المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

6- ‌ ‌ الخاتمة ويتضح مما سبق أن المستشرقين ينتمون إلى فريقين بالنسبة - مزاعم المستشرقين حول القرآن الكريم

[محمد مهر علي]

الفصل: 6- ‌ ‌ الخاتمة ويتضح مما سبق أن المستشرقين ينتمون إلى فريقين بالنسبة

6-

‌ الخاتمة

ويتضح مما سبق أن المستشرقين ينتمون إلى فريقين بالنسبة لموضوع بحثنا. الفريق الأول هم المعتدلون في موقفهم من المصادر الإسلامية فيقبلون صحة عامتها، ولكنهم لا يهتمون بإسناد الروايات وغير ذلك من عوامل صحتها ويميلون إلى استخدام تلك الروايات التي تؤيد وجهات نظرهم بدون نقد أو اعتراض وينتقدون تلك التي تتعارض مع آرائهم واتجاهاتهم.

والفريق الثاني هم المتطرفون في موقفهم من المصادر ويقولون إنها ليست معاصرة وقابلة للاعتماد عليها للتاريخ الإسلامي للقرنين الأول والثاني، وبالرغم من أن الكثيرين من الفريق الأول يقومون بدحض مزاعم الفريق الثاني في المصادر، وبالرغم من أن العلماء المسلمين أيضا يقومون بدحض هذه المزاعم، فإنهم أي الفريق الثاني، يصرون على موقفهم وذلك خصوصا من أجل النيل من القرآن.

أما بالنسبة للموقف من القرآن فإن الفريقين متساويان. فالفريق الأول يحاول بشتى الوسائل والحجج إثبات أن القرآن تأليف محمد صلى الله عليه وسلم وأنه مقتبس من اليهودية والنصرانية والديانات القديمة الأخرى، والفريق الثاني يبني على هذه الاستنتاجات ومن ثم يذهب إلى أبعد الحدود ويقول إن المصادر التاريخية الإسلامية لا يمكن الاعتماد عليها للقرنين الأولين والقرآن ليس فقط من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم ، بل إنه تطور عبر قرنين ثم اتخذ شكله الحالي في نهاية القرن الثاني أو بعده. كما أن الفريقين

ص: 36

يهدفان إلى جعل القرآن مساوياً لما يسمَّى بالكتاب المقدس من حيث التاريخ، أو كما يقولون: إن للقرآن تاريخاً كما للكتاب المقدس تاريخ.

إن جميع استنتاجات الفريقين فاسدة وباطلة لكن المنتمين إليهما لا يشعرون بذلك، وفي الآونة الأخيرة كثفوا جهودهم في بسط آرائهم وترويجها فيقومون بإعادة طبع كتابات المستشرقين القدماء في هذا الموضوع من ناحية (1) وفي إعداد منشورات جديدة أخرى من ناحية ثانية. ويخبرنا توبي ليستر أن المستشرقين الأوروبيين والأمريكيين قد تبنوا مشروعا لإعداد ما يسمونه بـ"الموسوعة القرآنية" والتي ستتضمن جميع ما توصل إليه علماء الغرب في القرن المنصرم في الدراسات القرآنية.2 وعليه فإنه من الضروري متابعة ما يكتبونه وينشرونه ومواجهتهم في ساحتهم وذلك بدحض كل استنتاجاتهم واحدة فواحدة.

هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين.

(1) انظر مثلا Andrew Rippin (ed) : The Qur'an، Formative Interpretation، Ashgate Publishing، Aldershot، 1999; and Ibn Warraq (ed) : The Origin of the Koran، New York، 1998

(2)

توبي ليستر في The Atlantic Monthly، January 1999، p.30

ص: 37