الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آلام وآمال
نظمت في مبتدأ سنة 1915م
أرى سنة تمضي وعاماً بنا يجري
…
يضيق من آجالنا فسحة العمر
ودنا على هذا الوجود أجنةٌ
…
تسير بنا الأيام في السهل والوعر
فيوم على صفو نؤمل عوده
…
وآخر في البأساء عد من الدهر
لنا أمل في كل عام مجدد
…
ترجي به صفو الحياة وما ندري
ولولا أملني ألفتى ورجاؤه
…
لأيقن أن العيش ضرب من الأسر
مضى عمنا الأدنى بذنب فعله
…
يجيء الذي يتلو المغادر بالعذر
سلكنا به ظلماء حالكة الدجى
…
فلما انقضى حانت لنار قبة ألفجر
ألا أيها العام الذي كنا منه
…
على الكون شؤبوبا من الدم لا القطر
تحجب فيه الغيث حتى إذا انجلى
…
لنا الأمر كان الغيث من دمنا يجري
أفاض علينا في النعيم ابتداؤه
…
وجادت بني الغبراء عقباه بالشر
لقد هاجني من جانب الشرق صائح
…
ينوح وباك حيث مستتر البدر
وذو صخب الردى في شمالها
…
يردد أنات الجنوب من الذعر
تورد وجه البحر حتى حسبته
…
من الجثث الملقاة ملتهب الجمر
وشاب قذال الأفق من رهج الوغى
…
وأقفر رحب البر من زمر البر
فلا الأرض بالأرض التي تعهدونها
…
ولا البحر بحر المد والجزر بالبحر
تغير شكل الأرض في بعض حقبة
…
وأسملت الأهلون للشر في شهر
وكنا نرجي السلم لولا مطامع
…
من بعض أدت للضغينة والهجر
كوامن أحقاد أثيرت فهيجت
…
نفوسا لتطلاب القديم من الثأر
فغودرت الأقطار بعد ازدهارها
…
خرائب والبلدان أوحش من قفر
فيا أيها الحول الذي هل شهره
…
يعلل منا النفس بالصفو والبشر
لعلك حول الحول والقوة التي
…
تطأمن من كبر العتاة ذمي الكبر
تعزز مهضوماً وتجلي غضاضةً
…
وتمحو عن الأقوام سطراً من الضر
تسكن روع الجائفين فيزدهى
…
بك الوجل المذعور مبتهج الصدر
يحيى بك العلم الملم بأهله
…
وأسفاره خوف المذلة والفقر
ينال بك العلياء من يستحقها
…
وتشرق شمس السلم باسمة الثغر
هنالك بحلولي اليراع فأختلي
…
بقيثارتي ألهو ببيت من الشعر
أرجع الخان السواجع شادياً
…
تحن إلي الشاديات من الطير
سيسكن جأش الكون بعد اضطرابه
…
ويرفل بالنعماء حيناً من الدهر
دمشق
خير الدين الزركلي