المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب إجهاز النفس في الأعمال طلب الراحة يوم المعاد - محاسبة النفس لابن أبي الدنيا

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌باب إجهاز النفس في الأعمال طلب الراحة يوم المعاد

‌بَابُ إِجْهَازِ النَّفْسِ فِي الْأَعْمَالِ طَلَبَ الرَّاحَةِ يَوْمَ الْمَعَادِ

ص: 118

99 -

حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَسَافٍ، سَمِعْتُ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، يَقُولُ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ فَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ وَكَانَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ جَلَسَ وَقَدِ انْتَفَخَتْ سَاقَاهُ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ فَيَقُولُ: «يَا نَفْسِي بِهَذَا أُمِرْتِ وَلِهَذَا خُلِقْتِ يُوشِكُ أَنْ تَذْهَبَ الْغَيَابِقُ» وَكَانَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: «قَوْمِي يَا مَأْوَى كُلِّ سُوءٍ فَوَعِزَّةِ رَبِّي لَأَزْحَفَنَّ بِكِ زَحَفَ الْبَعِيرِ وَإِنِ اسْتَطَعْتُ أَنْ لَا يَمَسَّ الْأَرْضَ مِنْ رُهْمِكِ لَأَفْعَلَنَّ» ثُمَّ يَتَلَوَّى كَمَا يَتَلَوَّى الْحَبُّ عَلَى الْمِقْلَى ثُمَّ يَقُومُ فَيُنَادِي: «اللَّهُمَّ إِنَّ النَّارَ قَدْ مَنَعْتَنِي مِنَ النَّوْمِ فَاغْفِرْ لِي»

ص: 118

100 -

حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، أَنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي شَدَّادٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَالِبٍ، كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى مِائَةَ رَكْعَةٍ وَيَقُولُ:«لِهَذَا خُلِقْنَا وَبِهَذَا أُمِرْنَا وَيُوشِكُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ أَنْ يُكْفَوْا وَيُحْمَدُوا»

ص: 119

101 -

أَخْبَرَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: كَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ وَيَصُومُ حَتَّى يَخْضَرَّ جَسَدُهُ وَيَصْفَرَّ وَكَانَ عَلْقَمَةُ يَقُولُ لَهُ: لِمَ تُعَذِّبُ هَذَا الْجَسَدَ؟ فَكَانَ الْأَسْوَدُ يَقُولُ: «إِنَّ الْأَمْرَ جِدٌّ فَجِدُّوا» وَقَالَ غَيْرُهُ: قَالَ: كَرَامَةَ هَذَا الْجَسَدِ أُرِيدُ

ص: 120

102 -

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مَيْمُونٍ الْخَوَّاصِ، سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ زَائِدَةَ، يَقُولُ: كَانَ كُرْزٌ الْجُرْجَانِيُّ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ: «كَمْ بَلَغَكُمْ مِقْدَارُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟» قَالَ: «خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ» قَالَ: «فَكَمْ بَلَغَكُمْ عُمَرُ الدُّنْيَا؟» قَالَ: «سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ» قَالَ: «فَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْمَلَ سَبْعًا حَتَّى يَأْمَنَ ذَلِكَ الْيَوْمَ؟»

ص: 120

103 -

حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الصَّيْرَفِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ، فَحَاكَ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ فَحَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّفَرِ قَالَ: ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ فَقَالَ: «مَا أَنَا عَنْ نَفْسِي بِرَاضٍ فَأَنْفَرِغُ مِنْهَا إِلَى ذَمِّ غَيْرِهَا إِنَّ الْعِبَادَ خَافُوا اللَّهَ عَلَى ذُنُوبِ غَيْرِهِمْ وَأَمِنُوهُ عَلَى ذُنُوبِ أَنْفُسِهِمْ»

ص: 120

104 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: " تَعَبَدْتُ بِبَيْتِ شِعْرٍ سَمِعْتُهُ:

[الْبَحْر الطَّوِيل]

لِنَفْسِي أَبْكِي لَسْتُ أَبْكِي لِغَيْرِهَا

لِنَفْسِي فِي نَفْسِي عَنِ النَّاسِ شَاغِلُ "

ص: 121

105 -

حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شُمَيْلَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِمَّنْ كَانَ يُوصَفُ بِالْعَقْلِ وَالْأَدَبِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: تَكَلَّمْ قَالَ: «بِمَ أَتَكَلَّمُ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ كُلَّ كَلَامٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ الْمُتَكَلِّمُ عَلَيْهِ وَبَالٌ إِلَّا مَا كَانَ لِلَّهِ؟» فَبَكَى عَبْدُ الْمَلِكِ ثُمَّ قَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ لَمْ يَزَلِ النَّاسُ يَتَوَاعَظُونَ وَيَتَوَاصَوْنَ، قَالَ الرَّجُلُ:«يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ لِلنَّاسِ فِي الْقِيَامَةِ جَوْلَةً لَا يَنْجُو مِنْ غُصَصِ مَرَارَتِهَا وَمُعَايَنَةِ الرَّدَى فِيهَا إِلَّا مَنْ أَرْضَى اللَّهَ عز وجل بِسَخَطِ نَفْسِهِ» قَالَ: فَبَكَى عَبْدُ الْمَلِكِ ثُمَّ قَالَ: لَا جَرَمَ لَأَجْعَلَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مِثَالًا نُصْبَ عَيْنَيَّ مَا عِشْتُ أَبَدًا

ص: 121

106 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرِ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:«إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَسِيرٌ فِي الدُّنْيَا يَسْعَى فِي فِكَاكِ رَقَبَتِهِ لَا يَأْمَنُ شَيْئًا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ تبارك وتعالى»

ص: 122

107 -

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَيَحْيَى:«كَيْفَ لَا أَفْتِكُ نَفْسِي مِنْ قَبْلِ أَنْ يُعَلَّقَ بِي رَهْنِي»

ص: 122

108 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي رُسْتُمُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُمَ الْخَيَّاطُ، جَلِيسٌ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَجُلٌ مَرَّةً وَأَنَا شَابٌّ: «خَلِّصْ رَقَبَتَكَ مَا اسْتَطَعْتَ فِي الدُّنْيَا مِنْ رِقِّ الْآخِرَةِ فَإِنَّ أَسِيرَ الْآخِرَةِ غَيْرُ مَفْكُوكٍ أَبَدًا» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَمَا نَسِيتُهَا بَعْدُ

ص: 122

109 -

حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قِيلَ لِمَسْرُوقٍ: لَوْ أَنَّكَ قَصَرْتَ عَنْ بَعْضِ مَا تَصْنَعُ، أَيْ مِنَ الْعِبَادَةِ قَالَ:«وَاللَّهِ لَوْ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُنِي لَاجْتَهَدْتُ فِي الْعِبَادَةِ» قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: " حَتَّى تَعْذُرَنِي نَفْسِي إِنْ دَخَلْتُ جَهَنَّمَ لَا أَلُومُهَا أَمَا بَلَغَكَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تبارك وتعالى {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [الْقِيَامَة: 2] إِنَّمَا لَامُوا أَنْفُسَهُمْ حَتَّى صَارُوا إِلَى جَهَنَّمَ وَاعْتَنَقَتْهُمُ الزَّبَانِيَةُ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ وَانْقَطَعَتْ عَنْهُمُ الْأَمَانِيُّ وَرُفِعَتْ عَنْهُمُ الرَّحْمَةُ وَأَقْبَلَ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَلُومُ نَفْسَهُ "

ص: 122

110 -

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ، ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ أَسْلَمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي حُرَّةَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ نَعُودُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " عَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ قُوَّةً فَأَعْمَلَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَوْ قَصُرَ بِهِ ضَعْفٌ فَلَمْ يُعْمِلْهَا فِي مَعَاصِي اللَّهِ قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: ثُمَّ لَقِيتُ أَسْلَمَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَحَدَّثْنَاهُ عَنْ أَبِي حُرَّةَ

ص: 123

111 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عَفَّانُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثَنَا يَزِيدُ الْأَعْرَجُ الشَّنِّيُّ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِمُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ: يَا أَبَا الْمُعْتَمِرِ أَشْكُو إِلَيْكَ نَفْسِي إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّيَ وَلَا أَصُومَ قَالَ: «بِئْسَ مَا تُثْنِي عَلَى نَفْسِكَ أَمَّا إِذْ ضَعُفْتَ عَنِ الْخَيْرِ فَاضْعُفْ عَنِ الشَّرِّ فَإِنِّي أَفْرَحُ بِالنَّوْمَةِ أَنَامُهَا»

ص: 123

112 -

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمَكِّيُّ، ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ: " لَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَصْنَعَ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي لَأَوْصَيْتُ أَهْلِي إِذَا أَنَا مُتُّ أَنْ تُقَيِّدُونِي وَأَنْ تَجْمَعُوا يَدَيَّ إِلَى عُنُقِي فَيُنْطَلَقَ بِي عَلَى تِلْكِ الْحَالِ حَتَّى أُدْفَنَ كَمَا يُصْنَعُ بِالْعَبْدِ الْآبِقِ وَقَالَ غَيْرُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ: فَإِذَا سَأَلَنِي رَبِّي قُلْتُ: أَيْ رَبِّ لَمْ أُرْضِ لَكَ نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ قَطُّ

ص: 123

113 -

حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ مَا أُكْرِهَتْ عَلَيْهِ النُّفُوسُ»

ص: 123

115 -

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ، سَمِعْتُ زُهَيْرًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا شَيْبَةَ الزُّبَيْدِيَّ، يَقُولُ:«خِفْتُ نَفْسِي وَرَجَوْتُ رَبِّي وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أُفَارِقَ مَا أَخَافُ إِلَى مَا أَرْجُو»

ص: 125

116 -

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَغِيرٍ، قَالَ: قَالَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ: «ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ رَقِيقٌ عَلَى النَّاسِ غَلِيظٌ بَعْضُكَ عَلَى بَعْضٍ لَوْ نُعِيَ إِلَيْكَ بَعْضُ أَهْلِكَ بَكَيْتَ وَأَنْتَ كُلَّ يَوْمٍ تُنْعَى إِلَيْكَ نَفْسُكَ لَا تَبْكِيهَا» وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الدُّنْيَا: أَنشْدَهُ مُحَمَّدٌ الْوَرَّاقُ وَفِي مِثْلِ ذَلِكَ يَقُولُ الشَّاعِرُ:

[الْبَحْر الطَّوِيل]

فَيَبْكِي عَلَى مَيِّتٍ وَيَغْفِلُ نَفْسَهُ

كَأَنَّ بِكَفَّيْهِ أَمَانًا مِنَ الرَّدَى

وَمَا الْمَيِّتُ الْمَقْبُورُ فِي صَدْرِ يَوْمِهِ

أَحَقَّ بِأَنْ يَبْكِيَهُ مِنْ مَيِّتٍ غَدَا

ص: 125

117 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ الدَّارِمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قِيلَ لِرَجُلٍ: صِفْ لَنَا الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ: قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْظَمَ سُلْطَانًا عَلَى نَفْسِهِ مِنْهُ»

ص: 125

118 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: كَانَ يُخْبَزُ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ سِتُّونَ رَغِيفًا يُعَلِّقُهَا بِشَرِيطٍ يُفْطِرُ بِهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ عَلَى رَغِيفَيْنِ بِمِلْحٍ وَمَاءٍ فَأَخَذَ لَيْلَةً فِطْرَهُ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ قَالَ: وَمَوْلَاةٌ لَهُ سَوْدَاءُ تَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَامَتْ فَجَاءَتْ بِشَيْءٍ مِنْ تَمْرٍ عَلَى طَبَقٍ فَأَفْطَرَ وَأَصْبَحَ صَائِمًا فَلَمَّا أَنْ جَاءَ وَقْتُ الْإِفْطَارِ أَخَذَ رَغِيفَهُ وَمِلْحًا وَمَاءً، قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ: حَدَّثَنِي حَارِثَةُ قَالَ: جَعَلْتُ أَسْمَعُهُ يُعَاتِبُ نَفْسَهُ يَقُولُ: «اشْتَهَيْتِ الْبَارِحَةَ تَمْرًا فَأَطْعَمْتُكِ وَاشْتَهَيْتِ اللَّيْلَةَ تَمْرًا لَا ذَاقَ دَاوُدُ تَمْرًا مَا دَامَ فِي دَارِ الدُّنْيَا»

ص: 125

119 -

حَدَّثَنِي شَيْخٌ، فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي بَشِيرٌ الْجَزَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمَهْدِيِّ، قَالَ:«مَنْ جَعَلَ شَهْوَتَهُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ فَرِقَ الشَّيْطَانُ مِنْ ظِلِّهِ»

ص: 126

120 -

حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «لَوْلَا الْبَلَاءُ مَا كَانَ فِي أَيَّامٍ قَلَائِلَ مَا يُهْلِكُ الرَّجُلُ نَفْسَهُ»

ص: 126

121 -

حَدَّثَنِي سَلَمَةُ، عَنْ خُلَيْدٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:«لَمْ يُرَ أَعْطَى مِنْ نَفْسٍ إِذَا عُوِّدَتْ وَلَا أَضْعَفَ مِنْهَا إِذَا لَمْ تُعَوَّدْ»

ص: 126

122 -

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ عَبَّادٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ لِابْنِهَا مُحَمَّدٍ: يَا بُنَيَّ، لَوْلَا أَنِّي أَعْرِفُكَ صَغِيرًا طَيِّبًا وَكَبِيرًا طَيِّبًا لَظَنَنْتُ أَنَّكَ أَحْدَثْتَ ذَنْبًا مَوْبِقًا لِمَا أَرَاكَ تَصْنَعُ بِنَفْسِكَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ قَالَ:" يَا أُمَّاهُ وَمَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدِ اطَّلَعَ عَلَيَّ وَأَنَا فِي بَعْضِ ذُنُوبِي فَمَقَتَنِي؟ وَقَالَ: اذْهَبْ لَا أَغْفِرُ لَكَ مَعَ أَنَّ عَجَائِبَ الْقُرْآنِ تَرُدُّنِي عَلَى أُمُورٍ حَتَّى إِنَّهُ لَيَنْقَضِي اللَّيْلُ وَلَمْ أَفْرَغْ مِنْ حَاجَتِي "

ص: 126

123 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَوْتُ قَالَ: «أَخْرِجُوا فِرَاشِي إِلَى صَحْنِ الدَّارِ» فَأُخْرِجَ فَقَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَحْتَسِبُ نَفْسِي عِنْدَكَ فَإِنِّي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا»

ص: 126

124 -

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثَنَا صَالِحٌ الْمُزَنِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ الْوَفَاةُ جَعَلَ يَسْتَرْجِعُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ: يَا أَبَتِ، هَلْ رَأَيْتُ شَيْئًا فَقَدْ غَمَمْتَنَا؟ قَالَ:«أَيْ بُنَيَّ هِيَ وَاللَّهِ نَفْسِي الَّتِي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا»

ص: 126

125 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، قَالَ: " لَمَّا ابْتُلِيَ أَيُّوبُ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِنَفْسِهِ: «قَدْ نِعْمَتِ سَبْعِينَ سَنَةً فَاصْبِرِي عَلَى الْبَلَاءِ سَبْعِينَ سَنَةً»

ص: 127

126 -

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، " قَالَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ: مَا أَصَبْتُ مِنْ أَيُّوبَ شَيْئًا فَرِحْتُ بِهِ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ أَنِينَهُ عَلِمْتُ أَنِّي قَدْ أَبَلَغْتُ إِلَيْهِ "

ص: 127

127 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ صَالِحٌ الْمُرِّيَّ: «اللَّهُمَّ اعْدِنَا عَلَى أَنْفُسِنَا عَدْوَى لَا عُقُوبَ عَلَيْنَا فِيهَا»

ص: 127

128 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ بَكْرٍ، سَمِعْتُ كِلَابَ بْنَ جُرَيٍّ، قَالَ: رَأَيْتُ شَابًّا بِبَيْتِ الْمَقِدسِ قَدْ عَمِشَ مِنْ طُولِ الْبُكَاءِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا فَتَى كَمْ تَكُونُ الْعَيْنُ سَلِيمَةً عَلَى هَذَا الْبُكَاءِ؟ قَالَ: فَبَكَى ثُمَّ قَالَ «كَمْ شَاءَ رَبِّي فَلْتَكُنْ وَإِذَا شَاءَ سَيِّدِي فَلْتَذْهَبْ فَلَيْسَتْ بِأَكْرَمَ عَلَيَّ مِنْ بَدَنِي إِنَّمَا أَبْكِي رَجَاءَ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ فِي الْآخِرَةِ وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى فَهُوَ وَاللَّهِ شَقَاءُ الدَّهْرِ وَحُزْنُ الْأَبَدِ، وَالْأَمْرُ الَّذِي كُنْتُ أَخَافُهُ وَأَحْذَرُهُ عَلَى نَفْسِي وَإِنِّي احْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ غَفْلَتِي فِي نَفْسِي وَتَقْصِيرِي فِي حَظِّي ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ» قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْرِيُّ:

[الْبَحْر الْبَسِيط]

إِنِّي أَرِقْتُ وَذِكْرُ الْمَوْتِ أَرَّقَنِي

فَقُلْتُ لِلدَّمعِ أَسْعِدْنِي فَأَسْعَدَنِي

إِنْ لَمْ أَبْكِ لِنَفْسِي مُشْعِرًا حُزْنًا

قَبْلَ الْمَمَاتِ وَلَمْ أَرِقْ لَهَا فَمَنِ

يَا مَنْ يَمُوتُ وَلَمْ تُحْزِنْهُ مِيتَتُهُ

وَمَنْ يَمُوتُ فَمَا أَوْلَاهُ بِالْحُزْنِ

إِنِّي لَأُرْقِعُ أَثْوَابِي وَيُخْلِقُهَا

جَدَبُ الزَّمَانِ لَهَا بِالْوَهَنِ وَالْعَفَنِ

لِمَنْ أُثْمِرُ أَمْوَالِي وَأَجْمَعُهَا

لِمَنْ أَرْوَحُ لِمَنْ أَغْدُ لِمَنْ لِمَنِ

لِمَنْ سَيُوقِعُ بِي لَحْدِي وَيَتْرُكُنِي

تَحْتَ الثَّرَى تَرِبَ الْخَدَّيْنِ وَالذَّقْنِ

ص: 127

129 -

حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ الْقُرَوِيُّ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَزْبَةَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: كَانَ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَجْتَمِعُونَ فِي مَجْلِسٍ لَهُمْ بِاللَّيْلِ يَسْمُرُونَ فِيهِ فَلَمَّا قُتِلَ النَّاسُ يَوْمَ الْحَرَّةِ قُتِلُوا وَنَجَا مِنْهُمْ رَجُلٌ فَجَاءَ إِلَى مَجْلِسِهِ فَلَمْ يُحِسَّ مِنْهُمْ أَحَدًا ثُمَّ جَاءَ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ فَلَمْ يُحِسَّ مِنْهُمْ أَحَدًا ثُمَّ جَاءَ اللَّيْلَةَ الثَّالِثَةَ فَلَمْ يُحِسَّ مِنْهُمْ أَحَدًا فَعَلِمَ أَنَّهُ قَدْ قُتِلُوا فَتَمَثَّلَ بِهَذَا الْبَيْتِ: «

[الْبَحْر الوافر]

أَلَا ذَهَبَ الْكُمَاةُ وَخَلَّفُونِي

كَفَى حُزْنًا بِذِكْرِي لِلْكُمَاةِ»

قَالَ: فَنُودِيَ مِنْ جَانِبِ الْمَجْلِسِ: «

[الْبَحْر الوافر]

فَدَعْ عَنْكَ الْكُمَاةَ فَقَدْ تَوَلَّتْ

وَنَفْسَكَ فَابْكِهَا قَبْلَ الْمَمَاتِ

فَكُلُّ جَمَاعَةٍ لَا بُدَّ يَوْمًا

يُفَرِّقُ بَيْنَهَا شَعَثُ الشَّتَاتِ»

ص: 128

130 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يَذْكُرُ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَانَ رُبَّمَا نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ فَيَقُولُ:«أَنَا الْمَلِكُ الشَّابُّ» قَالَ: فَنَزَلَ مَرْجَ دَابِقٍ فَمَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَفَشَتِ الْحُمَّى فِي أَهْلِهِ وَأَصْحَابِهِ فَدَعَا جَارِيَتَهُ بِوَضُوءٍ فَبَيْنَا هِيَ تُوَضِّئُهُ إِذْ سَقَطَ الْكُوزُ مِنْ يَدِهَا قَالَ: «مَا قِصَّتُكِ؟» قَالَتْ: مَحْمُومَةٌ قَالَ: فَفُلَانٌ قَالَتْ: مَحْمُومٌ، قَالَ: فَفُلَانَةُ قَالَتْ: مَحْمُومَةٌ قَالَ: «الْحَمْدُ اللَّهِ الَّذِي جَعَلَ خَلِيفَتَهُ فِي أَرْضِهِ لَيْسَ عِنْدَهُ مَنْ يُوَضِّئُهُ» ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى خَالِهِ ابْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْقَعْقَاعِ الْعَنْسِيِّ فَقَالَ: «

[الْبَحْر الْكَامِل]

قَرِّبْ وَضُوءَكَ يَا وَلِيدُ فَإِنَّمَا

هَذِهِ الْحَيَاةُ تَعِلَّةٌ وَمَتَاعٌ»

قَالَ: فَأَجَابَهُ الْوَلِيدُ:

[الْبَحْر الْكَامِل]

فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ فِي حَيَاتِكَ صَالِحًا

فَالدَّهْرُ فِيهِ فُرْقَةٌ وِجِمَاعُ

ص: 129

131 -

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنِي مُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ أَبُو أَيُّوبَ الْهَجَرِيُّ: أَخْبَرَنِي شَيْخٌ، مِنْ أَهْلِ هَجَرَ يُكَنَّى أَبَا صَالِحٍ قَالَ:" تَفَكَّرْتُ فِي أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِي فَمَقَتُّ نَفْسِي فَدَمَعتَ عَيْنِي لِمَا ذَكَرْتُ، وَسَهِرْتُ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ ثُمَّ أَغْفَيْتُ مَوْضِعِي فَإِذَا بِجَارِيَةٍ حَسْنَاءَ عَلَيْهَا ثِيَابٌ خَضِرٌ وَمَعَهَا شَيْءٌ شِبْهُ الْقُرْصِ الْأَبْيَضِ فَقَالَتْ: ذُقْ هَذَا فَذُقْتُهُ فَإِذَا هُوَ شُهْدٌ فَاسْتَعْذَبْتُهُ فَجَعَلَتْ تُلْقِمُنِي فَقُلْتُ: مَا ذُقْتُ مِثْلَ هَذَا فَقَالَتْ: هَذَا مِنْكَ فَإِنْ زِدْتَ زَادَوكَ فَقُلْتُ: فَسِّرِي قَالَتْ: مَقْتُكُ نَفْسَكَ عُبَادَةٌ وَفِكْرَتُكَ حَسَنَةٌ وَدَمْعَتُكَ مَسَرَّةٌ وَصَلَاتُكَ جُنَّةٌ ثُمَّ قَالَتِ: اعْمَلْ لِلْكَرِيمِ لَا تَضِيقُ بِالْكَبِيرِ وَقُلْ: يَا مُتَّسِعُ اتَّسِعْ عَلَيْنَا بِفَضْلِكَ وَأَهِّلْنَا لِأَمْرٍ لَسْنَا أَهْلَهُ فَإِنْ لَمْ نَسْتَحِقَّ الْمَغْفِرَةَ فَأَنْتَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ وَجُدْ عَلَيْنَا بِرَحْمَتِكَ فَإِنَّ مَا عِنْدَنَا يَنْفُذُ وَمَا عِنْدَكَ يَبْقَى وَنَحْنُ إِلَى الْفَنَاءِ وَأَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ثُمَّ قَالَتِ: اضْطَجِعْ فَاضْطَجَعْتُ فَنِمْتُ فَانْتَبَهْتُ فَإِذَا فِي يَدِي خِرْقَةُ حَرِيرٍ لَازَوَرْدٍ فِيهَا مَكْتُوبٌ: سُبْحَانَ مَنْ أَنْعَمَ وَشُكِرَ وَأَعْطَى مَنْ كَفَرَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَجْهَلَكَ تُطِيعُ عَدُوَّكَ وَتَعْصِي رَازِقَكَ وَفِيهِ تَيَقَّظْ مِنْ مَنَامِكِ يَا غَبِيُّ فَخَيْرُ تِجَارَةِ الدُّنْيَا التُّقَى قَالَ: فَانْتَبَهْتُ وَإِنَّهَا لَمُلْصَقَةٌ فِي رَاحَتِي "

ص: 129

132 -

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: " مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: خَيْرًا قُلْتُ: مَاذَا؟ قَالَ: قِيلَ لِي: الْمَالُ مَا كَدَدْتَ نَفْسَكَ فَالْيَوْمَ أُطِيلُ رَاحَتَكَ وَرَاحَةَ الْمَتْعُوبِينَ فِي الدُّنْيَا بَخٍ بَخٍ مَاذَا أَعْدَدْتَ لَهُمْ؟ "

ص: 130

133 -

حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الصَّهْبَاءِ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ: " طَلَبَ الدُّنْيَا فَكَانَ حَلَالُهَا فَجَعَلْتُ لَا أُصِيبُ مِنْهَا إِلَّا قُوتًا أَمَّا أَنَا فَلَا أُعِيلُ فِيهِ وَأَمَّا هُوَ فَلَا يُجَاوِزُنِي، لَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: أَيْ نَفْسِي جُعِلَ رِزْقُكِ كَفَافًا فَارْتَعِي بِغَيْرِ تَعَبٍ وَلَا نَكَدٍ "

ص: 131

134 -

حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: قَالَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ: «قَدْ أَرَى مَوْضِعَ الشَّهَادَةِ لَوْ تُتَابِعُنِي نَفْسِي»

ص: 131

137 -

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، قَالَ:" وَصَفْتُ لِأُخْتِي عَبْدَةَ قَنْطَرَةً مِنْ قَنَاطِرِ جَهَنَّمَ فَأَقَامَتْ لَيْلَةً وَيَوْمًا فِي صَيْحَةٍ وَاحِدَةٍ مَا تَسْكُتُ ثُمَّ انْقَطَعَ عَنْهَا بَعْدُ فَكُلَّمَا ذَكَرْتُ لَهَا صَاحَتْ صَيْحَةً وَاحِدَةً ثُمَّ سَكَتَتْ قُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ صِيَاحُهَا؟ قَالَ: مَثَّلَتْ نَفْسَهَا عَلَى الْقَنْطَرَةِ وَهِيَ بِكِفَانِهَا "

ص: 131

138 -

حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ غَنَّامِ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي عُمَرُ أَبُو حَفْصٍ الْجَزَرِيُّ، قَالَ: كَتَبَ أَبُو الْأَبْيَضِ وَكَانَ عَابِدًا إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ «لَمْ تُكَلَّفْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا نَفْسًا وَاحِدَةً فَإِنْ أَنْتَ أَصْلَحْتَهَا لَمْ يَضُرَّكَ فَسَادُ مَنْ فَسَدَ بِصَلَاحِهَا وَإِنْ أَنْتَ أَفْسَدْتَهَا لَمْ يَنْفَعْكَ صَلَاحُ مَنْ صَلَحَ بِفَسَادِهَا وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَا تَسْلَمُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى لَا تُبَالِيَ مِنْ أُكُلِهَا مِنْ أَحْمَرَ أَوْ أَسْوَدَ»

ص: 132

139 -

حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ هَارُونَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: «أَصْبَحْتُ بَطِيًّا بَطِينًا مُتَلَوِّثًا مِنَ الْخَطَايَا أَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الْأَمَانِيَّ»

ص: 132

140 -

سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَذْكُرُ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ أَنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ كَانَ نَائِمًا فَهَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، " أَخْبِرِ النَّاسَ:

[الْبَحْر الْكَامِل]

إِنَّ النُّفُوسَ رَهَائُنُ بِكُسُوبِهَا

فَاعْمَلْ فَإِنَّ فِكَاكَهُنَّ الدَّأَبُ "

ص: 132

141 -

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، أَنَّ الْحَسَنَ قَدِمَ مَكَّةَ فَلَمْ يَضَعْ جَنْبَهُ وَلَمْ يَطُفْ فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ لَهُ، قَالَ:«وَجَدْتُ فِي نَفْسِي فَتْرَةً فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَوِّدَهَا الضِّجْعَةَ»

ص: 132

142 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ، أَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ، قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ:«إِنَّ لِلْعَيْنِ نَوْمًا وَسَهَرًا إِذَا عَوَّدْتَهَا السَّهَرَ اعْتَادَتْ وَإِذَا عَوَّدْتَهَا النَّوْمَ اعْتَادَتْ»

ص: 133

143 -

وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي مَعْدَانُ بْنُ سَمُرَةَ الْعِجْلِيُّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الزِّبْرِقَانِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ:«إِنَّ الصَّالِحِينَ فِيمَا مَضَى كَانَتْ أَنْفُسُهُمْ تُوَاتِبُهُمْ عَلَى الْخَيْرِ عَفْوًا وَإِنَّ أَنْفُسَنَا لَا تَكَادُ تُوَاتِبُنَا إِلَّا عَلَى كُرْهٍ فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُكْرِهَهَا»

ص: 133

144 -

حَدَّثَنِي هَارُونُ عَنْ سَيَّارٍ، ثَنَا جَعْفَرٌ، ثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ، أَدْرَكَ الصَّدْرَ الْأَوَّلَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعِظُ أَصْحَابَهُ فَيَقُولُ:«أَرَأَيْتُمْ نَفْسًا إِنْ نَعَّمَهَا صَاحِبُهَا وَقَنَّفَهَا وَكَارَبَهَا ذَمَّتْهُ غَدًا قُدَّامَ اللَّهِ وَإِنْ خَالَفَهَا وَأَنْصَبَهَا وَأَتْعَبَهَا مَدَحَتْهُ غَدًا قُدَّامَ اللَّهِ تِيكُمْ أَنْفُسُكُمُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبِكُمْ»

ص: 133

145 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثَنَا سَيَّارٌ، ثَنَا رَبَاحٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمَعْمَرٌ، قَالُوا: سَمِعْنَا سُمَيْطَ بْنَ عَجْلَانَ، يَقُولُ:«إِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَبْدَانَكُمْ إِلَّا مَطَايَاكُمْ فَأَمْضُوهَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ»

ص: 134

146 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقَدَّمِيُّ، ثَنَا نَهْشَلُ بْنُ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيُّ، سَمِعْتُ صَخْرَ بْنَ أَبِي صَخْرٍ، قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: «أَنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوَ أَنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ أَوَ مِثْلِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟»

ص: 134

147 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: إِنِّي خَلَّفْتُ زِيَادَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ وَهُوَ يُخَاصِمُ نَفْسَهُ فِي الْمَسْجِدِ يَقُولُ؟: «اجْلِسْ أَيْنَ تُرِيدِينَ؟ أَيْنَ تَذْهَبِينَ؟ أَتَخْرُجِينَ إِلَى أَحْسَنَ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ؟ انْظُرِي إِلَى مَا فِيهِ تُرِيدِينَ أَنْ تُبْصِرِي دَارَ فُلَانٍ وَدَارَ فُلَانٍ وَدَارَ فُلَانٍ؟» قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: «وَمَا لَكِ مِنَ الطَّعَامِ يَا نَفْسُ إِلَّا هَذَا الْخُبْزُ وَالزَّيْتُ وَمَا لَكِ مِنَ الثِّيَابِ إِلَّا هَذَانِ الثَّوْبَانُ، وَمَا لَكِ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا هَذِهِ الْعَجُوزُ، أَفَتُحِبِّينَ أَنْ تَمُوتِي؟» فَقَالَتْ: «أَنَا أَصْبِرُ عَلَى هَذَا الْعَيْشِ»

ص: 134

148 -

وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ غَلِيظٍ، قَالَ: مَضَيْتُ مَعَ عَامِرِ بْنِ الصَّبَّاحِ إِلَى بَكْرٍ الْعَابِدِ وَكَانَ فِي دَارٍ وَحْدَهُ فَسَمِعْنَاهُ يَتَكَلَّمُ فَلَمَّا أَدْرَكَنَا قَالَ لَهُ عَامِرٌ: لِمَنْ كُنْتَ تُكَلَّمُ؟ قَالَ: " لِنَفْسٍ نَازَعَتْنِي الطَّعَامَ فَإِذَا مَطْهَرَةٌ فِيهَا كِسَرٌ قَدْ بَلَّهَا فَسَأَلَتْنِي مِلْحًا طَيِّبًا فَقُلْتُ لَهَا: لَيْسَ إِلَّا مِلْحُ الْعَجِينِ الْجَرِيشُ فَإِنْ كُنْتِ تَشْتَهِينَ هَذَا وَإِلَّا فَلَيْسَ عِنْدِي غَيْرُهُ قَالَ فَمَكَثَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثًا لَمْ يَطْعَمْ شَيْئًا "

ص: 134

149 -

حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، ثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:" أَيْسَرُ النَّاسِ حِسَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُحَاسِبُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي الدُّنْيَا فَوَقَفُوا عِنْدَ هُمُومِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ فَإِنْ كَانَ الَّذِي هَمُّوا بِهِ لَهُمْ مَضَوْا وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِمْ أَمْسَكُوا قَالَ: وَإِنَّمَا يَثْقُلُ الْأَمْرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الَّذِينَ جَازَفُوا الْأُمُورَ فِي الدُّنْيَا أَخَذُوهَا مِنْ غَيْرِ مُحَاسَبَةٍ فَوَجَدُوا اللَّهَ عز وجل قَدْ أَحْصَى عَلَيْهِمْ مَثَاقِيلَ الذَّرِّ وَقَرَأَ {مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} "

⦗ص: 135⦘

قلت وَوجدت بعد آخر الْكتاب هَذَا الْكَلَام:

لحمد لله وَحده وَصلى الله على مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وسلمعلى الأَصْل مَا ملخصه سَمعه على الشَّيْخ عَلَاء الدَّين سنقر أبي سعيد بن عبد الله الْأَسدي القصابي الْحلَبِي بِسَمَاعِهِ من الْمُوفق عبد اللَّطِيف بن يُوسُف مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ فِي رَجَب سنة أَنا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن البطي أَنا الْخَطِيب عَليّ بن مُحَمَّد الْأَنْبَارِي أَنا أَبُو الْحُسَيْن عَليّ بن مُحَمَّد بن بَشرَان بِسَنَدِهِ أولهو كتاب التَّوَكُّل لـ ابْن أبي الدُّنْيَا أَيْضا بِسَمَاعِهِ من الْمُوفق عبد اللَّطِيف فِي شعْبَان سنة بِسَمَاعِهِ من شهدة بنت أَحْمد الكاتبة بسماعها من أبي الْخطاب نصر بن أَحْمد بن البطر أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان أَنا ابْن صَفْوَان عَنهُ وَكتاب الْأَرْبَعين البكدائية ل أبي طَاهِر السلَفِي بِسَمَاعِهِ على أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الصَّابُونِي فِي شعْبَان سنة بحلب عُثْمَان بن بلنان المقاتلي وَأحمد بن سنجر عَتيق بن فَارس الْحَرَّانِي أَبوهُ وَعبد الْعَزِيز بن عماد الدَّين بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي وَمُحَمّد بن نجم الدَّين بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن صَالح العجمي وَآخَرُونَ وَصَحَّ يَوْم السبت خَامِس عشر من ربيع الأول سنة خمس وَسَبْعمائة بِمَسْجِد قبات فِي حلب وَأَجَازَ وسَمعه أَي كتاب المحاسبة هَذَا على الشَّيْخ طهر الدَّين أبي هَاشم مُحَمَّد بن نجم الدَّين بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن صَالح بن هَاشم بن عبد الله بن العجمي الْحلَبِي بِسَمَاعِهِ ترَاهُ من سنقر بِقِرَاءَة أبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح الْمُنْذِرِيّ الدِّمَشْقِي وَكتب فِي الأَصْل وَمن خطه نقلت الْعِزّ أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن عبد الْعَزِيز الْمُؤَذّن الْبَغْدَادِيّ والبدر مُحَمَّد بن يحيى بن سليم بن أَحْمد بن صبح المادح وَالصَّلَاح خَلِيل بن هِلَال بن حسن الحاصري وولداه المحمدان الْعِزّ والكمال وَأَخُوهُ اصلاح لأمة الشَّمْس مُحَمَّد بن أَيُّوب بن اسماعيل الحاصري والكمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الشّحْنَة وَولده مُحَمَّد وشمس الدَّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم ولد أَخِيه نَاصِر الدَّين مُحَمَّد بن أَحْمد وَالشَّمْس مُحَمَّد بن قَاسم بن أَحْمد المغربي أَبوهُ وَولده مُحَمَّد وَالْجمال عبد الله بن سعيد بن أبي بكر المشرقي والصدر مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الصَّمد عرف ب ابْن قَاضِي عزار وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد عرف بفقيه تونس وَصَحَّ بكرَة يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشْرين جُمَادَى الآ خرةسنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بمكتب الشُّهُود تجاه قلعة حلب وَأَجَازَ قلت أما فِي آخر النُّسْخَة ب المنسوخة بدار الْكتب المصرية مَكْتُوب هَذَا الْكَلَام بعون الله تَعَالَى وتوفيقه قد تمّ نسخ هَذَا الْكتاب فِي صباح يَوْم الْأَرْبَعَاء الْمُوَافق من شهر شعْبَان الْمُعظم من سنة هجرية وَفِي من شهر ديسمبر من سنة ميلادية بقلم راجي عَفْو المتين مَحْمُود بن عبد اللَّطِيف فَخر الدَّين النساخ بدار الْكتب المصرية نقلا عَن النُّسْخَة الخطية المحفوظة بدار الْكتب المصرية تَحت نمرة حَدِيث وَذَلِكَ على نَفَقَة دَار الْكتب المصرية العامرة وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم

لحمد لله وَحده وَصلى الله على مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم.

على الأَصْل مَا ملخصه: سَمعه على الشَّيْخ عَلَاء الدَّين سنقر أبي سعيد بن عبد الله الْأَسدي القصابي الْحلَبِي بِسَمَاعِهِ من الْمُوفق عبد اللَّطِيف بن يُوسُف مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ فِي رَجَب سنة 628 أَنا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن البطي أَنا الْخَطِيب عَليّ بن مُحَمَّد الْأَنْبَارِي أَنا أَبُو الْحُسَيْن عَليّ بن مُحَمَّد بن بَشرَان بِسَنَدِهِ أَوله.

وَكتاب التَّوَكُّل ل ابْن أبي الدُّنْيَا أَيْضا بِسَمَاعِهِ من الْمُوفق عبد اللَّطِيف فِي شعْبَان سنة 628 بِسَمَاعِهِ من شهدة بنت أَحْمد الكاتبة بسماعها من أبي الْخطاب نصر بن أَحْمد بن البطر أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن بَشرَان أَنا ابْن صَفْوَان عَنهُ وَكتاب الْأَرْبَعين البكدائية ل أبي طَاهِر السلَفِي بِسَمَاعِهِ على أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الصَّابُونِي فِي شعْبَان سنة 627 بحلب عُثْمَان بن بلنان المقاتلي وَأحمد بن سنجر عَتيق بن فَارس الْحَرَّانِي أَبوهُ وَعبد الْعَزِيز بن عماد الدَّين بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي وَمُحَمّد بن نجم الدَّين بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن صَالح العجمي وَآخَرُونَ وَصَحَّ يَوْم السبت خَامِس عشر من ربيع الأول سنة خمس وَسَبْعمائة بِمَسْجِد قبات فِي حلب وَأَجَازَ وسَمعه أَي كتاب المحاسبة هَذَا على الشَّيْخ طهر الدَّين أبي هَاشم مُحَمَّد بن نجم الدَّين بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن صَالح بن هَاشم بن عبد الله بن العجمي الْحلَبِي بِسَمَاعِهِ ترَاهُ من سنقر بِقِرَاءَة أبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح الْمُنْذِرِيّ الدِّمَشْقِي وَكتب فِي الأَصْل وَمن خطه نقلت الْعِزّ أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن عبد الْعَزِيز الْمُؤَذّن الْبَغْدَادِيّ والبدر مُحَمَّد بن يحيى بن سليم بن أَحْمد بن صبح المادح وَالصَّلَاح خَلِيل بن هِلَال بن حسن الحاصري وولداه المحمدان الْعِزّ والكمال وَأَخُوهُ اصلاح لأمة الشَّمْس مُحَمَّد بن أَيُّوب بن اسماعيل الحاصري والكمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الشّحْنَة وَولده مُحَمَّد وشمس الدَّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم ولد أَخِيه نَاصِر الدَّين مُحَمَّد بن أَحْمد وَالشَّمْس مُحَمَّد بن قَاسم بن أَحْمد المغربي أَبوهُ وَولده مُحَمَّد وَالْجمال عبد الله بن سعيد بن أبي بكر المشرقي والصدر مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الصَّمد عرف ب ابْن قَاضِي عزار وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد عرف بفقيه تونس وَصَحَّ بكرَة يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشْرين جُمَادَى الآ خرةسنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بمكتب الشُّهُود تجاه قلعة حلب وَأَجَازَ.

قلت أما فِي آخر النُّسْخَة [ب] المنسوخة بدار الْكتب المصرية مَكْتُوب هَذَا الْكَلَام.

بعون الله تَعَالَى وتوفيقه قد تمّ نسخ هَذَا الْكتاب فِي صباح يَوْم الْأَرْبَعَاء الْمُوَافق 15من شهر شعْبَان الْمُعظم من سنة 1351هجرية وَفِي 14 من شهر ديسمبر من سنة 1932ميلادية بقلم راجي عَفْو المتين مَحْمُود بن عبد اللَّطِيف فَخر الدَّين النساخ بدار الْكتب المصرية نقلا عَن النُّسْخَة الخطية المحفوظة بدار الْكتب المصرية تَحت نمرة 1559حَدِيث وَذَلِكَ على نَفَقَة دَار الْكتب المصرية العامرة.

وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم.

ص: 134