الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)
(118)
المفردات:
- الذين هادوا: اليهود.
المعنى الإجمالي:
بعد أن أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين أن يأكلوا الطيبات، أخبرهم بما حرم عليهم، ثم نبههم إلى أن لا يتورعوا عن أكل ما حرم على يهود؛ لأنه حلال طيب في ذاته، وإنما حرم لأمر عارض، ولذا فهو من ضمن الطيبات.
فالله سبحانه وتعالى حرم على يهود طيبات أحلت لهم، وذلك بسبب ذنوبهم، وسبب ظلمهم.
المعنى التفصيلي:
- (الذين هادوا) هم اليهود. وجاء التعبير بالاسم الموصول (الذين) تشهيرا بهم. وقيل في معنى (هادوا) عدة أقوال، منها: تابوا، وذلك من قوله تعالى (
…
إنا هدنا إليك
…
) (الأعراف: 156). وهذا غير صحيح؛ لأن المقام في آية سورة النحل مقام ذم فكيف يوصفون بصفة المدح في مثل هذا المقام.
وقيل: هادوا، أي: كانوا يهودا، ويهود معربة من يهوذا، وهو أحد الأسباط.
ومما قيل - وأرى له وجها -: إن "يهوه" في العبرية معناها "الله"، وأطلق على الأتباع "يهوديم" نسبة إلى "يهوه"، وعند تعريبها صارت "يهود".
- (حرمنا) جاء التعبير بأسلوب المتكلم، و"نا" للتعظيم، بينما جاء التعبير بأسلوب الغيبة في قوله تعالى (إنما حرم عليكم الميتة
…
) (النحل: 115)؛ لأن التحريم الذي وقع على بني إسرائيل كان عقابا؛ فناسبه التعظيم، وهذا بخلاف آية تحريم الميتة.
- (قصصنا عليك من قبل) والذي قصه الله سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم من قبل هو: (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون)(الأنعام: 146).
- (عليك) أي: يا محمد. ورغم أن الكلام مفهوم دون (عليك)، ولكنها جاءت تأنيسا للنبي صلى الله عليه وسلم وتكريما.
- (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) وما وقع عليهم من التحريم إنما هو بسبب ذنوبهم، والله سبحانه وتعالى لم يظلمهم، بل كانوا يظلمون أنفسهم؛ قال تعالى (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا) (النساء:160).
- ودلالة (كانوا) هي التأكيد على وقوع الظلم منهم على أنفسهم؛ لما تعنيه "كان" من الوجود.
- (أنفسهم يظلمون) الأصل في الترتيب "يظلمون أنفسهم"، ولكن قدم المفعول به لبيان بشاعة أن يظلم الإنسان نفسه، ويا له من ظلم عظيم!
- والأصل في ترتيب الآية "وحرمنا على الذين هادوا ما قصصنا
…
"، ولكن قدم ذكر "الذين هادوا" تنبيها على أن هذه المحرمات إنما حرمت عليهم هم دون غيرهم من العالمين، وهذا تشهير بهم وبما اقترفوه من الظلم.