الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وداع وعتاب
للسلطان السابق عبد الحميد
الله أكبر فالظلَاّم قد علموا
…
لأيّ منقلب يفضي إلا لي ظلموا
لقد هوى اليوم صرح الظلم وانتقضت
…
أركانه وتولت أهلهُ النقمُ
وحصحص الحق في عزٍّ وفي ظفرٍ
…
يحفه خادماه السيفُ والقلمُ
ثارت له عصبةٌ كانت مشردةً
…
وقد تهددها الإرهاق والعدمُ
من كل أروع في حيزومة حنقٍ
…
في نفسه عزة في أنفه شممُ
عبد الحميد استمع منهم مناقشةً
…
فطالما صبروا بل طالما كظموا
غادرت أمتك المنكود طالعها
…
تغض مقلتها إن عدَّت الأممُ
أطلقت فيها سيوف الغادرين وقد
…
كانت بحبلك بعد الله تعتصمُ
الله الله يا راعي القطيع فقد
…
لاقت مصارعها في رعيك الغنمُ
حماتنا ما تنوءُ الراسيات به
…
كيف الصنيع وأنت الخصم والحكم
فكم شكونا ولم تسمع شكايتنا
…
وكم دعونا وحظ الدعوة الصممُ
وليَّ نعمتنا قل لي أما بطلت
…
تلك الولاية لما ضاعت النعمُ
فلو رفقت أمير المؤمنين بنا
…
ما كان أنفث مصدور وسال دمُ
محافظ الحرمين أعدل فهل آمنت
…
في ظلمك الكعبة الزهراء والحرمُ
أم حج حجاج بيت في دعةٍ
…
بدون أن يرهقوا فيه ويهتضموا
وليته فاسقاً لم يرع حرمة من
…
في ذمة الله ضاعت عنده الذممُ
كم استجاروا عليه فازدريت بهم
…
إن لم تكن ناقماً فالله منتقمُ
رب الهلال أجب هل كنت تمنحه
…
ما اعتاد من نصرات ذلك العلم
ماذا فعلت بأحرار البلاد وما
…
جنوا على الدين والدنيا وما اجترموا
حتى قسمتهم شطرين فازدحمت
…
على جسومهم النينان والرخم
مزقت شملهم في كل ناحية
…
فأرغموك بحول الله والتأموا
ويا سلالة عثمان أما اتصلت
…
منه إليك الصفات الغر والهمم
أين الغطاريف أرباب العزائم من
…
أسلافك الصيد من بالعدل قد عظموا
شادوا لك العزة القعساء من قدم
…
فجئت تهدم ما شادوا وما رسموا
كانت لهم دولة بالسيف ناهضة
…
وفي زمانك لا سيف ولا قلم
حصدت ما زرعوا فرقت ما جمعوا
…
هدمت ما رفعوا بعثرت ما نظموا
ملكتنا فرأينا منك طاغية
…
لم يدر ندَّاً له المشهود والقدم
نيرون عندك أو فرعون قد غفرت
…
زلاته واستحبت شاهها العجم
حجاج عصرك بل تولي العقاب بلا
…
ذنب ومزَّاك عنه الجمع والنهم
قد اخترعت ضروباً للمظالم والتنكيل ما فطنوا فيها ولا حلموا
خليفة الله قد خالفت ما أمرت
…
به الشريعة والتنزيل والكلم
وسيرة الخلفاء الراشدين بها
…
خير المواعظ للظلام لو فهموا
ركبت مركب جوزٍ ليس يقبله
…
ممن يخلفه في قومه الصنم
دمرت بيتك يا هذا فأنت إذن
…
عدو نفسك أو قد مسك اللمم
حشدت زمرة غدارين كم سفكوا
…
واستنزفوا ثم لا قيدوا ولاغرموا
المخلصون تولوا منك وانهزموا
…
والخائنون على أبوابك ازدحموا
أسرفت في نهب بيت المال فاستلبت
…
منه الجواسيس ما شاؤوا وما غنموا
عصابة ثقلت في الناس وطأتهم
…
صموا عن الحق في أغراضهم وعموا
اخترتهم واختيار المرء شاهده
…
يا ليتهم رفقوا بالخلق أو رحموا
خانوك لما رأوا منك الخيانة في
…
بنيك والمرء موسوم كما يسم
حبست آلك حتى بعضهم هلكوا
…
كأنما لم تكن قربى ولا رحم
حاولت إطفاء نور الحق وهو لظى
…
تثور أفواهه إن سد منه فم
طال الزمان على جور تعالجه
…
وعيل صبر الورى واستحوذ السأم
ضيقت دارتهم في الأرض فاتسعت
…
والمرءُ مستبسلٌ إن عضه الألم
قد جمع الظلم منهم كل مفترق
…
وشدّ ما استتروا في الأمر واكتتموا
وكلما نام عنهم رهطك انبعثوا
…
يدبرون وإن لاحظتهم جثموا
وعند ما اكتملت الموثب عدتهم
…
توكلوا واستخاروا بالذي عزموا
سلوا عليك سيوف العدل مرهفة
…
كأنها شهب في الأفق أو رجم
شقوا بها جلابيب الدجى شفقاً
…
بشت له الأرض وانجابت به الظلم
وطالبوك بحق كنت هاضمه
…
وحاكموك إلى البتار واختصموا
فأدوا بأرواحهم حباً بأمتهم
…
فلتحي تلك السجايا الغر والشيم
قد كان ما كان والرحمان ناصرنا
…
فالعدل منتصرٌ والجور منهزم
دبرت فتنة سوءٍ تستعيد بها
…
من مجدك الباطل الغرار ما هدموا
مجد كبير طوته ظلمة كثفت
…
ثم انجلت فإذا ما تحتها ورم
كروا بعزمة حر جاء منتصراً
…
لنفسه واستباحوا منك ما احترموا
فأنزلوك عن العرش الرفيع وما
…
كانوا يريدونها لكنهم رغموا
تأبى الشريعة أن تبقيك حافظها
…
وأنت بالغدر والإغواء متّهم
فاليوم تعلم عقبى من يخون ومن
…
يطغى وتندم إذ لا ينفع الندم
هبطت من قمة الأمجاد منحدراً
…
كصخرةٍ حطها من شاهق عرم
ففي هبوطك عاد الملك مرتفعاً
…
وفيهلاكك كل الخلق قد سلموا
كانت بإقبالك الأقدار عابسةً
…
فأصبحت بعد ما أدبرت تبتسم
دمشق: ف