ض بأعلى من علمه المستفاد
لا تسابق في حلبة العز ذا العل
…
م فما للهجين شأو الجواد
إن أموات أمة العلم أحيا
…
ء حياة الأرواح والأجساد
وكأين في الناس من ذي خمول
…
صار بالعلم كعلة القصاد
ربَّ يوم وردت دجلة فيه
…
مورداً خالياً عن الوراد
حيث ينصبُّ في سكوت عميق
…
ماؤُها لاثماً ضفاف الوادي
وهبوب النسيم يكتب في الما
…
ء سطوراً مهتزة في اطراد
ينمحي بعضها ويظهر بعض
…
فهي تنساب بين خافٍ وباد
وتئن المياه لي بخرير
…
كأنين السقيم للعُوَّاد
قمت في وجهها أردّد طرفي
…
ساكناً والضمير مني ينادي
واقفاً تحت سرحة ناح فيها
…
طائراً فوق غصنها المياد
منشداً في النواح شعراً غريزي
…
اً حزيناً كأنه إنشادي
جاوبته أفنانها بأنين
…
من حفيف الأوراق والأعواد
أيها الطائر المرجع فوق ال
…
غصن هل أنت نائح أم شاد
بين ماء جارٍ ولحن شديّ
…
منك يا طائر استطار فؤادي
يا مياهاً جرت بدجلة تجتا
…
ز مروراً بجانبي بغداد
إن نفسي إلى الحقيقة عطشى
…
أفتشفين على من صاد
كنت تجرين والرصافة والكر
…
خ خلاءٌ من رائح أو غاد
أيها الماء أين تجري ضياعاً=وحواليك قاحلات البوادي
فمتى تفطن النفوس فيحيا
…
بك سقياً موات هذي البلاد
لو زرعنا بك البقاع حبوباً
…
لحصدنا النضار يوم الحصاد
أفيدري خليج فارس ماذا
…
فمه منك بالع بازدراد
أنت والله عسجد ولجين
…
لو أتينا الأمور باستعداد
فاجر يا ماءُ ' ن جريت رويداً
…
بأناة ومهلة وأتاد
علنا نستفيق من رقدة الفق
…
ر فنغنى بفيضك المزداد
سلكتك السما ينابيع في الأر
…
ض أمدّتك أيما إمداد
فتفجرت في السفوح عيوناً
…
نبعت من مخازن الأطواد
وإذا ما نتهيت في جريان
…
عدت للبدءِ في متون الغوادي
= هكذا دار دائر الكون من حي_ث انتهى عاد راجعاً للمبادي
بغداد
معروف الرصافي