المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تدوين العلم وحظ علم الرجال منه - محاضرة في علم الرجال وأهميته - ضمن «آثار المعلمي» - جـ ١٥

[عبد الرحمن المعلمي اليماني]

الفصل: ‌تدوين العلم وحظ علم الرجال منه

‌تدوينُ العلم وحَظُّ علم الرجال منه

ذكروا أنّ تدوين العلم في الكتب في العهد الإسلامي شُرِعَ فيه حوالي نصف القرن الثاني؛ فألّف ابنُ جُريج (80 ــ 150)، وابن أبي عَرُوبة (؟ ــ 156)، والربيع بن صُبَيح (؟ ــ 160).

ويتوهّم بعض الناس أنّه قبل ذلك لم يكن عند أحدٍ من المسلمين كتابٌ ما، يتضمّن علمًا غير كتاب الله عز وجل.

وهذا خطأ؛ فقد كان عند جماعةٍ من الصحابة صحائف

(1)

في كلٍّ منها طائفة من الأحاديث النبوية، منها: صحيفةٌ كانت عند أمير المؤمنين عليٍّ ــ عليه السلام. ذكرها البخاري

(2)

وغيره، وجمع ابن حجر في "فتح الباري"

(3)

قِطَعًا منها.

وكان عند عَمرو بن حزم كتابٌ كتبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أهل اليمن، فيه أحكامٌ كثيرة

(4)

.

وكان عند أنس كتابٌ في أحكام الزكاة كتبه أبو بكر الصديق، قال في

(1)

جمع الأستاذ أحمد الصويان كتابًا جيدًا سماه "صحائف الصحابة" طبع سنة 1410، جمع فيه نماذج منها، وتكلم على طرقها وأسانيدها ومظان وجودها.

(2)

ص 251. [المؤلف]. "صحيح البخاري"(111 و 1870 و 3047 وغيرها).

(3)

(4/ 85).

(4)

"المستدرك" ج 1 ص 295 - 296. [المؤلف]. وأخرجه النسائي (4855) وفي "الكبرى"(7031) من مرسل الزهري، وأخرجه البيهقي في الكبرى:(4/ 91 و 92 و 94) من طُرق عدة.

ص: 234

أوّله: "هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المسلمين"

(1)

.

وفي رواية عند الحاكم وغيره: "كتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاب الصدقة، فلم يخرجه إلى عُمّاله حتّى قُبِض، فقرنه بسيفه، فعمل به أبو بكر حتّى قُبِض

" وذكر الكتاب

(2)

.

وكان لسَمُرة بن جندب كتبٌ فيها ما سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ يروي عنها الحسن البصري

(3)

.

وكان لجابر بن عبد الله صحيفة كذلك، يروي عنها الحسن

(4)

أيضًا وطلحة بن نافع

(5)

.

وكان لعبد الله بن عمرو صحيفة كتبها بإذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يرويها عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه

(1)

البخاري ص 195. [المؤلف]. أخرجه البخاري (1454)، وأبو داود (1567)، وابن ماجه (1800).

(2)

"المستدرك" ج 1 ص 392. [المؤلف]. وأخرجه أيضًا أبو داود (1568) ومن طريقه البيهقي في "الكبرى": (4/ 105) من طريق الزهري عن سالم عن أبيه

(3)

"تهذيب التهذيب" ترجمة الحسن. [المؤلف]. (4/ 198 و 246)، وساق منها البزار في مسنده نحو مئة حديث.

(4)

"تهذيب التهذيب" ترجمة الحسن. [المؤلف].

(5)

"تهذيب التهذيب" ترجمة طلحة. [المؤلف]. وذكر صحيفته البخاري في "التاريخ": (6/ 451 و 7/ 186) وفي "الجرح والتعديل": (7/ 135)، وفي "السير":(6/ 197) وغيرها.

ص: 235

عن جدّه

(1)

.

وفي "المستدرك"

(2)

عن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري قال: حدثت عن أبي هريرة بحديث؛ فأنكره، فقلت له: إنّي قد سمعته منك! قال: إن كنت سمعته منّي فإنه مكتوبٌ عندي، فأخذ بيدي إلى بيته، فأراني كتابًا من كتبه

فذكر القصة.

استنكره الذهبي لما في "البخاري"

(3)

وغيره عن أبي هريرة قال: "ما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحدٌ أكثر حديثًا عنه منّي، إلاّ ما كان من عبد الله بن عَمرو؛ فإنّه كان يكتب ولا أكتب".

لكن قال ابن عبد البر: يمكن أنّه لم يكن يكتب في العهد النبوي، ثمّ كتب بعده

(4)

.

وأمّا التابعون؛ فقلّ عالمٌ منهم لم يكن عنده كتب، ولكن كانت الأحاديث تُجمع كيفما اتّفق، بلا تأليف ولا ترتيب؛ كما في "صحيفة همّام بن منبّه اليماني عن أبي هريرة"، وهي نحو من مائة وأربعين حديثًا، تجدها في "مسند أحمد"(2/ 312 ــ 319).

(1)

"طبقات ابن سعد" ج 4 قسم 2 ص 9. [المؤلف]. وذكرها الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 367)، والخطيب في "تقييد العلم"(ص 84) وكان يسميها "الصحيفة الصادقة" وقد ساق الإمام أحمد في مسنده كثيرًا من أحاديثها بطريق عمرو بن شعيب، وجمع أحاديثها الإمام مسلم والضياء في كتابين مفردين.

(2)

ج 3 ص 511. [المؤلف].

(3)

(113).

(4)

"فتح الباري"[1/ 207] باب كتابة العلم. [المؤلف].

ص: 236