المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌سن الزواج للذكر والأنثى

‌سن الزواج للذكر والأنثى

‌السؤال

هل لا بد من بلوغ سن معين للشاب والفتاة كي يتم الزواج، أم يكفي بلوغهما؟

‌الجواب

لا يكفي البلوغ، وإنما لابد معه من النضج؛ لأن في الزواج تحمل مسئولية كبيرة بالنسبة للطرفين، وفي نفس الوقت موضوع النضج الاجتماعي يتفاوت أحياناً من مجتمع إلى مجتمع، من ثقافة إلى ثقافة، ومن شرط إلى شرط، فمن الناس من يتسم بنضج اجتماعي مبكر جداً فهذا لا بأس بزواجه، وفي بعض المجتمعات يربى الأولاد من الطفولة الباكرة على تحمل المسئولية في الصحارى والمزارع ونحو ذلك، ويكون منتجاً من صغره بحيث إنه لا توجد عنده فترة الطفولة الاقتصادية الموجودة في المدن حيث تطول فترة التعليم في الطفولة الاقتصادية، ويظل عبئاً من الناحية المادية، والبنت تؤخر الزواج.

والثقافة لها أثر على النضج والاستقلالية فهذه مسألة نسبية، لكن على أي الأحوال ما قلته ليس من عندي ولكن من القرآن الكريم:{وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [النساء:6] فتأمل كلمة: (بَلَغُوا النِّكَاحَ) والتي تعبر عن القدرة على الإنجاب، (حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ) ثم قال:(فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا)، فهذا يدل على أن ليس كل من بلغ ونما جسده يكون قد تم عقله وشخصيته ونضجه الاجتماعي؛ بحيث يتحمل مسئولية خطيرة مثل مسألة الزواج، فالقدرة على الإنجاب والنضج الانفعالي والعاطفي والعقلي والشخصية شيء آخر، إذ لابد من التأكد منه كما قال الله سبحانه وتعالى:((فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ)) لكن قد يبلغ النكاح ولكنه ما زال متأخراً في النضج، وبالتالي لا يزوج حتى لا يسفه إذا مكن من هذا المال.

والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج) ولم يقل: من احتاج إلى الزواج فليتزوج؛ لأن كل الناس محتاجون إليه، لكنه قال:(من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، فالزواج لا ينظر إليه على أنه حل لمشكلة.

إذاً: لابد أن يكون قادراً ومستطيعاً لكل أنواع الاستطاعة، فهو دلالة على الاستطاعة كما قلت من قبل: مثل رسالة (الدكتوراه) لا تعطى لمن يرغب فيها؛ لأن كل الناس ترغب فيها، لكن تعطى لمن يستحقها، فالزواج له ارتباط شديد بكل أنواع الاستطاعة.

ص: 18