المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - مسند أبي يعلى - ت السناري - جـ ٧

[أبو يعلى الموصلي]

الفصل: ‌مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

‌مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

- (*)

4967 -

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنى الموصلى، حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حربٍ، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبى نجيحٍ، عن مجاهد، عن أبى معمرٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد، وحول الكعبة ثلاثمئةٍ وستون صنمًا، فجعل يطعنها بعودٍ كان معه، ويقول:{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)} [الإسراء: 81].

(*) هو: الصحابى الجليل؛ أحد السابقين الأولين؛ وسادس ستة في الإسلام؛ كان من النجباء الأتقياء؛ وصاحب الصوت العذب الرخيم؛ وكان من أعلم الصحابة بالقرآن وأحكامه ومعانيه، صاحب عبادة واجتهاد وورع وتأله؛ وله مواقف مشهورة؛ وأقوال مأثورة؛ ومناقبه طويلة منشورة. فرضى الله عنه وأرضاه.

4967 -

صحيح: أخرجه البخارى [2346، 4443]، ومسلم [1781]، والترمذى [3138]، وأحمد [1/ 377]، وابن حبان [5862]، وابن أبى شيبة [36906]، والنسائى في "الكبرى"[11297، 11428]، والحميدى [86]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[11330]، وفى "الدلائل"[رقم [1812]، وأبو عوانة [رقم 5432]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن عبد الله بن أبى نجيح عن مجاهد عن أبى معمر عبد الله بن سخبرة عن ابن مسعود به

وزاد مسلم والبخارى والجميع سوى ابن حبان وأبى عوانة: قوله: "جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد".

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلت: وقد اختلف على ابن عيينة في سنده على لون غير محفوظ، تراه عند الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10427]، وفى "الأوسط"[رقم 316]، وعنه أبو نعيم في "الحلية"[7/ 315].

وقد توبع ابن عيينة على الوجه الماضى: تابعه الثورى ومسلم بن خالد الزنجى وغيرهما: ورواية الثورى عند مسلم [1781]، وجماعة؛ وروى أيوب السختيانى هذا الحديث عن مجاهد فلم يجوده، بل جعله عنه به مرسلًا، كما عند عبد الرزاق [9192]، ولعل مجاهدًا كان ينشط فيسنده؛ ويكسل أو يذاكر به فيرسله، وللحديث شواهد أيضًا.

ص: 135

4968 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا ابن عيينة، عن ابن أبى نجيحٍ، عن مجاهد، عن أبى معمرٍ، عن عبد الله، قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اشْهَدُوا".

4969 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا ابن عيينة، حدّثنا عبد الكريم الجزرى، عن زياد ابن أبى مريم، عن عبد الله بن معقلٍ، قال: دخلت مع أبى عَلَى عبد الله، فقال: سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"النَّدَمُ تَوْبَةٌ"؟ قال: نعم.

4968 - صحيح: أخرجه البخارى [3437، 4584] ومسلم [2800]، والترمذى [3287]، وأحمد [1/ 377]، والبزار [5/ رقم 1801]، والنسائى في "الكبرى"[11553]، والشاشى في "مسنده"[رقم 693]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 132]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 559]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن عبد الله بن أبى نجيح عن مجاهد عن أبى معمر عبد الله بن سخبرة عن ابن مسعود به.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلت: وقد توبع ابن عيينة عليه: تابعه محمد بن مسلم الطائفى كما علقه عنه البخارى أعقب رقم 3656]، ووصله الحاكم [2/ 512]، ومن طريقه الحافظ في "التغليق"[4/ 90]، وسياقه أتم؛ وقد توبع عليه مجاهد: تابعه إبراهيم النخعى عن أبى معمر عن ابن مسعود قال: (انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقتين، فستر الجبل فلقة، وكانت فلقه فوق الجبل؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهم أشهد") أخرجه مسلم [800]- واللفظ له - والبخارى [6495، 3658، 4583]، والترمذى [3285]، وأحمد [1/ 447، 4360،، وابن حبان [6495]، والبزار [5/ رقم 1802]، والنسائى في "الكبرى"[11552]، والمؤلف [برقم 5070، 5196]، وغيرهم كثير من طرق عن الأعمش عن إبراهيم به.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلت: لكن اختلف في سنده على الأعمش وإبراهيم معًا. وشَرْحُ ذلك مكان آخر.

4969 -

صحيح: أخرجه ابن ماجه [4252]، وأحمد [1/ 376]، والحاكم [4/ 271]، والبزار [5/ رقم 1926]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 7029]، والطحاوى في شرح المعانى" [4/ 291]، وفى "المشكل" [4/ 51]، والحميدى [105]، والقضاعى في "الشهاب" [1/ رقم 13]، والحسين بن حرب في "زوائده على زهد ابن المبارك" [رقم 1044]،=

ص: 136

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن عساكر في "تاريخه"[11/ 25]، والخطيب في "موضح الأوهام"[1/ 239]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن عبد الكريم بن مالك الجزرى عن زياد بن أبى مريم عن عبد الله بن معقل بن مقرن عن ابن مسعود به.

قلت: وهذا إسناد صحيح؛ زياد بن أبى مريم وثقه العجلى وابن حبان والدارقطنى وغيرهم؛ وعبد الله بن معقل ثقة مشهور؛ وقد قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وقال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 331]: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات" وهو كما قالا؛ لكن اختلف في سنده ومتنه على عبد الكريم الجزرى على ألوان، المحفوظ منها وجهان:

الأول: رواية ابن عيينة الماضية عنه، وتابعه عليها: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وسفيان الثورى - واختلف عليه - وابن جريج، وعمر بن سعيد الثورى - أخو سفيان - كلهم رووه عن عبد الكريم فقالوا: عن زياد بن أبى مريم عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود به.

قلتُ: فهذا هو الوجه الأول.

والوجه الثاني: رواه شريك القاضى - واختلف عليه - ومعمر بن راشد - واختلف عليه - وزهير بن معاوية، والنضر بن عربى، وفرات بن سلمان، وعبيد الله بن عمرو الرقى، كلهم رووه عن عبد الكريم فقالوا: عن زياد بن الجراح عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود به.

قلتُ: فجعلوا شيخ عبد الكريم فيه هو (زياد بن الجراح) بدل: (زياد بن أبى مريم).

ورواية شريك تأتى عند المؤلف [برقم 5081]، وهى أيضًا عند: البيهقى في "الشعب"[5/ رقم 7032]، وابن الجعد [2256]، والبخارى في "تاريخه"[3/ 373] وابن عدى في "الكامل"[4/ 14]، والخطيب في "موضح الأوهام"[1/ 240، 241، 242]، وفى "الكفاية"[2/ رقم 1159/ طبعة دار الهدى]، وغيرهم.

وقد ذهب الإمام أحمد وابن حبان إلى أن (زياد بن الجراح) هو نفسه: (زياد بن أبى مريم)، وأن أبا مريم اسمه:(جراح)، وزعم الحافظ في "تهذيبه"[3/ 330/ ترجمة زياد بن أبى مريم]، أن هذا اختيار البخارى أيضًا، وهذا وهم منه بلا ريب، أشار إليه الإمام المعلمى اليمانى في "تعليقه على تاريخ البخارى"[3/ 375/ ترجمة زياد بن أبى مريم] بل قد فرق البخارى بين الرجلين، وهذا الذي جزم به جمهور المحدثين القدماء، ونصوا على أن (زياد بن الجراح) غير:(زياد بن أبى مريم) كما بينه الخطيب في (موضح الأوهام) تبيينًا حسنًا شافيًا.=

ص: 137

4970 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا ابن عيينة، عن عاصمٍ، عن زرٍ، عن عبد الله، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غارٍ، فنزلت عليه:{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)} ، فأخذتها من فيه، وإن فاه لرطبٌ، فما أَدرى بأيها ختم:{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} [المرسلات: 50]، أو:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48)} [المرسلات: 48]، فسبقتنا حيةٌ فدخلت في جحرٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وُقِيتُمْ شَرَّهَما، وَوُقِيَتْ شَرَكُمْ".

= ويبقى: من هو صاحب هذا الحديث عن عبد الله بن معقل؟! فذهب جماعة من المتأخرين: إلى أنه هو (زياد بن أبى مريم) وذهب آخرون رى أنه هو (زياد بن الجراح) كما يأتى؛ وتوسط بعضهم، وزعم أن الرجلين كلاهما قد روى هذا الحديث عن عبد الله بن معقل، واستند في هذا: إلى رواية وقعت عند الطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 291]، قُرِنَ فيها:(زياد بن أبى مريم) مع (زياد بن الجراح) في سنده، والصواب الذي لا امتراء فيه عندنا: هو أن صاحب هذا الحديث عن عبد الله بن معقل: هو (زياد بن الجراح) وهذا هو الذي جزم به ابن المدينى وابن معين وأبو حاتم الرازى ويعقوب بن شيبة والخطيب البغدادى وابن عساكر وغيرهم؛ وجزم بعضهم بتخطئة من رواه عن عبد الكريم الجزرى على الوجه الأول، وزياد بن الجراح هذا: وثقه ابن معين والنسائى وجماعة؛ فالإسناد صحيح أيضًا.

وللحديث طرق آخرى عن ابن مسعود به .. ولا يثبت منها شئ البتة إلا هذا الطريق وحده، وسيأتى بعضها عند المؤلف [برقم 5261]، وفى الباب عن جماعة من الصحابة أيضًا؛ والحديث صححه جماعة من المتاقدمين والمتأخرين؛ ولعلنا نبسط الكلام عليه؛ مع تخريج طرقه وشواهده في مكان آخر بعون الله وتوفيقه

وهو حسبنا ونعم الوكيل.

4970 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 377]، وابن حبان [707]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10154]، والبزار [5/ رقم 1826]، وعبد الرزاق [8389]، والحميدى [106]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه حماد بن سلمة على نحوه عن عاصم: عند أحمد [1/ 453]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[6/ 98]، وقال البوصيرى عقبه:"هذا إسناد صحيح".=

ص: 138

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلت: بل هو حسن فقط، للكلام الذي في عاصم بن أبى النجود، فقد تكلم جماعة في حفظه، إلا أنه لا يزال صدوقًا متماسكًا من أئمة القراء والحروف، وقال البزار عقب روايته:"وهذا الحديث: قد رواه غير واحد عن عاصم".

قلتُ: وقد توبع عليه عاصم: تابعه مسعود بن مالك أبو رزين العقيلى على نحوه عن زر بن حبيش دون قصة الحية في آخره: عند البزار [5/ 1838]، والمؤلف [5173]، والشاشى في "مسنده"[رقم 608]، وأحمد [1/ 462]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى رزين به.

قال البزار: "ولا نعلم روى أبو رزين عن زر عن عبد الله حديثًا مسندًا إلا هذا الحديث".

قلتُ: كلا، بل أسند عنه غير هذا، وللأعمش في هذا الحديث إسنادان آخران:

الأول: يرويه عن إبراهيم النخعى عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به نحوه

أخرجه البخارى [عقب رقم 3139]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 1521]، والنسائى في "الكبرى"[11642]، وأحمد في "مسنده" كما في "التغليق"[4/ 358]، وابن النجار في "التاريخ المجدد لمدينة السلام"[1/ 254]، وغيرهم من طرق عن إسرائيل عن الأعمش ومنصور كلاهما عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به.

قلت: وهذا الطريق قد انتقده الدارقطنى على البخارى في "الإلزامات والتتبع"[ص 233 - 234]، وقال:"رواه أصحاب الأعمش منهم: أبو معاوية وحفص وسليمان بن قرم عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله، ولم يتابع إسرائيل عن علقمة".

قلت: لكن صنيع البخارى في إخراجه الوجهين في "صحيحه" يدل على أن الوجهين عنده محفوظان. وسعة حفظ الأعمش تؤيد هذا؛ والبخارى أقعد بعلم العلل من الدارقطنى عندنا، على جلالة الآخر في هذا الفن جدًّا.

والوجه الثاني: يرويه الأعمش عن إبراهيم النخعى عن الأسود بن يزيد النخعى عن ابن مسعود به نحوه .... أخرجه البخارى [1733، 4647، 4650]، ومسلم [2234]، والنسائى [2283]، وأحمد [1/ 456]، وابن حبان [708]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10148]، والمؤلف [5158]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1619]، وابن أبى شيبة [19902]، والشاشى في "مسنده"[رقم 416]، وأبو الحسن بن ثرثال في "حديثه"[رقم 49 / ضمن مجموع أجزاء حديثية]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن إبراهيم به.=

ص: 139

4971 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا ابن عيينة، عن عاصمٍ، عن أبى وائلٍ، قال: قال عبد الله: كنا نسلّم على النبي صلى الله عليه وسلم، فيرد علينا - يعنى في الصلاة - فلما أن جئنا من أرض الحبشة سلمت عليه، فلم يرد عليَّ، فأخذنى ما بعد وما قرب، فجلست حتى إذا قضى الصلاة، قلت له: إنك كنت ترد علينا! فقال: "إِن اللَّهَ يُحْدِثُ مَا شَاءَ، وَقَدْ أَحْدَثَ فِي أَمرِهِ قَضَاءً، أَنْ لا تَتَكَلَّمُوا فِي الصَّلاةِ".

= قلت: قد رُوىَ عن الأعمش على وجوه أخرى غير محفوظة، ذكرها الدارقطنى في "العلل"[/ 81 - 84]، واللَّه المستعان.

4971 -

صحيح: أخرجه النسائي [1221]، وأحمد [1/ 377]، وابن حبان [2243، 2244]، والشافعى [890]، والطبرانى في "الكبير"[/ رقم 10122]، وعبد الرزاق [3594]، وابن أبى شيبة [4803]، والبيهقى في "سننه"[3719]، وفى "المعرفة"[رقم 1090، 1244]، وفى "شرح السنة"[2/ 19]، والحميدى [94]، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1517]، وابن عبد البر في "التمهيد"[/ 353 - 354]، وفى "الاستذكار"[1/ 505]، وابن عساكر في [رقم 218]، وأبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ"[رقم 21]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن عاصم بن أبى النجود عن أبى وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به نحوه.

قلتُ: وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه زائدة وأبان العطار وشعبة وغيرهم، وقد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار". وللحديث طرق أخرى عن مسعود به نحوه

منها:

1 -

ما رواه الأعمش عن إبراهيم النخعى عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود قال: (كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلى؛ فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشى سلمنا عليه فلم يرد علينا، فقلنا: يا رسول الله: إنا كنا نسلم عليك فترد علينا؛ قال: إن في الصلاة شغلًا).

أخرجه البخارى [3662]- اللفظ له - وفى [رقم 1141، 1158]، ومسلم [538]، وأبو داود [923]، وأحمد [1/ 376] وابن خزيمة [855، 858]، والمؤلف [رقم 5118]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 1507]، وابن أبى شيبة [4810]، والبيهقى في "سننه"[3160، 3718]، وفى "المعرفة"[رقم 1245]، وأبو عوانة [رقم 1362]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1239]، وغيرهم من طرق عن الأعمش به.

قلتُ: قد اختلف على الأعمش في سنده، كما ذكرناه في "غرس الأشجار".

2 -

ما رواه أبو إسحاق السبيعى عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود قال: =

ص: 140

4972 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا هشيم بن بشيرٍ، حدّثنا مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: رأيت عبد الله بن مسعودٍ، رمى جمرة العقبة من بطن الوادى، فقال: هذا والذى لا إله غيره، مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة.

= (كنا نسلم في الصلاة، فقيل لنا: إن في الصلاة لشغلًا) أخرجه ابن ماجه [1019]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 340]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10131] والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 455]، والمؤلف [برقم 5398] وغيرهم من طريقين عن أبى إسحاق به.

قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 157]: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".

قلتُ: كلا، بل فيه عنعنة أبى إسحاق، مع كونه قد اختلط بأخرة أيضًا، ولم يروه عنه أحد ممن سمع منه قديمًا كشعبة والثورى وشريك، لكن الإسناد صحيح في المتابعات.

3 -

ما رواه مطرف بن طريف عن أبى الجهم سليمان بن الجهم عن أبى الرضراض عن ابن مسعود قال: (كنت أسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة؛ فيرد على، فلما كان ذات يوم، سلمت عليه فلم يرد عليَّ، فوجدت في نفسى، فلما فرغ قلتُ: يا رسول الله: إنى إذا كنت سلمت عليك في الصلاة رددت عليَّ! قال: فقال: إن الله عز وجل يحدث في أمره ما يشاء) أخرجه أحمد [1/ 409، 415]- واللفظ له - والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10129]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 455]، والمؤلف [برقم 5189]، وغيرهم من طرق عن مطرف بن طريف به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات؛ وأبو الرضراض شيخ مجهول الصفة؛ وقد اختلف في سنده على مطرف، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 235]، ثم صحح الوجه الماضى عنه.

وللحديث طرق أخرى قد استوفيناها في: "غرس الأشجار".

4972 -

صحيح: أخرجه النسائي [3072]، وأحمد [1/ 374]، من طريق هشيم بن بشير عن مغيرة بن مقسم عن إبراهيم النخعى عن عبد الرحمن بن يزيد النخعى عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين لولا عنعنة مغيرة، وقد كان يدلس عن إبراهيم وحده، حتى قال ابن فضيل:"كنا لا نكتب عنه إلا ما قال: حدثنا إبراهيم" كما في "تهذيب المزى"[28/ 399]، وهشيم قد صرح بالسماع عند أحمد، فزالت شبهة تدليسه.

وقد توبع عليه المغيرة: تابعه الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: (رمى عبد الله من بطن الوادى، قلتُ: يا أبا عبد الرحمن: إن ناسًا يرمونها من فوق؟! فقال: =

ص: 141

4973 -

حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا هشيمٌ، عن مغيرة، عن شباكٍ، عن إبراهيم، عن هنى بن نويرة، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعَفُّ النَّاسِ، قِتْلَةً أَهْلُ الإِيمَانِ".

= والذى لا إله غيره، هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة صلى الله عليه وسلم) أخرجه البخارى [1660]- واللفظ له - وأحمد [1/ 422]، وابن حبان [3870]، وغيرهم من طريق الثورى - وهذا في "جامعه" كما في "تغليق التعليق"[3/ 108]- عن الأعمش عن إبراهيم به.

قلتُ: قد رواه جماعة كثيرة عن الأعمش: منهم:

1 -

أبو معاوية الضرير قال: ثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: (رمى عبد الله جمرة العقبة من بطن الوادى بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، فقيل له: إن أناسًا يرمونها من فوقها، فقال: هذا والذى لا إله غيره مقام إبراهيم الذي أنزلت عليه سورة البقرة) أخرجه أحمد [1/ 456]- واللفظ له - ومسلم [1296]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1900]، وابن أبى شيبة [15086]- ولفظه مختصر - والمؤلف [برقم 5195]، وأبو عوانة [رقم 2894]، وغيرهم.

2 -

وعليّ بن مسهر على مثل رواية أبى معارية؛ إلا أنه زاد في أوله من قول الأعمش: (سمعت الحجاج بن يوسف وهو يخطب على المنبر: ألفوا القرآن كما ألفه جبريل، السورة التى يذكر فيها البقرة؛ والسورة التى يذكر فيها النساء؛ والسورة التى يذكر فيها آل عمران، قال: فلقيت إبراهيم؛ فأخبرته بقوله، فَسبه، وقال: حدثنى عبد الرحمن بن يزيد

إلخ) أخرجه مسلم [1296]- واللفظ الزيادة له - والمؤلف [برقم 5067]، وعنه ابن حبان [3873]، والبيهقى في "سننه"[9330]، وأبو عوانة [رقم 2891]، وغيرهم.

قلتُ: ورواه أيضًا عن الأعمش: عبد الواحد بن زياد وابن عيينة ويحيى بن أبى زائدة وأبو خالد الأحمر وابن إدريس وغيرهم، ورواياتهم مخرجة في "غرس الأشجار" وقد توبع عليه الأعمش أيضًا، وكذا توبع عليه إبراهيم النخعى كما ذكرناه في المصدر المشار إليه. وهناك بسط طرقه

واللَّه المستعان.

4973 -

ضعيف: أخرجه أبو داود [2666]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1614]، والشاشى في "مسنده"[رقم 339]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 3999/ طبعة دار الفاروق]، =

ص: 142

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والدارقطنى في "المؤتلف والمختلف"[2/ 73] و [4/ 148]، والطحاوى في "المشكل"[11/ 217]، والبيهقى في "سننه"[17840]، وابن الجارود [840]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 234]، والذهبى في "سير النبلاء"[6/ 13]، وغيرهم من طرق عن هشيم بن بشير عن مغيرة بن مقسم عن شباك الضبى عن إبراهيم النخعى عن وهُنَيّ بن نويرة عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به.

قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه المزى في "تهذيبه"[30/ 318]، وسنده قابل للتحسين، فشباك الضبى: وثقه جماعة؛ لكن وصافه الحاكم بالتدليس، وانفرد بذلك، فيفهم منه: أنه لم يكن مكثرًا منه، وإلا لاشتهر به بين النقلة؛ فالتحقيق أنه لا ينبغى الإعلال بعنعنته أصلًا، وشيخه مغيرة إمام فقيه؛ وكان لا يدلس إلا عن إبراهيم النخعى وحده، فروايته هنا مقبولة بلا ريب.

وهُنَيّ بن نويرة وثقه ابن حبان والعجلى؛ وروى عنه إبراهيم النخعى وأبو جبير عبد الرحمن بن تميم بن حذلم؛ وسئل عنه أبو داود فقال: (كوفى كان من العباد) وقال الحافظ في "التقريب": (مقبول) كذا، والصواب عندى: أنه شيخ صدوق حسن الحديث إن شاء الله؛ وهشيم بن بشير: وإن كان عريقًا في التدليس، إلا أنه صرح بالسماع عند أبى داود ومن طريقه ابن عبد البر والبيهقى وغيرهم؛ لكن اختلف عليه في سنده، فرواه عنه (محمد بن عيسى وزياد بن أيوب وزهير بن حرب، وبشر بن آدم) وغيرهم؛ كلهم رووه عنه على الوجه الماضى.

وخالفهم يعقوب الدورقى، فرواه عن هشيم فقال: عن مغيرة عن شباك عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به، وأسقط منه (هنى بن نويرة) هكذا أخرجه ابن ماجه [2681]، فهذان لونان من الاختلاف على هشيم فيه، ولون ثالث، فرواه سعيد بن منصور عن هشيم فقال: عن مغيرة عن إبراهيم عن هنى بن نويرة عن علقمة عن ابن مسعود به، فأسقط منه:(شباكًا) هكذا أخرجه الطحاوى في "المشكل"[11/ 217].

وتوبع سعيد على هذا الوجه: تابعه عمرو بن عون الواسطى ومحمد بن الصباح الدولابى وموسى بن داود الضبى ثلاثتهم عند الطحاوى في "المشكل"[11/ 218]: وتابعهم سريج بن يونس كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 141]، وكذا يحيى القطان كما ذكره الدارقطنى أيضًا. =

ص: 143

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه سريج بن يونس مرة أخرى فقال: عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به، ولم يذكر فيه (شباكًا) ولا:(هنى بن نويرة) هكذا أخرجه أحمد [1/ 393]، وهذا هو اللون الرابع من الاختلاف فيه على هشيم، وقد توبع على اللون الثالث، بإسقاط (شباك) من سنده، تابعه جرير بن عبد الحميد واختلف عليه هو أيضًا، فرواه عنه حامد بن يحيى البلخى وأبو خيثمة بن حرب كلاهما عن جرير عن مغيرة عن إبراهيم عن هنى بن نويرة عن علقمة عن ابن مسعود به

مثل رواية هشيم على اللون الثالث، أخرجه ابن حبان [5994]، والمؤلف [برقم 5147]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 4000/ طبعة دار الفاروق]، وخالهفما عليّ بن معبد، فرواه عن جرير فقال: عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن علقمة به موقوفًا عله نحوه، ليس فيه:(رسول الله) ولا (ابن مسعود)، هكذا أخرجه الطحاوى في "المشكل"[11/ 218 - 219]، وعليّ بن معبد وإن كان وثقه معروفًا؛ إلا أن الدارقطنى قد ضعف روايته تلك، وقال:"ولا يصح منصور" يعنى في رواية جرير، كما في "العلل"[5/ 141]، والمحفوظ عن جرير هو الوجه الأول: وعليه توبع أيضًا: تابعه شعبة بإسقاط (شباك) من سنده، عند أحمد [1/ 393]، من طريق غندر عن شعبة به.

قلتُ: واختلف فيه على غندر، فرواه عنه الإمام أحمد كما مضى؛ وخالفه أبو بكر بن أبى شيبة، فرواه عن غندر فقال: عن شعبة عن مغيرة عن شباك عن إبراهيم عن هنى بن نويرة عن علقمة عن ابن مسعود به

مثل رواية هشيم على الوجه الأول، هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [27927]، وعنه ابن أبى عاصم في "الديات"[رقم 183]، وتابعه أخوه عثمان بن أبى شيبة عند ابن ماجه [2682]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 183]، وفى "المشكل"[11/ 217]، والمؤلف [برقم 4974]، وابن أبى عاصم في "الديات"[رقم 183].

وقول الإمام أحمد عن غندر: هو الذي رجحه أبو الحسن بن مهدى في "العلل"[5/ 142]، وقال:(هو الصواب عن شعبة) يعنى بدون (شباك) في سنده، وهكذا رواه أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم عن هنى بن نويرة عن علقمة عن ابن مسعود به

عند الطيالسى [274]، والبزار في "مسنده"[2/ رقم 1615]، والبيهقى في "سننه"[15857]، والشاشى في "مسنده"[رقم 338]، والطحاوى في "المشكل"[11/ 217]، وغيرهم.

• والمحفوظ عندى من هذا الاختلاف في سنده على المغيرة بن مقسم: لونان:

الأول: رواية من رواه عنه فقال: عن شباك عن إبراهيم عن هنى عن علقمة عن ابن مسعود به. =

ص: 144

4974 -

حَدَّثَنَا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا غندرٌ، عن شعبة، عن مغيرة، عن شباك، عن إبراهيم، عن هنى بن نويرة، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"أعَفَّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الإيمَانِ".

4975 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا حفصٌ، عن الأعمش، عن أبى

= والثانى: رواية الجماعة عنه دون ذكر (شباك) في سنده، ومغيرة قد مضى أنه يدلس عن إبراهيم، فالظاهر أنه فعلها في رواية من رواه عنه على هذا اللون، فكان ربما يذكر واسطته بين إبراهيم؛ وربما دلسه، فالحاصل: أنه لم يسمعه من إبراهيم أصلا، إنما سمعه بواسطة (شباك عنه) وقد مضى أن شباكًا هذا وثقه جماعة؛ لكنه خولف في وصله وسنده، خالفه الأعمش - وهو أثبت منه وأتقن لاسيما في إبراهيم - فرواه عنه الثورى وحفص بن غياث كلاهما قالا: عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به موقوفًا عليه، فلم يذكر فيه (هنى بن نويرة)، ولم يرفعه، هكذا أخرجه عبد الرزاق [18232]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 9737]، وابن أبى شيبة [27928]، وتابعهما: أبو معاوية الضرير عند ابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 4001]، وسنده صحيح على شرط الشيخين، والأعمش وإن لم يذكر فيه سماعًا من إبراهيم، إلا أن روايته عنه محمولة على السماع أبدًا؛ لطول ملازمته له؛ واختصاصه به، كما أشار الذهبى إلى ذلك في ترجمته من "الميزان" وقد سقط (علقمة) من سند ابن أبى شيبة، وقد توبع الأعمش على هذا الوجه عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به موقوفًا،.

1 -

تابعه سلمة بن كهيل على مثله عند ابن أبى شيبة [27932]، لكن الطريق إليه مغموز،.

2 -

وتابعه منصور بن المعتمر على مثله أيضًا: عند الطحاوى في "المشكل"[11/ 218]، بإسناد مستقيم إليه.

وهذا الوجه الموقوف أصح من المرفوع عندى. واللَّه المستعان؛ وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث بأكثر مما ذكرناه هنا: في كتابنا الكبير: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" وسطرنا هناك أغلاط جماعة ممن تكلموا على هذا الحديث تصحيحًا وتضعيفًا، وصَوَّبْنا أنه لا يصح مرفوعًا. ولله الحمد.

4974 -

ضعيف: انظر قبله.

4975 -

صحيح: دون: (قال: قيل:

إلخ): أخرجه الترمذى في "جامعه"[رقم 2629]، وفى "علله"[رقم 404]، وابن ماجه [3988]، وأحمد وابنه [1/ 398]،=

ص: 145

إسحاق، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الإسلامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"، قال: قيل: وما الغرباء؟ قال: "النُّزَّاعُ مِنَ القَبَائِلِ".

= والدارمى [2755]، والبزار في "مسنده"[5/ 2069]، وابن حزم في "الإحكام"[4/ 578] و [8/ 515]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 60]، وابن وضاح في "البدع"[رقم 168]، والشاشى في "مسنده"[رقم 667]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 520]، وأحمد بن إبراهيم الدورقى في "مسند سعد"[رقم 79]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 129]، وغيرهم من طرق عن حفص بن غياث عن الأعمش عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به

وليس عند الترمذى قوله: (قال: قيل: وما الغرباء؟! قال: النزاع من القبائل).

قال الترمذى: (هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن مسعود، إنما نعرفه من حديث حفص بن غياث عن الأعمش؛ وأبو الأحوص اسمه: عوف بن مالك بن نضلة الجشمى، تفرد به حفص) وقال في "العلل": "سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث فقال: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير حفص بن غياث، وهو حديث حسن".

قلتُ: لكن قال البزار عقب روايته: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبى إسحاق عن أبى الأحوص عن عبد الله مسندًا إلا الأعمش، ورواه عن الأعمش: أبو خالد - يعنى الأحمر - ويوسف بن خالد - يعنى السمتى - وغيرهما".

قلت: ورواية أبى خالد عند الطحاوى في "المشكل"[2/ 1290]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 282]، والسهمى في "تاريخه"[3/ 282]، لكن أشار ابن عدى إلى كونه غير محفوظ إلا من حديث حفص عن الأعمش، فقال:"لا يعرف هذا الحديث إلا بحفص بن غياث عن الأعمش، وبه يعرف، وحكم الناس بأنه حديثه عن الأعمش".

قلتُ: ولعله كما قال، وقال البغوى عقب روايته:"هذا حديث صحيح غريب من حديث ابن مسعود، أخرجه مسلم من رواية أبى هريرة".

قلتُ: هو عند مسلم [145]، وجماعة كثيرة من حديث أبى هريرة مرفوعًا به .. لكن دون جملة السؤال والإجابة عليه في آخره، ويأتى حديث أبى هريرة عند المؤلف [برقم 6190]، وحديث ابن مسعود هنا: فيه علل شتى: =

ص: 146

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأولى: الاختلاف على حفص بن غياث في سنده، فرواه عنه جمهور أصحابه على الوجه الماضى؛ وخالفهم محمد بن آدم المصيصى، فرواه عن حفص وسلك فيه الطريق، فقال: عن حفص عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى الأحوص عن ابن مسعود به .... إلا أنه قال في آخره: (قيل: من هم يا رسول الله؟! قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس) فأسقط منه (أبا إسحاق) وأبدله بـ (أبى صالح) هكذا أخرجه أبو عمرو الدانى في "الفتن"[3/ رقم 288]، من طريق الآجرى عن أبى بكر بن أبى داود عن محمد بن آدم به.

قال الإمام في "الصحيحة"[3/ 267]: "هذا سند صحيح، رجاله ثقات رجال "الصحيح" غير محمد بن آدم المصيصى، وهو ثقة كما قال النسائي وغيره، ورواه الآجرى في "الغرباء" [1/ 2]، من هذا الوجه".

قلتُ: ما فعل المصيصى شيئًا في هذا الطريق، سوى أن وهم على حفص في سنده، واغتر الإمام بظاهره، والمحفوظ عن حفص هو الوجه الأول بلا ريب، ثم وقفت على كتاب "الغرباء" للآجرى [ص 15/ رقم]، فوجدت الحديث عنده من طريق المصيصى بإسناده به .. لكن عنده:(عن أبى إسحاق) بدل (أبى صالح)، فالظاهر أنه قد وقع تحريف في سند أبى عمرو الدانى من كتابه "الفتن": فقد مضى أنه يرويه من طريق الآجرى به

كأن الناسخ قد اشتبه عليه: (أبو إسحاق) بـ (أبى صالح) وإلا فالوهم ممن دون الآجرى في سنده، وعليه: يكون محمد بن آدم قد وافق الجماعة في روايته هذا الحديث عن حفص عن الأعمش عن أبى إسحاق عن أبى الأحوص عن ابن مسعود به

وقد أعل بعض المتأخرين، هذا الطريق بتفرد حفص به عن الأعمش، فقال المعلق على "علل الخلال"[ص 58/ منتخب ابن قدامة]، بعد أن حكى عن الإمام أحمد استنكاره لهذا الحديث من ذاك الطريق،:"ووجه إنكار أحمد لهذا الحديث: هو تفرد حفص بن غياث به عن الأعمش عن سائر أصحابه، وهذا مما لا يحتمل، فإنه ليس من كبار أصحابه، كأبى معاوية والثورى وشعبة، بل قد تكلم الإمام أحمد نفسه في روايته عنه؛ لأن حفظه كان فيه شئ".

قلتُ: حفص هذا قد قدمه بعضم على أبى معاوية في الأعمش، كما حكاه أبو داود صاحب "السنن" ونقله عنه ابن رجب في "شرح العلل" وقال أبو داود أيضًا:"كان عبد الرحمن بن مهدى لا يقدم بعد الكبار من أصحاب الأعمش غير حفص بن غياث" كما في "سؤالات الآجرى"[1879]، وقد احتج الجماعة بحديثه عن الأعمش، وكونه ليس من كبار أصحابه،=

ص: 147

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لا يعنى رد ما ينفرد به الشيوخ من أصحاب أبى محمد الأسدى عنه، اللَّهم إلا أن ينص بعض النقاد على ذلك في حديث بخصوصه؛ أو يأتى ذلك الشيخ عن الأعمش بما يخالفه فيه الكبار من أصحاب سليمان، وحفص على قيل في حفظه: لا يزال أحد الأئمة الحفاظ الثقات العلماء الكبار بلا شك؛ وحديثه كله عن أي أحد محمول على السلامة حتى يظهر فيه الخلل، فتخطئة هذا الإمام بمجرد حُكْم الإمام أحمد بالنكارة على حديثه هذا؛ غير جيد البتة، بل وتحكُّم في تفسير مراد الإمام أحمد بلا حجة سوى الظن المجرد، كيف وقد فسَّر الإمام أحمد مراده بما يأتى نَقْلُه عنه قريبًا؟!.

والعلة الثانية: هي عنعنة الأعمش، وتدليسه مما أفسد حديث أهل الكوفة كما نص عليه المغيرة بن مقسم، ثم إنه ليس من المكثرين من الرواية عن أبى إسحاق، بل تكلم بعض النقاد في روايته عنه أيضًا، فقال ابن المدينى:"الأعمش يضطرب في حديث أبى إسحاق" كما نقله عنه ابن رجب في شرح "العلل"[2/ 712]، بل جزم الإمام أحمد بكونه قد أخطأ في هذا الحديث على أبى إسحاق، كما حكاه الأثرم عنه؛ ونقله الخطيب في "تاريخه"[3/ 372 - 373]، وعلى هذا يُفَسَّر مراد الإمام أحمد بقوله عن هذا الحديث في علل الخلال [ص 57/ رقم 11/ منتخبه لابن قدامة]:"هذا حديث منكر" يعنى غير معروف من حديث أبى إسحاق، وأخطأ عليه الأعمش في سنده، كما مضى الإشارة إليه آنفًا. والمراد بالنكارة: عدم كونه محفوظًا من هذا الوجه بتلك السياقة، وإلا فالحديث ثابت من طرق أخرى عن جماعة من الصحابة به .. لكن دون السؤال والإجابة في آخره، كما يأتى بيان ذلك؛ ولو سلم هذا الطريق من خطأ الأعمش - وهو لا يسلم - فلن يسلم من العلة الآتية.

فإن قيل: قد توبع الأعمش عليه، تابعه أبو الأحوص سلام بن سليم على مثله عن أبى إسحاق به

، كما ذكره الأثرم، وعنه الخطيب في "تاريخه"[3/ 272 - 273]،.

قلنا: قد تعجَّب من تلك المتابعة: الإمام أحمد، بل وأنكرها على أبى الأحوص، وأشار إلى أن الحديث معروف من رواية الأعمش عن أبى إسحاق، فراجع كلامه في تاريخ مدينة السلام [3/ 372 - 373]، لأبى بكر بن ثابت الحافظ.

والعلة الثالثة: هي أن أبا إسحاق كان إمامًا في التدليس، ولم يذكر فيه سماعًا، ثم هو قد اختلط بآخرة أيضًا، فالحديث منكر من هذا الوجه كما قاله الإمام أحمد؛ لكن في الباب عن جماعة من الصحابة مثله دون قوله في آخره:(قال: قيل: وما الغرباء؟! قال: النزاع من القبائل) =

ص: 148

4976 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدَّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن عمرو بن قيسٍ،

= فتلك جملة ضعيفة لعدم الشاهد المعتبر لها، ومن أحاديث الباب: حديث سعد بن أبى وقاص الماضى [برقم 756]، وحديث أبى هريرة الآتى [برقم 6190]، واللَّه المستعان.

4976 -

صحيح: دون ذكر (الذهب والفضة): أخرجه الترمذى [810]، والنسائى [2631]، وأحمد [1/ 387]، والترمذى [2512]، وابن حبان [3693]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10406]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1722]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 110]، والعقيلى في "الضعفاء"[2/ 124]، والبغوى في "تفسيره"[1/ 218]، وفى "شرح السنة"[3/ 318]، والطبرى في "تفسيره"[4/ رقم 3956/ شاكر]، والشاشى في "مسنده"[رقم 537]، وغيرهم من طرق عن أبى خالد الأحمر عن عمرو بن قيس الملائى عن عاصم بن أبى النجود عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به.

قال الترمذى: "حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن مسعود" وقال البغوى: (هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن مسعود) وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه" وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عاصم، تفرد به عنه عمرو بن قيس الملائى" وقال الدارقطنى عقب روايته في "الأفراد"[رقم 3926/ أطرافه]: (تفرد به عمرو بن قيس عن عاصم عنه - يعنى عن شقيق - وتفرد به أبو خالد الأحمر).

قلت: إنما استغربوه؛ لتفرد أبى خالد الأحمر به، ولا يعرف إلا من هذا الوجه من حديث عبد الله، وأبو خالد تكلم فيه جماعة من قبل حفظه؛ إلا أنه لا يزال متماسكًا؛ وحديثه على السلامة إلا ما أنكر عليه، وهذا الحديث خاصة، قد أنكره عليه العقيلى، وساقه في ترجمته من "الضعفاء" واستغربه جماعة من الحفاظ كما مضى، ولم يتابع عليه أبو خالد من قبل أصحاب عمرو بن قيس الملائى عنه، وعمرو ثقة مشهور؛ وهو مكثر حديثًا وأصحابًا، وقد جاء محمد بن حميد الرازى وروى هذا الحديث عن الحكم بن بشير النهدى عن عمرو بن قيس فقال: عن عاصم عن زر بن حبيش عن بن مسعود به

وجعل شيخ عاصم فيه: (زرًا) بعد أن كان: (شقيقًا) هكذا أخرجه الطبرى في "تفسيره"[4/ رقم 3957/ شاكر]، وقال المعلق عليه: (وهذا إسناد آخر صحيح لهذا الحديث!

وهو يدل على أن عاصم بن أبى النجود رواه عن شيخين، هما: أبو وائل وزر بن حبيش، كلاهما عن ابن مسعود). =

ص: 149

عن عاصمٍ، عن شقيقٍ، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَابِعُوا بَيْنَ الحجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنهُمَا يَنْفيَانِ الْفَقْرَ، وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِى الْكِيرُ خَبَثَ الحدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المبْرُورَةِ جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةُ".

4977 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا أبو بكر بن عياشٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍ، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ، بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ"، قال: فكنا نُنهى عن الصلاة عند طلوع الشمس، وعند غروبها، ونصف النهار.

= قلتُ: وهذه غفلة عن كون محمد بن حميد الرازى على حفظه قد أسقطه الحذاق من نقاد الصنعة، حتى كذبه بعضهم، وقد وثقه جماعة ممن لم يخبر حاله، والأولى تركه كما يقول الذهبى في ترجمته من "الكاشف"[2/ 166]، فكيف يكون الإسناد صحيحًا؟! بل لا يكون إلا منكرًا.

نعم: في الباب عن جماعة من الصحابة به

مضى منهم: حديث عمر بن الخطاب [برقم 198]، وباقى شواهده مخرجة في كتابنا:"غرس الأشجار" وراجع "السلسلة الصحيحة"[3/ 181] و [3/ 196]، للإمام؛ وهو حديث صحيح؛ لكن دون ذكر (الذهب والفضة) فيه لعدم انتهاض ما يشهد لتلك الفقرة كما بيناه في "غرس الأشجار".

4977 -

صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10238]، وابن أبى شيبة [7358]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 151]، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[1/ 131]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1788]، والطحاوى أيضًا في "المشكل"[9/ 222]، وغيرهم من طرق عن أبى بكر بن عياش عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به

وليس شطره الأول عند الجميع سوى ابن أبى شيبة، وكذا قوله:(ونصف النهار) ليس عند ابن أبى شيبة وحده.

قلتُ: وهذا إسناد صالح مشهور؛ عاصم شيخ صدوق؛ والراوى عنه قوى الحديث، وزر بن حبيش إمام قدوة، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه

مضى منها حديث عبد الله الصنابحى [برقم 1451]، وحديث عائشة [برقم 4844]، وحديث عمر [برقم 147، 159]، وحديث أبى هبيرة [برقم 1572]، وحديث عقبة بن عامر [برقم 1755]، وغيرهم.

ص: 150

4978 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا عبد الرحيم، عن ليث بن أبى سليمٍ، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجةٍ، فقال:"ائْتِنِى بِشَىْءٍ أَسْتَنْجِى بِهِ، وَلا تُقْرِبْنِى حَائِلًا، وَلا رَجِيعًا".

= • تنبيه: وقع قوله (إن الشمس تطلع حين تطلع بين قرنى شيطان) مرفوعًا عند المؤلف في الطبعتين، وهذا خطأ أراه من الناسخ، فإن المؤلف يروى الحديث من طريق ابن أبى شيبة بإسناده به

وهو عند ابن أبى شيبة في "المصنف" دون ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في أوله، بل كله من قول ابن مسعود، وهذا هو الصواب. وما عند المؤلف خلاف الجادة.

4978 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 426]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9958]، وابن أبى شيبة [1650]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[527]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 306]، والدارقطنى في "العلل"[195/، 20]، وغيرهم من طرق عن ليث بن أبى سليم عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد عن أبيه عن ابن مسعود به

وزاد الطبراني وابن المنذر: (ففعلت ثم توضأ وصلى) وهى رواية للمؤلف تأتى [برقم 5275]، وهذه الزيادة بلفظ أتم، وهو (ثم أتيته بماء، فتوضأ ثم قام فصلى، فحنا ثم طبق يديه حين ركع، وجعلهما بين فخذيه) عند أحمد وهذا اللفظ رواية للمؤلف أيضًا تأتى [برقم 5184]، ورواية للدارقطنى أيضًا مع لفظ الزيادة الماضى قبلها.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف الليث بن أبى سليم، وبه أعله البيهقى عقب روايته [1/ 108]، وكذا أعله به مغلطاى في "الإعلام"[1/ 104]، ولم ينفرد به الليث، بل تابعه عليه أبو إسحاق السبيعى وجابر الجعفى ومحمد بن خالد الضبى وغيرهم؛ ورواياتهم مخرجة في "غرس الأشجار". ونذكر هنا رواية أبى إسحاق وحده عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه أنه سمع عبد الله - يعنى ابن مسعود - يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم الغائط؛ فأمرنى أن آتيه بثلاثة أحجار؛ فوجدت حجرين، والتمست الثالث فلم أجده؛ فأخذت روثة فأتيته بها؛ فأخذ الحجرين وألقى الروثة وقال: هذا ركس) أخرجه البخارى [155]، والنسائى [42]، وابن ماجه [314]، وأحمد [1/ 418، 427]، والطيالسى [287]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9953]، والمؤلف [برقم 5127، 5336]، والبزار [5/ رقم 1646]، والبيهقى في "سننه"[526، 3947]، =

ص: 151

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 122]، والدارقطنى في "العلل"[5/ 28]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 285]، وغيرهم من طرق عن زهير بن معاوية عن أبى إسحاق عن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود به

واللفظ للبخارى.

قلتُ: وقد توبع زهير على هذا الوجه: تابعه جماعة عن أبى إسحاق به

وخالفهم آخرون، واختلف في سنده على أبى إسحاق على ألوان كثيرة، حتى وصفه الترمذى وغيره بالاضطراب، وهى دعوى مردودة بلا تردد، بل للحُفَّاظ في هذا الحديث مسالك للترجيح.

1 -

فذهب الترمذى وأبو زرعة وصاحبه وغيرهم: إلى أن الصواب في هذا الحديث: هو ما رواه إسرائيل وغيره عن أبى إسحاق عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به.

2 -

وذهب البخارى والعقيلى وغيرهما إلى أن الأصح في هذا الحديث: هو ما رواه زهير بن معاوية وغيره عن أبى إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود به.

وهذا الوجه: هو الذي نصره الحافظ في "الفتح"[1/ 348]، والأولى عندى: أن الوجهين جميعًا محفوظان عن أبى إسحاق، كما شرحناه شرحًا وافيًا في كتابنا:"غرس الأشجار"

ورددنا هناك على من أعله بتدليس أبى إسحاق، أو باختلاطه، وذكرنا شواهده وأحاديث الباب. والله المستعان.

• تنبيه: قوله هنا في حديث الليث: (ولا تقربنى حائلًا ولا رجعيًا) فالحائل: هو العظم كما فسره الليث نفسه عند المؤلف [برقم 5184]، ويشهد لتلك الفقرة حديث أبى هريرة عند البخارى [154، 3647]، وجماعة، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ابغنى حجارًا أستنفض بها، ولا تأتنى بعظم ولا روث).

وأما الزيادة في آخره عند جماعة منهم المؤلف كما يأتى [برقم 5184]، وهى:(ثم توضأ فقام يصلى؛ فرأيته كلما ركع حنا، يعنى طبق يديه وجعلهما بين ركبتيه) لفظ المؤلف؛ فهى زيادة ضعيفة من هذا الوجه، تفرد بها الليث بن أبى سليم في هذا الحديث، وقد رواه جماعة عن عبد الرحمن بن الأسود فلم يذكروها، لكن قضية التطبيق ثابتة من طرق أخرى عن ابن مسعود مرفوعًا وموقوفًا.

وقد خرجناها في "غرس الأشجار" ولله الحمد.

ص: 152

4979 -

حَدَّثَنَا أبو نصرٍ عبد الملك بن عبد العزيز التمار، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن عمرو بن ميمون، أن ابن مسعود، حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"يَكونُ فِي النَّارِ قَوْمٌ مَا شَاءَ الله، ثمَّ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ، فَيُخْرِجُهُمْ، فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الجَنَّةِ، فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهْرِ الحيَاةِ، وَيسَمِّيهِمْ أَهْل الجَنَّةِ، الجهَنَّمِيِّينَ، لَوْ أَضَافَ أَحَدُهُمْ أَهْلَ الدُّنْيَا، لأَطْعَمَهُمْ وَسَقَاهُمْ، وَلحَفَهُمْ وَفَرَشهُمْ - قَالَ: وَأحْسَبُهُ، قَالَ: وَزَوَّجَهُمْ - لا يَنْقصُ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدَهُ شَيْئًا".

4979 - صحيح: أخرجه أحمد [1/ 454]، وابن حبان [7428، 7433]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 834]، وابن عساكر في "تاريخه"[34/ 117]، وابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 486]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 420]، وأبو نعيم في "صفة الجنة"[رقم 479]، والطحاوى في "المشكل"[14/ 155]، وابن أبى الدنيا في "صفة الجنة"[رقم 200]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود به نحوه

قال الهيثمى في "المجمع"[10/ 697]: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال "الصحيح" غير عطاء بن السائب، وهو ثقة، ولكنه اختلط".

قلتُ: وحماد بن سلمة قد سمع منه قبل اختلاطه وبعده، فيتوقف في روايته عنه، لعدم التمييز بين السماعين، لكن الحديث صحيح ثابت بشطره الأول فقط، فله شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة به نحوه .... مضى بعضها [برقم 1831، 2886، 2978، 3013، 3037، 3054، 3206].

أما شطره الثاني: (لو أضاف أحدهم

إلخ) فضعيف من هذا الوجه؛ لكن يشهد له حديث حميد الطويل عن أنس به في سياق طويل، وفيه: (فيدخل الجنة؛ فلو نزل عليه جميع الناس أو جميع ولد آدم؛ لأوسعهم طعامًا وشرابًا وخدمًا، لا ينقص مما عنده شيئًا

) أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 484، 485]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 875]، من طرق عن حميد عن أنس به مرفوعًا وموقوفًا.

قلت: وسنده صحيح على شرط مسلم؛ والوجه الموقوف لا يعل المرفوع، بل كلاهما محفوظان.

وله شاهد أيضًا من حديث عوف بن مالك به نحوه مرفوعًا في سياق طويل =

ص: 153

4985 -

حَدَّثَنَا هدبة بن خالد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنسٍ، عن ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الجنَّة، رَجُلٌ يَمْشِى عَلَى الصِّرَاطِ مَرَّةً، وَيَكْبُو مَرَّةً، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَةً، فَإذَا الْتَفَتَ إلَيْهَا، قَالَ: الحمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانِى مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِىَ اللَّهُ شَيْئًا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ الأَوَّلِينَ، وَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ الآخِرِينَ، فَتُرْفَعُ لَهٌ شَجَرَةٌ، فَيَقُولُ: أَىْ رَبِّ! أَدْنِنِى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَاسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فيَقُولُ اللهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، لَعَلِّى إن أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا أَنْ تَسْأَلَنِى غَيْرَهَا، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لا يَسْأَلَهُ، وَرَبُّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا، لأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ، فَيُدْنِيهِ اللَّهُ مِنْهَا، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجرَةٌ أُخْرَى هِىَ أَحْسَنُ

= عند الحسين بن حرب في "زوائده على زهد ابن المبارك"[رقم 1265]، إلا أن سنده لا يثبت، والمحفوظ فيه موقوفًا على كعب الأحبار،.

4980 -

صحيح: أخرجه مسلم [187]، وأحمد [1/ 391، 410]، وابن حبان [7430]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9775]، والبزار [4/ رقم 1442]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 248]، وابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 329، 483]، وأبو عوانة [رقم 279، 280]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 462]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 91]، وفى "الأسماء والصفات"[رقم 990]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 1063]، والشاشى في "مسنده"[رقم 254]، وابن أبى الدنيا في "صفة الجنة"[رقم 30]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 648]، وغيرهم من طردا عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس عن ابن مسعود به

وهو عند البيهقى في "الأسماء" بطرف من أوله فقط، وليس عند الشاشى قوله في آخره (قال: إنى لا أستهزئ بك

إلخ) ومثله عند ابن أبى الدنيا وهى رواية لأحمد ورواية لأبى عوانة، وزاد الآجرى وأبو بكر الشافعي في آخره:(فيدخله الجنة) ولفظ الآجرى والطبرانى وابن أبى عاصم والبغوى في آخره: (ولكنى على ما أشاء قدير) بدل (على ما أشاء قادر) وهى رواية لأحمد وأبى عوانة، والحديث عند بن خزيمة بطرف صالح من أوله فقط، ولم يسقه كله.

قال البغوى: "هذا حديث صحيح" وقال البزار: "ولا نعلم روى أنس بن مالك عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث". =

ص: 154

مِنْ تِلْكَ الشَّجَرَةِ، فَيَقولُ: أَىْ رَبٌ، أَدْنِنِى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِل بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ الله: يَابْنَ آدَمَ! أَلَمْ تُعَاهِدْنِى أَنْ لا تَسْأَلَنِى غَيْرَهَا؟! فَيَقُولُ: بَلَى، أَىْ رَبِّ، وَلَكِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةَ، لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لا يَسْأَلَهُ، وَرَبُّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذُرُهُ، لأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيدْنِيهِ الله مِنْهَا، فَيَستَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ هِىَ أَحْسَنُ مِنْ تِلْكَ الشَّجَرَتَيْنِ الأولَيَيْنِ، فَيَقولُ: أَىْ رَبِّ، أَدْنِنِى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَسْتَظِل بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُول اللهُ: يَا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْ أَنْ لا تَسْأَلَنِى غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: أَىْ رَبِّ أَدْنِنِى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقولُ اللَّهُ لَهُ: لَعَلِّى إن أَدْنَيْتكَ مِنْهَا أَنْ تَسْأَلَنِى غَيْرَهَا، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْلَمُ أَنَّه سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذُرُهُ، لأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَىْ رَبِّ أَدْخِلْنِى الجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: أَيَسُرّكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا

= قلتُ: قد رواه حميد الطويل فقصر في سنده، فقال: عن أنس به نحوه

، ولم يذكر فيه (ابن مسعود)، أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 484، 485]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 875]، وغيرهما من طرق عن حميد الطويل عن أنس به موقوفًا ومرفوعًا.

قلتُ: الوجهان محفوظان عن حميد الطويل؛ والموقوف يُقوى المرفوع ولا يعله، ولم يصرح فيه حميد بالسماع، إلا أن عنعنته عن أنس: محمولة على السماع أبدًا، كما مضى شرح ذلك فيما علقناه على الحديث الماضى [برقم 3718]، ويبدو لى أنه لم يحفظ في روايته (عن ابن مسعود) وقد يكون أنس هو الذي كان يوصله تارة ويرسله أخرى، كما كان يفعل في روايته حديث الإسراء عن مالك بن صعصعة، فربما ذكر مالكًا فيه وربما لم يذكره وأرسل الحديث، وعلى كل حال: فقد جوده ثابت البنانى عن أنس عن ابن مسعود به

هكذا رواه حماد بن سلمة عن ثابت؛ وخالفه سعيد بن زربى، فرواه عن ثابت البنانى فقال: عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام به مختصرًا بطرف من أوله فقط، ولم يذكر فيه (ابن مسعود) وصرح فيه بسماع أنس من النبي صلى الله عليه وسلم. =

ص: 155

مَعَهَا؟ فَيَقولُ: أَىْ رَبِّ، أَتَسْتَهْزِئُ بِى وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالمَينَ؟! قَالَ: إنى لا أَسْتَهْزِئُ بِكَ، وَلَكِنِّى عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ".

4981 -

حَدَّثَنَا بشر بن الوليد الكندى، حدّثنا شريكٌ، عن سماكٍ، عن عبد الرحمن

= هكذا أخرجه أسد بن موسى في "الزهد"[رقم 51]، وقد كان يمكن أن يكون الوجهان كلاهما محفوظين عن أنس به

، كأن يكون أنس سمعه من ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم به

؛ ثم سمعه بعد ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، أو يكون سمعه مع ابن مسعود من النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد؛ ثم تثبَّت فيه من ابن مسعود بعد ذلك، لولا أن سعيد بن زربى راويه عن ثابت من هذا الوجه: شيخ منكر الحديث، صاحب عجائب وغرائب وأساطير، وهو من رجال الترمذى وحده، وقد خالفه شيخ الإسلام حماد بن سلمة، وهو أوثق منه عدد رمل عالج - لا سيما في ثابت البنانى - فرواه عن ثابت عن أنس عن ابن مسعود به

وليس فيه (جبريل)، وهذا هو المحفوظ عن ثابت بلا ريب، وحماد هو أثبت أهل الأرض في ثابت البنانى باتفاق أئمة الحديث والأثر، ورواية حميد الطويل السابقة: وإن كانت محتملة لكون أنس ربما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، دون واسطة! إلا أنها ليست صريحة في ذلك؛ بدلالة عدم تصريح أنس بالسماع فيه، والصواب: أنه حمله عن ابن مسعود به

؛ ثم كان ربما أرسله، كما مضى بيان ذلك. واللَّه المستعان لا رب سواه.

4981 -

صحيح: بشطره الأول فقط: أخرجه أبو داود [3333]، والترمذى [1206]، وابن ماجه [2277]، وأحمد [1/ 393] و [1/ 394، 402، 453]، وابن حبان [50251، 4410]، والطيالسى [343]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 2012]، والبيهقى في "سننه"[10249]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 61]، وابن عساكر في "تاريخه"[35/ 62]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 822]، والشاشى [رقم 278، 279، 282]، وابن نصر في "السنة"[رقم 187، 188، 189]، وغيرهم من طرق عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به

وليس شطره الثاني عند الجميع سوى أحمد وابن حبان في رواية لهما؛ وعند الترمذى وأبى داود وأبى نعيم: (وشاهده) بدل: (وشاهداه) وهو رواية لأحمد؛ واللفظان عند الطيالسى ومن طريقه البيهقى ولكن بالشك بينهما.

قال الترمذى: "حديث عبد الله حديث حسن صحيح". =

ص: 156

ابن عبد الله بن مسعودٍ، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لُعِنَ آكلُ الرِّبَا، وَمُو كِلُهُ، وَشَاهِدَاهُ وَكَاتِبُهُ"، وقال:"مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الزِّنَى، وَالرِّبَا، إلا أَحَلَّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ الله".

= قلتُ: قد أعله بعضهم بعلتين:

الأولى: الانقطاع، لكون عبد الرحمن بن مسعود لم يسمع من أبيه كما جزم به جماعة.

والثانية: سماك بن حرب قد تغير بآخرة حتى صار يتلقن.

قلتُ: هاتان علتان مدفوعتان البتة،:

أما الأولى: فيجاب عنها بكون البخارى وجماعة قد أثبتوا سماع عبد الرحمن من أبيه؛ وهذا مقدم على من نفاه.

وأما الثانية: فيجاب عنها: بكون شعبة قد روى هذا الحديث عن سماك عند ابن ماجه وجماعة؛ وهو ممن سمع من سماك قديمًا كما نص عليه يعقوب بن شيبة الحافظ، وقبله أشار إليه ابن المدينى.

وللحديث بشطره الأول: طرق أخرى عن ابن مسعود به

يأتى بعضها [برقم 5146، 5241، 5350]، أما شطره الثاني:(ما ظهر في قوم الزنى والربا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله) فقد انفرد به شريك القاضى عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن عن أبيه به

وشريك ضعيف الحفظ، وقد سمع من سماك بأخرة أيضًا.

فهاتان علتان لا يخلص منهما هذا الطريق أبدًا، فمن أين أتته تلك الجودة التى زعمها له المنذرى في "الترغيب" [3/ 6]؟! حيث قال:"رواه أبو يعلى بإسناد جيد" وتابعه على ذلك الهيثمى في "المجمع"[4/ 213]، وحسنَّه ابن حجر المكى في "الزواجر"[3/ 69]، وكل ذلك غفلة من العلتين السابقتين آنفًا، وقد خولف شريك في سنده أيضًا، خالفه عمرو بن أبى قيس الرازى، فرواه عن سماك فقال: عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا: (إذا ظهر الزنى والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله) وفى أوله زيادة، هكذا أخرجه الحاكم [2/ 43]، وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

قلتُ: بل ما كان لهما أن يخرجاه من هذا الطريق المنكر أصلًا، وعمرو بن أبى قيس مختلَفٌ فيه، وهو أمثل من شريك في حفظه؛ إلا أن رواية شريك أقرب إلى الصواب من رواية عمرو،=

ص: 157

4982 -

حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حدَّثنا شريكٌ، عن أبى إسحاق، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّ الْكَافِرَ لَيلْجِمُهُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقولُ: أَرِحْنِى وَلَوْ إلَى النَّارِ".

= وما أرى عمرًا إلا وقد لزم الطريق فيه، ولو سلمنا أن روايته هي المحفوظة عن سماك؛ لكانت أشد ضعفًا من رواية شريك، فعمرو سماعه متأخر من سماك أيضًا، وقد تكلم غير واحد في رواية سماك عن عكرمة، حتى رماها ابن المدينى بالاضطراب.

وقد اختلف على عمرو في سنده أيضًا، فرواه عنه محمد بن سعيد بن سابق على الوجه الماضى؛ وخالفه هاشم بن مرزوق، فرواه عن عمرو فقال: عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به .... ، فجعل شيخ سماك (سعيد بن جبير) بدل:(عكرمة) هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[1/ رقم 460].

وهاشم ومحمد بن سعيد كلاهما ثقتان؛ فالظاهر أن عمرًا أو شيخه قد اضطرب فيه، ثم رأيت ابن أبى حاتم قد ساق هذا الحديث في "العلل"[رقم 2796]، من طريق محمد بن سعيد بن سابق عن عمرو بن أبى قيس عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس به .. مع زيادة في أوله، ثم نقل عن أبيه أنه قال:"أما قوله: "إذا ظهر الزنى والربا" فليس هو من حديث عكرمة عن ابن عباس، إنما هو سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، منهم من يرفعه، ومنهم من يوقفه" ثم قال ابن أبى حاتم: "أوقفه أسباط بن نصر".

قلت: ولعل الموقوف هو الأشبه على ضعفه أيضًا، وفى الباب عن جماعة بأسانيد تقصر عن الشهادة للحديث بالحسن فضلًا عن الصحة، يأتى منها حديث ميمونة [برقم 7091]، ولعلنا نبسط الكلام عليها في مكان آخر. والله المستعان.

4982 -

ضعيف: أخرجه ابن حبان [7335]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10083]، والخطيب في "تاريخه"[12/ 27]، وابن أبى الدنيا في في "الأهوال"[رقم 196]، وغيرهم من طريقين عن شريك بن عبد الله القاضى عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به

وعند الطبراني: (إن الرجل) بدل: (إن الكافر).

قال المناوى في "الفيض"[5/ 60]: "فيه بشر بن الوليد، قال الذهبى: صدوق لكنه لا يعقل، كان قد خرف". =

ص: 158

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: لكنه لم ينفرد به عن شريك، بل تابعه عليه أبو بكر بن أبى شيبة عن شريك بسنده سواء عند الطبراني مقرونًا مع بشر بن الوليد، والله هذا الطريق إنما هي في عنعنة أبى إسحاق؛ وسوء حفظ شريك، نعم: قد توبع عليه أبو إسحاق: تابعه إبراهيم بن المهاجر عن أبى الأحوص عن ابن مسعود به نحوه

عند المؤلف في "مسنده الكبير" كما في "المطالب"[رقم 4672]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10112]، وفى "الأوسط"[5/ رقم 5476]، ومن طريق ابن إسحاق عن إبراهيم بن المهاجر به.

قلتُ: وهذه متابعة لا تصح، وابن إسحاق مدلس وقد عنعنه، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[10/ 259]، وإبراهيم بن المهاجر مختلف فيه، والتحقيق أنه ضعيف الحفظ ليس بقوى، ثم جاء عبد الغفار بن الحسن بن دينار وروى هذا الحديث عن الثورى فقال: عن إبراهيم الهجرى عن أبى الأحوص عن ابن مسعود به نحوه ....

أخرجه الطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 8881]، وعنه أبو نعيم في "الحلية"[7/ 109]، وقال أبو نعيم:"تفرد به عبد الغفار عن الثورى".

قلتُ: وعبد الغفار هذا وإن وثقه ابن حبان ومشاه أبو حاتم الرازى، لكن كذبه الأزدى، وقال الجوزجانى:"لا يعتبر به" كما في (الميزان) وأورده ابن عدى في "الكامل"[5/ 328]، وقال في ختام ترجمته:"ولعبد الغفار أحاديث غير محفوظة" ومثله لا يحتمل تفرده عن مثل الثورى أصلًا، وقد خالفه معاوية بن عمرو الأزدى، فرواه عن زائدة بن قدامة فقال: عن إبراهيم الهجرى عن أبى الأحوص عن ابن مسعود به نحوه موقوفًا، ولم يرفعه.

هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8779]، ولعل هذا هو الأشبه مع ضعفه أيضًا، فإن الهجرى: واسمه: (إبراهيم بن مسلم) ضعيف عندهم، بل تركه على ابن الجنيد وغيره، وهو من رجال ابن ماجه وحده، ولا يصح الحديث موقوفًا ولا مرفوعًا، ورأيت المنذرى قد عزاه في "الترغيب"[4/ 210]، إلى الطبراني في "الكبير" بإسناد جيد، كذا، ولعله يعنى به طريق ابن إسحاق عن إبراهيم بن المهاجر عن أبى الأحوص عن ابن مسعود به

وقد عرفت ما فيه، وللحديث شاهد واهٍ من رواية جابر بن عبد الله مرفوعًا، مضى الكلام عليه عند المؤلف [برقم 1776]. واللَّه المستعان.

ص: 159

4983 -

حَدَّثَنَا أحمد بن حاتمٍ، حدّثنا خلف - يعنى ابن خليفة - عن حميدٍ - يعنى الأعرج - عن عبد الله بن الحارث، عن ابن مسعودٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، وَكِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ، وَسَرَاوِيلُ مِنْ صُوفٍ، وَكُمَّةُ صُوفٍ، وَنَعْلاهُ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ".

4983 - منكر: أخرجه الترمذى في "جامعه"[1734]، وفى "العلل"[رقم 321]، والحاكم [1/ 81] و [2/ 411]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 2031]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 273]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 262]، والعقيلى [1/ 268]، وابن عساكر في "تاريخه"[61/ 49]، وأبو بكر النجاد في "الرد على خَلْق القرآن"[رقم 62]، وعبد الله بن أحمد في "السنة"[1/ 293، و [2/ 506]، والطبرى في "تفسيره"[18/ 279/ شاكر]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 686]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم / 418 طبعة الحاشدى]، وابن النجار في التاريخ المجدد لمدينة السلام [2/ 147]، والخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 435]، والذهبى في الميزان [1/ 615]، وابن عرفة في (جزئه) كما في "فتح المغيث"[3/ 13]، ومن طريقه العراقى في "التقييد والإيضاح"[ص 258 - 259]، وعنه الحافظ في "اللسان"[4/ 114]، وابن شاهين في "الأمالى"[66/ 2]، وأبو موسى المدينى في منتهى رغبات السامعين [1/ 256/ 2]، وغيرهم من طريقين عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث الزبيدى المكتب عن ابن مسعود به

وليس عند ابن حبان والطبرى والذهبى والنجاد قوله: (وكمة صوف) وعند عبد الله بن أحمد مكانها: (وعمامة صوف) وليس عنده: (وسراويل من صوف) ولا قوله: (وكساء من صوف) وكذا ليس عند الآجرى: (وسراويل من صوف) وعنده مكانها: (وعصا راع) وعند الترمذى: (من جلد حمار ميت) بدل: (حمار غير ذكى) وكذا ليس عند العقيلى قوله: (وسراويل من صوف).

قال الترمذى: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج، وحميد هو ابن عليّ الكوفى، قال: وسمعت محمدًا - يعنى البخارى - يقول: حميد بن عليّ الأعرج منكر الحديث، وحميد بن قيس الأعرج المكى صاحب مجاهد ثقة" ومثله نقله عن أبى عبد الله الجعفى في "العلل" وزاد:"قلت له: عبد الله بن الحارث سمع من ابن مسعود، قال: قد روى عنه، ولا أعرف له سماعًا". =

ص: 160

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ويؤيد عدم السماع قول أبى حاتم الرازى كما في "الجرح والتعديل"[3/ 226/ ترجمة حميد بن عطاء الأعرج]: "ولا يعرف لعبد الله بن الحارث عن ابن مسعود شئ" واحتمل الحافظ العلائى أنه ربما كان هو "عبدا للَّه بن الحارث" الذي قال عنه ابن المدينى: (لم يسمع من عبد الله بن مسعود شيئًا) كما في "جامع التحصيل"[ص 208]، فالحاصل: أن الإسناد معلول بعلتين:

الأولى: الانقطاع بين عبد الله بن الحارث وابن مسعود.

والثانية: تفرد حميد الأعرج به، وهو شيخ منكر الحديث كما قاله البخارى وأبو حاتم وغيرهما، وقد تركه أبو زرعة والدارقطنى وغيرهما، زاد الدارقطنى:"وأحاديثه تشبه الموضوعة" وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا، يروى عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود بنسخة كأنها موضوعة، لا يحتج بخبره إذا انفرد، وليس هذا بصاحب الزهرى، ذاك حميد بن قيس الأعرج".

وهذا الحديث قد أنكره عليه العقيلى وابن حبان وابن عدى، وساقوه في ترجمته من كتبهم في "الضعفاء"، وقال ابن عدى في ختام ترجمته بعد أن ساق له جملة من مناكيره:(وهذه الأحاديث عن عبد الله عن ابن مسعود أحاديث ليست بمستقيمة، ولا يتابع عليها) وكذا ساقه له الذهبى في جملة مناكيره من ترجمته في "الميزان" وأعله به جماعة، وهو كما قالوا؛ لكن قال الحاكم عقب روايته في الموضع الثاني:"هذا حديث صحيح على شرط البخارى، ولم يخرجاه" كذا قال، وقد تعقبه الذهبى قائلًا:"بل ليس على شرط البخارى".

قلتُ: قد وقع عنده في سنده: (عن حميد بن قيس) يعنى المكى الثقة المشهور، وهذا هو الذي دعاه إلى تصحيح سنده، وقد تعقبه المنذرى في "ترغيبه"[3/ 79]، فقال:"توهم الحاكم أن حميدًا الأعرج هذا هو حميد بن قيس المكى، وإنما هو حميد بن على، وقيل: ابن عمار أحد المتروكين" ومثله قال الحافظ في "اللسان" أيضًا، وقبله قال الذهبى في "تلخيص المستدرك" بعد قوله الماضى:"بل ليس على شرط البخارى" قال: "وإنما غرَّه - يعنى الحاكم - أن في الإسناد "حميد بن قيس"، كذا، وهو خطأ، وإنما هو حميد الأعرج الكوفى ابن على؛ أو ابن عمار؛ أحد المتروكين؛ فظنه المكى الصدوق".

قلتُ: لكن وقع في سند الحاكم من الموضع الأول: (عن حميد الأعرج) وقال عقبه: "وحميد هذا ليس بابن قيس الأعرج، قال البخارى في "التاريخ": حميد بن عليّ الأعرج الكوفى =

ص: 161

4984 -

حَدَّثَنَا أبو معمرٍ إسماعيل الهذلى، حدّثنا هشيم، أخبرنا ابن أبى ليلى، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعودٍ، أن الأشعث بن قيسٍ، اشترى رقيقًا من رقيق الإمارة، فاختلفا في الثمن، فقال ابن مسعودٍ: بعتك بعشرين ألفًا، وقال الأشعث: إنما اشتريت منك بعشرة آلاف، فقال عبد الله: إن شئت حدثتك حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هات، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ، فَالْقَوْلُ قَوْلُ الْبَائِعِ، أَوْ يَتَرَادَّانِ الْبَيْعَ"، قال: فإنى أرد البيع

= منكر الحديث

" كذا، وهذا هو الصواب، فكأنه نسى ما سطره هنا لما ذكر الحديث مرة أخرى في الموضع الثاني [2/ 411]، بعد ما اشتبه عليه (حميد بن على الأعرج) المتروك، بـ (حميد بن قيس الأعرج) الثقة المقرئ المشهور، ويشبه أن يكون وقع له: (عن حميد الأعرج) فظنه (ابن قيس) ووهم في ذلك بلا شك، وربما كان ذلك ممن فوقه، وقد سئل الإمام أحمد عن هذا الحديث كما في "علل الخلال" [ص 260/ منتخبه لابن قدامة]، فقال:(منكر ليس بصحيح، أحاديث حميد عن عبد الله بن الحارث منكرة).

قلتُ: وقد روى ابن بطة العكبرى هذا الحديث: فزاد في آخره زيادة منكرة جدًّا، اتهمه بعضهم لأجلها، وتأولها له بعض الأئمة التأخرين، وقد بسطنا الكلام على تخريج تلك الزيادة مع أقوال النقاد فيها، وتمام تخريج الحديث في كتابنا:"المحارب الكفيل بتقويم أسنة التنكيل" أعاننا الله على إتمامه بخير. إنه ولى كل مؤمن.

• تنبيه: قال البزار عقب روايته: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله بن مسعود إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه إلا خلف بن خليفة" يعنى عن حميد الأعرج به

، وليس كما قال، بل تابعه حفص بن غياث على مثله عند الحاكم [2/ 411]، ولله الحمد.

4984 -

قوى بطرقه: أخرجه أبو داود [3512]، وابن ماجه [2186]، والدارمى [2549]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 21]، ومن طريقه ابن الجوزى في التحقيق [2/ 185]، والبيهقى في "سننه"[10595]، والبغوى في "شرح السنة"[8/ 170 - 171]، وغيرهم من طرق عن هشيم بن بشير عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود عن أبيه عن جده به نحوه

لم يسقه أبو داود، بل أحال بلفظه على الماضى قبله بقوله:"فذكر معناه، والكلام يزيد وينقص" وهو عند الدارمى ومن طريقه البغوى بالمرفوع منه فقط، وزادوا جميعًا:"والبيع قائم بعينه". =

ص: 162

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: هذا إسناد قد اختلف على هشيم فيه، فرواه عنه عثمان بن أبى شيبة ومحمد بن الصباح وأبو جعفر النفيلى وأبو معمر الهذلى وغيرهم على الوجه الماضى، وخالفهم: الإمام أحمد، فرواه عن هشيم فقال: أخبرنا ابن أبى ليلى عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود به، ليس فيه (عن أبيه) هكذا أخرجه في "المسند" [1/ 466]- إشارة - وتابعه على هذا اللون: سعيد بن منصور في "سننه" كما في "تكملة المجموع" للنووى [13/ 65]، وكذا حكاه عنه الدارقطنى في "العلل"[5/ 204].

فهذان لونان من الاختلاف في سنده على هشيم، ولون ثالث، فقال أبو داود الطيالسى في "مسنده" [عقب رقم 399]:"ويرويه هشيم عن القاسم عن أبيه عن عبد الله" وقد اختلف في سنده على ابن أبى ليلى أيضًا، ومدار هذه الطرق عليه، وقد قال البيهقى عقب روايته:"خالف ابن أبى ليلى الجماعة في رواية هذا الحديث في إسناده، حيث قال: عن أيبه، وفى متنه حيث زاد فيه "والبيع قائم بعينه"

ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى وإن كان في الفقه كبيرًا فهو ضعيف في الرواية لسوء حفظه؛ وكثرة أخطائه في الأسانيد والمتون، ومخالفته الحفاظ فيها، واللَّه يغفر لنا وله، وقد تابعه في هذه الرواية عن القاسم: الحسن بن عمارة، وهو متروك لا يحتج به".

قلتُ: وهو كما قال، وقد اختلف في سنده على القاسم أيضًا، إلا أن المحفوظ عنه في هذا الحديث: هو ما رواه الجماعة عنه عن جده عبد الله بن مسعود به

وهذا هو الذي رجحه الدارقطنى في "العلل"[5/ 205]، فقال:(والمحفوظ هو المرسل) يعنى المنقطع، لكون القاسم لم يدرك جده (عبد الله بن مسعود).

لكن للحديث طرق أخرى كثيرة عن ابن مسعود به نحوه

يقوى بعضها بعضًا، كما قاله البيهقى الحافظ؛ بل له طريق آخر بالمرفوع منه فقط عند الطبراني في "الكبير" وظاهر سنده الصحة مع غرابته، بل قال ابن الملقن في "البدر المنير"[6/ 598]، بعد أن ذكره:"وهذا الطريق عندى أقوى طرقه، ولم يظفروا بها" لكن أعله تلميذه الحافظ ابن حجر بما لا يقدح، ورده عليه الإمام في "الإرواء"[5/ 170]، والحديث صححه جماعة، واعترض ذلك آخرون، وقد بسطنا كلام الفريقين مع اسيتفاء طرق الحديث في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". والله المستعان.

• تنبيه: قد سقط قوله: (عن أبيه) من سند البغوى في "شرح السنة"،. فانتبه يا رعاك الله.

ص: 163

4985 -

حَدَّثَنَا المعلى بن مهدىٍ، حدّثنا أبو عوانة، عن عاصم بن بهدلة، عن زرٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: كنت غلامًا يافعًا في غنمٍ لعقبة بن أبى معيطٍ أرعاها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكرٍ معه، فقال:"يا غُلامُ، هَلْ مَعَكَ مِنْ لَبَنٍ؟ " فقلت: نعم، ولكنى مؤتمنٌ، فقال:"ائْتِنِى بِشَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ"، فأتيته بعناقٍ أو جذعةٍ، فاعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جعل يمسح الضرع، ويدعو حتى أنزلت، فأتاه أبو بكرٍ بصخرةٍ، فاحتلب فيها، ثم قال لأبى بكرٍ:"اشْرَبْ"، فشرب أبو بكرٍ، ثم شرب النبي صلى الله عليه وسلم بعده،

4985 - حسن: أخرجه أحمد [1/ 379، 462]، وابن حبان [7061، 6504]، والطياليسى [353]، والطبرانى في "الكبير"[9/ رقم 8456]، والبزر في "مسنده"[5/ رقم 1824]، وابن أبى شيبة [22302، 31801]، وأبو نعيم في "الحلية"[1/ 125]، وفى "الدلائل"[رقم 233]، والطحاوى في "المشكل"[11/ 60]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 150 - 151]، والبيهقي في "الدلائل"[رقم 478، 479، 2335]، والذهبى في "سير النبلاء"[1/ 465]، والفسوى في "المعرفة"[2/ 311]، وابن عساكر في "تاريخه"[33/ 70، 71 - 72، 73]، وغيرهم من طرق عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به نحوه

وفى سياق البزار والفسوى اختصار؛ وليس عند البزار وابن أبى شيبة والذهبى في آخره قوله: (قال: فلقد أخذت من فيه سبعين سورة

إلخ).

قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه: اللالكائى في "شرح الاعتقاد"[4/ رقم 1487]، والشاشى في "مسنده"[2/ رقم 602]، كلاهما نحو سياق المؤلف به .... وهو عند جماعة آخرين بالفقرة الأخيرة فقط من كلام ابن مسعود، وقال الذهبى عقب روايته من طريق أحمد في "سير النبلاء":"هذا حديث صحيح الإسناد".

قلتُ: بل هو حسن الإسناد فقط؛ للكلام المعروف في حفظ عاصم بن بهدلة، فلم يكن بالثبت، ولا هو بالضعيف، إنما كان صدوقًا متماسكًا إمامًا في القراءة والحروف، وقد رواه عنه أبو عوانة وحماد بن سلمة وأبو بكر بن أبى عياش؛ وتابعهم أبو المنذر سلام بن سليمان المقرئ على نحوه عن عاصم به في سياق أتم عند أبى القاسم الطبراني في "الصغير"[1/ رقم 513]، والمؤلف [برقم 5096]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[33/ 73]، من طريق إبراهيم بن الحجاج السامى عن أبى المنذر سلام عن عاصم به.

قال الطبراني: "لم يروه عن سلام إلا إبراهيم". =

ص: 164

ثم قال للضرع: "اقْلصْ"، فقلص، فعاد كما كان. قال: ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد، فقلت: يا رسول الله، علمنَى من هذا الكلام - أو من هذا القرآن - فمسح رأسى، وقال:"إِنَّكَ غلامٌ مُعَلَّمٌ"، قال: فلقد أخذت من فيه سبعين سورة ما نازعنى فيها بشرٌ.

4986 -

حَدَّثَنَا محرز بن عونٍ، حدّثنا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: لما نزلت: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245]، قال أبو الدحداح: يا رسول الله، إن الله يريد منا القرض؟ قال:"نَعَمْ، يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ"، قال: أرنا يدك، قال: فناوله يده، قال: قد أقرضت ربى حائطى - وحائطه فيه ست مائة نخلةٍ - فجاء يمشى حتى أتى الحائط، وأم

= قلتُ: وإبراهيم ثقة مشهور من رجال النسائي؛ وشيخه سلام بن سليمان: شيخ مقرئ "صدوق صالح الحديث" كما يقول أبو حاتم الرازى، وهو من رجال الترمذى والنسائى. والحديث أورده الهيثمى في "المجمع" [6/ 12]:"رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح" وهو كما قال.

4986 -

ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير"[22/ رقم 764]، وسعيد بن منصور في "سننه"[رقم 417/ طبعة سعد الحميد]، والحسن بن عرفة في "جزئه"[رقم 87]، وعنه ابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 2473]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 2033]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3452]، وابن عساكر في "تاريخه"[64/ 219، 220]، وأبو الحسن بن حيويه في "من وافقت كنيته كنية زوجه"[رقم 9]، وابن منده في "فتح الباب"[1/ 284]، وفى (المعرفة) كما في "الإصابة"[7/ 120]، والطبرى في "تفسيره"[5/ رقم 5620/ شاكر]، وغيرهم من طرق عن خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود به نحوه.

قال البزار: "وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم رواه عن حميد إلا خلف بن خليفة".

قلتُ: وخلف صدوق مشهور من رجال الجماعة إلا البخارى، لكنه اختلط بآخرة، وشيخه حميد الأعرج: هو ابن عليّ أو ابن عطاء أو ابن عبيد الكوفى القاص الشيخ الواهى، كان منكر الحديث كما قاله البخارى وجماعة؛ وقد تركه أبو زرعة والدارقطنى وغيرهما، وكان يروى بهذا الإسناد مناكير وعجائب. =

ص: 165

الدحداح فيها، وعيالها، فنادى، يا أم الدحداح، قالت: لبيك، فقال: اخرجى، فقد أقرضته ربى.

4987 -

حَدَّثَنَا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا أبو حفصٍ، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبى عبيدة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِن اللَّهَ وِتْرٌ، يُحِبُّ الْوِتْرِ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ"، فقال أعرابىٌ: ما تقول يا رسول الله؟ قال: "لَيْسَ لَكَ وَلا لأَصْحَابِكَ".

= وبه أعله الحافظ في "المطالب" والهيثمى في "المجمع"[3/ 291]، وأقره المناوى في "الفيض"[4/ 16]، ثم رأيت الهيثمى ذكره في موضع آخر [7/ 38]، وقال:"رواه البزر، ورجاله ثقات) وفى موضع ثالث [9/ 539]، وقال: (رواه أبو يعلى والطبرانى ورجالهما ثقات، ورجال أبى يعلى رجال الصحيح".

كذا قال، كأنه ظن:(حميد الأعرج) في سنده هو: (حميدًا بن قيس الأعرج) الثقة المقرئ المشهور، وليس بشئ، وبين الرجلين أبعد ما بين الخافقين، والحديث ذكره البوصيرى في "الإتحاف"[7/ 112]، وقال:"رواه أبو يعلى بسند ضعيف" كذا، والصواب أن سنده منكر جدًّا.

وفيه علة أخرى غير ما مضى، وهى: أن عبد الله بن الحارث وهو المكتب الكوفى لا يعرف له سماع من ابن مسعود، كما قال البخارى، وأشار إليه أبو حاتم أيضًا، فراجع ما علقناه على الحديث الماضى [برقم 4983]، وللحديث شواهد عن عمر بن الخطاب وأبى أمامة وغيرهما.

وكلها مناكير، والمحفوظ: أن أصل قصة أبى الدحداح هنا: ثابتة، ولكن دون تعلق بسبب نزول قوله:{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} ، فانظر الصحيحة [6/ 1131] للإمام.

4987 -

قوى بشواهده: المرفوع منه فقط: أخرجه أبو داود [1417]، وابن ماجه [1170]، والبيهقى في "سننه"[4244]، وابن نصر في "الوتر"[رقم 2/ مختصره]، والدارقطنى في "العلل"[5/ 293]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، أبو عبيدة عن أبيه ليس موصولًا، كما شرحناه شرحًا وافيًا في غير هذا المكان؛ والأعمش إمام في التدليس وقد عنعنه، وقد اختلف عليه في وصله، فرواه عنه زائدة بن قدامة فقال: عن أبى عبيدة به مرسلًا، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 293]. =

ص: 166

4988 -

حَدَّثَنَا عثمان، حدّثنا أبو حفصٍ، عن الأعمش، ومنصورٍ، عن أبى وائلٍ، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"قِتَالُ المُؤْمِنِ كفْرٌ، وَسِبَابُة فُسُوقٌ".

4989 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر المقدمى، حدّثنا ابن مهدى، عن سفيان، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذْنُكَ أَنْ تَرْفَعَ الحجَابَ، وَتَسْمَعَ سِوَادِى حَتَّى أَنْهَاكَ"، قال: بلغنى أنها السرار.

= وقد توبع الأعمش على الوجهين جميعًا، والمرسل هو المحفوظ كما قاله أبو الحسن بن مهدى في "علله"[5/ 293]، وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار" وذكرنا له شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه مرفوعًا، وقد مضى منها حديث على عند المؤلف [برقم 585]، وهو حديث قوى بشواهده.

4988 -

صحيح: أخرجه البخارى [5697، 48]، ومسلم [64]، والترمذى:[1983، 2635]، والنسائى [4109، 4110، 4111]، وابن ماجه [69]، وأحمد [1/ 385، 411، 433، 439، 454]، وابن حبان [5939]، والطيالسى [248، 258]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1660]، والبيهقى في "سننه"[15630، 20697]، وفى "الشعب"[4/ رقم 5321]، و [5/ رقم 6662]، والحميدى [104]، وأبو عوانة [رقم 45، 46، 47، 52، 4981، 4982، 4983]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 129]، وغيرهم كثير من طرق عن أبى وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود مرفوعًا:(سباب المسلم فسوق؛ وقتاله كفر). وفى لفظ مثل المؤلف.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وقد اختلف على أبى وائل في رفعه ووقفه، وكلاهما محفوظان؛ وقد تابعه جماعة عن ابن مسعود به مرفوعًا. يأتى جملة عند المؤلف [برقم 4991، 5119، 5332، 5346]. ولله الحمد.

4989 -

صحيح: أخرجه مسلم [2169]، وابن ماجه [139] وأحمد [1/ 404]، وابن حبان [7068]، والطبرانى في "الكبير"[9/ رقم 8449]، وابن أبى شيبة [32225]، والنسائى في "الكبرى"[8261]، وتمام في "فوائده"[رقم 1553]، وابن الأثير في "أسد الغابة" =

ص: 167

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= [1/ 672]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 154]، والبخارى في "تاريخه"[1/ 290]، وابن عساكر في "تاريخه"[33/ 86]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 3992]، والبغوى في "شرح السنة"[12/ 286]، والبزار في "مسنده"[2/ رقم 1912]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 120]، والفسوى في "المعرفة"[2/ 311]، وغيرهم من طرق عن الحسن بن عبيد الله بن عروة عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد بن قيس عن ابن مسعود به.

قلتُ: هكذا رواه زائدة بن قدامة ومحمد بن فضيل، وحفص بن غياث وابن إدريس وعبد الواحد بن زياد، خمستهم كلهم عن الحسن بن عبيد الله على الوجه الماضى؛ وخالفه الثورى، واختلف عليه، فرواه عن ابن مهدى كما عند المؤلف هنا، ليس فيه (عبد الرحمن بن يزيد!) هكذا أخرجه أحمد [1/ 394]، وابن عساكر في "تاريخه"[33/ 85]، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدى عن الثورى به

وهكذا رواه وكيع أيضًا عن الثورى عند أحمد [1/ 388]، وابن عساكر في "تاريخه"[33/ 85]، وخالفهما أبو عاصم النبيل، فرواه عن الثورى فقال: عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن يزيد، عن رجل من النخع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود

وذكره، هكذا أخرجه الطحاوى في "المشكل"[4/ 120]، والمحفوظ عن الثورى هو الأول؛ وعليه توبع: تابعه جرير بن عبد الحميد: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 209]، ثم قال:"والصواب قول من قال: عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله".

قلتُ: يعنى به الوجه الأول عن الحسن بن عبيد الله؛ وقد رأيته حكى الاختلاف في سنده على الحسن في "الإلزامات والتتبع"[ص 238]، ثم قال:"والحكم أن يكون القول قول من زاد؛ لأنهم خمسة" يعنى "زائدة، وابن فضيل، وابن إدريس، وعبد الواحد، وحفص "الذين رووه عن الحسن بن عبيد الله فقالوا: عن إبراهيم بن سويد [وتحرَّف عند ابن سعد إلى: "يزيد"]، النخعى عن عبد الرحمن بن يزيد بن قيس عن ابن مسعود به.

قلتُ: وسنده مستقيم؛ وقد اختلف في سنده على وجوه أخرى غير محفوظة، ذكرها الدارقطنى في "العلل"[5/ 210].

• تنبيه مهم: وقع في إسناد المؤلف من الطبعتين: زيادة: (عبد الرحمن بن يزيد) بين إبراهيم وابن مسعود، وهو خطأ لا شك، والحديث محفوظ عن الثورى دون ذكر (عبد الرحمن) في سنده، كما مضى بيان ذلك سابقًا، وقد أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[33/ 85 - 86]، =

ص: 168

4990 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن التيمى، عن أبى عثمان، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التلقى.

4991 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا معتمرٌ، عن أبيه، حدّثنا أبو عمروٍ الشيبانى، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سِبَابُ المسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كفْرٌ".

= من طريق المؤلف به

على الصواب دون (عبد الرحمن) في سنده، فانتبه وسيأتى الحديث من هذا الطريق أيضًا [برقم 5265]، على الصواب أيضًا.

4990 -

صحيح: أخرجه البخارى [2042، 2056]، ومسلم [1518]، والترمذى [1220]، وابن ماجه [2180]، وأحمد [1/ 430]، وابن حبان [4958]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1882]، وعبد الرزاق [14880]، وابن أبى شيبة [2144، 36249]، والبيهقى في "سننه"[10508، 10694]، وأبو عوانة [رقم 3981]، وابن حزم في "المحلى"[8/ 449]، وغيرهم من طرق عن سليمان التيمى عن أبى عثمان النهدى عن ابن مسعود (عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن تلقى البيوع) وهذا اللفظ رواية للمؤلف تأتى [برقم 5239، 5454] وعنده: (عن تلقى السلع) بدل: (البيوع) وزاد البخارى وأحمد وأبو عوانة في أوله: (من اشترى شاة محفلة، فردها فليردها معها صاع من تمر) وهو رواية للمؤلف والبيهقى. ولفظ البزار مثل لفظ المؤلف هنا.

قال الترمذى: (وفى الباب عن علي وابن عباس وأبى هريرة وأبى سعيد وابن عمر ورجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

قلتُ: وقد خرجناها جميعًا في "غرس الأشجار". والله المستعان.

4991 -

صحيح: أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"[رقم 785] والبزار [5/ رقم 1796]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 2042]، وابن عساكر في "تاريخه"[51/ 221] والخليلى في الإرشاد [2/ 542/ منتخب السلفى]، وابن أبى عاصم في "الديات"[عقب رقم 1]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[2/ رقم 1533]، وغيرهم من طرق عن معتمر بن سليمان عن أبيه سليمان التيمى عن أبى عمرو الشيبانى عن ابن مسعود به.

قلتُ: هكذا جوده معتمر عن أبيه؛ وخالفه حماد بن سلمة وأبو عبد الصمد العمى ويحيى القطان وبشر بن المفضل وغيرهم، كلهم رووه عن التيمى عن أبى عمرو عن ابن مسعود به موقوفًا، ولم يرفعوه، وقولهم أرجح بلا ريب، لكن قال الدارقطنى في "العلل" =

ص: 169

4992 -

حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر القواريرى، حدّثنا حماد بن زيدٍ، حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن أبى وائلٍ، عن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قسم غنائم حنينٍ بالجعرانة، فازدحموا عليه، فقال:"إِن عَبْدًا مِنْ عَبِيدِ اللَّهِ، بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى قَوْمٍ فَكَذَّبوهُ، وَضَرَبُوهُ، وَشَجُّوهُ" قال عبد الله: كأنى أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر الرحل، وقال هكذا:"رَبِّ اغْفِرْ لقَوْمِى، فَإِنَّهمْ لا يَعْلَمُونَ"، وجعل أبو سعيدٍ القواريرى إصبعه الإبهام على جبينه، كأنه يسلت شيئًا.

= [5/ 335]: "ورفْعُه صحيح" يعنى لكثرة طرقه عن ابن مسعود به مرفوعًا، مضى بعضها [برقم 4988]، ويأتى المزيد منها.

4992 -

حسن: أخرجه أحمد [1/ 427، 456]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 757]، من طرق عن حماد بن زيد عن عاصم بن أبى النجود عن أبى وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به

وفى آخره قول ابن مسعود بلفظ: (فكأنى أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكى الرجل، يمسح عن جبهته).

قلتُ: وهذا إسناد حسن مشهور؛ رجاله كلهم ثقات أثبات؛ سوى عاصم بن أبى النجود: فهو صدوق متماسك؛ وقد رواه عنه حماد بن سلمة عن أبى وائل عن ابن مسعود بلفظ: (تكلم رجل من الأنصار كلمة فيها موجدة على النبي صلى الله عليه وسلم فلم تقرنى نفسى أن أخبرت بها النبي صلى الله عليه وسلم فلو وددت أنى افتديت منها بكل أهل ومال، فقال: قد آذوا موسى عليه الصلاة والسلام أكثر من ذلك فصبر، ثم أخبر أن نبيًا كذبه قومه وشجوه حين جاءهم بأمر الله، فقال وهو يمسح الدم عن وجهه: اللَّهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون) أخرجه أحمد [1/ 452]، وقد توبع عليه عاصم: تابعه الأعمش عليه به نحوه مختصرًا عن أبى وائل عن ابن مسعود قال: (كأنى أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكى نبيًا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللَّهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون) أخرجه البخارى [3290، 6530]- واللفط له - ومسلم [1792]، وابن ماجه [4025]، وأحمد [1/ 380، 441]، وابن حبان [6576]، والمؤلف [برقم 5072] والبزار [5/ رقم 1686]، وتمام في "فوائده"[رقم 16]، وأبو عوانة [رقم 5501، 5502]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 334]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 3]، والشاشى في "مسنده"[رقم 476]، وابن منده في "فوائده"[ص 34]، وابن حزم في "المحلى"[11/ 411]، وجماعة غيرهم.

ص: 170

4993 -

حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر، حدّثنا يحيى، عن حماد بن سلمة، حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن زرٍ، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ السِّدْرَةِ وَعَلَيْهِ سِتُّمِئَةِ جَنَاحٍ، يَنْتَثِرُ مِنْ رِيشِهِ تَهَاوِيلُ: الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ".

4993 - حسن: أخرجه أحمد [1/ 412، 460]، وابن حبان [6428]، وابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 291، 299]، والطبرى في "تفسيره"[22/ 509]، والشاشى في "مسنده"[رقم 605]، والدينورى في "الجالسة"[رقم 1990]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 668]، وغيرهم من طرق حماد بن سلمة عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به

وزاد ابن خزيمة والشاشى والدينورى والبيهقى في أوله: (عن ابن مسعود في قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)} [النجم: 13، 14]، وهو رواية للمؤلف تأتى [برقم 5360].

قلتُ: وسنده حسن صالح؛ وقد ساقه ابن كثير في "تفسيره"[7/ 451/ طبعة دار طيبة]، من طريق أحمد، ثم قال:"وهذا إسناد جيد قوى" ورواه شريك القاضى عن عاصم فزاد فيه زيادة منكرة، عند أحمد [1/ 395]، وأبى نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 355].

وقد توبع عليه عاصم بن أبى النجود ولكن باختصار: تابعه أبو إسحاق الشيبانى قال: (سألت زر ابن حبيش عن قوله: فكان قاب قوسين أو أدنى فقال: أخبرنى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل وله ستمائة جناح) أخرجه الترمذى [3277]- واللفظ له - والبخارى [3060، 4575، 4576]، ومسلم [174]، وأحمد [1/ 398]، والنسائى في "الكبرى"[11534]، وابن عساكر في "تاريخه"[19/ 18، 19]، والمؤلف [برقم 5337]، وأبو عوانة [رقم 301، 302]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 916، 917/ طبعة الحاشدى]، والشاشى [رقم 606]، وغيرهم.

وفى رواية لمسلم: ذكر قوله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18} [النجم: 17، 18]، بدل الآية الماضية، وهو لفظ ابن حبان [6427]، والطيالسى [358]، وابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 294، 295]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 667]، وغيرهم؛ وفى رواية أخرى لمسلم قوله تعالى:{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} ، الآيتين الماضيتين، وهو رواية للبيهقى في "الدلائل" أيضًا [رقم 660]. =

ص: 171

4994 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا ابن فضيلٍ، عن عطاء بن السائب، عن أبى عبد الرحمن، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول:"اللَّهمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِن الشَّيْطَان الرَّجيمِ: مِنْ هَمْزِه، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ"، قَالَ: فَهَمْزُهُ المُوْتَةُ، وَنَفْثُهُ الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ الْكِبْرُ.

= وقد روى أبو إسحاق السبيعى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعى عن ابن مسعود: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} [النجم: 11]، قال:(رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في حلة من رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض) أخرجه الترمذى [3283]، - واللفظ له - وأحمد [1/ 394، 418]، والحاكم [2/ 509]، والطبرانى في "الكبير"[9/ رقم 9050]، والنسائى في "الكبرى"[11531، 11541]، والمؤلف [برقم 5018]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 751، 752]، وأبو الشيخ في "العظمة"[2/ 767]، وابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 297]، والشاشى في "مسنده"[رقم 421]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 661]، وغيرهم من طرق عن أبى إسحاق عن عبد الرحمن عن ابن مسعود به

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".

قلتُ: قد رواه الثورى عن أبى إسحاق عن ابن منده والدارقطنى في "العلل"[5/ 57]، فأمنَّا بذلك ما رمى به أبو إسحاق من الاختلاط؛ لأن الثورى قد سمع منه قديمًا بالاتفاق، لكن يبقَى أن أبا إسحاق إمام في التدليس، وقد عنعنه، لكن حديثه عن عبد الرحمن بن يزيد محتج به عند الشيخين بالعنعنة أيضًا، وأراه مكثرًا عنه إن شاء؛ وعنعنة المدلس عن شيخ أكثر من الرواية عنه، والملازمة له: محمولة على السماع عند جماعة من المحققين على رأسهم الحميدى - شيخ البخارى.

وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به نحو لفظ أبى إسحاق الماضى

منها حديث شعبة عن الأعمش عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)} [النجم: 18]، قال: رأى رفرفًا أخضر سد أفق السماء) أخرجه البخارى [3061، 4577]، والطيالسى [278]، والنسائى في "الكبرى"[11543]، وجماعة كثيرة.

4994 -

قوى بشواهده: دون جملة التفسير في آخره: أخرجه ابن ماجه [808]، وأحمد وابنه [1/ 404]، وابن خزيمة [رقم 472]، والحاكم [1/ رقم 325]، وابن أبى شيبة [رقم 29123]، =

ص: 172

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ومن طريقه البيهقى في "سننه"[2186]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 9456]، والطبرى في "تهذيبه"[رقم 556]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1227]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 1381]، وغيرهم من طريق محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبى عبد الرحمن السلمى عن ابن مسعود به.

قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 130]: "هذا إسناد ضعيف؛ عطاء بن السائب اختلط بآخرة، وسمع منه محمد بن الفضيل بعد الاختلاط، قد قيل إن أبا عبد الرحمن السلمى لم يسمع من ابن مسعود".

قلتُ: هو كما قال أولًا؛ أما سماع أبى عبد الرحمن من ابن مسعود، فقد أثبته البخارى وغيره، وهذا مقدم على من نفاه، وقد ثبت تصريح أبى عبد الرحمن عن ابن مسعود في بعض الروايات، وقد توبع عليه ابن فضيل عن عطاء بن السائب به نحوه

، تابعه ورقاء بن عمر عند البيهقى وغيره؛ وكذا رواه عمار بن رزيق عن عطاء عند أحمد [1/ 403]، والمؤلف [برقم 5380]، وغيرهما، وخالفهما حماد بن سلمة، فرواه عن عطاء بن السائب بإسناده به موقوفًا، ولم يرفعه، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 9302]، والطيالسى [371]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[2187]، دون جملة التفسير في آخره.

وحماد بن سلمة ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه وبعده، فيتوقف في روايته عنه، فالظاهر أن عطاء قد اضطرب في وقفه ورفعه، ولم يروه عنه أحد ممن سمع منه قبل الاختلاط، لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به

مضى منها حديث أبى سعيد الخدرى [برقم 1108]، ويأتى حديث جبير بن مطعم [برقم 7398]، وباقى شواهده مخرجة في كتابنا:"غرس الأشجار". وكذا في "الإرواء"[2/ 53 - 58].

وهو حديث قوى بشواهده إن شاء الله؛ لكن دون جملة التفسير في آخره: (قال: فهمزه: الموتة، ونفثه: الشعر، ونفحه: الكبر) فانتبه .... واللَّه المستعان.

• تنبيه: قال الحاكم عقب رواية هذا الحديث: (هذا حديث صحيح الإسناد، وقد استشهد البخارى بعطاء بن السائب).

قلتُ: وقد عرفت أن سنده ضعيف معلول!. =

ص: 173

4995 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا محمد بن فضيلٍ، عن عطاء بن السائب، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"فَضْلُ صَلاةِ الرَّجُلِ فِي الجمَاعَةِ عَلَى صَلاتِهِ وَحْدَهُ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً".

= • تنبيه ثان: قوله في آخره: (قال: فهمزه

إلخ) ليس عند ابن ماجه، وقد وقعت من كلام عطاء بن السائب في رواية ورقاء عنه عند البييهقى في "سننه"[2186]، وفى "الدعوات"[رقم 287]، وهذا قرينة على كونها مدرجة عند المؤلف ومن رواه مثله، بل رأيت عبد الرزاق [2581]، قد أخرجه من قول ابن مسعود موقوفًا عليه، بسند صحيح إليه،.

• تنبيه ثالت: قد زاد الحاكم والبيهقى في أوله: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة يقول: .... ) وذكره.

4995 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 376]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10103]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 2068/ البحر الزخار]، وفى [1/ رقم 458/ كشف الأستار]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "الإعلام" لمغلطاى [1/ 1316]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1953]، والسراج في "مسنده"[1/ 253]، وغيرهم من طريق محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبى الأحوص عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، عطاء بن السائب هو إمام المختلطين، وسماع ابن فضيل منه فيه غلط واضطراب، كما نص عليه أبو حاتم الرازى، ونقله عنه ولده في ترجمة عطاء من "الجرح والتعديل"[6/ 333].

وقد خولف ابن فضيل في رفعه، خالفه حماد بن سلمة، فرواه عن عطاء فقال: عن أبى الأحوص عن ابن مسعود به موقوفًا، هكذا أخرجه ابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1952]، وحماد ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه وبعده، فيتوقف في روايته، ويبدو أن عطاء قد اضطرب فيه، وقد توبع عطاء على الوجهين جميعًا عن أبى الأحوص، وكلاهما محفوظان معًا، فتابعه على الوجه المرفوع: مورق العجلى - الثقة العابد - عن أبى الأحوص عن ابن مسعود مرفوعًا: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفضل صلاة الجميع على صلاة الرجل وحده بخمس وعشرين صلاة كلها مثل صلاته) أخرجه أحمد [1/ 437، 452]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10099]، وفى "الأوسط" 3 [3/ رقم 2597]، والمؤلف [برقم 5000]، وتمام في "فوائده" =

ص: 174

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= [رقم 933]، والبزار في "مسنده"[3/ رقم 2059/ البحر الزخار]، وفى [1/ رقم 457/ كشف الأستار]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 779]، والشاشى في "مسنده"[رقم 643، 645]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1957]، والسراج في "مسنده"[1/ 246]، وغيرهم من طرق عن همام بن يحيى عن قتادة عن مورق به

واللفظ لأحمد وحده، ولفظ المؤلف نحو لفظه هنا،.

قلتُ: قد خولف همام في سنده، خالفه هشام الدستوائى وأبان العطار وسليمان التيمى - واختلف عليه - وسعيد بن أبى عروبة وغيرهم، كلهم رووه عن قتادة عن أبى الأحوص عن ابن مسعود به .... ، ولم يذكروا (مورقًا) في سنده، وقولهم محفوظ بلا شك، وقول همام أولى، لأنه زاد فيه؛ والزيادة من مثله مقبولة؛ ولكون قتادة شيخ المدلسين، فجائز جدًّا أن يكون قد دلس مورقًا في رواية الجماعة عنه، بل هذا هو الظاهر في نقدى.

ولقتادة فيه شيخ آخر، فرواه عنه شعبة فقال: عن عقبة بن وساج عن أبى الأحوص عن ابن مسعود مرفوعًا: (صلاة الرجل في الجميع تفضل على صلاته وحده بخمس وعشرين) أخرجه ابن خزيمة [1470]، وأحمد [1/ 437]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10100]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 2057/ البحر الزخار]، وفى [1/ رقم 455/ كشف الأستار]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1549]، والبخارى في "تاريخه"[6/ 432/ ترجمة عقبة بن وساج]، والسراج في "مسنده"[1/ 246، و [1/ 253]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 1958/ طبعة دار الفاروق]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1840]، وغيرهم من طريق شعبة عن قتادة عن عقبة بن وساج به

واللفظ لابن خزيمة.

قلتُ: وعقبة ثقة من رجال البخارى، وقد صرح قتادة بالسماع عند أحمد وغيره، فالإسناد مستقيم؛ لكن قد اختلف على شعبة في رفعه ووقفه، وكذا اختلف على أبى الأحوص في رفعه ووقفه أيضًا، وكلاهما محفوظان كما مضى الإشارة إليه، وقد قيل: عن أبى الأحوص عن أبى هريرة به

وليس بمحفوظ كما أشار إليه الدارقطنى في "العلل"[9/ 43]، وقد بسطنا الكلام على طرق هذا الحديث وشواهده في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" وهو حديث صحيح ثابت.

ص: 175

4996 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا عباد بن عوامٍ، عن هارون بن عنترة، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، وعلقمة، أنهما قالا: صلينا مع ابن مسعودٍ في بيته، أحدنا عن يمينه، والآخر عن يساره، وقال: هكذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

4996 - صحيح: أخرجه الخطيب في "تاريخه"[11/ 154]، والحسن بن عرفة في "جزئه"[رقم 67]، كلاهما من طريق عباد بن العوام عن هارون بن عنترة عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه وعلقمة به.

قلتُ: وهذا إسناد قوى؛ رجاله كلهم ثقات سوى هارون بن عنترة، فقد وثقه جماعة، واختلف في النقل عن ابن حبان والدارقطنى بشأنه، وبه أعله المنذرى في "مختصر السنن" فقال:"في إسناده هارون بن عنترة، وقد تكلم فيه بعضهم".

قلتُ: لكنه كلام لا يضر بحديثه أصلًا، إلا أن ينزله عن منزلة (الثقة) إلى:(الصدوق). راجع ما حرره الإمام بشأنه في "الإرواء"[2/ 319]، وفى صحيح أبى داود [3/ 172، 173]، ولم ينفرد به كما يأتى بيان ذلك.

وقد توبع عليه عباد بن العوام: تابعه محمد بن فضيل عن هارون بن عنترة عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد عن أبيه قال: (استأذن علقمة والأسود على عبد الله، وقد كنا أطلنا القعود على بابه؛ فخرجت الجارية فاستأذنت لهما؛ ثم قام فصلى بينى وبينه ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل) أخرجه أبو داود [613]- واللفظ له - والنسائى [799]، وأحمد [1/ 424]، والمؤلف [برقم 5191]، وابن أبى شيبة [4936]، وغيرهم من طريق ابن فضيل به

وسياق المؤلف أتم؛ وزادوا جميعًا من قول ابن مسعود: (إنه سيكون أمراء يشتغلون عن وقت الصلاة؛ فصلوا لوقتها) لفظ النسائي.

قلتُ: وليس عند أحمد والمؤلف وابن أبى شيبة قوله في سنده: (عن أبيه) فأوهم أنه مرسل عندهم، وليس بذاك كما بيناه في "غرس الأشجار" وكذا بينه الإمام في صحيح أبى داود [3/ 173]، وقد توبع عليه هارون بن عنترة، تابعه محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال:(دخلت أنا وعمى على عبد الله بن مسعود بالهاجرة؛ فأقام الصلاة؛ فتأخرنا خلفه، فأخذ بيد أحدنا بيمينه، والآخر بشماله، فجعلنا عن يمينه وشماله، فلما صلى قال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع إذا كانوا ثلاثة). =

ص: 176

4997 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن عاصمٍ، عن زرٍ، عن عبد الله، قال: لحق بالنبى صلى الله عليه وسلم عبدُ أسود، فمات، فأوذن به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"انظُرُوا هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟ " فقالوا: دينارين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"كَيَّتَانِ".

= أخرجه المؤلف [برقم 5287]- واللفظ له - والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 306]، وأحمد [1/ 459، 451]، والبيهقى في "سننه"[4952]، والشافعى في الأم [7/ 286]، ومن طريقه البيهقى أيضًا في "المعرفة"[رقم 1562]، وغيرهم من طرق عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد به

وسياق البيهقى في "سننه" أتم؛ وهو رواية لأحمد أيضًا.

قال النووى في "الخلاصة"[2/ 716]، بعد أن عزاه للبيهقى وحده،:"هو ضعيف، فإن ابن إسحاق مدلس مشهور بذلك، والمدلس إذا قال: عن، لا يحتج به بالاتفاق" وأقره عليه الزيلعى في "نصب الراية"[2/ 23]، بل وجدته قال هو الآخر:"وضُعِّفَ بابن إسحاق، وقد عنعن وهو مدلس".

قلتُ: ولم يفعلا شيئًا، لأن ابن إسحاق قد صرح بالسماع عند أحمد في الموضع الأول؛ فالإسناد صالح مستقيم؛ وللحديث طريق آخر عن ابن مسعود به نحوه

انظره في "صحيح أبى داود"[3/ 174]، للإمام؛ وقد خرجناه في "غرس الأشجار" وتعقبنا هناك ابن عبد البر وغيره ممن أعل الحديث بالوقف، والله المستعان.

4997 -

حسن: أخرجه أحمد [1/ 405، 415]، وابن أبى شيبة [12023]، والحارث في "مسنده"[2/ - رقم 1089/ زوائده]، وغيرهم من طريق زائدة بن قدامة عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وقد توبع عليه زائدة: تابعه حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود: (أن رجلًا من أهل الصفة مات؛ فوُجِدَ في بردته ديناران، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كيتان) أخرجه أحمد [1/ 412، 421]، وتابعهما حماد بن زيد واختلف عليه في سنده، فرواه عنه جماعة فقالوا: عن حماد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود به مثل رواية حماد بن سلمة: عند الطيالسى [357]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6962]، ورواه جماعة آخرون عن حماد فقالوا: عن عاصم عن أبى وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به

، فأبدلوا (زر بن حبيش) بـ (أبى وائل). =

ص: 177

4998 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن المسعودى، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنمَا مَثَلِى وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ قَالَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْمٍ حَارٍّ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكهَا".

= هكذا أخرجه أحمد [1/ 457]، وابن حبان [3263]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1716/ البحر الزخار] والمؤلف [برقم 5037، 5115]، ويشبه أن يكون لعاصم فيه شيخان، وبهذا جزم الدارقطنى في "العلل"[5/ 107]، فقال:"ولعل الحديث صحيح عن شقيق وعن زر جميعًا".

4998 -

صحيح: أخرجه الترمذى [2377]، وابن ماجه [4109]، وأحمد [1/ 391، 441]، والحاكم [4/ 345]، والطيالسى [277]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ رقم 9307]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 1533/ البحر الزخار]، وابن أبى شيبة [34303]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 10415]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 102]، والقضاعى في "الشهاب"[2/ رقم 1384]، وابن أبى الدنيا في "ذم الدنيا"[رقم 133]، وفى "قصر الأمل"[رقم 126]، وأبو الشيخ في "الأمثال"[رقم 297]، وابن المبارك في "الزهد"[رقم 195]، وهناد في "الزهد"[رقم 744]، وابن أبى عاصم في "الزهد"[رقم 183]، وتمام في "الفوائد"[رقم 912]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 467]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 130]، والرامهرمزى في "الأمثال"[رقم 20]، والشاشى في "مسنده"[رقم 326]، ووكيع في "الزهد"[رقم 62]، والبغوى في "الأنوار"[رقم 432]، وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودى عن عمرو بن مرة عن إبراهيم بن يزيد النخعى عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به

وزاد الترمذى وابن ماجه والطيالسى والطبرانى والبزار والبيهقى وأبو نعيم وابن المبارك وهناد وابن سعد وابن عساكر والرامهرمزى والشاشى والبغوى في أوله: (نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا يا رسول الله: لو اتخذنا لك وطاءً؟! فقال: ما لى وما للدنيا

) لفظ الترمذى؛ هو رواية لأحمد والمؤلف كما يأتى [برقم 5292].

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال؛ والمسعودى وإن كان قد اختلط؛ إلا أن وكيع قد رواه عنه؛ وهو ممن سمع منه قديمًا كما نص عليه الإمام أحمد في "العلل"[1/ 325/ رواية عبد الله]، وقد توبع =

ص: 178

4999 -

حَدَّثَنَا هناد بن السرى، حدّثنا أبو الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن مرة الهمدانى، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لمَّةً، وَلِلْمَلَكِ لمَّةً، فَأَمَّا لمَّةُ الشَّيْطَانِ، فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ، وَتَكْذِيبٌ بِالحقِّ، وَأَمَّا لمَّةُ الملَكِ، فَإِيعَادٌ بِالخَيْرِ، وَتَصْدِيقٌ بِالحقِّ، فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ الأُخْرَى، فَلْيَتَعَوَّذْ مِنَ الشَّيْطَانِ"، ثم قرأ:{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} [البقرة: 268].

= عليه عمرو بن مرة عن إبراهيم، ولا يصح ذا، بل ولا يثبت هذا الحديث عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه، وقد قال البزار عقب روايته:"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عمرو بن مرة إلا المسعودى، ولا روى عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله إلا هذا الحديث".

قلتُ: وقد اختلف في سنده على المسعودى على وجوه غير محفوظة، والصحيح عنه: هو هذا الوجه الماضى عن عمرو بن مرة به .... كما جزم الدارقطنى في "العلل"[5/ 164]. وفى الباب عن جماعة من الصحابة به نحوه أيضًا. واللَّه المستعان.

4999 -

منكر: أخرجه الترمذى [2988]، وابن حبان [997]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 2027]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4506]، والنسائى في "الكبرى"[11051]، وابن أبى الدنيا في "مكائد الشيطان"[رقم 41]، والطبرى في "تفسيره"[5/ رقم 6170/ شاكر]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 2855]، وغيرهم من طرق عن أبى الأحوص سلام بن سليم عن عطاء بن السائب عن مرة بن شرحبيل الهمدانى الطيب عن ابن مسعود به.

قال الترمذى: "هذا حديث غريب، وهو حديث أبى الأحوص، لا نعلمه مرفوعًا إلا من حديث أبى الأحوص" وقال في "العلل"[رقم 428]: "سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث فقال: روى بعضهم هذا الحديث عن عطاء بن السائب وأوقفه، وأرى أنه قد رفعه غير أبى الأحوص عن عطاء بن السائب، وهو حديث أبى الأحوص".

قلتُ: لم أره من غير حديث أبى الأحوص مرفوعًا، وقد خالفه حماد بن سلمة وحماد بن زيد وعمرو بن قيس الملائى وجرير بن عبد الحميد، كلهم رووه عن عطاء عن مرة عن ابن مسعود به نحوه موقوفًا عليه، ولم يرفعوه، ورواية حماد بن زيد عند ابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 176]، والطبرانى في "الكبير"[9/ رقم 8532]، وروايات الآخرين عند الطبرى في "تفسيره"[5/ رقم 6171، 6174، 6176/ شاكر]، ورواه ابن علية عن عطاء فقال: =

ص: 179

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن أبى الأحوص - وهو عوف بن مالك - أو مُرَّة عن ابن مسعود به

موقوفًا عليه باختصار، هكذا بالشك، أخرجه الطبرى في "تفسيره"[5/ رقم 6172].

ورواه مسعر عن عطاء فلم يشك فيه، فقال: عن أبى الأحوص عن ابن مسعود به موقوفًا أيضًا، هكذا ذكره ابن كثير في "تفسيره"[1/ 428]، وهذا الاختلاف في سنده وفى رفعه ووقفه، كله من عطاء بن السائب، فإنه قد اختلط حتى صار لا يدرى ما يقول، وقد سئل أبو زرعة وأبو حاتم كلاهما عن هذا الحديث من طريق أبى الأحوص عن عطاء به مرفوعًا، كما في "العلل"[رقم 2224]، فقال الأول:"الناس يوقفونه عن عبد الله - يعنى ابن مسعود - وهو الصحيح".

وقال أبو حاتم: "رواه حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن مرة عن عبد الله موقوفًا" فقال له ابن أبى حاتم: "قلتُ: فأيهما الصحيح؟! " يعنى رواية أبى الأحوص المرفوعة عن عطاء أم رواية حماد الموقوفة؟! فقال أبو حاتم: "هذا من عطاء بن السائب، كان يرفع الحديث مرة؛ ويوقفه أخرى) يعنى أنه اضطرب فيه، ثم قال أبو حاتم: "والناس يحدثون من وجوه عن عبد الله موقوفًا، ورواه الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله - يعنى ابن عتبة - عن ابن مسعود موقوفًا".

قلتُ: هكذا رواه معمر عن الزهرى عند عبد الرزاق في "تفسيره"[1/ 159]، ومن طريقه الطبرى في "تفسيره"[5/ رقم 6173]، وصحج سنده المعلق على الطبرى، وهو غفلة منه عن كون عبيد الله عن ابن مسعود: مرسل، كما جزم به المزى في ترجمته من تهذيبه [19/ 73]، وأقره عليه العلائى في "جامع التحصيل"[ص 214].

لكن له طريق آخر يرويه سويد بن نصر عن ابن المبارك عن فطر بن خليفة عن المسيب بن رافع عن عامر بن عبدة عن ابن مسعود به نحوه موقوفًا، عند الطبرى في "تفسيره"[5/ رقم 6175]، وسنده صحيح موصول. ورجاله كلهم ثقات من رجال "التهذيب" لكن اختلف في سنده على المسيب بن رافع، كما تراه عند أحمد في "الزهد"[ص 157].

والحديث محفوظ موقوفًا كما مضى عند أبى زرعة وأبى حاتم. وهو الصواب الذي لا شك فيه؛ ومن صوب وقفه؛ ثم صححه مرفوعًا حكمًا، لكونه مما لا يدرك بالرأى، كما جنح إلى ذلك الإمام أحمد شاكر في تعليقه على "تفسير الطبرى"[5/ 572]، فقد جانب الصواب؛ وتنكب الجادة، وإعطاء حكم الرفع لبعض الروايات الموقوفة فيما لا يدرك بالرأى، هي قاعدة يقول بها جماهير من العلماء والمحدثين، وقد نقضنا غزلهم، وبعثرنا شمل أدلتهم فيما بسطنا الكلام عليه في كتابنا:"برهان الناقد حول منع الاعتكاف إلا في الثلاثة مساجد" يسره الله.

ص: 180

5000 -

حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا همام بن يحيى، حدّثنا قتادة، عن مؤرق العجلى، عن أبى الأحوص، عن ابن مسعودٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"تَفْضُلُ صَلاة الجمِيعِ عَلَى صَلاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ بِضعًا وَعِشْرِينَ جُزْءًا".

5001 -

حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا ابن إدريس، حدّثنا ابن جريجٍ، عن أبى الزبير، عن مجاهدٍ، عن أبى عبيدة، عن عبد الله، قال: بينما نحن في مسجد الخيف ليلة عرفة، إذ سمعنا حس الحية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقْتُلُوهَا"، فدخلت في شق جحرٍ، فأتى بسعفةٍ فأضرم فيها نارٌ، ثم إنا قلعنا بعض الجحر، فلم نجدها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"دَعُوهَا، فَقَدْ وَقَاهَا اللهُ شرَّكُمْ، كَمَا وَقَاكُمْ شَرَّهَا".

5000 - صحيح: مضى الكلام عليه قريبًا [برقم 4995].

5001 -

صحيح لغيره: دون إضرام النار: أخرجه النسائي [2884]، وأحمد [1/ 385]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10157]، وأبو الشيخ في "ما رواه أبو الزبير عن غير جابر"[رقم 100]، وغيرهم من طرق عن عبد الملك بن جريج عن أبى الزبير عن مجاهد عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به.

قلتُ: وهذا إسناد قوى، لولا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، كما صرح نفسه بذلك، وابن جريج وشيخه قد صرحا بالسماع عند أحمد؛ على أن أبا الزبير لا يدلس إلا عن جابر وحده، كما مضى شرح ذلك فيما علقناه على الحديث الماضى عند المؤلف [برقم 1769].

ومن هذا الطريق: أخرجه أيضًا الفاكهى [رقم 2220]، والأزرقى [2/ 142]، كلاهما في "أخبار مكة" لكن للحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به نحوه

مضى بعضها [برقم 4970]، ويأتى بعضها [برقم 5158، 5374]، لكن دون قصة إضرام النار على الحية، فلم أجدها سوى في هذا الطريق هنا، وقد عرفت أنه منقطع، فالحديث صحيح دونها. والله المستعان.

• تنبيه: وقع في سند المؤلف من الطبعتين زيادة: (عن جابر) بعد: (عن أبى الزبير) وهى زيادة مقحمة سهوًا من الناسخ، ولا معنى لها هنا، والغريب أن يقر حسين الأسد بذلك في تعليقه عليها بهامش طبعته [8/ 418]، ثم لا يضرب عليها، بل أثبتها كما هي، مع اعترافه بكونها مقحمة، فياللَّه العجب!.

ص: 181

5002 -

حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا حفصٌ، عن مسعر، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا شَكَّ أَحَدُكمْ فَلْيَتَحَرَّ، وَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ".

5002 - صحيح: أخرجه مسلم [572]، والنسائى [1241، 1242]، وابن ماجه [1212]، وأحمد [1/ 455]، وابن حبان [2657، 2660]، والدارقطنى [1/ 376]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9831]، والبيهقى في "سننه"[3616]، وفى "المعرفة"[رقم 1217]، وأبو عوانة [رقم 1525]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 1471]، والشاشى في "مسنده"[رقم 291]، وأبو نصر محمد بن الحسين بن عبد الملك البزار في "جزء من فوائده" كما في تاريخ قزوين [1/ 222]، وغيرهم من طرق عن مسعر عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعى عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر أنسى كما تنسون؛ فأيكم شك في صلاته فلينظر أحرى ذلك إلى الصواب، فليتم عليه؛ ويسجد سجدتين) لفظ البيهقى؛ ومثله عند أبى عوانة والشاشى وأبى نصر البزار وأحمد؛ وهو رواية الدارقطنى؛ ولفظ ابن ماجه: (إذا شك أحدكم في الصلاة فليتحر الصواب، ثم يسجد سجدتين) ومثله عند البزار والخطيب في "تاريخه" [11/ 56]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [36/ 217]، وهو رواية للنسائى؛ وزاد مسلم وابن حبان في أوله:(عن ابن مسعود قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاد أو نقص، فقيل له: يا رسول الله: هل حدث في الصلاة شئ؟! قال: لو حدث شئ لنبأتكموه، ولكن إنما أنا بشر .... إلخ) لفظ ابن حبان؛ وهو رواية للنسائى.

قال البزار: "لا نعلم روى مسعر عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله إلا هذا الحديث".

قلتُ: قد اختلف في سنده على مسعر، إلا أن هذا الوجه هو المحفوظ عنه كما ذكرناه في "غرس الأشجار" وتابعه عليه جماعة كشعبة والثورى وجرير وزائدة وإسرائيل ووهيب ومفضل بن مهلهل وفضيل بن عياض وغيرهم، كلهم رووه عن منصور بإسناده به نحوه

وبعضهم يزيد على بعض في سياقه؛ واختلف على الثورى وغيره في سنده، وقد خرجنا رواياتهم في "غرس الأشجار".

ولنذكر هنا رواية جرير بن عبد الحميد وحده، لكونها من أتم الراويات سياقًا حسنًا: فنقول: أخرج البخارى [392]، ومسلم [572]، وأبو داود [1020]، وأحمد [1/ 379]، =

ص: 182

5003 -

حَدَّثَنَا محمدٌ، حدّثنا محمد بن بشرٍ، حدّثنا زكريا، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى في الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه.

= وابن خزيمة [1028]، وابن حبان [2662]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 375]، والمؤلف [5142]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 1473]، وابن أبى شيبة [4402، 36102]، والبيهقى في "سننه"[3634، 3635]، وأبو عوانة [1524، 1529]، وابن عساكر في "تاريخه"[41/ 155]، وغيرهم من طرق عن جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال:(صلى النبي صلى الله عليه وسلم: "قال إبراهيم: لا أدرى: زاد أو نقص" فلما سلم قيل له: يا رسول الله: أحدث في الصلاة شئ؟! قال: وما ذاك؟! قالوا: صليت كذا وكذا؛ فثنى رجليه، واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلم، فلما أقبل علينا بوجهه قال: إنه لو حدث في الصلاة شئ لنبأتكم به؛ ولكن إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون؛ فإذا نسيت فذكرونى، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب، فليتم عليه؛ ثم ليسلم، ثم يسجد سجدتين) لفظ البخارى.

قلتُ: وقد توبع منصور عليه؛ وقد استوفينا طرقه وشواهده في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".

5003 -

صحيح: أخرجه مسلم [654]، وابن حبان [2100]، والطبرانى في "الكبير"[9/ رقم 8608]، وأبو عوانة [رقم 989]، وغيرهم من طريقين عن زكريا بن أبى زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود قال:(لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد عُلم نفاقه، أو مريض؛ إن كان المريض ليمشى بين رجلين حتى يأتى الصلاة، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى، وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه) لفظ مسلم. وهو رواية للمؤلف تأتى [برقم 5023].

قلتُ: هذا إسناد قوى؛ ومن هذا الطريق: أخرجه الدارقطنى في "الأفراد"[رقم 3870/ أطرافه]، وقال:"تفرد به زكريا بن أبى زائدة عن عبد الملك .... " وزكريا ثقة حافظ قليل التدليس، ومثله لا يُعَلُّ الحديث بتفرده أصلًا، اللَّهم إلا إذا أنكر عليه، وقد صححه مسلم وابن حبان كما ترى؛ بل رأيته قد توبع عليه! فأخرجه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8609]، من طريق إسماعيل بن عمرو البجلى عن شريك القاضى عن عبد الملك بن عمير عن أبى الأحوص عن ابن مسعود به

=

ص: 183

5004 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكرٍ، حدّثنا يحيى، عن ابن جريجٍ، حدثنى سليمان بن عتيقٍ، عن طلق بن حبيبٍ، عن الأحنف بن قيسٍ، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أَلا هَلَكَ المتَنَطِّعُونَ، أَلا هَلَكَ المتِنَطِّعونَ، أَلا هَلَكَ المَتَنَطِّعونَ".

= لكن إسماعيل هذا: قد ضعفه غير واحد، ورموه بكثرة المناكير والغرائب في حديثه، فراجع ترجمته من "اللسان"[1/ 425]، ثم إن شريكًا سِيئ الحفظ أيضًا، على جلالته وإمامته، فالعمدة على الطريق الأول عن زكريا بن أبى زائدة عن عبد الملك به

وقد اختلف على زكريا في سنده، كما ذكرناه في "غرس الأشجار" إلا أن المحفوظ عنه هو ما يرويه هنا، وقد توبع عليه عبد الملك بن عمير: تابعه على بن الأقمر وإبراهيم الهجرى وغيرهما عن أبى الأحوص به نحوه في سياق أتم. ورواياتهم مخرجة في "غرس الأشجار".

5004 -

صحيح: أخرجه مسلم [2670]، وأبو داود [4608]، وأحمد [1/ 386]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10368]، والبزار في "مسنده"[5/ 1878]، وابن أبى الدنيا في "الصمت"[رقم 147]، وفى "الغيبة والنميمة"[رقم 13]، وابن عساكر في "تاريخه"[24/ 300]، وابن حزم في "الإحكام"[6/ 219]، والبغوى في "شرح السنة"[12/ 367]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[2// 200 طبعة الريان]، والمزى في "تهذيبه"[12/ 42]، والدارقطنى في الأفراد [رقم 3596/ أطرافه]، وغيرهم من طريقين عن عبد الملك بن جريج عن سليمان بن عتيق عن طلق بن حبيب عن الأحنف بن قيس عن ابن مسعود به.

قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه ابن بطة في "الإبانة"[1/ 396 - 397]، وقال البغوى:"هذا حديث صحيح" أما الدارقطنى فقال: "تفرد به طلق بن حبيب عن الأحنف، ورواه القاسم بن منصور عنه؛ وتفرد به ابن جريج عن سليمان كذلك؛ رواه يحيى القطان وحفص بن غياث عن ابن جريج، ولا نعلم حدث به عن ابن جريج غير هؤلاء".

قلتُ: وهؤلاء من رجال "الصحيح"، وكلهم ثقات مشاهير سوى سليمان بن عتيق، فقد غمزه بعضهم، لكن وثقه جماعة، واحتج به مسلم كما ترى؛ وقد صرح ابن جريج بسماعه من سليمان عن جماعة سوى مسلم، وقد قال البزار عقب روايته:"ولا نعلم روى الأحنف عن عبد الله إلا هذا الحديث".

قلتُ: والأحنف سيد جليل، لا ينكر سماعه من ابن مسعود ومن فوقه، فقد أدرك زمانًا من حياة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يره، والحديث صحيح على كل حال، وقد أغرب الهيثمى، =

ص: 184

5005 -

حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا عبيد الله، حدّثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن أبى عبيدة، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا نام، قال:"اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَجْمَعُ عِبَادَكَ"، وَكَانَ يَجْعَلُ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ.

5006 -

حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، عن

= وأورده في "المجمع"[10/ 440]، وقال:"رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح"، كذا، وفاته أنه عند مسلم وأبى داود.

5005 -

صحيح: أخرجه ابن ماجه [3877]، والترمذى في "الشمائل"[رقم 256]، وأحمد [1/ 394، 400، 414، 443]، وابن أبى شيبة [26538، 29312]، والنسائى في "الكبرى"[10592]، وفى "اليوم والليلة"[رقم 755]، وغيرهم من طرق عن إسرائيل بن يونس عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان إذا أوى إلى فراشه، وضع يده اليمنى تحت خده، ثم قال: اللَّهم قنى عذابك يوم تبعث أو تجمع عبادك" لفظ ابن ماجه؛ ونحوه عند الجميع.

قال البوصيرى في مصباح الزجاجة [2/ 258]: "هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، أبو عبيدة اسمه: عامر بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه شيئًا، قاله غير واحد

".

قلتُ: وهو كما قال؛ وفيه علة أخرى، وهى عنعنة أبى إسحاق واختلاطه، ثم إنه قد اختلف عليه في سنده على سبعة ألوان، وأكثرها محفوظة، وقد مضى بعضها [برقم 1711، 1712]، فانظر ما علقناه عليه هناك؛ ورواية إسرائيل هنا: قد صوبها بعضهم مطلقًا، وتمام الكلام عليه في "غرس الأشجار" وهو حديث صحيح ثابت، وله شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا.

فانظر: "الصحيحة"[رقم 2703] للإمام. والله المستعان.

5006 -

ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه أحمد [1/ 451]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 340] والبزار في "مسنده"[5/ رقم 2079/ البحر الزخار] و [1/ رقم 488/ كشف الأستار]، وابن أبى شيبة [3778]، والطحاوى في شرح المعانى" [1/ 217]، وابن عبد البر في "التمهيد" [11/ 32، 49]، والثعلبى في "تفسيره" [1/ 56]، والترمذى في "العلل" [رقم 69]، وعلقه البخارى في "خلق الأفعال" [رقم 399]، ووصله في "القراءة خلف الإمام" [رقم 154]، وكذا أخرجه البيهقى في "القراءة خلف الإمام" [رقم 316، 319، 398]، =

ص: 185

يونس بن أبى إسحاق، عن أبى إسحاق، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، قال: كانوا يقرؤون خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فقال:"خَلَطْتُمْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ".

5007 -

حَدَّثنَا ابن نميرٍ، حدّثنا حفصٌ، عن ابن جريجٍ، عن سليمان بن عتيقٍ، عن

= وغيرهم من طريقين عن يونس بن أبى إسحاق السبيعى عن أبيه عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به

وزاد الدارقطنى والثعلبى والبخارى قوله: (فيجهرون به

) بعد قوله: (كان يقرؤون) وهو رواية للبيهقى؛ ورواية للمؤلف أيضًا تأتى [برقم 5397].

قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبى إسحاق عن أبى الأحوص عن عبد الله إلا يونس بن أبى إسحاق) وقال الترمذى: "سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث، فقال: لا أعرفه إلا من هذا الوجه من حديث يونس بن أبى إسحاق".

قلتُ: ويونس فيه كلام معروف؛ إلا أنه صدوق متماسك من رجال مسلم. ومن فوقه أئمة من رجال الشيخين؛ وإلى هذا أشار الهثيمى في "المجمع"[2/ 283]، بقوله:"رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح"! ولا داعى لهذا التخصيص، فإن سند المؤلف والبزار أيضًا رجاله رجال الصحيح، وقد رأيت ابن التركمانى قد ساقه في الجوهر النقى [2/ 162]، من طريق البزار، ثم قال:(وهذا سند جيد).

قلتُ: من أين أتته الجودة وفيه عنعنة أبى إسحاق واختلاطه؟! وإلى هذا أشار الثعلبى إلى إعلاله بقوله عقب روايته: (وهذا الخبر فيه نظر) لكن يقول الإمام في أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم[2/ 367]: "وإسناده حسن عندى، إن كان يونس سمعه من أبيه قبل أن يختلط" كذا قال، كأنه ما علم أن الإمام أحمد قد ضعف حديث يونس عن أبيه، كما في "التهذيب"[11/ 381]، وما ذاك إلا لتأخر سماعه من أبيه، ولو صح أنه سمع من أبيه قديمًا - وهو لا يصح - فكيف غاب عن الإمام: أن أبا إسحاق من أئمة التدليس بالكوفة، ولم يذكر فيه سماعًا؟! اللَّهم إلا إذا كان الإمام يراه من المكثرين عن أبى الأحوص في الرواية؛ وحُكْم العنعنة مع الإكثار عن شيخ: معلوم لدى المحققين من أهل هذا الفن، ويكفى اختلاط أبى إسحاق لإعلال هذا الطريق! والحديث صحيح ثابت لكن من غير هذا الوجه؛ ودون ذلك اللفظ، كما ذكرنا ذلك بإسهاب في كتابنا الكبير "غرس الأشجار".

5007 -

صحيح: مضى قريبًا [برقم 5004].

ص: 186

طلق بن حبيبٍ، عن الأحنف، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا هَلَكَ المتَنَطِّعُونَ" ثَلاثًا.

5008 -

حَدَّثَنَا أبو بكرِ، حدّثنا يعلى بن عبيدٍ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: كنا عند عبد الله، ومعنا زياد بن حديرٍ، فدخل علينا خبابٌ، فقال: يا أبا عبد الرحمن، أكل هؤلاء يقرأ كما تقرأ؟ قال: إن شئت أمرت بعضهم أن يقرأ عليك، فقال

5008 - صحيح: أخرجه البخارى [4130]، وأحمد [1/ 424]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 1506/ البحر]، والعجلى في "كتابه"[2/ 146]، وابن عساكر في "تاريخه"[41/ 175]، وأبو نعيم والإسماعيلى كلاهما في (المستخرج) كما في "الفتح"[8/ 101]، والشاشى في "مسنده"[رقم 336]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 3958/ طبعة دار الفاروق]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن إبراهيم بن يزيد النخعى عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به نحوه

وزاد البخارى وأحمد والشاشى وابن عساكر في آخره: "ثم التفت إلى خباب وعليه خاتم من ذهب فقال: ألم يأن لهذا الخاتم أن يُلقى؟! قال: أما إنك لن تراه عليَّ بعد اليوم؛ فألقاه" لفظ البخارى.

وزادوا أيضًا من قول ابن مسعود في علقمة: (ما أقرأ شيئًا إلا وهو يقرؤه) وهذه الزيادة أيضًا عند البزار والجميع سوى ابن أبى خيثمة، فإن لفظه مختصر، ليس فيه سوى قول ابن مسعود لعلقمة:(اقرأ، فقال بعض القوم: أتأمره أن يقرأ وليس بأقرأنا، فقال عبد الله: إن شئت أخبرتك ما قال رسول الله في قومك وقومه) وليس عند البزار والشاشى قول خباب في آخره: (حسبك) وهو عند البخارى بلفظ: (قد أحسن) وعند الباقين بلفظ: (أحسنت).

قلتُ: وسنده حجة، والأعمش قد صرح بالسماع عند الشاشى؛ ووقع عنده في متنه:(فقال يزيد بن حدير) كذا، وصوابه:(زيد بن حدير) كما وقع عند البخارى وأحمد ومن طريقه ابن عساكر، وعند العجلى:(ابن حدير) لم يسمه، ووقع عند المؤلف:(زياد بن حدير) وهو خطأ، لعله من الناسخ، وصوابه (زيد) وزيد وزياد كلاهما أخوان ابنا حدير الأسدى، وهما مترجمان في "التهذيب وذيوله" والأول هو الواقع في متن هذا الحديث. وراجع "الفتح"[8/ 100]. والله المستعان.

ص: 187

لى: اقرأ، قال: فقال له ابن حديرٍ: تأمره يقرأ وليس بأقرئنا؟ قال: إن شئت أخبرتك بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقومك وقومه. فقرأت عليه خمسين آيةً من مريم، فقال خبابٌ: حسبك!.

5009 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشبٍ، أخبرنى أبو

5009 - صحيح: أخرجه أحمد [1/ 390، 451]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10356]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1996/ البحر]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1428]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 134 - 135]، وغيرهم من طرق عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبى سليمان أبى إسحاق الشيبانى عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن ابن مسعود به نحوه

وليس عند ابن الأعرابى: (أو سبع وثلاثين).

قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم؛ رجاله ثقات مشاهير رجال الصحيح؛ وعبد الرحمن بن مسعود اختلف في سماعه من أبيه، فنفاه بعضهم، وأثبته جماعة؛ والمثبت مقدم عند المحققين.

وقد صححه الإمام في "الصحيحة"[رقم 976]، على شرط الشيخين، ووهم في ذلك بلا ريب، ولم يرو الشيخان لعبد الرحمن عن أبيه شيئًا، ولا للقاسم عن عبد الرحمن، ولا لأبى إسحاق عن القاسم، فأيش هذه الغفلة؟!

وقد توبع عليه عبد الرحمن عن أيبه: تابعه البراء بن ناجية عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تدور رحى الإسلام بخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك؛ وإن يقم لهم دينهم؛ يقم لهم سبعين عامًا، قال: قلتُ: أمما بقى أو مما مضى؟! قال: مما مضى) أخرجه أبو داود [4254]- واللفظ له - وأحمد [1/ 393، 395]، والحاكم [3/ 108، 123]، والطيالسى [383]، والمؤلف [برقم 5281]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 329] والبغوى في "شرح السنة"[15/ 17 - 18]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 817،، 818، 1427]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 134، 135]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2686]، والفسوى في "المعرفة"[3/ 353]، وغيرهم من طرق عن منصور بن المعتمر عن ربعى بن حراش عن البراء به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات؛ رجاله أئمة سوى البراء بن ناجية، أورده الذهبى في "الميزان" وقال:"فيه جهالة"، لكن وثقه العجلى وابن حبان؛ وصحح له الحاكم وغيره؛ فقد قال عقب روايته هذا الحديث:"هذا حديث صحيح الإسناد"، وقال في الموضع الأول: =

ص: 188

إسحاق الشيبانى، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تَدُورُ رَحَى الإِسلامِ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ، أَوْ ستٍّ وَثَلاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ، فَإن هَلَكوا، فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإن بَقُوا، بَقِيَ لَهُمْ [دِينَهُمْ] سَبْعِينَ عَامًا".

5010 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سماكٍ، عن القاسم

= "هذا حديث صحيح على شرط مسلم" كذا، وقد غلط على عادته، فليس البراء بن ناجية إلا من رجال أبى داود وحده، بل رأيت البخارى قد قال في ترجمته من "تاريخه" [2/ 118]:"لم يذكر سماعًا من ابن مسعود" وهو كما قال، فيخشى ألا يكون قد سمع منه أصلًا، وقد اختلف في سنده على منصور بن المعتمر، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 43]، إلا أن المحفوظ عنه: هو الوجه الماضى.

وللحديث طريق آخر عن ابن مسعود به مرفوعًا نحوه

يرويه شريك القاضى عن مجالد بن سعيد عن الشعبى عن مسروق عن ابن مسعود به

عند الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10311]، وابن العديم في "بغية الطلب"[1/ 80]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 135]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1942]، وغيرهم؛ وشريك ضعيف الحفظ؛ وشيخه منكر الحديث، وقد روى هذا الحديث من قول ابن مسعود موقوفًا عليه، كما عند الطبرنى في "الكبير"[9/ رقم 9159]، وسنده مغموز، ولو صح؛ فهو لا ينافى المرفوع. واللَّه المستعان.

5010 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 450]، وابن حبان [1580]، وابن أبى شيبة [4892]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1989/ البحر الزخار]، والبيهقى في "سننه"[1758]، وغيرهم من طرق عن حسين بن عليّ الجعفى عن زائدة بن قدامة عن سماك بن حرب عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به نحوه.

قال البزار: "وهذا الحديث رواه سماك عن القاسم: ورواه عن سماك: زائدة ويزيد بن عطاء".

قلتُ: وسماك شيخ صدوق من رجال مسلم؛ إلا أنه قد تغير بأخرة حتى صار يتلقن، ولم يذكروا زائدة ولا يزيد بن عطاء ممن سمع منه قديمًا، إنما الصحيح عنه: سفيان وشعبة، كما مضى بيان ذلك فيما علقناه على الحديث الماضى [برقم 2332]، وليس في الإسناد ما يعل به سوى هذا وحسب، وسماع عبد الرحمن بن مسعود من أبيه: أثبته جماعة من النقاد؛ وهو المقدم على قول من نفاه.

ص: 189

بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله، قال: سرينا ذات ليلةٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، لو مسسنا الأرض فنمنا، ورعت ركابنا؟ قال:"فَمَنْ يَحْرسُنَا؟ " قال: فقلت: أنا، قال: فغلبتنى عينى، فلم يوقظنا إلا وقد طلعت الشمس، ولم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا بكلامنا، قال: فأمر بلالا، فأذن، ثم قام، فصلى بنا.

5011 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا خالد بن مخلد، حدّثنا موسى بن يعقوب الزمعى، قال: حدثنى عبد الله بن كيسان، أخبرنى عبد الله بن شداد بن الهاد، عن أبيه، عن ابن مسعودٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا إن أَوْلَى النَّاس بِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرهُمْ عَلَيَّ صَلاةً".

= لكن للحديث طريق آخر يرويه جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن أبى علقمة عن بن مسعود به نحوه في سياق أتم

يأتى عند المؤلف [برقم 5285]، وسنده صالح من هذا الوجه؛ كما سنذكره هناك إن شاء الله. فالحديث قوى؛ وفى الباب عن جماعة من الصحابة

وأحاديثهم مخرجة في كتابنا الكبير: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".

5011 -

ضعيف: أخرجه ابن أبى شيبة [31787]، ومن طريقه ابن حبان. [911]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9800]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1564]، وفى "الدعوات"[رقم 141]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[4/ 223]، والمزى في "تهذيبه"[15/ 482]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 35] و [6/ 342]، والخطيب في "الجامع"[2/ 103]، وفى "الفصل للوصل"[2/ 772]، والشاشى في "مسنده"[رقم 414، 413]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 1446/ البحر الزخار]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 197]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم 3657/ أطرافه]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 128]، والبخارى في "تاريخه"[5/ 177]، وابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 105]، وابن أبى عاصم في "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم[رقم 24]، وغيرهم من طرق عن خالد بن مخلد القطوانى عن موسى بن يعقوب الزمعى عن عبد الله بن كيسان عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم نحوه.

قال الدارقطنى: "تفرد به موسى بن يعقوب عن عبد الله بن كيسان عن عبد الله بن شداد عن أبيه".=

ص: 190

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: وموسى هذا وإن وثقه ابن معين وغيره، ومشاه بعضهم أيضًا إلا أن ابن المدينى قد ضعفه وقال:"منكر الحديث" وقال الإمام أحمد: "لا يعجبنى حديثه" وضعفه النسائي وجماعة، وقال الذهبى في (الكاشف):(فيه لين) وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق سيئ الحفظ" وحديثه هذا: استنكره له ابن عدى كما يقول المناوى في "الفيض"[2/ 441]، وساقه مع غيره في ترجمته من "الكامل" وكذا ذكره له الذهبى في ترجمته من "الميزان" يشير إلى إعلاله به، وكذا أشار المنذرى إلى إعلاله به في "الترغيب"[2/ 327].

وهو الصواب بلا ريب، وموسى إلى الضعف أقرب منه إلى غيره، فمن حاول تمشية حاله؛ اعتمادًا على توثيق من وثقه، كما فعل السخاوى في "المقاصد"[ص 221]، والشوكانى في "تحفة الذاكرين"[ص 36 - 37/ طبعة دار القلم]، فلم يصب، ومن مارس حديث الرجل من بطون الدفاتر؛ تبين له صدق قول ابن المدينى عنه:"منكر الحديث" وهذا أولى بكثير من مطلق التوثيق النظرى، وقد زعم السخاوى أن أبا داود وابن عدى قد وثقاه هكذا جازفًا، وابن عدى إنما ختم ترجمته في "الكامل" بقوله:"وهو عندى لا بأس به وبرواياته" وهذه العبارة لا تفيد توثيقًا أصلًا، بل كثيرًا ما يطلقها ابن عدى ولا يريد بها أكثر من كون هذا الراوى لا يتعمد الكذب، كما أشار إلى ذلك الإمام المعلمى اليمانى في بعض تعاليقه على "الفوائد المجموعة". وأما أبو داود فإنه قال:"صالح، وله مشايخ مجهولون" وهذا لا يفيد توثيقًا أيضًا، غايته أنه قد يكون مقبول الراوية عنده، وأين هذا ممن ينص أبو داود على توثيقه بعبارة لا تحتمل التأويل؟! والراجع في حال الرجل: أنه ضعيف الحفظ يعتبر به وحسب؛ وبه أعله المناوى في "الفيض"[2/ 441]، ثم نسى ذلك، وصحح سنده في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[1/ 640/ طبعة مكتبة الشافعي]، وهذه جرأة منه، كأنه ما علم أن موسى بن يعقوب قد اضطرب فيه كما يأتى، بل وغفل عن كون (عبد الله بن كيسان) وهو القرشى الزهرى، أحد شيوخ يعقوب المجاهيل، تفرد عنه يعقوب بن موسى بالرواية وحده، وقد مضى قول أبى داود عن يعقوب:"له مشايخ مجهولون".

قلتُ: وابن كيسان أحدهم، فإنه لم يوثقه سوى ابن حبان وحده، وقد أشار الذهبى إلى تليين توثيقه بقوله في "الكاشف":"وثق" بالبناء المجهول، وقال الحافظ "مقبول" يعنى إذا توبع؛ وإلا فَلَيِّن، كما نص عليه في مقدمة "التقريب" وبابن كيسان هذا: أعله ابن القطان في "كتابه" وقال: "إنه لا يعرف حاله، ولا نعرف روى عنه إلا موسى بن يعقوب هذا" كما نقله عنه الزيلعى =

ص: 191

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في "تخريج أحاديث الكشاف"[3/ 132]، وتعقبه الزيلعى بقوله:(قلتُ: روى عنه أيضًا: ابنه إسحاق بن عبد الله بن كيسان، .... ).

قلتُ: وهم في تعقبه؛ لأن إسحاق هذا ابن (عبد الله بن كيسان الروزى) وليس ابن (عبد الله بن كيسان القرشى) صاحب هذا الحديث، وكلاهما من رجال "التهذيب" ثم إن موسى بن يعقوب الزمعى لم يضبط سند هذا الحديث، فقال البزار عقب روايته: (رواه خالد بن مخلد هكذا، ورواه محمد بن خالد بن عثمة عن موسى بن يعقوب عن عبد الله بن كيسان عن عبد الله بن شداد عن ابن مسعود، ولم يقل محمد بن خالد:"عن عبد الله بن شداد عن أبيه" ولا نعلم روى شداد بن الهاد عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث".

قلتُ: ورواية ابن عثمة تلك: قد أخرجها الترمذى [484]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1789/ البحر]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 196 - 197]، والمؤلف [برقم 5080]، والبخارى في "تاريخه"[5/ 177]، وابن أبى عاصم في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم[رقم 25]، وأبو الحسن النرسى في "مشيخته" كما في "القول البديع"[رقم 332/ تحقيق مشهور سلمان]، وغيرهم من طرق عن محمد بن خالد بن عثمة عن موسى بن يعقوب عن عبد الله بن كيسان عن عبد الله بن شداد عن ابن مسعود به

قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب".

قلتُ: هكذا في هذه الرواية، بإسقاط:(عن أبيه) بين ابن شداد وابن مسعود، قال الزيلعى في تخريج الكشاف [3/ 132]:(وهذا غير قادح، فإنه - يعنى عبد الله بن شداد - روى عن أبيه وعن ابن مسعود؛ فلعله سمعه منهما).

قلتُ: ليس موسى بن يعقوب بذاك الحافظ؛ حتى يُحْكَم على ما اضطرب فيه بحَمْله على الوجهين، ثم إنه قد رواه لونين آخرين، فهل يقال عنهما:(كلها محفوظة، ويحتمل أن يكون لموسى فيه عدة أسانيد)؟! لا وربى، ولا يحتمل موسى هذا الانفراد بسند واحد، فكيف بعدة أسانيد للخبر الواحد؟! فقد مضى لونان من اضطرابه في سنده، ولون ثالث، فرواه عنه عباس بن أبى شملة فقال: عن موسى عن عبد الله بن كيسان عن عتبة بن عبد الله عن ابن مسعود به

، فأسقط منه (عبد الله بن شداد) و:(أباه) وأبدله بـ (عتبة بن عبد الله).

هكذا أخرجه البخارى في "تاريخه"[5/ 177]، وابن أبى شيبة وعيسى بن الجراح في=

ص: 192

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "أماليه" كما في "النكت الظراف"[7/ 69]، وقال الحافظ:"وهو يقوى رواية محمد بن خالد بن عثمة، وإن خالفه في اسم الراوى عن ابن مسعود".

قلتُ: بل هو يدل على ضعف هذا الحديث، لعدم ضبط موسى لسنده، وروايته له على كل هذه الوجوه، وهى ثلاثة ألوان كما مضى، ولون رابع، فرواه عنه أبو القاسم بن أبى الزناد فقال: عن موسى عن عبد الله بن كيسان عن سعيد بن أبى سعيد عن عتبة عن ابن مسعود به

هكذا أخرجه البيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1563]، والبخارى في "تاريخه"[5/ 177]، كلاهما من طريق يعقوب بن محمد الزهرى عن أبى القاسم ابن أبى الزناد به.

قلتُ: وأبو القاسم هذا شيخ صدوق من رجال ابن ماجه؛ واسمه كنيته، وهو أخو عبد الرحمن بن أبى الزناد الفقيه المعروف؛ وقد تصحف اسمه عند البخارى إلى:(القاسم بن أبى زياد) هكذا بحذف أداة الكنية، وقَلْب (الزناد) إلى:(زياد) ووقع عند الدارقطنى في "العلل"[5/ 112]: (القاسم بن أبى الزناد) بحذف أداة الكنية أيضًا، وليس بشئ، والصواب ما ذكرناه، وقد سقط (موسى بن يعقوب) من سند البخارى، فأوهم أن أبا القاسم قد تابع موسى عليه، وليس بشئ أيضًا، ووقع عنده أيضًا:(عن عتبة بن مسعود أو عبد الله بن مسعود) كذا، والصواب:(عتبة بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود) كما صححه المعلق على تاريخ البخارى بالهامش [5/ 177]، وكذا وقع على الصواب عند البيهقى في "الشعب".

ووقع عند الدارقطنى في "العلل"[5/ 112]: (عن ابن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن مسعود) وفيه تخليط أيضًا، وقد قال الدارقطنى بعد أن ساق الاختلاف في سنده على موسى،:(والاضطراب فيه من موسى بن يعقوب؛ ولا يحتج به) والقول ما قال أبو الحسن بن مهدى الحافظ. وللحديث شاهد عن أبى أمامة مرفوعًا عند البيهقى في "الشعب"[3/ 3032]، وفى "سننه"[5791]، وفى "حياة الأنبياء في قبورهم"[رقم 12]، ومشى سنده الحافظ في "الفتح"[11/ 167]، وقبله حسنه المنذرى في "الترغيب"[2/ 328]، ولكن بشرط، وأعله ابن القيم في جلاء الأفهام [ص 86]، بعلتين، وله علة ثالثة، تراها عند الإمام في "الضعيفة"[6/ 430]. واللَّه المستعان.

• تنبيه: عزا الشوكانى في هذا الحديث في "تحفة الذاكرين"[ص 36]، إلى أبى داود، تبعًا لابن الجزرى في (عدة الحصن الحصين) وهو وهم من الرجلين معًا، وليس هو عند أبى داود قطعًا.=

ص: 193

5012 -

حَدَّثَنَا أبو بكر، حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن شريكٍ، عن عثمان بن أبى زرعة، عن أبى صادق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَة أَبْوَابٍ: سَبْعَةٌ مُغْلَقَةٌ، وَبَابٌ مَفْتُوحٌ لِلتَّوْبَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نَحْوِهِ".

5013 -

حَدَّثَنَا أبو عبد الله المقدمى، حدّثنا المعتمر، حدّثنا عباد بن عباد بن علقمة، عن أبى مجلزٍ، أن أصحاب ابن مسعودٍ قرصهم البرد، فجعلوا يستحيون أن يجيئوا في العشاش، والعباء، ففقدهم، فقيل له: أمرهم كذا وكذا، فأصبح أبو عبد الرحمن في عباءةٍ، فقالوا: أصبح ابن مسعودٍ في عباءته، ثم جاء يوم الثاني، ثم جاء يوم الثالث، فلما رأوه في العباءة، جاءوا في أكسيتهم معًا، فعرف وجوهًا قد كان فقدها، فقال: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ خَرْدَلَةٍ مِنْ كِبْر - أَوْ قَالَ: ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ".

5012 - ضعيف: أخرجه الحاكم [4/ 290]، والطبرانى في "الكبير"[15/ رقم 10479]، وأبو نعيم في "صفة الجنة"[رقم 164]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 3326]، وغيرهم من طريق شريك ابن عبد الله النّخعى عن عثمان بن أبى زرعة عن أبى صادق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به.

قلتُ: سكت عنه الحاكم والذهبى، لكن قال المنذرى في "الترغيب" [4/ 45]:"رواه أبو يعلى والطبرانى وإسناده جيد" وتابعه الهيثمى في "المجمع"[10/ 356]، وابن حجر المكى في "الزواجر"[3/ 345]، والمناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 580]، وليس كما قالوا، ففيه شريك النخعى، وسوء حفظه مما سارت به الركبان، وتناقلته الأزمان عبر الأزمان، وكان كثير الاضطراب في الأسانيد والمتون، والكلام فيه طويل الذيل، ومن فوقه ثقات مشاهير؛ وأبو صادق: هو الأزدى الكوفى مختلف في اسمه على أقوال، وهو من رجال (التهذيب) وباقى رجاله من رجال الشيخين، ولبعض فقرات الحديث شواهد، وهو ضعيف بهذا السياق جميعًا. واللَّه المستعان.

5013 -

"صحيح: المرفوع منه فقط: قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [8/ 82]: (رواه أبو يعلى عن أبى عبد الله المقدمى، ولم أقف على ترجمته، وباقى الرواة ثقات). =

ص: 194

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: كيف يعد في المحدثين من لا يعرف أبا عبد الله المقدمى؟! وهو متى أطلق: فالمراد به (محمد بن أبى بكر بن على بن عطاء المقدمى) الإمام الثقة المحدث المشهور؛ من شيوخ البخارى ومسلم وجماعة؛ وهو من رجال "التهذيب" وشيخه "المعتمر" هو ابن سليمان الحافظ، وعباد بن عباد بن علقمة شيخ ثقة من رجال النسائي؛ وأبو مجلز: هو لاحق بن حميد السوسى الإمام الثبت؛ لكن لا يعرف له سماع من ابن مسعود، بل لعله لم يدركه أصلًا، فإن شعبة قد جزم بكونه لم يدرك حذيفة، كما في "جامع التحصيل"[ص 296]، وكانت وفاة حذيفة سنة ستّ وثلاثين 36 هـ، وكانت وفاة ابن مسعود قبل ذلك بسنتين أو ثلاثة، فالإسناد معل بالانقطاع، وعبارة أبى مجلز تُدل على ذلك صريحًا، لكن للمرفوع منه طرق أخرى عن ابن مسعود به .... منها ما رواه الأعمش عن إبراهيم النخعى عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود مرفوعًا:(لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبر، ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان) أخرجه أبو يعلى [5065]- واللفظ له - و [برقم 5066، 5335]، ومسلم [91]، وأبو داود [4091]، وابن ماجه [59، 4173]، وأحمد [1/ - 412، 416]، وابن حبان [224، 5680]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 1512]، وابن أبى شيبة [26580]، والشاشى [رقم 312، 314]، والطحاوى في "المشكل"[14/ 89]، وغيرهم.

وقد اختلف في سنده على الأعمش على وجوه أخرى غير محفوظة، فانظر علل ابن أبى حاتم [رقم 1837]، و"علل الدارقطنى"[5/ 147 - 148]، وقد توبع الأعمش على الوجه الماضى أيضًا. تابعه فضيل بن عمرو الفقيمى عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعًا:(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) أخرجه مسلم [91]- واللفظ له - والترمذى [1999]، وأحمد [1/ 451]، وابن حبان [5466]، والمؤلف [برقم 5289]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1584]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6192] و [6/ رقم 8152]، وأبو عوانة [رقم 67]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 165]، والطحاوى في "المشكل"[14/ 94]، وغيرهم من طرق عن فضيل بن عمرو بإسناده به

وزاد الترمذى والجميع سوى مسلم وأحمد: (ولا يدخل النار - يعنى من كان في قلبه ذرة من إيمان) لفظ الترمذى.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح غريب".

قلتُ: ورواه بعضهم عن الفضيل فوقفه على ابن مسعود، كما تراه عند ابن أبى شيبة [26578]، وغيره. وهذا يؤيد المرفوع ولا يعله. =

ص: 195

5014 -

حَدَّثَنا أبو بكرٍ، حدّثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن الحسن بن عبيد اللَّه، عن إبراهيم بن سويدٍ، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى، قال:"أَمْسَيْنَا، وَأَمْسَى المُلْكُ لِلَّهِ، وَالحمْدُ لِلَّهِ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُمَّ إِنَّى أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَخَيْرِ مَا فِيهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، اللَّهمَّ إِنَّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْهِرَمِ، وَسُوءِ الْكِبَرِ، وَفِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ الْقَبْرِ".

5014 - صحيح: أخرجه مسلم [2723]، وأبو داود [5071]، والترمذى [3390]، وأحمد [1/ 440]، وابن أبى شيبة [29276]، والنسائى في "الكبرى"[985، 10408]، وفى "اليوم والليلة"[رقم 23]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 43]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 342]، والبيهقى في "إثبات عذاب القبر"[رقم 186] وفى "الدعوات"[رقم 24]، وأبو الفضل الزهرى في حديثه [رقم 316]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 26]، والبغوى في "الأنوار"[رقم 1162]، وغيرهم من طرق عن الحسن بن عبيد الله بن عروة عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد بن قيس عن ابن مسعود به

نحوه

وزاد مسلم والترمذى وأبو داود والطبرانى وابن السنى والبيهقى في "الدعوات" في آخره: (وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: أصبحنا وأصبح الملك للَّه) لفظ أبى داود؛ وهو رواية للنسائى والبغوى [برقم 1163]، وهو عند أحمد وأبى نعيم بالفقرة الأولى منه فقط، وهى:(أمسينا وأمسى الملك للَّه؛ والحمد للَّه لا إله إلا الله وحده لا شريك له) وفى رواية لأبى نعيم [5/ 39]، مثل سياق المؤلف؛ وليس عند أبى داود والترمذى والنسائى وأبى نعيم والطبرانى وابن السنى والبيهقى في (الدعوات) قوله:(والهرم) وهو رواية لمسلم والبغوى، وفى رواية للنسائى:(اللَّهم إنى أعوذ بك من الجبن والبخل وسوء الكبر، وفتنة في الدنيا وعذب في النار) وعنه ابن السنى، وعند أبى داود والترمذى والطبرانى والبيهقى في "الدعوات" وأبى نعيم:(اللَّهم إنى أسألك خير ما في هذه اليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها) لفظ أبى داود؛ وهو رواية لمسلم والنسائى والبغوى؛ وليست عند ابن السنى وحده، وهى رواية للنسائى أيضًا.

قال الترمذى: "هذا حديث صحيح؛ وقد رواه شعبة بهذا الإسناد عن ابن مسعود ولم يرفعه".

قلتُ: لم أجده عن شعبة هكذا، إنما رواه عن سلمة بن كهيل عن إبراهيم بن سويد النخعى =

ص: 196

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به نحوه موقوفًا عليه، هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى"[10409].

وسلمة بن كهيل وإن كان ثقة من أئمة الكوفة؛ فإن الحسن بن عبيد الله من الثقات الفضلاء أيضًا. والوجهان عندى محفوظان إن شاء الله؛ ولا يعل أحدهما بالآخر؛ والحسن بن عبيد الله: أكثر ملازمة لإبراهيم بن سويد النخعى من ابن كهيل، وقد زاد فيه زيادة رفعه؛ فواجب قبولها من مثله. وقد قال أبو نعيم عقب روايته [5/ 39]:"صحيح متفق عليه" يعنى على صحته، ثم قال: "ورواه إبراهيم بن مهاجر عن زبيد

".

وزبيد: هو اليامى الإمام الحجة؛ وقد تثبت منه الحسن بن عبيد الله هذا الحديث عن إبراهيم بن سويد، فوقع عند أبى داود بعد أن ساقه من طريق الحسن عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود مرفوعًا:(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أمسى: أمسينا وأمسى الملك للَّه، والحمد للَّه، لا إله إلا الله وحده لا شريك) قال الحسن عقب هذا: (وأما زبيد كان يقول: كان إبراهيم بن سويد يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له

) وساق سائر الحديث، وهذا عند مسلم في رواية له بلفظ:(قال الحسن: فحدثنى الزبيد أنه حفظ عن إبراهيم في هذا: "له الملك وله الحمد .... " وساق سائر الحديث، وفى رواية أخرى له بعد أن ساق الحديث نحو سياق المؤلف بزيادة: (والهرم) قال في آخره: (قال الحسن بن عبيد الله: وزادنى فيه زبيد عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله رفعه: "أنه قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير" وهكذا وقع عند ابن أبى شيبة وغيره في آخره أيضًا مثل مسلم، وهو عند المؤلف والبيهقى في "الدعوات" والطبرانى ورواية لمسلم: ليس فيه (زبيد) وسياقه كله - دون الشهادة في آخره - من رواية الحسن عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن عن ابن مسعود به

فالذى يظهر لى: أن الشهادة في آخره: إنما يرويها الحسن عن زبيد اليامى عن إبراهيم بن سويد بإسناده به مرفوعًا كما مضى؛ وأن سائر الحديث سمعه الحسن من إبراهيم به .... إلا أنه ربما نسى بعضه، أو لم يضبطه في بعض الأوقات، فسأل زبيد اليامى عنه، فثبته فيه عن إبراهيم بن سويد، وربما كان مسموع الحسن من إبراهيم في هذا الحديث إنما هو الفقرة الأولى منه فقط، (أمسينا وأمسى الملك للَّه، والحمد للَّه، لا إله إلا الله وحده لا شريك له)، والباقى سمعه =

ص: 197

5015 -

حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا المسعودى، عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه عبد الله، أن رجلين كانا يعبدان الله فسألا الله أن يميتهما جميعًا فماتا، جميعا فدفنا. قال عبد الله فلو كنتُ ثَمَّ لأريتكم قبورهما بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

5016 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا عبد السلام، عن خصيفٍ، عن أبى عبيدة، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"فِي ثَلاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ تَبِيعٌ أَوْ تَبِيعَةٌ، وَفِى أَرْبَعِينَ مُسِنَّةٌ".

= من زبيد عن إبراهيم به

وضبط ذلك بعض الرواة عن الحسن؛ وبعضهم لم يضبطه، والحديث صحيح على كل حال.

5015 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 451]، والشاشى في "مسنده"[رقم 265]، من طريق يزيد بن هارون عن المسعودى عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به نحوه في سياق طويل، وهو رواية للمؤلف تأتى [برقم 5383].

قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[7/ 150]: "رواه أبو يعلى والطبرانى بإسناد جيد".

قلتُ: من أين أتته الجودة وفيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودى ذلك المختلط الشهير على صدقه؟! وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[10/ 373]، وقد رواه عنه يزيد بن هارون الحافظ؛ وهو ممن سمع منه بعد الاختلاط، كما نص عليه محمد بن عبد الله بن نمير كما في تهذيب الحافظ [6/ 191]، وأيضًا: فشيخه سماك بن حرب: كان قد تغير بأخرة حتى صار يتلقن، ولم يذكروا (المسعودى) ممن سمع منه قديمًا.

5016 -

صحيح: أخرجه الترمذى [622]، وابن ماجه [1804]، وابن أبى شيبة [9919]، وابن الجارود [344]، والبيهقى في "سننه"[7087]، والذهبى في "تذكرة الحفاظ"[2/ 502]، وفى "سير النبلاء"[12/ 185]، وغيرهم من طريق خصيف بن عبد الرحمن عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به.

قال الترمذى: "هكذا رواه عبد السلام بن حرب عن خصيف، وعبد السلام ثقة حافظ" وقبل ذلك قال: "وروى شريك هذا الحديث عن خصيف عن أبى عبيدة عن أمه [وتحرف إلى: "أبيه" في كثير من طبعات "سنن الترمذى" حتى في النسخه التى شرح عليها المباركفورى في "التحفة" فانتبه"] عن عبد الله، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله" وقال في "العلل" [رقم 109]:=

ص: 198

5017 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن عليّ بن صالحٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍ، عن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى، فإذا سجد وثب الحسن، والحسين، على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوهما، أشار إليهم أن دعوهما، فإذا قضى الصلاة، وضعهما في حجره، قال:"مَنْ أَحَبَّنِى فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ".

5018 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا عبيد الله، حدّثنا إسرائيل، عن أبى

= "سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث، فقال: رواه شريك عن خصيف عن أبى عبيدة عن أمه عن عبد الله، قلت له: أبو عبيدة ما اسمه؟! فلم يعرف اسمه، وقال: هو كثير الخطأ".

قلتُ: يعنى شريكًا أو خصيفًا، وكلاهما موصوف بذلك، والحديث ضعيف من هذا الوجه، لكن في الباب عن معاذ بن جبل من طرق عنه به مثله

وقد خرجناه وأشبعنا الكلام عليه في "غرس الأشجار" وهو حديث صحيح ثابت؛ وقد صححه جماعة. وراجع له: "إرواء الغليل"[3/ 268 - 271]، وصحيح أبى داود [5/ 297، 298].

5017 -

حسن: أخرجه ابن خزيمة [887]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1834]، والنسائى في "الكبرى"[8170]، وابن عساكر في "تاريخه"[13/ 200]، و [14/ 150]، والآجرى في "الشريعة"[5/ رقم 1599]، والشاشى في "مسنده"[رقم 584]، وأبو جعفر بن البخترى في جزء فيه ستة مجالس من "أماليه"[رقم 28/ ضمن مجموع مؤلفاته]، وغيرهم من طرق عن عبيد الله بن موسى عن عليّ بن صالح بن حى عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به

نحوه.

قلتُ: هكذا رواه الجماعة عن عبيد الله بن موسى، وخالفهم جميعًا: محمد بن سعيد بن الأصبهانى، فرواه عن عبيد الله بن موسى بإسناده به نحوه عن زر به مرسلًا، ليس فيه (ابن مسعود) هكذا أخرجه الطحاوى في "المشكل"[14/ 132].

والوجه الأول هو المحفوظ بلا ريب، وسنده حسن صالح؛ رجاله كلهم ثقات مشاهير سوى عاصم بن أبى النجود؛ وهو صدوق متماسك، وقد رواه عنه جماعة على هذا الوجه الماضى.

واختلف على بعضهم في وصله وإرساله، كما شرحناه في غير هذا المكان. وراجع له: علل الدارقطنى [5/ 64]

واللَّه المستعان.

5018 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4993].

ص: 199

إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، في قوله:{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)} [النجم: 11]، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في حلتى رفرفٍ، قد سد ما بين السماء والأرض.

5019 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا مسعرٌ، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله: "اقْرَأْ عَلَيَّ"، قال: أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال:"إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِى"، قال: فقرأ عليه من أول سورة النساء إلى قوله: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} [النساء: 41]، فبكى.

5019 - صحيح: أخرجه مسلم [800]، والمزى في "تهذيبه"[28/ 235 - 236]، من طريقين عن أبى أسامة حماد بن أسامة عن مسعر عن عمرو بن مرة عن إبراهيم النخعى به

وزادا: (قال مسعر: فحدثنى معن عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه عن ابن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم شهيدًا عليهم ما دمت فيهم أو ما كنت فيهم، شك مسعر) وهذه الزيادة عند أبى عوانة [برقم 3101]، وكذا المؤلف في الآتى بعد هذا.

قلتُ: وهذا إسناد ليس بمتصل، كما يقول رشيد الدين العطار في غرر "الفوائد المجموعة"[ص 287]، بل ظاهره الإرسال كما ترى، فإن إبراهيم النخعى ما أدرك تلك القصة التى يحكيها عن ابن مسعود، وإنما سمعها من عبيدة بن عمرو السلمانى عن ابن مسعود به نحوه

هكذا أخرجه البخارى [4762، 4768، 4769]، ومسلم [800]، وأبو داود [3668]، والترمذى [3525]، وأحمد [1/ 432]، وابن حبان [735]، والمؤلف [برقم 5069، 5228]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1780]، وابن أبى شيبة [30303، 34419، 35540]، والنسائى في "الكبرى"[8075، 8079، 11105]، وابن عساكر في "تاريخه"[51/ 126]، وأبو عوانة [برقم 3099، 13100]، والبغوى في "شرح السنة"[4/ 490]، والشاشى في "مسنده"[رقم 732، 733]، وغيرهم.

وقد اختلف على الأعمش في سنده، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 179 - 182]، وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به نحوه

يأتى بعضها عند المؤلف [برقم 5150، 5375]. واللَّه المستعان.

ص: 200

5020 -

قَالَ مسعرٌ: حدثنى معنٌ، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن ابن مسعودٍ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مَا دُمْتُ فِيهِمْ - أَوْ قَالَ: مَا كُنْتُ فِيهِمْ" شَكَّ مِسْعَرٌ.

5021 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن أبى عبيدة، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول:"رَبِّ قِنِى عَذَابَكَ، يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ".

5022 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا أبو أسامة، عن مسعرٍ، قال: أخرج إليَّ معن بن عبد الرحمن كتابًا، وحلف عليه أنه خَطُّ أبيه، فإذا فيه، قال عبد الله: والذى لا إله غيره، ما رأيت أحدًا كان أشد على المتنطعين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا رأيت أحدًا أشد عليهم بعده من أبى بكرٍ، وإنى لأظن عمر كان أشد أهل الأرض خوفًا عليهم، أوْ لهم.

5023 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا محمد بن بشرٍ، حدّثنا زكريا، حدّثنا عبد الملك بن عميرٍ، عن أبى الأحوص، قال: قال عبد الله: لقد رأيتنا وما يتخلف عن

5020 - صحيح: مضى قبله، وهو جزء من السابق.

5021 -

صحيح: مضى قريبًا [برقم 5005].

5022 -

صحيح: أخرجه الدارمى [138]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10367]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 3338]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إغاثة اللهفان"[ص 158/ طبعة دار المعرفة]، وشيخ الإسلام الهروى في "ذم الكلام"[3/ رقم 522]، وغيرهم من طريق حماد بن أسامة أبى أسامة عن مسعر عن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده به

وهو عند الطبراني بالفقرة الأولى منه فقط،.

قال الهيثمى في "المجمع"[10/ 440]: (رواه أبو يعلى والطبرانى، ورجالهما ثقات) ومثله قاله البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[7/ 157].

قلتُ: وسنده صحيح مستقيم؛ واختلف في سماع عبد الرحمن بن مسعود من أبيه، والراجح ثبوته. واللَّه المستعان.

5023 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5003].

ص: 201

الصلاة إلا منافقٌ قد عُلم نفاقه، أو مريضٌ، إنْ كان المريض ليمشى بين رجلين حتى يأتى الصلاة. وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى، ومن سنن الهدى، الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه.

5024 -

حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزبيرى، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهابٍ، عن عبيد الله بن عبد الله، أن ابن مسعودٍ، قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في قريبٍ من ثلاثين رجلًا ليس فيهم إلا قرشىٌ، لا واللَّه، ما رأيت صفحة وجوه رجالٍ قط أحسن من وجوههم يومئذٍ، قال: فذكروا النساء، فتحدثوا فيهن، وتحدث معهم، حتى أحببت أن يسكت، ثم أتيته، فتشهد، ثم قال:"أَمَّا بَعْدُ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، فَإِنَّكُمْ أَهْلُ هَذَا الأَمْرِ مَا أَطَعْتُمُ اللَّهَ، فَإِذَا عَصَيْتُمُوهُ، بَعَثَ عَلَيْكُمْ مَنْ يَلْحَاكُمْ كَمَا يُلْحَى هَذَا الْقَصِيبُ"، لِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ لحَى قَضِيبَهُ، فَإِذَا هُوَ أبْيَضُ يَصْلِدُ.

5024 - ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 458]، والشاشى في "مسنده"[رقم 804]، من طريق إبراهيم بن سعد الزهرى عن صالح بن كيسان عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود به نحوه

وعندهما: (ثمانين رجلًا

) بدل: (ثلاثين رجلًا).

قال الإمام في "الصحيحة"[4/ 69]: "هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين".

قلتُ: وهذه غفلة شديدة، وليس في "الصحيحين" من تلك الترجمة شئ قط، ومتى احتجا برواية عبيد الله عن عم أبيه ابن مسعود؟! هلا قال كما قال الهيثمى في "المجمع"[5/ 348]، بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف والطبرانى في "الأوسط" قال: ورجال أحمد رجال "الصحيح"، ورجال أبى يعلى ثقات؟! وهو كما قال.

والحديث معلل بالانقطاع، فإن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك ابن مسعود، كما جزم به الحافظ في "الفتح"[13/ 116]، وأعل الإسناد بهذا، وراجع "جامع التحصيل"[ص 232]، نعم: رواية عبيد الله عن ابن مسعود وقعت في (مقدمة صحيح مسلم) ولا يحسن الاستدراك بها على تمشية غفلة الإمام الألبانى فيما فاه به سابقًا، وهذا معلوم لدى المحققين؛ وقد اختلف على عبيد الله بن عبد الله في سنده، كما شرحناه في "غرس الأشجار" ولا يصح الحديث بهذا اللفظ، لكن للمرفوع منه شواهد ثابتة دون هذا السياق، واللَّه المستعان.

ص: 202

5025 -

حَدَّثَنَا صالح بن حربٍ أبو معمرٍ، حدّثنا سلام بن أبى خبزة، حدّثنا عاصم بن أبى النجود، عن زر بن حبيشٍ، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ مَاشِيَةٍ، أَوْ كَلْبِ صَيْدٍ، انْتُقِصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ".

5026 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكرٍ المقدمى، حدّثنا سليمان أبو داود، حدّثنا يزيد بن

5025 - صحيح: أخرجه الإسماعيلى في "المعجم"[رقم 390]، والسهمى في "تاريخه"[ص 330]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 304]، وغيرهم من طريق سلام بن أبى خبزة عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.

قال الهيثمى في "المجمع"[4/ 65]: "رواه أبو يعلى، وفيه سلام بن أبى خبزة، وهو وضاع".

قلتُ: رماه ابن المدينى بالوضع، وتركه جماعة، وضعفه آخرون، وهو من رجال "اللسان"[3/ 57]، وحديثه هذا أنكره عليه ابن عدى في "الكامل" وقال في ختام ترجمته:"ولسلام بن أبى خبزة غير ما ذكرت عن ثقات الناس أحاديث، وعامة ما يرويه ليس يتابع عليه".

قلتُ: وقد خالفه جماعة، فرووه عن عاصم به موقوفًا، منهم الثورى عند ابن أبى شيبة [19943، 36262]، ومنهم: حماد بن زيد وشيبان وأبو معاوية: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 69]، وتابعهم شعبة أيضًا، إلا أنه اختلف عليه في رفعه ووقفه، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 69]، ثم قال في ختام كلامه:"والموقوف أشهر".

قلتُ: بل هو الأصح؛ لكن للمرفوع شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة به مثله

يأتى منها حديث أبى هريرة [برقم 5418]، وحديث ابن عمر [برقم 5441، 5538، 5552، 5560، 5836].

5026 -

صحيح: أخرجه الطيالسى [330]، وعنه البيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6157]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 492]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10274]، وفى "الأوسط"[8/ رقم 7842]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 273]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 231، 232]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 94]، وغيرهم من طرق عن يزيد بن عطاء اليشكرى عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به

قال الهيثمى في "المجمع"[8/ 585]: "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وإسناده حسن".=

ص: 203

عطاءٍ، عن أبى إسحاق، عن أبى عبيدة، عن عبد الله، قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حمارٌ يقال له: عفيرٌ.

5027 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكرٍ المقدمى، حدّثنا حماد بن زيدٍ، حدّثنا أبان بن تغلب، عن أبى إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ".

= قلتُ: الهيثمى لا يدرى ما يقول، هلا فطن إلى ما فطن إليه صاحبه البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[رقم 5439]، حيث قال:(هذا إسناد ضعيف؛ أبو إسحاق اسمه: عمرو بن عبد الله السبيعى اختلط بآخرة، ولم يعلم حال يزيد الراوى عنه، هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده؟! ويزيد بن عطاء الخرسانى الواسطى اختلف فيه كلام أحمد، وضعفه ابن معين والنسائى وابن حبان) وفيه علة أخرى، وهى أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه كما قاله جماعة.

لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به

أصحها حديث معاذ بن جبل قال: (كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له: عفير

) أخرجه البخارى [2701] ومسلم [30]، وجماعة كثيرة، لكن هذا اللفظ فيه معلول كما بينه الإمام في "صحيح أبى داود"[7/ 310 - 314]، وهو كما قال، لكنه صححه بشاهده عن عليّ بن أبى طالب من طرق عنه به

وكذا بما له من مراسيل ثابتة عن جماعة من التابعين أيضًا، فانظر بحثه في الصحيحة [5/ 132/ رقم 2098]، وهو كما حكم به - يرحمه الله -.

5027 -

صحيح: أخرجه النسائي [2751]، وأحمد [1/ 410]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1901]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 124]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 266]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 327]، وعلى بن عمر الحربى في "الفوائد المنتقاة"[رقم 69]، والشاشى في "مسنده"[رقم 445]، والإسماعيلى في "المعجم"[رقم 16]، وغيرهم من طريق أبان بن تغلب عن أبى إسحاق السبيعى عن عبد الرحمن بن يزيد بن قيس عن ابن مسعود به.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبى إسحاق إلامن حديث أبان بن تغلب".

قلتُ: وهو ثقة شيعى مشهور؛ لكنه لس من قدماء أصحاب أبى إسحاق، وقد خالفه شعبة، فرواه عن أبى إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال:(كانت تلبية عبد الله بن مسعود، لم يرفعه) هكذا ذكره ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 876]، ثم نقل عن أبيه أنه قال:"حديث شعبة أصح". =

ص: 204

5028 -

حَدَّثَنَا محمدٌ، حدّثنا المثنى بن بكرٍ، حدّثنا عوفٌ، حدّثنا سليمان، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّمُوا الْقرْآنَ، وَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ، وَتَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ، فَإِنِّى امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ، وَإِنَّ الْعِلْمَ سَيُقْبَضُ، حَتَّى يَخْتَلِفَ الرَّجُلانِ فِي الْفَرِيضَةِ لا يَجِدَانِ مَنْ يُخْبِرُهُمَا".

5029 -

حَدَّثَنَا محمدٌ، حدّثنا يوسف بن يزيد - يعنى أبا معشرٍ - حدّثنا أبو حمزة،

= قلتُ: وهو كما قال بلا شك؛ وهكذا وقفه إسرائيل عن أبيه عند عبد الرزاق [2407]، لكن للمرفوع شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة به

مضى منها حديث جابر [برقم 2027، 2126]، وحديث أنس [برقم 2768، 3533]، وحديث عائشة [برقم 4671]، وحديث ابن عمر [برقم 5692، 5804، 5815].

5028 -

ضعيف: أخرجه البيهقى في "سننه"[11954]، وفى "الشعب"[2/ رقم 1668]، وغيره من طريق المثنى بن بكر العطار عن عوف الأعرابى عن سليمان بن جابر عن أبى الأحوص عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد واه مضطرب، فالمثنى بن بكر تركه الدارقطنى كما في "اللسان"[5/ 14]، وسليمان بن جابر: مجهول لا يعرف، ونكرة لا تتعرف، وإليه أشار الهيثمى بقوله في "المجمع" [4/ 223]:"رواه أبو يعلى والبزار، وفى إسناده من لم أعرفه" وقد اختلف في سنده على عوف الأعرابى على ألوان كثيرة، حتى قال الترمذى:"هذا حديث فيه اضطراب" لكن رجح الدارقطنى في "العلل"[5/ 79]، قول ابن المبارك ومن تابعه في روايته عن عوف الأعرابى قال: بلغنا عن سليمان عن ابن مسعود به، ومداره على سليمان بن جابر، وقد عرفت حاله، والحديث ضعفه جماعة من النقاد كما ذكرناه في "غرس الأشجار" والمحفوظ فيه: موقوف كما بيناه هناك.

وللمرفوع شواهد لا يثبت منها شئ البتة، فراجع "الإرواء"[6/ 103 - 105]، و"التلخيص"[3/ 79]، و"البدر المنير"[7/ 183 - 188]. واللَّه المستعان.

5029 -

ضعيف بهذا التمام: أخرجه الطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 362]، من طريق محمد بن أبى بكر المقدمى عن أبى معشر يوسف بن يزيد البصرى عن أبى حمزة الأعور عن إبراهيم النخعى عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به. =

ص: 205

عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا يدعو على، عصية، وذكوان، فلما ظهر عليهم ترك القنوت.

5030 -

حَدَّثَنَا محمدٌ، حدّثنا عمر بن علي، عن سليمان بن يسير، عن قيسٍ، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ أَقْرَضَ رَجُلًا مُسْلِمًا دِرْهَمًا مَرَّتَيْنِ، كَانَ لَهُ كَآَجْرِ صَدَقَتِهِمَا مَرَّةً".

= قلتُ: وهذا إسناد منكر، أبو معشر البصرى ضعفه جماعة ومشاه آخرون، وهو من رجال "التهذيب" ولم ينفرد به، بل تابعه عليه شريك بن عبد الله النخعى عن أبى حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال:(لم يقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شهرًا لم يقنت قبله ولا بعده) أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 9973]- واللفظ له - والمؤلف [برقم 5043]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1569/ البحر الزخار]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 245]، والشاشى في "مسنده"[رقم 301، 302]، والبيهقى في "سننه"[2973]، وغيرهم من طرق عن شريك بإسناده به

ولفظ المؤلف والبيهقى نحو لفظه هنا.

قال البزار: "وهذا الحديث قد روى من حديث حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، رواه عنه محمد بن جابر، ولا نعلم روى هذا الكلام عن أبى حمزة إلا شريك".

قلتُ: وأبو حمزة هو ميمون الأعور القصاب، وهو ضعيف عندهم، بل تركه بعضهم، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[2/ 137]، وقد رواه جماعة من الضعفاء عن حماد بن أبى سليمان عن إبراهيم بإسناده به

، ولا يصح عن حماد ولا إبراهيم، وهو منكر من هذا الوجه، كما شرحناه في "غرس الأشجار" ورددنا هناك على من حاول تقويته، كالبدر العينى وغيره من متأخرى الحنفية، والحديث محفوظ من رواية أنس - رضى الله عنه - وغيره به. مثل لفظ المؤلف .. دون ترك القنوت في آخره.

5030 -

ضعيف: أخرجه ابن ماجه [2430]، والبيهقى في "سننه"[10734]، وفى "الشعب"[3/ رقم 3560، 3561]، والمزى في "تهذيبه"[12/ 108]، وابن شاهين في "الترغيب"[رقم 465]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 114]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 271]، وغيرهم من طرق عن سليمان بن يسير عن قيس بن الرومى عن سليمان بن أذنان [وعند بعضهم:"سليم" وهو الصحيح كما يأتى]، عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به نحوه

وهو عند ابن ماجه في سياق أطول في أوله. =

ص: 206

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 43]: (هذا إسناد ضعيف؛ قيس بن رومى مجهول، وسليمان بن نسير، ويقال: ابن قشير، ويقال: ابن شتير، ويقال: ابن سفيان، وكله واحد، متفق على تضعيفه).

قلتُ: وأغفل الكلام على (سليمان بن أذنان) ولعل ذلك لكون قيس بن الرومى لم يصرح بالرواية عن سليمان هذا في "سنن ابن ماجه"، يعنى لم يقل:(عن سليمان) أو: (حدثنى سليمان) وإنما قال: (كان سليمان بن أذنان يقرض علقمة ألف درهم ..... إلخ)، ولعله لهذا السبب لم يُتَرْجَم سليمان هذا في "التهذيب وذيوله"، وهو من العجائب كما قاله الإمام في "الإرواء"[5/ 228]، وصوب أن اسمه هو (سليم) وليس:(سليمان)، وسبقه إلى ذلك الحافظ في "تعجيل المنفعة"[ص 530]، وهو كما قالا.

وسليم هذا شيخ مجهول الحال، انفرد ابن حبان بذكره في "الثقات" وقال البيهقى عقب روايته في "الشعب": (كذا روى بهذا الإسناد مرفوعًا، ورواه الحكم وأبو إسحاق أن سليم بن أذنان النخعى كان له على علقمة ألف درهم، فقال علقمة: قال عبد الله: لأن أقرض مرتين أحب إلى من أن أتصدق به مرة" ثم قال: "وقيل غير ذلك، والموقوف أصح" ونحوه قال في "سننه" ولفظه في ختام كلامه:"وروى ذلك من وجه آخر عن ابن مسعود مرفوعًا، ورفعه ضعيف".

قلتُ: وقد رواه حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن ابن أذنان عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعًا: (إن السلف يجرى مجرى شطر الصدقة) أخرجه أحمد [1/ 412]، والمؤلف [برقم 5366]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[3/ 110]، وفى أوله قصة عندهم؛ وهو عند البزار في "مسنده"[5/ رقم 1607/ البحر الزخار]، ولكن بالمرفوع فقط دون القصة في أوله. ولفظه:(قرض مرتين يعدل صدقة مرة) كلهم من طريق عفان بن مسلم عن حماد به

قال البزار: "ولا نعلم روى عبد الرحمن بن أذنان عن علقمة عن عبد الله إلا هذا الحديث، ولا نعلم أسنده إلا حماد بن سلمة".

قلتُ: هكذا وقع عنده تسمية (ابن أذنان) بكونه: (عبد الرحمن)، وقد مضى أن الصواب في اسمه هو:(سليم) وقد احتمل الحافظ في "التعجيل"[ص 530]، أنه ربما كان له اسمان، أو اسم ولقب، ثم قال:"ولا يبعد أن يقال: سليم بن أذنان غير عبد الرحمن بن أذنان، أو هما واحد".=

ص: 207

5031 -

حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ، حدّثنا حمادٌ - يعنى ابن زيدٍ - عن مجالدٍ، عن الشعبى، عن مسروقٍ، قال: كنا جلوسًا عند عبد الله، بعد المغرب وهو يقرئنا القرآن، فسأله رجلٌ، يا أبا عبد الرحمن، هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم يملك هذه الأمة خليفةٌ؟ فقال ابن مسعودٍ: ما سألنى عنها أحدٌ منذ قدمت العراق قبلك، قال: نعم، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"اثْنَا عَشَرَ، مِثْلَ نُقَبَاءِ بَنِي إِسرَائِيلَ".

= قلتُ: وهذا الأخير هو الصواب عندى، والراجح في اسمه هو (سليم) وأرى عطاء بن السائب وهم في قوله:(عبد الرحمن) فإن عبد الرحمن هذا شيخ آخر يروى عن عليّ وعنه أبو إسحاق السبيعى كما ترجمة جماعة بذلك.

وصاحب حديث القرض هنا: هو (سليم بن أذنان) وهو الذي عناه عطاء بن السائب، إلا أنه أخطأ في تسميته، وعطاء هو إمام المختلطين، وقد سمع منه حماد بن سلمة قبل اختلاطه وبعده، فيتوقف في روايته عنه، وقد خولف في رفعه، خالفه الحكم بن عتيبة وأبو إسحاق السبيعى، فروياه عن سليم بن أذنان فقالا: عن علقمة عن ابن مسعود موقوفًا عليه قال: (قرض مرتين كإعطاء مرة) هكذا أخرجه البخارى في "تاريخه"[4/ 121]، بإسناد صحيح إليهما.

وهكذا رواه غير واحد عن علقمة به

ورواه عنه آخرون فلم يذكروا فيه ابن مسعود، وأوقفوه على علقمة، وقد صحح البيهقى وقفه كما مضى، وسبقه إلى ذلك الدارقطنى في "العلل"[5/ 157]، فقال:"والموقوف أصح".

قلتُ: وله طرق أخرى عن ابن مسعود به مرفوعًا نحوه، وكلها منكرة، وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة كلها معلولة أيضًا، وقد بسطنا الكلام على طرقه وشواهده، والرد على من قواه، في "غرس الأشجار" وللَّه الحمد.

• تنبيه: هكذا روى عمر بن على المقدمى هذا الحديث عن سليمان بن يسير عن قيس بن الرومى عن علقمة عن ابن مسعود به

عند المؤلف هنا؛ والبيهقى في "الشعب" وخالفه جماعة من الثقات، كلهم رووه عن سيلمان بن يسير، وزادوا في سنده:(سليم - أو سليمان - بن أذنان) بين قيس بن الرومى وعلقمة، وهذا هو المحفوظ، وأرى أن عمر بن على قد قصر في سنده ولم يحفظه.

5031 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 398، 306]، والحاكم [4/ 546]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10310]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1937، 1938]، وتمام في "فوائده"[رقم 1599]، والشاشى في "مسنده"[رقم 387]، ومسدد في "مسنده" وابن راهويه =

ص: 208

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في "مسنده" وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[5/ 5 - 6]، ونعيم بن حماد في الفتن [رقم 224]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 15]، وابن عساكر في "تاريخه"[16/ 286]، وغيرهم من طرق عن مجالد بن سعيد عن الشعبى عن مسروق عن ابن مسعود به نحوه .... وهو عند البزار ونعيم بن حماد بالمرفوع منه فقط، ولفظ نعيم:(يكون بعدى من الخلفاء عدة نقباء موسى) ومثله عند ابن عدى وابن عساكر وابن أبى شيبة؛ ولفظ مسدد: (يكونون عدة نقباء موسى اثنى عشر نقيبًا) ومثله عند ابن راهويه.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم له إسناد عن عبد الله أحسن من هذا الإسناد، على أن مجالدًا قد تكلم فيه أهل العلم".

قلتُ: وبمجالد أعله الهيثمى في "المجمع"[5/ 344]، وقال: "وثقه النسائي، وضعفه الجمهور،

" وفى رواية للنسائى: قال عنه: "ليس بالقوى" وهذا هو الصواب؛ بل التحقيق في مجالد هذا: أنه شيخ منكر الحديث، وهو كثير الاضطراب في الأسانيد والمتون، ومن مارس حديثه؛ تبين له صدق ما نقول، وقد قال عنه الحافظ بـ "التقريب": "ليس بالقوى، وقد تغير في آخر عمره" ثم نسى هذا، وحَسَّن سند الحديث في "الفتح" [13/ 212]، و"المطالب" [رقم 2140]، وتبعه عليه صاحبه البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [7/ 33] و [5/ 6]، وليس بشئ، وقد خولف فيه مجالد، خالفه أشعث بن سوار، فرواه عن الشعبى فقال: عن عمه قيس بن عبد قال: (جاء أعرابى إلى ابن مسعود

) وساقه به نحوه، فأسقط منه:(مسروق) وأبدله بـ (قيس بن عبد) هكذا أخرجه ابن راهويه في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[5/ 6].

وأشعث ضعيف الحفظ، والمحفوظ في هذا الحديث عن الشعبى إسنادًا و متنًا: هو ما رواه عنه داود بن أبى هند وعبد الله بن عون والمغيرة بن مقسم وسعيد بن عمرو بن أشوع وقتادة وغيرهم كلهم عن الشعبى عن جابر بن سمرة مرفوعًا: (لا يزال أمر هذا الدين عزيزًا منيعًا ينصرون على من ناوأهم عليه إلى اثنى عشر خليفة

كلهم من قريش).

أخرجه ابن حبان [6663]- واللفظ له - ومسلم [1821]، وأحمد [5/ 98، 99، 101]، وأبو عوانة [رقم 5602، 5603] و [عقب رقم 5618]، وأبو داود [4280]، وجماعة كثيرة؛ وهكذ رواه مجالد أيضًا عن الشعبى عند أحمد [5/ 87، 88، 96]، وهذا يُصَدَّق ما رميناه به سابقًا من الاضطراب في الأسانيد والمتون، واللَّه المستعان.=

ص: 209

5032 -

حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبى وائلٍ، قال: كنا جلوسًا ننتظر ابن مسعودٍ أن يخرج إلينا، إذ أتانًا يزيد بن معاوية، فقلنا: اجلس، فقال: حتى أدخل على صاحبكم، فإن خرج وإلا رجعت إليكم، قال: فدخل عليه، فخرجا جميعًا، فقال ابن مسعودٍ: إنى لأخبر بمجلسكم - أو بمكانكم - فما يمنعنى أن أخرج إليكم إلا كراهة أن أمِلَّكُمْ، إن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يتخولنا بالموعظة في الأيام، مخافة السآمة علينا.

=• تنبيه: من الطرائف قول الحاكم عقب روايته: "لا يسعنى التسامح في هذا الكتاب عن الرواية عن مجالد وأقرانه" كذا يقول، يتورع بالاعتذار عن روايته لمجالد بن سعيد، وهو ممن يحتمل ضعفهم، ولا يتورع في التنكب عن الإخراج لجماعة من الكذابين والهلكى في كتابه "المستدرك" بل وربما صحح لبعضهم أيضًا، وقد ذكرنا أمثلة ذلك في كتابنا:"إرضاء الناقم بمحاكمة الحاكم" يسره الله.

5032 -

صحيح: هكذا رواه شيبان عن أبى عوانة، وخالفه بعضهم، فرواه عن أبى عوانة فقال: عن الأعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود به

ولم يذكر فيه: (مالك بن الحارث) هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 128]، ثم قال:"وهو الصحيح" يعنى عن الأعمش، وهو كما قال؛ فهكذا رواه أصحاب الأعمش عنه عن أبى وائل عن ابن مسعود به نحوه

كما عند البخارى [6048، 68]، ومسلم [2821]، والترمذى [2850]، وأحمد [1/ 378، 425، 443]، والطيالسى [255]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10430]، والمؤلف [برقم 5226]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1695]، وابن أبى شيبة [26515]، والحميدى [107]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 329]، وابن عساكر في "تاريخه"[31/ 53]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 312، 313]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[1/ 209/ طبعة الريان]، والشاشى [548، 549، 550]، وجماعة من طرق عن الأعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود به

وهو عند الترمذى وجماعة بقول ابن مسعود في آخره فقط.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وقد اختلف في سنده على الأعمش على ألوان أخر غير محفوظة، ذكرها الدارقطنى في "العلل"[5/ 128]، نعم رواه عليّ بن مسهر عن الأعمش عقب روايته الماضية عند مسلم [2821]، فقال:"قال الأعمش: وحدثنى عمرو بن مرة عن شقيق عن عبد الله مثله".=

ص: 210

5033 -

حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا عكرمة - يعنى الأزدى - حدّثنا عاصمٌ، عن شقيقٍ، عن ابن مسعودٍ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"المُهَاجِرُونَ، وَالأَنْصَارُ، وَالطُّلَقاءُ مِنْ قُرَيْشٍ، وَالْعُتَقَاءُ مِنْ ثَقِيفٍ، بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ".

= وهذه الرواية ذكرها الحافظ في "الفتح"[1/ 162]، ثم قال:"قد يوهم هذا أن الأعمش دلسه أولًا عن شقيق، ثم سَمَّى الواسطة بينهما، ولس كذلك، بل سمعه من أبى وائل بلا واسطة، وسمعه عنه بواسطة، وأراد بذكر الرواية الثانية وإن كانت نازلة: تأكيده؛ أو لينبه على عنايته بالرواية من حديث أنه سمعه نازلًا فلم يقنع بذلك حتى سمعه عاليًا".

قلتُ: وهو كما قال إن شاء الله، وقد توبع عليه الأعمش على الوجه الأول: تابعه منصور بن المعتمر عند البخارى ومسلم وجماعة.

5033 -

صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 1408]، من طريق شيبان بن فروخ عن عكرمة بن إبراهيم عن عاصم بن أبى النجود عن شقيق بن سلمة أبى وائل عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد واه معلول، وعكرمة هو الباهلى الأزدى الذي ضعفه النقاد بخط عريض، بل تركه بعضهم، راجع ترجمته من "اللسان"[4/ 181]، لكنه لم ينفرد به عن عاصم، بل تابعه عليه: إسرائيل بن يونس عن عاصم عن أبى وائل عن ابن مسعود به .... عند البزار في "مسنده"[5/ رقم 1726/ البحر الزخار]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[3/ رقم 1519، 1787]، من طريقين عن إسرائيل به.

قال البزار: (وهذا الحديث أحسب أن إسرائيل أخطأ فيه، إذ رواه عن عاصم عن أبى وائل عن عبد الله؛ لأن أصحاب عاصم يروونه عن عاصم عن أبى وائل عن جرير).

قلتُ: هكذا رواه شريك وأبو بكر بن عياش وعمرو بن أبى قيس الملائى وسليمان بن قرم وغيرهم كلهم عن عاصم عن أبى وائل عن جرير بن عبد الله البجلى به

نحوه

وبعضهم باختصار ....

أخرجه أحمد [4/ 363]، وابن حبان [7260]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 2310، 2311]، والخطيب في "تاريخه"[13/ 44]، والطيالسى [2512/ منحة]، ومن طريقه ابن عدى في "الكامل"[3/ 273/ ترجمة سليمان بن قرم]، والآجرى في الشريعة [رقم 1099، 1100]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 347]، وابن المقرئ في "المعجم" =

ص: 211

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= [رقم 444] و [رقم 584]، وابن مخلد في المنتقى من حديثه [3/ 87 - 88]، والمظفر أبو سعيد في "الفوائد المنتقاة"[2/ 131]، وغيرهم من طرق عن عاصم به.

قلتُ: وهذا الوجه عن عاصم هو الذي صوبه الدارقطنى في "العلل"[5/ 103]، وسنده حسن صالح، ورجاله ثقات سوى عاصم بن أبى النجود، ففيه خلاف، كما يقول الهيثمى في "المجمع"[9/ 734]، إلا أنه صدوق متماسك من أئمة القراء؛ وشيخه أبو وائل لا ينكر سماعه من جرير أصلًا، وقد أدرك من أقدم منه موتًا، بل هو تابعى مخضرم.

وقد تابعه زر بن حبيش مقرونًا معه عند الآجرى [1100]، من طريق أبى بكر بن عياش عن عاصم عن زر وأبى وائل كلاهما عن جرير به مختصرًا، والإسناد إلى ابن عياش: صحيح. وقد توبع عليه عاصم بن أبى النجود:

1 -

تابعه: سلمة بن كهيل على مثله عن أبى وائل عن جرير البجلى به

عند الطبراني في "الكبير"[2/ 2302]، وأبى نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 77]، لكن الإسناد إليه لا يثبت.

2 -

وكذا الحكم بن عتيبة عن أبى وائل عن جرير به مختصرًا .... عند الطبراني في "الكبير"[2/ رقم 2314]، والطريق إليه مخدوش لا يصح، وهو عند ابن المقرئ في "معجمه"[رقم 543] أيضًا.

وقد جاء الأعمش وخالف الجميع في رفْعِه، ورواه عن أبى وائل عن ابن مسعود به موقوفًا، هكذا ذكره أبو الحسم الدارقطنى في "العلل"[5/ 103]، قال:(ورواه الحسين بن واقد عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله موقوفًا).

قلتُ: ابن واقد هذا كان صاحب أوهام، والمحفوظ عن الأعمش: أنه يرويه عن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمى عن عبد الرحمن بن هلال عن جرير بن عبد الله البجلى به نحوه .....

هكذا أخرجه أحمد [4/ 363]، والحاكم [4/ 91]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 2438]، وابن وهب في "الجامع"[رقم 31]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 77]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 543]، من طريقين عن الثورى عن الأعمش به،

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".

قلتُ: وهو كما قال لولا عنعنة الأعمش، وقد وقع في سنده خلط، عند أحمد، ونَبَّه عليه الهيثمى في "المجمع"[9/ 734]، والحافظ في "تعجيل المنفعة"[ص / 414/ ترجمة موسى بن عبد الله بن هلال،]، وفى الباب عن جابر بن عبد الله وغيره. واللَّه المستعان.=

ص: 212

5034 -

حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا ابن أبى غنية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله: أنه سئل: أكان النبي صلى الله عليه وسلم، يخطب قائمًا؟ قال: فقال: نعم، ثم قرأ:{وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11].

5035 -

حَدَّثَنَا الحسن بن حمادٍ الكوفى، حدّثنا عبد الرحمن بن محمدٍ المحاربى،

= • تنبيه: عزا الإمام في "الصحيحة"[3/ 31]، هذا الحديث إلى أبى يعلى [241/ 2]، من طريق عاصم بن أبى النجود عن أبى وائل عن جرير البجلى به .... ، ولم أجده فيه من هذا الطريق، إنما هو فيه من طريق عاصم عن أبى وائل عن ابن مسعود به .... كما ترى، وأرى أن ذلك من أوهام الإمام المعروفة.

5034 -

صحيح: أخرجه ابن ماجه [1108]، وابن أبى شيبة [5183]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10003]، وغيرهم من طريق أبى بكر ابن أبى شيبة عن يحيى بن عبد الملك بن أبى غنية عن الأعمش عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود به

قال ابن ماجه: (غريب، لا يحدث به إلا ابن أبى شيبة وحده) يعنى عن ابن أبى غنية به

ومشى البوصيرى على ظاهر إسناده، فقال في "مصباح الزجاجة" [1/ 171]: "هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات

".

قلتُ: لكنه معلول، فإن ابن أبى غنية وثقه جماعة؛ واحتج به الشيخان؛ إلا أن بعضهم غمزه، فأورده ابن عدى في "الكامل"[7/ 209]، وقال في ختام ترجمته:(عامة ما يرويه بعضه لا يتابع عليه) وليس هو من قدماء أصحاب الأعمش، وقد خولف فيه؛ خالفه محمد بن فضيل - وهو أثبت منه في الأعمش - فرواه عن أبى محمد بن مهران الأسدى عن إبراهيم عن علقمة به موقوفًا عليه، ليس فيه ابن مسعود، هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [5183].

وهذا هو المخفوظ عندى عن الأعمش، لكن في الباب عن جماعة من الصحابة به نحو حديث ابن مسعود؛ مضى منها حديث جابر [برقم 1888]، وحديث ابن عباس [برقم 2490، 2620]، وحديث جابر بن سمرة [برقم 2621]، وهو صحيح ثابت.

5035 -

ضعيف: علقه أبو دود في "سننه"[عقب رقم 4337]، ووصله الطبرى في "تفسيره"[10/ رقم 12306/ شاكر]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 6697]، وابن وضاح في "البدع"[رقم 264]، وابن أبى الدنيا في الأمر بالمعروف [رقم 20]، وغيرهم من طريق =

ص: 213

عن العلاء بن المسيب، عن عبد الله، عن عمرو بن مرة، عن سالمٍ الأفطس، عن أبى عبيدة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا رَأَى أَخَاهُ عَلَى ذَنْبٍ، نَهَاهُ تَعْذِيرًا، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ، لَمْ يَمْنَعْهُ مَا رَأَى مِنْهُ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ، وَخَلِيطَهُ، وَشَرِيبَهُ، فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ!، ضَرَبَ بِقُلُوبِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، وَلَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ دَاوُدَ، وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالمعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَى المُسِئِ، وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الحقِّ أَطْرًا، أَوْ لَيَضْرِ بَنَّ اللَّهُ بِقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَلَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ".

= عبد الرحمن بن محمد المحاربى عن العلاء بن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن سالم بن الأفطس عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به نحوه.

قلتُ: هذا إسناد ضعيف معلول، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، كما هو مذهب المحققين كما حررناه في "غرس الأشجار" وقد اختلف في سنده على المحاربى، فرواه عنه هارون بن إسحاق الهمدانى وأبو سعيد الأشج وأبو كريب وأسد بن موسى والحسن بن حماد الضبى وغيرهم على الوجه الماضى.

لكن اختلف على هارون الهمدانى، فرواه عنه الباغندى فقال: عن هارون عن المحاربى عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبى عبيدة عن ابن مسعود به، وأسقط منه (عبد الله بن عمرو بن مرة)، و:(سالم الأفطس)، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 287]، والباغندى فيه كلام معروف، وقد خالفه ابن أبى حاتم، فرواه عن هارون على الوجه الأول.

وهو المحفوظ عن المحاربى؛ لكنه توبع على مثل رواية الباغندى عن هارون عنه به، تابعه جرير بن عبد الحميد عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبى عبيدة عن ابن مسعود به ....

ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 287]، وكذا تابعه خالد بن عمرو بن محمد القرشى على مثله عن العلاء بن المسيب عند الخطيب في "تاريخه"[8/ 299]، ومن طريقه ابن الجوزى في "المتناهية"[2/ 788]، لكن خالد هذا ساقط البتة، وبه أعله ابن الجوزى فقال:"هذا حديث لا يصح، قال أحمد ويحيى: خالد بن عمرو كان يكذب، وقال أحمد: ليس بثقة، يروى أحاديث بواطيل، وقال أبو عليّ صالح بن محمد: كان يضع الحديث".=

ص: 214

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: لكنه لم ينفرد به كما مضى؛ بل تابعه أيضًا: جعفر بن زياد الأحمر عن العلاء عن عمرو عن أبى عبيدة عن ابن مسعود به مختصرًا عند الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10267]، وجعفر فيه كلام، إلا أنه متماسك، والإسناد إليه مستقيم.

فهذه ثلاثة ألوان من الاختلاف في سنده على العلاء، ولون رابع، فرواه أبو شهاب عبد ربه بن نافع وخالف الجميع في سنده، فقال: عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن سالم الأفطس عن أبى عبيدة عن ابن مسعود به

هكذا أخرجه أبوداود في "سننه"[رقم 4337]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10268]، وعنه ابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 439]، وابن أبى الدنيا في الأمر بالمعروف [رقم 4]، وفى العقوبات [رقم 12]، وغيرهم.

وتوبع أبو شهاب على هذا اللون: تابعه عبثر بن القاسم وجنادة بن سلم، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 286]، فهذه أربعة ألوان من الاختلاف فيه، ولون خامس، فرواه عمرو بن عون الواسطى عن خالد بن عبد الله الواسطى فقال: عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبى عبيدة عن أبى موسى الأشعرى به نحوه ....

ونقله إلى (مسند أبى موسى) هكذا أخرجه الطحاوى في "المشكل"[3/ 133]، والدارقطنى في "العلل"[5/ 288]، وعمرو بن عون وشيخه من الثقات الأثبات؛ لكن خولف فيه عمرو، خالفه وهب بن بقية، فرواه عن خالد فقال: عن العلاء عن عمرو عن أبى عبيدة عن ابن مسعود به .... فأعاده مرة أخرى إلى (مسند ابن مسعود).

هكذا أخرجه المؤلف [برقم 5094]، وعنه البغوى في "تفسيره"[3/ 84/ طبعة دار طيبة]، وقد مضى عن جماعة تابعوا خالدًا على هذا اللون الثاني عنه، ذكرنا منهم جرير وخالد بن عمرو والمحاربى من رواية الباغندى عنه.

وهذا اختلاف شديد في سنده، وربما كان هذا الاختلاف من العلاء بن المسيب نفسه، كما احتمله الإمام في "الضعيفة"[رقم 1105]، فإن العلاء وإن وثقه جماعة، واحتج به الجماعة إلا الترمذى، فقد قال عنه الحاكم:"له أوهام في الإسناد والمتن" وكذا غمزه أبو الفتح الأزدى وغيره، كما في تهذيب الحافظ [8/ 193]، لكن رأيت الدارقطنى قد رجح من هذا الاختلاف: ما رواه جرير وخالد الواسطى - على اللون الثاني عنه - ومن تابعهما عليه =

ص: 215

5536 -

حَدَّثَنَا هدبة بن خالد، وشيبان بن فروخٍ، قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبى حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، فَرَكِبْتُهُ خَلْفَ جَبْرَائِيلَ، فَسَارَ بِنَا، فَكَانَ إذَا أَتَى عَلَى جَبَلٍ ارْتَفَعَتْ رِجْلاهُ،

= عن العلاء به

، فقال في "العلل" [5/ 288]:"والصحيح: عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبى عبيدة عن عبد الله".

قلتُ: ويؤيده: أن العلاء بن المسيب قد توبع على هذا اللون: تابعه معاوية بن سلمة النصرى وأبو سنان الشيبانى وعبد الله بن عمرو بن مرة من رواية محمد بن خالد الوهبى عنه، ثلاثتهم عن عمرو بن مرة عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به.

قلتُ: وهذا إسناده منقطع كما مضى، فإن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، كما صرح هو بنفسه، وصَدَّقه جماعة من النقاد، وهو الذي لا يذهب إلى سواه، كما بسطناه في "غرس الأشجار" وقد توبع عليه عمرو بن مرة: تابعه على بن بذيمة على نحوه عن أبى عبيدة عن أبيه به

لكن اختلف عليه في وصله وإرساله ووقفه وغير ذلك، فراجع "الضعيفة"[رقم 1105]، للإمام؛ ولم يذكر الوجه الموقوف، وهو عند الطبرى في "تفسيره"[10/ رقم 12307/ شاكر].

5036 -

منكر بهذا السياق: أخرجه الحاكم [4/ 648]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9976]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 1568/ البحر الزخار]، وفى [1/ رقم 59/ كشف الأستار]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 234 - 235]، والطحاوى في "المشكل"[13/ 5]، والحارث في "مسنده"[1/ رقم 22/ زوائد الهيثمى]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن أبى حمزة عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود به نحوه.

قال البزار: "لا نعلم أحدًا يرويه بهذا اللفظ إلا حماد بن سلمة عن أبى حمزة بهذا الإسناد عن عبد الله" وقال أبو نعيم: "غريب من حديث إبراهيم، لم يروه عنه إلا أبو حمزة الأعور، واسمه ممون، وعنه حماد بن سلمة" وقال الحاكم: "هذا حديث تفرد به أبو حمزة ميمون الأعور، وقد اختلفت أقاويل أئمتنا فيه، وقد أتى بزيادات لم يخرجها الشيخان - رضى الله عنهما - في ذكر المعراج".

وتعقبه الذهبى بقوله: "قلتُ: ضعفه أحمد وغيره" يعنى أبا حمزة الأعور، وفى رواية أخرى عن أحمد قال عنه:"متروك الحديث" وكذا ضعفه الجماعة، بل قال البخارى:"ذاهب الحديث" وكان كثير الانفراد عن الثقات؛ بما لا يشبه حديث الأثبات، وحديثه هنا منكر جدًّا بهذا السياق.=

ص: 216

وَإِذَا هَبَطَ ارْتَفَعَتْ يَدَاهُ، فَسَارَ بِنَا فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ مُنْتِنَةٍ، وَأَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ إِنَّا كُنَّا نَسِيرُ فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ مُنْتِنَةٍ، وَإِنَّا أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ، فَقَالَ: تِلْكَ أَرْضُ النَّارِ، وَهَذِهِ أَرْضُ الجَنَّةِ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى، قَالَ: فَقَالَ: مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذْا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ، فَرَحَّبَ، وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: سَلْ لأُمَّتِكَ الْيُسْرَ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ عِيسَى، قَالَ: ثُمَّ سَارَ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: مَنْ مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ، قَالَ: فَرَحَّبَ بِى، وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: سَلْ لأُمَّتِكَ الْيُسْرَ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى، قَالَ: ثُمَ سِرْنَا، فَرَأَيْنَا مَصَابِيحَ وَضَوْءًا، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: هَذِهِ شَجَرَةُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ، أَتَدْنُو مِنْهَا؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَدَنَوْنَا مِنْهَا، فَرَحَّبَ، وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ مَضَيْنَا، حَتَّى أَتَيْنَا بَيْتَ المقْدِسِ، وَنُشِرَ لِىَ الأَنْبِيَاءُ، مَنْ سَمَّى الله، وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ، وَصَلَّيْتُ بِهِمْ، إِلا هَؤُلاءِ النَّفَرَ الثَّلاثَةَ: مُوسَى، وَعِيسَى، وَإِبرَاهِيمَ".

5037 -

حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر القواريرى، حدّثنا حماد بن زيدٍ، حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن أبى وائلٍ، عن عبد الله، قال: توفى رجلٌ من أصحاب الصفة، فوجدوا في شملته دينارين، فَذُكِرَ ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم، فقال:"كَيَّتَانِ".

= وأغرب الهيثمى جدًّا، فقال في "المجمع" [1/ 244]:"رواه البزار وأبو يعلى، والطبرانى في "الكبير"، ورجاله رجال "الصحيح" .. " كذا، كأنه ظن أبا حمزة هنا: هو السكرى محمد بن ميمون الثقة المحدث المشهور، مع كونه متأخر الطبقة عن أبى حمزة الأعور، والهيثمى كثير الأوهام والغفلة في تواليفه، لكن ربما يقع منه ما تضيق به النفس، وقصة الإسراء ثابتة بغير هذا السياق من حديث أنس به مرفوعًا

كما مضى عند المؤلف [برقم 2499]، فانظره ثَمَّ. وللَّه الحمد.

5037 -

حسن: مضى تخريجه قريبًا [برقم 4997].

ص: 217

5038 -

حَدَّثَنَا نعيم بن هيصمٍ، حدّثنا خالدٌ - يعنى الواسطى - عن يحيى الجابر، عن أبى ماجد، عن ابن مسعود، قال: سألنا نبينا صلى الله عليه وسلم، عن السير بالجنازة، فقال:"مَا دُونَ الخَبَبِ، فَإِنْ يَكُ خَيْرًا يُعَجَّلْ بِهِ، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ فَبُعْدًا لأَهْلِ النَّارِ! الجنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ، وَلَيْسَتْ بِمُتَّبِعَةٍ، لَيْسَ مِنْهَا مَنْ تَقَدَّمَهَا".

5039 -

حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا محمد بن جابرٍ، عن حمادٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبى بكرٍ، وعمر، فلم يرفعوا أيديهم إلا عند افتتاح الصلاة، وقد قال محمدٌ: فلم يرفعوا أيديهم بعد التكبيرة الأولى.

5038 - ضعيف: أخرجه أبو داود [3184]، والترمذى [1011]، وابن ماجه [1484]، وأحمد [1/ 378، 394، 415، 419، 432]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 2159] و [7/ رقم 7536]، والبيهقى في "سننه"[6640، 6658]، وفى "المعرفة"[رقم 2227]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 479]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر عن أبى ماجد الحنفى عن ابن مسعود به نحوه

وهو عند ابن ماجه بالفقرة الأخيرة منه فقط، وهى قوله:(الجنازة متبوعة وليس تابعة، ليس معها من تقدمها) وهذه الفقرة ليست عند أبى جعفر الطحاوى.

قال الترمذى: "هذا حديث لا يعرف من حديث عبد الله بن مسعود إلا من هذا الوجه، وسمعت محمد بن إسماعيل - وهو البخارى - يضعف حديث أبى ماجد هذا" وقال في "العلل"[ص 306]: "سألت محمد عن حديث رواه شعبة عن يحيى إمام بنى تيم الله، عن أبى ماجد عن عبد الله

"؟! وذكر الحديث مختصرًا؛ ثم نقل قول البخارى: "أبو ماجد منكر الحديث، وضعَّفه جدًّا".

قلتُ: وبه أعله أبو داود والبغوى والبيهقى وجماعة، وضعفوا الحديث به، وقد ذكرنا نصوصهم في كتابنا:"غرس الأشجار" وفيه علتان أخريان ذكرناهما هناك. واللَّه المستعان.

5039 -

منكر: أخرجه الدارقطنى في "سننه"[1/ 295]، والبيهقى في "سننه"[2366]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 224]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 152]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 41]، والإسماعيلى في "المعجم"[رقم 326]، والحاكم، وعنه البيهقى في "المعرفة"[رقم 836]، ومن طريقه ابن الجوزى في "الموضوعات"[2/ 96]،=

ص: 218

5040 -

حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن عاصم بن كليبٍ، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، قال: قال ابن مسعودٍ: ألا أصلى بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فصلى بهم فلم يرفع يده إلا مرةً.

= وفى "التحقيق"[1/ 333]، وابن العديم في "بغية الطلب"[1/ 486]، وغيرهم من طرق عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن محمد بن جابر اليمامى عن حماد بن أبى سليمان عن إبراهيم النخعى عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به نحوه.

قال الدارقطنى: "تفرد به محمد بن جابر، وكان ضعيفًا، عن حماد عن إبراهيم، وغير حماد يرويه عن إبراهيم عن عبد الله من فعله غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب" ونقل البيهقى عقب روايته في "المعرفة" عن الحاكم أنه قال: (هذا إسناد ضعيف) وضعَّف محمد بن جابر، ثم قال:"وإنما الرواية فيه عن حماد بن أبى سليمان عن إبراهيم عن ابن مسعود من فعله مرسلًا - يعنى منقطعًا، - هكذا رواه حماد بن سلمة عن حماد" وقال ابن الجوزى عقب روايته في "الموضوعات": "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

أما حديث ابن مسعود ففيه محمد بن جابر، قال يحيى: ليس بشئ، وقال أحمد بن حنبل: لا يحدث عنه إلا شر منه، وقال الفلاس: متروك".

قلتُ: وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[2/ 269]، والبوصيرى في "إتحاف الخيرة"[2/ 46]، وجماعة؛ وأنكره عليه العقيلى وابن عدى وغيرهما؛ وعارض في هذا جماعة من الحنفية، وحاولوا تمشية حال محمد بن جابر هذا، حتى يصفو لهم تقوية حديثه، وقد ناقشناهم نقاشًا مرًا في كتابنا:"غرس الأشجار" وذكرنا هناك أن الحديث محفوظ على ابن مسعود من فِعْلِه، غير مرفوع، نعم: للمرفوع طريق آخر عن ابن مسعود لا يصح أيضًا، وهو الحديث الآتى.

5040 -

منكر: أخرجه أبو داود [748]، والترمذى [257]، والنسائى [1058، 1026]، وأحمد [1/ 388، 441]، وابن أبى شيبة [2441]، والبيهقى في "سننه"[2363]، وابن عبد البر في "التمهيد"[9/ 215]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1346]، وغيرهم من طرق عن الثورى عن عاصم بن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن ابن مسعود به

وفى رواية للنسائى: (فقام فرفع يديه أول مرة، ثم لم يعد) وفى رواية لأحمد: (فرفع يديه في أول) فقط. =

ص: 219

5041 -

حَدَّثَنَا سريج بن يونس، حدّثنا هشيمٌ، عن الحجاج بن أبى زينب، عن أبى عثمان، عن عبد الله، قال: كنت أصلى وقد وضعت يدى اليسرى على اليمنى، فجاءنى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدى اليمنى فوضعها على اليسرى.

= قلتُ: هذا إسناد ظاهره الصحة، وقد حَلَى في أعين جماعة من المتأخرين وصححوه، وقبلهم قال الترمذى:"حديث ابن مسعود حسن"، إلا أن التحقيق أنه حديث منكر، وقد كانت كلمة النقاد المتقدمين تكون متفقة على توهينه؛ لولا شذ الترمذى من بينهم، فقد ضعفه يحيى بن آدم والإمام أحمد وابن المبارك وأبو داود والبخارى والبزار والدارقطنى وأبو حاتم الرازى والبيهقى وابن عبد البر وابن حبان وابن وضاح وجماعة غيرهم، وقد ذكرنا نصوص كلامهم في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخابر" وبسطنا هناك الرد على تكلُّف كثير من المتأخرين - ولا سيما الحنفية - لتصحيحه، ومن أراد أن يعلم مدى مباينة كثير من المتأخرين لمسالك النقاد المتقدمين في نقد الأسانيد والمتون؛ فليبصر كلام الفريقين على هذا الحديث، وسيرى عجبًا، وفى الباب شواهد عن جماعة من الصحابة، وكلها مناكير أيضًا، مضى منها حديث البراء بن عازب [برقم 1658، 1689]، فانظر كلامنا عليه هناك. واللَّه يتولانا ويتولاك.

5041 -

منكر: أخرجه أبو داود [755]، وابن ماجه [811]، والنسائى [888]، والبيهقى في "سننه"[2159]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 286]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 885/ البحر الزخار]، والسهمى في "تاريخه"[ص 154]، وابن عبد البر في "التمهيد"[20/ 72]، وابن عدى [2/ 230]، والعقيلى [1/ 283]، وبحشل في "تاريخ واسط"[ص 95]، وغيرهم من طريق هشيم بن بشير عن الحجاج بن أبى زينب عن أبى عثمان النهدى عن ابن مسعود به نحوه

ولفظ النسائي: (رآنى النبي صلى الله عليه وسلم وقد وضعت شمالى على يمينى في الصلاة؛ فأخذ بيمينى فوضعها على شمالى) ومثله عند البزار والدارقطنى والسهمى وابن عبد البر.

قال النووى في "المجموع"[3/ 312]: "إسناده صحيح على شرط مسلم" وقال ابن عبد البر في (الاستذكار): (هو حديث ثابت) نقله عنه مغلطاى في الإعلام [1/ 1382]، وحسن سنده الحافظ في "الفتح"[2/ 187]، ووافقه الإمام في صحيح أبى داود [3/ 343].

وليس كما قالوا جميعًا، فإن مداره على (الحجاج بن أبى زينب) وهو مختلف فيه، مشاه ابن معين وأبو داود وغيرهما، وضعفه ابن المدينى وأحمد والعقيلى والدارقطنى في رواية عنه وغيرهم، ولم يخرج له مسلم إلا ما تابعه الثقات عليه، وحديثه هذا قد أنكره عليه جماعة.=

ص: 220

5042 -

حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حدّثنا شريكٌ، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن عبد الله، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"الرِّبَا وَإِنْ كَثُرَ، فَإِنَّ عَاقِبَتَهُ تَصِيرُ إِلَى قُلٍّ".

= فقال البزار عقب روايته: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبى عثمان عن عبد الله إلا الحجاج بن أبى زينب، وهو رجل واسطى

" وقال العقيلى عقب روايته: "لا يتابع عليه" وذكره الساجى في "الضعفاء" وقال: "حدَّث عن أبى عثمان النهدى حديثًا لا يتابع عليه" كما نقله عنه مغلطاى في "شرح ابن ماجه" [1/ 1382]، ونقل أيضًا عن مهنا بن يحيى أنه قال في "سؤلاته": "سألت أحمد عن الحجاج بن أبى زينب، قال: منكر الحديث، يحدث عن أبى عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بابن مسعود .... ، فذكره. قلتُ: وهذا منكر، قال: نعم".

قلتُ: وقد اضطرب الحجاج في سنده على ثلاثة ألوان أيضًا، وقد بسطنا الكلام عليه في كتابنا:"غرس الأشجار" واللَّه المستعان.

5042 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 395، 424]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم [10538]، والبزر في "مسنده"[5/ رقم / 2042 البحر الزخار]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 5511]، والشاشى في "مسنده"[رقم 744]، وغيرهم من طريق شريك القاضى النخعى عن الركين بن الربيع بن عميلة عن أبيه عن ابن مسعود به.

قلتُ: هذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ سوى شريك القاضى، فهو مشهور بسوء الحفظ، مع الاضطراب في الأسانيد والمتون، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه إسرائيل بن يونس عن الركين بن الربيع عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعًا:(ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة).

أخرجه ابن ماجه [2279]، والحاكم [2/ 43] و [4/ 353]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10539]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 5512]، والشاشى في "مسنده"[2/ رقم 745]، والذهبى في "التذكرة"[2/ 426 - 427]، وفى "سير النبلاء"[10/ 451]، وغيرهم من طرق عن إسرائيل به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وقال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 765]: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".

قلتُ: وهو كما قالا. واللَّه المستعان.

ص: 221

5043 -

حَدَّثَنَا بشر، حدّثنا شريكٌ، عن أبى حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعودٍ، قال: إنما قنت النبي صلى الله عليه وسلم شهرًا يدعو فيه على حىٍ من أحياء بنى سليمٍ، كانوا عصيةً، عصوا الله ورسوله، ثم لم يقنت بعد ذلك.

5044 -

حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حدّثنا محمد بن طلحة، عن زبيدٍ، عن مرة، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر، حتى اصفرت الشمس - أو احمرت - فقال:"شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى، مَلأَ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا - أَوْ حَشَا اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا".

5043 - ضعيف: بهذا التمام: مضى الكلام عليه [برقم 5029].

5044 -

صحيح: أخرجه مسلم [628]، والترمذى [181، 2985]، وابن ماجه [686]، وأحمد [1/ 392، 403، 456]، والطيالسى [366]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم 2022/ البحر]، والبيهقى في "سننه"[2001]، وفى "المعرفة"[رقم 722]، وأبو عوانة [رقم 819]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 990]، والشاشى [رقم 812، 813]، والسراج في "مسنده"[1/ 210، 387]، والعقيلى [4/ 86]، وابن عساكر في "تاريخه"[48/ 465]، وغيرهم من طرق عن محمد بن طلحة بن مصرف عن زبيد بن الحارث اليامى عن مرة بن شراحيل الطيب عن ابن مسعود به نحوه .... وهو عند الترمذى مختصرًا بلفظ:(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الوسطى صلاة العصر).

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح" وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".

قلتُ: قد اختلف على محمد بن طلحة في سنده، فرواه عنه الجماعة على الوجه الماضى؛ وخالفهم عبد الغفار بن القاسم، فرواه عن محمد بن طلحة فقال: عن زبيد اليامى عن طلحة بن مصرف عن مرة الطيب عن ابن مسعود به

، فزاد فيه واسطة بين زبيد ومرة، هكذا أخرجه الخطيب في "موضح الأوهام"[2/ 476]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم 3663/ أطرافه].

وعبد الغفار هذا ساقط البتة، اتهمه ابن المدينى بالوضع، ومثله أبو داود، وكذبه بعضهم، وهو من رجال "اللسان"[4/ 42]، والوجه الأول هو المحفوظ بلا ريب، وهذا هو الذي صوبه الدارقطنى في "العلل"[5/ 268]، =

ص: 222

5045 -

حَدَّثَنَا داود بن رشيدٍ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن حنشٍ الصنعانى، عن عبد الله، أنه قرأ في أذن مبتلًى، فأفاق، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَا قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ؟ " قال: قرأت {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [المؤمنون: 115]، حتى فرغ من آخر السورة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَوْ أَنَّ رَجُلا مُوقِنًا قَرَأَ بِهَا عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ".

= لكن محمد بن طلحة بن مصرف: مختلف فيه، وثقه جماعة؛ وضعفه آخرون، وحديثه هنا: أنكره عليه العقيلى في ترجمته من "الضعفاء"[4/ 86]، وقال:"رواية مالك بن مغول أولى من رواية محمد بن طلحة، فلم يتابع عليه".

قلتُ: يريد برواية مالك: ما أخرجه هو من طريق محمد بن يعلى عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن مرة الطيب به نحوه مرسلًا، ليس فيه ابن مسعود، ولعل هذا هو الأصح، ثم قال العقيلى:"وفى الصلاة الوسطى أحاديث ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه".

قلتُ: وهو كما قال؛ ففى الباب عن جماعة من الصحابة به نحو حديث ابن مسعود هنا، مضى منها حديث عليّ بن أبى طالب [برقم 384، 385، 386، 387، 388، 389، 390، 391، 392، 393، 620]، واللَّه المستعان.

• تنبيه: الحديث عند الطيالسى والبزار ورواية للشاشى وأحمد بالمرفوع منه فقط! وهو رواية للمؤلف أيضًا [برقم 5293].

5045 -

منكر: أخرجه الطبراني في "الدعاء"[رقم 1081]، وأبو نعيم في "الحلية"[1/ 7]، والخطيب في "تاريخه"[12/ 312]، وابن عساكر في "تاريخه"[14/ 40]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 14902]، والبغوى في "تفسيره"[5/ 432/ طبعة دار طيبة]، والثعلبى في "تفسيره"[9/ 267]، والبيهقى في "الدعوات"[5/ رقم 495]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 630]، وأبو عبيد في "الفضائل"[رقم 451]، والحكيم الترمذى في (نوادر الأصول) كما في "الدر المنثور"[6/ 122]، وابن مردويه في:"تفسيره" كما في "اللآلئ المصنوعة"[1/ 226]، وغيرهم من طرق عن ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة المصرى عن حنش بن عبد الله الصنعانى به موصولًا ومرسلًا

=

ص: 223

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: رواه الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة فوصله عن حنش عن ابن مسعود به .... كما عند المؤلف وابن عساكر وأبى نعيم والثعلبى وابن السنى، وتابعه القعنبى عند الحكيم الترمذى، كما يفهم من صنيع السيوطى في "اللآلئ" وليس كتاب الحكيم بين يدى الآن حتى أنظر فيه.

ورواه ابن وهب وأبو الأسود بن عبد الجبار وعفيف بن سالم وبشر بن عمر كلهم عن ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن حنش به مرسلًا، كما وقع عند الباقين، وهذا الاضطراب في وصله وإرساله هو من ابن لهيعة لا شك.

نعم: رواية ابن وهب عنه إنما كانت قديمًا قبل أن يزداد حفظ ابن لهيعة سوءًا، وأيضًا فكان ابن وهب ممن يتتبع أصول الشيخ وكتبه، فروايته أصح من رواية المتأخرين عنه، ومن ثَمَّ: صوَّب الإمام في "الضعيفة"[5/ 211/ رقم 2189]، الوجه المرسل، لكون ابن وهب قد رواه هكذا عن ابن لهيعة، ثم قال:"وإسناده صحيح" يعنى مع إرساله، وهذا على مذهبه الضعيف في تصحيح رواية العبادلة عن ابن لهيعة، بناءً على ما فهمه من قول بعض النقاد، وليس بشئ، كما شرحناه في "فيض السماء" وذكرنا هناك: أن حديث ابن لهيعة ضعيف كله من قبل ومن بعد، لا فرق بين قديمه وحديثه أصلًا، اللَّهم إلا فيما لم يفهمه من يفهم من ترجيح بعض النقاد المتقدمين لرواية القدماء عن ابن لهيعة دون رواية المتأخرين عنه، مما بسطناه في الكتاب المشار إليه آنفًا.

والحديث عزاه الهيثمى في "المجمع"[5/ 198]، إلى المؤلف وحده ثم قال:"وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح" ومثله قال السيوطى في "اللآلئ"[1/ 225]، وهذا من تساهلهما؛ لأن العمل على تضعيف حديث ابن لهيعة، كما قاله الحافظ الذهبى في ترجمته من "الكاشف"[1/ 590]، أما البوصيرى: فقد ضعَّف سند الحديث في "إتحاف الخيرة"[رقم 5380]، وقد أصاب؛ وهو أنقد بالحديث وعلله من صاحبه الهيثمى.

وللحديث طريق آخر يرويه بعض الأغمار عن الأعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود وبه نحوه

عند عبد الله بن أحمد في "العلل"[3/ 463]، وعنه العقيلى [2/ 163]، ومن طريقه ابن الجوزى في "الموضوعات"[1/ 255 - 256] و [3/ 211].

وسنده منكر موضوع كما قاله الإمام أحمد، فراجع الكلام عليه في "الضعيفة"[5/ 211].

ص: 224

5046 -

حَدَّثَنَا منصور بن أبى مزاحمٍ، حدّثنا شريك بن عبد الله، عن أبى فزارة، عن أبى زيدٍ، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ بالنبيذ.

5047 -

حَدَّثَنَا عبد الله بن عونٍ الخراز، حدّثنا مروان بن معاوية، عن أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد بن أبى حازمٍ، عن مرة الهمدانى، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحيَاءِ، فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا

5046 - منكر: أخرجه أبو داود [84]، والترمذى [88]، وابن ماجه [384]، وأحمد [1/ 402، 449، 450]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9963، 9964، 9965، 9967]، وعبد الرزاق [693]، والبيهقى في "سننه"[27]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 168]، وأبو عبيد في الطهور [رقم 237]، والشاشى [رقم 762، 763]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 712]، وغيرهم من طرق عن أبى فزارة عن أبى زيد مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ليلة الجن: ما في إداونك؟! قال: نبيذ، قال: تمرة طيبة وماء طهور) لفظ أبى داود؛ ونحوه عند الجميع؛ وعند بعضهم في سياق أتم.

قال الترمذى: (إنما روى هذا الحديث عن أبى زيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث، لا يعرف له رواية غير هذا الحديث).

قلتُ: هذا الحديث مما أطبق علماء السلف على تضعيفه، كما قال الحافظ في "الفتح"[1/ 54]، وقبله قال النووى في شرح مسلم [4/ 169]:(وحديث النبيذ ضعيف باتفاق المحدثين، ومداره على أبى زيد مولى عمرو بن حريث، وهو مجهول) وقد ذكرت نصوص كلام المحدثين حول هذا الحديث في "غرس الأشجار" وهو معلول بخمس علل، إن نجا من بعضها، سقط في هُوَّة أختها، وقد تعصب جماعة من الحنفية - كعادتهم - وأجابوا عنها بإجابات شبه لا شئ، وكلها مُسْتَكْرَهة، وناقشناهم النقاش المر في المصدر المشار إليه، وله طرق أخرى كلها مناكير واهيات، وشواهد تالفة ما لها قوائم، ولا يثبت في هذا الباب شئ قط، واللَّه المستعان.

5047 -

ضعيف: أخرجه الترمذى [2458]، وأحمد [1/ 387]، والحاكم [4/ 359]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم / 2025 /البحر الزخار]، وابن أبى شيبة [34320]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 7730، 10561]، وفى "الأربعون الصغرى"[رقم 27]، وفى "الآداب"[رقم 836]، والبغوى في "شرح السنة"[14/ 234]، وابن بشران في "الأمالى" =

ص: 225

حَوَى، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا وَعَى، وَلْيَذْكُرِ الموْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ، تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحيَاءِ".

= [رقم 358]، وابن أبى الدنيا في "الورع"[رقم 59]، وفى "مكارم الأخلاق"[رقم 90]، وأبو محمد بن عساكر في "تعزية المسلم عن أخيه"[رقم 59]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[1/ رقم 450]، والكلاباذى في "بحر الفوائد"[رقم 141]، وأبو القاسم القشيرى في الرسالة [ص 98]، وابن العديم في "بغية الطلب"[1/ 192]، وابن الجوزى في "ذم الهوى"[2/ رقم 887/ بتعليقنا]، والذهبى في "الميزان"[1/ 5]، وغيرهم من طرق عن أبان بن إسحاق [وتحرف اسمه عند ابن أبى شيبة إلى "محمد بن إسحاق" وهو غلط]، عن الصباح بن محمد [ووقع عند الحاكم:"عن الصباح بن محارب" وهو غلط لا ريب فيه،]، عن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود به نحوه

وساق الذهبى طرفًا من أوله فقط، وزاد الجميع: (قلنا: يا رسول الله: إنا نستحى والحمد للَّه، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله أن تحفظ الرأس

إلخ) لفظ الترمذى؛ وهى بعد قوله في أوله: (استحيوا من الله حق الحياء).

قال الترمذى: "هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد" وقال المنذرى في "الترغيب"[2/ 348]، بعد أن نقل عبارة الترمذى الماضية:"أبان والصباح مختلف فيهما، وقد ضعف الصباح برفْعِه هذا الحديث، وصوابه عن ابن مسعود موقوفًا عليه".

قلتُ: أما أبان بن إسحاق فقد وثقه جماعة؛ وانفرد الأزدى بقوله عنه: (متروك) وتعقبه الذهبى في "الميزان"[1/ 5]، بقوله: (قلتُ: لا يترك؛ فقد وثقه أحمد والعجلى، وأبو الفتح - يعنى الأزدى - يُسْرِف في الجرح،

) ثم ساق له هذا الحديث بسنده، وقال عقبه:(أخرجه الترمذى؛ والصباح واه) فأعله بالصباح، وهو الصواب؛ فالصباح هذا ذكره جماعة في "الضعفاء"، فقال العقيلى [2/ 213]:"في حديثه وهم، ويرفع الموقوف" وأورده ابن حبان في "المجروحين"[1/ 377]، وقال:"كان ممن يروى عن الثقات الموضوعات" ثم أنكر عليه هذا الحديث.

وقال الذهبى في ترجمته من "الميزان"[2/ 306]: "رفع حديثين هما من قول عبد الله" يعنى ابن مسعود، وهذا الحديث أحدهما بلا شك، وقد تساهل النووى وحسَّن سنده في الخلاصة [2/ 894]، وقبله جازف الحاكم وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد"، وتابعه عليه السيوطى في "الجامع الصغير"[رقم 793]، وتعقبه المناوى بما تراه في الفيض [1/ 487].=

ص: 226

5048 -

حَدَّثَنَا كامل بن طلحة، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيشٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف تعرف من لم تر من أمتك؟ قال:"غُرُّ مُحَجَّلُونَ، بُلْقٌ منْ آثَارِ الطُّهُورِ".

5049 -

حَدَّثَنَا سعيد بن أشعث، أخبرنى عبد الملك بن الوليد بن معدان، حدّثنا عاصمٌ - يعنى ابن بهدلة - عن زر بن حبيشٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: ما أحصى ما

= وللحديث طرق أخرى وشواهد كلها مناكير تالفة لا تساوى شيئًا، وقد صح من طريق الحسن البصرى به مرسلًا، ومراسيل الحسن شبه الريح، واللَّه المستعان.

5048 -

صحيح: أخرجه ابن ماجه [284]، وأحمد [1/ 403، 451، 453]، وابن حبان [1047، 7242]، والطيالسى [361]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 3419]، وابن أبى شيبة [40]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[2/ 161]، وابن عبد البر في "التمهيد"[20/ 262]، وأبو عبيد في "الطهور"[رقم 22]، والشاشى [رقم 576، 577]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به نحوه.

قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 48]: "هذا إسناد حسن، وعاصم هو ابن أبى النجود، وهو ابن بهدلة الكوفى صدوق في حفظه شئ".

قلتُ: وهو كما قال؛ وفى الباب عن جماعة من الصحابة، وقد خرجنا أحاديثهم في "غرس الأشجار" ويأتى منهم حديث أبى هريرة [برقم 6401]، وكذا مضى حديث جابر [برقم 2162].

5049 -

ضعيف بهذا التمام: أخرجه الترمذى [431]، وابن ماجه [1166]، وابن حبان [1841]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10251]، وفى "الأوسط"[6/ رقم 5767]، والبيهقى في "سننه"[4657]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 767]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 308]، والمزى في "تهذيبه"[18/ 432]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 42]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 456]، وفى "تفسيره"[7/ 365]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 298]، وابن نصر في "قيام الليل"[رقم 59/ مختصره]، وابن الأعرابى في "المعجم"[84]، وغيرهم من "طرق عن عبد الملك بن الوليد بن معدان عن عاصم بن أبى=

ص: 227

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل صلاة الفجر، وفى الركعتين بعد المغرب بـ:{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1]،و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1].

= النجود عن زر بن حبيش [وقُرِنَ معه: "أبو وائل" عند ابن ماجه وابن عبد البر وابن الأعرابى؛ وهو عند الترمذى ومن طريقه البغوى والطحاوى وابن نصر: (عن أبى وائل) وحده عن: "ابن مسعود) ليس فيه زر]، عن ابن مسعود به نحوه

وليس عند ابن ماجه ذِكْر صلاة الفجر.

قال الترمذى: "حديث ابن مسعود حديث غريب، لا نعرفه لا من حديث عبد الملك بن معدان عن عاصم".

قلتُ: وعبد الملك هذا مشاه ابن معين وحده، وقال الأزدى:"منكر الحديث" وقال البخارى: "فيه نظر" وضعفه النسائي وأبو حاتم وقال ابن حبان في "المجروحين"[2/ 135]: "منكر الحديث جدًّا، ممن يقلب الأسانيد، لا يحل الاحتجاج به؛ ولا الرواية عنه".

قلتُ: وحديثه هنا: أنكره عليه العقيلى وابن عدى وغيرهما، فقال الأول عقب روايته في "الضعفاء" [3/ 38]:"لا يتابع عليه بهذا الإسناد" وقال الثاني: "وهذا الحديث مع أحاديث يرويها عبد الملك عن عاصم بهذا الإسناد وغيره، لا يتابع عليه" وهو كما قالا، لولا أنى رأيت الطبراني قد قال عقب روايته في "الأوسط":"لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا عبد الملك بن الوليد بن معدان، والحسين بن واقد" كذا قال، ولم أعثر على رواية الحسين بعد، والطبرانى صاحب أوهام وغفلة، وربما يكون الحسين قد تابع عبد الملك على بعضه، والطبرانى لا يميز هذا في كلامه، ونقل ابن نصر عقب روايته عن الذهلى أنه قال:"لو شاء قائل لقال: مسند، ولو شاء قائل لقال: منكر".

قلتُ: وقد شئنا أن نقول: (منكر)، وكونه مسندًا لا يتعارض مع نكارة سنده، كما هو معلوم، وفى الباب عن جماعة من الصحابة نحو حديث ابن مسعود هنا، ولا يثبت منها شئ، وأكثرها مناكير، نعم: أمثلها ما رواه أبو إسحاق السبيعى عن مجاهد عن ابن عمر: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب بضعًا وعشرين مرة، أو بضع عشرة مرة: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} أخرجه أحمد [2/ 24، 58، 59، 99]- واللفظ له - والترمذى وابن ماجه والطيالسى وجماعة من طرق عن أبى إسحاق به.=

ص: 228

5050 -

حَدَّثَنَا سعيد بن الأشعث، أخبرنى عبد الملك بن الوليد بن معدان، حدّثنا عاصمٌ، عن زرٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر في الركعة الأولى: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} [الأعلى: 1]، وفى الثانية:{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1]، وفى الثالثة:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]

= قلتُ: وظاهر سنده الصحة على شرط الشيخين، إلا أنه معلول سندًا ومتنًا، وقد ضعفه البخارى في "تاريخه"[9/ 12/ ترجمة أبى بكر بن أبى يحيى]، ومسلم في "التمييز"[ص 208]، وأبو حاتم الرازى كما في "العلل"[رقم 283]، وابن نصر في "قيام الليل"[ص 84/ مختصره]، وقد ذكرنا نصوصهم في "غرس الأشجار".

وقد تعقب بعضهم: الإمام في "الصحيحة"[رقم 3328]، بكلام هزيل، لو كان سكت عنه؛ لكان أولى به، وقد ناقشناه طويلًا في الموضع المشار إليه؛ والمحفوظ في هذا الباب: هو ثبوت قراءته صلى الله عليه وسلم بـ: (الكافرون) و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} في الركعتين قبل الفجر وحسب، كما ثبت ذلك من حديث أبى هريرة عند مسلم [726] أبى داود [1256]، وجماعة كثيرة.

أما قراءته بهما في الركعتين قبل المغرب، فلم يثبت فيه حديث، ولا يصح بطرقه وشواهده أصلًا، واللَّه المستعان لا رب سواه.

5050 -

صحيح: أخرجه المؤلف في "المعجم"[رقم 183]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 738/ كشف الأستار]، وفى [5/ رقم 1730، 1734/ البحر الزخار]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 5678]، وفى "الكبير"[10/ رقم 10249]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 308]، وغيرهم من طرق عن عبد الملك بن الوليد بن معدان عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش [وقُرِنَ معه:"أبو وائل" عند البزار]، عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد منكر مثل الذي قبله، قال ابن عدى عقبه:"وهذا الحديث مع أحاديث يرويها عبد الملك عن عاصم بهذا الإسناد وغيره ما لا يتابع عليه" وبه أعله الهيثمى [2/ 243]، فقال:"فيه عبد الملك بن الوليد بن معدان؛ وثقه ابن معين، وضعفه البخارى وجماعة".

قلتُ: والقول ما قاله الجماعة بشأنه، كما نقلناه عنهم بالحديث الماضى؛ وقد اعتمد الحافظ تضعيفه في "التقريب" لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة؛ مضى منها حديث ابن عباس [برقم 2555]، وهو حديث صحيح ثابت.

ص: 229

5051 -

وَبِإِسْنَادِهِ، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: كأنى أنظر إلى بياض خَدَّىْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة الله عن يساره.

5051 - صحيح: دون قوله: (وبركاته): أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10191]، وفى "الأوسط"[3/ رقم 2845] و [6/ رقم 5768]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 184]، وغيرهما من طريق سعيد بن أبى الربيع عن عبد الملك بن الوليد بن معدان عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش [وقُرِنَ معه "أبو وائل" عند الطبراني]، عند ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد منكر، آفته عبد الملك بن الوليد هذا! فهو شيخ منكر الحديث كما قاله الأزدى، وضعفه الجماعة إلا ابن معين وحده، كأنه لم يخبر حاله، وهو من رجال أبى عيسى الضرير وحده، وقد اعتمد الحافظ ضعفه في "التقريب"، ولم يتابع على هذا الحديث عن عاصم، لكن الحديث صحيح محفوظ من حديث ابن مسعود؛ فله طرق أخرى عنه: قد استوفيناها في كتابنا: "غرس الأشجار".

ومنها: ما رواه الثورى وإسرائيل وجماعة عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به نحوه

دون قوله: (وبركاته) أخرجه أبو داود [996]، والترمذى [295]، والنسائى [1322، 1324]، وابن ماجه [914]، وأحمد [1/ 390، 406، 408، 444، 448]، وابن حبان [1991]، والمؤلف [برقم 5102، 5214]، وابن أبى شيبة [3043، 3044]، وابن الجارود [209]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 267]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1493]، والشاشى [رقم 634، 636، 637]، وغيرهم من طريق أبى إسحاق به.

قال الترمذى: "حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال، وقد صححه العقيلى أيضًا كما نقله عنه ابن رجب في "شرح البخارى"[6/ 91]، وأبو إسحاق قد صرح بالسماع في رواية لأحمد وعند غيره، فأمِنَّا بذلك من تدليسه، ورواه عنه الثورى عند جماعة؛ وأمِنَّا بذلك مما قيل في اختلاطه؛ لأن سماعَ الثورى منه قديم بالاتفاق؛ وكذلك رواه شريك النخعى عنه عند أبى داود وغيره؛ وهو ممن سمع منه قديمًا كما نص عليه الإمام أحمد؛ فالإسناد مستقيم على شرط مسلم، لكن اختلف في سنده على أبى إسحاق على ألوان كثيرة، وكذا في رفعه ووقفه، لكن هذا الوجه صحيح محفوظ عنه؛ =

ص: 230

5052 -

حدّثنا سعيد بن الأشعث، أخبرنى الهيصم بن الشداخ العبدى، عن الأعمش يحدث عن يحيى بن وثاب، عن علقمة بن قيس، عن عبد الله بن مسعود، قال:

= وهناك وجه آخر صححه بعضهم عنه أيضًا، وهو ما رواه زهير بن معاوية عنه عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه وعلقمة عن ابن مسعود به نحوه

دون قوله: (وبركاته) وزاد في أوله: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في كل خفض ورفع وقيام وقعود) وزاد في آخره: (ورأيت أبا بكر وعمر - رضى الله عنهما - يفعلان ذلك).

أخرجه أبو داود [1/ 326]، معلقًا إشارة، ووصله النسائي [1142، 1319]، وأحمد [1/ 394، 426]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 357]، والمؤلف [برقم 5128، 5334]، والبيهقى في "سننه"[2800]، والطيالسى [279]، وغيرهم، وهو عند الطحاوى وابن أبى شيبة وجماعة دون الزيادة الأولى، وعند جماعة آخرين باختصاره.

وقد توبع عليه زهير: تابعه إسرائيل وأبو الأحوص وغيرهما عن أبى إسحاق به

على هذا اللون، وليس في رواية أبى الأحوص موضع الشاهد، إنما رواه بالزيادة الأولى والأخيرة فقط، ولم يتعرض فيه لقضية التسليم، هكذا أخرجه الترمذى [253]، والنسائى [1149]، والمؤلف [برقم 5101]، وابن أبى شيبة [2476]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 90]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1325]، وغيرهم من طرق عن أبى الأحوص به.

قال الترمذى: "حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح".

قلتُ: وقد وقع في سنده سقط عند المؤلف، يأتى التنبيه عليه هناك إن شاء الله؛ وهذا اللون عن أبى إسحاق: قد استحسنه الدارقطنى، عقب روايته طريق زهير في "سننه" وأقره عليه البيهقى في "سننه"[2/ 177]، وقد زاد بعضهم في حديث أبى إسحاق: زيادة: (وبركاته) وهى غير محفوظة من حديث ابن مسعود أصلًا، وقد وقعت في حديث وائل بن حجر عند أبى داود [997]، وغيره، وهى معلولة فيه أيضًا، والصواب في حديث وائل دونها، وليس لها طريق محفوظ قط، كما شرحنا ذلك شرحًا وافيًا؛ مع استيفاء طرق حديث ابن مسعود وشواهده في "غرس الأشجار". واللَّه المستعان.

5052 -

صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8440]، وأبو نعيم في "الحلية"[1/ 125 - 126]، وغيرهما من طريق سعيد بن الأشعث عن الهيصم بن الشداخ [وتصحف اسمه عند الطبراني: إلى "الهيثم" وتصحف اسم أبيه عند أبى نعيم إلى "شراخ،"]، عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن علقمة عن ابن مسعود به.=

ص: 231

عجبت للناس وتركهم قراءتى وأخذِهم قراءة زيد، وقد أخذت من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وزيد بن ثابت غلام صاحب ذؤابة يجئ ويذهب في المدينة.

= قلتُ: هذا إسناد واه معلول، ورجاله ثقات أئمة سوى الهيصم بن الشداخ، فقد أورده ابن حبان في "المجروحين"[3/ 97]، وقال:(شيخ يروى عن الأعمش الطامات في الروايات، لا يجوز الاحتجاج به) وقال العقيلى: (مجهول) وضعفه أبو زرعة وغيره، كما في ترجمته من "اللسان"[6/ 212].

وقد خولف في روايته عن الأعمش، خالفه أبو شهاب الحناط وعبد الواحد بن زياد ومحمد بن فضيل، فرووه عن الأعمش فقالوا: عن أبى وائل قال: (خطبنا ابن مسعود فقال: كيف تأمرونى أقرأ على قراءة زيد بن ثابت بعدما قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعًا وسبعين سورة؛ وإن زيدًا مع الغلمان له ذؤابتان) هذه رواية أبى شهاب عند النسائي [5064]- واللفظ له - والطبرانى في "الكبير"[9/ رقم 8448]، وابن " أبى داود في المصاحف [رقم 46]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [33/ 135 - 136]، وغيرهم.

وسنده قوى. وأبو شهاب: اسمه عبد ربه بن نافع الصدوق الصالح المتماسك.

ورواية عبد الواحد: عند أحمد [1/ 411]، والطبرانى في "الكبير"[9/ رقم 8428]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 343 - 344]، وابن عساكر في "تاريخه"[33/ 135]، وغيرهم؛ وسياق أحمد مثل اللفظ الماضى؛ لكن دون طرفه الأول، وهو عند الآخرين في سياق أطول.

ورواية ابن فضيل: عند الخطيب في "الجامع"[2/ رقم 1269]، بلفظ: تريدونى على قراءة زيد، قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وإن زيدًا ليختلف إلى الكتاب) لكن الإسناد إليه مغموز، وهكذا رواه حفص بن غياث وعبدة بن سليمان - واختلف عليه - وأبو أسامة وغيرهم عن الأعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود به نحوه .... دون الفقرة المتعلقة بزيد بن ثابت، وهذا الوجه عند البخارى [4714]، ومسلم [2462]، وجماعة.

واختلف فيه على الأعمش على ألوان كثيرة، وجُلُّها غير محفوظ؛ وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به نحو سياق المؤلف، منها: ما رواه الثورى عن أبى إسحاق السبيعى عن خمير بن مالك عن ابن مسعود قال: (لقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وزيد بن ثابت ذو ذؤابتين يلعب مع الصبيان) أخرجه الحاكم [2/ 248]- واللفظ له - وأحمد [1/ 389، 405، 442]، وابن أبى شيبة [30063]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" =

ص: 232

5053 -

حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن عمرٍو الأودى، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا أُخْبِركُمْ بِمَنْ يُحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ مَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ؟ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ".

= [9/ رقم 8435، 8436]، والبخارى في "تاريخه"[3/ 227]، وابن أبى داود في "المصاحف"[رقم 42]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[33/ 137 - 138]، والدارقطنى في "المؤتلف"[2/ 47]، وغيرهم من طرق عن الثورى به.

قال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد).

قلتُ: كلا، فإن أبا إسحاق مدلس البتة، وقد عنعنه، وشيخا، لم يوثقه سوى ابن حبان، وقد توبع عليه الثورى، تابعه جماعة على الوجه الماضى؛ وخالفهم آخرون، واختلف على أبى إسحاق فيه على ألوان، والحديث صحيح على كل حال. وللَّه الحمد.

5053 -

حسن لغيره: أخرجه الترمذى [2488]، وأحمد [1/ 415]، وابن حبان [469] و [470]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10562]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 11251]، وفى "الأربعون الصغرى"[رقم 120]، وابن أبى الدنيا في "مداراة الناس"[رقم 97]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 1263]، ويحيى بن معين في "حديثه"[رقم 30]، والمزى في "تهذيبه"[15/ 373]، والذهبى في "التذكرة"[3/ 922]، وفى "سير النبلاء"[16/ 103]، وابن عساكر [رقم 640]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 85]، وغيرهم من طريقين عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأودى عن ابن مسعود به نحوه.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب".

قلتُ: مداره على عبد الله بن عمر الأودى، وقد انفرد عنه موسى بن عقبة بالرواية، ولم يوثقه سوى ابن حبان، وللحديث طريق آخر عن ابن مسعود: يرويه الربيع بن سليمان عن ابن وهب عن سيمان بن بلال عن عمرو بن أبى عمرو مولى المطلب عن رجل من بنى عبد الله بن مسعود عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا: (من كان هينًا لينًا سهلًا، حرمه الله على النار) أخرجه البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8122]، وتوبع عليه سليمان بن بلال: تابعه: إسماعيل بن جعفر في حديثه [رقم 372]، ومن طريقه المؤلف [برقم 5060]، ورجاله رجال الصحيح سوى ذلك الرجل المبهم من ولد ابن مسعود.=

ص: 233

5054 -

حَدَّثَنَا أبو طالبٍ، عبد الجبار بن عاصمٍ، حدّثنا عبيد الله بن عمرٍو الرقى، عن عبد الكريم الجزرى، عن أبى واصلٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المحل، والمحلل له.

= وقد اختلف في سنده على عمرو مولى المطلب على وجه غير محفوظ، تراه عند هناد في "الزهد"[2/ رقم 1262]، وغيره؛ وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به نحوه

فانظر ما علقناه على حديث جابر بن عبد الله الماضى [برقم 1853]، وهو حديث حسن بشواهده إن شاء الله، وقد جود بعضها المنذرى في "الترغيب"[2/ 354]، وتابعه البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[3/ 81]- وقوى العلائى بعض طرقه، كما نقله عنه المناوى في "الفيض"[3/ 105]، وجازف المناوى في التيسير بشرح الجامع الصغير [1/ 805]، فزعم أن له أسانيد جيدة، ولا أعرف له طريقًا سالمًا من الخدش.

نعم: رأيت العقيلى قد ساق له طريقًا غير محفوظ! في ترجمة "وهب بن حكيم الأزدى" من "الضعفاء"[4/ 323]، وقال عقبه:(وهذا يروى، من غير هذا الوجه بإسناد صالح) ولعلنا نبسط الكلام على بعض شواهده في تخريجنا لـ"روضة العقلاء"، لابن حبان. وراجع "الصحيحة"[2/ 649] واللَّه المستعان.

5054 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 450]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "التلخيص"[3/ 170]، والبغوى في "شرح السنة"[9/ 100]، وغيرهم من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقى عن عبد الكريم بن مالك الجزرى عن أبى واصل عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح سوى أبى واصل، فقد ذكره الحافظ في "التعجيل"[ص 527]، ونقل عن الحافظ الحسينى أنه قال عنه:"مجهول".

لكن للحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به

أصحها: ما رواه الترمذى [1120]، و النسائي [3416]، وأحمد [1/ 448، 462]، والدارمى [2258]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9878]، وابن أبى شيبة [17089، 36190]، والمؤلف [برقم 5350]، والبيهقى في "سننه"[13963]، وفى "المعرفة"[رقم 4472]، والخطيب في "تاريخه"[2/ 225]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 278]، وغيرهم من طرق عن الثورى عن أبى قيس عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل بن شرحبيل عن ابن مسعود به. =

ص: 234

5055 -

حَدَّثَنَا محمد بن العلاء، حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن شيبان، عن فراسٍ، عن عطية، عن أبى سعيدٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لَقَدْ دَخَلَ الجَنَّةَ رَجُلٌ مَا عَمِلَ خَيْرًا، فَقَالَ لأَهْلِهِ: حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، إِذَا أَنَا مُتُّ، فَأَحْرِقُونِى، ثُمَّ اسْحَقُونِى، ثُمَّ ذَرُوا نِصْفِى فِي الْبَرِّ، وَنِصْفِى فِي الْبَحْرِ، فَأَمَرَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ فَجَمَعَاهُ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ، فَغَفَرَ لَهُ لِذَلِكَ".

5056 -

حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن سفيان الثورى، عن أبى إسحاق، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، نحو هذا الحديث، وكان الرجل نباشًا فغفر له لخوفه.

= قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وسنده حسن صالح، وهو على شرط البخارى كما نقله الحافظ في "التلخيص"[3/ 170]، عن ابن دقيق العيد وابن القطان، وقال الإمام في "الإرواء" [6/ 308]:(وهو كما قالا) وكذا صححه ابن الجوزى من حديث ابن مسعود في "المتناهية"[2/ 647]، ومثله الذهبى في "الكبائر" كما في "فيض القدير"[5/ 271]، وكذا صححه صاحب "البدر المنير"[7/ 613]، ونقل [7/ 614]، عن أبى محمد الفارسى أنه قال:"إنه خبر لا يصح في هذا الباب سواه".

قلتُ: وقد اختلف في سنده على الثورى على وجه غير محفوظ، ذكرناه في "غرس الأشجار" وفى الباب عن جماعة من الصحابة به مثله .... مضى منها حديث عليّ [برقم 402، 516]، واللَّه المسعان.

5055 -

صحيح: هذا مضى في مسند أبى سعيد [برقم 1001].

5056 -

صحيح: هذا مضى عقب الذي قبله في (مسند أبى سعيد) وهنا موضعه؛ ورجاله رجال "الصحيح" كما قاله الهيثمى في "المجمع"[10/ 319]، وسنده قوى وعنعنة أبى إسحاق مجبورة بإكثاره من الرواية عن أبى الأحوص، وسماع الثورى منه إنما كان قديمًا قبل اختلاطه، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك الأشجعى.

وللحديث شواهد كثيرة؛ وهو حديث صحيح ثابت؛ بل له طريق آخر عن ابن مسعود: يرويه الأحوص بن جواب عن سليمان بن قرم عن الأعمش عن أبى وائل شقيق بن سلمة=

ص: 235

5057 -

حَدَّثَنَا أبو كريب، حدّثنا أبو بكر بن عياشٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍ، عن عبد الله، قال: اختصم رجلان في سورةٍ، فقال هذا: أقرأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال هذا: أقرأنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر بذلك، قال: فتغير وجهه، فقال:"اقْرَؤوا كَمَا عَلِّمْتمْ"، فذكر فيه كلامًا، ثم قال:"فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ"، قال: فقام كل رجلٍ منا، وهو لا يقرأ على قراءة صاحبه.

= عن ابن مسعود به نحوه

دون الفقرة الأخيرة: (وكان الرجل نباشًا) أخرجه المؤلف [برقم 5105]، وعزاه إليه الهيثمى في "المجمع"[10/ 319]، وقال:"ورجاله رجال الصحيح" وهذا لا يمنع أن يكون سنده فيه لين، كما يقول البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[7/ 147]، فإن سليمان بن قرم مختلف فيه.

وللحديث طريق ثالث: يرويه حماد بن سلمة عن عاصم بن أبى النجود عن أبى وائل عن ابن مسعود به نحوه

دون الفقرة المشارة إليها آنفًا، أخرجه أحمد [1/ 398]، وسنده حسن صالح.

وله طريق رابع عند الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 9758]، وسنده لا يثبت. والحديث صحيح على كل حال.

5057 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 401، 419، 421، 452]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 3418]، وابن حبان [1783/ موارد]، والحاكم [2/ 223 - 244]، والطبرى في "تفسيره"[1/ رقم 12، 13/ شاكر]، والهروى في "ذم الكلام"[1/ رقم 39]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 144]، وابن بطة في "الإبانة"[رقم 297، 808]، والشاشى في "مسنده"[رقم 575]، وابن جميع في "المعجم"[رقم 107]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 47، 48]، وغيرهم من طرق عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حببش عن ابن مسعود به .... وهو عند الجميع في سياق أتم.

قلتُ: وسنده حسن صالح؛ وقد رواه بعضهم عن عاصم فجعله عن أبى وائل عن ابن مسعود، والمحفوظ عنه الأول؛ وله طريق آخر يروبه شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن ابن مسعود قال: (سمعت رجلًا قرأ آية، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها، فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فعرفت في وجهه الكراهية، وقال: كلاكما محسن ولا تختلفوا؛ =

ص: 236

5058 -

حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا حسين بن علي الجعفى، عن زائدة، حدّثنا عاصم بن أبى النجود، عن زرٍ، عن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مر مع أبى بكرٍ، وعمر، وعبد اللَّه يصلى فافتتح سورة النساء، فسجلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْ قِرَاءَةَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ"، ثم قعد، ثم سأل، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"سَلْ تعْطَهْ"، فقال فيما يسأل: اللَّهم إنى أسألك إيمانًا لا يرتد، ونعيمًا لا ينفد، ومرافقة نبينا صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد، فأتى عمر ليبشره بها، فوجد أبا بكرٍ خارجًا قد سبقه، فقال: إن فعلت إنك لسباقٌ بالخير.

= فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا) أخرجه البخارى [2279، 3289]- واللفظ له - وأحمد [1/ 393، 411، 412، 456]، والطيالسى [387]، والمؤلف [برقم 5262، 5341]، والنسائى في "الكبرى"[8095]، وابن أبى شيبة [30170]، وابن الجعد [464]، وابن حزم في "الأحكام"[5/ 63 - 64]، والبغوى في "شرح السنة"[4/ 506]، والشاشى في "مسنده"[رقم 707]، وأبو عبيد في "الفضائل"[رقم 630]، وغيرهم. وله شواهد.

5058 -

حسن: أخرجه ابن ماجه [138]، وأحمد [1/ 7، 445، 454]، وابن حبان 7066، 7067]، والطبرانى في الكبير [9/ رقم 8417]، وابن أبى شيبة [30136]، وابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 303]، وابن عساكر في "تاريخه"[33/ 95، 101]، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"[ص 483]، والبيهقى في "الدعوات"[رقم 190]، والضياء في "المختارة"[رقم 13، 232]، وغيرهم من طرق عن عاصم بن أبى النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به نحوه

وهو عند ابن ماجه وابن أبى شيبة والنحاس بالمرفوع منه فقط، مع ذكر أبى بكر وعمر في أوله بكونهما قد بَشَّرا ابن مسعود بقول النبي صلى الله عليه وسلم وليس ذلك عند ابن أبى شيبة، وهو رواية لأحمد وابن حبان؛ وابن عساكر؛ وزاد الضياء:(فلما فرغت جلست فبدأت بالثناء على الله عز وجل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعوت لنفسى .... ) وهو رواية لابن عساكر؛ وكذا المؤلف في الآتى؛ وتلك الزيادة بعد قوله: (فافتتح سورة النساء فسجلها .... ) وتلك الزيادة وحدها عند الترمذى [593]، وزاد قبلها: (كنت أصلى والنبى صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه؛ فلما جلست بدأت بالثناء

إلخ) وزاد: (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سل تعطه سل تعطه).

ومن طريق الترمذى: أخرجه البغوى في "شرح السنة"[5/ 204 - 205].=

ص: 237

5059 -

حَدَّثَنَا أبو كريبٍ، حدّثنا يحيى بن آدم، عن أبى بكر بن عياشٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍ، عن عبد الله، قَال: كنت في المسجد أصلى، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه أبو بكرٍ، وعمر، فَسَجَلْتُ سورة النساء، فقرأتها، فلما فرغت، جلست، فبدأت بالثناء على الله عز وجل، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعوت لنفسى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سَلْ تُعْطَ، سَلْ تُعْطَ"، ثم قال:"مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا، فَلْيَقْرَأْهُ كَمَا يَقْرَأُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ"، قال: فرجعت إلى منزلى، فأتانى أبو بكرٍ، فقال: هل تحفظ مما كنت تدعو شيئًا؟ قال: قلت: نعم، اللَّهم إنى أسألك إيمانًا لا يرتد، ونعيمًا لا ينفد، ومرافقة نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد، قال: ثم أتانى عمر أيضًا فبشرنى.

5060 -

حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب، حدّثنا إسماعيل بن جعفرٍ، قال: وأخبرنى عمرو بن أبى عمرٍو مولى المطلب، عن رجلٍ من بنى عبد الله بن مسعودٍ، عن ابن مسعودٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ كَانَ سَهْلا لَيِّنًا قَرِيبًا، حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ".

5061 -

حَدَّثَنَا حجاج بن يوسف، حدثنى يزيد بن أبى حكيمٍ، حدثنى زمعة، عن ابن شهاب، أخبرنى عبيد الله بن عبد الله، عن ابن مسعود: أنه تمتع مع النبي صلى الله عليه وسلم متعة الحج.

= قال الترمذى: "حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح".

قلتُ: وسنده حسن صالح؛ وعاصم بن أبى النجود صدوق متماسك؛ من أئمة القراء؛ ولأكثر الحديث طريق آخر مضى الكلام عليه في مسند عمر [برقم 194، 195].

وللمرفوع منه: طرق أخرى وشواهد عن جماعة من الصحابة. واللَّه المستعان.

• تنبيه: قد اختلف على عاصم بن أبى النجود في سنده كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[1/ 183، 184]، لكن المحفوظ هو ما مضى.

5059 -

حسن: انظر قبله.

5060 -

حسن لغيره: مضى الكلام عليه [برقم 5053].

5061 -

صحيح: هذا إسناد ضعيف معلول، وزمعة بن صالح شيخ ضعيف عندهم، وكان مع ضَعْفِه: كثير الغلط في حديث ابن شهاب خاصة، وقد خالفه سفيان بن عيينة،=

ص: 238

5062 -

حَدَّثَنَا حجاج بن يوسف، حدثنى عثمان بن عمر، أخبرنا يونس، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعودٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"بِتُّ اللَّيْلَةَ أَقْرَأُ عَلَى الْجِنِّ رُفَقَاءَ بِالحجُونِ".

= وهو أحفظ منه وأثبت عدد رمل عالج، فرواه عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله فقال، عن ابن عباس به مثله

، وجعله من (مسند ابن عباس).

هكذا أخرجه الطيالسى [2719]، وهذا هو المحفوظ عن الزهرى بلا شك، وحديث ابن مسعود معناه صحيح أيضًا؛ إذ لا يرتاب أحد في كونه كان أحد الصحابة الذين أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتمتع لما أحرموا بالعمرة في حجة الوداع.

والقصة صحيحة مخرجة في "غرس الأشجار" وانظر حديث سعد بن أبى وقاص (برقم 827]، وحديث ابن عمر الآتى [برقم 5451، 5563]. واللَّه المستعان.

5062 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 416]، وابن حبان [6319]، ابن جرير في "تفسيره"[11/ 296]، والفاكهى في "أخبار مكة"[رقم 2249]، والخطيب في "موضح الأوهام"[2/ 254]، وغيرهم من طريق يونس بن يزيد الأيلى عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال "الصحيح"؛ إلا أنه منقطع، فإن عبيد الله بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود، كما جزم به الحافظ في مواضع من "الفتح" منها [13/ 116]، وسبقه إلى هذا: الحافظ المزى في "تحفة الأشراف"[7/ 90]، كما في "الصحيحة"[7/ 635]، وراجع "جامع التحصيل"[ص 232]، وجاد بعض من تكلم فيه، وروى هذا الحديث، فصرح فيه بسماع عبيد الله بن مسعود، كما تراه عند أبى الشيخ في العظمة [5/ 1664]، وسنده منكر، على ما فيه من الغلط.

وللحديث طريق آخر يرويه أبو الجوزاء أوس بن عبد الله عن ابن مسعود به

في سياق أطول، عند البيهقى في "الدلائل"[2/ 231]، كما في "الصحيحة"[7/ 636]، وقال الإمام: (ورجاله ثقات، فهو صحيح لولا أنه قيل:"أبو الجوزاء" واسمه أوس بن عبد الله الربعى: لم يسمع من ابن مسعود".

قلتُ: وله طرق أخرى نحوه في سياق أطول أيضًا، ولم يصح منها شئ، والحديث صحيح محفوظ دون ذكر:"الحجون" فيه، كما يأتى له طريق ثابت عن ابن مسعود [برقم 5237]، فانظره ثمة. وباللَّه العون.

ص: 239

5063 -

حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ارْحَمْ مَنْ فِي الأَرْضِ، يَرْحَمْكَ مَنْ فِي السَّمَاءِ".

5063 - صحيح: أخرجه الحاكم [4/ 277]، والطيالسي [335]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10277]، وفي "الأوسط"[2/ رقم 1384]، وفي "الصغير"[1/ رقم 281]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 210]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 647]، وابن قدامة في "إثبات العلو "[ص 52]، واللالكائى في شرح الاعتقاد" [3/ رقم 655]، والدارمي في "الرد على الجهمية" [رقم 74]، والبغوي في "شرح السنة" [6/ 281]، وابن الأعرابي في "المعجم" [رقم 785]، وابن المقرئ في "المعجم" [رقم 1216]، والدارقطني في "العلل" [5/ 300]، والذهبى في "التذكرة" [2/ 563]، وغيرهم من طرق عن أبي إسحاق السبيعى عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد" وكذا صحح سنده البوصيري في "الإتحاف"[5/ 188]، وعزاه المنذرى في "الترغيب"[3/ 140]، إلى الطبراني بإسناد حسن.

وهذا غفلة منهم جميعًا عن كون أبي عبيدة لم يسمع من أبيه، كما صرح هو بنفسه، وصدقه عليها جماعة من النقاد، وبهذا أعله الهيثمي في "المجمع"[8/ 341]، وقبله الذهبى في "العلو "[ص 19/ رقم 29]، وقد أشار الحافظ إلى تلك العلة بقوله في "الفتح"[10/ 440]، بعد أن عزاه للطبرنى وحده،:"رواته ثقات" وهذا لا يفيد الاتصال كما هو معلوم.

بل في الإسناد علة أخرى، فقد اختلف في رفعه ووقفه على أبي إسحاق، كما ذكره الدارقطني في "العلل"[5/ 298، 299]، وقال في ختام كلامه:"والموقوف أصح" ومثله جزم به الذهبى في العلو [ص 19]، وهو كما قالا.

لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة به مرفوعًا نحوه

وهو حديث قوى بشواهده إن شاء الله؛ وقد صححه جماعة كثيرة من أهل العلم. وما علمت له طريقًا غير مخدوش، يعنى بلفظ المؤلف ونحوه. واللَّه المستعان لا رب سواه. وراجع عنه: الصحيحة [2/ 630]، و"المقاصد الحسنة"[ص 100، 101]، و"الترغيب"[3/ 140]، وفتح البارى [10/ 440]، و"فيض القدير"[1/ 473]، وغير ذلك مما نص فيه بعضهم على تصحيحه.

ص: 240

5064 -

حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، وعبد الغفار بن عبد الله، قالا: حدّثنا على بن مسهرٍ، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعى، عن علقمة، عن ابن مسعود، قال: لما نزلت هذه الآية: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا} إلى آخر الآية [المائدة: 93]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قِيلَ لِي: أَنْتَ مِنْهُمْ"، وَهَذَا لَفْظُ عَبْدِ الْغَفَّارِ.

5065 -

حَدَّثَنَا سويد بن سعيدٍ، وعبد الغفار، قالا: حدّثنا على بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعودٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِتْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ".

5066 -

حَدَّثَنَا عبد الواحد بن غياث، حدّثنا عبد العزيز بن مسلمٍ، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ".

5064 - صحيح: أخرجه مسلم [2459]، والترمذي [3053]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 1514/ البحر الزخار]، والنسائي في "الكبرى"[11153]، والطبراني في "تفسيره"[10/ رقم 2531/ شاكر]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 280]، وعلى بن عمر الحربى في "الفوائد" المنتقاة" [رقم 108]، وابن أبي حاتم في "تفسيره" [رقم 6815]، وغيرهم من طرق عن علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به.

قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال، وقد توبع عليه ابن مسهر على المتن والإسناد، ورواه بعضهم عن الأعمش؛ فأتى فيه بزيادة غير محفوظة، انظر الكلام عليها في "الصحيحة"[رقم 3486]، للإمام. واللَّه المستعان.

5065 و 5066 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5013].

ص: 241

5067 -

حَدَّثَنَا عبد الغفار بن عبد الله، حدّثنا على بن مسهر، عن الأعمش، قال: سمعت ابن يوسف، قال وهو على المنبر: ألفوا القرآن كما ألفه جبريل: السورة التى تذكر فيها البقرة، السورة التى يذكر فيها آل عمران، السورة التى يذكر فيها النساء. قال الأعمش: فلقيت إبراهيم، فأخبرته، فسبَّه، ثم قال إبراهيم: حدثني عبد الرحمن بن يزيد، أنه كان مع عبد الله بن مسعودٍ، حين رمى جمرة العقبة، فاستبطن الوادى، فرماها من بطن الوادى بسبع حصياتٍ، يكبر مع كل حصاة، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، إن الناس يرمونها من فوقها، فقال ابن مسعودٍ: هذا والذى لا إله غيره، مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة.

5068 -

حَدَّثَنَا عبد الغفار، حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: أتيت حمص، فقال لى نفرٌ منهم: يا أبا عبد الرحمن، اقرأ علينا، فقرأت سورة يوسف، فقال لى رجلٌ ما هكذا أنزلت، فقلت له: ويحك،

5067 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4972].

5068 -

صحيح: أخرجه البخاري [14715] ومسلم [801]، وأحمد [1/ 378، 424]، والنسائي في "الكبرى"[8080]، وابن أبي شيبة [28629]، والطبراني في "الكبير"[9/ رقم 9713]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 1499، / 1500 البحر الزخار]، والبيهقي في "سننه"[17292]، وأبو نعيم في "المستخرج " كما في "الفتح"[9/ 49]، وأبو عمر والدورى في "جزء فيه قراءات النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 65]، وأبو عوانة [رقم 3103، 3104]،والشاشى في "مسنده"[رقم 340]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعودٍ به نحوه.

قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه الحميدي [112]، وعبد الرزاق [17041]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 9712]، وغيرهم، وهكذا رواه أصحاب الأعمش عنه؛ وخالفهم جميعًا شريك بن عبد الله القاضى، فرواه عن الأعمش فقال: عن زيد بن وهب عن ابن مسعود به نحوه

باختصار، هكذا أخرجه البزار في "مسنده"[5/ رقم 1775]، وقال:"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش عن زيدٍ عن عبد الله إلا شريك".

قلتُ: وهو سيئ الحفظ على إمامته، والقول ما قاله الجماعة عن الأعمش. واللَّه المستعان.

ص: 242

واللَّه لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"أَحْسَنْتَ "! قال: فبينا أنا أرادُّه بالكلام، إذْ وجدت منه ريح الخمر، فقلت له: أتشرب الرجس، وتكذب بالقرآن؟ لا جرم، لا تبرح حتى أجلدك حدًا، فجلدته حدًا.

5569 -

حَدَّثَنَا عبد الغفار، حدّثنا عليّ بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة السلمانى، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ عَلَيْنَا"، قال: قلت: يا رسول الله، أقرأ عليك، وإنما أنزل القرآن عليك؟ قال:"إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِى"، فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} [النساء: 41]، غمزني، فنظرت إليه، فإذا عيناه تهراقان - صلى الله عليه وسلم.

5070 -

حَدَّثَنَا عبد الغفار، حدّثنا على بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله، قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ انفلق القمر فلقتين، فكانت فلقة من وراء الجبل، وفلقةٌ دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اشْهَدُوا".

5071 -

حَدَّثَنا عبد الغفار، حدّثنا عليّ بن مسهر، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ فقال:"مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسلامِ لَمْ يُؤْخَذْ بِمَا عَمِلَ بِهِ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَانْ أَسَاءَ فِي الإِسلامِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ".

5069 - صحيح: مضى سابقًا [برقم 5019].

5070 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4968].

5071 -

صحيح: أخرجه البخاري [6523]، ومسلم [120]، وابن ماجه [4242]، وأحمد [1/ 431]، والدارمي [1]، وابن حبان [396]، والبزار في "مسنده"[5/ رقم / 1663 البحر الزخار]، والحميدي [108]، والبيهقي في "الشعب"[1/ رقم 23]، وفي "سننه"[18070، 18071]، والطحاوي في "المشكل"[2/ 31]، وابن حزم في "المحلى"[11/ 139]، وأبو عوانة [رقم 157]، والشاشى [450، 51، 452]، وغيرهم من طرق عن الأعمش [وقُرِنَ معه منصور عند البخاري والبزار والبيهقي] عن شقيق بن سلمة أبي وائل عن ابن مسعود به. =

ص: 243

5072 -

حَدَّثَنَا عبد الغفار، حدّثنا عليّ بن مسهر، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود، قال: كأنى أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حكى نبيًّا من الأنبياء، ضربه قومه، حتى أدموا وجهه، فجعل يمسح الدم عن وجهه، وهو يقول:"رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِى فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ".

= قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه الطيالسي [260]، بلفظ:(عن عبد الله قال: قلنا يا رسول الله: أنؤخذ بما عملنا في الجاهلية؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية والإسلام، ومن أساء في الإسلام أخذ بما عمل في الجاهلية والإسلام).

ومن طريق الطيالسي: أخرجه ابن منده في الإيمان [1/ رقم 386]، وهذا اللفظ رواية لأحمد [1/ 462]، والشاشى [رقم 453، 454].

وقد توبع عليه الأعمش على نحوه عن أبي وائل: تابعه منصور بن المعتمر مقرونًا معه عند جماعة؛ وتابعه منفردًا عند مسلم [120]، ومن طريقه ابن حزم في "الإحكام"[5/ 105]، وابن حبان [396]، والبزار [5/ رقم 1665/ البحر الزخار]، والمؤلف [برقم 5131]، وعبد الرزاق [19686]، وعنه أحمد [1/ 409]، والنسائي في "جزء فيه مجلسان من أماليه"[رقم 11]، وابن منذر في "الإيمان"[1/ رقم 383]، وأبى عوانة [رقم 158]، والبغوي في "شرح السنة"[1/ 58]، والطحاوي في "المشكل"[2/ 31]، وغيرهم؛ وقد خولف الأعمش ومنصور في سنده، خالفهما حبيب بن حسان بن أبي الأشرس، فرواه عن أبي وائل فقال: عن شرحبيل بن حسنة به مثله بالمرفوع منه فقط، ونقله إلى (مسند شرحبيل بن حسنة).

هكذا أخرجه ابن قانع في "المعجم"[رقم 627]، بإسناد صحيح إليه، والقول قول الأعمش ومنصور عن أبي وائل بلا ريب، وحبيب بن حسان ساقط الحديث، وقد تركه النسائي وغيره، وقال البخاري:"منكر الحديث" وقال ابن معين: "ليس بثقة"، وهو جد الحافظ (صالح جزرة) وهو من رجال "اللسان"[2/ 167].

5072 -

صحيح: أخرجه البخاري [3290، 6530]، ومسلم [1792]، وابن ماجه [4025]، وأحمد [1/ 380، 432]، وابن حبان [6576]، والبزار [5/ رقم / 1686 البحر الزخار]، وابن منده في "فوائده"[رقم 16]، وأبو عوانة [رقم 5501، 5502]، والبغوي في "شرح السنة"[16/ 334]، وابن حزم في "المحلى"[11/ 411]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 3]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به. =

ص: 244

5073 -

حَدَّثَنَا محمد بن بشار بندار، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً".

5074 -

حَدَّثَنَا عاصم بن النضر بن المنتشر الأحول، حدّثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت الركين بن الربيع يحدث، عن القاسم بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن

= قلتُ: وقد توبع عليه الأعمش: تابعه عاصم بن بهدلة على نحوه في سياق أتم

مضى [برقم 4992].

5073 -

صحيح: أخرجه النسائي [2144]، وابن خزيمة [1936]، والبزار [5/ رقم 1821/ البحر الزخار]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 34]، وابن عدي في "الكامل"[4/ 28]، وأبو عوانة [رقم 2211]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 11]، وغيرهم من طرق عن محمد بن بشار بندار عن عبد الرحمن بن مهدى عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن زِرِّ بن حبيش عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد على رسم الحسن؛ لولا أنه قد اختلف في رفعه ووقفه على أبي بكر بن عياش، والمحفوظ عنه موقوفًا، كما جزم به الدارقطني في "العلل"[5/ 67]، وشرحناه في كتابنا:"غرس الأشجار".

والحديث صحيح مرفوعًا كما مضى من رواية أنس [برقم 2848، 3130، 3150، 3900، 3901، 3922، 3923، 3935، 573]، ويأتي من حديث أبي هريرة [برقم 6366، 6367].

5074 -

منكر: أخرجه أبو داود [4222]، والنسائي [5088]، وأحمد [1/ 380، 397، 439]، وابن حبان [5682، 5683]، والحاكم [4/ 216]، والطيالسي [396]، وابن أبي شيبة [26145]، والبيهقي في "سننه"[14109، 15464، 19388]، والعقيلي [2/ 329]، والمزى في "تهذيبه"[2/ 29]، والخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 925]، والطحاوي في "المشكل"[9/ 54، 55]، وغيرهم من طرق عن الركين بن عميلة عن القاسم بن حسان العامري عن عمه عبد الرحمن بن حرملة الكوفي أن ابن مسعود بنحوه وهو عند ابن أبي شيبة مختصرًا بجملة النهي عن ضرب الكعاب فقط، وليس عند ابن حبان الجملة المتعلقة بالصبي. =

ص: 245

حرملة، عن ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره عشر خلال: الصفرة - يعنى: الخلوق - وجر الإزار، والتختم بالذهب، ونتف الشيب، والضرب بالكعاب، والتبرج بالزينة بغير محلها، والرقى إلا بالمعوذات، وتعلقٌ بالتمائم، وعزل الماء عند أوانه عن محله، وفساد الصبى غير محرمه.

= قلتُ: هكذا رواه شعبة ومعتمر بن سليمان وجرير والثوري وغيرهم كلهم عن الركين بن عميلة على الوجه الماضي، وتابعهم قيس بن الربيع الأسدي، لكن اختلف عليه في سنده، فرواه عنه أبو داود الطيالسي في "مسنده" مثل رواية الجماعة عن الركين.

وخالفه مرداس بن محمد أبو بلال الأشعري، فرواه عن قيس فقال: عن أبي حصين عن القاسم بن حسان عن عبد الرحمن بن حرملة عن ابن مسعود به

، فأسقط منه (الركين) وأبدله بـ (أبي حصين).

هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[9/ رقم 9408]، بإسناد صحيح إليه به ....

قلتُ: والمحفوظ عن قيس هو الأول، وأبو بلال الأشعري قد لينه الحاكم، ووثقه ابن حبان إلا أنه قال [9/ 199]:"يغرب ويتفرد" ومثله لا يقارن بأبى داود الطيالسي أصلًا، نعم: ربما يكون قيس بن الربيع قد اضطرب فيه، ففيه مقال معروف.

والوجه الأول هو المحفوظ؛ وقد قال أبو داود عقب روايته: "انفرد بإسناد هذا الحديث أهل البصرة" أما الحاكم فإنه قال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

قلتُ: ما ندرى لصحة سنده معنى، ققد قال البخاري في ترجمة عبد الرحمن بن حرملة من "تاريخه" [5/ 270]:(لم يصح حديثه) يعنى هذا الحديث، كما فهمه العقيلي، أو يشير البخاري إلى عدم سماعه من ابن مسعود كما فهمه ابن عدي في ترجمة ابن حرملة من "الكامل"[4/ 311]، والأول أولى.

ونقل الخطيب عقب روايته عن ابن المدينى أنه قال: "هذا حديث كوفى، وفي إسناده من لا يعرف بهذا الطريق .... " ثم قال: "ولا أعلم أحدًا روى عن عبد الرحمن بن حرملة شيئًا إلا من هذا الطريق، ولا نعرفه في أصحاب عبد الله" يعنى "ابن مسعود" وخالف ابن حبان وذكره في "الثقات"[4/ 102]، واحتج بحديثه هذا في "صحيحه"، ولا عبرة بهذا؛ لكونه لا يعرفه، وما فعل في ترجمته شيئًا.=

ص: 246

5075 -

حَدَّثَنَا مجمد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا عاصمٌ، عن عوسجة بن الرماح، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"اللَّهُمَّ حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِى"

= لكن جاء أبو حاتم الرازى وسئل عنه كما في "الجرح والتعديل"[5/ 1222]، فقال: "ليس بحديثه بأس، وإنما روى حديثًا واحدًا - يعنى هذا الحديث - ما يمكن أن يعتبر به، ولم أسمع أحدًا ينكره ويطعن عليه

".

قلتُ: كفانا قول البخاري عنه "لا يصح حديثه" وذكره في كتابه "الضعفاء الصغير"[ص 70/ رقم 205]، وكذا ذكره ابن عدي والعقيلي وغيرهما في "الضعفاء" ثم عاد أبو حاتم وأنكر على البخاري وذْكَره الرجل في "الضعفاء" وقال:"يُحوَّل منه" كذا، وما لهذا التحويل مساغ؛ لأن الرجل ليس معروفًا ولا مشهورًا بعلم ولا رواية، ولا يحتمل لمثله التفرد عن ابن مسعود بما لم يروه غيره، ولا يعرف إلا من طريقه، وأصحاب ابن مسعود مشاهير معروفون، قد ضبطوا حديثه؛ وجمعوه ونشروه بين الناس، فإذا جاء طائر غريب، وروى عن ابن مسعود أو غيره من المشاهير خبرًا ينفرد به عنه دون متابع، لا يكون هذا الخبر من طريق هذا الطائر إلا منكرًا، وجاز بل وصح آنذاك لأبي عبد الله الجعفي ما صنعه من ذكره لعبد الرحمن بن حرملة في "الضعفاء" لتفرده بما لم يتابع عليه، ولا يحتمل له أصلًا، وحديثه هذا مع جزم البخاري بكونه لم يصح؛ فقد أنكره عليه العقيلي أيضًا في ترجمته من "الضعفاء" وقال عقب روايته:(وبعض الألفاظ التى في هذا الحديث يروى بغير هذا الإسناد، وفيه ألفاظ ليس لها أصل) وهو كما قال بلا ريب، كما شرحناه في "غرس الأشجار" مع تمام تخريج الحديث هناك.

ثم إن القاسم بن حسان وإن وثقه جماعة؛ إلا أن البخاري قد قال عنه: "حديثه منكر، ولا يعرف "كما نقله عنه الذهبي في ترجمته من "الميزان"[3/ 369 - 370]، وساق له هذا الحديث في ترجمته، ولبعض فقرات الحديث شواهد ثابتة؛ وهو منكر بهذا السياق جميعًا. واللَّه المستعان.

5075 -

صحيح: أخرجه ابن حبان [959]، والبيهقي في "الشعب"[6/ رقم 8542]، والقضاعي في "الشهاب"[2/ رقم 1473]، والطبراني في "الدعاء"[رقم 404، 1407]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 1273]، وابن سعد في الطبقات [1/ 377]، والمزى في تهذيبه [23/ 433]، والطحاوي في "المشكل"[11/ 51]، وغيرهم من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول عن عوسجة بن الرماح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن ابن مسعود به.=

ص: 247

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: وهذا إسناد حسن إن شاء الله؛ قال الهيثمي في "المجمع"[10/ 273]، بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف:"ورجالهما رجال الصحيح غير عوسجة بن الرماح، وهو ثقة".

قلتُ: تابع ابن معين وابن حبان في توثيق عوسجة، وتغاضى عن قول الدارقطني:"عوسجة بن الرماح شبه المجهول، لا يروى عنه غير عاصم، لا يحتج به، لكن يعتبر به".

قلت: والأقرب أنه صدوق وسط؛ ولم ينفرد عنه عاصم الأحول بالرواية، بل روى عنه أشعث بن سوار هذا الحديث بعينه، كما علقه البيهقي في "الشعب"[6/ 365]، من طريق قتيبة عن جرير عن الأشعث عن عوسجة به.

قلتُ: والأشعث وإن كان ضعيفًا عندهم؛ إلا أنه متابع كما علمت؛ تابعه عاصم الأحول، واختلف عليه في سنده، وفي رفعه ووقفه، فرواه عنه ابن فضيل وعليّ بن مسهر وعبد العزيز بن المختار وإسماعيل بن زكريا وحفص بن غياث وغيرهم على الوجه الماضي مرفوعًا مُجَوَّدًا، وهو المحفوظ؛ وتابعهم جرير بن عبد الحميد على ذلك؛ إلا أنه اختلف عليه في رفعه ووقفه، فرواه عنه زهير بن حرب عند (المؤلف) ويوسف بن موسى القطان عند (المزي) وغيرهما بإسناده به مرفوعًا مثل رواية الجماعة عن عاصم.

لكن جاء عثمان بن أبي شيبة، ورواه عن جرير فأوقفه على ابن مسعود، ولم يرفعه، هكذا أخرجه البيهقي في "الشعب"[6/ رقم 8542]، والأول هو الصواب عن جرير؛ وعثمان وإن كان ثقة حافظًا؛ إلا أنه كان له أوهام، كما يقول الحافظ في "التقريب".

ثم جاء محاضر بن المورع، وروى هذا الحديث عن عاصم الأحول عن عوسجة عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي مسعود البدري به مثله مرفوعًا، ونقله إلى (مسند أبي مسعود) بدل:(ابن مسعود) هكذا أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"[رقم 7]، ومن طريقه القضاعي في الشهاب [2/ رقم 1472]، بإسناد صحيح إليه.

ومحاضر هذا وإن وثقه جماعة؛ إلا أنه كانت فيه غفلة شديدة، حتى قال الإمام أحمد:(لم يكن من أصحاب الحديث، كان مغفلًا جدًّا) وقال أبو حاتم: "ليس بالمتين" فلعل هذا من ذاك، لكن محاضرًا ثاب إلى صوابه؛ وعاد إلى رُشْده مرة أخرى، وروى هذا الحديث عن عاصم بإسناده به .... من رواية ابن مسعود رضي الله عنه مثل رواية الجماعة عن عاصم؛ =

ص: 248

5076 -

حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"صَلاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلاتِهِ وَحْدَهُ بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً".

= هكذا أخرجه أحمد [1/ 403]، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[6/ 2]، لكن أبي ثابت بن يزيد الأحول إلا أن يفسد إسناد الحديث بعد جماله، فرواه عن عاصم بإسناده به مرسلًا، ليس فيه (ابن مسعود) هكذا أخرجه الطيالسي في "مسنده" كما في أطراف المسند [رقم 5387]، للحافظ؛ وهو في مسند انطيالسى المطبوع [374/ طبعة دار "المعرفة"]، لكن بزيادة (ابن مسعود) في سنده، وهى مقحمة من الناسخ أو الطابع، والصواب دونها.

وثابت بن يزيد ثقة حافظ متقن؛ إلا أنه قصَّر في روايته، والقول قول من جوده عن عاصم؛ وأقام إسناده، وقد جود سنده الحافظ العراقي في "المغنى"[2/ 258]، ورأيته في موضع آخر [3/ 30]، قد أشار إلى وهم من جعل الحديث من (مسند أبي مسعود البدري) بل نقل عنه المناوي ذلك صريحًا في "الفيض"[2/ 152]، وأقره عليه؛ وهو الصواب كما ذكرناه؛ وكذا رأيت المناوي قد جوَّد سنده جدًّا، في كتابه:"التيسير بشرح الجامع الصغير"[1/ 428/ طبعة مكتبة الشافعي].

• تنبيه: عبد الله بن أبي الهذيل ثقة مشهور من رجال مسلم، وقد صح سماعه من ابن مسعود، كما أثبته له البخاري في ترجمته من "تاريخه"[5/ 222].

ولعاصم الأحول في هذا الحديث إسناد آخر، يرويه عن عبد الله بن الحارث البصري أبي الوليد عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين به مثله

عند أحمد [6/ 68، 155]، والبيهقي في "الشعب"[6/ رقم 8543، 8544]، وفي "الدعوات"[رقم 414]، وغيرهما من طريقين عن عاصم الأحول به.

قلتُ: ورواته ثقات كما قاله المنذرى في "الترغيب"[3/ 275]، وقال انهيثمى في "المجمع" [8/ 45]:"رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" وهو كما قال؛ بل جود سنده الحافظ العراقي في "المغنى"[2/ 258]، وصححه الإمام في "الإرواء"[1/ 115]، وأصاب في ذلك بلا ريب. واللَّه المستعان لا رب سواه.

5076 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 4995].

ص: 249

5077 -

حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا محمد بن فضيل، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن الشَّيْطَانِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْثِهِ، وَنَفْخِهِ"، فَهَمْزُهُ: المُوتَةُ، وَنَفْخُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْثُهُ: الْكِبْرُ.

5078 -

حَدَّثَنَا ابن نمير، حدّثنا أبي، ومحمد بن بشر، قالا: حدّثنا إسماعيل، عن قيس، قال: سمعت عبد الله بن مسعود، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الحكْمَةَ، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا، وَيُعَلِّمُهَا".

5079 -

حَدَّثَنَا هارون بن معروف، حدّثنا عبد الله بن وهب، أخبرنا ابن جريج، عن أيوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدع، عن ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ".

5077 - قوى بشواهده: دون جملة التفسير في آخره: مضى الكلام عليه [برقم 4994]. وللَّه الحمد.

5078 -

صحيح: أخرجه البخاري [73، 1343، 6722] و [6886]، ومسلم [816]، وابن ماجه [4208]، وأحمد [1/ 385، 432]، وابن حبان [90]، والنسائي في "الكبرى"[5840]، والبيهقي في "سننه"[19951]، وفي "الشعب"[6/ رقم 7528]، والحميدي [99]، وابن المبارك في "زهده"[رقم 1205]، والحسين بن حرب في "زوائده عليه"[رقم 994]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 1389]، وابن عساكر في "تاريخه"[14/ 64]، وابن عبد البر في "التمهيد"[6/ 119 - 120]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 363]، وفي "المستخرج على مسلم"[رقم 1847]، وأبو عوانة [رقم 3860]، والبغوي في "شرح السنة"[1/ 298]، وجماعة كثيرة من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن ابن مسعود به.

قال أبو نعيم عقب روايته في "الحلية": (صحيح ثابت من حديث إسماعيل، رواه عنه شعبة وهشيم والناس

).

5079 -

صحيح: أخرجه ابن ماجه [3388، 3406]، وابن حبان [5409]، والحاكم [1/ 531]، وعنه البيهقي في "سننه"[6989، 17265]، والطبراني في "الكبير" =

ص: 250

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= [10/ رقم 10304]، وابن عدي في "الكامل"[1/ 359]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 191]، والحكيم الترمذي في "المنهيات"[ص 50]، والشاشي [رقم 376]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن وهب عن عبد الملك بن جريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق بن الأجدع عن ابن مسعود به

وهو عند الشاشى وأبى نعيم والطبراني والحكيم في سياق أتم؛ وهو رواية للبيهقى.

قال ابن ماجه: "هذا حديث المصريين" وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة"[2/ 181]: "هذا إسناد حسن، أيوب بن هانئ مختلف فيه، تفرد ابن جريج بالرواية عنه، قال الذهبي في "طبقات التهذيب" .... ".

قلتُ: ابن هانئ مختلف فيه كما قال، وهو إلى الضعف أقرب، ولعله لذلك كان ابن جريج ربما أبهمه، فروى عنه عبد الرزاق [6714]، هذا الحديث في سياق طويل، فقال: عن ابن جريج قال: حُدِّثْتُ عن مسروق بن الأجدع عن ابن مسعود قال:

وذكره.

وهكذا رواه محمد بن شرحبيل بن جعشم عن ابن جريج به عند الفاكهى في أخبار مكة [رقم 2300]، ولو سلم هذا الحديث من (أيوب بن هانئ)، لم يكن إسناده حسنًا كما زعم البوصيري، بل فيه علتان أخريان:

أما الأولى: فهى عنعنة ابن جريج، وعن تدليسه يقول الدارقطني:(شر التدليس: تدليس ابن جريج، فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح) نقله عنه الحافظ في "طبقات المدلسين"[ص 41]، ولم يذكر ابن جريج في هذا الحديث سماعًا من شيخه.

والثانية: قد أشار ابن معين إلى أن هذا الطريق ليس محفوظًا عن ابن جريج موصولًا، فقد ذكر هذا الحديث في "تاريخه"[4/ 484/ رواية الدورى]، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل"/ ترجمة أيوب بن هانئ) ثم قال:"هذا في كتب ابن جريج مرسل، فيما أظن، ولكن هذا حديث ليس يساوى شيئًا".

قلت: وهذا الحديث قد ذكره أبو حاتم الرازى من طريق ابن جريج به .... كما في "العلل"[رقم 1052]، ثم قال:"هذا أحب إليَّ من حديث حماد بن زيدٍ عن فرقد عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى".=

ص: 251

5080 -

حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري، حدّثنا محمد بن خالد الحنفى، حدّثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن عبد الله بن كيسان"، عن عبد الله بن شداد، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَوْلاكُم بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُكُمْ عَلَيَّ صَلاةً".

5081 -

حَدَّثَنَا محمد بن الصباح، حدّثنا شريكٌ، عن عبد الكريم، عن زياد بن الجراح، عن ابن معقل، قال: دخلت مع أبي عَلَى عبد الله بن مسعود، فسمعته، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ".

= قلتُ: وهذا طريق منكر أيضًا، وفرقد: هو ابن يعقوب السبخي الشيخ الضعيف المعروف، مشاه بعضهم، إلا أن الجمهور على تضعييفه، بل كان منكر الحديث كما قاله الحاكم الكبير وابن سعد وغيرهما، وقال البخاري:"في حديثه مناكير" وضَعَّفه يعقوب بن شيبة جدًّا، وهو من رجال الترمذي وابن ماجه.

وقد اضطرب في سنده أيضًا، فرواه عنه حماد بن زيدٍ مرة أخرى، فقال: ثنا فرقد السبخي قال: ثنا جابر بن زيد عن مسروق عن ابن مسعود به مثله في سياق أتم، فصار شيخه فيه (جابر بن زيد) بعد أن كان:(الشعبي) هكذا أخرجه أحمد [1/ 452]، والمؤلف [برقم 5299].

وقال الهيثمي في "المجمع"[4/ 266 - 27]، بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف:(فيه فرقد السبخى، وهو ضعيف) ومثله فعل صاحبه البوصيري في "إتحاف الخيرة"[5/ 121]، وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به

وكلها مناكير، كما بيناه في "غرس الأشجار" لكن الحديث صحيح ثابت؛ لشواهد الكثيرة عن جماعة من الصحابة به

مضى منها حديث عمر بن الخطاب [برقم 248]، وحديث قيس بن سعد بن عبادة [برقم 1436]، وحديث ابن عباس [برقم 2729]، وحديث أنس [برقم 3589، 3954، 3966]، وحديث عائشة [برقم 4360]، ويأتي حديث ابن عمر [برقم 5466، 5467، 5621، 5622، 5816]، وحديث أبي هريرة [برقم 5944].

5080 -

ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 5511].

5081 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4969].

ص: 252

5082 -

حَدَّثَنَا محرز بن عون، حدّثنا عليّ بن مسهر، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، قال: كنا نقول إذا جلسنا في الصلاة: السلام على الله قبل عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان، قال: فنقول: ملائكته، فالتفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"إنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلامُ، فَإِذَا جَلَسْتمْ فَقولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ، وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عَبَادِ اللَّهِ الصَّالحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ"، ثم نتخير الكلام.

5082 - صحيح: أخرجه البخاري [797، 287، 5876]، ومسلم [402]، وأبو داود [968]، والنسائي [1277، 1279، 1298]، وابن ماجه [899]، وأحمد [1/ 382، 413، 427، 431]، والدارمي [1340]، وابن خزيمة [70]، وابن حبان [1955]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 9886]، والبزار [5/ رقم 12/ البحر الزخار]، وابن أبي شيبة [2983]، وابن الجارود [205]، والبيهقي في "سننه"[2643، 2697]، وفي "المعرفة"[رقم 923]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 4004]، وفي "المستخرج"[رقم 893]، وأبو عوانة [رقم 2027، 2028]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1469]، والشاشي [رقم 457، 458، 462]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 180]، والطحاوي في "المشكل"[5/ 214]، والسلفي في "الطيوريات"[رقم 362، 667]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن شقيق بن سلمة أبي وائل عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم نحوه

وزاد الجميع - سوى ابن أبي شيبة وأبى نعيم في "المستخرج" - قوله: (فإنه إذا قال ذلك: أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض

) لفظ ابن ماجه؛ وهذه الجملة بعد قوله: (

وعلى عباد الله الصالحين

) ولفظ أبي داود في آخره: (ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه؛ فيدعو به

) ونحوه عند الجميع سوى ابن ماجه والسلفي وأبى نعيم في "المعرفة" وابن المنذر.

قال البزار: "وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن أبي وائل عن عبد الله".

قلتُ: منهم: منصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن ومغيرة بن مسلم وحماد بن أبي سليمان وأبو هاشم وغيرهم؛ ورواياتهم مخرجة في كتابنا: "غرس الأشجار" وستأتي رواية منصور عند المؤلف [برقم 5135]، وهى عند البخاري [5969]، ومسلم [402]، والنسائي وابن ماجه وأحمد وابن حبان والدارقطني والبزار وعبد الرزاق والبيهقي وأبى عوانة=

ص: 253

5083 -

حَدَّثَنَا محرز بن عون، حدّثنا عليّ بن مسهر، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُبَاشِرِ الْمرْأَة الْمرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا حَتَّى كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا".

= وجماعة كثيرة من طرق عن منصور عن أبي وائل عن ابن مسعود به

نحو رواية الأعمش الماضية؛ وقد اختلف في سنده على الأعمش، كما شرحناه في "غرس الأشجار". واللَّه المستعان.

5083 -

صحيح: أخرجه البخاري [4943]، وأبو داود [2150]، والترمذي [2792]، وأحمد [1/ 380، 387، 443، 462، 464]، والطيالسي [268]، والنسائي في "الكبرى"[9231]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 127]، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"[رقم [2085]، والشاشي [رقم 492، 94، 497، 499]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود به

وزاد أحمد والشاشي في رواية لهما بأوله: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما؛ فإن ذلك يُحْزِنُه

).

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: والزيادة الماضية في أوله: تأتى وحدها من هذا الطريق عند المؤلف [برقم 5220، 5255]، وهى أيضًا عند مسلم [2184]، وأبى داود [4851]، والترمذي [2825]، وابن ماجه [3775]، والدارمي [2657]، والحميدي [109]، وأحمد [1/ 375، 431]، والبخاري في "الأدب المفرد"[رقم 1169]، والبزار [5/ 1693]، البحار الزخار]، وجماعة كثيرة؛ وللأعمش في تلك الزيادة إسناد آخر، يأتي عند المؤلف [5625]، وقد تابعه عليها وحدها: منصور بن المعتمر وعاصم بن بهدلة كلاهما عن أبي وائل عن ابن مسعود به

ورواية منصور عند البخاري [5932]، ومسلم [2184]، وجماعة كثيرة؛ وكذا تابعا الأعمش أيضًا على أصل الحديث مع الزيادة المذكورة:

1 -

ورواية منصور عند البخاري [4942]، وابن حبان [4161]، وابن أبي شيبة [17590]، والنسائي في "الكبرى"[9231]، والشاشي [498]، وأبى الفضل الزهري في "حديثه"[رقم 411]، وابن حزم في "المحلى"[11/ 392]، وغيرهم؛ وهو عندهم دون الزيادة المشار إليهما؛ وهو بها عند أحمد [1/ 438، 1440] والمؤلف [برقم 5132]، والبيهقي في "سننه"[13341]، وابن عبد البر في "التمهيد"[15/ 293]، و [15/ 294]، وغيرهم؛ وزاد أحمد في رواية له:(إلا أن يكون بينهما ثوب) وهذه الزيادة عند ابن عبد البر بلفظ: (في ثوب واحد).=

ص: 254

5084 -

حَدَّثَنَا أبو هشام الرفاعى محمد بن يزيد بن رفاعة، حدّثنا أبو بكر بن عياش، حدّثنا يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَجِئُ رَايَاتٌ سُودٌ مِنْ قِبَلِ المشْرِقِ، وَتَخُوضُ الخيْلُ الدِّمَاءَ إِلَى ثُنَّتِهَا، يُظْهِرونَ الْعَدْلَ وَيَطْلُبُونَ الْعَدْلَ فَلا يُعْطَوْنَهُ، فَيَظْهَرُونَ، فَيطْلَبُ مِنْهُمُ الْعَدْلُ، فَلا يُعْطونَهُ".

2 - ورواية عاصم: عند ابن حبان [4160]، - وليس عنده الزيادة - وأحمد [1/ 460]، والمؤلف [برقم 5114]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10419]، والشاشي [رقم 491]، وغيرهم، وزاد أحمد والمؤلف في آخره: زيادة أخرى، قد توبع عليها عن أبي وائل كما يأتي ذكر ذلك هناك بعون الله وتوفيقه؛ وهو المستعان.

5084 -

منكر: أخرجه أبو الشيخ الأصبهانى في "الفتن" كما في "اللآلئ المصنوعة"[1/ 400]، من طريق عبدان الأهوازي عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبي بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد القرشي عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود به نحوه مرفوعًا دون جملة الخيل والدماء.

قال ابن كثير في "البداية"[6/ 246]، بعد أن ساقه من طريقه المؤلف:"وهذا إسناد حسن" كذا قال، ولم يفعل شيئًا، لأن يزيد بن أبي زياد القرشي وإن كان صدوقًا في الأصل؛ إلا أنه كبر وتغير حتى صار يتلقن تلك المناكير والبواطيل التى لا تطاق، ومنها هذا الحديث، وكلام النقاد فيه معروف! ولم يخرج له مسلم إلا مقرونًا بغيره؛ كما جزم به أبو الحجاج الحافظ في ترجمته من التهذيب [32/ 140].

وحديثه هنا: قد أخرجه ابن ماجه [4082]، وجماعة كثيرة، ولكن في سياق آخر أتم سياقًا وألفاظًا، وقد أنكره عليه: الإمام أحمد وشيخه وكيع وأبو أسامة حماد بن أسامة وغيرهم، وللحديث طرق أخرى عن إبراهيم النخعي بإسناده به نحوه .... ، وكلها مناكير معلولة، وله شواهد لا يصح منها شيء قط، وإن كان بعضها ظاهره الصحة، ولعلنا نبسط الكلام على هذا الحديث وشواهده في مكان آخر. واللَّه المستعان.

وراجع: "الضعيفة"[34011/]، و"الفوائد المجموعة"[ص 412/ الطبعة العلمية/ تعليق المعلمي اليمانى]، و"اللآلئ المصنوعة"[1/ 399 - 400]، والإرشادات [ص 112، 113، 114/ طبعة ابن تيمية]، للشيخ المحقق الناقد البصير: طارق بن عوض الله المصري.

ص: 255

5085 -

حَدَّثَنَا أبو هشام الرفاعي، حدّثنا الوليد بن عقبة الشيباني، حدّثنا زائدة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فإذا فيه نسوةٌ من الأنصار، فأتاهن، فوعظهن، وذكَّرهن، وقال:"مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ يَمُوتُ لَهَا ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، إِلا دَخَلْتِ الجَنَّةَ"، فقالت: امرأةٌ من أجلِّهن: يا رسول الله، أرأيت ذات الاثنين؟ فقال:"مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ يَمُوتُ لَهَا اثْنَانِ إلا دَخَلْتِ الجَنَّةَ".

5085 - صحيح: أخرجه أحمد [1/ 421]، والبزار [5/ رقم 1729/ البحر الزخار]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10414]، وفي "الأوسط"[6/ رقم 6076]، والنسائي في "جزء فيه مجلسان من إملائه"[رقم 8]، وغيرهم من طرق عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به نحوه

وفي سياق البزار اختصار، ولفظه:(ما من مسلم يموت له ثلاثة لم يبلغوا إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياه، قيل: واثنان؟! قال: واثنان) وهو عند النسائي بشطره الأول فقط، دون قوله: (فقالت امرأة من أجلهن: يا رسول الله

إلخ).

قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا الهيثم بن جهم).

قلتُ: وليس كما قال، بل تابعه حماد بن سلمة عند أحمد، وكذا تابعه زائدة بن قدامة عند الآخرين؛ وخالفهم جميعًا حماد بن زيدٍ، فرواه عنه أحمد بن إبراهيم الموصلى فقال: عن حماد عن عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به

فجعل شيخ عاصم فيه (زرا) بدل: (أبي وائل) هكذا ذكره الدارقطني في "العلل"[5/ 58]، وخولف فيه هذا الموصلي، خالفه أبو الربيع الزهراني وعبيد الله القواريري وابن أبي إسرائيل، ثلاثتهم رووه عن حماد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود به موقوفًا عليه، ولم يرفعوه، هكذا ذكره الدارقطني أيضًا [5/ 58].

فهذان لونان من الاختلاف على حماد في سنده، ولون ثالث، فرواه عنه بعضهم فقال: عن حماد عن عاصم عن أبي وائل به مرسلًا، ليس فيه:(ابن مسعود) هكذا ذكره أبو حاتم الرازي كما في "العلل"[رقم 1041]، وقول الجماعة عن عاصم هو الأصح كما أشار إليه أبو حاتم.

أما الدارقطني: فإنه قال في ختام كلامه في "العلل"[5/ 58]: (ولعل عاصمًا حفظ عنهما) يعنى حفظه عن زر وأبي وائل، وهو محتمل؛ إلا أنه لم يبين كيف حفظه عاصم عن زر؟! هل سمعه منه موقوفًا أم مرفوعًا؟! =

ص: 256

5086 -

حَدَّثنا أبو هشام الرفاعي، قال: حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا أبو حنيفة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الْحجِّ الْعَجُّ وَالثَّجُّ، فَأَمَّا الْعَجُّ: فَالتَّلْبِيَةُ، وَأَمَّا الثَّنيُّ: فَنَحَرُ الْبُدْنِ".

= وللحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة به نحوه

مضى منها حديث أبي سعيد [برقم 1279]، وهو حديث صحيح ثابت؛ بل له طريق آخر عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قدم ثلاثة لم يبلغوا الحلم كانوا له حصنًا حصينًا من النار، قال أبو ذر: قدمت اثنين، قال: واثنين، فقال أبي بن كعب سيد القراء: قدمت واحدًا، قال: وواحدًا، ولكن إنما ذاك عند الصدمة الأولى) أخرجه الترمذي [1061]- واللفظ له - وابن ماجه [1606]، وأحمد [1/ 375، 429]، والطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 7868]، والمؤلف [برقم 5116]، والبيهقي في "الشعب"[7/ رقم 9749، 9750]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 209]، وابن عساكر في "تاريخه"[7/ 335]، وغيرهم من طريق العوام بن حوشب عن أبي محمد مولى عمر بن الخطاب عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه ابن مسعود به

وليس عند بن ماجه ذكر الصدمة.

قال الترمذي: "هذا حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه".

قلتُ: وهو كما قال، وفيه علة أخرى، وهى جهالة أبي محمد مولى عمر بن الخطاب، فهو شيخ غَمْر لا يُعْرَف، ونكرة لا تتعرف، والحديث ضعيف بهذا السياق، وقد ضعفه الحافظ في "الفتح"[3/ 119]، ويغنى عنه الطريق الأول. واللَّه المستعان.

5086 -

ضعيف: أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 1319]، وأبو يوسف في "الآثار"[رقم 451]، وابن المقرئ في "مسند أبي حنيفة" كما في "التلخيص الحبير"[2/ 523 / الطبعة العلمية]، وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة أيضًا [رقم 285]، وغيرهم من طرق عن أبي حنيفة عن قيس بن مسلم الجدلي عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود به

وعند ابن أبي شيبة: (فأما العج: فالتلبية، وأما الثج .. فنحر الإبل) وليس هذا التفسير عند أبي نعيم.

قال الهيثمي في "المجمع"[3/ 509]: "رواه أبو يعلى، وفيه رجل ضعيف".

قلتُ: يعنى أبا حنيفة، وإنما لم يُصرِّح الهيثمي بذلك؛ مراعاة منه لشيوخه وأصحابه من الحنفيين، وخوفًا من مَقْتهم له، كما فعلوا بغيره من الأعيان، مع أن الكلام في النعمان طويل =

ص: 257

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الذيل جدًّا، والتحقيق: أنه ضعيف الحفظ في الرواية؛ إمام في الفقه والنظر والدراية، كما شزحنا ذلك شرحًا مبسوطًا في أوائل كتابنا:"المحارب الكفيل بتقويم أسنة التنكيل" وهو كالذيل والحاشية لكتاب "التنكيل" للإمام المعلمي اليماني - يرحمه الله -.

وباقى رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين؛ وانفراد أبي حنيفة عن مثل قيس بن مسلم دون متابع؛ لا يحتمل منه أصلًا، وقيس مكثر حديثًا وأصحابًا؛ وقد روى عنه الكبار: كالثوري وشعبة ومسعر ومالك بن مغول ورقبة وغيرهم؛ بل ومن فوقهم: كالأعمش وإبراهيم بن المنتشر والربيع بن لوط والركين بن الربيع وغيرهم، فأين كان هؤلاء عن رواية مثل هذا الحديث الفائدة؟! ولست أراه إلا حديثًا منكرًا من هذا الوجه.

نعم في الباب: شواهد عن جماعة من الصحابة؛ لكن لا يثبت منها شيء أصلًا، مضى منها حديث أبي بكر [برقم 117]، ومن حسنه بتلك الشواهد فقد تساهل ولا بد، وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار" وإن كنا قد حسناه فيما علقناه على حديث أبي بكر [برقم 117]، فنحن نتراجع عن ذلك هنا، بل ونزيد: بأنه لا يصح في هذا الباب حديث،.

• تنبيه: رأيت شيخ الإسلام تقى الدين القشيرى قد عزا هذا الحديث في "الإمام" كما في البدر المنير [6/ 159]، إلى ابن أبي العوام في (فضائل الإمام أبي حنيفة) من طريق أبي أسامة عن أبي حنيفة عن قيس بن مسلم عن طارق عن شهاب عن عبد الله بن شعيب به

،

هكذا: (عبد الله بن شعيب) وهذا تصحيف لا أدرى ممن هو؟! وصوابه (عبد الله بن مسعود) تصحف (مسعود) إلى (شعيب)، وهكذا عزاه الحافظ مغلطاى إلى ابن أبي العوام أيضًا من الطريق الماضي؛ كما نقله عنه الحافظ في "الإصابة"[4/ 128]، وتصحف عنده (قيس) يعنى ابن مسلم، إلى:(رشدين) ولا أدرى ممن هذا أيضًا، ولعله من الناسخ أو الطابع.

ثم العجب من الحافظ مغلطاي، كيف لم يطفن إلى أن (عبد الله بن شعيب) في سنده، شخص لا وجود له البتة، وإنما هو مصحف من (عبد الله بن مسعود)؟! والأعجب أن يسايره الحافظ على عدم التنبيه أو التفطن لذلك، بل أدرج (عبد الله بن شعيب)؟! هذا الرجل الأسطوري في القسم الأول من كتابه "الإصابة"[4/ 128]، لما حكاه عن مغلطاى، كفانا الله الغفلة؛ وجعلنا من أهل اليقظة؛ فإنه المستعان لا رب سواه.

ص: 258

5087 -

حَدَّثَنَا أبو هشام الرفاعي، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن أبي عبيدة، عن أبيه عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ لَيَغَارُ لِعَبْدِهِ المُؤْمِنِ، فَلْيَغَرْ لِنَفْسِهِ".

5087 - ضعيف: أخرجه الدارقطني في "العلل"[5/ 307]، من طريق أبي هشام الرفاعي عن وكيع عن الثوري عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي عن أبي عبيدة بن عبد الله بن سمعود عن أمه عن ابن مسعود به.

قلتُ: قد توبع عليه أبو هشام الرفاعي! تابعه محمد بن عبد الله بن نُمير عن وكيع عند الخرائطي في "اعتلال القلوب"[رقم 712]، وخالفهما سفيان بن وكيع، فرواه عن أبيه بإسناده به موقوفًا، ولم يرفعه.

هكذا أخرجه الطحاوي كما ذكره الذهبي في ترجمته من "التذكرة"[3/ 810]، و"سير النبلاء"[15/ 30]، وابن وكيع وإن كان فيه كلام معروف، إلا أنه قد توبع على وقفه عن أبيه، تابعه الإمام أحمد كما ذكره الدارقطني في "العلل"[5/ 307]، ثم قال:"والصحيح مرفوع".

قلتُ: يعنى عن وكيع؛ والصواب أن الوجهين كلاهما غير محفوظين، والاختلاف فيه من عبد الأعلى الثعلبي، كما يأتي؛ وقد توبع وكيع على الوقف والرفع، فتابعه على رفعه:

1 -

أبو أحمد الزبيري: ومخلد بن يزيد: عند الطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 1068]، والقضاعي في "الشهاب"[2 / رقم 1091] و [رقم 1092]، والدارقطنى في "العلل"[5/ 307]، والخليلي في "الإرشاد"[2/ 509/ انتخاب السلفي]، والطحاوي كما ذكره عنه الذهبي في ترجمته من "تذكرة الحفاظ"[3/ 809 - 810]، وفى "سير النبلاء"[15/ 30]

فهذان لونان من الاختلاف في سنده، ولون ثالث، فرواه محمد بن يزيد الرهاوي عن الثوري عن عبد الأعلى عن أبي عبيدة عن أبيه به موقوفًا، فأسقط منه:(عن أمه) ولم يرفعه.

هكذا أخرجه الخليلي في "الإرشاد"[2/ 560/ منتخب السلفي]، وسقط منه قوله:(عن أبيه) وتوبع عليه الرهاوي على هذا الوجه: تابعه أبو قتادة الحراني على مثله عن الثوري، كما ذكره الدارقطني في "العلل"[5/ 307]، ولون رابع، فرواه الفريابي عن الثوري فقال: عن حماد عن إبراهيم عن ابن مسعود به موقوفًا عليه، هكذا أخرجه الخرائطي في "اعتلال القلوب"[رقم 713].

ص: 259

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهذا الوجه أراه وهمًا من الفريابي، والمحفوظ عن الثوري أنه يروى هذا الحديث عن عبد الأعلى الثعلبي، وهو المضطرب فيه على تلك الأوجه الماضية، فقد ضعفه الجماعة، ومشاه من لم يعرفه.

وقد قال أبو زرعة: (ضعيف الحديث، ربما رفع الحديث، وربما وقفه) وهو من رجال الأربعة؛ وبه أعله الهيثمي في "المجمع"[4/ 599]، وأقره المناوي في "الفيض"[2/ 305]، ثم نقل عن ابن القطان أنه أعله بعلة أخرى، فقال: "قال ابن القطان: والحديث لا يصح؛ فإن فيه أبا عبيدة عن أمه زوج ابن مسعود، ولا يعرف لها حال، وليست زينب امرأة عبد الله الثقفية؛ لأن تلك صحابية

" وقد تحرف قوله: "ولا يعرف لها حال .. " في "الفيض" إلى: (ولا يعرف لهما) بالتثنية، فلم يفطن لذلك الإمام في "الضعيفة" [7/ 129]، وتعقب ابن القطان بكون أبي عبيدة ثقة معروف، وليس تعقبه بشيء؛ لما عرفت؛ ويَبْعُد أن يكون ابن القطان ممن يجهل ثقة أبي عبيدة، مع توثيق جماعة له؛ واحتجاج الشيخين به البتة، والحديث ضعيف بهذا اللفظ، والمحفوظ عن ابن مسعود إنما هو مثل السياق الآتى [برقم 5123، 5169، 5178]. واللَّه المستعان.

• تنبيه مهم: سقط من سند المؤلف من الطبعتين: (عن أمه) يبن أبي عبيدة، والصواب إثباتها؛ فهى كذلك عند الدارقطني في "العلل" وهو يرويه من طريق أبي هشام الرفاعي - شيخ المؤلف - بسنده مثل المؤلف سواء

وأنا أستبعد أن يكون قد اختلف على أبي هشام في سنده، ولم يفطن الإمام لذا في "الضعيفة"[7/ 129]، بل وزاد عزوه للطبراني والقضاعي دون قوله:(عن أمه) في الإسناد، مع كون ذلك ثابتًا في "أوسط الطبراني" و"شهاب" القضاعي، ثم سوَّغ الإمام ما رآه؛ بكون أبي عبيدة روايته عن أمه غير معروفة، وقال:"ولعله - يعنى قوله: "عن أمه" - خطأ من بعض الرواة أو النساخ".

قلتُ: بل هذا خطأ منك يا إمام، وكان الأولى به أن ينفى الشهرة عن رواية أبي عبيدة عن أمه دون المعرفة، إلا أن يكون قد عنى بذلك معرفته بنفسه، وليس الدارقطني - مثلًا - ممن يجهل ذلك؛ حتى يسوق الاختلاف في سند هذا الحديث بـ (علله) ولا ينبه على مثل ما احتمله الإمام مما ليس له وجود إلا في مخيلته وحسب، غفر الله لنا وله، وجمعنا به في جنات النعيم.

ص: 260

5088 -

حَدَّثَنَا أبو هشام الرفاعي، حدّثنا أبو بكر بن عياش، حدّثنا الحسن بن عمرو الفقيمي، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ الْمُؤْمِن بِالطَعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْبَذِيءِ، وَلا الْفَاحِشِ".

5088 - صحيح: أخرجه أحمد [1/ 416]، والحاكم [1/ 57]، والبخاري في "الأدب المفرد"[رقم 312]، وابن حبان [192]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10483]، والبيهقي في "الشعب"[4/ رقم 5149]، وفي "سننه"[20583]، وابن أبي الدنيا في "الصمت"[رقم 321]، وابن أبي عاصم في "السنة"[2 / رقم 1014]، والمزى في تهذيبه [25/ 650]، والإسماعيلى في "المعجم"[رقم 183]، وغيرهم من طريق أبي بكر بن عياش عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي عن أبيه عن ابن مسعود.

قال الحاكم: "على شرطهما".

قلتُ: ما هو على شرط أحدهما فضلًا عنهما معًا، فإن محمد بن عبد الرحمن ليس من رجال الشيخين أو أحدهما، والحسن بن عمرو من رجال البخاري وحده، والإسناد قوى على كل حال؛ فإن رجاله كلهم ثقات مأمونون؛ وأبو بكر بن عياش فيه كلام معروف من قبل حفظه؛ لكونه قد تغير قليلًا بآخرة، ولم ينفرد به، بل تابعه عليه عبد الرحمن بن مغراء عن الحسن بن عمرو بسنده به سواء

، وأخرجه البزر [5/ رقم 1914/ البحر الزخار]، وقال "وهذا الحديث رواه عن الحسن بن عمرو بهذا الإسناد: أبو بكر بن عياش وعبد الرحمن بن مغراء" وقال الهيثمي في "المجمع" [1/ 280]: "رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مغراء، وثقه أبو زرعة وجماعة، وضعفه ابن المديني، وبقية رجاله رجال الصحيح".

قلتُ: وهو كما قال؛ لكنه متابع عليه كما مضى، وهو من رجال الأربعة، وللحديث طريق آخر يرويه محمد بن سابق التميمي عن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به

أخرجه الترمذي [1977]، وأحمد [1/ 404]، والحاكم [1/ 57]، والبخاري في "الأدب المفرد"[رقم 332]، والطبراني في "الأوسط"[2 / رقم 1814]، وفي "الدعاء"[رقم 2074]، والبزار [4/ رقم 1523/ البحر الزخار]، وابن أبي شيبة [30338]، والبيهقي في "سننه"[20929]، والمؤلف [برقم 5369]، وأبو نعيم في "الحلية"[5/ 235] و [5/ 58]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 338 - 339]، وغيرهم من طرق عن محمد بن سابق به. =

ص: 261

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، وقد روى عن عبد الله من غير هذا الوجه) وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين) قال الإمام في "الصحيحة" [1/ 571]: (ووافقه الذهبي، وهو كما قالا).

قلتُ: كلا، بل ظاهره على شرط البخاري وحده، ولم يحتج مسلم برواية محمد بن سابق عن إسرائيل، ولا برواية إسرائيل عن الأعمش، ثم إن الحديث معلول جدًّا من هذا الوجه، فقد اختلف في سنده ووقفه ورفعه، كما شرحه الخطيب في "تاريخه"[5/ 339 - / ترجمة محمد بن سابق]، ونقل عن ابن المديني أنه قال:"هذا منكر من حديث إبراهيم بن علقمة، وإنما هذا من حديث أبي وائل من غير حديث الأعمش".

قلتُ: وحديث أبي وائل قد اختلف عليه في رفعه ووقفه، كما ذكره الدارقطني في "العلل"[5/ 92]، ثم قال:(والموقوف أصح) وقد قال الطبراني عقب روايته: "لم يرو هذا الحديث عند الأعمش عن إبراهيم عن علقمة إلا إسرائيل، تفرد به محمد بن سابق" ومثله قال البزار عقب روايته أيضًا.

وابن سابق وإن وثقه جماعة؛ فقد ضعفه ابن معين، وغمزه غيره، وهذا الحديث مما أنكر عليه، كما قاله الذهبي في ترجمته من "الميزان"[3/ 555]، وبه أعله ابن القطان الفاسي كما نقله عنه المناوي في الفيض [5/ 360]، إلا أنه بالغ - كعادته - وضعف الرجل البتة، وليس كما قال، والتحقيق أنه (صدوق له أوهام) فحديثه على السلامة ما لم يخالف من هو أوثقه منه؛ أو ينفرد عن "الثقات" بما ينكره عليه النقاد، مثل هذا الحديث، فهنا يطرح ما تفرد به أو خولف، وقد خولف فيه عن إسرائيل، خالفه إسحاق بن زياد العطار، فرواه عن إسرائيل فقال: عن محمد بن عبد الرحمن عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به

هكذا أخرجه الخطيب في "تاريخه"[5/ 339]، من طريق يعقوب بن شيبة الحافظ عن إسحاق بن زياد به.

قلتُ: وإسحاق هذا كوفي صدوق كما قاله الخطيب قبل روايته؛ فلا يضره بعد ذلك قول الإمام في "الصحيحة"[رقم 320]: "إسحاق بن زيدٍ العطار هذا: لم أجد من ذكره سوى الخطيب في هذا الموضع" وقد بين لنا الخطيب حاله وكفى، ورجاله كلهم ثقات مشاهير سوى:(محمد بن عبد الرحمن) فقد قال الخطيب عقب روايته: "لم يزد يعقوب بن شيبة في ذِكْرِ "محمد بن عبد الرحمن" على هذا، ولم يعرفه، ولا قال: إنه ابن أبي ليلى".=

ص: 262

5089 -

حَدَّثَنَا أبو هشام، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن السدي، قال: سألت مُرَّةَ الهمداني عن قوله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71]، فحدثنى أن عبد الله حدثهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"يرِدُونَ عَلَى الصِّرَاطِ وَيَصْدُرُونَ عَنْهُ بِأَعْمَالِهِمْ، فَأَوَّلُهُمْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ، ثمَّ كَحُضْرِ الْفَرَسِ، ثُمَّ كَالرَّاكِبِ فِي رَحْلِهِ، ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُلِ، ثُمَ كَمَشْيِهِ".

= قلتُ: هو ابن أبي ليلى إن شاء، لكونه المعروف بالرواية عن الحكم بن عتيبة؛ ويؤيده: أن إسماعيل بن زبان قد روى هذا الحديث عن صباح بن يحيى المزني عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن علقمة عن ابن مسعود به

عند الحاكم [1/ 58]، وخيثمة الأطرابلسي في "حديثه"[ص 78/ 77].

وابن أبي ليلى مشهور بسوء حفظه، وليس الحديث محفوظًا من هذا الوجه كما أشار ابن المديني فيما نقلناه عنه سابقًا، ثم جاء حفص بن غياث وروى هذا الحديث عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به .... ، هكذا أخرجه البزار [5/ رقم 1915/ البحر الزخار]، وقال:"لا نعلم رواه عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن إلا حفص بن غياث".

قلتُ: وهو إمام فقيه؛ لا أنه قد تغبر حفظه قليلًا بآخرة؛ وقد تكلم بعضهم في روايتهم عن الأعمش، وليس هو من المقدمين في أصحابه، ولم يفعل في روايته شيئًا، سوى أن شهد على نفسه بالغلط، لأن الحديث قد أنكره ابن المديني من حديث إبراهيم النخعي أيضًا كما مضى؛ فالحاصل: أنه ليس محفوظًا عن الأعمش؛ ولا إبراهيم؛ ولا علقمة.

وللحديث شاهد من رواية أبي هريرة به مثله

عند البيهى في "الشعب"[4/ رقم 5150]، وسنده حسن صالح؛ وشاهد ثانٍ من رواية عبد الله بن عمرو به مثله

عند البيهقى أيضًا في "الشعب"[5/ رقم 6676]، وسنده حسن أيضًا

واللَّه المستعان.

5089 -

حسن: أخرجه الترمذي [3159]، وأحمد [1/ 434]، والدارمي [2810]، والحاكم [2/ 407] و [4/ 629]، والبيهفى في "الاعتقاد"[ص 203 - 204]، وغيرهم من طريق إسرائيل بن يونس عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن مرة بن شراحيل الهمداني عن عبد الله بن مسعود به

وهو عند أحمد مختصرًا بالفقرة الأولى منه فقط بلفظ: (يرد الناس النار كلهم، ثم يصدرون عنها بأعمالهم) ونحو هذه الفقرة عند الجميع في أوله دون المؤلف، وزادوا جميعًا عقب الفقرة الأولى قوله:(فأولهم كلمح البرق). =

ص: 263

5090 -

حَدَّثَنَا أبو هشام الرفاعي، حدّثنا أبو بكر، حدّثنا عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ يَجْعَل لِلَّه ندًّا، أَدْخَلَهُ النَّار"، قال [أبو] عبد الرحمن: وأخرى قلتها: من مات لا يجعل للَّه ندًا، أدَخَله الله الجنة، "وإِنَّ هَذِهِ

= قال الترمذي: "هذا حديث حسن، ورواه شعبة عن السدي فلم يرفعه" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم" قال الإمام في "الصحيحة"[1/ 557]: "ووافقه الذهبي، وهو كما قالا".

قلتُ: لا وربى، فإن مسلمًا لم يحتج برواية السدي عن مرة الهمداني، وكون رجال الإسناد من رجال مسلم؛ لا يدل ذلك على كونه على شرطه كما هو معلوم، والإمام كثيرًا ما يسهو عن ذلك، ويتابع الحاكم على أغلاطه وأوهامه.

* والصواب: أن الإسناد حسن، فرجاله ثقات سوى السدي وحده؛ فهو صدوق متماسك؛ وقد رواه عنه شعبة بالفقرة الأولى منه فقط، مرفوعًا وموقوفًا، إلا أن شعبة ترك رفعه أخيرًا، وكان يوقفه عمدًا، كما صرح هو بنفسه عقب روايته عند الترمذي [3160]، ونحوه عند أحمد [1/ 433]، وقد ذكر الدارقطني في "العلل"[5/ 272]، الاختلاف في رفعه ووقفه على السدي، ثم قال:"ويحتمل أن يكون مرفوعًا".

قلتُ: القول قول من أسنده وجَوَّده، وشعبة نفسه قد اعترف أنه هو الذي كان يوقفه، وإنما سمعه من السدي مرفوعًا؛ فيحتمل أنه كان يخشى أن يكون السدي قد وهم في رفعه، وأن الصواب وقفه، لكنه لم يصرح بذلك، فليس لنا أن نجزم بهذا هنا، ورواه أسباط بن نصر عن السدي بسنده به موقوفًا في سياق طويل، عند ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"[5/ 254/ طبعة دار طيبة].

وأسباط ليس بقوى على التحقيق، وكذلك رواه الحاكم بن ظهير عن السدي به موقوفًا أيضًا، إلا أنه رفع بعضًا من آخره فقط، ذكره ابن رجب في "التخويف من النار"[ص 249]، ثم قال:"والحكم بن ظهير ضعيف".

قلتُ: بل هو متروك واه، بل كذبه ابن معين وغيره، وهو من رجال الترمذي وحده، واللَّه المستعان لا رب سواه.

5090 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 402، 407]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 104116]، والخطيب في "الفصل للوصل"[1/ 219، 220]، وغيرهم من طرق عن=

ص: 264

الصَّلَوَاتِ الحقَائِقَ كَفَّارَاتٌ لمَّا بَيْنَهُنَّ مِنَ الْخطَايَا مَا اجْتُنِبَ المقْتَلُ" قال أبو بكر: يعنى: الكبائر.

= أبي بكر بن عياش عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به

وليس عند الطبراني الفقرة الثانية من كلام ابن مسعود، ولفظه في آخره:(ما اجتنب الكبائر) بدل قوله: (ما اجتنب المقتل).

قلتُ: وسنده حسن صالح؛ أبو بكر بن عياش قوى الحديث، وشيخه عاصم: صدوق متماسك؛ وقد توبعا عليه كما يأتي؛ ورواه أحمد بن عبد الجبار العطاردي عن أبي بكر بن عياش فوهم عليه في سنده ومتنه، كما بينَّه الخطيب في "الفصل للوصل"[1/ 217/ 218]، والعطادري ضعيف عندهم، وقد توبع عليه أبو بكر بن عياش عن عاصم.

1 -

تابعه أبو أيوب الإفريقي على مثله به

دون الفقرة الأخيرة المتعلقة بالصلوات، أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10410]، وهو عنده في "الأوسط" أيضًا [2/ رقم 2211]، ولكن دون الفقرة المتعلقة بكلام ابن مسعود، وأبو أيوب الإفريقى: هو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، الشيخ الصالح الضعيف المشهور.

2 -

وتابعه حماد بن شعيب على نحوه عند الخطيب في "الفصل"[1/ 221 - 222]، بإسناد مستقيم إليه، لكن حمادًا شيخ واه.

3 -

وتابعه أيضًا: الهيثم بن جهم على مثله دون الفقرة الأخيرة المتعلقة بالصلوات، عند الخطيب في الفصل [1/ 222]، بإسناد مغموز إليه، والهيثم شيخ صدوق.

وقد توبع عليه عاصم بن بهدلة على نحوه عن أبي وائل عن ابن مسعود به

دون الفقرة المتعلقة بالصلوات، تابعه الأعمش ومغيرة بن مقسم وسيار أبو الحكم؛ ورواية الأعمش تأتي عند المؤلف [برقم 5198].

والفقرة الأخيرة: المتعلقة بالصلوات: ظاهرها أنها موقوفة من قول ابن مسعود، وليست مرفوعة، لكن لها طريق آخر عن ابن مسعود به مرفوعًا، يرويه صالح بن موسى الطلحي عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود به نحوه مرفوعًا، أخرجه البزار [5/ رقم 1704/ البحر الزخار] والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع"[2/ 32]، وقال البزار:"وهذا الحديث لا نعلم راوه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا عبد الله بن مسعود، ولا نعلم حَدّث به عن الأعمش مسندًا إلا صالح بن موسى، وهو لين الحديث".=

ص: 265

5091 -

حَدَّثَنَا أبو هشام، حدّثنا حسين بن عليّ، عن زائدة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقيل: يا رسول الله، إن فلانًا نام الليلة حتى أصبح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ".

= قلتُ: بل هو ساقط الحديث، تركه غير واحد من النقاد، وبه أعله الهيثمي في "المجمع"[2/ 32]، وقد خولف في وصله، فقال البزار:"وقد روى هذا الحديث غير واحد عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله موقوفًا".

قلتُ: هكذا رواه الثوري وأبو معاوية ووكيع وزائدة وغير واحد من أصحاب الأعمش عنه به موقوفًا، ورواياتهم عند عبد الرزاق [147]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم [874] و [رقم 8740]، وابن أبي شيبة [7644]، وغيرهم؛ وهذا هو المحفوظ عن الأعمش بلا ريب؛ لكن غامر بعض الضعفاء، ورواه عن شعبة عن الأعمش به مرفوعًا، هكذا ذكره الدارقطني في "العلل"[5/ 101]، ثم قال:(والصحيح موقوف). وهو كما قال؛ لكن لتلك الفقرة شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة به

مرفوعًا، يأتي منها حديث ابن عمر [برقم 6486].

5091 -

صحيح: أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"[رقم 783]، من طريق أبي هشام الرفاعي محمد بن يزيد عن حسين بن عليّ الجعفي عن زائدة بن قدامة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد لا يثبت، وأبو هشام الرفاعي ليس بالقوى عندهم، بل قال البخاري:(رأيتهم مجمعين على ضعفه) وهو من رجال "التهذيب" وقد خولف في سنده، خالفه ابن أبي شيبة، فرواه عن حسين الجعفي فقال: عن زائدة عن منصور - هو ابن معتمر - عن أبي وائل عن ابن مسعود به

، فجعل شيخ زائدة فيه:(منصور) بدل: (عاصم)، هكذا أخرجه في المصنف [6612].

وهذا هو المحفوظ عن زائدة: وفكذا رواه عنه يحيى بن أبي بكير وشجاع بن الوليد ومعاوية بن عمر وغيرهم عند: الطحاوي في "المشكل"[10/ 30]، والشاشي [رقم 552]، والبيهقي في "الشعب"[3/ رقم 3102]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 963]، وتمام في "فوائده"[1/ رقم 660].=

ص: 266

5092 -

حَدَّثَنَا أبو هشام، حدّثنا عبيد الله، حدّثنا إسرائيل، عن منصور، عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"الطِّيَرَة: الشِّرْك، وَمَا مِنَّا إِلا .... ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ".

= وتوبع عليه زائدة: تابعه أصحاب منصور بن المعتمر عنه به .... عند البخاري [1093، 3097]، ومسلم [774]، والنسائي [1608]، وابن ماجه [1330]، وأحمد [1/ 427]، والبزار [5/ رقم 1667، 2049/ البحر الزخار]، وأبى نعيم في "الحلية"[9/ 325]، والمؤلف [برقم 5156]، وأبى عوانة [رقم 2218]، والبغوي في "شرح السنة"[4/ 41]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2501]، وابن نصر في "قيام الليل"[رقم 93/ مختصره]، والكلاباذي في "بحر الفوائد"[ص 275]، وغيرهم، وله طرق أخرى عن ابن مسعود به.

5092 -

صحيح: أخرجه أبو داود [3910]، والترمذي [1614]، وابن ماجه [3538]، وأحمد [1/ 389، 438، 440]، وابن حبان [6122]، والحاكم [1/ 64] و [1/ 65]، والبخاري في "الأدب المفرد"[رقم 909]، والطياليسي [356]، والبزار [5/ رقم 1840/ البحر]، وابن أبي شيبة [26391]، والبيهقي في "سننه"[16294]، وفي الشعب [2/ رقم 1167]، والطحاوي في "شرح المعاني"[4/ 312]، وفي "المشكل"[2/ 92] و [4/ 20 - 209]، وابن الجعد [488]، وابن أبي الدنيا في التوكل [رقم 41، 42]، والبغوي في "شرح السنة"[12/ 178]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 463]، والشاشي في "مسنده"[رقم 596، 597، 598، 599، 650]، وغيرهم من طرق عن سلمة بن كهيل عن عيسى بن عاصم الأسدي عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته".

قلتُ: وصححه الذهبي والعراقى في "أماليه" كما في "فيض القدير"[4/ 294]، وهو كما قالوا؛ فرجاله رجال الشيخين سوى عيسى بن عاصم، وقد وثقوه، والحديث رواه شعبة والثوري ويحيى بن سلمة بن كهيل ومنصور بن المعتمر كلهم عن سلمة بن كهيل به

لكن اختلف في سنده على منصور، فرواه عنه إسرائيل وجرير على الوجه الماضي، وهو المحفوظ عنه؛ وخالفهما عمرو بن أبي قيس الرازي، فرواه عن منصور فقال: عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله به

=

ص: 267

5093 -

حَدَّثَنَا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، حدّثنا أبي، حدّثنا يزيد بن سنان، عن زيدٍ بن أبي أنيسة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فِي هَذَا الْوَادِى مُحْرِمًا بَيْنَ قَطَوَانِيَّتَيْنِ".

= هكذا ذكره الدارقطني في "العلل"[5/ 245]، ثم قال عن عمرو: "ووهم وهمًا قبيحًا، والصواب: عن منصور عن سلمة بن كهيل عن عيسى بن عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله

" وهو كما قال.

• تنبيه مهم: قوله في الحديث: (وما منا إلا

ولكن الله يذهبه بالتوكل) جزم سليمان بن حرب بكونه مدرجًا من كلام ابن مسعود، كما نقله الترمذي عن البخاري عنه .... عقب روايته في "سننه" وكذا في "العلل"[رقم 299]، وبذلك جزم المنذرى في "الترغيب"[4/ 33]، وابن القيم في "مدارج السالكين"[2/ 492]، وفي "مفتاح دار السعادة"[2/ 234]، واختاره الحافظ في "الفتح"[10/ 213]، ونصره في "النكت على ابن الصلاح"[2/ 826 - 827]، لكن اعترض ابن القطان الفاسى دعوى الإدراج، كما نقله عنه المناوي في الفيض [4/ 294]، وقال:"كل كلام مسوق في سياق لا يقبل دعوى درجه إلا بحجة" وتابعه الإمام في "الصحيحة"[رقم 429]، وقال:"ولا حجة هنا في الإدراج، فالحديث صحيح بكامله".

قلتُ: بل ثم حجة ناهضة على الإدراج، وهى في قول الحافظ في "النكت" [2/ 827]:"والحكم على هذه الجملة بالإدراج متعين؛ وهو يشبه ما قدمناه في المدرك الأول للإدراج، وهو ما لا يجوز أن يضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لاستحالة أن يضاف إليه شيء من الشرك".

يعنى لأن الطيرة شرك، وهذ يستحيل أن يقوله نبى، فضلًا عن إمام التوحيد صلى الله عليه وسلم، وبهذا يستبين صحة دعوى الإدراج.

5093 -

ضعيف بهذا التمام: أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10255]، وفي "الأوسط"[6/ رقم 6487]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 189]، من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه عن يزيد بن سنان عن زيدٍ بن أبي أنيسة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.

قال الطبراني: "لم يرو هذ الحديث عن عاصم إلا زيدٍ بن أبي أنيسة، ولا عن زيد إلا يزيد بن سنان، تفرد به يحيى بن سعيد الأموي".=

ص: 268

5094 -

حَدَّثَنَا وهب بن بقية الواسطي، حدّثنا خالدٌ، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّهُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسرَائِيلَ كَانَ إِذَا عَمِلَ الْعَامِلُ مِنْهُمْ بِالْخَطِيئَةِ نَهَاهُ النَّاهِي تَعْذِيرًا، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَالَسَهُ، وَآكَلَهُ، وَشَارَبَهُ، كَأَنْ لَمْ يَرَهُ عَلَى الخطِيئَةِ بِالأَمْسِ، فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ضَرَبَ بِقُلُوبِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، وَلَعْنَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ دَاوُدَ، وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ذَلِكَ بمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، وَالَّذِي نَفْسِى بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالمعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَأطُرُنَّهُ [عَلَى] الحقِّ أَطْرًا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِكُمْ بِبَعْضٍ، وَيَلْعَنَكُمْ كمَا لَعَنَهُمْ".

5095 -

حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر القواريري، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا معمر،

= قلتُ: وآفته يزيد بن سنان هذا، وهو أبو فروة الرهاوي الشيخ الضعيف المعروف، بل تركه النسائي وغيره، وكان مشهورًا برواية المناكير عن الثقات، وبه أعله الهيثمي في "المجمع"[8/ 374]، ثم عاد في موضع آخر وقال بعد أن عزاه للمؤلف والطبراني [3/ 502]:"وإسناده حسن".

هكذا أخذته الغفلة، ثم رأيت صاحبه البوصيري قد تابعه على تحسين سنده في "إتحاف الخيرة"[3/ 43]، ووجدت المنذري قد سبقهما إلى ذلك في "الترغيب"[2/ 118]، ولم يفعلوا شيئًا، والإسناد منكر على التحقيق، وقد صح الحديث من رواية ابن عباس مرفوعًا به نحوه في سياق أتم مضى عند المؤلف [برقم 2542]، لكن دون قوله:(بين قطوانتين) فهى زيادة ضعيفة؛ لضعف سندها هنا، و:(القطوانيتين) مثنى فطوانة: وهى العباءة البيضاء القصيرة الخمل، كما في "نهاية الغريب"[4/ 132]، وفي حديث ابن عباس المشار إليه:(وعليه جبة من صوف) وهذا اللفظ يقصر عن الشهادة للرواية هنا من تأمل، واللَّه المستعان.

5094 -

ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 5035].

5095 -

صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10275]، من طريق يزيد بن زريع عن معتمر بن سليمان عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به.

قال الهيثمي في "المجمع"[5/ 167]: "رواه الطبراني، ورجاله ثقات، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه".=

ص: 269

عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن عبد الله بن مسعود، أن ناسًا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن صاحبنا اشتكى، أفنكويه؟ قال: فسكت ساعةً، ثم قال:"إِنَّ شِئْتُمْ فَاكْوُوهُ، وَإِنَّ شِئْتُمْ فَارْضِفُوهُ".

= قلتُ: وفيه علل أخرى، وهى أن أبا إسحاق إمام في التدليس، وقد عنعنه، ثم إنه قد اختلط بآخرة أيضًا، وسماع معتمر منه وهؤلاء الشيوخ؛ إنما كان أخيرًا، وقد خولف معتمر في سنده، خالفه أصحاب أبي إسحاق المقدَّمين فيه، فرووه عنه فقالوا: عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به نحوه فجعلوا شيخ أبي إسحاق فيه: (أبا الأحوص) بدل: (أبي عبيدة) هكذا أخرجه أحمد [1/ 390، 406، 423، 426]، وابن حبان [6082]، والنسائي في "الكبرى"[7601]، والحاكم [4/ 238، 462]، والطيالسي [302]، وعبد الرزاق [19517]، وابن أبي شيبة [23617]، والبيهقي في "سننه"[19336، 19337]، والطحاوي في "شرح المعاني"[4/ 320]، والبغوي في "شرح السنة"[12/ 144]، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" والشاشي في "مسنده"[رقم 670، 671]، وغيرهم من طرق عن أبي إسحاق بإسناده به نحوه.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين".

قلتُ: وهو كما قال؛ وقد صرح أبو إسحاق بالسماع عند الطيالسي والنسائي؛ ورواه عنه شعبة والثوري وهما ممن سمع منه قديمًا بالاتفاق؛ وهذا الوجه هو المحفوظ عن أبي إسحاق بلا ريب.

• تنبيه: قد تصحف: (معتمر) في سند الطبراني إلى: (معمر) والصواب ما عند المؤلف: ثم نظرت: فإذا (معمر) هو الذي تصحف عند المؤلف في الطبعتين إلى (معتمر) والصواب ما عند الطبراني؛ فقد ساق البوصيري إسناد المؤلف في "إتحاف الخيرة" وفيه (حدثنا معمر

) ويؤيده أن يزيد بن زريع مشهور بالرواية عن معمر دون معتمر، نعم: قد خولف يزيد في سنده، خالفه عبد الرزاق، فرواه عن معمر مثل رواية أصحاب أبي إسحاق عنه عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به

هكذا رواية عبد الرزاق في "مصنفه" وعنه أحمد والبغوي والبيهقي؛ وهذا أصح عن معمر. واللَّه المستعان.

ص: 270

5096 -

حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا سلام بن سليمان أبو المنذر، حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنت في غنم لآل أبي معيط أرعاها، فجاءنى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر بن أبي قحافة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يَا غُلامُ، هَلْ عِنْدِكَ لَبَنٌ تَسْقِينَا؟ " فقلت: نعم، ولكنى مؤتمنٌ، قال:"فَهَلْ عِنْدِكَ شَاةٌ شصوص لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ؟ " قلت: نعم، فأتيته بشاة شصوص - قال سلام:! لم ينز عليها الفحل، وهى التى ليس لها ضرعٌ - فمسح النبي صلى الله عليه وسلم مكان الضرع وما بها ضرعٌ، [فإذا ضرعٌ] حافلٌ مملوءٌ لبنًا، وأتيته بصخرة منقعرة، فاحتلب، فسقى أبا بكر، وسقانى، ثم شرب، ثم قال للضرع:"اقْلصْ"، فرجع كما كان، قال: فأنا رأيت هذا بعينى من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، علمنى، فمسح برأسى، وقال:"بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، فَإِنَّكَ غُلامٌ مُعَلَّمٌ"، فأسلمت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما نحن عنده على حراء إذ نزلت عليه سورة المرسلات، فأخذتها، وإن فاه لرطبٌ بها، فلا أدرى بأى الآيتين خُتمتْ:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48)} [المرسلات: 48] أو: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} [المرسلات: 55]، فأخذت من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وأخذت سائر القرآن من أصحابه.

قال: فبينا نحن نيامٌ على حراء، فما نبهنا إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم:"مَنَعَهَا مِنْكُمُ الَّذِي مَنَعَكُمْ مِنْهَا"، قلنا: يا رسول الله، وما ذاك؟ قال:"حَيَّةٌ خَرَجَتْ مِنْ نَاحِيَةِ الجبَلِ".

5097 -

حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا سلام أبو المنذر، حدّثنا عاصمٌ، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، أن مسيلمة بعث رجلين أحدهما: ابن أثال بن حجر، فقال

5096 - حسن: مضى الكلام عليه [برقم 4985].

5097 -

حسن: هذا إسناد صالح، وسلام أبو المنذر: هو ابن سليمان المزني القارئ الصدوق المعروف؛ وكان من أحفص الناس لحديث عاصم بن بهدلة؛ حتى قدَّمه بعضهم على حماد بن زيدٍ فيه، وشيخه عاصم: مثله في الصدق و"المعرفة" بالقراءة مع العلم واللِّين؛ وأبو وائل هو شقيق بن سلمة الأسدي أحد العلماء العالين؛ وقد توبع عليه سلام أبو المنذر: =

ص: 271

رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَتَشْهَدَانِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ " قالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ!، لَوْ كُنْتُ قَاتِلًا وَفْدًا قَتَلْتُكُمَا".

فبينما ابن مسعود بالكوفة إذ رُفع إليه الرجل الذي مع بن أثال - وهو قريبٌ له - فأمر بقتله، فقال للقوم: وهل تدرون لم قتلت هذا؟ قالوا: لا ندرى، فقال: إن مسيلمة بعث هذا مع ابن أثال بن حجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَتَشْهَدَانِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ " قالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ! لَوْ كُنْتُ قَاتِلًا وَفْدًا قَتَلْتُكُمَا"، قال: فلذلك قتلته، قال أبو وائل: وكان الرجل يومئذ كافرًا.

= 1 - تابعه المسعود على نحوه عن عاصم مع اختصار يسير، ودون قتل ابن مسعود للرجل، وزاد في آخره من قول ابن مسعود:(فمضت السنة أن الرسل لا تقتل) أخرجه أحمد [1/ 396، 390]، والطيالسي [251]، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[5/ 52]، والشاشي في "مسنده"[رقم 684]، والبيهقي في "الدلائل"[رقم 2078]، وغيرهم من طرق عن المسعودى به.

2 -

والثوري ولكن مختصرًا بنحو الفقرة الأولى منه فقط، وهى قول النبي صلى الله عليه وسلم لرسول مسيلمة:(لولا أنك رسول لقتلتك) أخرجه أحمد [1/ 406]، وابن حبان [4878]، والمؤلف [برقم 5260]، والبزار [5/ رقم 1733/ البحر]، و [2/ رقم 1681/ كشف الأستار]، والنسائي في "الكبرى"[8676]، والبيهقي في "سننه"[18558]، وابن الجارود [1046]، والدارقنى في "العلل"[5/ 88]، وغيرهم من طرق عن الثوري عن عاصم به.

قلتُ: هكذا رواه ابن مهدى وأبو عاصم وغيرهما عن الثوري به

واختلف في سنده على أبي عاصم (فحدث بهذا الخبر: هيثم الدورى عن شيخ له عن أبي عاصم عن الثوري عن الأعمش، عن أبي وائل، وذلك وهم، والصواب عن الثوري عن عاصم) هكذا قاله الدارقطني في "العلل"[5/ 88]، وهو كما قال؛ ثم جاء أبو بكر بن عياش وخالف الجماعة في سنده عن عاصم، كما ذكرناه في "غرس الأشجار" والمحفوظ عن عاصم: هو ما رواه الثوري ومن تابعه عليه ما مضى.

وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به

باختصار، قد ذكرناها في "غرس الأشجار". =

ص: 272

5098 -

حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: "أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ"، قال: ثم أي؟ قال: "ثُمَ تُزَانِىَ حَلِيلَةَ جَارِكَ"، قال: فأنزل الله تصديقها: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان: 68].

5098 - صحيح: أخرجه أحمد [1/ 35، 431]، وابن حبان [4414]، والبزار [5/ رقم 1687]، (البحر الزخار) والنسائي في "الكبرى"[11368]، وخيثمة الأطرابلسي في "حديثه"[ص 77]، والشاشي [رقم 449، 455]، والخطيب في "الفصل للوصل"[2/ 829، 835، 831]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن عن أبي وائل عن ابن مسعود به.

قلتُ: هكذا رواه أبو معاوية - واختلف عليه - وشيبان، وأبو شهاب الحنَّاط - وحَجْوة بن مدرك - ووكيع وعبد الواحد بن زياد وعبد العزيز بن مسلم، وقران بن تمام وجماعة غيرهم، كلهم عن الأعمش على الوجه الماضي.

وخالفهم الثوري ومعمر - واختلف عليه وابن نمير وجرير بن عبد الحميد وأبو عبيدة بن معن وزيد بن أبي أنيسة وغيرهم، فرووه عن الأعمش فقالوا: عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود به مثله .... وبعضهم لم يذكر الآية، وزادوا جميعًا في آخره قبل الآية

قوله: (قلتُ: ثم أي؟! قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك) هذا لفظ رواية جرير عند المؤلف [برقم 5135]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 466]، والبخاري [6468، 7094]، ومسلم [86]، والبيهقي في "سننه"[15601]، وفي "الشعب"[4/ رقم 5316]، والواحدى في "أسباب النزول"[ص 226]، وأبى نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 258]، والشاشي [عقب رقم 455]، والطحاوي في "المشكل"[13/ 200]، والخطيب في "الفصل للوصل"[2/ 828]، وغيرهم من طرق عن جرير به

رزادو جميعًا الآية في آخره.

وهذا الوجه عن الأعمش: هو الذي صححه الدارقطني في "العلل"[5/ 222]، فقال:"والصحيح حديث عمرو بن شرحبيل" بين من رواية أبي وائل عنه عن ابن مسعود به

، لكن جنح ابن حبان إلى كون الوجهين جميعًا كلاهما محفوظان عن الأعمش، =

ص: 273

5099 -

حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ مَا يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ".

= فقال في "صحيحه"[10/ 262/ إحسان]: (ولست أنكر أن يكون أبو وائل سمعه من عبد الله، وسمعه من عمرو بن شرحبيل عن عبد الله، حتى يكون الطريقان جميعًا محفوظين).

قلتُ: ويؤيده: أن الأعمش قد توبع على الوجهين جميعًا عن أبي وائل.

1 -

فرواه واصل الأحدب والحسن بن عبيد الله النخعي كلاهما عن أبي وائل عن ابن مسعود به

دون واسطة، لكن اختلف فيه على واصل الأحدب على وجه غير محفوظ عنه، وكذا اختلف على الحسن النخعي - في رفعه ووقفه، والموقوف عنه أصح، وهذا هو الوجه الأول من متابعة الأعمش عليه.

2 -

ورواه منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود به مثله مع الزيادة التى في حديث الأعمش، عند البخاري [4207، 7082]، ومسلم [86]، وابن حبان [4415]، والنسائي في "الكبرى"[7124، 10987]، والمؤلف [برقم 5130]، وأبى نعيم في "الحلية"[4/ 146]، وفي "المستخرج على مسلم"[رقم 259]، والشاشى في "مسنده"[712]، وابن حزم في "المحلى"[11/ 228]، وغيرهم من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن منصور به.

قلتُ: وهكذا رواه الثوري وشعبة ومعمر كلهم عن منصور به

والقول بصحة الوجهين عن أبي وائل: هو الأشبه عندى.

5099 -

صحيح: أخرجه البخاري [6168، 6471]، ومسلم [1678]، والترمذي [1396، 1396]، والنسائي [3992]، وابن ماجه [2615]، وأحمد [3881/، 442]، وابن حبان [7344]، والطيالسي [269]، والبزار [5/ رقم 1678/ البحر]، وابن أبي شيبة [27948، 35867]، والبيهقي في "سننه"[10638]، وفي "الشعب"[4/ رقم 5325، 5326، 5339، 5340]، والقضاعي في "الشهاب"[1/ رقم 212]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 87، 88، 127]، وأبو عوانة [رقم 6166، 6167، 6168، 6169، 6170]، والشاشي في "مسنده"[رقم 516، 517، 518، 519، 525]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحو.

قال الترمذي: "حديث عبد الله حسن صحيح، وهكذا رواه غير واحد عن الأعمش مرفوعًا، وروى بعضهم عن الأعمش ولم يرفعوه". =

ص: 274

5100 -

وَعَنِ الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، حدّثنا عبد الله، حديثين: أحدهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والآخر عن نفسه، قال:"إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ لَيَرَى ذُنُوبَهُ كذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ قَالَ لَهُ: هَكَذَا".

قال: وقال: "لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ مِنْ رَجُلٍ نَزلَ بِدَوِّيَّةٍ مُهْلِكَةَ عَلَيْهِ، مَعَهُ راحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعُامُهُ وَشَرَابه، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَام نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ وَقدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَانْطَلَقَ فِي طَلَبِهَا حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيهِ الْعَطَشُ - أوَ الجُوعُ - أبو شهاب شك - قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي فَأموُتُ فِيهِ، فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ فَوضَعَ رَأْسَهُ فَاسْتَيْقَظَ فَإِذَا هُوَ بِرَاِحِلتِهِ عِنْدَهُ وَعَليْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ"

= قال: وكلا الوجهين محفوظان عن الأعمش كما أشار الدارقطني في "العلل"[5/ 91] فقال: "ويشبه أن يكون الأعمش كان يرفعه مرة، ويقفه أخرى".

قلتُ: وقد اختلف في سنده على الأعمش على ألوان أخرى غير محفوظة، قد ذكرناها في "غرس الأشجار".

5100 -

صحيح: أخرجه البخاري [5949]، ومسلم [2744]، والترمذي [2497، 2498]، والنسائي في "الكبرى"[7742، 7743]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 129 - 130]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 888]، والبزار [5/ رقم 1654/ البحر] و [رقم 1655]، والبيهقي في "سننه"[20556]، وفي "الشعب"[5/ رقم 7104]، والشاشي [رقم 773، 774]، والبغوي في "شرح السنة"[5/ 85 - 86]، والكلاباذي في "بحر الفوائد"[ص 153]، وابن أبي الدنيا في "التوبة"[ص 27 - 28]، وأبو القاسم الأصبهانى في "الحجة"[رقم 277]، وجماعة من طرق عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد عن ابن مسعود به

وهو عند مسلم والأصبهاني والنسائي بنحو المرفوع منه فقط، دون الفقرة الأولى من كلام ابن مسعود، وهو رواية للبغوي، وليس عند البخاري قوله في آخره:(وعليها طعامه وشرابه) وزاد الترمذي: (وما يصلحه) ومثله هناد في "الزهد" وزاد مسلم أيضًا والأصبهاني في آخره: (فاللَّه أشد فرحًا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده) ومثلهما ابن أبي الدنيا؛ وهى رواية للبغوي، وكذا للمؤلف كما يأتي [برقم 5177]. =

ص: 275

5101 -

حَدَّثَنَا العباس بن الوليد أبو الفضل، حدّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عبد الرحمن بن الأسود، [عن الأسود وعلقمة]، عن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في كل رفع، ووضع، وقيام، وقعود، وأبو بكر، وعمر.

= قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وللأعمش في هذا الحديث ثلاثة أسانيد، وهو ممن يحتمل له ذلك؛ لسعة دائرة حفظه، وراجع "الفتح"[11/ 107]، وقد صرح الأعمش بالسماع من رواية أبي أسامة عنه عند البخاري [عقب رقم 5949]، معلقًا، وَوَصَلَه مسلم والجوزقى في "المتفق" كما في "التغليق"[5/ 137]، والبيهقي في "سننه"، وأبو نعيم، ومن طريقه الحافظ في "التغليق"[5/ 137]، وليس عند الجوزقي ومن بعده تصريح الأعمش فيه بالسماع.

وللمرفوع من الحديث: شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة به نحوه

مضى منها حديث أبي سعيد [برقم 1352]، والبراء [رقم 1704]، وأنس [برقم 2860].

5101 -

صحيح: أخرجه الترمذي [253]، والنسائي [1083، 1142، 1149، 1319]، وأحمد [1/ 386، 394، 418، 426، 442]، والدارمي [1249]، والدارقطني في "سننه"[1/ 357]، والطيالسي [279]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10172]، والبزار [5/ رقم 1609/ البحر]، وابن أبي شيبة [2476]، والبيهقي في "سننه"[2800]، وفي "الشعب"[3/ رقم 3137]، وابن الجعد [2513]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 90]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 316]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1325]، والشاشى [رقم 341، 408، 409]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 1021]، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"[رقم 591]، والسراج في "حديثه"[ق 214/ 1]، وعبد الغنى المقدسي في السنن [6/ 222/ 1] كما في "الإرواء" وغيرهم من طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عن أبيه وعلقمة عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم نحوه

وزاد النسائي في رواية له: (وعثمان رضي الله عنهم) وليس عند الطبراني ذكر أبي بكر وعمر، ومثله البزار والدارمي وابن بشران وابن المقرئ، وزاد الجميع سوى الدارمي والترمذي وابن أبي شيبة والطحاوي في "شرح المعاني"[1/ 220]، وابن المنذر وابن المقرئ: قوله: (ويسلم عن يمينه وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، حتى يرى بياض خده) وهو رواية لأحمد والنسائي، وهذه الزيادة مضت وحدها عند المؤلف في تخريج الحديث [رقم 5051]، ولفظها الماضي للدارقطني.=

ص: 276

5102 -

وَعَنْ أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله حتى يُرى بياض خديه.

5103 -

حَدَّثَنَا العباس، حدّثنا أبو الأحوص، حدّثنا منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ يَلُونِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ

= قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".

قلتُ: وسنده على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ وله شواهد عن جماعة من الصحابة دون ذِكْر أبي بكر وعمر فيه، وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار".

• تنبيه: قد سقط من إسناد المؤلف في الطبعتين، قوله:(عن الأسود وعلقمة) فانتبه يا رعاك الله.

5102 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5051]، فانظره ثمة.

5103 -

صحيح: أخرجه البخاري [2509، 3451، 622]، ومسلم [2533]، وابن ماجه [2362]، وأحمد [1/ 434، 438]، وابن حبان [4328، 7222، 7223، 7227]، والطيالسي [299]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10337، 10338]، و"الأوسط"[3/ رقم 2591]، وابن أبي شيبة [32407]، والنسائي في "الكبرى"[6031]، والبيهقي في "سننه"[19696]، والطحاوي في "شرح المعاني"[4/ 151، 152]، وفي "المشكل"[6/ 100]، والشاشي [رقم 2035]، وابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 300]، وغيرهم من طرق عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن عبيدة السلمانى عن ابن مسعود به ....

وهو عند بعضهم نحوه

وقول إبراهيم في آخره: عند البخاري ومسلم وأحمد وجماعة، ولفظه عند البخاري:(وكانوا ضربونا على الشهادة والعهد).

قلتُ: قد اختلف في سنده على منصور على لون غير محفوظ، ذكره الدارقطني في "العلل"[5/ 149]، ثم قال:"ولا يصح، والصواب عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله".

وقد توبع عليه منصور: تابعه الأعمش وعبد الله بن عون - واختلف عليه - ومغيرة بن مقسم، وروايتهم مخرجة في كتابنا:"غرس الأشجار" وللَّه الحمد.

ص: 277

يَجِئُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ"، قال: فقال إبراهيم: كنا نُنهى أن نحلف بالعهد والشهادات.

5104 -

حَدَّثَنَا الحسن بن حماد، حدّثنا ابن أبي غنية، عن أبيه، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً".

5104 - صحيح: أخرجه الترمذي [2844]، والطحاوي في "شرح المعاني"[4/ 297]، والدرقطني في "الأفراد"[رقم 3654/ أطرافه]، وابن عدي في "الكامل"[7/ 208، 209]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 225]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية عن أبيه عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.

قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، إنما رفعه أبو سعيد الأشج عن ابن أبي غنية، وروى غيره عن ابن أبي غنية هذا الحديث موقوفًا" وقال الدارقطني: "تفرد به أبو سعيد الأشج عن يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية عن أبيه".

قلتُ: لم ينفرد به الأشج مرفوعًا، بل تابعه الحسن بن حماد الوراق عند ابن عدي في "الكامل [7/ 209]، وكذا ذكره الدارقطني نفسه في "العلل" [5/ 72]، وقال ابن عدي: "لا أعلم جود إسناد هذا الحديث عن ابن أبي غنية غير أبي سعيد الأشج والحسن بن حماد الوراق

".

قلتُ: وهذا أيضًا من الغرائب؛ لأن عبد الله بن أحمد الدورقى وأحمد بن عبد الله بن حكيم الفريابي قد جوَّداه أيضًا عن ابن أبي غنية، كما أخرجه عنهما ابن عدي نفسه قبيل كلامه الماضي آنفًا، فهؤلاء أربعة رووه عن ابن أبي غنية به موصولًا، وخالفهم إبراهيم بن أبي داود، - وهو ابن سليمان البرلس - فرواه عن ابن أبي غنية فقال: عن أبيه عن عاصم به مرسلًا، ليس فيه:(زر) ولا (ابن مسعود).

هكذا أخرجه ابن عدي [7/ 208]، وسقط من سنده:(عن أبيه) ولا بد منها، ثم أخرج ابن عدي عن ابن معين أنه قال:(أخرج إلى ابن أبي غنية كتاب أبيه كتابًا أصفر؛ فكتب منه: عن أبيه عن عاصم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من الشعر حكمة).

قلتُ: وهذا يؤيد الإرسال، وهو الصواب بلا ريب عندي، والكتاب مقدم عندهم على مطلق الحفظ، إذ الحفظ خَوَّان، وللحديث طريقان آخران عن ابن مسعود به .... وليسا بشئ، لكن في الباب عن جماعة من الصحابة به

مضى منها حديث ابن عباس [برقم 2332، 2581]، وهو حديث صحيح ثابت. واللَّه المستعان.

ص: 278

5105 -

حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا أبو الجواب، حدّثنا سليمان بن قرم، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال:"كَانَ رَجُلٌ كَثِير الْمالِ، لمَّا حَضَرَهُ الْموْتُ، قَالَ لأَهْلِهِ: إِنَّ فَعَلْتُمْ مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ، أَوْرَثْتُكمْ مَالًا كَثِيرًا، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: إِذَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اطْحَنُونِي، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ رِيحٍ، فَارْتَقُوا فَوْقَ قُلَّةِ جَبَلٍ فَاذْرُونِي، فَإِنَّ اللَّهَ إِنَّ قَدَرَ عَلَيَّ لَمْ يَغْفِرْ لِي، فَفُعِلَ ذَلِكَ بِهِ، فَاجْتَمَعَ فِي يَدَي اللَّهِ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعَتَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ مَخَافَتُكَ، قَالَ: فَاذْهَبْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ".

5106 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، حدّثنا منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إِنَّ فُلانًا نَامَ الْبَارِحَةَ عَنِ الصَّلاةِ، قَالَ:"بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ - أَوْ أُذُنَيْهِ".

5107 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا عبد العزيز، حدّثنا منصورٌ، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ".

5105 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5056]، وذكرنا هناك: أن في سنده لينًا، وفاتنا أن نُنَبِّه على عنعنة الأعمش، فليستدرك من هنا، وللَّه الحمد.

5106 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5091].

5107 -

صحيح: أخرجه البخاري [5606]، ومسلم [2109]، والنسائي [5364]، وأحمد [1/ 375]، والبزار [5/ رقم 1964، 1965، 1968، 1982]، وابن أبي شيبة [25209]، والحميدي [117]، ومن طريقه البيهقي في "سننه"[14344]، والطحاوي في "شرح المعاني"[4/ 286]، وابن عدي في "الكامل"[2/ 404]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 196]، وابن أخى ميمى في "فوائده"[ص 145]، وغيرهم من طرق عن أبي الضحى مسلم بن صبيح عن مسروق عن ابن مسعود به.

قلتُ: وفي أوله قصة عند أحمد والبيهقي والحميدي ورواية لمسلم والمؤلف والبزار؛ وقد وقع في سنده اختلاف غير ضار، فراجع علل الدارقطني [5/ 249] واللَّه المستعان.

ص: 279

5108 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن أبي قيس، عن هزيل، أن أبا موسى، وسلمان بن ربيعة سئلا عن ابنة، وابنة ابنٍ، وأختٍ، فقالا: للأخت النصف، وللابنة النصف، فسئل عبد الله، فقال: لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين! أقول، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لِلابْنَةِ النِّصْفُ، وَلابْنَةِ الابْنِ السُّدُسُ تَكْمِلَةُ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ فَلِلأُخْتِ".

5109 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا يحيى، عن فطر بن خليفة، عن عطاء،

5108 - صحيح: أخرجه البخاري [6355] و [6361]، وأبو داود [2890]، والترمذي [2093]، وابن ماجه [272]، وأحمد [1/ 428، 440، 463]، والدارمي [2890]، والحاكم [4/ 371]، والطيالسى [375]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 9871، 9872، 9875] و [رقم 9869، 9870، 9872، 9873، 9874، 9876]، وسعيد بن منصور [رقم 29]، وابن أبي شيبة [29051، 31077]، والنسائي في "الكبرى"[6328، 6329، 6330]، والطحاوي في "شرح المعاني"[4/ 392]، والدارقطني في "سننه"[4/ 79، 80]، والبزار [5/ رقم 2043، 2044/ البحر]، والبيهقي في "سننه"[12090، 12097، 12098، 12109]، وابن حبان [6034]، وابن الجارود [962]، والبغوي في "شرح السنة"[8/ 333]، والشاشي [رقم 844، 845]، وجماعة من طرق عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان عن هذيل بن شرحبيل عن ابن مسعود به

نحوه

وهو عن ابن حبان وابن الجارود والبزار بالمرفوع منه دون القصة، وهو رواية للبخارى والطبراني، وزاد الطيالسي وسعيد بن منصور والبغوي في آخره:(فأتوا أبا موسى؛ فأخبروه بقول ابن مسعود فقال أبو موسى: لا تسألونى عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهركم) وهو رواية للبخارى والنسائي والبيهقي والطبراني وأحمد.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن".

قلتُ: قد استوفينا الكلام عليه في كتابنا: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".

وقد استدركه الحاكم على الشيخين فوهم، لأنه عند البخاري كما علمت.

5109 -

ضعيف: هذا إسناد ضعيف معلول، وعزاه الهيثمي في "المجمع"[8/ 472]، إلى الطبراني وحده، ثم قال:"ورجاله رجال الصحيح". =

ص: 280

قال: قال أبو الدرداء: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في السماء طيرٌ يطير بجناحه إلا ذكَّرنا منه علمًا.

= قلتُ: ورجال المؤلف أيضًا رجال الصحيح؛ فشيخ المؤلف: هو المقدمي الحافظ؛ وشيخه يحيى: هو ابن سعيد القطان الإمام الحجة؛ وفطر وثقه جماعة بل الجمهور؛ إلا أن هناك من تكلم فيه وغمزه، وأشد ما قيل فيه: أنه كان يحدث عمن لم يمسع منه بصيغة لا تحتمل الانقطاع، كما أشار إلى ذلك يحيى القطان عند العقيلي [3/ 465/ ترجمة فطر]، وهو عندى صدوق يحتج به وبحديثه إلا ما أنكر عليه أو خولف فيه، مع التثبت في صحة سماعه ممن سمع منه في الجملة؛ لأن الرجل يفعل في صيغ أدائه ما يكون مثار تهمة وموقف كذب، إذ يصرح بالسماع ممن لم يثبت له السماع منهم! وهذا هو الكذب بعينه، لكن الرجل وثقه جماعة من الكبار؛ ولم يرم بكذب أصلًا، فيتعين حمل ذلك منه على الغلط والوهم.

نعم: قد رمى الرجل بالرفض! فإن ثبت عليه؛ فقد سقط إلى الأبد، ولا حب ولا كرامة، ولسنا نرضى من يسب أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو ينال منهم؛ ولو كان أحفظ أهل الأرض وأتقنهم! فكيف بالمختلف فيه، وما علمت فطرأ من هذا الطراز إن شاء الله، وقد ختم الذهبي ترجمته في "سير النبلاء"[7/ 32 - 33]، بقوله:(ليس بذاك المتقن، مع ما فيه من بدعة، ومن أجل ذلك قرنه البخاري بآخر، وحديثه من قبيل الحسن).

قلتُ: وهو كما قال؛ وشيخه عطاء: هو ابن أبي رباح، ولم يسمع منه كما جزم به يحيى القطان، وكان فطر ربما وهم وصرح بسماعه عطاء، فكان يحيى القطان ينكر ذلك ويقول:"وما ينتفع بقول: حدثنا عطاء، ولم يسمع منه" نقله عنه العقيلي في "الضعفاء"[ترجمة فطر بن خليفة]، كما في "سير النبلاء"[7/ 32]، والعبارة ثابتة في المطبوع من "الضعفاء"[3/ 465]، إلا أن فيها تخيلطًا.

وعطاء لا أتبين له سماعًا من أبي الدرداء بعد، وقول حسين الأسد في تعليقه على هذا الحديث في هامش طبعته [9/ 46]:"إسناده صحيح، وقد صرح عطاء، وهو ابن أبي رباح، بالسماع من أبي الدرداء" فهذا من غرائب هذا الرجل، كأنه فهم من قول عطاء:(قال أبو الدرداء) أنه يساوى قوله: (حدثنا أبو الدرداء) وقد يسلم له لو كان سماع عطاء من أبي الدرداء ثابتًا البتة، بل الظاهر أنه لم يسمع منه إن شاء الله، فإن أبا زرعة قد جزم بكونه لم يسمع من عثمان بن عفان، كما في "المراسيل"[ص 155].=

ص: 281

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأبو الدرداء قد توفى في أواخر خلافة عثمان - كما جزم به الحافظ في "التقريب" فهذان انقطاعان في سنده واحد، وثم علة أخرى، وهى أنه اختلف في سنده على فطر على ألوان، فرواه عنه محمد بن عبيد الطنافسي فقال: عن فطر عن أبي يعلى منذر بن يعلى الثوري عن أبي الدرداء به

، فجعل شيخ فطر فيه:(منذر الثوري) بدل: (عطاء) هكذا أخرجه ابن منيع في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 3945]، وقال الحافظ:"رواته ثقات؛ إلا أنه منقطع، واختلف فيه على فطر".

قلتُ: يشير بانقطاعه بين منذر وأبى الدرداء، فهو يَصْغُر عن إدراكه، فهذان لونان من الاختلاف في سنده على فطر، ولون ثالث، فرواه ابن عيينة عن فطر فقال: عن أبي الطفيل عن أبي ذر به

، فجعل شيخ فطر فيه:(أبا الطفيل) ثم نقله إلى (مسند أبي ذر).

هكذا أخرجه ابن حبان [65]، والطبراني في "الكبير"[2/ رقم 1647]، والبزار [ص 147]، كما في "الصحيحة"[4/ 416]، وتوبع عليه ابن عيينة، تابعه الثوري على مثله عن فطر عند ابن جميع في "معجمه"[رقم 93]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[43/ 237 - 238]، والدارقطني في "العلل"[6/ 290]، والذهبى في "التذكرة"[3/ 829]، كلهم بإسناد صحيح إلى يحيى بن أبي بكير عن الثوري به.

قلتُ: لكن ضعف الدارقطني هذا عن الثوري، وقال في "العلل" [6/ 290]:"وقيل عن الثوري، وليس بصحيح عنه" ولعل ذلك لكون يحيى بن أبي بكير - وإن كان ثقة - لا يحتمل تفرده عن مثل الثوري، وهو مكثر حديثًا وأصحابًا، وقد انفرد عنه بما لم يتابع عليه، ولم يأت به سواه أحد من أصحاب الثوري المشهورين بالرواية عنه، فأخلق بهذا الطريق أن لا يكون محفوظًا عن الثوري!.

وعلى كل حال: فقد صح الطريق الأول عن ابن عيينة عن فطر عن أبي الطفيل عن أبي ذر به

وعن هذا الطريق: يقول الإمام في "الصحيحة"[4/ 416]: "وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات".

قلتُ: أما ثقة رجاله فنعم، وأما صحة سنده فلا، وفطر لم يثبت له السماع من أبي الطفيل، بل أشار ابن حبان إلى ضعف ذلك بقوله في ترجمة فطر من "الثقات" [7/ 323]: =

ص: 282

5110 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا يونس، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قدمنا مع عبد الله على عثمان، فقال عثمان لعبد اللَّه: ما بقى منك للنساء؟ قال: ادن يا علقمة - وكنت شابًا - فدنوت، فقال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على فتية عزاب، فقال:"مَنْ كَانَ مِنْكُمْ ذَا طَوْلٍ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لا، فَالصَّوْمُ لَهُ وِجَاءٌ".

= (وقد قيل: إنه سمع من أبي الطفيل، فإن صح؛ فهو من التابعين) ثم إن الحديث معلول بالاختلاف على فطر في سنده، وقد مر ثلاثة ألوان من ذلك الاختلاف، ولون رابع، فرواه عنه بعضهم فقال: عن فطر عن منذر الثوى عن أبي ذر به مرسلًا - يعنى منقطعًا - هكذا ذكره الدارقطني في "العلل"[6/ 290]، ثم قال:"وهو الصحيح".

وهذا الوجه: وصله الطبري في "تفسيره"[5/ 186]، ووكيع في "الزهد"[رقم 514]، وعنه ابن سعد في "الطبقات"[2/ 354].

قلتُ: ويبدو لى: أن فطر قد اضطرب فيه ولم يحفطه، وقد مضى أن جماعة من النقاد قد تكلموا فيه، وقد خولف في سنده، خالفه الأعمش - وهو أحفظ منه وأتقن - فرواه عن منذر الثوري عن أشياخ له عن أبي ذر به

، هكذا أخرجه أحمد [5/ 153، 162]، من طريقين عن الأعمش به.

قلت: وهذا الوجه هو المحفوظ عن منذر الثوري؛ وفيه جهالة أشياخه، ولا ندرى لهم سماعًا من أبي ذر أيضًا، وعنعنة الأعمش مجبورة برواية شعبة عنه عند أحمد في الموضع الثاني، والحديث ضعيف على كل حال. واللَّه المستعان.

5110 -

صحيح: أخرجه النسائي [2243، 3206]، وأحمد [1/ 58]، والبزار [2/ رقم 400/ البحر]، والشاشي [رقم 37]، والضياء في "المختارة"[رقم 377]، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"[رقم 3967/ طبعة دار الفاروق]، وغيرهم من طرق عن يونس بن عبيد عن زياد بن كليب أبي معشر عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس بن عثمان به.

قلتُ: وقد توبع عليه يونس: تابعه خالد الحذاء وسعيد بن أبي عروبة كما ذكره الدارقطني في "العلل"[3/ 46]، وسنده ظاهره الصحة، فإن رجاله ثقات رجال "الصحيح "إلا إنه معلول، فقد سئل ابن معين عن رواية أبي معشر هنا كما نقله عنه الضياء في "المختارة" فقال:"خطأ، خالفه الأعمش".=

ص: 283

5111 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا خالدٌ، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لِيَلِنِى مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، وَلا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، وَإِياكُمْ وَهَيْشَاتِ الأَسْوَاقِ".

= قلتُ: يشير إلى أن الأعمش قد رواه عن إبراهيم فقال: عن علقمة عن ابن مسعود به

وجعله من (مسند ابن مسعود) دون (مسند عثمان) هكذا أخرجه البخاري [1806، 4778]، ومسلم [1400]، وأبو داود [2046]، والترمذي [3/ 392]- وعنده معلقًا - والنسائي [2240، 3207]، وابن ماجه [1845]، وأحمد [1/ 378]، والدارمي [2166]، وابن حبان [4026]، والطيالسي [272]، والمؤلف [برقم 5192]، والبزار [4/ رقم 1503، / 1504 البحر]، وابن أبي شيبة [15906]، وأبو عوانة [رقم 3990، 3991، 392، 3993]، والشاشي [رقم 346، 347]، وجماعة كثيرة من طرق عن الأعمش عن إبراهيم به.

قلتُ: وهذا الوجه هو المحفوظ عن إبراهيم كما جزم به الدارقطني في "العلل"[3/ 47]، وقال:"ولم يتابع أبو معشر على قوله: عن عثمان" وقبله جزم البزار بخطأ رواية أبي معشر، وقال عقب روايته:"إنما الصواب حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم".

قلتُ: وللأعمش فيه إسناد آخر محفوظ أيضًا؛ وقد توبع على الإسناد الأول: تابعه حماد بن أبي سليمان ومغيرة بن مسلم والحسن بن عبيد الله النخعي، ورواياتهم مخرجة في:"غرس الأشجار" واللَّه المستعان.

• تنبيه مهم: سقط من سند المؤلف في الطبعتين: قوله: (فقال عثمان) بعد قوله: (فدنوت) فصار ظاهره يوهم أن الحديث من (مسند ابن مسعود) وليس بشئ.

5111 -

صحيح: أخرجه مسلم [432]، والترمذي [228]، وأبو داود [675]، والدارمي [1267]، وأحمد [1/ 457]، وابن خزيمة [1572]، وابن حبان [2180]، والحاكم [2/ 10]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10041]، والبزار [4/ رقم 1544/ البحر]، والبيهقي في "سننه"[4941]، وأبو عوانة [رقم 1384]، والسراج في "مسنده"[1/ 271]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 375]، وغيرهم من طرق عن يزيد بن زريع عن خالد بن مهران الحذاء عن زياد بن كليب أبي معشر عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن علقمة بن يزيد النخعي عن ابن مسعود به. =

ص: 284

5112 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، حدّثنا منصور، عن ذر، عن وائل بن مهانة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، قالت امرأةٌ ليست من علية النساء: ولم نحن أكثر أهل جهنم؟ قال: "إنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفرْنَ الْعَشِيرَ"، قال ابن مسعود: ما وجدت ناقص العقل والدين أغلب على الرجال ذوى الأحلام على أمورهن من هذه النساء! قيل: يا بن مسعود، وما نَقْصُ عقولهن ودينهن؟ قال: أما نقص عقولهن: فشهادة امرأتين بشهادة رجل، وأما نقص دينهن: فإنه يأتي على إحداهن ما شاء الله من يوم وليلة لا تسجد للَّه فيه سجدةً.

= قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجه البخاري".

قلتُ: لكن أخرجه مسلم، فما معنى استدراكك هذا الحديث عليه يا رجل؟! وقال البزار:"وهذا الحديث بهذا اللفظ: لا أعلم رواه عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله إلا أبو معشر، ولا عن أبي معشر إلا خالد الحذاء".

قلت: وهؤلاء ثقات أئمة؛ لكن الحديث غريب من هذا الوجه كما أشار الترمذي؛ وكأنه لتفرد أبي معشر به عن إبراهيم، فقد قال الدارقطني:"لم يروه عن إبراهيم إلا أبو معشر" نقله عنه مغلطاى في الإعلام [1/ 1629]، أما قول الإمام أحمد في "علل الخلال":"هذا حديث منكر" فقد أجبنا عليه في "غرس الأشجار" وذكرنا هناك طرقه وشواهده.

5112 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 376]، والحاكم [2/ 207]، وابن أبي شيبة [9805]، والنسائي في "الكبرى"[9257]، والحميدي [92]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"[3/ 325]، والعدنى في "الإيمان"[رقم 35]، وغيرهم من طرق عن منصور بن المعتمر عن ذر بن عبد الله عن وائل بن مهانة [وتصحف اسم أبيه عند ابن أبي شيبة إلى:(مهاجر) وهو تصحيف محض]، عن عبد الله بن مسعود به

وهو عند ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي: بالمرفوع منه فقط، وهو عند بعضهم نحوه دون لفظه هنا.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".

قلتُ: بل فيه نظر، فإن وائل بن مهانة لم يرو عنه سوى ذر بن عبد الله وحده، نعم وثقه ابن حبان والعجلى، وصح عن شعبة أنه قال:(كان وائل من أصحاب ابن مسعود) =

ص: 285

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= كما أخرجه البخاري في ترجمة وائل من "تاريخه"[8/ 176]، ولم يتكلم فيه أحد أعلمه، ولست أراه إلا شيخًا صدوقًا إن شاء الله، فالإسناد صالح وحسب، وقد توبع عليه منصور: تابعه الأعمش - واختلف عليه - والحكم بن عتيبة، ورواية الأعمش قد خرجناها في "غرس الأشجار".

أما رواية الحكم: فقد أخرجها: أحمد [1/ 433، 436]، والدارمي [1007]، وابن حبان [3323]، والمؤلف [برقم 5284]، والنسائي في "الكبرى"[9256]، والحارث في "مسنده"[1/ رقم 297/ زوائد الهيثمي]، والشاشي [رقم 856]، وغيرهم من طرق عن الحكم عن ذر عن وائل عن ابن مسعود به

وهو عند أحمد والنسائي بالمرفوع منه فقط.

قلتُ: هكذا رواه شعبة والمسعودى وابن أرطأة؛ لكن اختلف على المسعودى في رفعه ووقفه، فرواه عنه وكيع وغيره مرفوعًا، ورواه عنه بعضهم موقوفًا، كما ذكره ابن عبد البر في "التمهيد"[3/ 325]، ثم قال: (والصواب فيه: رواية منصور عن ذر به

) يعنى مرفوعًا، وهو كما قال بلا ريب.

وكلام ابن مسعود في آخره صح نحوه مرفوعًا من طرق عن جماعة من الصحابة

وكذا ما قبله من المرفوع أيضًا. وقد خرجنا كل هذا في كتابنا: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" وانظر حديث جابر الماضي [برقم 2033]. واللَّه المستعان.

• تنبيه مهم: وقع كلام ابن مسعود عند الحاكم: مدرجًا ضمن المرفوع! وهذا الإدراج هو من بعضهم لا ريب في ذلك عندى، فإن الحاكم قال:(أخبرنا عبد الله بن محمد بن موسى العدل - واللفظ له - ثنا محمد بن أيوب أنبأ يحيى بن المغيرة السعدى ثنا جرير عن منصور عن ذر عن وائل بن مهانة السعدى عن عبد الله بن مسعود به) كله مرفوعًا، وليس فيه ما عند المؤلف والجماعة من تمييز الموقوف عن المرفوع بقول الراوي: (قال ابن مسعود

إلخ).

قلتُ: وسند الحاكم رجاله كلهم ثقات مشاهير؛ ويحيى بن المغيرة: هو ابن المغيرة السعدى الرازي شيخ صدوق كما قاله أبو حاتم الرازي بلديه؛ وذكره ابن حبان في "الثقات"[9/ 267]، وليس هو بيحيى بن المغيرة بن إسماعيل المخزومى المترجم في "التهذيب".

وقد خولف فيه هذا الشيخ عن جرير، خالفه أبو خيثمة زهير بن حرب، فرواه عن جرير بإسناده به .... فلم يذكر قول ابن مسعود أصلًا، إنما هو بشطره الأول المرفوع فقط، كما يأتي =

ص: 286

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عند المؤلف [برقم 5144]، ورواه ابن عيينة والثوري وعبد العزيز بن عبد الصمد وغيرهم كلهم عن منصور بإسناده به نحو سياق المؤلف هنا، وميزوا فيه الموقوف عن المرفوع بقولهم عقب المرفوع: (قال ابن مسعود

إلخ) وهذا هو المحفوظ بلا ريب؛ وغفل الإمام عن هذا الإدراج في "الضعيفة"[13/ 240]، وأعل إسناد الحاكم بعلتين:

الأولى: بوائل بن مهانة، ونقل فيه قول الذهبي:"لا يعرف" وقول الحافظ: ""مقبول" وليس هذا بعلة إن شاء الله؛ ووائل شيخ صدوق كما مضى بيان ذلك، ولو صح أنه مجهول، فليست الآفة منه أصلًا.

والثانية: قول الإمام: "وفي الإسناد علة أخرى، وهى تنحصر في: شيخ الحاكم، فإنى لم أعرفه، أو محمد بن أيوب؛ فلم أعرفه أيضًا، وبهذا الاسم والنسبة جمع فيهم الثقة والضعيف، ولا أدرى إذا كان هذا أحدهم".

قلتُ: ونحن ندرى الرجلين والحمد للَّه، وليس ما ذكره الإمام بعلة أيضًا، وعدم معرفته ليست دليلًا على العدم، وشيخ الحاكم:(عبد الله بن محمد بن موسى) هو: أبو محمد الكعبى النيسابورى المحدث العالم الصدوق كما يقول الذهبي في ترجمته من "سير النبلاء"[15/ 530 - 531]، ونقل عن تلميذه الحاكم من "تاريخ نيسابور" أنه قال: "محدث كثير الرحلة والسماع، صحيح السماع) وشيخه محمد بن أيوب: لا يخفى مثله وإن اشترك معه جماعة في الاسم واسم الأب، فهو ابن الضريس الإمام الحافظ الثقة المأمون.

والعلة الحقيقية عند الحاكم: هي وهم يحيى بن المغيرة في إدراج الجملة الموقوفة من كلام ابن مسعود ضمن المرفوع، وقد خولف في هذا كما مضى.

فإن قيل: قد روى هذا الحديث أبو خيثمة عن عبد الرحمن بن مهدى عن شعبة عن الحكم عن ذر عن وائل بن مهانة عن ابن مسعود به

كله مرفوعًا نحو رواية يحيى بن المغيرة السابقة، دون تمييز الموقوف من المرفوع، كما يأتي عند المؤلف [برقم 5284].

قلنا: هذا وهم أيضًا من بعضهم، ولا أدرى ممن؟! نعم: ربما كان من ابن مهدى، فقد خالفه أبو داود الطيالسي والنضر بن شميل وغندر ويزيد بن هارون وسعيد بن الربيع وغيرهم، كلهم رووه عن شعبة بإسناده به

دون إدراج قول ابن مسعود في آخره بالمرفوع، وبعضهم روى المرفوع منه فقط، وقد فَصَّلنا الكلام على هذا الإدراج في كتابنا:"غرس الأشجار". واللَّه المستعان.

ص: 287

5113 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن منصور، وسليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أنؤاخَذ بما عملنا في الجاهلية؛ فقال: "إِنَّ أَحْسَنْتَ فِي الإسلامِ لَمْ تؤَاخَذْ بِهِ، وَإِنَّ أَسَأْتَ فِي الإ سلامِ أُخِذْتَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ".

5114 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا حماد بن زيدٍ، حدّثنا عاصمٌ، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تُبَاشِرِ المرْأَةُ المرْأَةَ تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا - أَوْ تَصِفُهَا لِلرَّجُلِ - حَتَّى كَأنَّهُ يَنْظُر إِلَيْهَا، وَإِنَّ كَانَ ثَلاثَةٌ فَلا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبًا لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ أَخِيهِ أَوْ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِىَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ" قال: فسمع الأشعثُ بن قيسٍ بن مسعود يذكر هذا الحديث، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجلين اختصما في بئر.

5115 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا عاصمٌ، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: توفى رجلٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أصحاب الصفة، فترك دينارين، فذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم، فقال:"كَيَّتَيْنِ".

5116 -

حَدَّثَنَا محمدٌ، حدّثنا محمد بن يزيد الواسطى، حدّثنا العوام بن حوشب، عن أبي محمد مولى عمر بن الخطاب، عن أبي عبيدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ قَدَّمَ ثَلاثَةً لَمْ يَبْلُغُوا الحنثَ كَانُوا لَهُ حصْنًا حَصِينًا مِنَ النَّارِ"، قال أبو ذر: قدمت اثنين يا رسول الله، قال:"وَاثْنَيْنِ"، قال أبيّ بن كعب أبو المنذر سيد القراء: قدمت واحدًا يا رسول الله، فقال:"وَوَاحِدًا"، قال:"وَلَكِنَّ ذَاكَ فِي أَوَّلِ صَدْمَةٍ".

5113 - صحيح: مضى الكلام عليه سابقًا [برقم 5113].

5114 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5083]، وقد توبع عاصم على الفقرة الثالثة: تابعه الأعمش كما يأتي [برقم 5197]، فانظره ثمة.

5115 -

حسن: مضى الكلام عليه [برقم 4997].

5116 -

ضعيف بهذا السياق: مضى الكلام عليه [برقم 5085].

ص: 288

5117 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا محمد بن دينار، عن إبراهيم الهجرى، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحْسَنَ الصَّلاةَ حَيْثُ يَرَاهَا النَّاسُ، وَأَسَاءَهَا حَيثُ يَخْلُو، فَتِلْكَ اسْتِهَانَةٌ اسْتَهَانَ بِهَا رَبَّهُ تبارك وتعالى".

5117 - منكر: أخرجه عبد الرزاق [3738]، والبيهقي في "الشعب"[3/ 3119]، وفي "سننه"[3399]، والقضاعي في "الشهاب"[1/ رقم 505، 506، 557]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 865]، والأزدى في "الضعفاء" كما في "اللسان"[6/ 44]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 3289]، وابن أبي حاتم في "تفسيره"[رقم 5939/ طبعة المكتبة العصرية]، والجرجانى في "الفوائد"[158/ 1]، وأبو محمد الضراب في "ذم الرياء في الأعمال"[279/ 1]، كما في "الضعيفة"[15/ 39]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم بن مسلم الهجرى عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به.

قال الحافظ في "المطالب": "هذا حديث حسن" وتابعه صاحبه البوصيري على تحسينه في "إتحاف الخيرة"[1/ 65].

قلتُ: وليس كما قالا أصلًا، وقد خالفهما صاحبهما النور الهيثمى، فقال في "المجمع" [10/ 379]:"رواه أبو يعلى، وفيه إبراهيم بن مسلم الهجرى، وهو ضعيف" وقبله أعله به الشمس الذهبي في "المهذب" كما في فيض القدير [6/ 37]، فقال مستدركًا على البيهقي:"قلتُ: فيه إبراهيم الهجرى ضعيف".

والهجرى هذا منكر الحديث كما قاله البخاري والنسائي وغيرهم، بل تركه عليّ بن الجنيد وغيره، وضعفه سائر النقاد، وكان ينكر عليه إكثاره من الرواية عن أبي الأحوص عن ابن مسعود، كما يقول ابن عدي في "الكامل"[1/ 212]، وقد اضطرب فيه أيضًا، فعاد ورواه عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به موقوفًا، ولم يرفعه.

هكذا أخرجه الطبري في تهذيب الآثار" [رقم 904]، وأبو محمد الضراب في "ذم الرياء في الأعمال" [1/ 280 - 281]، كما في "الضعيفة" [10/ 39]، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه سعيد بن فيروز أبو البخترى عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به

، أخرجه أبو القاسم الحسينى في "الأمالى"[11/ 1]، كما في "الضعيفة"[10/ 39]، من طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة عن الثوري عن عطاء بن السائب عن أبي البخترى به. =

ص: 289

5118 -

حَدَّثَنَا محمدٌ، حدّثنا محمد بن دينار، عن إبراهيم الهجرى، عن أبي الأحوص، قال أبو يعلى: أحسبه عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"المسْكِينُ لَيْسَ الطَّوَّافَ عَلَيْكُمُ الَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةَ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ"، قلنا: فما المسكين يا رسول الله؟ قال: "الَّذِي لا يَجِدُ مَا يُغْنِيهِ، وَيَسْتَحِي أَنْ يَسْألَ النَّاسَ، وَلا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ".

= قلتُ: وهذه متابعة هاوية، وعبد الله بن محمد هذا: هو الكوفي نزيل مصر، الذي يقول عنه ابن يونس في "تاريخ مصر":"منكر الحديث" وقال ابن عدي: "سائر أحاديثه عامتها مما لا يتابع عليه، ومع ضعفه يكتب حديثه) وقال العقيلي: (يخالف في بعض حديثه، ويحدث بما لا أصل له) وكان صاحب مناكير عن الثوري خاصة، كما أشار إليه ابن المديني، وقد ضعفه أبو حاتم الرازى وغيره، وأورده الذهبي في "الميزان" وساق جملة من أحاديثه، ثم قال: "وهذه موضوعات".

قلتُ: والحديث رواه أبو إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به موقوفًا عليه نحوه، عند ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 564]، وابن أبي حاتم في "تفسيره"[رقم 5938/ طبعة المكتبة العصرية]، وابن أبي شيبة [8404].

وهذا الموقوف هو الأشبه كما قال المنذرى في "الترغيب"[1/ 33].

5118 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 684، 446]، والطحاوي في "شرح المعاني"[1/ 27]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 158]، وابن أبي حاتم في "تفسيره"[رقم 1553]، والشاشى [رقم 672، 673]، وابن منيع والحارث كلاهما في "المسند" كما في "إتحاف الخيرة"[3/ 30]، وهو عند الحارث [1/ رقم 313/ زوائد الهيثمي]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1728]، وأبى زرعة الشامى في "الفوائد المعللة"[رقم 31]، وابن الشجري في "الأمالى"[1/ 401]، وأبى نعيم أيضًا في "تسمية ما روى عن الفضل بن دكين"[رقم 42]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم بن مسلم الهجرى عن أبي الأحوص بن مالك عن ابن مسعود به.

قال الهيثمي في "المجمع"[3/ 251]: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح".

قلتُ: وهذه غفلة عظيمة من الرجل، ومتى كان إبراهيم الهجرى من رجال "الصحيح"؟! =

ص: 290

5119 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا محمد بن دينار، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"سِبَابُ الْمسْلِمِ أَخَاهُ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَحُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ".

= ولم يحتج به أحد من الستة سوى ابن ماجه وحده، وهو شيخ منكر الحديث كما مضى الكلام عليه بالحديث الماضي؛ وبه أعله البوصيري في "إتحاف الخيرة"[1/ 73]، وهو كما قال؛ لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه: محمد بن صبيح بن السماك الواعظ المشهور عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[8/ 214]، من طريق محمد بن عمر بن سَلْم عن سعيد بن سعدان عن إسحاق بن موسى الأنصاري عن محمد بن صبيح به.

قال أبو نعيم: "غريب من حديث ابن السماك، تفرد به عنه إسحاق".

قلتُ: وإسحاق ثقة حجة من رجال مسلم؛ وشيخه ابن السماك مختلف فيه، وهو من رجال "اللسان"[5/ 204]، ومحمد بن عمر بن سلم: هو الحافظ أبو بكر الجعابي، وفيه مقال معروف، وبالغ الذهبي واتهمه بالفسق ورقة الدين، كما في ترجمته من "الميزان"[3/ 675]، والحديث صحيح على كل حال: فله شاهد ثابت من حديث أبي هريرة يأتي عند المؤلف [برقم 6337، 6338].

5119 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 446]، وابن بشران في "الأمالي"[رقم 604، 766]، وغيرهما من طرق عن إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد لا يصح؛ والهجري ليس بشئ، وقد هجر النقاد حديثه، لاسيما عن أبي الأحوص، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه أبو إسحاق السبيعي والحسن البصري كلاهما عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به

لكن اختلف عليهما في رفعه ووقفه، والموقوف عن أبي الأحوص أصح، كما يقول الدارقطني في "العلل"[5/ 325]، لكن توبع أبو الأحوص على الوجه المرفوع: تابعه أبو وائل وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وغيرهما عن ابن مسعود به

وهو صحيح من حديث ابن مسعود موقوفًا ومرفوعًا، وطريق أبي وائل مضى [برقم 4988]، وطريق عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود: يأتي عند المؤلف [برقم 5332، 5346]،=

ص: 291

5120 -

وَبِإِسنَادِه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ فَلْيَبْدَأْ فَلْيلْقِمْهُ أَوْ لِيجْلِسْهُ مَعَهُ، فَإِنَّه وَلِىَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ".

= وهو أيضًا عند الترمذي [2634]، والنسائي [4108]، وأحمد [1/ 17، 460]، والبزار [5/ رقم 2021/ البحر]، والشاشى [رقم 287، 288]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 2388]، والطحاوي في "المشكل"[2/ 199]، وغيرهم من طرق عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن به

قال الترمذي: "حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح".

قلتُ: وسنده قوى؛ وعبد الرحمن مختلف في سماعه من أبيه! لكن أثبته له البخاري وغيره؛ وهذا مقدم على قول من نفاه، وليس في رواية عبد الرحمن قوله:(وحرمة ماله كحرمة دمه) إنما وقعت تلك الجملة في بعض طرق رواية أبي وائل عن ابن مسعود به عند البزار [2/ رقم 1372 / كشف].

وسنده معلول هناك، والمحفوظ عن أبي وائل دونها، ولها طريق آخر عن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10316]، وسنده منكر، ولا تصح تلك الجملة من حديث ابن مسعود، لكن يشهد لها حديث أبي هريرة مرفوعًا:(كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه).

أخرجه مسلم [2564]، وأبو داود [4882]، والترمذي [1927]، وأحمد وابن حبان والبيهقي والطحاوي والبغوي في "شرح السنة"[13/ 130]، وجماعة كثيرة.

5120 -

صحيح: أخرجه ابن ماجه [3291]، وأحمد [1/ 388، 446]، والشاشى [رقم 668]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد منكر، آفته الهجري هذا، وقد مضى غير مرة أنه شيخ مهجور عندهم، وبه أعله البوصيري في "مصباح الزجاجة"[2/ 162]، ومثله صاحبه الهيثمي في "المجمع"[4/ 434]، إلا أنه وهم في استدراكه، لكونه عند ابن ماجه كما مضى، والحديث صحيح على كل جال؛ فله شاهد ثابت من حديث أبي هريرة به نحوه

يأتي عند المؤلف [برقم 6320]، واللَّه المستعان.

ص: 292

5121 -

وَعَنْ عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"هَلْ تَدْرُونَ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"المنْحَةُ، أَنْ تَمْنَحَ أَخَاكَ الدَّنَانِيرَ، أَوِ الدَّرَاهِمَ، أَوِ الْبَقَرَةَ، أَوِ الشَّاةَ، أَوِ ظَهْرَ الدَّابَّةِ، أَوْ لَبَنَ الشَّاةِ، أَوْ لَبَنَ الْبَقَرَةِ"، ولم يقل: البقرة والشاة.

5121 - ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 643]، وفي الزهد [ص 310 - 311]، والشاشى [رقم 678]، وغيرهما من طريقين عن إبراهيم بن مسلم الهجري، عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به

نحوه.

قال الهيثمي في "المجمع"[3/ 325]، بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف وغيرهما:"ورجال أحمد رجال الصحيح".

قلتُ: وهم الهيثمي الوهم الفاحش، وغفل عن كون إسناد أحمد: فيه إبراهيم الهجري، ذلك الضعيف المعروف، وهو إلى الترك أقرب، وبه أعله البوصيري في "إتحاف الخيرة"[3/ 35] وليس هو من رجال الصحيح ولا كاد، بل لم يخرج له أحد من الستة سوى ابن ماجه وحده، وللحديث طريق آخر: يرويه عمر بن يحيى بن نافع الأبلى عن حفص بن جميع عن سماك بن حرب عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعًا: (هل تدرى أي الصدقة أفضل؟! قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: الصدقة المنيحة، أن يمنح الدرهم أو ظهر الدابة).

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[4/ 236]- واللفظ له - والطبرنى في "الأوسط"[8/ رقم 8322]، وفي "الكبير"[10/ رقم 10029]، والبزار [1/ رقم 947/ كشف الأستار]، وغيرهم من طرق عن عمر بن يحيى بن نافع به.

قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن سماك إلا حفص بن جميع، تفرد به عمر بن يحيى" وقال أبو نعيم: "غريب من حديث سماك عن إبراهيم؛ تفرد به حفص" وقال البزار: "لا نعلم رواه هكذا إلا حفص، ولم نسمعه إلا من عمرو".

قلتُ: وهو منكر جدًّا من هذا الوجه، وعمر بن يحيى أشار ابن عدي إلى كونه متهمًا بسرقة الحديث، كما تراه في ترجمة جارية بن هرم من "الكامل"[2/ 175]، وشيخه حفص بن جميع ضعفوه جميعًا، وكان يحدث عن سماك بأحاديث مناكير، كما قاله الساجى، وهو من رجال ابن ماجه وحده، وسماك بن حرب تغير حفظه بآخرة حتى صار يتلقن، ولبعض فقرات الحديث شواهد بعضها ثابت؛ وهو ضعيف بهذا السياق والتمام. ولله الحمد.

ص: 293

5122 -

وَعَنْ عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئسَ أَنْ تُعْبَدَ الأَصْنَامُ فِي أَرْضِ الْعَرَب، وَلَكِنَّهُ سَيَرْضَى مِنْكُمْ بِدُونِ ذَلِكَ، بِالمحَقِّرَاتِ، وَهِىَ الموبِقَاتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، اتَّقُوا المظَالِمَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّ الْعَبْدَ يَجِئُ بِالحسَنَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَرَى أَنَّهُ سَتُنْجِيهِ، فَمَا زَالَ عَبْدٌ يَقُومُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ ظَلَمَنِى عَبْدُكَ مَظْلَمَةً، فَيَقُولُ: امْحُوا مِنْ حَسَنَاتِهِ، مَا يَزَالُ كَذَلِكَ، حَتَّى مَا يَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَسَفْرٍ نَزَلُوا بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، لَيْس مَعَهُمْ حَطَبٌ، فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ لِيَحْتَطِبُوا، فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ حَطَبُوا، فَأَعْظَمُوا النَّارَ، وَطَبَخوا مَا أَرَادُوا، وَكَذَلِكَ الذُّنُوبُ".

5122 - منكر بهذا السياق: أخرجه الحاكم [2/ 32]، والبيهقي في "الشعب"[5/ رقم 7263، و [6/ رقم 7471]، وفي "الآداب"[رقم 840]، والحميدي [98]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به نحوه

وليس عند الحاكم: الفقرة الأخيرة المتعلقة بالسفر، وليس عند الحميدي: الفقرة الوسطى المتعلقة بيوم القيامة.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".

قلتُ: كلا، بل هو حديث إسناده منكر، وإبراهيم الهجري شيخ منكر الحديث كما قاله البخاري والنسائي وغيرهما، وقد ضعفه سائر النقاد، بل تركه عليّ بن الجنيد وغيره، وبه أعله الهيثمي في "المجمع"[10/ 308].

وجازف التاج السبكى، فذكر الحديث ضمن الأحاديث التى لم يجد لها إسنادًا في "الإحياء" كما في "طبقاته"[6/ 386/ ترجمة الغزالى]، وللحديث طريق آخر به نحوه باختصار عند أحمد [1/ 402]، والطيالسي [400]، والطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 2529]، والبيهقي في "الشعب"[1/ رقم 285]، وفي "سننه"[20551]، وأبى الشيخ في "الأمثال"[رقم 319]، والشاشى [رقم 743]، وغيرهم من طرق عن عمران بن داور القطان عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن ابن مسعود مرفوعًا:(إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن علي الرجل حتى يهلكنه؛ وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلًا، كمثل قوم نزلوا أرض فلاة؛ فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلق فيجئ بالعود، والرجل يجيئ بالعود، حتى جمعوا سوادًا؛ فأججوا نارًا، وأنضجوا ما قذفوا فيها) لفظ أحمد. =

ص: 294

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=قلتُ: قد جوَّد سنده العراقى في "المغنى"[4/ 233]، ومثله شيخه الصلاح العلائى، وزاد:"على شرط الشيخين" كما نقله عنه المناوى في، "الفيض"[3/ 128]، وحسن سنده الحافظ في "الفتح"[11/ 329]، وتبعه عليه البوصيري في "إتحاف الخيرة"[5/ 158]، وكذا حسنه الإمام في "الصحيحة"[9/ 30].

وليس كما قالوا جميعًا، بل سنده منكر البتة، وعمران القطان مختلف فيه، والصواب بشأنه: أنه لا يحتج به على الانفراد أصلًا، لكونه كان كثير المخالفة والوهم كما يقول الدارقطني، وقدا سبرت جملة من حديثه عن قتادة خاصة؛ فوجدته ينفرد عنه بما لا يتابعه عليه الثقات؛ وربما جاء عنه بالطامات، مع مخالفة الأثبات من أصحاب قتادة له في كثير مما رواه عنه.

قتادة: إمام في التدليس، وقد عنعنه، وشيخه (عبد ربه) هو ابن أبي يزيد، أو ابن يزيد الذي يقول عنه ابن المديني:"عبد ربه الذي روى عنه قتادة مجهول؛ لم يرو عنه غير قتادة"، وكذا جهله الذهبي وغيره، وهو من رجال "التهذيب".

وشيخه (أبو عياض) هو المدنى الذي قيل في اسمه: (قيس بن ثعلبة) وقد جهله الحافظ في "التقريب" وهو من رجال "التهذيب" أيضًا، فأين تلك الجودة والحسن اللتان زعمهما الزاعمون لهذا الحديث من هذا الطريق؟! وأعجب من ذلك قول العلائى:"على شرط الشيخين" هكذا صار شرط الشيخين مرتعًا لتلك الأسانيد الضعيفة والمغموزة؛ فضلًا عن المنكرة والساقطة.

نعم: لهذا السياق المختصر: شاهد من حديث سهل بن سعد عند أحمد [5/ 331]، وفي " الصغير"[2/ رقم 904]، والبيهقي في "الشعب"[5/ رقم 7267]، والرامهرمزى في "الأمثال"[رقم 67]، والبغوي في "شرح السنة"[14/ 399]، وفي "تفسيره"[5/ 177/ طبعة دار طيبة]، والرويانى في "مسنده"[رقم 1048]، وابن أبي الدنيا في "التوبة"[رقم 3، 43]، وغيرهم من طرق عن أنس بن عياض عن أبي حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد به.

قلتُ: وهذا إسناد رجاله رجال "الصحيح"، وكما أشار المنذرى في "الترغيب"[3/ 213]، والهيثمى في "المجمع"[101/ 309، 393]، وقد حسن سنده الحافظ في "الفتح"[11/ 329]، وهو أعلى من ذلك، فسند أحمد: ثلاثى صحيح مستقيم؛ جازف الإمام وقال في "الصحيحة"[9/ 30]: "على شرط الشيخين" مع أن رواية أنس بن عياض عن أبي حازم: لم يحتج بها أحد من أصحاب الكتب الستة أصلًا، فأيش هذه الغفلة؟! =

ص: 295

5123 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا محمد بن دينار، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: ما أحدٌ أغير من الله، ومن غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

= والإمام كثيرًا ما تراه لا يعبأ بهذا، ويكتفى في تصحيح سند على (شرط الشيخين) أن يكون رجاله من رجال الصحيحين، ويخفى عليه جملة من الضوابط التى نص عليها الحافظ في "النكت"[1/ 314 - 315، 316]، وشرحناها نحن شرحًا وافيًا في كتابنا:(إرضاء الناقم بمحاكمة الحاكم).

• والحاصل: أن الحديث لا يثبت من رواية ابن مسعود البتة، وقد روى موقوفًا، رواه معمر عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به

ببعضه موقوفًا، أخرجه عبد الرزاق [20278]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8796]، والبيهقي في "الشعب"[5/ رقم 7262].

وهكذا رواه سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به نحوه مختصرًا ببعض منه، عند هناد في "الزهد"[2/ رقم 893]، وهذا الموقوف أصح من المرفوع، واللَّه المستعان.

• تنبيه: للفقرة الأوى من الحديث: شاهد ثابت بنحوه من حديث جابر بن عبد الله، مضى عند المؤلف [برقم 2095].

5123 -

صحيح: أخرجه أبو القاسم القشيرى في "الرسالة"[ص 115]، من طريق تمام عن القعنبى عن محمد بن دينار الطاحى عن إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد تالف، إبراهيم الهجري شيخ واه، وقد مضى الكلام عليه مرارًا؛ والراوى عنه: مختلف فيه، وقد صح الحديث من طرق أخرى عن ابن مسعود به مرفوعًا

منها:

1 -

ما رواه الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعًا: (ليس أحد أغير من الله؛ لذلك حرم الفواحش، وليس أحد أحب إليه المدح من الله) أخرجه الدارمى [2225، - والسياق له - والبخاري [4922، 6968]، ومسلم [2760]، وأحمد [1/ 381، 425]، وابن حبان [294]، والمؤلف [برقم 5169]، والبزار [5/ رقم 1688/ البحر]، وعبد الرزاق [19525]، وابن أبي شيبة [17707]، والنسائي في "الكبرى"[11183]، والبيهقي=

ص: 296

5124 -

وَعَنْ عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ مُنَادِيًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ قُمْ فَابْعَثْ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ، فَيَقُومُ آدَمُ، فَيَقُولُ: أَىْ رَبِّ، مِنْ كُلِّ كَمْ؟ فَيَقُولُ: مِنْ كُلِّ مِائَة تِسْعَةَ وَتِسْعِينَ إِلَى النَّارِ، وَوَاحِدًا إلَى الجَنَّةِ"، فشق ذلك على من

=في "سننه"[20810]، وفي "الأسماء والصفات"[رقم 621، 1007]، والبغوي في "شرح السنة"[9/ 269]، والشاشى [رقم 478، 479]، وجماعة من طرق عن الأعمش به.

قلتُ: قد اختلف في إسناده على الأعمش، إلا أن المحفوظ عنه هذا الوجه الماضي، ومعه وجهان آخران، أحدهما:

2 -

روايته عن مالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به

وزاد: (وليس أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك: أنزل الكتاب، وأرسل الرسل).

أخرجه مسلم [2760]، والمؤلف [برقم 5178]، والبزار [5/ رقم 1910/ البحر]، وغيرهم؛ وقد توبع الأعمش على الوجه الأول: تابعه عمرو بن مرة عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعًا: (لا أحد أغير من الله، فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدحة من الله؛ فلذلك مدح نفسه).

أخرجه البخاري [4361]، ومسلم [2760]، والترمذي [3530]، وأحمد [1/ 436]، والطيالسي [266]، والنسائي في "الكبرى"[11173]، والشاشى [رقم 477، 480]، والبيهقي في "الأسماء والصفات"[رقم 620]، وغيرهم من طريق شعبة عن عمرو بن مرة به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه".

قلتُ: وهو كما قال، ولعل غرابته؛ لتفرد شعبة به عن عمرو.

• تنبيه: في رواية الأعمش عن مالك بن الحارث الماضية: زيادة أخرى في أوله لم نذكرها، وهى قوله صلى الله عليه وسلم: "ليس أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل من أجل ذلك مدح نفس).

5124 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 388]، من طريقين عن إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به نحوه .... باختصار يسير قبل آخره.

قلتُ: وهذا إسناده واه، وإبراهيم الهجري شيخ منكر الحديث كما مضى مرارًا، وبه أعله الهيثمي في "المجمع"[10/ 393]، لكن للحديث شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة به نحوه

مضى منها حديث أنس [برقم 3122]، وهو حديث صحيح مشهور.=

ص: 297

سمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا له: من الناجى منا بعد هذا؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ فِي خَلِيقَتَيْنِ مِنَ النَّاسِ: يَأْجُوجُ، وَمَاجُوجُ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، وَمَا أَنْتُمْ فِي الدُّنْيا إِلا كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ، أَوْ كَالشَّعَرَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ".

5125 -

وَعَنْ عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"الأَيْدِى ثَلاثَةٌ: فَيَدُ اللَّهِ تَعَالَى الْعُلْيَا، وَيَدُ المعْطِى الَتِى تَلِيهَا، وَيَدُ السَّائِلِ السّفْلَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَاسْتَعِفَّ عَنِ السّؤَالِ، وَعَنِ المسْأَلَةِ مَا اسْتَطَعْتَ، فَإِنَّ أُعْطِيتَ شَيْئًا -، أَوْ قَالَ: خَيْرًا - فَلْيُرَ عَلَيْكَ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَارْضَخْ مِن الفَضْلِ، وَلا تُلامُ عَلَى الْعَفَافِ".

• تنبيه: قوله: (إن الله يأمر مناديًا يوم القيامة:

) غير محفوظ، والمحفوظ: أن الذي ينادى آدم هو الله نفسه عز وجل كما ثبت في حديث أنس وأبى سعيد الخدرى وغيرهما في سياق هذا الحديث. فانتبه يا رعاك الله.

5125 -

ضعيف بهذا التمام: أخرجه أحمد [1/ 446]، وابن خزيمة [2435]، والحاكم [1/ 567]، والبيهقي في "الشعب"[3/ 3506، 3507]، وفي "سننه"[7675]، والطحاوي في "شرح المعاني"[2/ 21]، وابن أبي الدنيا في "العيال"[رقم 5]، وابن عدي في "الكامل"[7/ 274]، والطبري في "تفسيره"[4/ رقم 4173/ طبعة شاكر]، والبغوي في "شرح السنة"[6/ 114]، وابن زنجويه في "الأموال"[رقم 1915]، والشاشى [رقم 675]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 968]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 82]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به

وزاد البيهقي والطحاوي وابن أبي الدنيا وابن عدي وابن راهويه وأبو نعيم وابن زنجويه والشاشى في آخره: (ولا تعجز عن نفسك). وليس عند الطحاوى قوله: (وابدأ بمن تعول) ولا قوله: (وارضخ من الفضل) وهو عند أحمد مختصرًا بالفقرة الأولى والثانية والثالثة والرابعة دون قوله: (إلى يوم القيامة)، ومثله ابن خزيمة إلا أنه زاد:(فاستعف عن السؤال ما استطعت) وكذا عنده وله: (إلى يوم القيامة) ومثله الحاكم في رواية له، وفي رواية أخرى له: بالفقرات الأولى مع قوله: (فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك) وليس عنده: (إلى يوم القيامة) في تلك الرواية الثانية، ولفظ البغوي مثل رواية ابن خزيمة دون قوله:(إلى يوم القيامة) بل وزاد أيضًا قوله: (ابدأ بمن تعول، ولا تلام على الكفاف) وهو عند ابن زنجويه بالفقرات=

ص: 298

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأربعة الأخيرة مع زيادة: (ولا تعجز عن نفسك) ومثله الشاشى وابن راهويه وابن أبي الدنيا وابن عدي؛ وهو عند الطبري بالفقرات الثلاث الأخيرة فقط، ووقع عند من روى الفقرة الأخيرة بلفظ:(ولا تلام على الكفاف) بدل: (العفاف).

قلتُ: وهذا إسناد منكر، وقد مضى غير مرة أن إبراهيم الهجري شيخ إلى الترك أقرب منه إلى الضعف، بل تركه عليّ بن الجنيد وغيره، وقال البخاري والنسائي وأبو حاتم:(منكر الحديث) وضعفه سائر النقاد، وكان ينكر عليه كثرة روايته عن أبي الأحوص عن ابن مسعود، كما يقول ابن عدي في ترجمته من "الكامل"[1/ 212].

وقد اضطرب فيه كعادته، فعاد ورواه بإسناده به ببعضه موقوفًا على ابن مسعود، ولم يرفعه، هكذا أخرجه الطيالسي [32]، من طريق شعبة عنه به

وهكذا رواه عنه جعفر بن عوف به موقوفًا، كما ذكره البيهقي في "سننه"[4/ 198].

وبه: أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[3/ 156]، وأشار إليه أبو محمد البغوي عقب روايته، وقد أنكره عليه ابن عدي في "الكامل"[7/ 274/ ترجمة يزيد بن عطاء]، وجازف الهيثمي في "المجمع"[3/ 260]، وقال بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف:"ورجاله موثقون" كذا، كأنه اغتر بقول المنذرى في "الترغيب"[1/ 332]، بعد أن عزاه للمؤلف:"والغالب على رواته التوثيق" وهذه عبارة شديدة، ثم نقل عن الحاكم أنه رواه وصحح إسناده، ولم أجد تصحيح الحاكم له بعد التفتيش، وقبلى بحث عنه الإمام أحمد شاكر في "المستدرك" كما في "تعليقه على تفسير الطبري"[4/ 342]، فلم يعثر على شيء.

والذى وجدته عن الحاكم هو قوله: "محفوظ مشهور" يعنى من رواية الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود؛ وإن كان يريد بحفظه وشهرته عن ابن مسعود، فيكون سالكًا سبيل المجازفة كعادته، ثم إن الهجري قد خولف في سنده، خالفه أبو الزعراء، فرواه عن أبي الأحوص فقال: عن أبيه مالك بن نضلة مرفوعًا بالفقرات الأولى الأربعة فقط، دون قوله:(إلى يوم القيامة) وزاد: (ولا تعجز عن نفسك) فجعله من (مسند مالك بن نضلة) دون ابن مسعود.

هكذا أخرجه أبو داود [1649]، وأحمد [3/ 473]، [4/ 137]، وابن خزيمة في صحيحه [2440]، وفي "التوحيد"[رقم 88]، وابن حبان [3362]، والحاكم [1/ 566]، والبيهقي في "سننه"[7674]، وأبو الحسين الثقفى في "جزء من فوائده" =

ص: 299

5126 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن سماك، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثَا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ".

= [رقم 34/ ضمن جمهرة الأجزاء]، وحنبل بن إسحاق في "جزء من حديثه"[رقم 45]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1297]، وغيرهم من طرق عن عبيدة بن حميد عن أبي الزعراء به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

قلتُ: وكذا صححه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما، وهو كما قالوا: ورجاله رجال "الصحيح" سوى أبي الزعراء، فهو من رجال "السنن"، واسمه:(عمرو بن عمرو بن مالك الكوفي) الثقة المشهور؛ وليس هو بأبى الزعراء (عبد الله بن هانئ الكندي) كما ظنه البدر العينى في "شرحه على أبي داود"[6/ 403]، فهذا متقدم عن ذاك.

وهذا الطريق هو المحفوظ عن أبي الأحوص بلا ريب؛ وأبوه صحابى معروف؛ أشار الحافظ إلى حديثه هذا في ترجمته من"الإصابة"[5/ 752]، ثم قال:"وسنده صحيح" ولسياق المؤلف شواهد ثابتة لفقراته جميعًا، سوى قوله:(إلى يوم القيامة)، وكذا قوله:(وارضخ من الفضل)، فالحديث ضعيف بهذا التمام. واللَّه المستعان.

• تنبيه: قد تصحف: إبراهيم الهجري في سند الطبري إلى: (إبراهيم المخرمى) ونَبَّه عليه الإمام أحمد شاكر في تعليقه عليه [4/ رقم 4173/ طبعة الرسالة، ولله الحمد.

5126 -

صحيح: أخرجه الترمذي [2657]، وابن ماجه [232]، وأحمد [1/ 436]، والبزار [5/ رقم 2014/ البحر]، وابن أبي حاتم في مقدمة "الجرح والتعديل"[ص 9]، وابن عبد البر في "جامع البيان"[1/ رقم 143/ طبعة الريان]، والشاشى [رقم 262]، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"[رقم 574]، وغيرهم من طريق شعبة عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به

وهو عند بعضهم نحوه

وزاد الجميع: (فرب مبلغ أوعى من سامع).

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال؛ وسماك وإن كان قد تغير حفظه بأخرة، حتى صار يتلقن، إلا أن شعبة=

ص: 300

5127 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا يحيى، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى الغائط، فقال:"الْتَمِسُوا لِي ثَلاثَةَ أَحْجَارٍ، فَلَمْ أَجِدْ إِلا حَجَرَيْنِ وَرَوْثَةً، فَأَخَذَ الحجَرَيْنِ وَرَدَّ الرَّوثَةَ، وَقَالَ: هَذِهِ رِجْسٌ".

5128 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر، حدّثنا يحيى، ومعاذ بن معاذ، عن زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، وعلقمة، عن عبد الله، كان النبي صلى الله عليه وسلم يكبّر في كل خفض، ورفع، وقيام، وقعود، ويسلم عن يمينه وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، حتى يرُى بياض خده، وكان أبو بكر، وعمر يفعلان ذلك.

5129 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا ابن عيينة، حدّثنا عبد الكريم الجزرى، عن زياد ابن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل، قال: دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود، فقال: أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟ " قال: نعم.

= قد سمع منه قديمًا؛ كما نص عليه يعقوب بن شيبة الحافظ؛ وأشار إليه قبله شيخه ابن المديني؛ وقال الصلاح العلائى في "جامع التحصيل"[ص 53 - 54]، بعد أن حكى تصحيح الترمذي الماضي الحديث، قال:"وكذلك صححه غيره أيضًا، وقد اختلف في سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه، فالصحيح: أنه سمع منه دون أخيه أبى عبدة، قاله البخاري وغيره".

قلتُ: وهو كما قال؛ وقد توبع عليه شعبة: تابعه عليه جماعة عن سماك به

وتوبع عليه سماك: تابعه عليه عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن عن أبيه به نحوه في سياق أتم

عند الترمذي والشافعي والحميدي وجماعة، وقد استوفينا تخريج هذا الحديث في مكان آخر.

5127 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4978].

5128 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5051، 5101].

5129 -

مضى الكلام عليه [برقم 5098].

ص: 301

5130 -

حَدَّثَنَا زهير بن حرب، حدّثنا جريرٌ، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: "أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ"، قال: قلت: إن ذلك لعظيمٌ! قال: قلت: ثم أي؟ قال: "أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ"، قال: قلت: ثم أي؟ قال: "أَنْ تُزَانِىَ حَلِيلَةَ جَارِكَ".

5131 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال أناسٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: "أَمَّا مَنْ أَحْسَنَ مِنْكُمْ فِي الإسْلامِ فَلا يُؤَاخَذُ بِهَا، وَمَنْ أَسَاءَ أُخِذَ بِعَمَلِهِ فِي الجاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ".

5132 -

وَبِإِسْنَادِهِ عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا كُنْتُمْ ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَى رَجُلانِ دُونَ الآخَرِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّ أذَلِكَ، يُحْزِنُهُ، وَلا تُبَاشِرِ المرْأَةُ المرْأَةَ فَتَصِفُهَا لِزَوْجِهَا، حَتَّى كَانَّهُ يَنْظُرُ إلَيْهَا".

5133 -

وَعَنْ عبد الله، قال: لما كان يوم حنين آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغنيمة، فأعطى الأقرع بن حابس مائةً من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى ناسًا من أشراف العرب، وآثرهم في القسمة، فقال رجلٌ: واللَّه إن هذه لقسمة ما عدلٌ فيها، وما أريد بها وجه الله، قال: فقلت: واللَّه لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته فأخبرته بما قال الرجل، قال: فتغير وجهه حتى كان كالصرف، ثم قال:"فَمَنْ يَعْدِلُ إذَا لَمْ يَعْدِلْ رَسُولُ اللَّهِ؟ "!

5130 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5098].

5131 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5131].

5132 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5083].

5133 -

صحيح: أخرجه البخاري [2981]، ومسلم [1062]، وابن حبان [4829]، وأبو نعيم في "المستخرج" على مسلم [3/ 126]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 3174]، وابن حزم في "المحلى"[11/ 219]، والبيهقي في "دلائل النبوة"[رقم 1939]، والسلفى في "الطيوريات"[328]، وغيرهم من طريق منصور بن معتمر عن أبي وائل عن ابن مسعود به.=

ص: 302

ثم قال: "يَرْحَمُ الله مُوسَى، لَقَدْ أُوذِىَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ"، فقلت: لا جرم، لا أرفع إليه بعد هذا شيئًا.

5134 -

وَعَنْ أبي وائل، قال: قال عبد الله: لقد أتانى اليوم رجلٌ، فسألنى عن أمر ما دريت ما أرد عليه، فقال: أرأيت رجلًا مؤديًا نشيطًا، يخرج في المغازى، فيعزمون علينا

=قلتُ: وقد توبع عليه منصور: تابعه الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود به نحوه باختصار يسير عند البخاري [3224، 4080، 5712، 5749، 5933، 5977]، ومسلم [1562]، وأحمد [1/ 380، 411، 435، 441]، والمؤلف [برقم 5206]، والحميدي [110]، والبغوي في "شرح السنة"[13/ 239]، والشاشى [رقم 500]، وجماعة كثيرة.

5134 -

صحيح: أخرجه البخاري [2853]، والبزار [5/ رقم 1671، 1672/ البحر الزخار]، والبيهقي في المدخل إلى "سننه الكبرى"[رقم 205]، وغيرهم من طريق منصور بن المعتمر عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به

وهو عند البزار باختصار.

قال البزار: "وهذا الحديث قد روى عن أبي وائل من غير هذا الوجه، ولا نعلم له طريقًا عن أبي وائل أحسن من هذا الطريق".

قلتُ: وقد توبع عليه منصور عن أبي وائل: تابعه:

1 -

الأعمش على نحوه عند الشاشى [رقم 541]، والخطيب في "الفقيه"[رقم 1101]، والمؤلف [برقم 5171]، وابن الجعد [2598]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبي وائل به

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأظنه لتوقيف فيه".

قلتُ: بل أخرجه البخاري كما مضى، ولكن من غير طريق الأعمش عن أبي وائل.

2 -

3 - 4 - وتابعه أيضًا: مغيرة بن مقسم وحماد بن أبي سليمان وأبو هاشم، ثلاثتهم عن أبي وائل عند البزار [5/ رقم 1673/ البحر الزخار]، من طريق بشر بن خالد عن شعبة عن هؤلاء الثلاثة المذكورين به

وقُرِنَ معهم: منصور والأعمش أيضًا. ولم يسق لفظه.

قلتُ: وبشر بن خالد هو العسكرى من رجال الشيخين، وقد وثقه جماعة، وكان يغرب عن شعبة بأشياء قاله ابن حبان في ترجمته من "الثقات"[8/ 145]، والأصل: في روايته عنه السلامة حتى يبدو غير ذلك.=

ص: 303

في أشياء لا نجد منها بدًا قال: فقلت له: واللَّه ما أدرى ما أقول لك، إلا أنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعسى أن لا يعزم علينا في الأمر إلا مرةً حتى نفعله، وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله، وإذا شك في نفسه شيئًا سأل رجلًا فشفاه، وأوشك أن لا تجدوه، والذى لا إله إلا هو، ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب، شُرب صفوه وبقى كدره.

5135 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ - يعنى ابن عبد الحميد - عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلامٌ على فلان، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: "إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلامُ، فَإذَا قَعَدَ أَحَدُكمْ فِي الصَّلاةِ فَلْيَقُلِ: التَحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ

= وقد جاء عاصم بن أبي النجود وخالف الجماعة في وقفِه، ورواه عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعًا:(إن الله تعالى: جعل الدنيا كلها قليلًا، وما بقى منها إلا القليل من القليل، ومثل ما بقى فنها كالثغب - يعنى الغدير - شرب صفوه، وبقى كدره) أخرجه الحاكم [4/ 356]- واللفظ له - والديلمى في "مسنده"[1/ 2/ 226]، كما في "الصحيحة"[4/ 164]، من طريقين عن حماد بن سلمة عن عاصم به.

قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" قال المناوى في "الفيض"[2/ 221]: "وأقره الذهبي" وقال في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[1/ 502/ طبعة مكتبة الشافعي]، بعد أن نقل تصحيح الحاكم:(وأقروه).

قلتُ: يا رجل، كفاك مجازفة! فواللَّه ما وافقه الذهبي ولا غيره، بل تعقبه الإمام في "الصحيحة"[4/ 164]، قائلًا: "قلتُ: إنما هو حسن فقط؛ لأن عاصمًا هو ابن أبي النجود في حفظه بعض الضعف

".

وغفل الإمام ىن كون حماد بن سلمة قد اختلف عليه في رفْعه، فرواه عنه أبو سلمة التبوذكى - واختلف عليه - وزيد بن عوف كلاهما عن حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود به نحوه مختصرًا موقوفًا عليه، هكذا أخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"[رقم 123]، وأبو داود في "الزهد"[رقم 129]، وهذا الوجه هو المحفوظ الموافق لرواية الجماعة عن أبي وائل؛ واللَّه المستعان.

5135 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5082].

ص: 304

اللَّهِ، سَلامٌ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالحِينَ فَإذَا قَالَهَا أَصَابَتْ كلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ صَالِحٍ أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ المسْالَة مَا شَاءَ".

5136 -

وَبِإسنَادِهِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"بِئْسَ مَا لأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةً كَذَا وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّىَ، اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ لِعُقُلِهِ".

5137 -

وَعَنْ أبي وائل، قال: كان عبد الله يذكِّر الناس في كل يوم خميس، فقال له رجلٌ: يا أبا عبد الرحمن، لو أنك ذكرتنا في كل يوم؟! قال: أما إنه يمنعنى من ذلك أنى أكره أن أملكم، وإنى أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام مخافة السآمة علينا.

5136 - صحيح: أخرجه البخارى [4744، 4752]، ومسلم [790]، والترمذي [3942]، والنسائي [943]، وأحمد [1/ 417، 423، 429، 438، 463]، والدارمي [2745، 3347]، والطيالسى [261]، والبزار [5/ رقم 1656/ البحر]، وعبد الرزاق [5967]، والبيهقي في "سننه"[3859]، وفي "الشعب"[2/ رقم 1964]، والحميدي [91]، والبغوي في "شرح السنة"[4/ 495]، وأبو عوانة [رقم 3812، 3813، 3814، 3824]، وغيرهم من طرق عن منصور بن المعتمر عن أبي وائل شقيق بن سلمة عند ابن مسعود به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال؛ وقد توبع عليه منصور: تابعه الأعمش - واختلف عليه - والحكم بن عبد الملك

واللَّه لمستعان.

5137 -

صحيح: أخرجه البخاري [70]، ومسلم [2821]، وأحمد [1/ 427]، وابن حبان [4524]، والبزار [5/ رقم 1670/ البحر]، والنسائي في "الكبرى"[5889]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 275]، والبيهقي في "الآداب"[رقم 314]، وفي "المدخل إلى السنن"[رقم 487]، وغيرهم من طريق منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن ابن مسعود به.=

ص: 305

5138 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدى إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إلَى الْفجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا".

= قلتُ: وقد توبع عليه منصور: تابعه الأعمش على نحوه عن أبي وائل: عند البخاري [68، 6048]، ومسلم [2821]، والترمذي [2855]، وأحمد [1/ 377، 378، 325، 440، 443، 462]، والطيالسي [255]، والمؤلف [برقم 5226]، والحميدي [107]، والبغوي في شرح السنة" [1/ 312]، وابن بشران في "الأمالى" [رقم 328، والشاشى [548]، و [رقم 549، 550]، وجماعة كثيرة.

وللأعمش فيه إسناد آخر مضى عند المؤلف [برقم 5032]، وقد اختلف عليه في سنده على ألوان أخرى غير محفوظة. راجع "علل الدارقطني"[5/ 128].

5138 -

صحيح: أخرجه البخاري [5734]، ومسلم [2607]، وابن حبان [273]، والبيهقي في "سننه"[20927]، وفي "الشعب"[4/ رقم 5784]، وابن أبي الدنيا في "الإلزامات"[رقم 115]، وفي "الصمت"[رقم 467]، وفي "ذم الكذب"[رقم 2]، والنسائي في "جزء فيه مجلسان من أماليه"[رقم 5]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[6/ 486]، وغيرهم من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن ابن مسعود به.

قلتُ: وتوبع عليه جرير: تابعه:

1 -

أبو الأحوص على مثل رواية جرير: عند مسلم [2607]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 1364]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 259]، وأبى الفضل الزهري [رقم 413]، والسلفى في الطيوريات [رقم 45]، وغيرهم.

2 -

وشعبة عن منصور بلفظ: (لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، ولا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا) أخرجه ابن حبان [70]- واللفظ له - وأحمد [1/ 393، 393]، والطيالسي [247]، والطبراني في "الصغير"[2/ رقم 683]، والبزار [5/ رقم 1658/ البحر]، والخطيب في "الجامع"[2/ رقم 1007]،=

ص: 306

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والشاشى [رقم 466]، والخرائطى في "الإلزامات"[رقم 111]، وأبو نعيم في "الحلية"[5/ 43].

وقد توبع عليه منصور: تابعه الأعمش على مثل رواية جرير عن منصور: عند مسلم [2607]، وأبى داود [4989]، و الترمذي [1971]، وأحمد [1/ 384، 432]، و البخاري في "الأدب المفرد"[رقم 386]، وابن أبي شيبة [25599]، و البيهقي في "سننه"[20606، 20607]، وأبى نعيم في "الحلية"[8/ 378]، هناد في "الزهد"[2/ رقم 1365]، و البغوي في "شرح السنة"[13/ 102]، ووكيع في "الزهد"[رقم 390]، والشاشى [رقم 467]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال.

وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به نحوه

يأتي بعضها عند المؤلف [برقم 5363]، وهو ما رواه شعبة عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن عوف بن مالك عن ابن مسعود قال:(إن محمدًا صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم ما العضة؟! هي النميمة القالة بين الناس، وإن محمدًا صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقًا، ويكذب حتى يكتب كذابًا).

أخرجه مسلم [2606]- واللفظ له وأحمد [1/ 410، 430، 437]، والطيالسي [301]، والبيهقي في "سننه"[90471]، وغيرهم من طرق عن شعبة بإسناده به

وهو عند الطيالسي بالمرفوع منه فقط؛ وزاد المؤلف في أوله من قول ابن مسعود: (إن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل، ولا يعد الرجل الرجل شيئًا ثم لا ينجزه

) وهو رواية لأحمد بنحوه؛ وسياق المؤلف للمرفوع أتم، ومثله عند الطبري في "تهذيب الآثار"[رقم 5363]، دون قوله: (ألا أنبئكم ما العضة؟! هي، النميمة القالة بين الناس

).

ووقع في متنه إدراج عند المؤلف، وقد بَيَّنتْه رواية الطبري، فعند المؤلف هناك:(ألا ترون أنه يقال للصادق: صدق وبر، ويقال للكاذب: كذب وفجر؟! وإن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدى إلى الجنة، وإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار) وقعت تلك الجملة عنده مرفوعة، والصواب أنها موقوفة في تلك الرواية كما وقع ذلك صريحًا في رواية الطبري في "تهذيبه" واللَّه المستعان.

ص: 307

5139 -

وَعَنْ منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنِّى لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، وآخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا الجَنَّةَ، رَجُلًا يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حَبْوًا، فَيَقُولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى، فَيَقُولُ اللَّهُ: ادْخُلْ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا عَشْرَ أَمْثَالِهَا، قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِى - أَوْ تَضَحَكُ بِى - وَأَنْتَ الملِكُ؟! " قال: ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، قال: فكان يقال: "ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلًا".

5140 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة السلمانى، عن عبد الله، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس خيرٌ؟ قال: "قَرْنِى، ثُمَ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثم الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِئُ قَوْمٌ تَبْدُرُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَبْدُرُ يَمِينُهُ شَهَادَتَهُ" قال إبراهيم: كانوا ينهوننا ونحن صبيانٌ عن العهد والشهادات.

5141 -

وَعَنْ إبراهيم، عن علقمة، قال: قال عبد الله: "لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ،

5139 - صحيح: أخرجه البخاري [6202]، ومسلم [186]، وابن ماجه [4339]، وابن منده في الإيمان [2/ رقم 842]، وابن خزيمة في "التوحيد"[1/ رقم 230، 80]، وأبو عوانة [رقم 428]، وأَبو القاسم الأصبهانى في "الحجة"[2/ 217]، والشاشى [رقم 724]، والبيهقي في "البعث والنشور"[رقم 90، 413]، والطحاوي في "المشكل"[14/ 61]، وغيرهم من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعى عن عبيدة بن عمرو السلمانى عن ابن مسعود به.

قلتُ: وقد توبع عليه جرير: تابعه إسرائيل وشيبان وغيرهما، وكذا توبع عليه منصور تابعه الأعمش على نحوه؛ لكن اختلف عليه في سنده كما تراه في "علل الدارقطني"[5/ 183]، وتابعهما إبراهيم بن المهاجر أيضًا عند البزار والطبراني؛ وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به نحوه

مضى بعضها [برقم 4980].

5140 -

صحيح: مضى قريبًا [برقم 5103].

5141 -

صحيح: أخرجه البخاري [4604، 5587، 5595، 5604]، ومسلم [2125]، وأبو داود [4169]، والترمذي [2782]، والنسائي [5099]، وابن ماجه [1989]،=

ص: 308

وَالْمسْتَوْشَماتِ، وَالْمتَنَمِّصَات، وَالْمتَفَلِّجَاتِ لِلْحَسَنِ، المُغَيِّرَاتِ خَلَقَ الله"، قال: فبلغ ذلك امرأةً من بنى أسد يقال لها: أم يعقوب، كانت تقرأ القران، فأتت فقالت: ما حديثٌ بلغنى عنك أنك لعنت الواشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله؟! فقال عبد الله: ما لى لا ألعن من لعن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله؟ قالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوْحَى المصحف فما وجدته، فقال: واللَّه لئن كنتِ قرأته لقد وجدتِهِ، ثم قال:{وَمَآءَاتَنكُمُ آلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَنكُتم عَنهُ فَآنتَهُوأ} [الحشر: 7] قالت المرأة: فإنى أرى من هذا شيئًا على امرأتك، قال: فاذهبى فانظرى، قال: فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئًا، فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئًا، قال: أما لو كان ذلك لم نجامعها.

=وأحمد [1/ 433، 443]، والدارمي [2647]، وابن حبان [5505]، والبزار [4/ رقم 1467، 1468، 1469، 1470]، وعبد الرزاق [5103]، والبيهقي في "سننه"[1460]، وفي "الشعب"[6/ رقم 7812]، والبغوي في "شرح السنة"[12/ 103]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 835]، والشاشى [رقم 306]، وغيرهم من طرق عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعى عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به

وهو عند النسائي والترمذي بنحو المرفوع منه فقط، وهو رواية للبخارى ومسلم والبزار، وزاد أبو داود:(والواصلات).

قلتُ: هكذا رواه الجماعة عن منصور، وخالفهم داود بن رشيد، فرواه عن أبي حفص الأبار وعمر بن عبد الرحمن فقال: عن منصور عن أبي وائل عن ابن مسعود، هكذا ذكره الدارقطني في "العلل"[5/ 99]، ثم قال:"وهو وهمٌ، والصواب عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله".

قلتُ: وهو كما قال؛ وقد توبع عليه منصور، تابعه: الأعمش: لكن اختلف عليه في وصله وإرساله، ورجح مسلم وصله، واحتج به في "صحيحه"[2125]، وتعقبه الدارقطني في "الإلزامات"[رقم 96] وصحح إرساله من رواية الأعمش.

وقد اختلف في سنده على لون ثالث على الأعمش، راجع "علل الدارقطني"[5/ 134]، وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.

ص: 309

5142 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، حدّثنا منصورٌ، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قال عبد الله: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةً -، قال إبراهيم: لا أدرى أزاد أم نقص - فلما سلم، قيل له: يا رسول الله، أحدث في الصلاة شئٌ؟ قال:"لا، وَمَا ذَاكَ؟ " قالوا: صليت كذا وكذا! قال: فثنى رجله، واستقبل القبلة، وسجد سجدتين، ثم سلم، فلما سلم أقبل علينا بوجهه، فقال:"إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلاةِ شَىْءٌ أَنْبَأتُكُمْ بِهِ، وَلَكِنِّى إِنَّمَا أَنَا بِشْرٌ مِتْلُكُمْ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإذَا نَسِيتُ فَذَكِّرونِى، وَإذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُسَلِّم ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ".

5143 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ وُكلَ بِهِ

5142 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5002].

5143 -

صحيح: أخرجه مسلم [2814]، وأحمد [1/ 385، 397، 401، 460]، والدارمي [2734]، وابن خزيمة [658]، وابن حبان [6417]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10522]، وفي "الأوسط"[3/ رقم 2593]، والبزار [14/ 409]، والشاشى [رقم 759]، والطحاوي في "المشكل"[1/ 62]، والبيهقي في "الدلائل"[رقم 3025]، وغيرهم من طرق عن منصور بن المعتمر عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه رافع أبي الجعد عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم نحوه.

قلتُ: نقل الشاشى عقب روايته عن عباس الدورى أنه قال: "هذا حديث حسن".

وأبو الجعد رافع: هو الغطفانى، والد سالم بن أبي الجعد وأبو إخوته؛ روى عنه الشعبى أيضًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" واختلف في صحبته، وصوب الحافظ في "التقريب" أنه تابعى مخضرم، والحديث رواه الثوري وشيبان وإسرائيل وجرير وزياد البكائى وغيرهم عن منصور، واختلف فيه على الثوري، فراه عنه أصحابه على الوجه الماضي.

وجاء عباس الترقفى، فرواه عن الفريابى عن الثوري فقال: عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن مسروق عن ابن مسعود به

=

ص: 310

قَرِينٌ مِنَ الْجِنِّ"، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: "وَإيَّاىَ، إِلا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِى عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلا يَأْمُرُنِى إِلا بِخَيْرٍ".

5144 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن منصور، عن ذر، عن وائل بن مهانة من التيم، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ"، فقالت امرأةٌ ليست من علية النساء: ولم نحن يا رسول الله أكثر أهل جهنم؟ قال: "مِنْ أَجْلِ أَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ".

5145 -

وَعَنْ منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إدبارًا، قال:"اللَّهمَّ سَبْعٌ كسَبْعِ يُوسُفَ"، فاخذتهم سنةٌ حصت كل شيء، حتى أكلوا لحم الميتة والجلود والجيف، وينظر إلى السماء أحدهم

= فجعل شيخ سالم فيه: (مسروقًا) بدل: (أبي الجعد) هكذا أخرجه الدارقطني في الأفراد [رقم 3791/ أطرافه]، وفي "العلل"[5/ 342]، وقال الدارقطني عقب روايته في الثاني:"ووهم فيه - لعله يعنى الترقفى أو شيخه - والصواب عن سالم عن أبيه" وهو كما قال، وللحديث شواهد بعضها ثابت.

5144 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5112].

5145 -

صحيح: أخرجه البخاري [962]، ومسلم [2798]، وابن حبان [4764]، وغيرهم من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن أبي الضحى مسلم بن صبيح عن مسروق عن ابن مسعود به .... وزادوا جميعًا في آخره:(فالبطشة: يوم بدر، وقد مضى آية الدخان، والبطشة واللزام وآية الروم).

قلتُ: وقد توبع عليه جرير، تابعه جماعة منهم:

1 -

معمر: على نحو رواية جرير مع الزيادة عند عبد الرزاق في "تفسيره"[3/ 205 - 206]، وفي أوله قصة.

2 -

والثورى على نحو رواية معمر مع الزيادة، وقُرن الأعمش مع منصور في روايته: عند البخاري [4496، 974]، وابن حبان [6585]، والطحاوى في شرح "المشكل"[3/ 29 - 30]، وفي أوله قصة. =

ص: 311

فيرى الدخان من الجوع، فأتاه أبو سفيان، فقال: يا محمد، إنك جئت تأمر بطاعة الله، وبصلة الرحم، فإن قومك قد هلكوا، فادع الله لهم، قال الله:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)} [الدخان: 10]، إلى قوله:{إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)} [الدخان: 16].

5146 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، قال: ذكر شباكٌ لإبراهيم، قال: سألنا علقمة، عن ذلك، فحدّثنا عن عبد الله، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، قال: فقلت: وشاهديه وكاتبه؟! قال: إنما نحدث ما سمعنا.

5147 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: قال هنى

= 3 - وشعبة على نحو رواية الثوري مع إقران الأعمش مع منصور في روايته: عند البخاري [4547]، والترمذي [3254]، وأحمد [1/ 441]، والنسائي في "الكبرى"[11202، 11483]، والشاشى [رقم 378]، وغيرهم من طرق عن شعبة به

وليس عند أحمد الزيادة في آخره، وفي أوله زيادة من قول ابن مسعود عند الجميع.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال؛ وقد رواه جماعة من أصحاب الأعمش عنه وحده عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود به نحوه.

5146 -

صحيح: أخرجه مسلم [1597]، والبزار [4/ رقم 1464] و [5/ رقم 1561/ البحر]، والبيهقي في "سننه"[10299]، وأبو عوانة [رقم 5456] و [رقم 5457]، والرامهرمزى في "المحدث الفاصل"[ص 502]، وغيرهم من طريق جرير بن عبد الحميد عن مغيرة بن مقسم عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود به

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن المغيرة بهذا الإسناد إلا جرير".

قلتُ: بلى قد توبع عليه جرير: تابعه سليمان التيمي على مثله عن مغيرة عند النسائي في "الكبرى"[11054]، وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به

مضى بعضها [برقم 4981]، ويأتى بعضها [برقم 5241، 5350].

5147 -

ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 4973].

ص: 312

الضبى: لقينا علقمة - وقد مَثَّلَ زيادٌ برجل صلبه - فقال لنا: علام اجتمع هؤلاء؟ قلت: مَثَّلَ زيادٌ برجل، قال: قال عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أحسب -؟ "إِنَّ أَعَفَّ النَّاسَ قِتْلَةَ أَهْلُ الإيمَانِ".

5148 -

وَعَنْ مغيرة وعن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"الْوَلَدُ لِصَاحِبِ الْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الحجَرُ".

5149 -

وَعَنْ مغيرة، عن واصل بن حيان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن أبي

5148 - صحيح: أخرجه النسائي [3486]، وابن حبان [4104]، وسعيد بن منصور في "سننه"[2132]، ومن طريقه أبو الشيخ في "الأمثال"[رقم 212]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1705]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 116]، والترمذي في "العلل"[رقم 180]، والشاشى في "مسنده"[رقم 503]، وغيرهم من طريق جرير بن عبد الحميد عن مغيرة بن مقسم عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به.

قال النسائي: "لا أحسب هذا عن عبد الله بن مسعود".

قلتُ: حُسْبانك في محله يا أبا عبد الرحمن، فقد سئل شيخك أبو عبد الله البخاري عن هذا الحديث فقال: "إنما هو مغيرة عن أبي وائل مرسلًا

" كما نقله عنه الترمذي عقب روايته في "العلل".

فإن قيل: قد رواه عليّ بن المثنى الطهوى عن زيدٍ بن الحباب عن شعبة عن مغيرة عن أبي وائل عن ابن مسعود به

موصولًا أيضًا.

قلنا: هذا غريب جدًّا عن شعبة، وابن الحباب فيه مقال معروف، ولا يتابع عليه، بل خولف في وصله، فرواه غيره عن شعبة عن مغيرة عن أبي وائل به مرسلًا، كما ذكره الدارقطني في "العلل"[5/ 106]، وهذا هو المحفوظ، ثم قال الدارقطني:"ورَفْعه صحيح" يعنى من طرق أخرى عن جماعة من الصحابة

وقد مضى من حديث عمرو بن خارجة [برقم 1508]، وشطره الأول: مضى من حديث عمر [برقم 199]، وقد استوفينا تخريجه في كتابنا الكبير:"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".

5149 -

صحيح: أخرجه مسلم [2383]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10107]، وفي "الأوسط"[1/ رقم 773]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"=

ص: 313

الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ خَلِيلا، لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا، وَلَكِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ، وَإِنَّ الْقُرآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، لِكُلِّ آيَةٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَلِكُلِّ حَدٍّ مَطْلَعٌ".

= [2/ رقم 2409/ طبعة دار البصيرة]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 235، 236]، والبزار [5/ رقم 2052/ البحر الزخار]، والطحاوي في "المشكل"[7/ 215]، وأبو بكر الكلاباذى في "مفتاح المعاني"[2/ 297]، كما في "الضعيفة"[6/ 559]، وغيرهم من طريق جرير بن عبد الحميد عن مغيرة بن مقسم عن واصل بن حيان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به

وهو عند مسلم واللالكائى بشطره الأول فقط، وعند الآخرين بشطره الثاني فقط.

قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه البغوي في "تفسيره"[1/ 46/ طبعة دار طيبة]، بشطره الثاني فقط، وعلقه في "شرح السنة"[1/ 263]، وقال الطبراني عقب روايته في "الأوسط":"لم يرو هذا الحديث عن مغيرة إلا جرير" وهو حافظ حجة، تغير قليلًا في آخر عمره، ولم يختلط قط، وهكذا رواه عنه أصحابه.

وخالفهم محمد بن حميد الرازى، فرواه عنه فقال: عن مغيرة عن واصل عمن ذكره عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به .... ، فأبهم فيه شيخ واصل، هكذا أخرجه الطبري في "تفسيره"[1/ رقم 10/ شاكر] حدثنا محمد بن حميد به.

قلتُ: ولا عبرة بهذا، وابن حميد مع كونه حافظًا مشهورًا، إلا أنه كان واهيًا، وقد اتُّهِمَ، نسأل الله السلامة، والظاهر أنه سَمَّى له شيخ واصل بكونه:(عبد الله بن أبي هذيل) إلا أنه نسيه ولم يحفظه، وابن أبي الهذيل ثقة مشهور؛ والراوى عنه:(واصل بن حبان) ثقة مأمون، وقد وقع مكانه عند البزار:(عن إسماعيل بن رجاء) رواه البزار من طريق يوسف بن موسى الرازى الثقة الصدوق عن جرير عن المغيرة عن إسماعيل به.

قلتُ: وهناك مَنْ يَغْتَر بهذا، وربما زعم أن للمغيرة فيه شيخين، والذى يصح عندنا أن ذلك وهمٌ من دون جرير في سنده، وأراه من الحافظ البزار نفسه، فإنه كان كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، كما وصفه بذلك أبو الحسن الدارقطني، والمحفوظ عن جرير: هو روايته هذا الحديث عن مغيرة عن واصل بن حيان عن ابن أبي الهذيل عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به

=

ص: 314

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهذا إسناد صحيح لا مع؛ إلا أن الإمام الألبانى قد تعلل في "الضعيفة"[رقم 2989]، بكون المغيرة بن مقسم - مع ثقته - (كان يدلس وقد عنعنته) وضعف الحديث بهذا، ولم يفعل شيئًا، لأن المغيرة وإن وصفه جماعة بالتدليس؛ إلا أن بعضهم بَيَّن أنه كان لا يفعله إلا في حديث إبراهيم النخعى وحده، حتى كان الإمام أحمد يضعف حديثه عن إبراهيم وحده، كما في "الجرح والتعديل"[8/ 228/ ترجمة مغيرة]، بل نازع أبو داود في تدليسه، وقال:"مغيرة لا يدلس" كما في "سؤالات الآجري"[رقم 166].

• والصواب: ما شهد به عليه الجماعة من ثبوت تدليسه؛ وكلمة أبي داود قد تأولها الحافظ بما تراه في ترجمة مغيرة من "طبقات المدلسين"[ص 46]، ولو ثبت تدليسه عن غير إبراهيم، لم يكن الإعلال بمطلق عنعنته جيدًا؛ لكونه مقلًا من التدليس عن غير إبراهيم؛ كما يفهم من كلام النقاد في ذلك؛ وليس المدلس المقل كالمكثر.

• فالحاصل: أنه يُتَوَقَّف في عنعنته ونحوها عن إبراهيم وحده، وما عداه فحديثه محمول عنه على الاتصال البتة؛ وإن لم يذكر فيه سماعًا، هذا هو التحقيق بشأنه إن شاء الله. وقد توبع واصل بن حيان على شطره الأول عن عبد الله بن أبي الهذيل: تابعه إسماعيل بن رجاء من رواية شعبة عنه عن ابن أبي الهذيل عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به نحوه

وزاد: (ولكنه أخى وصاحبى).

أخرجه مسلم [23831]، وأحمد [1/ 439، 462]، وابن حبان [6856]، والطيالسي [314]، والمؤلف [برقم 5249]، والنسائي في "الكبرى"[8104]، والمزى في "تهذيبه "[16/ 245]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 234، 235]، والشاشى [رقم 659، 661، 662]، والطحاوي في "المشكل"[3/ 52 - 53]، وغيرهم؛ ولشعبة فيه إسناد آخر يرويه عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعًا:(لو كنت متخذًا من أمتى أحدًا خليلًا؛ لاتخذت أبا بكر).

أخرجه مسلم [2383]، وأحمد [1/ 412، 437، 455]، والطيالسي [300]، والمؤلف [رقم 5308]، والبزار [برقم 2072/ البجر]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 176]، والبغوي في "شرح السنة"[14/ 77]، والشاشى [رقم 663، 664]، والكلاباذى في "بحر الفوائد"[1/ 275]، والطحاوي في "المشكل"[3/ 92]، وجماعة من طرق عن شعبة به.=

ص: 315

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: وجاء عليّ بن إبراهيم الواسطى وروى هذا الحديث عن وهب بن جرير عن شعبة فقال: عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب به

، ونقله إلى (مسند البراء) هكذا أخرجه الدارقطني في "الأفراد"[رقم 1433/ أطرافه]، والخطيب في "تاريخه"[3/ 134]، وقال الدارقطنى:"تفرد به عليّ بن إبراهيم عن وهب بن جرير عن شعبة، والمحفوظ عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله".

قلتُ: وهذا هو الصواب، وهكذا رواه الثوري وجماعة عن أبي إسحاق به .... واختلف على الثوري في سنده على لون غير محفوظ، انظره في "علل الدارقطني"[5/ 319]، وقد توبع أبو إسحاق عليه:

1 -

تابعه عبد الله بن أبي الهذيل كما مضى.

2 -

وتابعه أيضًا عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعًا: (ألا إنى أبرأ إلى كل خليل من خلته، ولو كنت متخذًا خليلًا؛ لاتخذت ابن أبي قحافة خليلًا؛ وإن صاحبكم خليل الله).

أخرجه النسائي في "البهبرى"[8105]- واللفظ له - ومسلم [2383]، وابن ماجه [93]، وأحمد [1/ 377، 389، 408، 433]، وابن حبان [6855]، والمؤلف برقم [5180]، والبزار [5/ رقم 2053/ البحر]، وابن أبي شيبة [31720، 31923]، والحميدي [113]، والبغوي في "شرح السنة"[14/ 78]، والطحاوي في "المشكل"[3/ 54]، وابن عساكر في "تاريخه"[30/ 236 - 240]، والذهبى في "التذكرة"[1/ 401]، و"سير النبلاء"[10/ 458]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 176]، وابن أبي عاصم في السنة [2/ رقم 1226/ ظلال]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن عبد الله بن مرة [وتصحف عند ابن سعد إلى "عمرو بن مرة، " وليس بشئ،]، عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به

قال الذهبي في السير: "هذا حديث صحيح كوفى الإسناد .... ".

قلتُ: والإسناد مستقيم؛ لولا أن الأعمش إمام في التدليس، وما رأيته ذكر فيه سماعًا من شيخه، والحديث صحيح على كل حال؛ لأن مسلمًا لم يكن ليتحج بما دلس فيه المدلسون، وليس عندنا حجة على إثبات تدليس الأعمش فيه هنا، وهكذا رواه أصحاب الأعمش عنه، منهم الثوري إلا أنه اختلف عليه فيه، فرواه عنه الفريابى مرة على الوجه الماضى؛

ص: 316

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ورواه مرة أخرى عنه عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي الأحوص عن عبد الله به .... ، وجعل شيخ الأعمش فيه:(عمارة) بدل: "عبد الله بن مرة" هكذا أخرجه الدارقطني في "العلل"[5/ 319]، وقال:"ولم يتابع الفريابى على عمارة، ورواه معاوية بن هشام عن الثوري عن أبي إسحاق عن عبد الله بن مرة، والصحيح حديث الأعمش عن عبد الله بن مرة".

قلتُ: وهو كما قال.

ولهذا الشطر الأول من الحديث: طرقه أخرى عن ابن مسعود به .... انظر جملة منها في "الصحيحة"[رقم 3598].

وقد توبع عبد الله بن أبي الهذيل على شطره الثاني عن أبي الأحوص:

1 -

تابعه إبراهيم بن مسلم الهجري عند الطبري في "تفسيره"[1/ رقم 11/ طبعة شاكر]، وأبى عمر الرقى الباهلى في حديث زيدٍ بن أبي أنيسة [ق 32/ 2]، وأبو الفضل الرازى عبد الرحمن بن أحمد في معانى "أنزل القرآن على سبعة أحرف"[ق 64/ 1]، كما في "الضعيفة"[6/ 559].

وإبراهيم الهجري: شيخ واه، ضعفوه كلهم، حتى تركه عليّ بن الجنيد الحافظ، وإسناد الطبري إليه لا يثبت أيضًا.

2 -

وتابعه أبو إسحاق السبيعي على مثله عن أبي الأحوص به .... دون قوله: (ولكل حد مطلع) أخرجه ابن حبان [75]، والبزار [5/ رقم 2081/ البحر]، والمؤلف [برقم 5403]، وفي "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"[6/ 313]، و"المطالب"[رقم 3570]، والطحاوي في "المشكل"[7/ 204]، وابن مخلد في "المنتقى من أحاديثه"[812/ 2]، وغيرهم من طريقين عن عبد الحميد بن عبد الله المدنى عن سلميان بن بلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به.

قال الهيثمي في "زوائد البزار"[ص 226]، كما في "الضعيفة":"وهذا إسناد حسن" وتعقبه الإمام في "الضعيفة"[6/ 559]، بقوله:"كذا قال، وقلده المعلق على "مسند أبي يعلى" [9/ 83]- يعنى حسين الأسد - وأبو إسحاق، وهو السبيعي: مدلس وقد عنعنه، فيحتمل أن يكون تلقاه عن إبراهيم الهجري أو غيره من الضعفاء، ثم هو إلى ذلك قد اختلط".=

ص: 317

5150 -

وَعَنْ جرير، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن أبي حيان، عن عبد الله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ عَلَيَّ"، قلت: أليس تعلمت منك يا رسول الله؟! قال: "إِنِّى أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِى"، فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت:{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} [النساء: 41] فاضت عيناه.

5151 -

وَعَنْ جرير، قال: وحدّثنا الركين بن الربيع بن عميلة الفزارى، عن القاسم بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن حرملة، عن عبد الله، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره عشر خلال: التختم بالذهب، وجر الإزار، والصفرة - يعنى الخلوق، وتغيير الشيب - قال

=قلتُ: وهذا تعقب مستقيم؛ وقد وقع (أبو إسحاق السبيعي) عند البزار غير منسوب، فظنه:(إبراهيم الهجري) لكونه يكنى بـ (أبي إسحاق) أيضًا، فقال عقب روايته: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا من حديث الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله، ولا نعلم أن ابن عجلان روى عن الهجري غير هذا الحديث

".

قلتُ: ما للهجرى هنا معنى، لأن ابن عجلان غير معروف بالرواية عنه؛ إنما يروى عن أبي إسحاق الهمدانى؟! وهو المراد هنا؛ فهكذا وقع منسوبًا عند ابن حبان. واللَّه المستعان.

5150 -

صحيح: أخرجه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء"[رقم 74]، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامى والكنى"[رقم 1844]، من طريقين عن حصين بن عبد الرحمن السلمى عن هلال بن يساف عن أبي حيان عن ابن مسعود به .... وعند الحاكم:(أقرأ عليك، وعليك أنزل؟!) بدل قوله: (قلتُ: أليس تعلمت منك يا رسول الله؟!).

قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه أحمد [1/ 374]، وسنده حسن إن شاء الله؛ فرجاله رجال "الصحيح" سوى أبي حيان؟! واسمه: منذر الأشجعى؛ فلم يذكروا راويًا عنه سوى هلال بن يساف وحده، لكن عَدَّه غير واحد من أصحاب ابن مسعود؛ ووثقه ابن حبان وقبله العجلى؛ ولم يُغْمَز بشئ، ولا روى منكرًا، بل تابعه غير واحد على هذا الحديث عن عبد الله

فانظر الماضي [برقم 5019، 5069]، والآتى [برقم 5228، 5375]، وهو حديث صحيح شريف.

5151 -

منكر: مضى الكلام عليه [برقم 5074].

ص: 318

جريرٌ: يعنى نتفه - والرقى إلا بالمعوذتين، وعقد التمائم، والضرب بالكعاب، والتبرج بالزينة لغير محلها، وعزل الماء عن محله، وإفساد الصبى غير محرمه.

5152 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي سعد الأزدى، عن أبي الكنود، قال: أصبت رجلًا من عظماء فارس يوم مهران، قال: فرفعت سلبه إلى السلطان، قال: فأخذت خاتمًا له من ذهب، قال: وكان قد رئى في يدى، قال: قلت: إذا خرجت إلى أرض العجم فأصابنى شئٌ، فإنه نافقٌ، فدخلت على عبد الله وهو

5152 - صحيح: المرفوع منه فقط: أخرجه أحمد [1/ 401] و [1/ 392]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10494]، وابن أبي شيبة [25138]، ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار"[8/ 304]، والطحاوى في "شرح المعاني"[4/ 260]، والشاشى في "مسنده"[رقم 816، 817، 818، 819]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 103]، والطيالسى [رقم 1814/ منحة]، وغيرهم من طرق عن يزيد بن أبي زياد القرشى عن أبي سعد الأزدى عن أبي الكنود عن ابن مسعود به نحوه باختصار، سوى الطحاوى، فهو عنده بالمرفوع منه فقط.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، ويزيد بن أبي زياد كان صدوقًا أول الأمر، ثم تغير حفظه حتى صار يتلقن، وكثرت الناكير في حديثه، وأبو سعد الأزدى: لا يوقف له على اسم، كما قاله ابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 98]، وقد انفرد ابن حبان بذكره في "الثقات"[5/ 568].

وشيخه أبو الكنود: اسمه عبد الله؛ واختلف في اسم أبيه على أقوال، وقد عده ابن عبد البر من أصحاب ابن مسعود، كما في "التمهيد"[17/ 97]، وقد روى عنه جماعة من الكبار؛ وانفرد ابن حبان بتوثيقه، نعم: وثقه الذهبي في الكاشف [2/ 454]، وقال عنه الحافظ في "التقريب":"مقبول".

• والصواب عندى: أنه شيخ صدوق إن شاء الله، وقد اختلف على يزيد ابن أبي زياد في سنده، فرواه عنه شعبة وجرير وابن إدريس وزهير بن معاوية وغيرهم على الوجه الماضي؛ وخالفهم ابن عيينة، فرواه عن يزيد فقال: عن أبي الكنود عن ابن مسعود به

وأسقط منه (أبا سعد الأزدى) هكذا أخرجه أحمد [1/ 377]، والمحفوظ هو الأول، ولعل يزيدا دلس (أبا سعد) في تلك الرواية، فقد وصفه الدارقطني والحاكم وغيرهما بالتدليس، كما ذكره الحافظ في "طبقات المدلسين"[ص 48].=

ص: 319

في يدى، فقال: ما هذا الخاتم؟ فقصصت عليه القصة، فأخذه منى، فجعله في فيه ثم مضغه، ثم طرحه إليَّ، ثم قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن حلقة الذهب.

5153 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: سمعت عبد الله، يقول: من كل شيء قد أوتى نبيكم، إلا مفاتيح الخمس:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} الآية كلها [لقمان: 34].

=وقد توبع عليه أبو سعد الأزدى: تابعه إسماعيل بن أبي خالد عن أبي الكنود عن ابن مسعود قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خواتيم الذهب) أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10490]، لكن الإسناد إليه واه، وللمرفوع من الحديث طريق آخر مضى [برقم 5074].

ولهذا المرفوع شواهد عن جماعة من الصحابة .... مضى منها: حديث ابن عباس [برقم 2722]، وعائشة [برقم 4789]، وعلى [برقم 603، 604]، ويأتى منها حديث معاوية [برقم 7374]، وفي الباب عن غيرهم.

5153 -

صحيح: أخرجه الطيالسي [3851]، وأحمد [1/ 386، 438، 445]، وابن أبي شيبة [31727]، والحميدي [124]، وأبو نعيم في "الحلية"[5/ 97]، والطبري في "تفسيره"[11/ رقم 13306/ شاكر] و [20/ 162]، وابن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[1/ 42]، والشاشى [رقم 820، 821]، وابن أخى ميمى في "فوائده"[ص 142]، وغيرهم من طرق عن عمرو بن مرة المرادى عن عبد الله بن سلمة المرادى الكوفي عن ابن مسعود به

وفي رواية لأحمد والشاشى: (أوتى نبيكم مفاتيح كل شيء غير خمس .... إلخ) ولفظ الطيالسي في أوله: (أعطى نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح الغيب إلا الخمس .... إلخ).

قال الهيثمي في "المجمع"[8/ 471]: (رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح).

قلتُ: هكذا تكون الغفلة، فإن عبد الله بن سلمة لم يرو له أحد الشيخين شيئًا، إنما هو من رجال "السنن" وحسب، وقال ابن كثير في "تفسيره"[6/ 353/ طبعة دار طيبة]، بعد أن ساقه من طريق أحمد:"وهذا إسناد حسن على شرط أصحاب السنن، ولم يخرجوه".=

ص: 320

5154 -

حدثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ عن يحيى الجابر، عن أبي ماجدة، عن عبد الله قال سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن السير بالجنازة فقال:"السَّيْرُ مَا دُونَ الخبَبَ فَإِنْ يَكُنْ خَيْرًا يُعَجلْ إِلَيْهِ وإنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ فَبُعْدًا لأَهْلِ النَّارِ! الجَنَازَةُ مَتْبُوعَةُ وَلَيْسَ مِنْهَا مَنْ تَقَدَّمَهَا".

5155 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن يحيى الجابر، عن أبي ماجدة، عن عبد الله أنه أنشأ يحدث، قال: إن أول رجل قطع من المسلمين - أو في المسلمين - رجلٌ من

= قلتُ: ما هو بحسن ولا صحيح، فإن عبد الله بن سلمة مع كونه مختلفًا فيه؛ كان قد كبر وقد تغير حفظه، ولم يدركه عمرو بن مرة إلا أخيرًا، فراجع ما علقناه على الحديث الماضي [برقم 284، و [رقم 287، 348، 406، 410، 1610].

لكن للحديث شاهد يرويه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (قال: أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس) وذكر الآية، أخرجه أحمد [2/ 85]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[12/ 13344]، وسنده صحيح على شرط مسلم وقد صحح سنده السيوطي في "الخصائص"[2/ 291]، ورجاله رجال "الصحيح" كما قال الهيثمي في "المجمع"[8/ 471].

والحديث ثابت في البخاري [4500]، دون الفقرة الأولى:(أوتيت مفاتيح كل شيء .. ) وله طريق آخر عن ابن عمر به

دون تلك الفقرة أيضًا، وقد ذهب الإمام الألبانى في "الضعيفة"[7/ 348]، إلى الجزم بشذوذ تلك الفقرة، وليس كما قال، بل هي من قبيل زيادة الثقة المأمون؛ والذى زادها: هو أبو بسطام شعبة بن الحجاج الإمام الحجة، وهو من هو! ولم يخالفه فيه إلا من هو دونه حفظًا وإتقانًا، فدعوى الشذوذ هنا غير مقبولة على التحقيق.

5154 -

منكر: مضى الكلام عليه [برقم 5038].

5155 -

منكر: أخرجه أحمد [1/ 419، 438]، والحاكم [4/ 424]، وعبد الرزاق [13519] ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8572]، والحميدي [89]، والبيهقي في "سننه"[17390]، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة [2/ رقم 613]، والخرائطى في "الإلزامات "[رقم 415]، وابن أبي الدنيا في "التوبة"[رقم 17]، والشاشى [رقم 717]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر أبي ماجدة الحنفى عن ابن مسعود به

نحوه

وهو عند جماعة في سياق أطول في أوله.=

ص: 321

الأنصار، أتى به النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل: سرق، فقال:"اذْهَبُوا بِصَاحِبِكُمْ فَاقْطَعُوهُ"، فكأنما أسْفِىَ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم رمادًا، فقال له بعض جلسائه: كأن هذا قد شق عليك يا رسول الله؟ قال: "وَمَا يَنْبَغِى أَنْ تَكُونُوا أَعْوَانًا لِلشَّيْطَانِ - أَوْ لإبلِيسَ - إِنَّهُ لا يَنْبَغِى لِوَالِى أَمْرٍ أَنْ يُؤْتَى بِحَدٍّ إِلا أَقَامَهُ، وَاللهُ عَفْوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ"، ثم قرأ هذه الآية:{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22].

5156 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، ويحيى بن سعيد، عن الأعمش، عن زيدٍ بن وهب، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهَا سَتَكون بَعْدِى أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا"، قالوا: يا رسول الله، كيف تأمر من أدرك ذلك منا؟ قال:"تُؤَدُّونَ الحقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْالُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ".

= قال الهيثمي في "المجمع"[6/ 425]، بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف:"وأبو ماجدة الحنفى ضعيف" وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة"[4/ 265]، بعد أن ساقه من طرق:"مدار هذه الأسانيد على أبي ماجدة الحنفى، وهو ضعيف".

قلتُ: بل هو شيخ منكر الحديث على جهالته، وقد تركه غير واحد، والراوى عنه مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وهذا الحديث منكر من هذا الوجه، وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار" وقد رددنا هناك على مَنْ حسَّنه بشواهده، واللَّه المستعان.

5156 -

صحيح: أخرجه البخاري [3408، 6644]، ومسلم [1843]، والترمذي [2190]، وأحمد [1/ 384، 386، 428، 433]، وابن حبان [4587]، والطيالسي [297]، وابن أبي شيبة [37265]، والبيهقي في "سننه"[16392]، والبغوي في "شرح السنة"[10/ 53]، وأبو عوانة [رقم 7132]، والشاشى [رقم 628، 629، 630، 631، 632]، وجماعة من طرق عن الأعمش عن زيدٍ بن وهب عن ابن مسعود به.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وقد صرح الأعمش بالسماع عند الطيالسي والبغوي ورواية للبخارى وأحمد.

ص: 322

5157 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن زيدٍ بن وهب، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق:"إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ لَيُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ الملَكَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: رِزْقُهُ، وَعَمَلُةُ، وَأَجَلُةُ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، إِنَّ أَحَدَكمْ لِيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ مَا سَبَقَ لَهُ فِي الْكِتَابِ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكمْ لِيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكون بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ، ثمَّ يُدْرِكُهُ مَا سَبَقَ لَهُ فِي الْكِتَابِ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا".

5158 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: قال عبد الله بن مسعود: بينما نحن مع رسول اللَّهْ صلى الله عليه وسلم في غار إذ نزلت عليه: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)} [المرسلات]، فتلقفناها من فيه، وإن فاه لرطبٌ بها، إذ خرجت حيةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقْتُلُوهَا، قال: فابتدرناها، فسبقتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وُقِيَتْ شَرَّكُمْ وَوقِيتمْ شَرَّهَا".

5157 - صحيح: أخرجه البخاري [3036، 3154، 1226، 7016]، ومسلم [2643]، وأبو داود [4708]، والترمذي [2137]، وابن ماجه [76]، وأحمد [1/ 430]، وابن حبان [6174]، والطيالسي [298]، وعبد الرزاق [20093]، والبيهقي في "سننه"[15198، 21069]، وفي "الشعب"[1/ رقم 187]، والبغوي في "شرح السنة"[1/ 128]، وجماعة كثيرة من طرق عن الأعمش عن زيدٍ بن وهب عن ابن مسعود به نحوه.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال.

وقد صرح الأعمش بالسماع عند جماعة؛ وتوبع عليه أيضًا.

5158 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4970].

ص: 323

5159 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لما نزلت هذه الآية: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ} [الأنعام: 82]، شق على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ بِذَلِكَ، أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13} لقمان:13]؟! ".

5160 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: جاء رجل من أهل الكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، والخلائق كلها على إصبع، ثم قال: أنا الملك، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قرأ هذه الآية:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} الآية [الزمر: 67]، فقلت لإبراهيم: أفى الدنيا أم في الآخرة؟ فقال: في الدنيا.

5159 - صحيح: أخرجه البخاري [32، 3181، 3245، 3246، 4353، 4498، 6520، 6538]، ومسلم [124]، والترمذي [3067]، وأحمد [1/ 378، 424، 11390]، والبغوي في "شرح السنة"[1/ 79]، وأبو عوانة [رقم 212]، وأبو نعيم في "المستخرج" على مسلم [رقم 322]، والشاشى [رقم 320، 321، 322، 323]، والبيهقي في "سننه"[20531، 20532]، وجماعة كثيرة من طرق عن الأعمش عن إبراهيم النخعى عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به .... وهو عند بعضهم بنحوه. . . قال:"هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال، وقد صرح الأعمش بالسماع عند جماعة.

5160 -

صحيح: أخرجه البخاري [6979، 7513]، ومسلم [2786]، وأحمد [1/ 378]، وابن حبان [7325]، والنسائي في "الكبرى"[11452]، والبنرار [4/ رقم 1496/ البحر الزخار]، وابن أبي عاصم في السنة [1/ رقم 543/ ظلال]، وابن عساكر في "تاريخه"[15/ 235]، والدارقطني في "الصفات"[19، 20، 21، 22، 23، 24]،=

ص: 324

5161 -

وَعَنْ عبد الله، قال: إنا ليلة الجمعة في المسجد إذ دخل رجل من الأنصار، فقال: لو أن رجلًا وجد مع امرأته رجلًا، فإن تكلم جلدتموه، وإن قتل قتلتموه، وإن سكت، سكت على غيظ، واللَّه لأسألن عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان من الغد، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله فقال: لو أن رجلًا وجد مع امرأته رجلًا فتكلم جلدتموه، أو قتل قتلتموه، أو سكت، سكت على غيظ، قال:"اللَّهمَّ افْتَحْ"، وجعل يدعو، فنزلت آية اللعان:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} هذه الآيات [لنور: 6]، فابتلى به الرجل بين الناس، فجاء هو وامرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلاعنا، فشهد الرجل أربع شهادات باللَّه إنه لمن الصادقين، ثم لعن الخامسة: أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، فذهبت لتلتعن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه، فلعنت، فلما أدبرا، قال:"لَعَلَّهَا أَنْ تَجِئَ بِهِ أَسْوَدَ جَعْدًا"، فَجَاءَتْ بِهِ أسْوَدَ جَعْدًا.

= وابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 607]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[3/ رقم 708]، وجماعة كثيرة من طرق عن الأعمش عن إبراهيم النخعى عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه .... وليس عند النسائي: قراءة الآية.

قلتُ: وقد توبع الأعمش عليه: تابعه منصور بن المعتمر، ولكن عن إبراهيم عن عبيدة السلمانى عن ابن مسعود به نحوه

عند البخاري ومسلم وأحمد والترمذي [3238]، والنسائي في "الكبرى"[11450، 11451]، والمؤلف [برقم 5387]، وجماعة كثيرة، وقرن الأعمش مع منصور في سنده عند الترمذي ورواية للبخارى وأحمد والنسائي وغيرهم.

5161 -

صحيح: أخرجه مسلم [1490]، وأبو داود [2253]، وابن ماجه [2068]، وأحمد [1/ 421]، وابن حبان [4281]، والبزار [4/ رقم 1501/ البحر الزخار]، وابن أبي شيبة [27883]، والبيهقي في "سننه"[15122، 15138، 17424]، وفي "المعرفة"[رقم 4808]، وابن عبد البر في "التمهيد"[15/ 36]، والطحاوي في "شرح المعاني"[3/ 99]، وفي "المشكل"[13/ 71]، وأبو عوانة [رقم 4701، 4703 و 4704]، والواحدى في "أسباب النزول"[ص 213]، والطبري في "تفسيره"[19/ 112]، وابن شبة في "أخبار المدينة"[1/ 365]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن إبراهيم النخعى عن =

ص: 325

5162 -

وَعَنَ إبراهيم، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟ " قال: قلنا: الذي لا ولد له، قال:"لَيْسَ ذَاكَ بِالرَّقُوبِ، وَلَكِنَّ الرَّقُوبَ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا"، قال:"وَمَا تَعُدّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ؟ " قال: [قلنا]: الذي لا تصرعه الرجال، قال:"لَيْسَ ذَلِكُمْ، وَلَكِنِ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ".

5163 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، قال: قال عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَيُّكُمْ مَالُهُ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ مَالِ وَارِثِهِ؟ " قالوا: يا رسول الله، ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه، قال:

=علقمة بن قيس عن ابن مسعود به نحوه

وهو عند بعضهم باختصار في أوله، كالطبرى وابن أبي شيبة وابن ماجه، وليس عند أحمد قوله: (فجاء هو وامرأته إلى رسول الله

إلخ).

قلت: وتمام تخريجه في "غرس الأشجار".

5162 -

صحيح: أخرجه مسلم [2608]، وأبو داود [4779]، وأحمد [1/ 382]، وابن حبان [2950]، والبخاري في "الأدب المفرد"[رقم 154، 155]، وابن أبي شيبة [25378]، والبيهقي في "سننه"[6937]، وفي "الشعب"[6/ رقم 8273]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 129]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 1303]، والشاشى [رقم 770]، والطحاوي في "المشكل"[4/ 155]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن إبراهيم بن يزيد التيمي عن الحارث بن يزيد التيمي عن ابن مسعود به .... وهو عند أبي دود وابن أبي شيبة وهناد والطحاوي: بالفقرة الثانية منه فقط؛ وزاد أحمد وأبو نعيم: في أوله تلك الزيادة المستقلة في الحديث الآتى بعد هذا، فهى جزء منه متصل.

قلتُ: وله شواهد بشطريه معًا.

5163 -

صحيح: أخرجه البخاري [6077]، والنسائي [3612]، والبيهقي في "سننه"[6301]، وفي "الشعب"[3/ رقم 3331]، وهناد في "الزهد"[1/ رقم 610]، والشاشى [رقم 771]، والطحاوي في "المشكل"[4/ 161]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن ابن مسعود به

وهو مختصر عند البخاري وهناد والطحاوي.=

ص: 326

"اعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ"، قالوا: ما نعلم إلا ذاك يا رسول الله، قال:"مَا مِنْكمْ رَجُلٌ إلا مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إلَيهِ مِنْ مَالِهِ؟ " قالوا: كيف يا رسول الله؟! قال: "إنَّمَا مَالُ أَحَدِكمْ مَا قَدَّمَ، وَمَاذ وَارِثِهِ مَا أَخَرَ".

5164 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، قال: قال عبد الله: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته بيدى، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكًا شديدًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَجَلْ، إِنِّى أوعَكُ كمَا يُوعَكُ رَجُلانِ مِنْكمْ"، فقلت: ذاك أنْ لك أجران؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَجَلْ"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصيبُةُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ، إِلا حَطَّ اللَّهُ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا".

=قلتُ: وقد صرح الأعمش بالسماع عند البخاري والطحاوي؛ وهذا الحديث جزء من الذي قبله؛ كما وقع عند أحمد وأبى نعيم كما مضى النتبيه عليه قبل؛ وقد وهم البيهقي وعزاه لمسلم، ليس بشئ، وقد رددنا عليه في "غرس الأشجار".

5164 -

صحيح: أخرجه البخاري [5323، 5324، 5336، 5337، 5343]، ومسلم [2571]، وأحمد [1/ 381، 441، 445]، والدارمي [2771]، وابن حبان [2937]، والطيالسي [70]، وابن أبي شيبة [10800]، والنسائي في "الكبرى"[7483، 7503، 7505]، والبيهقي في "سننه"[6323، 31394]، وفي "الشعب"[7/ 9772]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 128]، وهناد في "الزهد"[رقم 410].

وابن سعد في "الطبقات"[2/ 207]، والبغوي في "شرح السنة"[5/ 242، 243]، والشاشى [رقم 768، 769]، والطحاوي في "المشكل"[5/ 200]، وجماعة من طرق عن الأعمش عن إبراهيم بن يزيد التميى عن الحارث بن سويد عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم نحوه.

قلتُ: قد اختلف في إسناده على الأعمش على ألوان أخرى غير محفوظة، فراجع علل الدارقطني [5/ 154]. واللَّه المستعان.

ص: 327

5165 -

وَعَنِ الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال حتى هممت بأمر سوء، قال: وما هممت به؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه.

5166 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قومًا ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ".

5165 - صحيح أخرجه البخاري [1084]، ومسلم [773]، وابن ماجه [1418]، وأحمد [1/ 385، 396، 415، 440]، وابن خزيمة [1154]، وابن حبان [2141]، والقطيعى في "الألف دينار"[رقم 248]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2521]، والشاشى [رقم 532]، والترمذي في "الشمائل"[رقم 277]، والخطيب في "تاريخه"[14/ 307]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه.

قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه ابن نصر في "قيام الليل"[رقم 139/ مختصره]، وعنعنة الأعمش: مجبورة برواية شعبة عنه هذا الحديث عند البخاري والترمذي وجماعة، ولم يكن شعبة يروى عن المدلسين إلا ما صح سماعهم له من شيوخهم

واللَّه المستعان.

5166 -

صحيح: أخرجه البخاري [5816، 2283]، ومسلم [2640]، وأحمد [1/ 392، 405]، والبزار [5/ رقم 1679/ البحر]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 189]، والشاشى [رقم 527، 528، 529]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود به .... وهو عند الجميع سوى مسلم ورواية للبخارى - بالمرفوع منه فقط.

قلتُ: قد اختلف في سنده على الأعمش، فرواه عنه شعبة وجماعة على الوجه الماضي؛ وخالفهم الثوري وجماعة، فرووه عن الأعمش فقالوا: عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعرى به مثله

وبعضهم بالمرفوع منه فقط، ونقلوه إلى (مسند أبي موسى).

هكذا أخرجه البخاري [5818]، ومسلم [2641]، وأحمد [4/ 395] و [4/ 395، 398]، والطبراني في "الصغير"[2/ رقم 831]، وابن مردويه في جزء فيه أحاديث ابن حيان [رقم 105]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 161]، والبيهقي في "الآداب"[رقم 179]، والشاشى [عقب رقم 529]، وغيرهم.

وقد سئل أبو حاتم الرازى عن هذا الاختلاف في سنده على الأعمش، كما في "العلل" =

ص: 328

5167 -

وَعَنْ أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، أي الذنب أكبر عند الله؟ قال:"أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكِ"، قال: ثم أي؟ قال: "ثُمَّ أَنْ تُزَانِى حَلِيلَةَ جَارِكَ"، قال: فأنزل الله تصديقها: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان: 68].

= [رقم 2632]، فرجح الوجه الثاني الذي رواه الثوري ومن تابعه، وعلل ذلك قائلًا:(سفيان أحفظ؛ ولا أقدم على سفيان في الحفظ أحدًا من أشكاله).

قلتُ: والأولى: أن يكون الوجهان محفوظين جميعًا عن الأعمش؛ وهذا ما مال إليه الدارقطني في "العلل"[في/ 94]، وفي "الإلزامات والتتبع"[ص 173]، وهو ظاهر اختيار البخاري ومسلم أيضًا، حيث احتجا بالوجهين معًا في "صحيحيهما".

وأغرب الحافظ في "الفتح"[10/ 559]، فزعم أن الحديث لأبى موسى الأشعرى، رواه عنه أبو وائل فصرح بكنيته تارة؛ وتارة ذكره باسمه غير المشهور به، فقال:(عن عبد الله) يعنى (عبد الله بن قيس) وهو اسم أبي موسى الأشعرى؛ فلما ذكره أبو وائل باسمه - غير المعروف به؛ ظن بعض الرواة عن الأعمش أنه (عبد الله بن مسعود) لكثرة مجئ ذلك على تلك الصورة: (الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود)، ولكنه خرج هنا عن القاعدة، وتبين برواية من صرح أنه أبو موسى الأشعرى: أن المراد بـ (بعبد الله) هو أبو موسى نفسه، ويؤيده: أن الذين رووه عن الأعمش عن أبي وائل عن (عبد الله) لم ينسبوا شيخ أبي وائل بكونه (ابن مسعود) اللَّهم إلا جريرٌ بن عبد الحميد وحده، من رواية قتيبة بن سعيد عنه عند البخاري، وقد وهم في ذلك على النحو الماضي

، هكذا زعم الحافظ، ويلزم من هذا أن يكون كل من نسب الحديث من الوجهين إلى الأعمش قد غفل عما انتبه له الحافظ وحده، كأبى حاتم الرازى وولده والدارقطني وجماعة، وهو ظاهر صنيع البخاري ومسلم أيضًا، وهو أمر جائز على هؤلاء وغيرهم، إلا أن تخطئة جريرٌ بن عبد الحميد بما نص عليه في روايته عن الأعمش من كون (عبد الله) هو (ابن مسعود) لا ينهض عندى بمثل ما ذكره الحافظ إن شاء الله. وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود بالمرفوع منه فقط. وله شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة.

5167 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 098].

ص: 329

4168 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: قال عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحوْضِ، فَلأنَازِعَنَّ رِجَالًا مِنْكمْ، ثُمَّ لأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لا تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ".

5169 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إلَيْهِ المدْحُ مِنَ اللَّهِ عز وجل، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ".

5170 -

وَعَنِ الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُبَاشِرِ المرْأَةُ الْمرْأَةَ لِتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إلَيْهَا".

5168 - صحيح: أخرجه البخاري [6205]، ومسلم [2297]، وأحمد [1/ 384، 425، 455]، والبزار [5/ رقم 1685/ البحر] وابن أبي شيبة [31660]، وابن أبي عاصم [2/ رقم 736/ ظلال]، و [رقم 762]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 824]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1519]، والبيهقي في البعث والنشور [رقم 136]، والشاشى [رقم 473، 487]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود به .... وهو عند البخاري وابن أبي شيبة بالفقرة الأولى منه فقط، (أنا فرطكم على الحوض) وهو رواية للشاشى وابن أبي عاصم.

قلتُ: وزاد مسلم وأحمد والبزار والبيهقي قوله: (فأقول: يارب أصحابى أصحابى .... ) وذلك قبل قوله: (فيقال: إنك لا تدرى .... ).

وقال البزار عقبه: "وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن أبي وائل عن عبد الله".

قلتُ: رواه عنه: مغيرة بن مقسم وعاصم بن بهدلة، وحصين بن عبد الرحمن السلمى؛ إلا أن حصينًا جعله عن أبي وائل عن حذيفة، والصحيح حديث ابن مسعود كما قاله الدارقطني في "العلل"[5/ 95].

5169 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5178].

5170 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5083].

ص: 330

5171 -

حدثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش عن شقيق، عن عبد الله قال لقد سألنى اليوم رجل عن شيء ما دريت ما أقول له، قال: أرأيت رجلًا مؤديًا نشيطًا حريصًا على الجهاد، يعزم علينا أمراؤنا في أشياء لا نحصيها؟! قال: فقلت: واللَّه ما أدرى ما أقول لك، إلا أنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعله أن لا يأمرنا بشئ إلا فعلنا، وما أشَبِّهُ ما غبر من الدنيا إلا كالثغب شُرب صفوه وبقى كدره وإن أحدكم لا يزال بخير ما اتقى الله، وإذا حاك في نفسه شيء أتى رجلًا فسأله فشفاه، وايم الله ليوشكن أن لا تجدوه.

5172 -

وَعَنِ الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نمشى، فمررنا بصبيان فيهم ابن صياد، ففر الصبيان وجلس ابن صياد، فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره ذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تَرِبَتْ يَدَاكَ! أَتَشْهَدُ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ؟ " قال: لا، بل تشهد أنى رسول الله، قال عمر: تأذننى يا رسول الله أن أقتله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ يَكُنِ الَّذِي تَرَى، فَلَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ".

5171 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5134].

5172 -

صحيح: أخرجه مسلم [2924]، وأحمد [1/ 457]، وابن أبي شيبة [37530]، والشاشى [رقم 539، 676]، والطحاوي في "المشكل"[7/ 126]، وابن شبة في "أخبار المدينة"[2/ 456]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود به نحوه.

قلتُ: هكذا رواه الثوري وجرير وشيبان وسليمان التيمي عن أبي محمد الأسدى، وتابعهم عليه:

1 -

أبو معاوية الضرير قال: حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال: (كنا نمشى مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر بابن صياد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خبأت لك خبيئًا؟! فقال: الدخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسأ فلن تَعْدو قدرك! فقال عمر: يا رسول الله: دعنى فأضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه؛ فإن يكن الذي تخافه لن تستطيع قتله) أخرجه مسلم [2924]- واللفظ له - وأحمد [1/ 380]، وابن حبان [6783]، والمؤلف [برقم 5223]، وأبو عمرو الدانى في "الفتن"[رقم 665]، والبيهقي في "القضاء والقدر"[رقم 242]، وغيرهم؛ وليس عند المؤلف: قول عمر ولا ما بعده.

ص: 331

5173 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي رزين، عن زر، قال ابن مسعود: نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)} [المرسلات]، ونحن في غار، فأقرأنيها، فإنى لأقرؤها قريبًا مما أقرأنى، فما أدرى بأى خاتمتها ختم:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48)} [المرسلات: 48]، {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50} [المرسلات: 50].

5174 -

وَعَنِ الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، قال: قال عبد الله: لا يجعلن أحدكم للشيطان من نفسه جزءًا، أن يرى أن حقًا عليه أن ينصرف عن يمينه، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أَكثر ما ينصرف عن شماله. قال عمارة: فأتيت المدينة فرأيت منازل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شماله.

5175 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: دخل الأشعث بن قيس على عبد الله وهو يتغدى، فقال:

5173 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4970].

5174 -

صحيح: أخرجه البخاري [814]، ومسلم [707]، وأبو دود [1042]، وابن ماجه [930]، والنسائي [1360]، وابن خزيمة [174]، وأحمد [1/ 429]، والشافعي [187]، والطبرنى في "الكبير"[10/ رقم 10164]، والبيهقي في "سننه"[3426، 3425]، والحميدي [127]، وابن أبي شيبة [3108]، وعبد الرزاق [3208]، والبزار [5/ رقم 1639 / البحر]، والدارمي [1355]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 210]، وأبو عوانة [2087]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه

وقول عمارة في آخره: عند البيهقي وأبى داود وحدهما.

قلتُ: وصرح الأعمش بالسماع عند أحمد وغيره، وقد اختلف عليه في سنده على ألوان أخرى غير محفوظة، كما شرحناه في "غرس الأشجار" والمحفوظ عنه هو هذا الوجه هنا. واللَّه المستعان.

5175 -

صحيح: أخرجه مسلم [1127]، وأحمد [1/ 424، 455]، وابن خزيمة [2081]، والبزار [5/ 1917/ البحر]، وابن أبي شيبة [9360]، والنسائي في "الكبرى"[2845]، والبيهقي في "سننه"[8194]، والطبري في "تهذيب الآثار"[رقم 1064]، وأبو عوانة=

ص: 332

ادنه، فقال الأشعث: أليس اليوم يوم عاشوراء؟! فقال عبد الله: وما يدريك ما عاشوراء؟! إنما كان - رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما نزل رمضان تركه.

5176 -

وَعَنْ عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاةً إلا لوقتها، إلا صلاتين: رأيته صلى المغرب والعشاء جميعًا بالمزدلفة، وصلى صلاة الفجر قبل وقتها بغلس.

5177 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عمارة يعنى عن الحارث بن سويد، قال: دخلت على عبد الله أعوده وهو مريضٌ، فحدّثنا بحديثين: حديثٌ عن نفسه، وحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إِنَّ الْمُؤْمنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأنَّهُ فِي أصْلِ جَبَلٍ يَخَافُ أنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ مِثْلَ ذُبَابٍ مَرَّ علَى أنْفِهِ فَذَبَّهُ عَنْهُ.

= [رقم 2974]، والشاشى [رقم 436، 437، 438]، وجماعة من طرق عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم نحوه

وزاد الشاشى في رواية له في آخره: (من شاء صامه؛ ومن شاء أفطر

).

قلتُ: قد خولف الأعمش في سنده، كما شرحناه في "غرس الأشجار" وقد صوب الدارقطني: قول الأعمش كما في "العلل"[5/ 207]، وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به نحوه.

5176 -

صحيح: أخرجه البخاري [1598]، ومسلم [1289]، وأبو داود [1934]، والنسائي [3038]، وأحمد [1/ 384، 426، 434]، والبزار [5/ رقم 1907/ البحر]، وعبد الرزاق [4420]، والحميدي [114]، والبيهقي في "سننه [9301]، وفي "المعرفة" [رقم 1696]، وأبو عوانة [رقم 3506، و [3507، 3558]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم" [رقم 2977]، والشاشى [رقم 439، 441]، وجماعة من طرق عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به نحوه ....

ولفظ عبد الرزاق: (ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة قط إلا لوقتها، إلا أنه جمع بين الظهر والعصر بعرفة، والمغرب والعشاء بحمع).

قلتُ: وقد صرح الأعمش بالسماع عند البخاري وغيره.

5177 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5100].

ص: 333

قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلَكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَنَامَ، فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ، فَقَامَ يَطْلُبُهَا، فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ، ثُمَّ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ حَتَّى أَمُوتَ، قَالَ: فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لَيَمُوتَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ".

5178 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ المدْحُ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ".

5179 -

وَعَنِ الأعمش، عن عبد الله بن مرة الهمدانى، عن مسروق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْمًا، إِلا كَانَ عَلَى بْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، لأَنَّهُ سَنَّ الْقَتْلَ".

5178 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5123].

5179 -

صحيح: أخرجه البخاري [3157، 6473، 6890]، ومسلم [1677]، والترمذي [2673]، والنسائي [3980]، وابن ماجه [2616]، وأحمد [1/ 383، 430، 433]، وابن حبان [5983]، وعبد الرزاق [19718]، وابن أبي شيبة [27759، 35976]، والحميدي [118]، والبيهقي في "سننه"[15602]، والطحاوي في "المشكل"[4/ 99]، والبغوي في "شرح السنة"[1/ 233 - 234]، وأبو عوانة [رقم 6162، 6163، 6164]، والشاشى [رقم 367]، وجماعة من طرق عن الأعمش عن عبد الله بن مرة الهمدانى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال؛ وقد صرح الأعمش بالسماع عند البخاري وغيره

ولله الحمد.

ص: 334

5180 -

وَعَنْ عبد الله بن مرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَرِئْتُ إِلَى كلِّ خَلِيلٍ مِنْ خُلَّتِهِ، وَلَوْ كنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلا، وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ".

5181 -

وَعَنْ جرير، عن عاصم الأحول، عن عوسجة بن الرماح، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن ابن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِى، فَأحْسِنْ خُلُقِي".

5182 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، قال: حدّثنا صاحبٌ لنا، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُعْدِى شَيْءٌ شَيْئًا"، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ أعْرَابِيٌّ فِي الْقَوْمِ: يا رسول الله، فإن البعير يكون في الإبل العظيمة فتكون بلا النقبة بذنبه، أو بمشفره، فتجرب الإبل كلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فَمَنْ أَجْوَبَ الأَوَّلَ؟! " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ، وَلا صَفَرَ، وَلا هَامَةَ، خَلَقَ اللهُ كلَّ نَفْسٍ وَكَتَبَ حَيَاتَهَا، وَرِزْقَهَا وَمُصِيبَاتِهَا".

5180 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5149].

5181 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5075].

5182 -

صحيح: أخرجه الترمذي [2143]، وأحمد [4401/]، وابن طهمان في "المشيخة"[رقم 85]، والطحاوى في "شرح المعاني"[4/ 308]، وغيرهم من طرق عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جريرٌ عن صاحب له عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه.

قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ لكن فيه جهالة الراوي عن ابن مسعود، فهو لم يُسمّ، والحديث رواه الثوري وأبوه سعيد بن مسروق وجرير بن عبد الحميد وغيرهم عن عمارة بن القعقاع به

، واختلف فيه على الثوري، فرواه عنه ابن مهدى وقبيصة بن عقبة وابن طهمان على الوجه الماضي؛ وخالفهم مؤمل بن إسماعيل، فرواه عن الثوري فقال: عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة به

هكذا أخرجه الطحاوى في "شرح المعاني"[4/ 408]، فخالف في موضعين:=

ص: 335

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأول: أنه أسقط الواسطة المبهمة بين أبي زرعة وابن مسعود.

والثانية: أنه نقله إلى (مسند أبي هريرة).

وهذا كله من أغلاط المؤمل، وهو معروف بذلك عن الثوري خاصة، كأنه ما كان يُحْسِن في الرواية عند: سوى الغلط عليه، والمحفوظ عن الثوري هو الأول بلا ريب، نعم: قد توبع مؤمل على مثل غلطه الثاني عن الثوري، فخولف فيه عمارة بن القعقاع، خالفه عبد الله بن شبرمة، فرواه عن أبي زرعة عن أبي هريرة به نحوه

، ونقله إلى (مسند أبي هريرة).

هكذا أخرجه أحمد [2/ 327]، وابن حبان [6119]، والطبراني في "الأوسط"[7/ رقم 6766]، والمؤلف [برقم 6112]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 168]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[47/ 294]، ووكيع القاضى في "أخبار القضاة"[3/ 38، 39]، والبغوي في "شرح السنة"[12/ 169 - 170]، والفريابي في "القدر"[186]، وأبو عيد في "الغريب"[ق/ 156]، وأبو حفص الكنانى في "الأمالى"[1/ 9/ 2]، كما في "الصحيحة"[3/ 143]، والطبري في "تهذيب الآثار"[رقم 1255]، والطحاوي في "شرح المعاني"[4/ 358]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن شبرمة به

وهو عند البغوي دون قوله: إلا عدوى ولا طيرة .... إلخ).

قلتُ: قد رجح أبو حاتج الرازي الوجه الأول، كما في "العلل"[رقم 2313]، وقال:"وهو الأشبه بالصواب" ولعل ذلك لكون عمارة بن القعقاع قد قدمه ابن عيينة وغيره على عمه: "عبد الله بن شبرمة".

والذى أراه: أن الوجهين كلاهما محفوظان عن أبي زرعة بن عمرو، فلا مانع أن يكون له فيه إسنادان، ويؤيد الإسناد الثاني: أن ابن شبرمة - وهو ثقة فقيه - قد توبع عليه: تابعه جعفر بن سليمان الضبعى على نحوه عن أبي زرعة عن أبي هريرة به

عند القاضى وكيع في "أخبار القضاة"[3/ 36]، إن صح الطريق إليه.

بل رأيت عمارة بن القعقاع نفسه قد تابع عمه: (عبد الله بن شبرمة) على روايته عن أبي زرعة عن أبي هريرة به .... ، ولكن مختصرًا بقوله:(لا عدوى ولا طيرة؛ جرب بعير، وأجرب مئة، فمن أعدى الأول؟!) أخرجه ابن حبان [6118]، والحميدي [1117]، في طريق ابن عيينة عن عمارة به.=

ص: 336

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=قلتُ: وليس هذا اختلافًا على عمارة في سنده إن شاء الله، وهو يؤيد أن الحديث كان عند أبي زرعة على الوجهين جميعًا، والوجه الثاني عن أبي هريرة: سنده صحيح مستقيم

وله شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا

واللَّه المستعان.

• تنبيه: وقع غلط فاحش في إحدى طرق هذا الحديث عند الطحاوى، فقد رواه من (طريق أبي بكر بن أبي داود عن أبي عبد الله المقدمي عن حسان بن إبراهيم الكرمانى عن سعيد بن مسروق عن عمارة عن أبي زرعة عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم) هكذا وقع عنده:(عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهذا خطأ لا امتراء فيه عندى، والصواب:(عن رجل من أصحاب ابن مسعود عن ابن مسعود) فهكذا وقع عند ابن طهمان في (المشيخة). (عن بعض أصحاب ابن مسعود عن ابن مسعود به

).

ويؤيد هذا عدة أمور لسنا بحاجة إليها في تصديق دعوانا على ذلك الخطأ الواقع في سند الطحاوى، ومصدره عندى إما:

1 -

من حسان بن إبراهيم الكرمانى، فهو وإن وثقه جماعة؛ إلا أن النسائي قال:"ليس بالقوى" وقال العقيلي: (في حديثه وهم) وقال ابن عدي: (يغلط في الشئ!) وقال ابن حبان: (ربما أخطأ) فلعل هذا من ذاك، وهو من رجال "التهذيب".

2 -

وإما أن يكون ذلك: من تلك الأغلاط التى تعج بها مطبوعة: "شرح معانى الآثار" ومن له عناية بالتخريج: يعلم صحة ما نقول، وليس لهذا الكتاب الأم: طبعة محترمة حتى الآن، حسب علمى، وأرانى مدفوعًا إلى العمل فيه قريبًا إن شاء الله وقدَّر، والغريب ألا يفطن الإمام إلى ذا الخطأ في "الصحيحة"[3/ 143]، بعد أن ساق الحديث من طريق الطحاوى بسنده، بل وغرَّه هذا الخطأ المكشوف؛ إلى أن يزعم أن ذلك الرجل الذي لم يسم في سنده؟! هو (أبو هريرة) كما في رواية عبد الله بن شبرمة عن أبي زرعة، ويقول الإمام بعد هذا:"وعليه: فأبو زرعة يروى الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تارة بدون واسطة، وأخرى عنه عن ابن مسعود - رضى الله عنه".

وهذا ليس بشئ، والحمد للَّه الذي هدانا إلى ما لولاه ما اهتدينا إليه، ولا أقبلنا بجهدنا عليه؛ وهو المستعان لا رب سواه.

ص: 337

5183 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن عطاء بن السائب، عن أبي وائل، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلا جَعَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ".

5183 - صحيح: أخرجه ابن ماجه [3438]، وأحمد [1/ 377، 446، 453]، وابن حبان [6062]، والحاكم [4/ 218، 441]، والطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8969]، وفي "الأوسط"[7/ رقم 121]، والبيهقي في "سننه"[19344]، والحميدي [90]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 285]، والشاشى [رقم 688]، والضياء المقدسى في الأمراض والكفارات [رقم 31]، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[4/ 429]، ومن طريقه الثعلبى في "تفسيره"[10/ 98]، وغيرهم من طرق عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن حبيب أبي عبد الرحمن السلمى عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم نحوه

وليس عند ابن ماجه حوله: (علمه من علمه

إلخ) ومثله الطبراني في "الكبير" وزاد: (إلا الموت).

قال البوصيري في "مصباح الزجاجة"[2/ 188]: "هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات".

قلتُ: وهو كما قال؛ وقال الضياء عقب روايته: "وعطاء بن السائب تغير في آخر عمره، وما رواه عنه سفيان الثوري وشعبة؛ فإنه صحيح؛ لأنهما سمعا منه قبل تغيره".

قلتُ: وهذا الحديث قد رواه عنه الثوري عند ابن ماجه والشاشى والضياء والحاكم؛ فالحديث "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" كما قال الحاكم؛ نعم: قد نَفَى شعبة سماع أبي عبد الرحمن السلمى من ابن مسعود، لكن وهمه الإمام أحمد في هذا النفْى، كما في "المراسيل"[ص 108]، وأثبته له البخاري وغيره؛ وهو الصواب جزمًا؛ فقد صرح أبو عبد الرحمن بسماعه ابن مسعود عند أحمد في رواية له، وكذا ابن حبان والطبرنى في "لكبير" والحميدي والشاشى ومسدد؛ ورواه جمع عن عطاء بن السائب: منهم الثوري وابن عيينة وعبد السلام بن حرب وجرير وعلى بن عاصم وهمام وخالد الطحان وغيرهم.

لكن اختلف على الثوري في رفعه، فراه عنه ابن مهدى وابن القطان ومحمد بن كثير العبدى على الوجه الماضي مرفوعًا؛ وخالفهم وكيع، فرواه عنه به موقوفًا على ابن مسعود، لم يتجاوزه به، هكذا أخرجه ابن أبي شيبة [23419]، والأول عن الثوري أصحح وإن كان لا مانع من صحة الوجهين معًا؛ وللحديث طريق آخر عن ابن مسعود، وكذا شواهد عن جماعة من الصحابة. واللَّه المستعان.

ص: 338

5184 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن ليث، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله، قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحاجة، فقضاها، فقال:"أَبْغِنِى شَيْئًا أَسْتَنْجِى بِهِ، وَلا تُقْرِبْنِى حَائِلًا، وَلا رَجِيعًا"، قال: ثم توضأ، فقام يصلي، فرأيته كلما ركع حنا، يعنى طبق يديه وجعلهما بين ركبتيه. قال ليثٌ: الحائل: العظم.

5185 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن ليث، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، قال: كنت مع عبد الله حتى انتهى إلى جمرة العقبة فسبقته، فقال: ناولنى أحجارًا، فناولته سبعة أحجار وهو يلبى، ثم قال: خذ بزمام الناقة، فأتى بطن الوادى، فعاج إلى الشجرة، ثم قال: الله أكبر، ثم رمى فجعل يكبِّر عند كل حصاة حتى رمى سبع حصيات، ثم قال: اللَّهم اجعله حجًا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا، ثم قال: هكذا فعل الذي نزلت عليه سورة البقرة.

5186 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم،

5184 - صحيح: دون قضية التطبيق: مضى الكلام عليه [برقم 4978].

5185 -

ضعيف: بهذا التمام: أخرجه أحمد [1/ 427]، وابن أبي شيبة [29650]، والبيهقي في "سننه"[9332]، وغيرهم من طرق عن ليث بن أبي سليم عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعى عن أبيه عن ابن مسعود به نحوه

وهو عند ابن أبي شيبة باختصار.

قلتُ: وهذا إسناد لا يثبت؛ والليث ليس في الحديث بالليث، وهو مع ضعفه كان قد اختلط أيضًا.

وقد رواه عنه عبد الله بن إدريس فقال: عن مجاهد عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود به مختصرًا]، فزاد فيه واسطة بين الليث ومحمد، هكذا أخرجه ابن أبي شيبة [14016].

وهذا من اختلاط الليث عندى، والحديث صحيح محفوظ من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به نحوه

دون التكبير. وكذا قوله: (اللَّهم اجعله حجًا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا)، فانظر الماضي [برقم 4972] و [رقم 5067]، والآتى [برقم 5195]. واللَّه المستعان.

5186 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5078].

ص: 339

عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحقِّ، وَآخَرَ آتَاهُ الله الِحكْمَةَ، فَهُوَ يَقْضِى بِهَا وَيُعَلِّمُهَا".

5187 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبى عبيدة، قال: قال عبد الله: لما كان يوم بدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلاءِ الأُسَارَى؟ " قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله، أنت في واد كثير الحطب، فأضرم الوادى عليهم نارًا، ثم ألقهم فيه، قال العباس: قطع الله رحمك! قال عمر: يا رسول الله، قادة المشركين ورؤوسهم، كذبوك، وقاتلوك، اضرب أعناقهم! قال أبو بكر: يا رسول الله، عشيرتك، وقومك، استحيهم يستنقذهم الله بك من النار! فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقضى حاجته، فقالت طائفةٌ: القول ما قال عمر، وقالت طائفة: القول ما قال أبو بكر، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "مَا قَوْلُكُمْ فِي هَذَيْنِ الرِّجْلَيْنِ؟ إِنَّ مَثَلَهُمْ مَثَلُ

5187 - ضعيف: أخرجه الترمذى [1714، 3084]، وأحمد [1/ 383، 384]، وفى "فضائل الصحابة"، [10/ 181]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10258، 10259، 10260]، وابن أبى شيبة [36690]، والبيهقى في "سننه"[12623]، وفى "الشعب"[2/ رقم 1524]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 208]، وابن عساكر في "تاريخه"[44/ 55 - 56، 57]، والطبرى في "تاريخه"[2/ 46 - 47]، وفى "تفسيره"[14/ رقم 16293/ شاكر]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 9151]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 3264]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به نحوه

وهو عند الترمذى وجماعة مختصرًا ببعض فقرته فقط.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".

قلتُ: كلا، وقد كشف الترمذى علته فقال:"هذا حديث حسن، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه" فعلته هي الانطاع؛ وعدم سماع أبى عبيدة من أبيه: وهو الذي عليه جمهور المحققين، فقد صرح أبو عبيدة نفسه بذلك، وصدقه النقاد في قوله، ومن أصر على خلاف هذا؛ فقد ناقشناه طويلًا في مواضع من "غرس الأشجار" والحديث إنما حسنه الترمذى؛ لأن لبعض فقراته شواهد عن جماعة من الصحابة؛ وهو بهذا السياق ضعيف بلا ريب عندى. والله المستعان.

ص: 340

إِخْوَةٍ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ، قَالَ نُوحٌ:{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ} [نوح: 26، 27] وَقَالَ مُوسَى: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)} [يونس: 88]، وَقَالَ إِبرَاهِيمُ عليه السلام:{فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)} [إبراهيم: 36]، وَقَالَ عِيسَى:{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} [المائدة: 118]، وَأَنْتُمْ قَوْمٌ بِكُمْ عَيْلَةٌ، فَلا يَنْقَلِبَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إلا بِفِدَاءٍ، أَوْ بِضَرْبَةِ عُنُقٍ"، قال عبد الله: قلت: إلا سهل بن بيضاء فلا يقتل، فقد سمعته يتكلم بالإسلام! فسكت، فما أتى على يومٌ أشد خوفًا عندى أن يُلْقَى عليَّ حجارةٌ من السماء من يومى ذلك، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِلا سَهْلَ بْنَ بَيْضَاءَ".

5188 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: كنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشى سلمنا عليه فلم يرد علينا، فقلنا: يا رسول الله، كنا نسلم عليك في الصلاة فترد علينا! فقال:"إِنَّ فِي الصَّلاةِ لَشُغْلا".

5189 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا مطرف بن طريف، عن أبى الجهم، عن أبى الرضراض، عن عبد الله، قال: كنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة فيرد علينا، فلما أن كان ذات يوم سلمت عليه، فلم يرد عليَّ، فوجدت في نفسى، فلما فرغ قلت: يا رسول الله، كنت إذا سلمت عليك في الصلاة رددت عليَّ قال: فقال: "إِنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ".

5188 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4971].

5189 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4971].

ص: 341

5190 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"إِنَّ فَضْلَ صَلاةِ الرَّجُلِ فِي الجمَاعَةِ تَزِيدُ عَلَى صَلاتِهِ وَحْدَهُ بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً".

5191 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا هارون بن، عن عبد الرحمن بن الأسود، قال: استأذن علقمة، والأسود على عبد الله، وقد كانا أطالا القعود على بابه حتى انتصف النهار، قال: فخرجت فاستأذنت لهما، فأذن لهما، فقال لهما: ما لكما لم تدخلا؟ قال: قالا: كنا نراك نائمًا، قال: ما كنت أشتهى أن تظنا بى هذا، إنا كنا نعدل صلاة هذه الساعة بصلاة الليل، أو نحو من صلاة الليل، ثم قال: إنكم سيليكم أمراء يُشغلون عن وقت الصلاة، فصلوها لوقتها، ثم قام فصلى بينه وبينه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

5192 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن خازم، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: كنت أمشى مع عبد الله بمنًى فلقى عثمان فقام معه يحدثه، فقال له عثمان: يا أبا عبد الرحمن، ألا نزوجك جاريةً شابةً لعلها تذكرك ما مضى من زمانك؟ قال عبد الله: أما لئن قلت ذاك، لقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ".

5193 -

حدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن خازم، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قرأ عبد الله سورة يوسف بحمص، فقال رجل: ما هكذا أنزلتْ! فدنا

5190 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4995].

5191 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4996]، وهو هناك مختصرًا؛ وتمام تخريجه في كتابنا:"غرس الأشجار".

5192 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5110].

5193 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5068].

ص: 342

منه عبد الله، فوجد منه ريح الخمر، فقال تكذِّب بالحق، وتشرب الرجس؟! واللَّه لهكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم واللَّه لا أدعك حتى أجلدك حدًا! قال: فجلده الحد.

5194 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن خازم، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: صلى عثمان بمنًى أربعًا، قال: فقال له عبد الله: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنًى ركعتين، ومع أبى بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، ثم تفرقت بكم الطرق، ولوددت أن لى من أربع ركعات ركعتين متقبلتين.

5195 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن خازم، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: رمى عبد الله جمرة العقبة من بطن الوادى سبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، قال: فقيل: له إن ناسًا يرمونها من فوقها! فقال عبد الله: هذا والذى لا إله غيره مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة.

5196 -

وَعَنِ الأعمش، عن إبراهيم، عن أبى معمر، عن عبد الله، قال: كنا مع

5194 - صحيح: أخرجه البخارى [1034، 1574]، ومسلم [695]، وأبو داود [1960]، وأحمد [1/ 378، 422]، والدارمى [1874]، والنسائي [1448] و [1449]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10140، 10141، 10142، 10143]، وابن أبى شيبة [13982]، والبيهقى في "سننه"[5218، 5219]، وفى "المعرفة"[رقم 1648]، وابن عساكر في "تاريخه"[39/ 255]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 482، 484]، وأبو عوانة [رقم 2347، 3509، 3510، 3511، 3512]، والشاشى [رقم 424، وعقب رقم 426]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن إبراهيم النخعى عن عبد الرحمن بن يزيد النخعى عن ابن مسعود به

وهو عند جماعة بنحوه

، ولفظ النسائي مختصر ليس فيه أبو بكر ولا عمر ولا بعدهما.

قلتُ: قد اختلف على الأعمش في سنده على ألوان، ذكرناها في "غرس الأشجار" مع طرقه الأخرى عن ابن مسعود به .... نحوه.

5195 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4972].

5196 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4968].

ص: 343

رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنًى فانشق القمر، حتى ذهب فِرْقٌ منه خلف الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اشْهَدُوا".

5197 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن خازم، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لِيَقْطَعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانٌ"، قال الأشعث: في واللَّه، كان ذلك بينى وبين رجل من اليهود أرضٌ فجحدنى، فقدمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لى رسول الله:"أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ " قال: قلت: لا، قال لليهودى:"احْلِفْ"، قال: فقلت: يا رسول الله، إذًا يحلف فيذهب بمالى، فأنزل الله:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77].

5198 -

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنى الموصلى، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا

5197 - صحيح: أخرجه البخارى [2229، 2285، 2523، 2528، 4275، 6299، 6761]، ومسلم [138]، و أبو داود [3243]، والترمذى [1269، 2996]، وابن ماجه [2323]، والنسائى في "الكبرى"[5991، 5992، 11012، 11062]، وأحمد [1/ 379، 426، 442] و [2115/]، وابن حبان [5086]، وابن أبى شيبة [20830، 22141]، والبيهقى في "سننه"[19695، 20494، 20495، 20503، 20504، 20993]، وابن الجارود [926]، والبغوى في "شرح السنة"[10/ 99]، وأبو عوانة [رقم 108، 109، 110، 5974، 5975]، وجماعة كثيرة من طرق عن الأعمش عن أبى وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم نحوه

وعند ابن ماجه بالمرفوع في أوله فقط، وهو رواية للبخارى وأحمد والبيهقى.

قال الترمذى: "حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال. وقد استوفينا الكلام عليه في "غرس الأشجار".

5198 -

صحيح: أخرجه البخارى [1181، 4227، 6305]، ومسلم [92]، وأحمد [1/ 382، 425، 443]، والطيالسى [256]، والبزار [5/ 1681/ البحر]، والشاشى [رقم 511، 512]، وابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 562، 563، 564، 565]، =

ص: 344

محمد بن خازم، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمةً، وقلت أخرى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ مَاتَ وَهُوَ لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ"، قال: وقلت أنا: ومن مات وهو يشرك باللَّه شيئًا دخل النار.

5199 -

وَبِإِسْنَادِهِ، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، وَلأُنَازَعَنَّ أَقْوَامًا ثُمَّ لأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ، فأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي! ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّكَ لا تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ".

= وجماعة كثيرة من طرق عن الأعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود به

وهو عند جماعة بنحوه

ووقع عند الجميع - سوى روايات لبعضهم - عكس ما وقع عند المؤلف هنا، يعنى في متنه؛ فالفقرة الأولى عندهم: من قول ابن مسعود موقوفًا عليه؛ والثانية: هي المرفوع من قول النبي صلى الله عليه وسلم.

قلتُ: خالف أبو معاوية الضرير أصحاب الأعمش في متن هذا الحديث، فقلبه ولم يضبطه عن الأعمش، كما عند المؤلف وغيره، إذ رواه أصحاب الأعمش عنه جاعلين الفقرة الثانية هي المرفوعة؛ والأولى هي الموقوفة من قول ابن مسعود، وهذا هو المحفوظ عن الأعمش في متنه؛ ولم يتابع أبو معاوية على روايته؛ اللَّهم إلا ما رُوِىَ عن وكيع من متابعته له عند (أبى عوانة) و (الإسماعيلى) كما في "الفتح"[3/ 111]، لكَن بيَّن الإسماعيلى (أن المحفوظ عن وكيع ما في البخارى) يعنى كرواية الجماعة عن الأعمش؛ ثم قال: وإنما المحفوظ أن الذي قلبه أبو معاوية وحده).

هكذا نقله عنه الحافظ في "الفتح" وقال: "وبذلك جزم ابن خزيمة في "صحيحه" والصواب رواية الجماعة

" وقد صرح الأعمش بالسماع عند البخارى وجماعة، ثم جاء أبو عبد الله الثورى وخالف الجماعة في سنده عن الأعمش، فرواه عنه فقال: عن زيد بن وهب عن ابن مسعود به

، فجعل شيخ الأعمش فيه:(زيد بن وهب) بدل: (أبى وائل) هكذا ذكره الخطيب في "الفصل للوصل"[1/ 224]، فإن صح هذا عن الثورى؛ فلعل للأعمش فيه شيخين، وإلا فإنى أفرق جدًّا من تخطئة سفيان بمجرد مطلق المخالفة، وهو أثبت أهل الدنيا في الأعمش، لا يقدم عليه فيه شعبة فمن دونه! وقد توبع الأعمش على الوجه الأول: تابعه جماعة منهم عاصم بن بهدلة، وقد مضت روايته [برقم 5090].

5199 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم 5168].

ص: 345

5200 -

وَعَنِ الأعمش، عن شمر، عن مغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَتَّخِذوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا"، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَبِالمدِينَةِ مَا بِالمدِينَةِ، وَبِرَاذَانَ مَا بِرَاذَانَ.

5200 - حسن: أخرجه الترمذى [2328]، وأحمد [1/ 377، 426، 443]، وابن حبان [710]، والحاكم [4/ 358]، والطيالسى [379]، وابن أبى شيبة [34379]، والحارث [2/ رقم 1088/ زوائد الهيثمى]، والحميدى [122]، وابن أبى الدنيا في "ذم الدنيا"[رقم 153]، و"إصلاح المال"[رقم 24]، و"الزهد"[رقم 215]، وابن أبى عاصم في "الزهد"[رقم 202]، والبخارى في "تاريخه"[4/ 54]، والخطيب في "تاريخه"[1/ 18]، وأبو عبد الرحمن السلمى في "الأربعين في التصوف"[رقم 37]، والشاشى [رقم 748، 749، 753، وعقب رقم 752]، والرافعى في "تاريخ قزوين"[1/ 38]، وجماعة من طرق عن الأعمش عن شمر بن عطية عن المغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه عن ابن مسعود به .... وليس عند الترمذى والبخارى وجماعة: قول ابن مسعود في آخره.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".

قلتُ: بل هو حسن الإسناد إن شاء الله؛ وهكذا حَسَّن سنده ابن مفلح في الآداب الشرعية [3/ 456]، والمناوى في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 945/ طبعة مكتبة الشافعي]، وقبلهما قال البغوى في "شرح السنة" [14/ 237]:"هذا حديث حسن". ورجاله كلهم ثقات سوى المغيرة بن سعد بن الأخرم وأبيه.

1 -

أما المغيرة: فقد روى عنه جماعة؛ ووثقه ابن حبان والعجلى؛ وصحح له ابن حبان والحاكم هذا الحديث؛ وحَسَّنه غير واحد كما مضى. فهو صدوق إن شاء الله.

2 -

ومثله أبوه سعد بن الأخرم: فهو وإن كان انفرد عنه ولده بالرواية إلا أنه مختلف في صحبته، والراجح عدمها، لكن وثقه ابن حبان والعجلى؛ وصحح له الحاكم وغيره كما مضى.

وقد توبع الأعمش على هذا الحديث: تابعه غير واحد عن شمر بن عطية به

وكذا توبع عليه شمر: تابعه غير واحد أيضًا، وللحديث شاهد مثل لفظه: من رواية ابن عمر مرفوعًا عند المحاملى في "أماليه"[69/ 2]، كما في "الصحيحة"[1/ 17]، والخطيب في "موضح الأوهام"[2/ 551]، وسنده منكر، واللَّه المستعان لا رب سواه.

ص: 346

5201 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن خازم، حدّثنا الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَةِ أَهْلِ الجاهِلِيَّةِ".

5201 - صحيح: أخرجه البخارى [1235، 1236، 3331]، ومسلم [103]، والنسائى [1860]، وابن ماجه [1584]، وأحمد [1/ 432، 456، 465]، والبزار [5/ رقم 1954 / البحر]، وابن أبى شيبة [11338]، والبيهقى في "سننه"[6907، 6908]، وفى "الشعب"[7/ رقم 10156]، والطحاوى في "المشكل"[3/ 208]، وابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 282]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 598، 599، 600، 602]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 436]، والشاشى [رقم 362]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن عبد الله بن مرة الكوفى عن مسروق عن ابن مسعود به.

قلتُ: قد صرح الأعمش بالسماع عند أحمد في رواية له؛ لكن اختلف عليه في سنده على ألوان، ذكرها الدارقطنى في علله [5/ 247]، ثم قال:(والصحيح: حديث عبد الله بن مرة عن مسروق) وقد توبع عليه عبد الله بن مرة:

1 -

تابعه إبراهيم النخعى على مثله عن مسروق: عند البخارى [1232، 3331]، والترمذى [999]، والنسائى [1862، 1864]، وابن ماجه [1584]، وأحمد [1/ 386، 442]، والمؤلف [برقم 5252]، والبزار [5/ رقم 1934/ البحر]، وابن أبى شيبة [11339]، والبيهقى في "سننه"[6909]، وفى "المعرفة"[رقم 2344]، وابن الجارود [516]، وابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 282]، والشاشى [رقم 364]، وغيرهم من طرق عن الثورى عن زبيد بن الحارث اليامى عن إبراهيم النخعى به.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: واختلف فيه على الثورى على لون غير محفوظ، ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 247]، ثم قال:(وإنما رواه الثورى عن زبيد) وهو كما قال.

2 -

وتابعه أيضًا: أبو إسحاق السبيعى على مثله عن مسروق: عند الطبراني في "الكبير"[10/ 10297]، وأبى الفضل الزهرى في "حديثه"[490]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 2167]، وغيرهم بإسناد ظاهره الصحة إليه. =

ص: 347

5202 -

وَعَنْ عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ، إِلا بِإِحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِى، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ المُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ".

5203 -

وَعَنِ الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود، عن عبد الله، قال:

= وهو غريب جدًّا من حديث أبى إسحاق، وقد اختلف عليه في وصله وإرساله، والمرسل هو المحفوظ كما شرحناه في "غرس الأشجار". واللَّه المستعان.

5202 -

صحيح: أخرجه البخارى [6484]، ومسلم [1676]، وأبو داود [4352]، والترمذى [1402]، والنسائى [4016، 4712]، وابن ماجه [2534]، وأحمد [1/ 382، 428، 444، 465] و [6/ 181]، والدارمى [2998، 2447]، وابن حبان [4407، 4408، 5976، 5977]، والدرقطنى في "سننه"[3/ 82]، والبزار [5/ رقم 1951/ البحر]، وعبد الرزاق [18704]، وابن أبى شيبة [27901، 36492]، والبيهقى في "سننه"[15622، 16595، 16596، 16638، 16700، 17094]، وفى "الشعب"[4/ رقم 5331]، وابن الجارود [832]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 60] و [2/ رقم 893]، وأبو عوانة [رقم 6154، 6155، 6156، 6157، 6158، 6159، 6160، 6161]، والبغوى في "شرح السنة"[10/ 147]، وجماعة كثيرة من طرق عن الأعمش عن عبد الله بن مرة الكوفى عن مسروق عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه.

قال الترمذى: "حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح".

قلتُ: وقد قيل: عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن مسروق عن ابن مسعود به، هكذا (عمرو بن مرة) بدل (عبد الله بن مرة)، وهذا وهمٌ من بعضهم، ولا يصح كما قاله الدارقطنى في "العلل"[5/ 254]، وقد استوفينا تخريجه من "غرس الأشجار" والله المستعان.

5203 -

صحيح: أخرجه مسلم [534]، وأبو داود [868]، والنسائى [1029]، وأحمد [1/ 378، 426، 447]، والبزار [4/ 1558/ 1621/ البحر]، وابن أبى شيبة [2540]، والبيهقى في "سننه"[2375]، والحربى في "غريب الحديث"[2/ 860]، وأبو عوانة [رقم 180]، [1805]، والشاشى [406]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن إبراهيم بن يزيد النخعى عن علقمة والأسود عن ابن مسعود به في سياق أتم في أوله؛ سوى أبى داود والحربى؛ فسياقهما نحو سياق المؤلف، وهو رواية لأحمد، وليس عند الجميع - سوى مسلم - قوله: (وليجنأ

). =

ص: 348

إذا ركع أحدكم فليفترش ذراعيه فخذيه، وليجنأ، قال: فكأنى أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ثُمَّ طَبَّقَ كَفَّيْهِ فَأرَاهُمْ.

5204 -

حَدَّثَنَا الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: كنت مستترًا بأستار الكعبة، قال: فجاء ثلاثة نفر، كثيرٌ شحم بطونهم، قليلٌ فقه قلوبهم، قال: قرشيٌ وختناه ثقفيان، أو ثقفيٌ وختناه قرشيان، فتكلموا بكلام لم أفهمه، فقال بعضهم: أترون الله يسمع كلامنا هذا؟ قال الآخر: إذا رفعنا أصواتنا سمعه، وإذا لم نرفعه لم يسمعه، قال الآخر: إن سمع منه شيئًا سمعه كله قال: فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم، فنزلت عليه:{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} [فصلت: 22] إلى قوله: {فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)} [فصلت: 23].

= قلتُ: قد صرح الأعمش بسماعه إبراهيم عند النسائي ورواية لأحمد. واستيفاء الكلام عليه في "غرس الأشجار". ولله الحمد.

5204 -

صحيح: أخرجه الترمذى [3249]، وابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 600]، وأحمد [1/ 381، 426، 442]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10134] و [10135]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد النخعى عن ابن مسعود به .. نحوه.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: هكذا رواه أكثر أصحاب الأعمش عنه؛ وخالفهم جميعًا أبو عبد الله الثورى، فرواه عن الأعمش فقال: عن عمارة بن عمير عن وهب بن ربيعة عن ابن مسعود به نحوه .... ، فجعل شيخ عمارة فيه:(وهب بن ربيعة) بدل (عبد الرحمن بن يزيد).

هكذا أخرجه مسلم [2775]، والترمذى [عقب رقم 3249]، وأحمد [1/ 408، 442، 443]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10132]، والمؤلف [برقم 5245]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 26/ ظلال]، والدارقطنى في "العلل"[5/ 279]، والطبرى في "تفسيره"[21/ 455، 456]، وعبد الرزاق في "تفسيره"[3/ 185 - 186]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 68]، وأبو نعيم في "الدلائل"[1/ 108]، وغيرهم من طرق عن الثورى به.

قال الطبراني: "هكذا رواه الثورى، وخالفه أبو معاوية وأصحاب الأعمش". =

ص: 349

5205 -

وعن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: كأنى أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكى نبيًا ضربه قومه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول:"رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِى فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ".

5206 -

وعن عبد الله، قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمًا، فقال رجلٌ من الأنصار: إن هذه لقسمةٌ ما أريد بها وجه الله قال: فقال عبد الله: فقلت: يا عدو الله، أنا لأخبرن رسول الله بما قلت! قال: فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم، قال: فاحمر وجهه، وقال:"رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى مُوسَى، لَقَدْ أُوذِيَ بأَكثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ".

= قلتُ: بل تابعه عليه عبد الله بن بشر الرقى على هذا اللون عن الأعمش، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 278]، ثم قال:"والقول قول الثورى وعبد الله بن بشر" وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث كما في "العلل"[رقم 1791]، فقال:"كان الأعمش قديمًا قال: عن وهب بن ربيعة، والثورى أحفظهم كلهم" يعنى أحفظ من الذين رووه عن الأعمش على الوجه الأول، وهو كما قال؛ إلا أن الحق: هو أن الوهم فيما رواه الجماعة عن الأعمش؛ إنما هو من الأعمش نفسه، فإنه كان يحدث به قديمًا عن (عمارة عن وهب بن ربيعة

) ثم طال عليه العهد، وظن أنه سمعه من (عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد) فلما ذَكَّروه بذلك، رجع عن ذكر (عبد الرحمن بن يزيد فيه).

ودليل هذا: ما أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10133]، وعبد الله بن أحمد في "العلل"[2/ 437]، ومن طريقه الدارقطنى في "العلل"[5/ 279]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 69]، وغيرهم من طريق قبيصة بن عقبة عن قطبة بن عبد العزيز قال:"قال رجل للأعمش حين حدَّث بحديث عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله: "كنت مستترًا" إن سفيان - يعنى الثورى - يحدث به عنك عن وهب بن ربيعة، قال: فهمهم الأعمش ساعة، ثم قال: هو كما قال سفيان) لفظ عبد الله بن أحمد.

وهو صريح فيما قلنا آنفًا. وقد اختلف فيه على الأعمش على ألوان أخرى غير محفوظة، ذكرها الدارقطنى في "العلل"[5/ 277، 278، 279]، وللحديث طريق آخر عن ابن مسعود به نحوه

عند البخارى ومسلم والترمذى وأحمد وجماعة كثيرة.

5205 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5205].

5206 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5133].

ص: 350

5207 -

وَحَدَّثَنَا الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبى الأحوص، قال: قال عبد الله بن مسعود: لأن أحلف باللَّه تسعًا أن ابن صائد هو الدجال أحب إليَّ من أن أحلف واحدة، ولأن أحلف تسعة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قُتل قتلًا أحب إلى من أن أحلف واحدةً، وذلك بأن الله اتخذه نبيًا، وجعله شهيدًا.

5208 -

وَحَدَّثَنَا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى الجزار، عن ابن أخت زينب، عن زينب امرأة عبد الله، عن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتُّوَلَةَ شِرْكٌ"، قالت: فقلت: لم تقول هذا؟ وقد كانت عينى تقذف، وكنت أختلف إلى فلان اليهودى فيرقيها، كان إذا رقاها سكنت، قال: إنما ذاك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقيتها كف عنها، إنما يكفيك أن تقولى، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِى شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا".

5207 - ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 408، 434]، والحاكم [3/ 60]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10119]، وعبد الرزاق [9571]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 201]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 3098]، والطحاوى في "المشكل"[7/ 125]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن عبد الله بن مرة الكوفى عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به

وهو عند الجميع - سوى الطبراني - بشطره الثاني فقط.

قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه الشاشى [رقم 676]، مثل سياق المؤلف به .. ؛ وسنده على شرط الشيخين؛ إلا أن الأعمش لم يذكر فيه سماعًا، وهو إمام في التدليس، فالله المستعان.

5208 -

صحيح: المرفوع منه فقط: (أخرجه أبو داود [4883]، وأحمد [1/ 381]، والبيهقى في "سننه"[19387]، والجصاص في "أحكام القرآن"[5/ 378]، وابن بطة في "الإبانة"[رقم 1032]، والبغوى في "شرح السنة"[12/ 156]، وعبد الله بن أحمد في السنة [1/ 366]، وغيرهم من طرق عن أبى معاوية الضرير عن الأعمش عن يحيى بن الجزار عن ابن أخى زينب امرأة عبد الله بن مسعود عن ابن مسعود به

وهو عند عبد الله بن أحمد وابن بطة بالمرفوع منه فقط، وسياق أحمد أتم.

قلتُ: وهذا إسناذ ضعيف معلول، فيه علل شتى:

1 -

منها عدم تصريح الأعمش فيه بالسماع من شيخه. =

ص: 351

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 2 - ومنها: جهالة حال (ابن أخى زينب).

3 -

ومنها: الاختلاف في سنده على الأعمش، وكذا في متنه.

4 -

ومنها: الاختلاف على يحيى بن الجزار في سنده ومتنه أيضًا، ومنها غير ذلك كما شرحناه في "غرس الأشجار" وقبلنا شرحه الإمام في "الصحيحة"[رقم 2972].

وبالعلة الثانية وحدها: أعله المنذرى في "مختصر السنن" كما في "نيل الأوطار"[9/ 85]، و"عون المعبود"[10/ 263]، وفى متن الحديث نكارة ذكرناها في المصدر المشار إليه؛ لكن للحديث طريق آخر أخرجه الحاكم [4/ 241]، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهانى ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيد الله بن موسى [وتصحف (عبيد الله) في سند الحاكم إلى (عبد الله)، ثنا إسرئيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن قيس بن السكن الأسدى قال:(دخل عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - على امرأة فرأى عليها حرزًا من الحمرة؛ فقطعه قطعًا عنيفًا، ثم قال: إن آل عبد الله عن الشرك أغنياء، وقال: مما حفظنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الرقى والتمائم والتولية من الشرك).

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".

قلتُ: وهو كما، قال؛ فإن رجاله كلهم ثقات رجال "التهذيب" سوى شيخ الحاكم وشيخه أحمد بن مهران:

أما الأول: فهو محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار الزاهد، ترجمه الذهبى في "سير النبلاء"[15/ 437 - 438]، فقال: "الشيخ الإمام المحدث القدوة

" ونقل عن تلميذه الحاكم أنه قال: "هو محدث عصره، كان مجاب الدعوة

" فمثله مقبول الرواية بلا مشاححة!.

وأما الثانية: أحمد بن مهران: فهو أبو جعفر بن خالد اليزدى، ترجمه ابن حبان في "الثقات"[8/ 48، 52]، وقال:"يروى عن عبيد الله بن موسى، ثنا عنه محمد بن عبد الرحمن الأصبهانى" وتوثيقه لهذه الطبقة مقبول على الرأس والعين، وهو مترجم أيضًا في "أنساب السمعانى"[5/ 689]، وغيره.

وقد خولف إسرائيل وشيخه في سنده ومتنه، خالفهما بعض من لا يحتمل منه المخالفة لمثل هذين الثقتين، والقول قولهما كما شرحناه في "غرس الأشجار"، وللحديث طرق أخرى ببعضه عن ابن مسعود

ص: 352

5209 -

وَحَدَّثَنَا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ المَّصَوِّرُونَ".

5210 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن خازم، عن حجاج، عن زيد بن جبير، عن خشف بن مالك، عن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الدية في الخطأ أخماسًا.

= ولا يثبت منها شئ البتة، وللمرفوع في آخره: (أذهب البأس، واشف وأنت الشافى

إلخ) شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث أنس [برقم 3873، 3917]، وحديث عائشة [برقم 4459، 4811]، وفى الباب عن غيرهما

واللَّه المستعان.

* تنبيه: رأيت المنذرى في "ترغيبه"[4/ 158]، قد أعل الحديث بجهالة (ابن أخى زينب)، تمامًا كما فعل في "مختصر السنن".

5209 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5107].

5210 -

منكر: أخرجه أحمد [1/ 384]، والدارمى [2367]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 175]، والبزار [5/ رقم 1922/ البحر]، والبيهقى في "سننه"[15938]، والجصاص في "أحكام القرآن"[3/ 206]، وابن أبى عاصم في الديات [رقم 112]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 647]، والطحاوى في "المشكل"[13/ 156]، وغيرهم من طرق عن حجاج بن أرطأة عن زيد بن جبير عن خشف بن مالك عن ابن مسعود به

مثله.

قلتُ: وهو عند أبى داود [4545]، والترمذى [1386]، والنسائى [4802]، وأحمد [1/ 450]، والدارقطن [3/ 173، 175]، والبيهقى في "سننه"[15939]، وابن ماجه [2631]، والطحاوى في "المشكل"[13/ 156، 157]، وغيرهم من طرق أخرى عن الحجاج بإسناده به مرفوعًا بلفظ:(قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في دية الخطأ: عشرين بنت مخاض، وعشرين بنى مخاض ذكورًا، وعشرين بنت لبون، وعشرين جذعة، وعشرين حقة) هذا لفظ الترمذى.

ومثله عند الجميع سوى الدارقطنى في رواية له، فعنده:(وعشرون بنى لبون)، بدل:(وعشرين حقة).

ومدار الحديث على الحجاج بن أرطأة: وهو ضعيف مدلس على فقهه وعلمه، وبه أعله النسائي والدارقطني والبيهقى وجماعة، وقد اختلف عليه في متنه، وفى سنده علل أخرى أطنب =

ص: 353

5211 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش، عن أبى وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَلْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْل ذَلِكَ".

= الدارقطنى في شرحها بـ "سننه"[3/ 173 - 175]، وقد قال في مقدمة نقده:"هذا حديث ضعيف غير ثابت عند أهل "المعرفة" بالحديث من وجوه عدة".

قلتُ: ثم ذكرها؛ ونقل بعضها البيهقى في "سننه" وفى "المعرفة" وقد رُوِىَ الحديث من طرق عن ابن مسعود به موقوفًا عليه، وهو المحفوظ كما نص عليه جماعة، وقد استوفينا الكلام على هذا الحديث في كتابنا "غرس الأشجار" ولا يصح في هذا الباب شئ عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا ذلك هناك.

5211 -

صحيح: أخرجه البخارى [6123]، وأحمد [1/ 387، 442]، وابن حبان [661]، والبزار [5/ رقم 1663/ البحر]، والبيهقى في "سننه"[6296]، وفى "الشعب"[7/ رقم 10243]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 832]، وتمام في الفوائد [رقم 1727]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 387]، وابن عساكر في "تاريخه"[8/ 392]، والبغوى في "شرح السنة"[14/ 371]، والثانى [رقم 468، 469]، وأحمد أيضًا [1/ 413]، والمؤلف كما يأتى [برقم 5280]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 125]، وفى "صفة الجنة"[رقم 33]، والآبنوسى في "المشيخة"[رقم 189]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 472]، وغيرهم من ثلاثة طرق (الأعمش، ومنصور، وحبيب بن حسان) عن أبى وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به.

قلتُ: هكذا رواه الأعمش ومنصور بن المعتمر وحبيب بن حسان عن أبى وائل؛ وتابعهم عليه: زبيد اليامى كما ذكره أبو نعيم عقب روايته في (صفة الجنة) واختلف على الأعمش في سنده، فرواه عنه أصحابه على الوجه الماضى، وهو المحفوظ عنه؛ وخالفهم أبو مسلم قائد الأعمش، فرواه عنه فقال: عن أبى سفيان عن جابر به

، فنقله إلى (مسند جابر)، هكذا أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 187]، بإسناد مستقيم إليه

وهذا ليس بشئ، وقائد الأعمش (واسمه: عبيد الله بن سعيد) ضعيف الحديث عندهم، لاسيما عن الأعمش، بل قال أبو دود:"عنده أحاديث موضوعة" وهو من رجال "التهذيب" والحديث عزاه بعضهم إلى مسلم، فوهم.

ص: 354

5212 -

وَعَنِ الأعمش، عن الضحاك، قال: كنت مع مسروق في صُفَّةٍ فيها تماثيل، فنظر إلى تمثال منها، فقالوا: هذا تمثال مريم، فقال مسروق: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ".

5213 -

وَعَنْ وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن

5212 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5107].

5213 -

قوى: أخرجه النسائي [1282]، وأحمد [1/ 387، 441، 452]، والدارمى [2774]، وابن حبان [914]، والحاكم [2/ 456]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10528، 10529، 10530]، والبزار [5/ رقم 1933/ البحر]، وعبد الرزاق [3116]، وابن أبى شيبة [8705، 31721]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1582]، وفى "الدعوات"[رقم 159]، وفى "حياة الأنبياء بعد وفاتهم"[رقم 16]، وابن المبارك في "الزهد"[رقم 1028]، وفى "مسنده"[رقم 51]، وإسماعيل القاضى في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم "[رقم 21]، وابن عساكر في "تاريخه"[7/ 120] و [29/ 94]، والخليلى [1/ 445]، والبغوى في "تفسيره"[6/ 374]، وفى "شرح السنة"[3/ 197]، والشاشى [رقم 760، 761]، وابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 205]، وأبو نعيم في أخبار أصبهان [2/ 205]، والخطيب في الوصل للوصل [2/ 767 - 770]، وأبو سعد السمان في "مشيخته" كما في "تاريخ قزوين"[1/ 403]، والمزى في "تهذيبه"[14/ 55]، والذهبى في "سير النبلاء"[17/ 105 - 106]، وأبو الشيخ في "العظمة"[3/ 990 - 991]، وابن النجار في تاريخ المدينة [ص 398]، وابن الديباجى في "الفوائد المنتقاة"[2/ 80/ 2]، كما في "الصحيحة"[6/ 842]، وغيرهم من طريقين [الثورى والأعمش]، عن عبد الله بن السائب الكندى الكوفى عن زاذان أبى عمر الكندى عن عبد الله بن مسعود به.

قلتُ: هكذا رواه الثورى والأعمش عن ابن السائب به

؛ رواه عن الأعمش: أبو إسحاق الفزارى وحده، كما جزم به الخليلى في (الإرشاد/ منتخب السلفى) أما الثورى: فرواه عنه الجلة من أصحابه والأكابر؛ وزعم الخطيب في "الفصل للوصل"[2/ 768]، أن أصحاب الثورى لم يختلفوا عليه فيه، وليس كما قال، بل شذ محمد بن الحسن بن الزبير المعروف بـ (التل) ورواه عن الثورى فقال: عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن علي بن أبى طالب به

=

ص: 355

عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُونِى عَنْ أُمَّتِى السَّلامَ".

= فنقله إلى (مسند على) هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 205]، ثم قال:"ووهم فيه - يعنى ابن التل - وإنما رواه أصحاب الثورى منهم يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدى ومعاذ بن معاذ، وفضيل بن عياض وغيرهم عن الثورى عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود".

قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن الثورى بلا ريب، ثم جاء عبد المجيد بن أبى رواد ورواه عن الثورى بإسناده المحفوظ به .... إلا أنه زاد في آخره زيادة منكرة جدًّا لم يتابع عليها، ولا هو ممن يحتمل التفرد عن سفيان بمثل هذا، وروايته عند البزار [5/ رقم 1925/ البحر]، وراجع الكلام على هذه الزيادة المنكرة في "الضعيفة"[رقم 975]، للإمام، فقد أجاد الكلام عليها جدًّا؛ وقد توبع الأعمش والثورى على هذا الحديث عن عبد الله بن السائب: تابعهما:

1 -

حسين الخلقانى: بلفظ: (إن للَّه ملائكة يطوفون في الطريق يبلغون عن أمتى السلام) أخرجه الخطيب في "تاريخه"[9/ 104]، والبزار [5/ رقم 1924/ البحر الزخار]، من طريقين عن يوسف بن موسى القطان عن جرير بن عبد الحميد عن حسين به.

قلتُ: حسين الخلقانى هذا: لم أفطن له، وما عرفته بعد.

2 -

وتابعهم أيضًا: محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[3/ 206]، وابن أبى ليلى: فقيه ضعيف الحفظ.

3 -

4 - وتابعهم: شعبة وعباد بن العوام من رواية داود بن عبد الجبار عنهما، كما ذكره الدارقطنى في "العلل" لكن داودًا هذا ساقط الحديث، وهو من رجال "اللسان"[2/ 419]، فالمتابعة لا تثبت عن هذين الإمامين أصلًا.

والعمدة في هذا الحديث: على رواية الثورى، ويليه الأعمش، وقد قال الحاكم عقب روايته:(صحيح الإسناد) وكذا صحح سنده ابن القيم في "جلاء الأفهام"[ص 60]، وكذا صححه ابن حبان وغير واحد؛ وسنده عندى قوى، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح" إلا أن في (زاذان أبى عمر) كلامًا يسيرًا من بعضهم، فقد وصفه ابن حبان بكثرة الغلط في ترجمته من "الثقات"[4/ 265]، وقال في مشاهير علماء الأمصار [ص 104]:"كان يهم في الشئ بعد الشئ" وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالمتين عندهم" كما في "التهذيب" للحافظ؛ لكن وثقه جماعة؛ واحتج به مسلم؛ وسماعه من ابن مسعود: صحيح ثابت.

ص: 356

5214 -

حَدَّثَنَا سفيان، عن أبى إسحاق، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن شماله:"السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ" حتى يرى بياض خده.

5215 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبى وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَوَلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ".

5216 -

وَعَنْ عبد الله، قال: كأنى أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكى نبيًا من الأنبياء ضربه قومه فهو ينضح الدم عن وجهه ويقول: "رَبِّ اغْفِرْ لقَوْمِى فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ".

5217 -

حدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن حكيم بن جبير، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَالٌ يُغْنِيهِ جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشًا، كُدُوحًا فِي وَجْهِهِ"، قالوا: يا رسول الله، وما غناه؟ قال:"خَمْسُونَ دِرْهَمًا أَوْ حِسَابُهَا مِنَ الذَّهَبِ".

5214 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5051].

5215 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5099].

5216 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5072].

5217 -

منكر: أخرجه أبو داود [1626]، والترمذى [651]، والنسائى [2592]، وابن ماجه [1840]، وأحمد [1/ 388، 441]، والدارمى [1641]، والحاكم [1/ 565]، والبزار [5/ رقم 1913/ البحر]، وابن أبى شيبة [10432]، والبيهقى في "سننه"[12986]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 218]، وابن عبد البر في "التمهيد"[4/ 101 - 102]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 31]، والشاشى [443]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 23]، وابن حزم في "المحلى"[6/ 153]، والفسوى في "المعرفة"[3/ 184]، وغيرهم من طرق عن الثورى عن حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن ابن مسعود به

قال الترمذى: "حديث حسن، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير من أجل هذا الحديث". =

ص: 357

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: إنما حسنه الترمذى لشواهده وطرقه، وكلها تالفة على التحقيق، كما شرحنا ذلك في كتابنا:"غرس الأشجار" والحديث ساقط جدًّا من هذا الطريق، تفرد به (حكيم بن جبير) وهو الكوفى الأسدى الذي تركه جماعة، بل كذبه بعضهم، وكان صاحب منكرات لا تطاق، منها هذا الحديث، وبه أعله جماعة من النقاد؛ فقال ابن عبد البر عقب روايته عنده معلقًا:"وهذا الحديث إنما يدور على حكيم بن جبير، وهو متروك الحديث" وقال ابن حزم عقب روايته: "حكيم بن جبير ساقط".

وقد رواه جماعة: كالثورى وشريك القاضى، وإسرائيل، وحماد بن شعيب وغيرهم، ووهم فيه بعضهم على إسرائيل في سنده، فجعله عنه عن جده أبى إسحاق السبيعى عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن ابن مسعود به، وليس هذا بشئ، والحديث حديث حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن، وبه يعرف، وعليه أنكر.

ثم جاء يحيى بن آدم وروى هذا الحديث عن الثورى عن حكيم بإسناده به

عند أبى داود والترمذى والنسائى وابن ماجه وجماعة

وقال في آخره: "فقال عبد الله بن عثمان - يعنى عبدان - لسفيان: حفظى أن شعبة لا يروى عن حكيم بن جبير، فقال سفيان: فقد حدثناه زبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد".

قلتُ: فظن البعض: أن زبيد بن الحارث قد تابع حكيم بن جبير على رواية هذا الحديث مرفوعًا، وليس هذا بشئ أيضا؛ لأن زبيدًا اليامى لم يسند هذا الحديث عن عبد الله، بل أفسده البتة، فهو قد خالف ولم يتابع أحدًا، نص على ذاك الإمام أحمد والخطابى والبزار وأبو محمد الفارسى وغيرهم من حذاق المحدثين؛ وخفى ذلك على جماعة من المتأخرين، على أن ابن معين وغيره قد غمز في ثبوت رواية زبيد رأسًا، لتفرد يحيى بن آدم بها عن الثورى به ..

وقد ذكر الدارقطنى في "العلل"[5/ 216]، أن منصور بن المعتمر قد تابع زبيدًا في روايته عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد به - يعنى موقوفًا عليه أو معضلًا -.

ثم قال الدارقطنى: "وقولهما أولى بالصواب" وهو كما قال بلا ريب عندى، والحديث منكر من أي الوجوه أتيته، وقد بسطنا الكلام على طرقه وشواهده الساقطة في "غرس الأشجار".

ص: 358

5218 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن الأسود، عن ابن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في (النجم) وسجد المسلمون، إلا رجلا من قريش، أخذ كفًا من تراب فرفعه إلى جبهته فسجد عليه، قال عبد الله: فرأيته قتل كافرًا.

5219 -

حَدَّثَنَا وكيعٌ، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم الأسدى، عن زر، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، وَمَا مِنَّا إِلا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ".

5220 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن أبى وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كُنْتُمْ ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ".

5221 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن خازم، عن الأعمش، عن أبى

5218 - صحيح: أخرجه البخارى [1017، 1020، 3640، 3754، 4582]، ومسلم [576]، وأبو داود [1406]، والنسائى [959]، وأحمد [1/ 388، 401، 237، 443، 462]، والدارمى [1465]، وابن خزيمة [553]، وابن حبان [2764]، والطيالسى [683]، والبزار [5/ رقم 1651/ البحر]، وابن أبى شيبة [4237]، والبيهقى في "سننه"[3526، 3584]، وابن الجعد [426]، والطحاوى في شرح المعانى" [1/ 353]، وأبو عوانة [رقم 1950]، وابن المنذر في "الأوسط" [رقم 2755]، وجماعة من طريق أبى إسحاق السبيعى عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود به .. ، وهو عند النسائي والبزار مختصرًا بلفظ:(عن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ النجم فسجد فيها).

قلتُ: وقد صرح أبو إسحاق بالسماع عند البخارى ومسلم وجماعة؛ وقد اختلف عليه في متنه، كما ذكرناه في "غرس الأشجار".

5219 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5092].

5220 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5083].

5221 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 384]، والطبرانى في "الكبير"[9/ 194]، [رقم 8958]، وفى "الأوسط"[3/ رقم 3158]، وابن أبى شيبة [32742]، والنسائى في "الكبرى" =

ص: 359

إسحاق، عن حارثة بن مضرب، قال: قال عبد الله لابن النواحة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"لَوْلا أَنَّكَ رَسُولَ لَقَتَلْتُكَ"، فأما اليوم، فلستَ برسول، قم يا خرشة فاضرب عنقه.

5222 -

حَدَّثَنَا الأعمش، عن شقيق، قال: جاء رجلٌ إلى عبد الله، فقال: يا أبا عبد الرحمن، كيف تقرأ هذه الآية:{مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محمد: 15]؟ قال: فقال له عبد الله: كلَّ القرآن قد أحصيت غير هذا؟! قال: إنى لأقرأ المفصل في ركعة، فقال له

= [8675]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 44]، وغيرهم من طرق عن أبى معاوية الضرير عن الأعمش عن أبى إسحاق السبيعى عن حارثة بن مضرب عن ابن مسعود به .... وهو عند النسائي والخطيب وابن أبى شيبة في سياق أتم.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الأعمش: إلا أبو معاوية".

قلتُ: وهو ثقة مشهور؛ من أثبت الناس في الأعمش، والإسناد صحيح لولا عنعنة الأعمش وأبى إسحاق مع اختلاط الثاني، لكن صرح أبو إسحاق بالسماع عند الخطيب وحده؛ وإسناده إليه صحيح؛ وتوبع عليه الأعمش: تابعه الثورى - وهو ممن سمع من أبى إسحاق قديمًا - على نحوه عن أبى إسحاق بإسناده به

في سياق أتم: عند أبى داود [2762]، وابن حبان [4879]، والطبرانى في "الكبير"[9/ رقم 8957]، وفى "الأوسط"[8/ رقم 8525]، والبيهقى في "سننه"[18557]، والطحاوى في "المشكل"[7/ 85]، وغيرهم من طرق عن محمد بن كثير العبدى عن الثورى به.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الثورى إلا محمد بن كثير".

قلتُ: وهو شيخ مختلف فيه، وأخشى أن يكون هذا الطريق غير محفوظ عن الثورى، لكن للحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به نحوه .... وبعضها صحيح ثابت؛ فانظر الماضى [رقم 5097]، وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.

5222 -

صحيح: أخرجه مسلم [822]، وأحمد [1/ 380]، والبيهقى في "سننه"[4464]، وأبو نعيم في "المستخرج" على مسلم [رقم 1858]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 74]، وغيرهم من طريق أبى معاوية الضرير عن الأعمش عن أبى وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به. =

ص: 360

عبد الله: هذًا كهذ الشعر؟! إن من أحسن الصلاة الركوعَ والسجودَ، وليقرأن القرآن أقوامٌ لا يجاوز تراقيهم، ولكنه إذا قَرئ فرسخ في القلب نفع، إنى لأعرف النظائر التى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في كل ركعة، ثم قام، فدخل عليه علقمة، ثم قال: سله لنا عن النظائر التى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، قال: ثم خرج إلينا، فقال: عشرون سورةً من المفصل في تأليف عبد الله.

= قلتُ: قد توبع أبو معاوية عليه نحوه باختصار يسير: تابعه شعبة ووكيع وعيسى بن يونس وأبو حمزة السكرى ومحاضر بن المورع وشجاع بن الوليد وجماعة؛ ونذكر هنا بعض رواية هؤلاء، فنقول:

1 -

أما رواه شعبة: فهى نحو رواية أبى معاوية مع اختصار يسير في بعض كلماتها، وزاد عليه شعبة من قول ابن مسعو:(إن قومًا يقرؤنه ينثرونه نثر الدقل) ولفظه في آخره: (عشرون سورة من المفصل كان النبي صلى الله عليه وسلم يُقْرِن بين كل سورتين في كل ركعة).

أخرجه الطيالسى [259، 273]، ومن طريقه الترمذى [602]- ولفظ الزيادة له - وأبو عوانة [رقم 1796]، وغيرهم. وفيه اختصار كثير عند أبى عوانة.

2 -

ورواية وكيع نحوه أيضًا مع اختصار في بعض ألفاظه، ودون قوله في آخره: (فدخل عليه علقمة

إلخ) وزاد من قول ابن مسعود: (إن أفضل الصلاة: الركوع والسجود) أخرجه ابن أبى شيبة [8727]، ومن طريقه مسلم [822]، والبيهقى في "سننه"[4465]، إلا أنهما زادا في آخره:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن سورتين في كل ركعة، ثم قام عبد الله فدخل علقمة في أثره، ثم خرج فقال: قد أخبرنى بها) وسَمَّى وكيع ذلك الرجل الذي أتى ابن مسعود في أوله بـ (نهيك عن سنان).

3 -

ورواية عيسى بن يونس: بنحر رواية وكيع إلا أنه قال في آخره: (إنى لأعرف النظائر التى يقرأ بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتين في كل ركعة عشرين سورة في عشر ركعات) أخرجه مسلم [822]، والبيهقى في "سننه"[4469] .. وهو عند أبى نعيم في "المستخرج"[برقم 1857، 1858]، دون الزيادة المذكورة، وهذه الزيادة وحدها عند النسائي [1004]، من طريق عيسى وزاد عليها:(ثم أخذ بيد علقمة فدخل ثم خرج إلينا علقمة فسألناه؛ فأخبرناهن).

4 -

ورواية أبى حمزة السكرى: مختصرة بنحو الفقرة الأخيرة فقط: =

ص: 361

5223 -

وَعَنْ عبد الله، قال: كنا نمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بابن الصياد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قَدْ خَبَّأْتُ لَكَ خَبِيئًا"، فقال بن الصياد: الدخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ! ".

5224 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن خازم، عن حجاج، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام مستلقيًا حتى ينفخ، ثم يقوم فيصلى ولا يتوضأ.

= (إنى لأعرف النظائر .. إلخ) وزاد في آخره تفسير تلك السور بقوله: (آخرهن الحواميم حم، وعم يتسائلون) أخرجه البخارى [4710].

ورأيت محمد بن عبيد الطنافسى وأبا خالد الأحمر وزائدة بن قدامة قد رووه عن الأعمش أيضًا

والله المستعان.

5223 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5172].

5224 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 426]، والدارقطنى كما في الإعلام [1/ 394]، لمغلطاى، من طريق أبى معاوية الضرير عن حجاج بن أرطأة عن حماد بن أبى سليمان عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود.

قلتُ: هذا إسناد ضعيف، وابن أرطأة ضعيف الحفظ مدلس على جلالته، وقد اضطرب في سنده أيضًا، فرواه يحيى بن أبى زائدة فقال: عن حجاج عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام حتى نفخ، ثم قام فصلى).

فصار شيخ الحجاج فيه: (فضيل بن عمرو) بعد أن كان: (حماد بن أبى سليمان) هكذا أخرجه ابن ماجه [475]، وأحمد [1/ 426]، والمؤلف [برقم 5411]، وتوبع عليه ابن أبى زائدة: تابعه يزيد بن هارون عند البزار [5/ رقم 1585/ البحر].

وقال البزار: (وهذا الحديث لا نعلم رواه عن فضيل بن عمرو إلا الحجاج، ورواه جماعة عن الحجاج).

قلتُ: وبالحجاج: أعله البوصيرى في مصباح الزجاجة [1/ 121]، لكن للحديث طريق آخر عن إبراهيم: يرويه منصور بن أبى الأسود عن الأعمش عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام وهو ساجد، فما يعرف نومه إلا بنفخه، ثم يقوم فيمضى =

ص: 362

5225 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الله بن إدريس، حدّثنا الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، قال: صلى بنا علقمة فصلى بنا خمسًا، فعاث القوم وعابوه، قال: فقلت: قد فعلت، قال: وأنت يا أعور تقول ذلك؟ قال: فانفتل فسجد سجدتين، ثم حدثهم عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم خمسًا، فقيل له في ذلك، فانفتل فسجد سجدتين، وقال:"إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ".

= في صلاته) أخرجه ابن أبى شيبة [1414]- واللفظ له - ومن طريقه البغوى في "شرح السنة"[1/ 338 - 339]، وأبو زرعة الشامى في "الفوائد المعللة"[رقم 56]، والشاشى [رقم 328]، والمؤلف [برقم 5370]، والطبرنى في "الكبير"[10/ رقم 9995]، وفى "الأوسط"[1/ رقم 872] و [8/ رقم 8531]، وأبو الحسن بن ثرثال في جزء من حديثه [رقم 48/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، وغيرهم من طريق منصور عن الأعمش به.

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا منصور بن أبى الأسود".

قلتُ: كلا، بل تابعه عليه أبو حمزة السكرى على مثل لفظ المؤلف هنا: عند الترمذى في "علله الكبير"[رقم 35]، وكذا تابعه: عبد الله بن عبد القدوس: كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 167]، فالإسناد صحيح محفوظ عن الأعمش؛ وعنعنته عن إبراهيم: محمولة على السماع دائمًا؛ لكونه من المكثرين عنه، وممن لازمه دهرًا؛ ثم جاء وكيع وخالف الجميع في سنده عن الأعمش، فرواه عنه عن إبراهيم عن الأسود بن يزيد عن عائشة به

مثل لفظ المؤلف هنا، فأبدل (علقمة) بـ (الأسود)، ثم نقله إلى (مسند عائشة).

هكذا أخرجه ابن ماجه [474]، وأحمد [6/ 135]، وابن راهويه [1490]، وابن أبى شيبة [1409]، وجماعة، وعلقه الترمذى في "علله"[عقب رقم 35]، ثم نقل عن البخارى أنه مال إلى كون الحديث محفوظًا من الوجهين معًا، ونقل عن أبى محمد الدارمى: أنه رجح الوجه الأول عن الأعمش، وهذا ما رجحه الدارقطنى في "العلل"[5/ 167]، أيضًا فقال:"وأشبهها بالصواب: حديث الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله" وأراه كما قال إن شاء الله؛ والحديث رواه منصور بن المعتمر عن إبراهيم إلا أنه اختلف عليه في وصله وإرساله، والمرسل هو المحفوظ عنه كما شرحناه في "غرس الأشجار".

5225 -

صحيح: أخرجه مسلم [572]، وأبو داود [1022]، والنسائى [1256]، وأحمد [1/ 448]، وابن خزيمة [1061]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9846]، والبزار =

ص: 363

5226 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا ابن إدريس، قال: سمعت الأعمش، يذكر عن شقيق، قال: كان عبد الله يخرج إلينا، فيقول: إنى لأخْبَر بمكانكم، فما يمنعنى أن أخرج إليكم إلا كراهية إن أملكم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا.

5227 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيع، حدّثنا إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس بن أبى خازم، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حَسَدَ إِلا فِي اثنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحقِّ، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ الِحكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِى بِهَا وَيُعَلِّمُهَا".

5228 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ عَلَيَّ"، قال: قلت: يا رسول الله، كيف أقرأ عليك، وإنما أنزل عليك؟ قال:"إِنِّى أحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي"، قال: فقرأت عليه سورة النساء، حتى مررت بهذه الآية:{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} [النساء: 41] قال: فنظرت إليه وعيناه تذرفان.

= [5/ رقم 1617/ البحر]، والبيهقى في "سننه"[3657]، وابن الجارود [246]، وأبو عوانة [رقم 1938، 1939، 1940، 1941]، وغيرهم من طرق عن الحسن بن عبيد الله بن عروة النخعى عن إبراهيم بن سويد النخعى عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود به نحوه

وهو عند مسلم والبيهقى وأبى عوانة وابن خزيمة والبزار في سياق أتم قليلًا؛ وزاد مسلم والبيهقى في آخره: (فإذا نسى أحدكم فليسجد سجدتين).

قلتُ: للحديث طرق أخرى نحوه مطولًا ومختصرًا .. مضى بعضها [برقم 5142]، ويأتى بعضها [برقم 5279].

5226 -

صحيح: مضى الكلام عليها [برقم 5032].

5227 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 8078].

5228 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5019].

ص: 364

5229 -

حَدَّثَنَا وكيعٌ، حدّثنا المسعودى، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"ما لِي وَلِلدُّنْيَا! إِنَّمَا مَثَلِى وَمَثَلُ الدُّنْيَا كمَثَلِ رَاكِبٍ قَالَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْمِ صَيْفٍ فَرَاحَ وَتَرَكَهَا".

5230 -

حَدَّثَنَا سفيان بن وكيع، حدّثنا أبى [أعن أبيه]، عن أبى إسحاق، عن أبى عبيدة، عن عبد الله، قال: لما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} [النصر: 1]، كان يكثر إذا قرأها وركع أن يقول:"سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" ثلاثًا.

5229 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2998].

5230 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 388، 392، 394، 410، 434، 455]، والحاكم [1/ 681] و [2/ 587]، والطيالسى [339]، وعبد الرزاق [2879]، وابن مردويه في "جزء فيه أحاديث ابن حيان"[رقم 120]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 594، 595، 596، 597، 598]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 192]، والطبرى في "تفسيره"[24/ 671]، والشاشى [رقم 865]، وحنبل بن إسحاق في جزئه [رقم 76]، وابن نصر في "قيام الليل"[رقم 231/ مختصره]، وغيرهم من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به

وهو عند بعضهم بنحوه

وليس ذِكْر الركوع عند أحد سوى الشاشى وابن نصر ورواية لأحمد فقط.

قلتُ: هكذا رواه شعبة والثورى وإسرائيل وجماعة عن أبى إسحاق على هذا الوجه، وخالفهم عمرو بن ثابت بن هرمز البكرى، فرواه عن أبى إسحاق فقال: عن سعيد بن وهب عن ابن مسعود به نحوه .... دون ذكر الركوع فيه.

هكذا أخرجه الطبراني في "الدعاء"[رقم 599]، والبزار [1/ رقم 544/ كشف الأستار]، من طريق أبى أحمد الزبيرى عن عمرو بن ثابت به.

قلتُ: ماذا تجدى تلك المخالفة الزائفة وعمرو هذا غير ثقة ولا مأمون، وكان مع وهائه: رافضيًا بغيضًا يقع في عثمان - رضى الله عنه؟! وهو من رجال "التهذيب".

والمحفوظ عن أبى إسحاق: هو الأول بلا شك؛ وقد قال الحاكم عقب روايته: "هذا إسناد صحيح إن كان أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود سمع من أبيه".

ص: 365

5231 -

وَعَنْ عبد الله، قال: نفلنى النبي صلى الله عليه وسلم سيف أبى جهل يوم بدر.

قلتُ: ولم يسمع منه شيئًا، كما ثبت ذلك عنه نفسه، وبهذا أعله الهيثمى في "المجمع"[2/ 313]، وقبله قال ابن رجب في "الفتح"[5/ 60]، عقب ذكر الحديث من طريق أحمد:"وأبو عبيدة: لم يسمع من أبيه، لكن رواياته عنه صحيحة".

قلتُ: هذا قول جماعة من النقاد المتقدمين؛ يرون عدم سماع أبى عبيدة من أبيه؛ ومع ذلك يصححون روايته عنه، لكونه كان خبيرًا بحال أبيه، عالمًا به؛ تلقى حديثه من أهل بيته الثقات عن ابن مسعود أبيه؛ وهذا كلام ظاهره الاستقامة، وبه أخذ كثير من أصحابنا، إلا أن إعماله على الإطلاق: فيه خلل شرحناه في غير هذا المكان!

والحديث هناك صحيح على كل حال؛ فله شواهد عن جماعة من الصحابة يصح به إن شاء الله، وقد استوفيناها في "غرس الأشجار" منها حديث عائشة:(لما نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} إلى آخرها، ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة إلا قال: سبحانك اللَّهم وبحمدك، اللَّهم اغفر لى) أخرجه أحمد [6/ 230]- واللفظ له - والبخارى ومسلم وجماعة كثيرة؛ وهو عند أبى داود والنسائى وابن ماجه وجماعة كثيرة أيضًا بلفظ:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللَّهم ربنا وبحمدك، اللَّهم اغفر لى، يتأول القرآن) لفظ أبى داود.

وهذا السياق: هو رواية للبخارى ومسلم وأحمد أيضًا. وزاد عبد الرزاق [2878]، في آخر هذا السياق:(يتأول القرآن يعنى: إذا جاء نصر الله والفتح) وزاد الطبراني في رواية له في "الدعاء"[برقم 601]، قوله:(إنك أنت التواب) بعد قوله: (سبحانك اللهم وبحمدك) وسنده هناك كالشمس، ووقت هذه الزيادة عند الطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 234]، لكن سنده هناك مغموز.

5231 -

ضعيف: أخرجه أبو دود [2722]، من طريق هارون بن عباد الأزدى عن وكيع بن الجراح عن أبيه عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به.

قلتُ: هذا إسناد ضعيف معلول، فأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وأبو إسحاق إمام في التدليس، وقد عنعنه، ثم قد تغير حِفْظُه بآخرة حتى رُمِىَ بالاختلاط، ولم يذكروا (الجراح بن مليح) فيمن سمع منه قديمًا، والجراح نفسه مختلف فيه، وفيه علة أخرى، فقال الإمام في ضعيف =

ص: 366

5232 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، ويحيى بن سعيد، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعتين كأنه على الجمر، قلت: حتى يقوم؟ قال: حتى يقوم. قال وكيعٌ: على الرضف.

= أبى داود [2/ 355]: "وهارون بن عباد - وهو الأزدى الأنطاكى - لم يوثقه أحد؛ فهو مجهول الحال، وقال الحافظ: "مقبول" - يعنى عند المتابعة".

وفى تلك العلة نظر عندى، فإن الحافظ نفسه قد نص في ترجمة (الحسين بن على بن الأسود) وترجمة (داود بن أمية) من "التهذيب" على أن أبا داود لا يروى إلا عن ثقة عنده، و (هارون بن عباد) قد أكثر عنه أبو داود في "سننه" وروى عنه محمد بن وضاح الحافظ أيضًا، وما غمزه أحد، فأقل أحواله أن يكون (صدوقًا) وقد تابعه سفيان بن وكيع عند المؤلف؛ لكن ابن وكيع مهجور الرواية عندهم.

وقد خالفهما الإمام أحمد، فرواه عن وكيع فقال: عن إسرائيل بن يونس عن أبى إسحاق عن أبى عبيدة عن أبيه به نحوه في سياق طويل، فجعل شيخ وكيع فيه (إسرائيل) بدل:(الجراح بن مليح)، هكذا أخرجه أحمد [1/ 444]، وإسرائيل ممن سمع من جده بأخرة أيضًا، كما نص عليه أحمد وابن معين؛ وأشار إليه القطان قبلهما، ولم يذكر أبو إسحاق فيه سماعًا أيضًا.

والحديث رواه جماعة عن أبى إسحاق عن أبى عبيدة عن أبيه في قصة مقتل أبى جهل، ولم يذكروا فيه قضية (التنفيل) يعنى موضع الشاهد هنا، واللَّه المستعان.

* تنبيه: سقط من إسناد هذا الحديث والذى قبله في الطبعتين: ذكْرُ والد وكيع بن الجراح، فصار ظاهر الإسنادين أن وكيعًا نفسه يروى الحديثين عن أبى إسحاق دون واسطة، وليس هذا بشيء أصلًا، ولم ير وكيع أبا إسحاق بعينه قط، إنما يروى عنه بواسطة أبيه والثورى وطائفة من أصحابه عنه وحسب.

5232 -

ضعيف: أخرجه أبو داود [995]، والترمذى [366]، والنسائى [1176]، وأحمد [1/ 386، 410، 428، 436، 460]، والحاكم [1/ 402]، والشافعى [175]، والطيالسى [331]، وابن أبى شيبة [3016]، وابن الجد [1550]، وأبو عبيد في غريب الحديث [4/ 125 - 126]، والبيهقى في "سننه"[2626]، وفى "المعرفة"[رقم 945]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 168]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1474]، والشاشى =

ص: 367

5233 -

وحدثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن أبى إسحاق، عن أبى عبيدة، عن عبد الله في خطبة الحاجة: إن الحمد للَّه نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا هو وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ثم يقرأ بآيات من كتاب الله:{اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [آل عمران: 102]، {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ

= [رقم 855، 856، 857، 858، 859، 860]، وابن الأعرابى [رقم 289]، وغيرهم من طرق عن سعد بن إبراهيم الزهرى عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه".

قلتُ: إنما حَسَّنه لبعض شواهده؛ وليس فيها ما ينهض لتحسينه أصلًا، ولذلك رد النووى على الترمذى تحسينه في "المجموع"[3/ 461]، وقال:"وليس كما قال؛ لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه ولم يدركه باتفاقهم، وحديث منقطع" وفى جزمه باتفاقهم على عدم إدراك أبى عبيدة أباه، نظرٌ معدود من مجازفات أبى زكريا المعروفة.

أما قول صاحب "المستدرك" عقب روايته: "صحيح على شرط الشيخين" فغفلة منه عن ذلك الانقطاع، وأغرب الذهبى في "تلخيص المستدرك"، فتعقبه قائلًا:"ينظر: هل سمع سعد - يعنى ابن إبراهيم - من أبى عبيدة؟! " فإن هذا ليس بشئ؛ لكون سعد بن إبراهيم قد صرح بسماعه أبا عبيدة عند الطيالسى ومن طريقه الترمذى والنسائى وجماعة.

أما قول ابن رجب في "فتح البارى"[5/ 187]، عقب ذكره هذا الحديث:"وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه؛ إلا أن أحاديثه عنه صحيحة، تلقاها عن أهل بيته الثقات العارفين بحديث أبيه، قاله ابن المدينى وغيره".

وقد تعقبناه بكلام طويل في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".

5233 -

صحيح: أخرجه أبو داود [2118]، وأحمد [1/ 432]، وعبد الرزاق [10449]، والبيهقى في "سننه"[13607]، والآجرى في الشريعة [رقم 420]، وغيرهم من طرق عن الثورى عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به

موقوفًا ومرفوعًا، وزاد عبد الرزاق:(ثم تكلم بحاجتك).

ص: 368

اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} [النساء: 1]، {اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} [الأحزاب: 70، 71]

= قلتُ: هو موقوف عند المؤلف وعبد الرزاق وأحمد والبيهقى، ومرفوع عند الآجرى وأبى دود، والوجهان كلاهما محفوظان عن الثورى، وقد توبع عليهما عن أبى إسحاق.

1 -

فتابعه على وقفه: زهير بن معاوية وأبى الأحوص وغيرهما، ورواية زهير عند النسائي في "الكبرى"[10324]، وغيره.

2 -

وتابعه على رفعه: شعبة واسرائيل وإسماعيل بن حماد الأشعرى وجماعة: والوجهان كلاهما محفوظان عن أبى إسحاق، وكذا ابن مسعود أيضًا:

1 -

ورواية شعبة: عند النسائي [1404]، وأحمد [1/ 392، 393]، والدارمى [2202]، والحاكم [2/ 199]، والطيالسى [338]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 1080]، وفى "الأوسط"[3/ رقم 2414]، والمؤلف [برقم 5257]، والبيهقى في "سننه"[13604، 13605]، وفى "الدعوات"[464]، وفى "القضاء والقدر"[194]، والشاشى [رقم 749]، وجماعة؛ وقرن شعبة مع أبى إسحاق: أبا الأحوص عند أحمد والبيهقى في رواية لهما.

وسنده من هذا الوجه صحيح مستقيم؛ لأن أبا إسحاق قد صرح بالسماع عند جماعة؛ وإن كان قد تغير بآخرة؛ فإن شعبة ممن سمع منه قديمًا بالاتفاق؛ وأما عن الانقطاع بين أبى عبيدة وأبيه، لكونه لم يسمع منه، فإن أبا الأحوص عوف بن مالك قد تابع أبا عبيدة عليه عن ابن مسعود به كما مضى.

2 -

ورواية إسرائيل: عند النسائي في "الكبرى"[1032]، والبيهقى في "سننه"[13606]، وابن بطة في "الإبانة"[2/ رقم 1490]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[4/ رقم 1196]، والشاشى [رقم 847]، وغيرهم؛ وليس عند ابن بطة واللالكائى ذكر الآيات الثلاث، وقرن عندهما أبو عبيدة مع (أبى الأحوص) في سنده)، ومثلهما الشاشى في الإقران، وكذا البيهقى وهو رواية للمؤلف في الآتى [برقم 5234].

وباقى طرقه عن أبى إسحاق قد استوفينا تخريجها في "غرس الأشجار" مع سائر طرقه عن ابن مسعود به .. وهو حديث صحيح ثابت.

ص: 369

5234 -

حدثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن أبى الأحوص وأبى عبيدة، عن عبد الله، مثله.

5235 -

حَدَّثَنَا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبى قيس، عن هزيل، قال: جاء رجلٌ إلى أبى موسى، وسلمان بن ربيعة، فسألهما عن ابنةٍ، وابنة ابن، وأختٍ لأب، وأم، فقالا: للابنة النصف، وما بقى فللأخت، فأتى الرجل عبد الله فسأله فأخبره بما قالا، فقال: قد ضللت إذًا وما أنا من المهتدين! ولكن أقضى، بما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم: للابنة النصف، ولابنة الابن السدس، تكملة الثلثين، وما بقى فللأخت.

5236 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن عاصم، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَابِعُوا بَيْنَ الحجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذَّنُوبَ، كَمَا يَنْفِى الْكِيرُ خَبَثَ الحدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجِّ المبْرُورِ ثَوَابٌ إلا الجَنَّةَ".

5237 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن داود، عن الشعبى، عن علقمة، قال: قلت لابن مسعود: هل صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحدٌ؟ قال: فقال: ما صحبه منا أحدٌ، ولكنا فقدناه ذات ليلة بمكة فقلنا: اأغتيل!، استطير! فبتنا بشر ليلة بات بها قومٌ، فلما كان من السحر -، أو قال: الصبح - إذا نحن به من قبل حراء،

5234 - صحيح: انظر قبله.

5235 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5108].

5236 -

صحيح: دون ذكر: (الذهب والفضة): مضى الكلام عليه [برقم 4976].

5237 -

صحيح: أخرجه مسلم [450]، والترمذى [3258]، وأحمد [1/ 436]: وابن خزيمة [82]، ابن حبان [1432، 6320]، والطيالسى [281]، والنسائى في "الكبرى"[11623]، والبيهقى في "سننه"[30، 528]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 96]، والبخارى في "تاريخه"[2/ 201]، وأبو عوانة [رقم 586، 3787، 3788، 3789]، والسراج في "مسنده"[1/ 70]، والبغوى في "الأنوار"[رقم 40]، وغيرهم من طرق عن داود بن أبى هند عن عامر الشعبى عن علقمة عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه. =

ص: 370

فقلنا: يا رسول الله، فذكروا الذي كانوا فيه، فقال:"إِنَّهُ أَتَانِى دَاعِى الجنِّ، فَأَتَيْتُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ" فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم.

5238 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل، عن التيمى، عن أبى عثمان، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلالٍ - أَوْ قَالَ: نِدَاءُ بِلالٍ - مِنْ سَحُورِهِ، فَإِنَّهُ يُؤَذِّن - أَوْ قَالَ -: [يُنَادِى بِلَيْلٍ]، لِيَرْجِعَ قَائِلَكُمْ، وَيُوقظَ نَائِمَكُمْ"، وقال: ليس أَن تقول هكذا وهكذا - وصوَّب يده ورفعها - حتى يقول هكَذا، وفرّج بين أصابعه.

= قلتُ: وزاد الترمذى وجماعة ومسلم في رواية له: في آخره زيادة مدرجة نبه على إدراجها جماعة من الحفاظ، كما شرحناه في "غرس الأشجار".

والمرفوع من هذا الحديث ينتهى عند قوله: (فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم) كما عند المؤلف والنسائى والبخارى في "تاريخه" ومسلم في رواية له وجماعة، وما عدا ذلك: فمرسل من كلام الشعبى به .... ، لم يسمعه من علقمة عن عبد الله، وأدرجه جماعة ضمن المسند، وقد قال الترمذى عقب روايته:"هذا حديث حسن صحيح" وهو كما قال.

5238 -

صحيح: أخرجه البخارى [596، 6820]، ومسلم [1093]، وأبو داود [2347]، والنسائى [641، 2170]، وابن ماجه [1696]، وأحمد [1/ 386، 392، 435]، وابن خزيمة [402، 1928]، وابن حبان [3468، 3472]، والطيالسى [350]، وابن أبى شيبة [8924]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 6135]، وابن الجارود [382]، والبيهقى في "سننه"[1664، 7811]، وفى "المعرفة"[رقم 2602]، وأبو عوانة [رقم 1106، 2780، 2781، 2783]، والشاشى [رقم 710]، وغيرهم من طرق عن سليمان بن طرخان التيمى عن أبى عثمان النهدى عن ابن مسعود به

وهو عند جماعة بنحوه

والفقرة الأخيرة منه ليست عند الطبراني وابن أبى شيبة ورواية لمسلم وأبى عوانة والبيهقى .... ، وهى عند ابن الجارود بلفظ:(وليس ما يكون هكذا ولا هكذا حتى يكون هكذا وهكذا يعنى الفجر) وهى عند الطيالسى بلفظ: (ولا الفجر الذي هو كذا يعنى بالمستطيل) ولفظ ابن ماجه: (وليس الفجر أن يقول: هكذا، ولكن هكذا يعرض في أفق السماء) ولفظ الشاشى: (وليس الصبح هكذا حتى يقول هكذا فيبسط) وألفاظ الآخريين نحو هذه الألفاظ الماضية مع لفظ المؤلف.

ص: 371

5239 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن سعيد القطان، حدّثنا التيمى، عن أبى عثمان، عن ابن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تلقى السلع.

5240 -

وَعَنِ ابن مسعود، أن رجلًا أصاب من امرأة قبلةً، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} [هود: 114]، فقال: يا رسول الله، ألِى هذه؟ قال:"وَلمِنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَتِى".

= قلتُ: نقل ابن رجب في "فتح البارى"[3/ 516]، عن ابن المدينى أنه قال عن هذا الحديث:(إسناده جيد، ولم نجده عن ابن مسعود إلا من هذا الطريق) وقال الحافظ في "الفتح"[2/ 104]: "ولم أر هذا الحديث من حديث ابن مسعود في شئ من الطرق إلا من رواية أبى عثمان عنه، ولا من رواية أبى عثمان إلا من رواية سليمان التيمى عنه؛ واشتهر عن سليمان؛ وله شاهد في "صحيح مسلم" من حدث سمرة بن جندب".

قلتُ: وهذا الشاهد مخرج في كتابنا "غرس الأشجار" ولله الحمد.

5239 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 4990].

5240 -

صحيح: أخرجه البخارى [503، 4410]، ومسلم [2763]، والترمذى [3114]، والترمذى [1398، 4254]، والنسائى في "الكبرى"[326، 7326، 11247]، وأحمد [1/ 385، 430]، وابن خزيمة [312]، وابن حبان [1729]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10560]، والبزار [5/ رقم 1881]، والبيهقى في "سننه"[16861، 17331]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 178]، وجماعة من طرق عن سليمان التيمى عن أبى عثمان النهدى عن ابن مسعود به

وهو عند جماعة بنحوه.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وله طريق آخر يرويه سماك بن حرب عن إبراهيم النخعى عن علقمة والأسود عن ابن مسعود قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنى عالجت امرأة في أقصى المدينة، وإنى أصبت منها ما دون أن أمسها؛ فأنا ذا، فاقض فيَّ ما شئت، فقال له عمر: لقد سترك الله، لو سترت نفسك، قال: فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا، فقام الرجل، فانطلق، فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا دعاه وتلا عليه هذه الآية: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} [هود: 114]، =

ص: 372

5241 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن الحارث، عن عبد الله بن مسعود، قال:"آكلُ الرِّبَا، وَمُوكلُهُ، وَكَاتِبُهُ، وَشَاهِدَاهُ، إِذَا عَلِمُوا بِهِ، وَالْوَاشِمَةُ وَالموتَشِمَةُ، وَلاوِى الصَّدَقَةِ، وَالمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَتِهِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ".

= فقال رجل من القوم: يا نبى الله: هذا له خاصة؟! قال: بل للنالس كافة) أخرجه مسلم [2763]- واللفظ له - وأبو داود [4468] والترمذى [3112]، والنسائى في "الكبرى"[7323]، وأحمد [1/ 449]، وابن حبان [1728، 1730]، والطيالسى [285]، والمؤلف [برقم 5343]، والبزار [4/ رقم 1539/ البحر الزخار]، وعبد الرزاق [13829]، والبيهقى في "سننه"[16862]، وفى "الشعب"[5/ رقم 7084]، والشاشى [رقم 348، 404، 405]، وغيرهم من طرق عن سماك عن إبراهيم به

وليس عند النسائي ما بعد الآية.

قلتُ: وقع في سنده شك عند الطيالسى والمؤلف، هكذا:(عن الأسود أو علقمة) وقد اختلف في سنده على سماك بن حرب على ألوان كثيرة، ذكرناها في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.

2541 -

ضعيف بهذا التمام: أخرجه النسائي [5102]، وأحمد [1/ 409، 430، 464]، وابن حبان [3252]، والطيالسى [401]، وعبد الرزاق [10793]، و [15350]، وابن أبى شيبة [21998]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 5507]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 2169]، والشاشى [رقم 788، 789، 790، 791، 792]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 201]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن عبد الله بن مرة الكوفى عن الحارث بن عبد الله الأعور عن ابن مسعود به .... وليس عند النسائي وحده قوله:(وشاهداه) وزاد هو والجميع - سوى عبد الرزاق ومن طريقه الطبراني وراوية للشاشى - قوله: (للحسن) بعد قوله: (والموتشمة) وعند عبد الرزاق ومن طريقه الطبراني: (والواصلة والمستوصلة) بدل: (والواشمة والموتشمة)، وزادا وحدهما:(والمحل والمحلل له) وكذا زادا: (والمتعدى فيهما) بعد قوله: (ولاوى الصدقة) وليس عند الطيالسى قوله: (إذا علموا به).

قال الهيثمى في "المجمع"[4/ 212]: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبرانى في "الكبير" وفيه الحارث الأعور، وهو ضعيف وقد وثق".

قلتُ: وبالحارث أعله جماعة؛ وهو كما قالوا، والكلام في الحارث طويل الذيل، والتحقيق: أن فقيه ضعيف متشيع، رُمى بالكذب والرفْض، وهو برئ منهما البتة، =

ص: 373

5242 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال: أخبرنى سليمان بن عتيق، عن طلق بن حبيب، عن الأحنف بن قيس، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"أَلا هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ" ثَلاثَ مَرَّاتٍ.

5243 -

حَدَّثَنَا يحيى، عن سفيان، حدثنى أبى، عن أبى يعلى، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله، قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًا مربعًا، وخط وسطه خطوطًا هكذا

= كما شرحناه في مواضع من "غرس الأشجار" وقد اضطرب في سند هذا الحديث، وكذا اختلف على الأعمش فيه أيضًا على ألوان، والمحفوظ عنه هو ما مضى.

والحديث صحيح ثابت لطرقه وشواهده سوى جملة لعن: (لاوى الصدقة) و (والمرتد أعرابيًا بعد هجرته)، فهما ضعيفان؛ لعدم وجود الشاهد المعتبر لهما، كما بينا ذلك في "غرس الأشجار".

وللفقرات المتعلقة بآكل الربا: طرق أخرى عن ابن مسعود

مضى بعضها [برقم 4981، 5146]، والآتى [برقم 5350]، والفقرة المتعلقة (بالواشمة والموتشمة) لها شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى بعضها [برقم 402، 890]. والله المستعان.

5242 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5004].

5243 -

صحيح: أخرجه البخارى [6054]، والترمذى [2454]، وابن ماجه [4261]، وأحمد [3652]، والدارمى [2729]، والبزار [5/ رقم 1865/ البحر]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 10255]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 116 - 117]، وابن أبى الدنيا في "قصر الأمل"[رقم 15]، والحربى في "غريب الحديث"[1/ 334]، و [2/ 720]، والرامهرمزى في "الأمثال"[رقم 72]، والبغوى في "شرح السنة"[14/ 286]، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"[رقم 940]، ومحمد بن عثمان بن الطيب القزوينى "فيما رواه عن أبى جعفر الصوفى" كما في "تاريخ قزوين"[1/ 151]، وغيرهم من طريق الثورى عن أبيه سعيد بن مسروق عن أبى يعلى منذر بن يعلى الثورى عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود به

وهو عند جماعة بنحوه

ولفظ البزار: (خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا خطًا، وخط عن يمينه خطًا وخط عن يساره خطًا ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطًا فقال: هذه سبل كل سبيل منها: شيطان يدعو إليه، وقرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} إلى آخر قوله:{فَتَفَرَّقَ بِكُمْ} [الأنعام: 153]. =

ص: 374

إلى جانب الخط، وخط خطًا خارجًا، فقال:"أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال:"هَذَا الإِنَّسَانُ - للْخَطِّ الَّذِي وَسَطَ الخُطِّ - وَهَذَا الأَجَلُ، وَهَذِهِ الأَعْرَاضُ - لِلْخُطُوطِ - تَنْهَشُهُ، إِذَا أَخْطَأَهُ [هَذَا أَصَابَهُ هَذَا]، وَذَلِكَ الأَمَلُ"، لِلْخَطِّ الخُارِجِ.

5244 -

حَدَّثَنَا يحيى، عن شعبة، عن الحكم، ومنصور، عن مجاهد، عن أبى معمر، أن أميرًا بمكة كان يسلم تسليمتين، فقال عبد الله: أنَّى علِقَهَا؟! فقال الحكم في حديثه: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله.

= قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه النسائي في "الكبرى" كما في تحفة الأشراف [رقم 9200]، وقال الترمذى:(هذا حديث صحيح) وقال أبو نعيم: "حديث صحيح متفق على صحته، لم يروه عن الربيع إلا منذر".

قلتُ: مراده بالاتفاق على صحته: يعنى بين النقاد والمحدثين؛ وليس اتفاق البخارى ومسلم عليه كما قد يتبادر إلى الأذهان، وقال البزار:"وهذا الكلام قد رُوِىَ عن عبد الله من غير وجه نحوه أو قريبًا منه". واللَّه المستعان.

5244 -

صحيح: أخرجه مسلم [581]، والدارمى [1346]، والبيهقى في "سننه"[2798]، وأبو عوانة [رقم 2053، 2054]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 1289، 1290، 1291]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه"[رقم 4496/ طبعة دار الفاروق]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن منصور بن المعتمر والحكم بن عتيبة [في رواية لأبى عوانة وأبى نعيم:"عن شعبة عن الحكم وحده به .. " دون ذِكْر منصور فيه]، كلاهما عن مجاهد عن أبى معمر عبد الله بن سخبرة عن ابن مسعود به .. وفى رواية لأبى عوانة في آخره بلفظ: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم تسليمتين).

قلتُ: وأخرجه مسلم أيضًا وأحمد [1/ 444]، والطيالسى [364]، ومن طريقه البيهقى [2799]، من طريق شعبة عن الحكم وحده عن مجاهد عن أبى معمر عن عبد الله به .... دون المرفرع منه، وهكذا رواه غندر عن شعبة عن منصور وحده عن مجاهد عن أبى معمر عن عبد الله به نحوه

دون المرفوع أيضًا.

وعلى هذا الوجه توبع شعبة: تابعه الثورى عن منصور عن مجاهد عن أبى معمر عن عبد الله به .... دون المرفوع عند الطبراني في "الكبير"[10/ 10193]، لكن الإسناد إليه مغموز، =

ص: 375

5245 -

حَدَّثَنَا يحيى، عن سفيان، حدثنى سليمان، عن عمارة، عن وهب بن ربيعه، عن عبد الله بن مسعود، قال: إنى لمستترٌ بأستار الكعبة إذْ دخل ثلاثة نفر: ثقفىٌ وختناه قرشيان، فتحدثوا بينهم بحديث، فقال أحدهم: أترى الله يسمع ما قلنا؟ قال أحدهم: يسمع إذا رفعنا، ولا يسمع إذا خفضنا، وقال الآخر: إن كان يسمع منا شيئًا، فإنه يسمعه كله، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له فنزلت هذه الآية:{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ} [فصلت: 22].

5246 -

حدَّثَنَا يحيى بن سعيد، عن سفيان، قال: حدثنى منصورٌ، عن مجاهد، عن أبى معمر، عن عبد الله، بنحوه.

5247 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن سفيان، عن عاصم، عن أبى وائل، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لرجل:"لَوْلا أَنَّكَ رَسُولٌ لَقَتَلْتُكَ" يعنى: رسول مسيلمة.

= وقد اختلف في رفعه ووقفه على شعبة، ورجح الدارقطنى: الوجه المرفوع كما في "العلل"[5/ 340]، والوجهان عندى صحيحان محفوظان. ويدل عليه: صنيع مسلم في إخراجه لهما.

وقد اختلف فيه على شعبة على وجه ثالث غير محفوظ، وكذا خولف في سنده أيضًا، والقول قوله بلا ريب، وقد بسطنا الكلام عليه في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".

5245 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5204].

5246 -

صحيح: أخرجه البخارى [4538، 4539، 7083]، ومسلم [2775]، والترمذى [3248]، والنسائى في "الكبرى"[11468]، وأحمد [1/ 443]، والطيالسى [363]، والبزار [5/ رقم 1798/ البحر]، والحميدى [87]، والدارقطنى في "العلل"[5/ 279]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 386/ طبعة الحاشدى]، وابن منده في التوحيد [1/ رقم 108، 109]، وغيرهم من طرق عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبى معمر عبد الله بن سخبرة عن ابن مسعود به

نحو السياق الماضى قبله.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال.

5247 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5097].

ص: 376

5248 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا شعبة، عن علي بن الأقمر، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ".

5249 -

حَدَّثَنَا عبد الرحمن، عن شعبة، عن إسماعيل بن رجاء، عن عبد الله بن أبى الهذيل، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لَوْ كُنْتُ مُتَخِذًا خَلِيلًا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِى وَصَاحِبِى، وَقَدِ اتَّخَذَ اللَّهُ صَاحِبَكُمْ خَلِيلا".

5250 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبى إسحاق، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مِنْ رَآنِى فِي المنَامِ فَقَدْ رَآنِى، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِى".

5248 - صحيح: أخرجه مسلم [2949]، وأحمد [1/ 394، 435]، وابن حبان [6850]، والطيالسى [311]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10097]، والبزار [5/ رقم 2054/ البحر الزخار]، والقضاعى في "الشهاب"[2/ رقم 902]، وابن أبى الدنيا في "العقوبات"[رقم 295]، والخطيب في "تاريخه"[14/ 442]، والدانى في "الفتن"[4/ رقم 410]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 947]، والباغندى في "جزء فيه ستة مجالس من أماليه"[رقم 79]، والشاشى [رقم 654، 655]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 271]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن عليّ بن الأقمر عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به.

5249 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5149].

5250 -

صحيح: أخرجه الترمذى [2276]، وابن ماجه [3900]، وأحمد [1/ 375، 440، 450]، والدارمى [2139]، والبزار [5/ رقم 2074/ البحر]، وابن أبى شيبة [30467]، والشاشى عقب [رقم 677]، وغيرهم من طرق عن الثورى عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به

ولفظ البزار في آخره: (فإن الشيطان لا يتكون في صورتى).

قلتُ: هكذا رواه الثقات الأثبات من أصحاب الثورى عنه؛ وخالفهم جميعًا: يحيى بن أبى الحجاج الخاقانى! فرواه عن سفيان فقال: عن أبى إسحاق عن الحارث الأعور عن علي به

=

ص: 377

5251 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مِنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

= هكذا أخرجه الدارقطنى في "العلل"[3/ 170]، ويحيى هذا وإن مشاه بعضم؛ إلا أن الجمهور على تضعيفه، وهو من رجال الترمذى والنسائى؛ والوجه الأول هو المحفوظ عن الثورى بلا ريب؛ هو الذي صوبه الدارقطنى في "العلل" وسنده صحيح على شرط مسلم؛ وعنعنة أبى إسحاق مجبورة بإكثاره من الرواية عن أبى الأحوص.

نعم: قد تغير أبو إسحاق بآخرة حتى رُمِىَ بالاختلاط، إلا أن الثورى ممن سمع منه قديمًا بالاتفاق؛ وقد توبع عليه الثورى: تابعه جماعة عن أبى إسحاق بإسناده به نحوه ومثله

وفى الباب عن جماعة من الصحابة به .... مضى بعضها [برقم 881]، ويأتى بعضها [برقم 6488، 6530]، واللَّه المستعان.

5151 -

صحيح: أخرجه الترمذى [2659]، وأحمد [1/ 405، 454]، والطيالسى [362]، والبزار [5/ رقم 1815/ البحر]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 547]، والقطيعى في "الألف دينار"[رقم 228، 324]، والطبرانى في "طرق حديث من كذب عليّ متعمدًا"[رقم 35، 36، 37، 38]، والخطيب في "تاريخه"[4/ 263]، وابن عساكر في "تاريخه"[32/ 170]، والشاشى [رقم 588، 589، 590، 591، 592، 595]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 827، 1124]، وابن المقرئ في "المعجم"[931]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 205]، وغيرهم من طرق عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد صالح؛ وعاصم صدوق عالم مقرئ، لكن اختلف عليه في سنده، فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى، وخالفهم آخرون، فرووه عنه فقالوا: عن عاصم عن أبى وائل عن ابن مسعود به

، فأسقطوا منه (زرًا) وأبدلوه بـ (أبى وائل) والوجهان كلاهما محفوظان عنه كما جزم به الدارقطنى في "العلل"[5/ 61]، وأيَّد ذلك: بكون عمرو بن أبى قيس الرازى: قد رواه عن عاصم فقال: عن زر وأبى وائل كلاهما عن ابن مسعود به

وهذه الرواية عند الطبراني في "طرق حديث من كذب على"[رقم 39]، وللحديث طريق آخر عن ابن مسعود به .... يأتى عند المؤلف [برقم 5304]، وله شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة بلفظه.

ص: 378

5252 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن زبيد، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَربَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجاهِلِيَّةِ".

5253 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبى، عن حميد بن هلال، عن أبى قتادة، عن أسير بن جابر، قال: هاجت ريحٌ ونحن عند عبد الله،

5252 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5201].

5253 -

صحيح: أخرجه مسلم [2899]، وأحمد [1/ 435]، والحاكم [4/ 23]، والطيالسى [392]، وابن أبى شيبة [37480]، وابن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[8/ 36]، وغيرهم من طرق عن حميد بن هلال عن أبى قتادة العدوى البصرى عن أسير بن جابر عن ابن مسعود به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".

قلتُ: كلا، بل هو على شرط مسلم وحده، وقد أخرجه في "صحيحه" كما مضى؛ فما معنى استدراكه عليه يا أبا عبد الله؟! ثم جاء الشهاب البوصيرى: وساق الحديث في "إتحاف الخيرة" رقم [4593]، وعزاه إلى المؤلف والطيالسى وجماعة دون مسلم، ثم قال:"ورواة أسانيدهم ثقات إلا أسير بن جابر، فإنى لم أقف له على ترجمة البتة".

قلتُ: بحثت للرجل عن عذر في هذا فلم أجد، فإن أسيرًا هذا قد اختلف في اسمه واسم أبيه على ألوان، فقيل:(يسير بن جابر)، كما وقع عند الطيالسى ورواية لمسلم، وقيل:(يسير بن عمرو) وبهذا ترجمه جماعة؛ إلا أن الأكثرين على أنه (أسير بن جابر) وبهذا ترجمه الأكثرون كالبخارى وابن حبان وابن أبى حاتم والعجلى وغيرهم، فكيف فات البوصيرى الوقوف عليه عند هؤلاء؟!

كأنه اكتفى بـ"تهذيب المزى" وحده في الكسْف عن الرجل، فنظر فيه (حرف الألف) فلم يجده فيه، ثم فزع إلى (ميزان الذهبى) فلم يره في (حرف الألف) أيضًا، فاستباح لنفسه أن يقول:(لم أقف له على ترجمة البتة) مع كونه مترجمًا في الكتابين الماضيين مع "تهذيب التهذيب" في (حرف الياء) باسم: (يسير بن عمرو) وعند الذهبى (يسير بن جابر) ولكن هكذا تكون العجلة وقلة إمعان النظر. =

ص: 379

فغضب ابن مسعود حتى عرفنا الغضب على وجهه، قال:"وَيْحَكَ! إِنَّ السَّاعَةَ لا تَقُومُ حَتَّى لا يُقْسَمُ مِيرَاثٌ، وَلا يُفْرَحُ بِغَنِيمَةٍ"، ثم ضرب بيده إلى الشام، وقال: "عَدُوٌّ يَجْتَمِعُ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ هَاهُنَا، فَيَلْتَقُونَ، فَيَشْتَرِطُ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ وَلا تَرْجِعُ إِلا وَهِىَ غَالِبَةٌ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ مِنْ هَا هُنَا، فَيَلْتَقُونَ فَيَشْتَرِطُ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ وَلا تَرْجِعُ إِلا وَهِىَ غَالِبَةٌ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ وَكُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لا تَرْجِعُ إِلا وَهِىَ غَالِبَةٌ فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، فَيَفِئُ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ وَكُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَلْتَقُونَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ فَيَقْتُلُونَهُمْ وَيَهْزِمُونَهُمْ حَتَّى تَبْلُغُ الدِّمَاءُ ثُنَنَ الخيْلِ، وَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى إِنَّ بَنِي الأَبِ كَانُوا يَتَعَادُّونَ عَلَى مِائَةٍ فَيُقْتَلُونَ لا يَبْقَى مِنْهُمْ رَجُلٌ! فَأيُّ مِيرَاثٍ يُقْسَمُ بَعْدَ هَذَا؟! وَأَيُّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ بِهَا؟! ثُمَّ يَسْتَفْتِحُونَ الْقُسْطَنْطِينَةَ، فَبَيْنَا هُمْ يَقْسِمُونَ الدَّنَانِيرَ بِالتِّرَسَةِ إِذ أَتَاهُمْ فَزَعٌ أَكبَرُ مِنْ ذَلِكَ: أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَ فِي ذَرَارِيكُمْ، فَيَرْفُضُدونَ مَا فِي

= والأفحش من هذا: أن يغفل البوصيرى عن كون هذا الحديث في "صحيح مسلم" وأسير بن جابر المذكور: مختلف في صحبته، والصواب عدم صحة ذلك، وقد وثقه جماعة، وشذ ابن حزم وقال:"ليس بالقوى" ولم يأت على ذلك ببرهان، فقوله مردود عليه، ولأجل هذا ذكره الذهبى في "الميزان"[4/ 447]، والراوى عنه (أبو قتادة) هو العدوى البصرى، اختلف في اسمه واسم أبيه أيضًا، وقد وثقه جماعة هو الآخر؛ وعده الحافظ في "التقريب" من كبار التابعين.

والراوى عنه (حميد بن هلال) ثقة عالم، لكن عيب عليه دخوله في عمل السلطان، وقد رواه عنه جماعة: منهم: أيوب بن أبى تميمة وسليمان بن المغيرة وجرير بن حازم وعثمان بن المغيرة وغيرهم؛ واختف فيه على أيوب، فرواه عنه ابن علية وحماد بن زيد محلى الوجه الماضى.

وخالفهما معمر، فرواه عن أيوب فقال: عن حميد بن هلال العدوى عن رجل سماه عن ابن مسعود به نحوه، هكذا أخرجه عبد الرزاق [20812]، ومن طريقه البغوى في "شرح السنة"[15/ 40 - 41]، وهذا لم يُجوِّده معمر، ولا أقام إسناده، والمحفوظ عن أيوب هو الأول بلا ريب، واللَّه المستعان لا رب سواه.

ص: 380

أَيْدِيهِمْ، وَيُقْبِلُونَ وَيَبْعَثُونَ طَلِيعَةَ الْفَوَارِسِ"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هُمْ يَوْمَئِذٍ خَيْرُ فَوَارِسِ الأَرْضِ، إِنِّى لأَعْلَمُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ".

5254 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر، حدّثنا المعتمر، حدّثنا أبى، عن أبى عثمان، عن ابن مسعود، قال: من اشترى محفلةً فردها فليرد معها صاعًا، قال: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلقى السلع.

5255 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر، حدّثنا عبد الواحد، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا كنْتُمْ ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَى اثنانِ دُونَ الآخَرِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ".

5256 -

حدثنا محمد حدّثنا الفضيل بن سليمان، حدّثنا محمد بن مطرف، عن أبى حازم، عن عون بن عبد الله، عن ابن مسعود قال ما كان بين إسلامنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلا أربع سنين {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: 16]؟ وأقبل بعضنا على بعض: أيَّ شئ أحدّثنا؟ أي شئ صنعنا؟!.

5254 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4990].

5255 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5083].

5256 -

ضعيف بهذا التمام: هذا إسناد ضعيف معلول، عون بن الله لم يسمع من ابن مسعود، بل لم يلقه، بل لم يدركه أصلًا، جزم بذلك جماعة من الحفاظ، وإنما يروى عنه بواسطة كما في هذا الحديث على ما يأتى بيانه؛ ورجال الإسناد كلهم رجال "الصحيح".

وشيخ المؤلف: هو محمد بن أبى بكر المقدمى الإمام المحدث؛ وشيخه الفضيل: تكلم فيه غير واحد، مع احتجاج الشيخين به، و (أبو حازم) هو سلمة بن دينار الإمام الحجة؛ وقد اختلف عليه في سنده، فرواه عنه محمد بن طريف - وهو ثقة متيقظ - على الوجه الماضى، وخالفه موسى بن يعقوب الزمعى، فرواه عن أبى حازم فقال: عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه به نحوه

دون قوله: (وأقبل بعضنا على بعض

إلخ) ولم يسق الآية من أولها، بل ساقها من أول قوله:(ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل .... ) إلى آخرها، ونقل الحديث إلى (مسند ابن الزبير). =

ص: 381

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هكذا أخرجه ابن ماجه [4192]، بإسناد صحيح إليه به.

وقال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[2/ 319]: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".

قلتُ: وهذا تساهل لا يطاق، ودعك من الاختلاف في سنده، فإن موسى بن يعقوب وإن وثقه ابن معين وابن حبان؛ وغيرهما؛ فإن جماعة قد ضعفوه، حتى قال ابن المدينى:"منكر الحديث" وهذا هو عَدْل الأقوال فيه عندى، ومن مارس طرفًا من حديثه علم أن أبا الحسن السعدى الحافظ، لم يكن في قوله الماضى ممن ينطق عن الهوى.

وقد اضطرب فيه أيضًا، فعاد مرة أخرى ورواه عن أبى حازم فقال: عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن ابن مسعود به .... ، فزاد فيه ابن مسعود، وجعله من قوله كما كان أول مرة، هكذا أخرجه الحاكم [2/ 521]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9773]، والبزار [4/ رقم 1443/ البحر]، والبيهقى في "الشعب"[1/ رقم 750]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 853]، والطحاوى في "المشكل"[3/ 129]، وغيرهم؛ من طريقين عن موسى به.

قال الهيثمى في "المجمع"[7/ 258]: "رواه الطبراني، وفيه موسى بن يعقوب الزمعى، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المدينى، وبقية رجاله رجال الصحيح".

قلتُ: مضى أن التحقيق هو قول ابن المدينى في موسى: "ضعيف الحديث، منكر الحديث" وهو من رجال الأربعة، أما الحاكم فدعه يجازف ويقول:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وأما قول البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله بن مسعود إلا بهذا الإسناد

" فيستدرك عليه إسناد المؤلف، وما يأتى عند مسلم وجماعة.

* والحاصل: أن المحفوظ عن أبى حازم في هذا الحديث: هو ما رواه عنه محمد بن مطرف - وهو ثقة مأمون - كما عند المؤلف؛ على ما في الطريق إليه من ضَعْف، لأجل (فضيل بن سليمان)، وقد مضى أن الجمهور على تضعيفه والكلام فيه، وأخشى أن يكون قد وهم في إسناده، فإن سعيد بن أبى هلال المصرى قد روى هذا الحديث عن عون بن عبد الله عن أبيه عن ابن مسعود به

دون قول ابن مسعود عقب الآية، وجوده سعيد وأقام إسناده: هكذا أخرجه مسلم [3027]، والنسائى في "الكبرى"[11568]، والطحاوى في "المشكل"[3/ 129]، من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد به.

قلتُ: وهذا إسناد مستقيم على الجادة. واللَّه المستعان.

ص: 382

5257 -

حدَّثَنَا محمد بن أبى بكر، حدّثنا يحيى، عن شعبة، وسفيان، عن أبى إسحاق، عن أبى عبيدة، عن أبيه - لم يرفعه سفيان، ورفعه شعبة - قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة - قال سفيان: "إِنَّ الحمْدَ لِلَّهِ" - وقال شعبة: "الحمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ" قال سفيان: "نَعُوذُ بِهِ"، وقال شعبة:"نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسنَا، مِنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ"، ثم يقرأ ثلاث آيات:{اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [آل عمران: 102]، {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: 1]، {اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)} ، إلى قوله:{فَوْزًا عَظِيمًا (71)} [الأحزاب: 70، 71]، ثم يتكلم بحاجته.

5258 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر، حدّثنا خالد بن الحارث، حدّثنا شعبة، عن

5257 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5233].

5258 -

صحيح: أخرجه أحمد [5/ 368]، ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة"[رقم 1836]، والبخارى في "تاريخه"[2/ 371]، والطيالسى في "مسنده" كما في "الإصابة"[2/ 205]، وغيرهم من طريق شعبة عن حجاج بن حجاج الباهلى عن أبيه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحسبه حجاج:(عبد الله بن مسعود).

قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 485]، وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[1/ 122]، بعد أن ساقه من طريق المؤلف:"هذا إسناد رجاله ثقات، الحجاج بن الحجاج صحح له الترمذى من روايته عن أبيه، وذكره ابن حبان في "الثقات" وباقى رجال الإسناد ثقات" كذا قال، وقد وهم في ذلك ولابد، لأن الحجاج الذي صحح له الترمذى، ووثقه ابن حبان، هو (الحجاج بن الحجاج بن مالك الأسلمى الحجازى) وهو متقدم الطبقة عن حجاج هنا، يروى عن أبيه وأبى هريرة، وعنه عرة بن الزبير وغيره؛ أما الحجاج هنا: فلم يذكروا في الرواة عنه سوى (شعبة)، وقد جهله أبو حاتم الزارى، كما نقله عنه الذهبى في "الميزان" والحافظ في "التهذيب"[2/ 199]، وصرح الحافظ بجهالته في "التقريب"، وهو مترجم في "التهذيب وذيوله" تمييزًا. =

ص: 383

الحجاج، عن أبيه، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أراه عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إِذَا اشْتَدَّ الحرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ أَوْ عَنِ الصَّلاةِ".

5259 -

حدثنا محمد بن أبى بكر حدّثنا يحيى، عن ابن عجلان، عن عون بن عبد الله، عن ابن مسعود قال: إذا حدثتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فظُنوا برسول الله الذي هو أهيأ وأتقى وأهدى.

= وأبوه حجاج الأسلمى: وقع وصفه بالصحبة في سند أحمد ومن طريقه أبو نعيم

وقد رأيت الهيثمى قد عزا الحديث في "المجمع"[2/ 47]، إلى المؤلف وأحمد، وزاد: والطبرانى في "الكبير" ثم قال: "ورجاله ثقات"

كذا، وقد عرفت أن الحجاج بن الحجاج غير موثق، والذى ذكره ابن حبان في "الثقات"[4/ 153 - 154]، هو (حجاج بن حجاج بن مالك الأسلمى) وهو غير الحجاج هنا كما سبق، فالظاهر أن الهيثمى قد ظنه ذاك، مثل صاحبه البوصيرى.

لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، يأتى منها حديث أبى هريرة [برقم 5871، 6074، 9314] وهو حديث صحيح ثابت. ولله الحمد.

5259 -

ضعيف: أخرجه ابن ماجه [19]، وأحمد [1/ 385، 415]، والدارمى [591]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 643/ طبعة الحاشدى]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عجلان المدنى عن عون بن عبد الله عن عن بن عبد الله بن مسعود به.

قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 3]: (هذا إسناد فيه انقطاع،؛ عون بن عبد الله لم يسمع من عبد الله بن مسعود، رواه ابن أبى عمر في "مسنده" عن سفيان عن ابن عجلان بإسناده ومتنه".

قلتُ: وهو كما قال، وقد صح مثل هذا الكلام عن عليّ بن أبى طالب به

كما مضى في [مسنده برقم 591]، واللَّه المستعان.

* تنبيه: وقع في سند ابن ماجه: (يحيى بن سعيد عن شعبة عن ابن عجلان .... )، وينقدح في صدرى أن يكون ذكر شعبة فيه: زيادة مقحمة من الناسخ سهوًا، وربما كان وهمًا من بعضهم، لأن يحيى يروى هذا الحديث مباشرة عن ابن عجلان دون واسطة، وإن كان لا مانع أن يكون سمعه من شعبة عن ابن عجلان أولًا؛ ثم قابل ابن عجلان فحدثه به

، هذا في دائرة الاحتمال. وربى أعلم.

ص: 384

5260 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر، حدّثنا ابن مهدى، عن سفيان، عن عاصم، عن أبى وائل، عن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لَوْلا أَنَّكَ رَسُولٌ لَقَتَلْتُكَ"، يعنى رسول مسيلمة.

5261 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر، حدّثنا خالد بن الحارث، حدّثنا مالك بن مغول، عن منصور، عن خيثمة، عن رجل، عن عبد الله، قيل له: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟ " قال: نعم، قال مجاهدٌ: في قتل النفس إن ندم.

5260 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5097].

5261 -

صحيح: أخرجه الشاشى [رقم 754]، من طريق حجاج بن نصير عن مالك بن مغول عن منصور بن المعتمر عن خيثمة بن عبد الرحمن الكوفى قال:(قال رجل لعبد الله بن مسعود: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الندم توبة"؟ قال: نعم)،.

قلتُ: هذا إسناد ضعيف معلول، وحجاج بن نصير ضعيف عندهم، وقد وثقه مَنْ لم يَخْبُر حاله، لكن تابعه خالد بن الحارث على مثله عن مالك كما عند المؤلف، وخالد ثقة مأمون إمام؛ وقد خالفهما يوسف بن أسباط، فرواه عن مالك عن منصور عن خيثمة عن ابن مسعود به

، وأسقط منه ذلك الرجل المبهم بين خيثمة وابن مسعود، هكذا أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[8/ 251]، وابن حبان [614]، وتوبع عليه يوسف هكذا: تابعه مخلد بن يزيد الحرانى عند ابن حبان [612]، ومخلد مع ثقته كان صاحب أوهام، وابن أسباط: صدوق في الأصل؛ لكن سقط حديثه يوم أن تنسك ودفن كتبه، وقد سئل أبو حاتم الرازى عن طريق ابن أسباط هذا عن مالك بن مغول، كما في "العلل"[رقم 1841]، فقال:"هذا حديث باطل بهذا الإسناد".

قلتُ: كأن ذلك لأمرين:

الأول: أن المحفوظ عن خيثمة أنه روى هذا الحديث عن ابن مسعود بواسطة رجل لم يسم، كما رواه خالد بن الحارث عن مالك بن مغول عن منصور عن خيثمة به

عند المؤلف.

وخالد أثبت من كل من روى هذا الحديث عن مالك، فهو الحافظ القدوة؛ وقد تابعه عليه حجاج بن نصير كما سبق عند (الشاشى). =

ص: 385

5262 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر، حدّثنا خالدٌ، عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت النزال، قال: سمعت عبد الله، يقول: سمعت رجلًا قرأ آيةً من كتاب الله كنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرها، فأخذت به، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتغير وجهه، فقال:"كِلاكمَا مُحْسِنٌ، وَلا تَخْتَلِفُوا فِيهِ، فَإِنَّ مَنْ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفوا فِيهِ"، فَذَكَرَ الْهَلاكَ

= والثانى: أن خيثمة بن عبد الرحمن: لم يسمع من ابن مسعود شيئًا، كما نص عليه الإمام أحمد في "العلل"[1/ 144 رواية عبد الله]، ومثله أبو حاتم الرازى نفسه كما في "المراسيل"[ص 55 - 56].

ثم جاء أبو ميسرة النهاوندى وروى هذا الحديث عن عبد الله بن خالد القرقسانى عن مالك بن مغول عن منصور عن إبراهيم النخعى عن علقمة، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 140]، ثم قال:(وهو وهم لا يصح، والصحيح عن مالك بن مغول عن منصور عن خيثمة عن عبد الله).

قلتُ: بل الصحيح هو: عن مالك عن منصور عن خيثمة عن رجل عن ابن مسعود به ....

وهذا الرجل المبهم هو آفة هذا الإسناد. وروى هذا الحديث: حسام بن مصك عن منصور بن المعتمر، واختلف عليه فيه على ألون، كما تراه في "تاريخ مدينة السلام"[9/ 405]، و"علل الدارقطنى"[5/ 140]، والأفراد له [رقم 3624/ أطرافه].

ولعل هذا من حسام نفسه، فإنه إلى الترك أقرب منه إلى الضعف، راجع ترجمته في كتب "الضعفاء"، وغامر بعض الأغمار من رواة الأخبار.

وروى هذا الحديث عن منصور بن المعتمر فقال: عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود به

هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 140]، وعنه الحافظ في "اللسان"[4/ 489]، وهذا ليس بشئ، والمحفوظ عن منصور: هو ما رواه عنه مالك بن مغول كما عند المؤلف، وللحديث طريق آخر عن ابن مسعود به

مضى الكلام عليه عند المؤلف [برقم 5081]، وهو حديث صحيح ثابت

والله المستعان.

5262 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5057].

ص: 386

5263 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر، حدّثنا عثام بن عليّ، عن الأعمش، عن أبى إسحاق، عن أبى عبيدة، عن عبد الله، قال: انتهيت إلى أبى جهل وهو صريعٌ وعليه بيضةٌ ومعى سيفٌ رثٌ، فجعلت أنقف رأسه بسيفى، وأذكر نقفًا كان ينقف رأسى بمكة، حتى ضعفت يده وأخذتُ سيفه، فرفع رأسه، فقال: على من كانت الدبرة؟ علينا أو لنا ألست رويعينا بمكة؟ قال: فقتلته، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: قتلت أبا جهل!، قال:"اللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ قَتَلْتَهُ؟ " فاستحلفنى ثلاث مرات، ثم قام معى إليهم فدعا عليهم!.

5264 -

حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر، حدّثنا ابن مهدى، عن سفيان، عن الأعمش،

5264 - ضعيف: أخرجه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8470]، والبيهقى في "سننه"[17792]، وفى الدلائل [رقم 647]، وغيرهما من طريق عليّ بن عثام عن الأعمش عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به.

قلتُ: لم ينفرد به الأعمش: بل تابعه عليه الثورى وشعبة وشريك وإسرائيل والجراح بن مليح وجماعة من أصحاب أبى إسحاق عنه به نحوه مع زيادة في آخره .... ؛ وبعضهم مختصرًا بفقرات منه أو فقرة.

والعلة الحقبقية في هذا الحديث: هي الانقطاع بين أبى عبيدة وأبيه، فهو لم يسمع منه كما عليه التحقيق وجمهور النقاد، وبعض المتقدمين يصحح روايته مع الاعتراف بعدم سماعه من أبيه، وذلك لكونه كان أعلم الناس بحال والده؛ وإنما تَلقَّى حديثه وأخباره عن أهل بيته من الثقات، وهذا المذهب: قد انتصر له جماعة من المتأخرين، وقد ناقشناهم طويلًا في مواضع من كتابنا:"غرس الأشجار" وفد حررنا بحثًا منفردًا في الرد على من صحح رواية أبى عبيدة عن أبيه مطلقًا، ارتكانًا إلى ما سبق، ولم يكن كلامنا إلا مع من يقر بعدم سماع أبى عبيدة من أبيه، ثم هو يصحح روايته عنه، أما من يثبت له السماع منه رأسًا، فليس له في مناقشاتنا نصيب، بل هذا يُنْظَر الرد عليه في "النافلة"[رقم 6]، للشيخ المحدث النبيل أبى إسحاق الحوينى. والله المستعان على كل حال.

* تنبيه: قصة مقتل أبى جهل - لعنه الله - ثابتة في "الصحيح" دون هذا السياق هنا، فانتبه يا رعاك الله.

5264 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5176].

ص: 387

عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاةً إلا لوقتها لميقاتها، إلا أنه جمع بين المغرب والعشاء بجمع، وصلى الصبح بغير ميقاتها.

5265 -

وَعَنْ سفيان، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَدْ أَذِنْتُ لَكَ أَنْ تَرْفَعَ الحجَابَ وَتَسْمَعَ سَوَادِى حَتَّى أَنْهَاكَ"، قال: بلغنى أنها السرار.

5266 -

حدثنى محمد، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا فطر بن خليفة، عن منصور، عن سالم بن أبى الجعد، عن مسروق، قال: كنت جالسًا عند عبد الله، فقال له رجل: ما السحت؟ قال: الرشا [فقال:] في الحكم؟ قال: ذاك الكفر ثم قرأ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)} [المائدة: 44].

5265 - صحيح: مضى سابقًا [برقم 4989].

* تنبيه: قد سقط: (عبد الرحمن بن يزيد) من سند المؤلف في الطبعتين، والعجيب أن حسين الأسد قد نبه في هامش طبعته [9/ 173]، إلى هذا السقط، ثم لم يثبته بين قوسين أعلاه، بل زاد الطين بلة، وأعل الإسناد بهذا السقط، فقال:(إسناده ضعيف لانقطاعه) كذا، مع اعترافه بالسقط، وما رأيت كاليوم عجبًا!.

5266 -

صحيح: أخرجه ابن بطة في "الإبانة"[رقم 1012]، ومسدد في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 2238]، والبيهقى في "سننه"[20266، 20267]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 2103]، والطبرى في "تفسيره"[10/ رقم 11949، 11951، 1969]، والقاضى وكيع في "أخبار القضاة"[1/ 52]، وغيرهم من طرق عن منصور بن المعتمر عن سالم بن أبى الجعد عن مسروق عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم نحوه

وليس عند وكيع ومسدد والطبرانى وابن بطة: ذكر الآية، وهو رواية للبيهقى والطبرى.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم، وقد صححه البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[5/ 146]، وقد توبع عليه منصور عن سالم: تابعه عمار الدهنى وغيره؛ وخالفهم جميعًا: سلمة بن كهيل، فرواه عن سالم عن ابن مسعود به نحوه .... دون الآية، وأسقط (مسروقًا) من بينهما، هكذا أخرجه الطبرى في "تفسيره"[10/ رقم 1946/ طبعة الرسالة]، من طريقين عن محمد بن فضيل عن الأعمش عن سلمة به. =

ص: 388

5267 -

حدثنا محمد بن عباد المكى، حدّثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم، قال: حدثّنا المسعودى، عن عون، عن أبى فاختة، عن الأسود، عن عبد الله، قال: إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه،

= قلتُ: لم يذكر الأعمش فيه سماعًا، وهو إمام في التدليس، وأرى أن سلمة لم يجوده، وقد توبع عليه سالم بن أبى الجعد عن مسروق عن عبد الله به نحوه

دون الآية، تابعه عامر الشعبى وأبو الضحى وغيرهما. وله طرق أخرى عن ابن مسعود أيضًا.

* تنبيه: قد تحرف على الهيثمى في "المجمع"[4/ 261]، شيخ المؤلف هنا، فقال: (رواه أبو يعلى، وشيخ أبى يعلى "محمد بن عثمان بن عمر لم أعرفه".

قلتُ: والذى عند المؤلف قوله: (حدثنى محمد حدثنا عثمان بن عمر

) فكأن كلمة: "حدثنا" قد انطمست في نسخة الهيثمى من "مسند المؤلف"، وقول المؤلف:(حدثنى محمد) يعنى ابن أبى بكر المقدمى، وشيخه (عثمان بن عمر) هو ابن فارس العبدى. وكلاهما ثقتان مشهوران.

5267 -

صحيح: أخرجه ابن ماجه [906]، والطبرانى في "الكبير"[9/ رقم 859]، والقاضى إسماعيل في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 61]، والدارقطنى في "العلل"[5/ 15]، والثعلبى في "تفسيره"[8/ 62]، والبيهقى في "الدعوت الكبير"[رقم 157]، والشاشى [رقم 559]، وأبو الفرج ابن الشحنة في الثاني من كتاب "شعار الأبرار في الأدعية والأذكار"[رقم 29]، وأبو ذر الهروى في "فوائده"[رقم 3]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 271]، وابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 101]، وابن أبى عاصم في "فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " كما في "الإعلام"[1/ 1529] لمغلطاى؛ وغيرهم من طرق عن المسعودى عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبى فاختة سعيد بن علاقة عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود به.

قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"[1/ 141]: "هذا إسناد رجاله ثقات؛ إلا أن المسعودى واسمه: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن [عبد الله] بن مسعود: اختلط بآخرة، ولم يتميز حديثه الأول بالآخر، فاستحق الترك، قاله ابن حبان

".

قلتُ: كلا، بل ميز جماعة من النقاد بين ما حدَّث جماعة عن المسعودى قبل اختلاطه وبعده، ونصُّوا على أن من سمع منه بعد قدومه بغداد واستقراره بها إلى موته؛ فسماعه ليس بشئ، ومن سمع منه قبل ذلك فسماعه صحيح؛ لأنه اختلط بعد أن نزل بغداد سنة أربع وخمسين ومائة للهجرة. =

ص: 389

قالوا: فعلمنا يا أبا عبد الرحمن قال: قولوا: "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك، إمام الخير، وقائد الخير ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقامًا محمودًا يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد".

= وهذا الحديث حدث به المسعودى قبل اختلاطه وبعده، وقد نص الإمام أحمد على أن أبا نعيم الملائى قد سمع منه قديمًا بالكوفة قبل اختلاطه، كما نقله عنه العراقى في "التقييد والإيضاح"[ص 454]، وقد روى عنه أبو نعيم: هذا الحديث عند الثعلبى وغيره؛ وكذا رواه عنه يحيى بن سيد القطان وجعفر بن عون؛ وغيرهم من صح سماعهم منه قبل اختلاطه.

فالإسناد ظاهره الصحة، وقد حسنه المنذرى في "الترغيب"[2/ 329]، لكن تعقبه الإمام في "التعليق الرغيب"[1/ 515]، بقوله:(كلا، فإن فيه المسعودى المختلط) كذا قال، وغفل عن كون جماعة قد رووه عنه قبل اختلاطه كما مضى، فلا داعى لإعلاله بالرجل هكذا مطلقًا، وكأن العراقى - هو الآخر - لم يفطن لما فطنا نحن له هنا، فذكر الحديث في "المغنى"[1/ 143]، وعزاه لابن أبى عاصم وحده، قائلًا:(بسند ضعيف) وليس كما قال.

وقد خالفه شيخه العلاء مغلطاى البكجرى الحافظ، وصحح سنده في شرح ابن ماجه المسمى بالإعلام [1/ 1529]، وقد أصاب بلا ريب، لكن المسعودى قد خولف في سنده، خالفه مسعر بن كدام، فرواه عن عون بن عبد الله فقال: عن رجل عن الأسود عن ابن مسعود به نحوه باختصار في أوله، فأبهم فيه شيخ (عون بن عبد الله).

هكذا أخرجه عبد الرزاق [3109]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8595]، وعنه أبو نعيم في "الحلية"[4/ 271]، من طريق الثورى عن أبى سلمة عن عون بن عبد الله به.

قال الطبراني: "وأبو سلمة هذا الذي روى عنه الثورى: هذا الحديث: مسعر بن كدام" ومثله قاله أبو نعيم.

قلتُ: ومسعر ثقة إمام، وهو فوق المسعودى في كل شئ، لكن المسعودى قد جوده، ويحتمل جدًّا أن يكون ذلك الرجل المبهم في سنده هو (أبو فاختة) شيخ (عون) في رواية المسعودى عنه، فتصبح رواية مسعر: موافقة لرواية المسعودى ولا تخالفها، ثم جاء عمرو بن مرة المرادى، =

ص: 390

5268 -

حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبو حنيفة، عن الهيثم - قال أبو الربيع: يعنى ابن حبيب - قال: قال عبد الله: ما كذبت مذ أسلمت إلا كذبةً، كنت أرحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى رجلٌ من الطائف، فقال: أي راحلة أعجب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: الطائفية المنكبة، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهها، قال: فلما رحلها فأتى بها، قال:"مَنْ رَحَلَ لَنَا هَذِهِ؟ " قالوا: رحل لك الذي أتيت به من الطائف، قال:"رُدُّوا الرَّاحِلَةَ إِلَى ابنِ مَسْعُودٍ".

= وروى هذا الحديث عن عون فقال، عن الأسود أو رجل من أصحاب عبد الله عن عبد الله به

، وأسقط منه (أبا فاختة) هكذا أخرجه الدارقطنى في "العلل"[5/ 15]، بإسناد مغموز إلى عمرو به

لكن قال الدارقطنى: (وقول المسعودى أصح).

قلتُ: وهو كما قال؛ فإن رواية عمرو - إن صحت عنه - تدل على أنه لم يحفظه، وقد استوفينا الكلام على هذا الحديث في "غرس الأشجار".

5268 -

منكر: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[33/ 90 - 91]، من طريق أبى يعلى به.

قال الهيثمى في "المجمع"[9/ 474]: "رواه الطبراني وأبو يعلى، وإسناده ضعيف".

قلتُ: وهو مع ضعفه منقطع معلول:

1 -

أما انقطاعه: فإن الهيثم بن حبيب: لم يدرك ابن مسعود أصلًا.

2 -

وأما ضعفه: فإن أبا حنيفة على إمامته: كان ضعيف الحفظ مضطرب الحديث، وقد اضطرب فيه، فرواه عنه زفر بن الهذيل فقال: عن معن بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود به نحوه .... وزاد في آخره قوله: (فأعيدت إلى الرحلة) هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10366].

وتوبع عليه زفر على هذا اللون: تابعه أبو يوسف القاضى في "الآثار"[رقم 929]، وخالفهما محمد بن الحسن، الشيبانى، فرواه عن أبى حنيفة فقال: عن معن بن عبد الرحمن عن ابن مسعود به

مع الزيادة، فأسقط منه قوله:(عن أبيه) هكذا أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[33/ 90]، وأعله بالانقطاع، يعنى لكون معن بن عبد الرحمن لم يدرك جده، وهو كما قال. =

ص: 391

5269 -

حَدَّثَنَا الحسن بن عمر بن شقيق، حدّثنا معروف بن حسان، عن سعيد، عن قتادة، عن ابن بريدة، عن عبد الله بن مسعود، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا انْفَلَتَتْ دَابَّةُ أَحَدِكمْ بِأَرْضٍ فَلاةٍ فَلْيُنَادِ: يَا عِبَادَ اللَّهِ احْبِسُوا، يَا عَبَّادَ اللَّهِ احْبِسُوا، فَإِن لِلَّهِ حَاضِرًا فِي الأَرْضِ سَيَحْبِسُهُ".

= والاختلاف في سنده: عندى من أبى حنيفة، وقد وصفه الإمام مسلم بكونه:"مضطرب الحديث"، في كتابه "الكنى والألقاب"[ق 31/ 1]، كما في الضعيفة [رقم 408]، وقد فصَّلنا كلام النقاد بشأنه مع النَّصَفَة في ذلك في كتابنا:"المحارب الكفيل بتقويم أسنة التنكيل" أعاننا الله عليه بمنه وكرمه.

5269 -

منكر: أخرجه ابن السنى في "عمل اليوم والليلة"[رقم 507]، والطبرانى في "الكبرى"[10/ رقم 10518]، من طريق معروف بن حسان عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن بن مسعود به ....

قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[6/ 40]: ""هذا إسناد ضعيف، لضعف معروف بن حسان" ومثله قال صاحبه الهيثمى في "المجمع" [10/ 188]، وقال رفيقهما ابن حجر الحافظ: "حديث غريب، ومعروف قالوا: منكر الحديث، وقد تفرد به" نقله عنه المناوى في "الفيض" [1/ 307]، ونحوه ابن علان في "شرح الأذكار" [5/ 150].

وأقول: هذا إسناد كأنه موضوع، ولن أنشغل فيه باختلاط ابن أبى عروبة، ولا بعنعنة قتادة، ولا بالانقطاع في سنده بين ابن بريدة وابن مسعود كما جزم به الحافظ، وعنه ابن علان في "شرح الأذكار" والمناوى في "الفيض" بل أكتفى بتعصيب الجناية برقبة (معروف بن حسان) وحده، فقد جَهَّله. أبو حاتم الرازى، وكان مع جهالته:(منكر الحديث) كما قاله ابن عدى في ترجمته من "الكامل"[6/ 325]، وكان يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، وقد انفرد بهذا الحديث عن ابن أبى عروبة، وهذا دليل وهاء الرجل، فكيف يكون هذا عند سعيد؛ ثم لا يرويه أحد من أصحابه "الثقات" الحفاظ الأثبات أمثال: الثورى وشعبة وابن علية ويحيى القطان وأحد الأعلى النرسى وبشر بن المفضل وروح بن عبادة وخالد بن الحارث وعبدة بن سليمان وعبد الوارث بن سعيد وعبد الوهاب بن عطاء ويزيد بن زريع، ويزيد بن هارون، ومعاذ العنبرى وابن أبى عدى وغيرهم من المشاهير الذين عنوا بحديث ابن أبى عروبة، =

ص: 392

5270 -

حَدَّثَنَا الأخنسى أحمد بن عمران، حدّثنا محمد بن فضيل، وسمعته يقول: حدّثنا إبراهيم الهجرى، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ".

5271 -

حَدَّثَنَا محمد بن بكار البصرى، حدّثنا أبو محصن حصين بن نمير، عن

= ثم ينفرد به ذلك الشيخ المجهول التالف عنه دون متابع له من أحد هؤلاء، والحديث عندى باطل من هذا الوجه، نعم له شواهد بنحوه، إلا أنها تالفة أيضًا، فراجع الكلام عليها في "الضعيفة"[655، 656]، وكون النووى وبعض شيوخه قد جربوه فاتفق لهم ما يدل عليه، فلا يعنى هذا صحته أصلًا، ومتى ثبتت الصحة بالتجربة؟! ولعل هذا يقول به بعض من لا يدرى ما يقول، فالله المستعان.

* تنبيه: وقع في سند ابن السنى: (عن ابن بريدة عن أبيه عن ابن مسعود) فقوله: (عن أبيه) زيادة مقحمة من الناسخ عفوًا، وابن السنى يرويه من طريق المؤلف به

وليس عند المؤلف ولا غيره قوله: (عن أبيه)،، وفى كتاب ابن السنى: مواضع فيها مثل هذا الإقحام في الأسانيد المشهورة وغيرها، فانتبه يا رعاك الله.

5270 -

صحيح: قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[1/ 72]: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف الهجرى".

قلتُ: الهجرى: هو إبراهيم بن مسلم الكوفى الضعيف المشهور، وهو منكر الحديث على التحقيق، ولم يخرج له سوى ابن ماجه وحده، وشيخ المؤلف:(أحمد بن عمران الأخنسى) مختلف فيه، وثقه جماعة، وتركه آخرون، وبه وحده أعله الهيثمى في "المجمع"ح 1/ 497]، ولكن الحديث صحيح ثابت.

فلشطره الأول: طريق آخر عن ابن مسعود به .. مضى عند المؤلف [برقم 4987]، وله شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا: مضى منها حديث على [برقم 585]، وحديث أبى سعيد [برقم 1280]، ويأتى حديث أبى هريرة [برقم 6277].

ولشطره الثاني: شواهد أيضًا عن جماعة من الصحابة

يأتى منها حديث أبى هريرة [برقم 5905].

5271 -

ضعيف: أخرجه الترمذى [2416]، والطبرانى في الصغير [2/ 49] و [رقم 760]، =

ص: 393

حسين بن قيس، عن عطاء، عن ابن عمر، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تَزُولُ قَدَمَا ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمْرِكَ فِيمَا أَفْنَيْتَ، وَعَنْ شَبَابِكَ فِيمَا أَبْلَيْتَ، وَعَنْ مَالِكَ مِنْ أَيْنَ كسَبْتَهُ وَفِيمَا أَنْفَقْتَهُ، وَمَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلمْتَ".

= والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1784]، والثعلبى في "تفسيره"[8/ 142]، والآجرى في "أخلاق العلماء"[رقم 51]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 846]، والبزار [4/ رقم 1435/ البحر]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[4/ 146]، والطبرانى أيضًا في "الكبير"[10/ رقم 9772]، والخطيب في "تاريخه"[12/ 440]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 353]، وابن عساكر في "تاريخه"[15/ 315 - 316]، وابن النجار في "التاريخ المجدد لمدينة السلام"[1213/]، وابن الشجرى في "الأمالى"[ص 43]، وغيرهم من طرق عن حصين بن نمير عن حسين بن قيس الرحبى عن عطاء بن أبى رباح عن ابن عمر عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه

وليس عند البزار قوله: (عن خمس).

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله بن مسعود إلا من هذا الوجه" وقال الترمذى: "هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث الحسين بن قيس، وحسين بن قيس يضعف في الحديث من قبل حفظه" وقال المنذرى في "الترغيب"[1/ 73]، بعد أن نقل طرفًا من عبارة الترمذى الماضية، قال: "حسين هذا هو: حنش، وقد وثقه حصين بن نمير، وضعفه غيره، وهذا الحديث حسن في المتابعات

".

قلتُ: الأمر كما قال هذا الإمام؛ والحديث منكر من هذا الوجه؛ تفرد به حيسن الرحبى المعروف بـ (حنش) وقد تركه جماعة، وضعفه آخرون، ومشاه من لم يخبر حاله، وقد ساق له ابن عدى هذا الحديث ضمن مناكيره في ترجمته من "الكامل"[2/ 353]، وبه أعله جماعة، والحديث أخرجه أيضًا: الخطيب في "موضح الأوهام"[1/ 542]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 7]، لكن في الباب شواهد من حديث أبى برزة الأسلمى ومعاذ بن جبل وجابر بن عبد الله ابن عباس وأبى سعيد الخدرى، فالحديث حسن بشواهد إن شاء الله. وحديث أبى برزة: يأتى عند المؤلف [برقم 7434]، وقد صححه الترمذى، وراجع "الصحيحة"[رقم 946]، للإمام. واللَّه المستعان.

ص: 394

5272 -

حَدَّثَنَا عبد الواحد بن غياث، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن مرة الهمدانى، عن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ مِنْ وِطَائِهِ وَلحَافِهِ، مِن بَيْنِ حَيِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلاةٍ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِى، وشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِى، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَانْهَزَمَ فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ فِي الانْهِزَامِ وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ، فَرجَعَ حَتَّى يُهَرِيقَ دَمَهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لمَلائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِى، رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِى وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِى حَتَّى أُهَرِيقِ دَمُهُ".

= ثم نظرت: فإذا سائر تلك الشواهد المشار إليها: مناكير على التحقيق كلها، سوى حديث أبى برزة وحده، فهو أقواها على الإطلاق، وقد صححه الترمذى كما مضى؛ وجود سنده ابن مفلح في "الآداب الشرعية"[2/ 106].

* والصواب: أن سنده حسن لو صرح الأعمش فيه بالسماع، كما يأتى بسط الكلام عليه [برقم 7434]، ولم أجد له شاهدًا يصلح لتقويته به بعد مزيد بحث وتفتيش، وقد استخرت الله في تضعييف هذا الحديث، وهو المستعان لا رب سواه.

5272 -

ضعيف: أخرجه أبو داود [2536]، وأحمد [1/ 416]، وابن حبان [2557، 2558]، والحاكم [2/ 123]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10383]، وابن أبى شيبة [19402]، والبيهقى في "سننه"[17709، 18305]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 167]، والحسن الأشيب في "جزئه"[رقم 2]، وابن أبى عاصم في "الجهاد"[رقم 125]، وفى "السنة [1/ رقم 569/ ظلال]، وابن خزيمة في "التوحيد" [برقم 605]، وأبو سعيد الدارمى في "الرد على بشر المريسى" [2/ 879]، والبغوى في "تفسيره" [6/ 305]، وفى "شرح السنة" [4/ 42]، وأبو القاسم الأصبهانى في "الحجة" [1/ 470]، والشاشى [رقم 810]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن مرة بن شراحيل الهمدانى عن ابن مسعود به

وهو عند أبى دود والدارمى والحاكم مختصرًا بالفقرة الثانية فقط، وهو رواية للبيهقى.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد"، وقال أبو نعيم:"هذا حديث غريب؛ تفرد به عطاء عن مرة، وعنه حماد بن سلمة" وعزاه الهيثمى في "المجمع"[2/ 256]، إلى أحمد والمؤلف والطبرانى، ثم قال:"وإسناده حسن". =

ص: 395

5273 -

حَدَّثَنَا محمد بن يحيى بن أبى سمينة، حدّثنا عبد الله بن رجاء، حدّثنا جرير بن أيوب، عن الشعبى، عن نافع بن بردة، عن ابن مسعود، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول - وقد أهلَّ رمضان -:"لَوْ عَلِمَ الْعِبَادُ مَا فِي رَمَضَانَ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِى أَنْ يَكُونَ رَمَضَانُ السَّنَةَ كُلَّهَا"، فقال رجلٌ من خزاعة: حدِّثنا به، قال: "إِنَّ الجَنَّةَ تَزَّيَّنُ لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الحوْلِ إِلَى الحوْلِ، حَتَّى إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ

= قلتُ: ومداره على عطاء بن السائب، وهو إمام المختلطين، وقد سمع منه حماد بن سلمة قبل الاختلاط وبعده، كما نص عليه بعض النقاد، واستظهره الحافظ في "التهذيب"[7/ 206/ ترجمة عطاء]، فيتوقف في روايته عنه خاصة، وقد خولف فيه حماد، خالفه حماد بن زيد، فرواه عن عطاء بإسناده به عن ابن مسعود موقوفًا نحوه إلا أنه زاد في آخر الفقرتين قوله:(فإنى قد أعطيته ما رجا، وأمنته مما خاف) وفى أوله زيادة، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8532]، بإسناد ثابت إلى حماد به.

قلتُ: وحسَّنه الهيثمى من هذا الطريق في "المجمع"[2/ 527]، وهو أعلى من ذلك، وحماد ممن سمع من عطاء قديمًا قبل اختلاطه، كما نص عليه ابن المدينى وجماعة؛ وقد توبع حماد على وقفه: تابعه خالد بن عبد الله الواسطى على نحوه عن عطاء عند ابن أبى الدنيا في "التهجد"[رقم 249].

وتوبع مرة بن شراحيل على هذا الوجه الموقوف، تابعه أبو الأحوص وأبو الكنود وأبو عبيدة ثلاثتهم عن ابن مسعود به

كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 267]، وقال:"والصحيح: هو الموقوف".

قلتُ: وهو كما قال، وللمرفوع شواهد ضعيفة.

5273 -

باطل: أخرجه ابن خزيمة [1886]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3634]، وفى "فضائل الأوقات"[رقم 46]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 6464]، والشاشى [رقم 787]، وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان"[رقم 18]، وابن أبى الدنيا في "فضائل رمضان"[رقم 22]، وابن الجوزى في "الموضوعات"[2/ 188 - 189]، وابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 246] و [1/ 266، 279]، والسلفى في "الطيوريات"[983]، وغيرهم من طرق عن جرير بن أيوب البجلى عن الشعبى عن نافع بن بردة عن ابن مسعود [وعند ابن خزيمة وجماعة:(أبى مسعود الغفارى) وسيأتى ما فيه]، به

نحوه

وهو عند أبى نعيم بطرف من أوله فقط. =

ص: 396

فَصَفَّقَتْ وَرَقَ الجَنَّةِ، فَتَنْظُرُ الحُورُ الْعَيْنُ إِلَى ذَلِكَ فَيَقُلْنَ: يَا رَبِّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَزْوَاجًا، تَقَرُّ أَعْيُنُنَا بِهِمْ وَتَقَرُّ أَعْيُنُهُمْ بِنَا، قَالَ: فَمَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ رَمَضَانَ إِلا زُوِّجَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ الْعِينِ فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرٍّ مُجَوَّفَةٍ مِمَّا نَعْتَ اللَّهُ، {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)} [الرحمن: 72]، عَلَى كلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً، لَيْسَ فِيهَا حُلَّةٌ عَلَى لَوْنِ الأُخْرَى، وَتُعْطَى سَبْعِينَ لَوْنًا مِنَ الطِّيبِ لَيْسَ مِنْهَا لَوْنٌ عَلَى رِيحِ الآخَرِ، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ سَرِيرًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُوَشَّحَةٍ بِالدُّرِّ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا بَطَائِنُهَا مِنْ إِستَبْرَقٍ، وَفَوْقَ السَّبْعِينَ فِرَاشًا سَبْعُونَ أَرِيكَةً، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ لحَاجَاتِهَا، وَسَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفٍ، مَعَ كُلِّ وَصِيفٍ صَحْفَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فِيهَا لَوْنُ طَعَامٍ يَجِدُ لآخِرِ لُقْمَةٍ مِنْهَا لَذَّةً لا يَجِدُ لأَوَّلِهِ، وَيُعْطَى زَوْجُهَا مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ عَلَيْهِ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُوَشَّحٍ بِيَاقُوتٍ أَحْمَرَ، هَذَا بِكُلِّ يَوْمٍ صَامَ مِنْ رَمَضَانَ سِوَى مَا عَمِلَ مِنَ الحسَنَات.

= قلتُ: قال البيهقى عقب روايته في "الشعب": "رواه ابن خزيمة في كتابه من وجهين عن جرير .... ثم قال: وفى القلب من جرير بن أيوب" ثم قال البيهقى: "قلتُ: وجرير بن أيوب ضعيف عند أهل النقل" وقال ابن الجوزى: "هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به جرير بن أيوب". قال يحيى: "ليس بشئ"، وقال الفضل بن دكين:"كان يضع الحديث"، وقال النسائي والدارقطنى:"متروك".

قلتُ: وقال البخارى: "منكر الحديث" ومثله قال العقيلى وأبو زرعة، والساجى:(ضعيف الحديث جدًّا) وضعفه سائر النقاد، راجع ترجمته في "اللسان"[2/ 101]، وبه أعله جماعة، منهم البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[3/ 20]، والهيثمى في "المجمع"[3/ 342].

وقال الحافظ في "المطالب"[رقم 1053]: "تفرد به جرير بن أيوب، وهو ضعيف جدًّا، وقد أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" وقال: إن صح الخبر، فإن في القلب من جرير بن أيوب" قال الحافظ: "وكأنه - يعنى ابن خزيمة - تساهل فيه لكونه من الرغائب، وابن مسعود ليس هو الهذلى المشهور، وإنما هو آخر غفارى". =

ص: 397

5274 -

حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبى عمرو، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل اللحم ثم يقوم إلى الصلاة فما يمس قطرة ماء.

= قلتُ: قد اختلف في اسم صاحب هذا الحديث، فقد وقع عند أبى نعيم وابن خزيمة والبيهقى والشجرى في رواية له:(عن أبى مسعود الغفارى) ووقع عند ابن أبى الدنيا والمؤلف والشاشى والسلفى ورواية لابن الشجرى: (عن ابن مسعود) ووقع عند ابن الجوزى: (عن عبد الله بن مسعود) ووقع عند ابن شاهين: (عن الشعبى، عن نافع بن مسعود الغفارى) ومثله عند ابن السكن في "الصحابة" كما في "الإصابة"[6/ 413]، وأرى هذا الأخير غلطًا ووهمًا، وصوابه:(عن الشعبى عن نافع - وهو ابن بردة - عن ابن مسعود) كما وقع عند الباقين سوى البيهقى في "الشعب"، فعنده:(عن الشعبى عن نافع عن بردة عن أبى مسعود الغفارى) وهذا فيه تصحيف، وصوابه:(عن نافع بن بردة عن أبى مسعود).

ونافع هذا: طير غريب لا يُدْرَى مَنْ يكون؟! ولعل الاضطراب في اسم راوية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يكون منه أو من (جرير بن أيوب) ولا ثالث لهما أصلًا، والجناية معصوبة برقبة أحدهما لا محالة، وهى برقبة (جرير) أولى، وقد استوفينا الكلام على هذا الحديث في "غرس الأشجار" وهو حديث أحسن أحواله أن يكون باطلًا.

5274 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 400، 403]، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"[رقم 70]، والشاشى [رقم 805]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 349]، ومن طريقه مغلطاى في الإعلام [1/ 470]، وغيرهم من طريقين عن عمرو بن أبى عمرو مولى المطلب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود [وقرن معه حمزة بن عبد الله عند إسماعيل بن جعفر ومن طريقه ابن شاهين ومغلطاى]، عن ابن مسعود به.

قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 568]: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله موثقون" ومثله قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[1/ 98]، وهو كما قالا؛ لولا أنه منقطع، فإن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك ابن مسعود، كما يقول المزى في "تحفة الأشراف"[9/ 76].

نعم: قُرِنَ معه (حمزة بن عبد الله) وهو ابن عتبة بن مسعود، عند إسماعيل بن جعفر ومن طريقه ابن شاهين ومغلطاى ورواية لأحمد؛ وروايته وحدها عند أحمد [1/ 400]، وحمزة شيخ صدوق صالح الحديث؛ لكن ما أراه سمع من ابن مسعود، ولم يذكروا له رواية عنه، =

ص: 398

5275 -

حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر، حدّثنا حسين بن عليّ، عن زائدة، عن ليث، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد الله، قال: ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته، فقال:"ائْتِنِى بِشَىْءٍ أَسْتَنْجِى بِه، وَلا تُقْرِبْنِى حَائِلًا، وَلا رَجيعًا"، قال: فأتيته بوضوء، فتوضأ ثم صلى.

5276 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن سفيان، عن زبيد، عن أبى وائل، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"سِبَابُ المُسْلِمِ - أَوِ المُؤْمِنِ - فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ"، فقلت لأبى وائل: سمعت ابن مسعود يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.

5277 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن ندعو ثلاثًا، ونستغفر ثلاثًا.

= لكن الحديث صحيح ثابت؛ لشواهده عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث أبى بكر [برقم 24]، وحديث جابر [برقم 2017]، وحديث ابن عباس [برقم 2352]، ويأتى حديث أبى أمية الضمرى [برقم 6878]، وحديث أبى هريرة [برقم 7055].

5275 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4978].

5276 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4988].

5277 -

صحيح: أخرجه أبو داود [1524]، وأحمد [1/ 394، 397]، وابن حبان [623]، والطيالسى [327]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10317]، والنسائى في "الكبرى"[10291]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 347]، وتمام في "فوائده"[رقم 646]، والشاشى [رقم 619، 620، 621]، وابن السنى في "عمل اليوم والليلة"[367]، وابن سمعون في "أماليه"[رقم 339]، والطبرانى أيضًا في "الدعاء"[رقم 51]، وغيرهم من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود به.

قلتُ: هذا إسناد ضعيف، وفيه عنعنة أبى إسحاق واختلاطه، وقد اختلف عليه في سنده أيضًا، فرواه أحمد [1/ 397]، من طريق إسرائيل عنه عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به

=

ص: 399

5278 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لا ينْبَغِى لأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: إِنِّى خَيْرٌ مِنْ يُونُس ابْنِ مَتَّى".

= فصار شيخه فيه (عبد الرحمن بن يزيد) بدل: (عمرو بن ميمون) لكن بين المعلق على مسند أحمد [6/ 312]، طبعة الرسالة، أن هذا الإسناد الماضى ملفق من الإسناد الذي بعده [برقم 2771]، مع متن الحديث السابق قبله [برقم 3769]، وهو كما قال؛ والحديث رواه إسرائيل وزهير وسليمان بن رقم وغيرهم - وكلهم ممن سمع من أبى إسحاق بعد أن تغير - عن أبى إسحاق على الوجه الماضى.

وخالفهم: عبد الكبير بن دينار، فرواه عن أبى إسحاق عن عمرو بن ميمون عن أبى عبيدة عن عبد الله به

، وزاد فيه واسطة بين عمرو وابن مسعود، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 228]، ثم قال:"وذلك وهم" يعنى من عبد الكبير، والمحفوظ الأول؛ ثم ذكر الدارقطنى أنه قد رُوِىَ عن عبد الكبير مثل رواية الجماعة عن أبى إسحاق، ثم فَطَنْتُ إلى أن الدارقطني نص على أن الثورى وشعبة قد رويا هذا الحديث عن أبى إسحاق أيضًا، ثم أسنده إلى الثورى عن أبى إسحاق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود به بجملة الدعاء فقط، ومثله أخرجه الطبراني في "الدعاء"[2]، بإسناد حسن إلى الثورى به

وسفيان ممن سمع قديمًا من أبى إسحاق باتفافهم؛ وبروايته عنه: نزول العلة الأولى المتعلقة باختلاط أبى إسحاق، أما رواية شعبة؛ فلم أظفر بها الآن، لكن جَزْمُ الدارقطنى بها: يؤكد ثبوتها عنده، وبرواية شعبة عنه: تزول العلة الثانية المتعلقة بتدليس أبى إسحاق وعدم تصريحه بالسماع، لأن شعبة لم يكن يروى عن شيوخه المدلسين إلا ما ثبت لهم سماعه ممن حدثوا عنهم، لا سيما أبو إسحاق السبيعى، فقد قال البيهقى في "المعرفة":"وروينا عنه - يعنى شعبة - أنه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وأبى إسحاق، وقتادة" وراجع ما بحثناه بذيل الحديث الماضى [برقم 1732]، بشأن رواية شعبة عن المدلسين، واللَّه المستعان.

5278 -

صحيح: أخرجه البخارى [3231، 4327]، وأحمد [1/ 390، 443]، والدارمى [2746]، والنسائى في "الكبرى"[11167]، وابن أبى شيبة [31864]، وأبو نعيم في "الحلية"[5/ 57] و [7/ 128]، والبزار [2/ رقم 369/ البحر]، والشاشى [رقم 505]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود به. =

ص: 400

5279 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر خمسًا، فقيل له: أزيد في الصلاة؟ فسجد سجدتين بعدما سلم.

5280 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور، والأعمش، عن أبى وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، والنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ".

5281 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور، عن

= قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم له طريقًا عن عبد الله إلا هذا الطريق".

قلتُ: وفى الباب عن جماعة من الصحابة، مضى منهم حديث ابن عباس [برقم 2544]، ويأتى حديث عبد الله بن جعفر [برقم 6793].

5279 -

صحيح: أخرجه البخارى [396، 1168] و [6822]، ومسلم [572]، أبو داود [1019]، والترمذى [392]، والنسائي [1254، 1255]، وابن ماجه [1205]، وأحمد [1/ 376، 443، 465]، والدارمى [1498]، وابن خزيمة [1056]، و ابن حبان [2658، 2682]، والطيالسى [276]، والبزار [4/ رقم 1465، 1466، 1484، 1485] و [5/ رقم 1559، 1560/ البحر الزخار]، وابن أبى شيبة [36103]، والبيهقى في "سننه"[3655، 3656، 3696]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 287]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1635]، والشاشى [رقم 295، 296، 297، 299]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود به

وهو عند جماعة نحوه في سياق أتم قليلًا.

قلتُ: قد توبع عليه شعبة: واختلف على الحكم في سنده، كما ذكرناه في "غرس الأشجار" إلا أن هذا الوجه عنه: هو المحفوظ، وعليه توبع: تابعه منصور بن المعتمر، فانظر الماضى [برقم 5142].

5280 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5211].

5281 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5009].

ص: 401

ربعى، عن البراء بن ناجية، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"تَدُورُ رَحَى الإسْلامِ لِخَمْسٍ، أَوْ سِتٍّ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ، فَإِن يَهْلِكُوا فَبِسَبِيلِ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دِينُهُمْ يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا"، قلت: مما مضى أو مما بقى؟ فقال: "مِمَّا بَقِيَ".

5282 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، عن إسرائيل، عن السدى، عن مرة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"يَدْخُلُ النَّاسُ كُلُّهُمُ النَّارَ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ".

5283 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبى إسحاق، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول:"اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْألُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعِفَّةَ، وَالْغِنَى".

5284 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن ذر، عن وائل بن مهانة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال للنساء:"تَصَدَّقْنَ فَإِنَّكُنَّ أَكثَرُ أَهْلِ النَّارِ"، فقالت امرأةٌ ليست من علية النساء: لم - أو فيم، أو بم - نحن؟ قال: "إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا مِنْ نَاقِصَةِ الْعَقْلِ وَالدِّينِ أَغْلَبُ لِلرِّجَالِ ذَوِى الأَمْرِ

5282 - حسن: مضى الكلام عليه [برقم 5089].

5283 -

صحيح: أخرجه مسلم [2721]، والترمذى [3489]، وابن ماجه [3832]، وأحمد [1/ 389، 416، 434، 437، 443]، وابن حبان [900]، والطيالسى [303]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10096]، والبزار [5/ رقم 2073]، وابن أبى شيبة [29192]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 55]، والدارقطنى في "العلل"[5/ 11]، وغيرهم من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال. وقد صرح أبو إسحاق بالسماع عند الترمذى وجماعة.

5284 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5112]، وفى متنه هنا: إدراج مضى التنبيه عليه هناك. واللَّه المستعان.

ص: 402

مِنَ النِّسَاءِ"، قيل: فما نقصان عقلها؟ قال: "جَعَلَ شَهَادَةَ امْرَأَتَيْنِ بِشَهَادَةِ رَجُلٍ"، قيل: فما نقصان دينها؟ قال: "تَلْبثْ لا أَدْرِى كَمْ يَوْمٍ لا تُصَلِّى".

5285 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا المسعودى، عن جامع بن شداد، عن عبد الرحمن بن أبى علقمة، عن عبد الله، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية نزل منزلًا، فعرَّس فيها، فقال:"مَنْ يَحْرُسُنَا؟ " قال عبد الله: فقلت: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّكَ تَنَامُ" - يَقُولُ ذَلِكَ مَرتينِ أوْ ثَلاثَةً - ثم قال: "أَنْتَ إِذَا"، فحرستهم حتى إذا كان وجه الصبح أخذنى ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أستيقظ إلا بحرِّ الشمس في ظهورنا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصنع كما يصنع، ثم صلى الصبح، ثم قال:"إِنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ لَمْ تَنَامُوا عَنْهَا، وَلَكِنْ إِنْ يَكُنْ لمِنْ بَعْدَكُمْ، فَهَكَذَا لمَنْ نَامَ أَوْ نَسِىَ".

5285 - ضعيف بهذا السياق: أخرجه أحمد [1/ 391]، والطيالسى [377]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10548]، والنسائى في "الكبرى"[8854]، والبيهقى في "سننه"[2999]، وفى "الأسماء والصفات"[رقم 289/ طبعة الحاشدى]، والشاشى [رقم 776، 777]، والطحاوى في "المشكل"[10/ 11]، وغيرهم من طرق عن المسعودى عن جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن أبى علقمة عن ابن مسعود به

نحوه

وهو عند البيهقى والطيالسى وأحمد والشاشى في سياق أتم.

قلتُ: هذا إسناد ضعيف معلول، فيه المسعودى، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفى الصدوق المعروف؛ لكنه كان قد اختلط قبل موته بسنين، ولم يرو عنه هذا الحديث أحد ممن سمع منه قديمًا قبل اختلاطه، وهذا حسب علمى.

وعبد الرحمن بن أبى علقمة، ويقال:(ابن علقمة) شيخ صدوق إن شاء الله، ولا تثبت له صحبة، روى عنه جماعة من الأكابر، ووثقه ابن حبان والعجلى، وقد خولف المسعودى في سياق هذا الحديث، خالفه شعبة والثورى، فروياه عن جامع بن شداد بإسناده به نحوه دون هذا التمام، وجعلا القصة في أوله لبلال دون ابن مسعود، وقولهما هو الصواب بلا ريب، كما شرحنا ذلك في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".

ص: 403

5286 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا شعبة، عن الوليد بن العيزار، قال: سمعت أبا عمرو الشيبانى، يقول: حدثنى صاحب هذه الدار وأشار بيده إلى دار عبد الله ولم يسمِّه، قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال:"الصَّلاة عَلَى مَوَاقِيتِهَا"، قال: قلت: ثم أي؟ قال: "ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ"، قال: قلت: ثم أي؟ قال: "ثمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

5286 - صحيح: أخرجه البخارى [504، 2630، 5625]، ومسلم [85]، والترمذى [173] و [1898]، والنسائى [610]، وأحمد [1/ 409، 439]، والدارمى [1225]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4219] و [3/ رقم 2801] و [6/ رقم 7824]، وفى "سننه"[1885، 2984 خ، وابن حبان [1477]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 246]، والطيالسى [372]، وابن أبى شيبة [19308]، وابن الجعد [407]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 176]، وأبو عوانة [رقم 182، 183، 184، 185، 1003]، والشاشى [رقم 697، 699]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 162]، وجماعة من طرق عن الوليد بن العيزار عن أبى عمرو سعد بن إياس الشيبانى عن ابن مسعود به .... وهو عند جماعة بنحوه

وزاد ابن حبان والدارقطنى والطيالسى والبيهقى في "الشعب" وابن الجعد والبغوى والشاشى والطحاوى في آخره من قول ابن مسعود: (خصنى بهن، ولو استزدته لزادنى) لفظ ابن حبان؛ وهو رواية للبخارى ومسلم والترمذى وأبى عوانة والبيهقى في "سننه" وهو عند الدارمى بالفقرة الأولى منه فقط.

قال الترمذى: "حديث حسن صحيح".

قلتُ: وقد توبع عليه الوليد بن العيزار باختصار: تابعه الحسن بن عبيد الله العنبرى عند مسلم وجماعة. وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به

نحوه

منها ما رواه أبو إسحاق السبيعى عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به .... مع الزيادة في آخره: أخرجه أحمد [1/ 418، 421]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9817، 9818]، والمؤلف [برقم 5329]، وابن عساكر في "الأربعون في الجهاد"[رقم 3]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 162]، وغيرهم.

وسنده صحيح في المتابعات؛ ورواه أبو إسحاق أيضًا: عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به

، وقيل عنه على ألوان أخرى غير محفوظة، فراجع "علل الدارقطنى"[5/ 289].

ص: 404

5287 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، قال: دخلت أنا وعمى على عبد الله بن مسعود بالهاجرة، فأقام الصلاة، فتأخرنا خلفه، فأخذ بيد أحدنا بيمينه، والآخر بشماله، فجعلنا عن يمينه وعن شماله، فلما صلى قال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع هذا إذا كانوا ثلاثةً.

5288 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا المسعودى، عن الحسن بن سعد، عن عبدة النصرى، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً إِلا وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَطلِعُهَا مِنْكُمْ مُطلِعٌ، أَلا وَإِنِّى آخُذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ أَنْ تَهَافَتُوا فِيهَا كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ، أَوِ الذُّبَابِ، أَوِ الحُنْظُبِ".

5287 - صحيح: مضى تخريجه [برقم 4996].

5288 -

حسن: أخرجه أحمد [1/ 424]، والطيالسى [402]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10511]، والقضاعى في "الشهاب"[2/ رقم 1131]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 3297]، وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود المسعودى عن الحسن بن سعد بن معبد القرشى عن عبدة بن حزن النصرى عن ابن مسعود به

وليس عند الجميع قوله: (والحنظب) سوى ابن ابى شيبة، ولفظ الطيالسى في آخره:(ألا وإنى ممسك بحجزكم أن تتهافتوا في النار كما يتهافت الذباب) ومثله عند الطبراني والقضاعى إلا أنهما زادا فيه: (الفراش) ومثلهما أحمد أيضًا. وليس عند أحد ما عند المؤلف من الشك في آخره، إنما عندهم بواو العطف.

قال الهيثمى في "المجمع"[7/ 210]: "فيه المسعودى، وقد اختلط".

قلتُ: وبهذا أعله الإمام في "الضعيفة"[7/ 84]، فقال:"هذا إسناد ضعيف؛ لأن المسعودى كان اختلط، وقد اضطرب في أسناده على أوجه) ثم ذكر منها هذا الوجه، ثم قال: "الثاني: قال - يعنى المسعودى: عن عثمان الثقفى أو الحسن بن سعد، شك المسعودى، أخرجه أحمد".

قلتُ: هذا الوجه عند أحمد [1/ 390]، من طريق وجميع عن المسعودى به ....

ثم قال الإمام: "والثالث: قال: حدثنا أبو المغيرة عن الحسن بن سعد، أخرجه أحمد" وهذا اللون عند أحمد [1/ 390، 424]، من طريق روح بن عبادة عن المسعودى به. =

ص: 405

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ثم قال الإمام: "والاضطراب دليل قلة ضبط وعدم حفظ للحديث، هذا إذا كان من ثقة؛ فكيف من مختلط".

قلتُ: لكن هذا المختلط كان ثقة عالمًا ثم طرأ عليه الاختلاط، وقد ميز جماعة من النقاد الوقت الذي حدث فيه بعد اختلاطه من الوقت قبل، وكذا نصوا على عدد من النقلة الذين رووا عنه قبل الاختلاط وبعده، وهذا الحديث قد رواه عنه (عمرو بن مرزوق) عند الطبراني والقضاعى؛ وكذا رواه عنه (أبو قطن عمرو بن الهيثم) عند أحمد؛ وكلاهما ممن سمع منه قبل الاختلاط، كما نص عليه الحافظ العراقى في "التقييد والإيضاح"[ص 454]، وقد اتفق العَمْرَان في روايتهما عن المسعودى على الوجه الأول: (عن الحسن بن سعد عن عبدة بن حزن عن ابن مسعود به

).

فهذا أولى أنْ يؤخذ به ويطرح ما عداه مما حدَّث به المسعودى بعد اختلاطه، أو وهم فيه بعضهم عليه، نعم الوجه الثاني عنه (عن الحسن بن سعد أو عثمان الثقفى عن عبدة

) هكذا بالشك، قد رواه وكيع عنه كما مضى؛ ووكيع ممن سمع منه قديمًا كما نص عليه الإمام أحمد، لكن هذا الشك مطروح؛ لاتفاق ثقتان ممن سمع من المسعودى قديمًا على رواية الحديث عنه دون شك، فيحمل هذا الشك في رواية وكيع؛ على اليقين في رواية عمرو بن مرزوق وصاحبه ابن الهيثم؛ ويكون المراد من الرجلين اللذين شك المسعودى عن أيهما أخذه هذا الحديث؟! هو (الحسن بن سعد القرشى) لكون الأكثرين ممن سمعوا من المسعودى قبل اختلاطه وبعده: قد رووه عنه عن الحسن بن سعد عن عبدة به ....

وهذا هو الصواب؛ أما الوجه الثالث عنه: فأرى أن المسعودى حدث به بعد اختلاطه، أو وهم عليه روح بن عبادة فيه، والأول أقرب، ولا أرى روحًا ممن سمع منه قديمًا.

وإذا قد صح لنا الوجه الأول عن المسعودى: فإن سنده حسن صالح؛ وشيخه (الحسن بن سعد) ثقة مشهور من رجال مسلم؛ أما: (عبدة بن حزن النصرى) فهو مختلف في صحبته، وهو خلاف قوى؛ وعلى ترجيح أنه تابعى؛ فقد روى عنه جماعة من الكبار الأثبات، وذكره ابن حبان في "الثقات"[5/ 145]، فمثله في طبقة الصدوق؛ فالإسناد حسن إن شاء الله؛ ولشطره الثاني: شاهد في "الصحيحين" من حديث أبى هريرة به نحوه.

ص: 406

5289 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا الحجاج بن أرطاة، عن فضيل، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ".

5290 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إِنَّ آخِرَ مَنْ دَخَلَ الجَنَّةَ لَرَجُلٌ يَمْشِى عَلَى الصِّرَاطِ فَيَنْكَبُّ مُرَّةً وَيَمْشِى مُرَّةً، تَسْفَعُهُ النارُ مَرَةً، فَإِذَا جَاوَزَ الصِّرَاطَ، الْتَفَتَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِى مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِى مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ! قَالَ: فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْنِنِى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: أَىْ عَبْدِ، فَلَعَلِّى إِنْ أَدْنَيْتُكَ تَسأَلُنِى غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَالرَّبُّ تبارك وتعالى يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ لأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ - فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِىَ أَحْسَنُ مِنْهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْنِنِى مِنْ هَذِهِ الشَجَرَةِ فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: أَىْ عَبْدِ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِى أَنْ لا تَسْأَلْنِى غَيْرَهَا؟! فَيَقُولُ: يَا رَبِّ هَذِهِ لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا! فَيُدْنِيهِ مِنهَا، فَترْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الجَنَّةِ هِىَ أَحْسَنُ مِنهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْنِنِى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا! فَيَقُولُ: أَىْ عَبْدِ أَلَمْ تُعَاهِدْنِى أَنْ لا تَسْأَلَنِى غَيْرَهَا؟! فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذِهِ لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيُعَاهِدُهُ، وَالرَّبّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا لأَنَّه يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، الجَنَّةَ، الجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أَىْ عَبْدِى، أَلَمْ تُعَاهِدْنِى أَنْ لا تَسْأَلَنِى غَيْرَهَا؟! فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَدْخِلْنِى الجَنَّةَ! فَيَقُولُ تبارك وتعالى: مَا يَصْرِينِى مِنْكِ أَىْ عَبْدِى،

5289 - صحيح: مضى تخريجه [برقم 5013].

2590 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4980].

ص: 407

أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟ قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَهْزَأُ بِى وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟! " فضحك عبد الله حتى بدت نواجذه، ثم قال: ألا تسألونى: لم ضحكت؟ قالوا: لم ضحكت؟ قال: لضحك رسول صلى الله عليه وسلم.

5291 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا ابن عون، عن عمرو بن سعيد، عن حميد بن عبد الرحمن الحميرى، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنت لا أحجب عن ثلاث -، أو لا أحبس عن ثلاث: عن النجوى، وعن كذا، وعن كذا. قال عبد الله: نسى عمرو واحدةً، ونسيت أنا الأخرى، وبقيت هذه، فأتيته وعنده مالكٌ الرهاوى، فأدركت من آخر حديثهم وهو يقول: يا رسول الله، إنى امرؤ قُسم لى من الجمال ما ترى، فما أحب أن أحدًا فضلنى بشراكين فما فوقهما، أفمن البغى هو؟ قال:"لا، وَلَكِنَّ الْبَغِيَّ مَنْ سَفِهَ الحقَّ، وَغَمَصَ النَّاسَ".

5292 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، قال: حدّثنا المسعودى، عن عمر

5291 - صحيح: أخرجه أحمد [1/ 385، 327]، والحاكم [4/ 202]، وأبو القاسم البغوى في "الصحابة" كما في "الإصابة"[5/ 749]، والشاشى [رقم 784]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث الكشاف"[1/ 84]، للزيلعى؛ والخطيب في الأسماء المبهمة [872]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 166]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن عون بن أرطبان عن عمرو بن سعيد القرشى عن حميد بن عبد الرحمن الحميرى عن ابن مسعود به نحوه.

قلتُ: قد صححه الحاكم، وهو كما قال إن كان حميد قد سمعه من ابن مسعود، وللحديث طريق آخر عن ابن مسعود به نحوه في سياق أتم ألفاظًا، ودون الفقرة الأولى من كلام ابن مسعود مع تسمية الرجل: عند أحمد [1/ 399]، وجماعة، وفى سنده انقطاع.

وللمرفوع منه: طريق آخر به نحوه عن ابن مسعود بلفظ: (إن الله يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس) أخرجه مسلم [91]، والترمذى [1999]، وجماعة كثيرة، وفى الباب عن جماعة من الصحابة

فراجع "الصحيحة"[رقم 1626]، للإمام.

5292 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4998].

ص: 408

ابن مرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير وقد أثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله، ألا آذنتنا فبسطنا تحتك ألين منه؟! فقال:"مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟! إِنَّمَا مَثَلِى وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَقَالَ: تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرْكَهَا".

5293 -

حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حدّثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حَبَسُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، مَلأَ اللهُ بُطُونَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا".

5293 م - حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حدّثنا محمد بن طلحة، بإسناده مثله.

5294 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنى العوام بن حوشب، حدثنى جبلة بن سحيم، عن مؤثر بن غفارة، عن عبد الله، قال: "لَّما كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِىَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، لَقِىَ إِبرَاهِيمَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، فَتَذَاكَرُوا السَّاعَةَ،

5293 - صحيح: مضى سابقًا [برقم 5044].

5293 م - صحيح: انظر قبله.

5294 -

حسن: أخرجه ابن ماجه [4081]، وأحمد [1/ 375]، والحاكم [2/ 416] و [4/ 534، 588]، وابن أبى شيبة [37525]، وابن عساكر في "تاريخه"[2/ 234] و [47/ 502 - 503، 504]، والشاشى [رقم 781]، والطبرى في "تفسيره"[18/ 119 - 1120، 531]، وأبو عمرو الدانى في "الفتن"[5/ رقم 529]، و [6/ رقم 671]، وغيرهم من طرق عن العوام بن حوشب عن جبلة بن سحيم عن مؤثر بن غَفَارة عن ابن مسعود به نحوه.

قال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه؛ فأما موثر فليس بمجهول، قد روى عن ابن مسعود والبراء بن عازب، وروى عنه جماعة من التابعين).

وقال البوصيرى في مصباح الزجاجة [2/ 296]: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، مؤثر بن غفارة ذكره ابن حبان في "الثقات" وباقى رجال الإسناد ثقات". =

ص: 409

مَتَى هِىَ؟ فَبَدَؤوا بِإِبرَاهِيمَ، فَسَأَلوهُ عَنْهَا، فَلَمْ يَكنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ، فَسَأَلُوا مُوسَى، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ، فَرُدُّوا الحدِيثَ إِلَى عِيسَى، فَقَالَ: عَهِدَ اللَّهُ إِلَيَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتِهَا، فَأَمَّا وَجْبَتُهَا فَلا يَعْلَمُهَا إِلا اللهُ، فَذَكَرَ مِنْ خُرُوج الدَّجَّالِ فأَهْبِطُ فَأَقْتُلُهُ، فَيَرْجِعُ النَّاسُ إلَى بِلادِهِمْ، فَيَسْتَقْبِلُهمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَهُمْ مِنْ كلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، لا يَمُرُونَ بِماءٍ إِلا شَرِبُوهُ، وَلا بِشَىْءٍ إِلا أَفْسَدُوهُ، فَيَجْأَرُونَ إِلَيَّ، فَأَدْعُوا اللَّهَ فَيُمِيتُهُمْ، فَتَجْوَى الأَرْضُ مِنْ رِيحِهِمْ، فَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُرْسِلَ السَّمَاءَ، فَتَحْمِلَ أَجْسَامَهُمْ فَتُلْقِيَهَا فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ تُنْسَفُ الجبَالُ، وَتمَدُّ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ، فَعَهِدَ اللَّهُ تبارك وتعالى إِلَيَّ أَنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ: أَنَّ السَّاعَةَ مِنَ النَّاسِ كَالحامِلِ الْمُتِمِّ، لا يَدْرِى أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلادِهَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا"، قال العوام: فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله، ثم قرأ: حتى إذا فتحت {يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} [الأنبياء: 96].

5295 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان الثورى، عن أبى قيس، عن هزيل بن شرحبيل، قال: أتى رجل أبا موسى، وسلمان بن ربيعة فسألهما عن ابنة، وابنة ابن، وأخت لأبٍ، وأمّ، وذكر الحديث.

= قلتُ: وقال العجلى أيضًا عن مؤثر في كتابه "التاريخ"[2/ 303]: "مؤثر بن غفارة من أصحاب عبد الله - يعنى ابن مسعود - ثقة" فالظاهر عندى أنه شيخ صدوق إن شاء الله، ومن دونه ثقات مشاهير؛ فالإسناد حسن إن شاء الله.

ولبعض فقرات الحديث شواهد ثابتة بعضها في "صحيح مسلم" والحديث أعله الإمام في "الضعيفة"[9/ 307]، بـ (مؤثر بن غفارة) وركن إلى قول الحافظ عنه بالتقريب:"مقبول" يعنى عند المتابعة، وإلا فلين، وليس كما قال، لأن الرجل قد روى عنه جماعة كما ذكره الحاكم، وصحح له هذا الحديث؛ وكذا وثقه العجلى وابن حبان؛ ووصفه العجلى بكونه من أصحاب ابن مسعود، ولم يتكلم فيه أحد من المتقدمين أعلمه، ولا أعلم له شيئًا منكرًا قد جاوز فيه الحد، ومن كان حاله هكذا؛ فإن الإمام نفسه يقبل حديثه ويحتج به، فراجع "تمام المنة" له [ص 20/ القاعدة الرابعة].

5295 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5108].

ص: 410

5296 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شعبة، عن سماك، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى لَهُ مِنْ سَامِعٍ".

5297 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا فضيل - بن مرزوق، أخبرنا أبو سلمة الجهنى، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌ وَحُزْنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّى عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، نَاصيَتِى بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدَلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْألُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرآنَ رَبِيعَ قَلْبِى، وَنورَ بَصَرِى، وَجِلاءَ حُزْنِى، وَذَهَابَ هَمِّى، إِلا أَذْهَبَ الله هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا"، قالوا: يا رسول الله، ينبغى لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال:"أَجَلْ، يَنْبَغِى لمِنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهنَّ".

5296 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5126].

5297 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 391، 52]، وابن حبان [972]، والحاكم [1/ 690]، وابن أبى شيبة [29318]، والحارث [2/ رقم 1057/ زوائد الهيثمى]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 1035]، وفى "الكبير"[10/ رقم 10352]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 7]، وفى "الدعوات"[رقم 164]، والشاشى [رقم 268]، وابن أبى الدنيا [رقم 53]، ومن طريقه القاضى التنوخى [1/ 15]، كلاهما في "الفرج بعد الشدة" والدينورى في "المجانسة"[رقم 1803]، وابن الشجرى في "الأمالى"[1/ 194، 197]، ومحمد بن عبد الباقى الأنصارى في "ستة مجالس"[ق 8/ 1]، كما في "الصحيحة"[رقم 199]، وعبد الغنى المقدسى في "الترغيب في والدعاء"[رقم 136]، وابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"[2/ 248 - 247]، كما في "هامش المجالسة"[5/ 16/ طبعة دار ابن حزم/ تحقيق مشهور حسن]، وغيرهم من طرق عن فضيل بن مرزوق عن أبى سلمة الجهنى عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن ابن مسعود به.

ص: 411

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه؛ فإنه مختلف في سماعه عن أبيه" وقال الحافظ أبو الفضل ابن ناصر - شيخ ابن الجوزى - في تخريجه "ستة مجالس من حديث محمد بن عبد الباقى الأنصارى": "هذا حديث حسن عالى الإسناد، ورجاله ثقات" كما في "الصحيحة" وقال الحافظ: "حديث حسن، وقد صححه بعض الأئمة" نقله عنه ابن علان في "الفتوحات"[4/ 13].

قلتُ: والحق أن إسناد هذا الحديث ليس بالقوى، كما قاله الدارقطنى في "العلل"[5/ 200]، ومداره على (أبى سلمة الجهنى) وهو شيخ مجهول لا يعرف؛ ونكرة لا تتعرف، انفرد ابن حبان وحده بذكره في "الثقات"[7/ 659]، وهذا لا ينفع الرجل أصلًا، وقد رده الحافظ في "اللسان"[7/ 56]، بقوله:"والحق أنه مجهول الحال، وابن حبان يذكر أمثاله في "الثقات"، ويحتج به في "الصحيح" إذا كان ما رواه ليس بمنكر" وقال الذهبى في ترجمته من "الميزان"[4/ 533]: "لا يدرى من هو؟! " ومثله قاله الحسينى في "الإكمال" وقد انفرد عنه (فضيل بن مرزوق) بالرواية، فلم يذكروا راويًا عنه سواه، وقد احتمل الشمس بن عبد الهادى: أن (أبا سلمة الجهنى) هذا ربما كان هو: (خالد بن سلمة) يعنى بن العاص المخزومى الثقة المشهور، لكن تعقبه الحافظ في "اللسان" والتعجيل [ص 490].

ولفظه في الثاني: (قلتُ: وهو بعيد؛ لأن خالدًا مخزومى وهذا جهنى) وأيضًا فلم يذكروا في الرواة عنه (فضيل بن مرزوق) ولا ذكروا من شيوخه: (القاسم بن عبد الرحمن).

ثم جاء أبو زكريا الغطفانى الحافظ، وقال في "تاريخه" [3/ 442/ رواية العباس الدورى]:(أبو سلمة لجهنى: أراه موسى الجهنى) يعنى موسى بن عبد الله الكوفى الثقة النبيل، لكن هذا ظن من ابن معين كما ترى، ولم يجزم به، فالعجب: أن يتكئ عليه بعض أصحابنا، ويصحح الحديث، جاعلًا (أبا سلمة الجهنى) ذلك المجهول المغمور، هو نفسه:(موسى بن عبد الله أبو سلمة الجهنى) ذلك الشيخ الصالح، ارتكانًا إلى ظن ابن معين الماضى، مع توافق الرجلين في الكنية والنسبة والطبقة واشتراكهما في الرواية عن (القاسم بن عبد الرحمن).

وأنا في ريب من هذا الأمر الأخير، ولو صح؛ فإن التحقيق والنظر يقتضيان التفريق بين الرجلين، وقد فرق بينهما البخارى وابن حبان وجماعة من النقاد؛ ولم يذكروا =

ص: 412

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (الفضيل بن مرزوق) رواية عن (موسى بن عبد الله الجهنى) أصلًا، ولم أقف له على رواية عنه بعد البحث والتتبع، والظاهر أن من صحح هذا الحديث - دون ابن حبان - أو حسنه، قد ظن أن أبا سلمة الجهنى في سنده، هو (موسى بن عبد الله الجهنى) وغَرَّه في ذلك الاشتباه في بعض الأوصاف بين الرجلين، والظاهر عندى أيضًا: أن أبا الحسن بن مهدى الحافظ؟! قد أشار إلى إعلال الحديث بهذا (الجهنى) عندما قال في "علله"[5/ 200]: (وإسناده ليس بالقوى) نعم: قد توبع عليه: (أبو سلمة الجهنى) تابعه (عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث أبى شيبة الواسطى) لكن اختلف عليه في سنده، وهو نفسه (منكر الحديث ليس بشئ) كما قاله الإمام أحمد وغيره، ويبدو أنه اضطرب فيه، وهذا دليل ضعفه، فالمتابعة كعدمها، ويبقى للحديث شاهدان:

الأول: من حديث أبى موسى الأشعرى: عند ابن السنى في "عمل اليوم والليلة"[رقم 343]، وفى سنده ضعف وانقطاع عظيم.

والثانى: من حديث ابن عمر: عند ابن عساكر في "تاريخه"[58/ 120]، وسنده تالف لا خير فيه.

وأنظف طرق الحديث - على ما فيها - هي الطريق الأول من رواية فضيل بن مرزوق عند أبى سلمة المرادى عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود به.

وآفته هي جهالة (أبى سلمة) كما مضى بيانه؛ ولم يصب من أعل الإسناد بعدم سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه، لأن التحقيق: هو ثبوت سماعه منه مطلقًا؛ وكذا لم يصب من أعله بـ (فضيل بن مرزوق) لكون بعض النقاد قد ضعفه، لأن فضيلًا لا يزال صدوقًا متماسكًا، وقد احتج به مسلم في "صحيحه".

والحديث زيادة على ضعف سنده: ففى بعض متنه نكارة أيضًا، قد نبهنى إليها بعض الفضلاء، وهى قوله: (أسألك بكل اسم هو لك؛ سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك

) فهذا مناف لما ثبت في "الصحيحين" من حديث أبى هريرة في تقييد أسماء الله بكونها: (تسعة وتسعين اسمًا).

وهذه الجملة الماضية: تفيد بكون الأسماء لا حصر لها، ولا يعلم عددها إلا الله، وبهذا رد كثير من النقاد ذلك النص الذي هو في الصحة غاية؛ بذلك النص الوارد في حديث ما له بداية إلا النهاية، واللَّه المستعان.

ص: 413

5298 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشب، حدثنى أبو إسحاق الشيبانى، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَدُورُ رَحَى الإسْلامِ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلاثِينَ، أَو سَبْعٍ وَثَلاثِينَ، فَإِن يَهْلِكُوا فَبِسَبِيلٍ مَنْ هَلَكَ، وَإِنَّ بَقُوا بَقِيَ لَهُمْ دِينُهُمْ سَبْعِينَ عَامًا".

5299 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا فرقدٌ السبخى، حدّثنا جابر بن يزيد، أنه سمع مسروقًا يحدث، عن عبد الله، لعله قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"إِنِّى كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَحْبِسُوا لحُومَ الأَضَاحِى فَوْقَ ثَلاثٍ، فَاحْبِسُوا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ هَذِهِ الظُّرُوفِ، فَانْتَبِذُوا فِيهَا، وَاجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ".

5300 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال: قيل: يا رسول الله، كيف تعرف من لم تر من أمتك يوم القيامة؟ قال:"هُمْ غُرٌّ مُحَجَّلُونَ بُلْقٌ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ".

5301 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا أبى، عن أبى فزارة، عن أبى زيد

5298 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5009].

5299 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5079]، ولجميع فقراته شواهد عن جماعة من الصحابة:

1 -

فيشهد للفقرة الأخيرة في النهى عن كل مسكر: طريق آخر مضى عن ابن مسعود به

عند المؤلف [برقم 5079]، وذكرنا هناك طرقًا من شواهد تلك الفقرة خاصة.

2 -

وأما باقى فقراته: فيشهد لها: حديث على الماضى [برقم 278]، وحديث أنس الماضى [برقم 370، 3707]، وحديث عائشة [برقم 4871].

5300 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5048].

5301 -

منكر: مضى الكلام عليه [برقم 5046].

ص: 414

مولى عمرو بن حريث، عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ليلة الجن:"هَلْ عِنْدَكَ طَهُورٌ؟ " قال: لا، إلا شيئًا من نبيذ في إداوة، فقال:"هَاتِهِ، تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ".

5352 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، قال: قال ابن مسعود: ألا أصلى بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فصلى بهم فلم يرفع يديه إلا مرةً.

5303 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الله بن نمير، حدّثنا مالك بن مغول، عن الزبير بن عدى، عن طلحة، عن مرة، عن عبد الله، قال: "لما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهى إلى سدرة المنتهى، وهى في السماء السادسة، وإليها ينتهى ما يُصعد به من الأرض، فَيُقبض منها، وإليها ينتهى ما يهبط من فوقها، فيقبض منها:{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)} [النجم: 16]، قال: فراشٌ من ذهب.

5302 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5040].

5303 -

صحيح: أخرجه مسلم [173]، والنسائى [451]، وأحمد [1/ 387، 422]، وابن أبى شيبة [31697]، وابن عساكر في "تاريخه"[3/ 80]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 670]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 348 - 349]، وفى "الأنوار"[رقم 49]، وأبو عوانة [رقم 35، 346]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[رقم 1159، 1599]، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"[رقم 434]، وفى "الحلية"[5/ 24]، وغيرهم من طرق عن مالك بن مغول عن الزبير بن عدى عن طلحة بن مصرف اليامى عن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه

وفى رواية لأبى عوانة: (إليها ينتهى بما عرج من الأرواح، ويقبض بها) وقال في آخره: "أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها ثلاث لم يعطهن نبى قبله، فرض عليه خمس صلوات، وجُعِلَتْ بخمسين صلاة".

قال أبو نعيم في "الحلية": "ورواه ابن عيينة عن مالك عن طلحة نفسه من دون الزبير".

قلتُ: لم يفعل ابن عيينة شيئًا في روايته تلك، وإن تابعه عليها بعض الضعفاء عند ابن عدى في "الكامل"[4/ 219]، وقد خالفهما الأثبات من أصحاب مالك بن مغول، فرووه عنه عن الزبير بن عدى عن مرة به

كما هو المحفوظ، ورواية ابن عيينة عند الترمذى [3276]، وابن راهويه في "مسنده" كما في تخريج أحاديث الكشاف [3/ 381]، للزيلعى؛ =

ص: 415

قال: فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث خلال: الصلوات الخمس، وخواتيم سورة البقرة، وغُفر لمن لا يشرك باللَّه من أمته المقحمات".

5304 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا أبو عامر العقدى، حدّثنا سفيان، عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من

= ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[3/ 507 - 508]، من طريقين عن ابن عيينة بإسناده به نحوه

وعند الترمذى: (فأعطاه الله عندها ثلاثًا لم يعطهن نبيًا كان قبله

) وهو عند ابن راهويه ومن طريقه ابن عساكر: مختصرًا.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال.

5304 -

قوى: أخرجه الترمذى [2257]، وأبو داود [5118]، وابن ماجه [30]، والنسائى في "الكبرى"[9828]، وأحمد [1/ 389، 401، 436]، والبزار [5/ رقم 2011، 2015/ البحر]، والبيهقى في "الشعب"[6/ 7557]، وفى "سننه"[5409، 1993]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 561]، والخرائطى في "المكارم"[رقم 250]، وابن أخى ميمى في "فوائده"[ص 80]، والرامهرمزى في "الأمثال"[رقم 64]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 513]، وابن الجعد [560]، وابن عساكر في "تاريخه"[52/ 165]، وابن أبى شيبة [26238]، وغيرهم من طرق عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به نحوه

وهو عند ابن ماجه وابن أبى شيبة وابن الجعد: مختصرًا بجملة: (من كذب على متعمدًا فلتبوأ مقعده من النار) فقط، وهو عند أبى داود بقول ابن مسعود في أوله، مع جملة المثل المرفوع في آخره فقط، وجملة المثل وحدها: عند الرامهرمزى وابن بشران، وهو عند الترمذى والقضاعى: بالمرفوع منه فقط، ودون جملة المثل في آخره، وكذا قوله:(وليصل رحمه) ومثلهما البيهقى في "الشعب" ومثلهم الطيالسى إلا أنه لم يذكر جملة: (ومن كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) وهو رواية للبزار والبيهقى في "سننه" وهو عند النسائي وابن أخى ميمى والخرائطى وابن حبان ورواية للبزار والبيهقى: دون جملة المثل في آخره، ومثلهم أحمد في رواية له، وليس عنده في تلك الرواية ولا ابن حبان والبزار وابن أخى ميمى قوله:"وليصل رحمه" وكذا ليس عند الخرائطى: "ومن كذب عليّ متعمدًا

".

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح". =

ص: 416

أدم في نحو من أربعين رجلًا، فقال:"إِنَّكمْ مَفْتوحٌ عَلَيْكُمْ، مَنْصُورُونَ وَمُصِيبُونَ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكمْ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ، وَلْيَأْمُرْ بِالمعْروفِ، وَلْيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَثَل الَّذِي يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى غَيْرِ الحقِّ، كَمَثَلِ بَعِيرٍ فِي بِئْرٍ فَهُوَ يَنْزِعُ مِنْهَا بِذَنَبِهِ".

5305 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا شيبان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من غرة كل هلال، وقل ما يفطر يوم الجمعة.

= قلتُ: إسناده قوى؛ وسماك بن حرب وإن كان قد تغير بأخرة حتى صار يتلقن، فإن شعبة والثورى قد روياه عنه؛ وهما ممن سمع منه قديمًا كما قد بَينَّا ذلك فيما علقناه على الحديث الماضى [برقم 2332].

وقد رواه شعبة مرة أخرى مختصرًا موقوفًا، لم يرفعه، وهكذا رواه غيره عن سماك ببعضه موقوفًا أيضًا، والوجهان محفوظان؛ وإلا فالمرفوع أصح؛ فقد رفعه جماعة عن سمك منهم الثورى، وهو أثبت أهل الدنيا في سماك، والحديث ثابت على كل حال.

5305 -

حسن: أخرجه أبو داود [2450]، والترمذى [742]، والنسائى [2368]، وأحمد [1/ 406]، وابن خزيمة [2129]، وابن حبان [3641، 3645]، والبزار [5/ رقم 1818/ البحر]، والبيهقى في "سننه"[8222، 8223، 8224]، والدارقطنى في "العلل"[5/ 59]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 987، 988]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 358]، والشاشى [رقم 853]، وابن ماجه [1725]، وابن أبى شيبة [9261]، وتمام في "فوائده"[1/ رقم 522]، وغيرهم من طرق عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به

وهو عند ابن ماجه وابن أبى شيبة بالفقرة الأخيرة فقط، وتلك الفقرة ليست عند أبى داود والطبرى، وهى رواية لابن حبان والبيهقى؛ ولفظ هذه الفقرة عند البزار:(وما رأيته مفطرًا يوم جمعة قط) ولفظها عند ابن خزيمة: (ويكون من صومه يوم الجمعة).

قال الترمذى: "حديث عبد الله حديث حسن غريب".

قلتُ: وهو كما قال، وقد اختلف على عاصم في سنده وبعض متنه، كما شرحناه في "غرس الأشجار"

والله المستعان.

ص: 417

5306 -

وَعَنِ ابن مسعود، قال: أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً صلاة العشاء، ثم خرج إلى المسجد، فإذا الناس ينتظرون الصلاة، فقال:"إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الأَدْيَانِ أَحَدٌ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ غَيْرُكُمْ"، قال: وأنزلت هؤلاء الآيات: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} إلى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} [آل عمران: [114، 115].

5307 -

وَعَنْ عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".

5308 -

وَعَنْ هاشم، حدّثنا شعبة، عن أبى إسحاق، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ مِنْ أمَّتِي مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلا".

5306 - حسن: أخرجه أحمد [1/ 396]، وابن حبان [1530]، والنسائى في "الكبرى"[11573]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 187]، وفى "المعرفة"[رقم 4008]، والحارث في "مسنده"[1/ رقم 132/ زوائد الهيثمى]، وابن خزيمة في "صحيحه" والفريابى في "تفسيره" كما في "العجاب"[2/ 436 - 737]، للحافظ، والواحدى في "أسباب النزول"[ص 79]، والطبرى في "تفسيره"[7/ رقم 7662/ طبعة شاكر]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[1/ 126]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 4008، 4009]، والشاشى [رقم 578]، ويعقوب بن شيبة في "مسنده" كما في "فتح البارى" لابن رجب [3/ 180]، وغيرهم من طرق عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.

قال يعقوب بن شيبة عقب روايته: "صالح الإسناد".

قلتُ: وهو كما قال؛ فإن رجاله ثقات: (ليس فيهم غير عاصم بن أبى النجود، وهو مختلف في الاحتجاج به) كذا قاله الهيثمى في "المجمع"[2/ 58]، لكنَّ عاصمًا لا يزال صدوقًا متماسكًا؛ وقد رُوِىَ عن الأعمش أنه تابعه عليه عن زر عن ابن مسعود به نحوه .... ، لكن لا يصح ذلك عن الأعمش، والمحفوظ حديث عاصم

واللَّه المستعان.

5307 -

صحيح: مضى سابقًا: [برقم 5251].

5308 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5149].

ص: 418

5309 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا سعيدٌ، عن عبد السلام، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر ويفطر، ويصلى الركعتين لا يدعها، يقول: لا يزيد عليها، يعنى: الفريضة.

5309 - صحيح: أخرجه أحمد [1/ 402، 407]، والبزار [4/ رقم 1549]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 416] و [2/ 69]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 332]، وغيرهم من طرق عن روح بن عبادة عن سعيد بن أبى عروبة عن عبد السلام عن حماد بن أبى سليمان عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود به.

قال الإمام في "الصحيحة"[1/ 321]: "هذا إسناد جيد، وهو على شرط مسلم .... " وقبله قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 375]، بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف والبزار:"ورجال أحمد رجال الصحيح".

قلتُ: وهذا وهم مكشوف من الرجلين، فليس سنده جيدًا على شرط مسلم أصلًا، ولا رجال أحمد رجال "الصحيح" قطعًا، وغفل الرجلان عن كون (عبد السلام) في سنده هو:(ابن أبى الجنوب البصرى) ذلك الضعيف الواهى، وفى ترجمته ساق له ابن عدى هذا الحديث في الكامل، وقاك عقبه:"وعبد السلام في هذا الإسناد، يقال: إنه ابن أبى الجنوب، حدث عنه سعيد بن أبى عروبة بهذا الحديث، وعبد السلام بن أبى الجنوب بعض ما يرويه لا يتابع عليه منكر".

قلتُ: وهذا الرجل من رجال ابن ماجه وحده، وقد وقع غير منسوب عند الجميع، فلم يعرفه الحسينى في "الإكمال" وقال:"مجهول" فتعقبه الحافظ في، "التعجيل"[ص 259]، قائلًا:"وتبعه ابن شيخنا - يعنى ولى الدين بن الزين العراقى - فقال: "لا يعرف" وكنت أظن أنه ابن حرب المخرج له في "الصحيح" ثم ظهر لى: أنه ابن أبى الجنوب".

ثم أيد ذلك بكون ابن عدى قد ساق هذا الحديث في ترجمة (عبد السلام بن أبى الجنوب) من "الكامل" ثم قال الحافظ: (فظهر أنه معروف، ورواية ابن أبى عروبة عنه من رواية الأقران، وابن أبى الجنوب ضعيف عندهم؛ ولم أر له رواية عن حماد بن أبى سليمان".

قلتُ: والظاهر أيضًا: أن الإمام في (الصحيحة) وقبله الهيثمى في "المجمع" قد ظنا أن عبد السلام في سنده هو (ابن حرب اللائى) الحافظ الصدوق المشهور، فقالا ما قالاه، =

ص: 419

5310 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسحود، قال: كنت أجتنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكًا من أراك، وكان الريح تكفؤه، وكان في ساقى شئٌ، فضحك القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَا يُضْحِكُكُمْ؟ " قالوا: دقة ساقيه، قال:"وَالَّذِي نَفْسِى بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الميزَانِ مِنْ أحُدٍ".

5311 -

وَعَنْ عبد الله، قال: كنت غلامًا يافعًا، وكنت أرعى غنمًا لابن أبى معيط، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قد فرا من المشركين، فقالا:"يَا غُلامُ، عِنْدَكَ مِنْ لَبَنٍ تَسْقِينَا؟ " فقلت: نعم، ولكنى مؤتمنٌ، ولست بساقيكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فَهَلْ عِنْدِكَ شَاةٌ جَذَعَةٌ

= وقد عرفت أنه ابن أبى الجنوب ذلك الشيخ الضعيف، وهو منكر الحديث كما ذكر ابن المدينى والدارقطنى وغيرهما؛ فالإسناد ساقط.

لكن الحديث: صحيح ثابت؛ لشواهده الكثيرة عن جماعة عن الصحابة، وقد سقناها في "غرس الأشجار" وقبلنا الإمام في "الصحيحة"[1/ 321].

فلشطره الثاني المتعلق بصلاة الركعتين في السفر: شواهد ثابتة في "الصحيحين".

وكذا لشطره الثاني: شواهد في "الصحيحين" أيضًا، متعلقة بصومه صلى الله عليه وسلم في السفر

واللَّه المستعان.

5310 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 420]، وابن حبان [7069]، والطيالسى [355]، والطبرانى في "الكبير"[9/ رقم 8452]، وأبو نعيم في "الحلية"[1/ 127]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 156]، وابن عساكر في "تاريخه"[33/ 110]، والشاشى [رقم 604]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح، وقد صححه الضياء في "أحكامه" كما في "التلخيص"[1/ 72].

وللحديث طرق أخرى عن ابن مسعود به نحوه

وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، مضى منها حديث على [برقم 590]، فانظره ثمة. واللَّه المستعان.

5311 -

حسن: مضى الكلام عليه [برقم 4985].

ص: 420

لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْل؟ " قلت: نعم، فأتيته بها، فاعتقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسح الضرع ودعا، فجعل اللبن يدر، وأتاه أبو بكر بصخرة منقعرة، فحلب فيها فشرب، وشرب أبو بكر، وشربت، ثم قال للضرع: "اقْلِصْ"، فقلص، ثم أتيته بعد ذلك فقلت: يا رسول الله، علمنى من هذا القول - أو من هذا القرآن - قال: "إِنَّكَ غُلامٌ مُعَلَّمٌ"، ولكن علمنى، فأخذت من فيه سبعين سورةً لا ينازعنى فيها أحدٌ.

5312 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جعفر بن عون، حدّثنا سفيان بن سعيد الثورى، عن أبى إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصلى في ظل الكعبة، فقال أبو جهل وناسٌ من قريش، وقد نحروا جزورًا في ناحية مكة، فبعثوا فجاءوا من سلاها فطرحوه بين كتفيه، فجاءت فاطمة فطرحته عنه، فلما انصرف، قال: وكان يستحب ثلاثًا، قال:"اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ - ثَلاثًا - بأَبِى جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَبِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَبِشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَبِالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَبِأُمَيَةَ بْنَ خَلَفَ، وَبِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ"، قال عبد الله: فلقد رأيتهم قتلى في قليب بدر - أو في قليب - قال أبو إسحاق: ونسيت السابع.

5313 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جعفر بن عون، حدّثنا مسعر، عن علقمة بن

5312 - صحيح: أخرجه البخارى [2776]، ومسلم [1794]، وابن أبى شيبة [36563] و [36677]، والنسائى في "الكبرى"[8669]، وأبو عوانة [رقم 2770، 2771]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[رقم 1155]، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"[1/ 64]، والبيهقى أيضًا في "الدلائل"[رقم 582]، وغيرهم من طريق الثورى عن أبى إسحاق السبيعى عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه.

قلتُ: وقد توبع عليه الثورى: تابعه إسرائيل وشعبة وابن أبى زائدة ويوسف بن أبى إسحاق وزهير بن معاوية وغيرهم، ورواياتهم مخرجة في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" وللَّه الحمد.

5313 -

صحيح: أخرجه مسلم [2663]، وأحمد [1/ 390، 413، 433، 445]، وابن حبان [2969]، والحاكم [2/ 413]، والبزار [5/ رقم 300/ البحر]، والحميدى [125]، والنسائى في "الكبرى"[10094]، وابن أبى شيبة [12029، 29139]، =

ص: 421

مرثد، عن المغيرة اليشكرى، عن المعرور، عن عبد الله، قال: قالت أم حبيبة: اللَّهم بارك لى في زوجى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأبى أبى سفيان، وبأخى معاوية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لَقَدْ سَأَلْتِ اللَّهَ عَنْ آجَالٍ مَضْروبَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، وَآثَارٍ مَبْلُوغَةٍ، لا يُعَجَّل مِنْهَا شَىْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ، فَلَوْ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، أَوْ عَذَابِ الْقَبْرِ كَانَ خَيْرًا - أَوْ كَانَ أَفْضَلَ".

قال: فذكُرت القردة - قال: وأراه الخنازير - أكان مما مُسخ في بنى إسرائيل؟ قال: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمَا فَيَتْرَكُ لَهُمْ نَسْلًا وَلا عَاقِبًا"، وقد كانت القردة - وأراه قال: الخنازير - قبل ذلك.

5314 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا داود بن أبى الفرات، عن

= وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 262]، والمزى في "تهذيبه"[28/ 378 - 379]، وابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 68، 69]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 447]، والفريابى في القدر [رقم 124]، والشاشى [رقم 679، 681]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 162 - 163]، والبيهقى في "الاعتقاد"[ص 173]، وفى إثبات "عذاب القبر"[رقم 164]، وفى "القضاء والقدر"[رقم 172، 173]، وجماعة من طرق عن علقمة بن مرثد عن مغيرة بن عبد الله اليشكرى عن المعرور بن سويد عن ابن مسعود به .... وهو عند بعضهم بنحوه ....

وليس عند ابن حبان والحاكم وابن أبى شيبة والنسائى والبيهقى والشاشى: الفقرة الأخيرة المتعلقة بالقردة والخنازير.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد؛ ولم يخرجاه".

قلتُ: كلا بل أخرجه مسلم يا أبا عبد الله، وقد اختلف في سنده على علقمة على لون غير محفوظ، عند الطبراني في "الأوسط"[4/ رقم 3995]، ورجع "علل الدارقطنى"[5/ 276] والله المستعان.

5314 -

صحيح لغيره: أخرجه أحمد [1/ 395، 396، 421]، والطيالسى [307]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10110]، وابن أبى الدنيا في "العقوبة"[رقم 231]، والشاشى [665]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 6562]، والطحاوى في "المشكل"[8/ 92]، =

ص: 422

محمد بن زيد، عن أبى الأعين العبدى، عن أبى الأحوص الجشمى، أن ابن مسعود، حدثهم أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير: أمن نسل اليهود هي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَلْعَنْ قَوْمًا فَمَسَخَهُمْ فَكَانَ لَهُمْ نَسْلٌ حَتَّى يُهْلِكَهُمْ، وَلَكِنَّ هَذَا خَلْقٌ كَانَ، فَلَمَّا غَضِبَ اللَّهُ عَلَى الْيَهُودِ مَسَخَهُمْ، فَكَانُوا أَمْثَالَهُمْ".

5315 -

حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا داود بن أبى الفرات، بإسناده مثله.

5316 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا زائدة، عن عاصم بن أبى

= وغيرهم من طرق عن داود بن أبى الفرات عن محمد بن زيد المكندى عن أبى الأعين العبدى عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به.

قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[6/ 53]: "هذا إسناد ضعيف، لجهالة أبى الأعين".

قلتُ: أبو الأعين هذا كان ابن حبان قد ذكره في "الثقات"[7/ 655]، ثم ترجَّح لديه ضَعْفَه، فأورده في "المجروحين"[3/ 150]، وقال: "كان ممن يأتى بأشياء مقلوبة؛ وأوهام معمولة، كأنه تعمدها، لا يجوز الاحتجاج به

" ثم ذكر أن له نسخة يرويها عن أبى الأحوص عن ابن مسعود به، "أنها نسخة ما لشئ منها أصل يرجع إليه، وقد سئل ابن معين عنه فقال:"ضعيف ولا يُعرف" وجهله أبو حاتم الرازى أيضًا، وهو من رجال "اللسان" و"التعجيل" ولا عبرة بتوثيق العجلى له أصلًا، لكن يشهد للحديث: حديث أم حبيبة الماضى قبله؛ فهو به صحيح إن شاء الله.

5315 -

صحيح لغيره: انظر قبله.

5316 -

حسن: أخرجه أحمد [1/ 405، 435]، وابن خزيمة [289]، وابن أبى شيبة [11816]، ومن طريقه ابن حبان [6847]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10413]، والبزار [5/ رقم 1724]، ومحمد بن عاصم بن الأصبهانى في "جزء من حديثه"[رقم 14]، وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"[رقم 77]، والشاشى [رقم 481]، والإسماعيلى في "المعجم"[رقم 415]، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"[1/ 75]، والذهبى في "سير النبلاء"[9/ 400 - 401]، وغيرهم من طريق زائدة بن قدامة عن عاصم بن أبى النجود عن أبى وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به.

قال الذهبى: "هذا حديث حسن قوى الإسناد". =

ص: 423

النجود، عن شقيق، عن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"مِنْ شِرَارَ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكْهُ الساعَةُ وَيَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ".

5317 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرازى، قال: سمعت بشيرًا أبا إسماعيل، ذكره عن سيار، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَإِنَّ أَنْزَلَهَا بِاللهِ أَوْشَكَ اللَّهُ لَهُ بِالْغِنَى: إِما غِنًى عَاجِلٌ، وَإمَّا مَوْتٌ آجِلٌ".

= قلتُ: وهو كما قال؛ وقبله جوَّد سنده: ابن القيم في إغاثة اللهفان [1/ 186]، وللحديث طريق آخر: يرويه قيس بن الربيع عن الأعمش عن إبراهيم النخعى عن عبيدة السلمانى عن ابن مسعود به

عند أحمد [1/ 454]، والبزار [5/ رقم 1781/ البحر]، من طريقين عن قيس به.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش بهذا الإسناد إلا قيس" وقال الإمام في "الثمر المستطاب"[1/ 363]، بعد أن ساقه من طريق أحمد: "وهذا سند حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير قيس، وهو ابن الربيع، وهو حسن الحديث

".

قلتُ: بل الحديث منكر من هذا الوجه، وهو غريب جدًّا عن الأعمش، ولا يحتمل قيس مثل هذا التفرد أصلًا، ولشطر الحديث الثاني: شاهد من رواية أبى عبيدة بن الجراح: مضى سابقًا [برقم 872]، واللَّه المستعان.

5317 -

حسن: أخرجه أبو داود [1645]، والترمذى [2326]، وأحمد [1/ 389، 407، 442]، والحاكم [1/ 566]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9785]، والبزار [4/ رقم 1458/ البحر]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1078، 1079، 1080] و [رقم 1350]، وفى "سننه"[7658]، وفى "الآداب"[رقم 805]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 314]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 544]، وابن أبى الدنيا في "الفرج بعد الشدة"[رقم 25]، وابن المبارك في "الزهد"[رقم 132]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 12]، والبغوى في "شرح السنة"[14/ 301 - 302]، والدولابى في "الكنى"[رقم 512، 893]، والشاشى [رقم 700، 705]، والطحاوى في "المشكل"[15/ 139]، وابن الشجري في "الأمالى"[1/ 407]، وغيرهم من طرق عن بشير بن سلمان أبى إسماعيل الكندى عن =

ص: 424

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سيار أبى حمزة عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه

والفقرة الأخيرة هي عند أبى داود بلفظ: بموت عاجل أو غنى عاجل) ومثله عند البيهقى في "السنن" وفى "الآداب" والبغوى ابن المبارك، وعند الحاكم:(إما بموت آجل أو غنى عاجل). وعند ابن الشجرى: (إما عاجل حاضر، أو غنى آجل) وعند الطبراني: (إما أجر آجل، وإما غنى عاجل) وعنه أبو نعيم في "الحلية" وعند القضاعى: (إما: ذخر آجل، وإما غنى عاجل) وعند الطبرى: (إما غنى عاجلًا، وإما أجلًا عاجلًا) وعند الطحاوى: (إما غنى آجل، أو غنى عاجل) وعند ابن أبى الدنيا: (بأجل حاضر، أو رزق عاجل) وعند الشاشى (إما أجل آجل، وإما غنى عاجل) وعند الدولابى في رواية له: (برزق واسع، أو أجل عاجل) وفى رواية له: (بأجل أو رزق حاضر) وفى رواية لأحمد: (برزق عاجل أو بموت آجل) وفى رواية أخرى: (إما أجل عاجل، أو غنى عاجل) وهو لفظ البيهقى في "الشعب" ولفظ الترمذى: (برزق عاجل أو آجل) وفى رواية للمؤلف [برقم 5399]: (إما عاجلًا، وإما آجلًا) قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح غريب" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد

"، وقال أبو نعيم: "غريب، لم يروه عن طارق إلا سيار، ولا عنه إلا بشير" وقال البزار:"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد".

قلتُ: والصواب: أنه إسناد حسن مع غرابته، ورجاله ثقات سوى سيار أبى حمزة، فلم يوثقه نصّا سوى ابن حبان وحده، وهو مذكور في كتابه "الثقات"[6/ 421]، لكن روى عنه جماعة من "الثقات" المشاهير؛ وصحح له الترمذى وجماعة؛ وهو قليل الحديث؛ ما علمته روى منكرًا، فالظاهر أنه شيخ صدوق إن شاء الله.

وقد وقع اسمه عند أحمد والطبرانى وجماعة كثيرة هكذا: (عن سيار أبى الحكم) وهذا غلط مكشوف. نَبَّه عليه الإمام أحمد وابن معين وأبو داود والدارقطنى وغيرهم؛ والصواب: (عن سيار أبى حمزة) كما وقع عند أبى داود ورواية لأحمد والبيهقى في (الشعب) والدولابى وابن أبى الدنيا وغيرهم؛ هذا هو الصحيح المحفوظ؛ وغامر جماعة من المتأخرين أمثال حسين الأسد، وقبله الإمام أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" ومال إليه الإمام الألبانى في "الصحيحة"[رقم 2787]، وزعموا أن صاحب هذا الحديث هو (سيار أبى الحكم) دون (سيار أبى حمزة) ولم يقنعهم إطباق أئمة النقد الكبار ممن ذكرناهم سابقًا: على توهيم من قال في =

ص: 425

5318 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا همام، حدّثنا عاصمٌ، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، أن الأمم عُرضت على النبي صلى الله عليه وسلم حتى عرضت أمته، فأعجبه كثرتهم فقيل: إن مع هؤلاء سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب.

= هذا الحديث: (عن سيار أبى حمزة) ولعلنا نذكر نصوصهم في غير هذا المكان؛ ونناقش من خالف هؤلاء السادة فيما ذهبوا إليه؛ ولو صح لهؤلاء قولهم - وهو لا يصح - من كون سيار في سنده هو (أبا الحكم) لكان يلزمهم إعلال الحديث بالانقطاع في موضعين من سنده:

الأول: بين بشير وسيار أبى الحكم، فقد جزم الإمام أحمد بكون بشير لم يسمع من سيار، كما في "العلل" له [2/ 10/ رواية عبد الله].

والثانى: بين سيار أبى الحكم وطارق بن شهاب، فقد جزم الدارقطنى في "العلل"[5/ 115]، بكون هذا لم يسمع من ذاك شيئًا، بل لم يرو عنه أصلًا، وبعدم الرواية: جزم الإمام أحمد أيضًا.

وهذا الانقطاع جواب إلزامى لا انفكاك منه البتة، فالأولى التسليم إذْ لا قِبَل للمتأخرين بمنهاضته في مثل تلك الأمور المكشوفة، وقد روى بعضهم هذا الحديث. فأوقفه على ابن مسعود، كما عند هناد في "الزهد"[1/ رقم 600]، والمرفوع هو الأصح بلا ريب.

* تنبيه: ليست الفقرة الأخيرة: عند البزار وحده، والله المستعان.

5318 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 403، 417، 454]، وابن حبان [6084]، والحاكم [4/ 460]، والبخارى في الأدب المفرد [رقم 911]، والطيالسى [352]، وابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 267] و [24/ 66 - 67]، وفى "الاستذكار"[8/ 405 - 406]، والشاشى [رقم 603]، والدارقطنى في "المؤلف والمختلف"[1/ 65]، وابن منيع في "مسنده" كما في "حادى الأرواح"[ص 89]، وأبو القاسم القشيرى في "الرسالة"[ص 75]، وغيرهم من طريق حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به في سياق أطول سوى الشاشى ورواية لأحمد، وهذا السياق الأطول: هو رواية للمؤلف أيضًا تأتى [برقم 5340]، قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد

".

قلتُ: إنما هو حسن فقط، للخلاف في عاصم، وهو صدوق متماسك؛ والحديث صحيح بلا ريب، وله طريق آخر في سياق طويل يأتى [برقم 5339]، وله شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث أبى بكر [برقم 112]، وحديث أنس [برقم 3783]. =

ص: 426

5319 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا عبد العزيز بن مسلم، حدّثنا أبو إسحاق، عن أبى الأحوص، عن ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِى يَهْبِطُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، ثُمَّ تُبْسَطُ، ثُمَّ يَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ".

5320 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا داود بن أبى الفرات، عن

= ومن شواهده: حديث أبى هريرة عند البخارى [5471، 6176]، ومسلم [16]، وجماعة كثيرة؛ وحديث ابن عباس عند البخارى [2375]، ومسلم [220]، وجماعة كثيرة أيضًا، وفى الباب أيضًا عن عمران بن حصين عند مسلم [218]، وجماعة أيضًا.

5319 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 388، 403]، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبد العزيز بن مسلم القسملى عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به نحوه

وزاد: (هل من سائل: يعطى سؤله).

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، أبو إسحاق عريق في التدليس، ولم يذكر فيه سماعًا، ثم هو قد اختلط بأخرة أيضًا، والراوى عنه لم يذكروا أنه سمع منه قديمًا، وقد وثقه جماعة؛ إلا أنه كان ربما وهم فأفحش، وقد فعل ذلك في هذا الحديث، فقد خالفه شعبة وأبو عوانة ومنصور والأعمش وجماعة، كلهم رووه عن أبى إسحاق عن الأغر أبى مسلم عن أبى هريرة وأبى سعيد كلاهما به

ونحوه

وهذا هو المحفوظ عن أبى إسحاق بلا تردد؛ وهذه الرواية الصحيحة: تأتى عند المؤلف [برقم 5936].

نعم: قد توبع أبو إسحاق على الوجه الأول عن أبى الأحوص، تابعه إبراهيم بن مسلم الهجرى على نحوه

عند أحمد [1/ 446]، وجماعة كثيرة، لكن الهجرى هذا: شيخ منكر الحديث على التحقيق، والحديث صحيح ثابت على كل حال؛ وشواهده كثيرة مشهورة؛ فراجع الحديث الماضى [برقم 1180]، والآتى [برقم 5936، 6155، 6576].

5320 -

منكر: أخرجه أحمد [1/ 394، 421]، والطيالسى [315]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10109]، وابن أبى شيبة [19935]، وابن حبان في المجروحين [3/ 150]، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامى والكنى"[رقم 463]، والشاشى [رقم 656، 674]،

ص: 427

محمد بن زيد، عن أبى الأعين العبدى، عن أبى الأحوص الجشمى، أنه قال: بينما ابن مسعود يخطب ذات يوم إذْ هو بحية تمشى على الجدار، فقطع خطبته وضربها بعصية حتى قتلها، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"مَنْ قَتْلَ حَيَّةً فَكَأَنَّمَا قَتْلَ رَجُلًا مُشْرِكًا".

5321 -

حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا داود بن أبى الفرات، بإسناده مثله.

5322 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبى، عن مسروق، قال: كنا جلوسًا عند ابن مسعود ليلةً بعد المغرب وهو يقرئنا القرآن، فسأله رجل: يا أبا عبد الرحمن، أسألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم يملك هذه

= والكلاباذى في "بحر الفوائد"[ص 190 - 191]، والطحاوى في "المشكل"[7/ 117]، وغيرهم من طريق داود بن أبى الفرات عن محمد بن زيد العبدى عن أبى الأعين عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به

وهو عند الكلاباذى والطيالسى وابن أبى شيبة: بالمرفوع منه فقط، وزاد الجميع في آخره - سوى الطيالسى والكلاباذى وابن أبى شيبة - قوله:(قد حل دمه) وفى رواية للشاشى بلفظ: (قد حل عليه القتل).

قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[2/ 88]: "رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل والبزار، كلهم من طريق أبى الأعين العبدى، وهو ضعيف

".

قلتُ: وهو كما قال، وقد مضى كلام النقاد بشأن ابن الأعين هذا: فيما علقناه على الحديث الماضى [برقم 5314]، وهذا الحديث أنكره عليه ابن حبان، وساقه في ترجمته من "المجروحين"[3/ 150]، وعنه الذهبى في "الميزان"[4/ 492 - 493]، وكان يروى نسخة تالفة عن أبى الأحوص عن عبد الله! وليس مثله ممن يُصَدَّق في أبى الأحوص أصلًا.

وللحديث طريقان آخران عن ابن مسعود به مرفوعًا، وهما منكران أيضًا، والمحفوظ فيهما موقوفًا، وللموقوف طرق بعضها صحيح ثابت.

5321 -

منكر: انظر قبله.

5322 -

ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 5031].

ص: 428

الأمة من خليفة؟ فقال ابن مسعود: ما سألنى مذ قدمت العراق قبلك، قال: نعم، سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"اثْنَا عَشَرَ، عِدَّةُ نُقَبَاءِ بَنِي إِسرَائِيلَ".

5323 -

حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا حماد، بإسناده نحوه.

5324 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا خالدٌ، عن أبى معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِيَلِنِى مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، وَلا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، وَإِياكُمْ وَهَوْشَاتِ الأَسْوَاقِ".

5325 -

حَدَّثَنَا القواريرى، حدّثنا يزيد بن زريع، مثله.

5326 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبى، قال: سمعت عبد الملك بن عمير يحدث، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا لا تَرْجِعُوا بَعْدِى كُفارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".

5323 - ضعيف: انظر قبله.

5324 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5111].

5325 -

صحيح: انظر قبله.

5326 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 402]، والبزار [5/ رقم 2020/ البحر]، وأبو عمرو المدينى في جزء فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم:"نضر الله امرأ سمع مقالتى فأداها"[رقم 3]، والشاشى [رقم 284]، وغيرهم من طريق جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به.

قلتُ: وهذا إسناد قوى، رجاله كلهم رجال الشيخين؛ وعبد الرحمن قد اختلف في سماعه من أبيه، إلا أن المعتمد ثبوته وصحته؛ وقال البزار عقب روايته:"وهذا الحديث لا نحفظه عن عبد الله إلا بهذا الإسناد".

قلتُ: وفى الباب شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث: الصنابحى [برقم 1452]، وأنس [3946]، ويأتى حديث ابن عمر [5586، 5592]، وحديث عاصم بن الحكم [6832].

ص: 429

5327 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن عبد الله الأسدى، حدّثنا سفيان، عن أبى إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ:{فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)} [القمر: 22].

5328 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن عبد الله الأسدى، حدّثنا أبان بن عبد الله البجلى، عن كريم بن أبى حازم، عن سلمى بنت جابر، أن زوجها استشهد، فأتت عبد الله بن مسعود، فقالت: يا أبا عبد الرحمن، إن زوجى استشهد، وقد خطبنى الرجال، فترجو إن جمع الله بينى وبينه في الجنة أن أكون من أزواجه؟ قال: نعم، فقال بعض القوم: يا أبا عبد الرحمن، ما رأيناك صنعت هذا بامرأة غير هذه؟ قال: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"إنَّ أَوَّلَ أُمَتِى لحُوقًا بِى فِي الجَنَّةِ امْرَأَةٌ مِنْ أَحْمَسَ".

5327 - صحيح: أخرجه البخارى [3163، 3167، 3196، 4588، 4589، 5490، 4591، 4592، 4593]، ومسلم [823]، وأبو داود [3994]، والترمذى [2937]، والنسائى في "الكبرى"[11555]، وابن الجعد [2522]، وأحمد [1/ 395، 406، 413، 461]، وابن حبان [6327، 6328]، والطيالسى [282]، والبزار [5/ رقم 1649/ البحر]، وأبو عوانة [رقم 3971، 3972، 3973]، والشاشى [رقم 411، 412]، وجماعة من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود به

وزاد ابن الجعد: (دالًا) يعنى (مدكر) وهو للبخارى ومسلم وأحمد وابن حبان.

قلتُ: قد اختلف في سنده على أبى إسحاق على وجوه أخرى كلها غير محفوظة، فراجع "علل الدارقطنى"[5/ 39 - 40].

وهذا الحديث: استدركه الحاكم [2/ 273]، فوهم الوهم الفاحش، وقد صرح أبو إسحاق بالسماع عند البخارى ومسلم وجماعة

واللَّه المستعان.

5328 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 403]، والخرائطى في "اعتلال القلوب"[رقم 407]، وأبو عروبة الحرانى في "المنتقى من الطبقات"[رقم 65/ انتقاء عبد الغنى المقدسى الحافظ]، وابن المبارك في "البر والصلة" كما في "الإصابة"[2/ 161]، وغيرهم من طريق زبان بن عبد الله البجلى عن كريم بن أبى حازم عن جدته سلمى بنت جابر عن ابن مسعود به

وهو عند ابن المبارك بالقصة في أوله دون المرفوع منه. =

ص: 430

5329 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا عبد العزيز بن مسلم، حدّثنا أبو إسحاق، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، قال: قلنا: يا رسول الله، أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال:"تُصَلِّى الصَّلَوَاتِ لمَوَاقِيتِهَا"، قال: قلت: ثم أي؟ قال: "ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ"، قال: قلت: ثم أي؟ قال: "ثُمَّ الجهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِى.

5330 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا عبد العزيز بن مسلم، حدّثنا سليمان الأعمش، عن إبراهيم النخعى، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إيمَانٍ، وَلا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ".

5331 -

حَدَّثَنَا عبد الواحد بن غياث، حدّثنا عبد العزيز بن مسلم، بمثله.

5332 -

حدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن أبى بكير، حدّثنا شيبان، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قِتَالُ المُؤْمِنِ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ".

= قال الهيثمى في "المجمع"[5/ 538]: (رواه أحمد وأبو يعلى، وسلمى لم أجد من وثقها، وبقية رجال أحمد ثقات).

قلتُ: كلا، فإن أبان البجلى مختلف فيه، وكريم لا يُعْرَف له راو عنه سوى أبان وحده، وقد نزل الحافظ في ترجمته من "التعجيل"[ص 353]، عن البخارى أنه قال عنه:"لا يصح حديثه" فلا عبرة بذكر ابن حبان له في "الثقات"[5/ 343]، لما عُلِمَ من تساهله الفاحش في توثيق تلك الطبقة، وسلمى بنت جابر: ذكرها بعضهم في "الصحابة" استنادًا إلى هذا الخبر، وقد عرفت أن الطريق لا يثبت إليها، ففى صحبتها نظر لا يخفى.

5329 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5286].

5330 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5013].

5331 -

انظر قبله.

5332 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5119].

ص: 431

5333 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن أبى بكير، عن إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: أقرأنى رسول الله: "إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ المتِينُ".

5333 - صحيح: أخرجه البخارى [3993]، والترمذى [2940]، وأحمد [1/ 394، 397، 418]، والحاكم [2/ 255، 273]، والطيالسى [317]، والبزار [5/ رقم 1897/ البحر]، والنسائى في "الكبرى"[11527]، وتمام في "الفوائد"[1/ رقم 516]، والذهبى في "التذكرة"[1/ 391]، وأبو عمر الدورى في جزء فيه "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 108]، وابن منده في "التوحيد"[رقم 138]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 823]، والشاشى [رقم 430، 431، 432]، والذهبى أيضًا في "سير النبلاء"[7/ 360] و [10/ 403]، وغيرهم من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به

ووقع عند الحاكم: "إن الله هو الرزاق

" وهذا أراه وهمًا، والصواب: "إنى أنا الرزاق

".

قال الحاكم: "هذا حديث على شرط الشيخين صحيح" وقال الترمذى: (هذا حديث حسن صحيح" وقال الذهبى في "التذكرة": "إسناده قوى .... " وقال في "السير": "هذا حديث غريب" وجزم الحافظ في "الفتح" [8/ 651]، بكونه على شرط البخارى.

قلتُ: وهو كما قال الحاكم على شرط الشيخين، إلا أنه معلول، فأبو إسحاق إمام في التدليس، ولم يذكر فيه سماعًا، ولو ذكر؛ فإنه كان قد اختلط بآخرة أيضًا، ولم يروه أحد ممن سمع منه قبل اختلاطه على التحقيق، إنما رواه إسرائيل وقيس بن الربيع، وكلاهما قد تأخر سماعه من أبى إسحاق البتة، وقد خالفهما شعبة، وهو أثبت منهما بالاتفاق، وأصح سماعًا من أبى إسحاق بلا خلاف، فرواه عن أبى إسحاق فقال: عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود به

فجعل شيخ أبى إسحاق فيه: (الأسود) بدل: (عبد الرحمن بن يزيد) هكذا أخرجه ابن حبان [6329]، بإسناد صحيح إلى شعبة به

وهذا هو المحفوظ عن أبى إسحاق عندى، وسنده صحيح مستقيم؛ وعنعنة أبى إسحاق مجبورة برواية شعبة عنه، ولم يختلف أحد في كون شعبة قد سمع من أبى إسحاق قديمًا، فقد صح الحديث على كل حال. وقد جزم جماعة بشذوذ تلك القراءة؛ ولا يصح ذلك عندى، ولبيان هذا مكان آخر

والله المستعان.

ص: 432

5334 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا الحسن بن موسى، وحميد بن عبد الرحمن، قالا: حدّثنا زهيرٌ، عن أبى إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، وعلقمة، عن عبد الله، قال: أنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في كل رفع، ووضع، وقيام، ويسلم عن يمينه وعن شماله:"السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله"، حتى أرى بياض خديه، ورأيت أبا بكر وعمر يفعلان ذلك.

5335 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا أبو إسحاق، عن أبى الأحوص، سمعه منه، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لقوم يتخلفون عن الجمعة:"لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلا يُصَلِّى بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ".

5334 - صحيح: مضى سابقًا [برقم 5051، 5101].

5335 -

صحيح: أخرجه مسلم [652]، وأحمد [1/ 394، 402، 422، 449، 461]، وابن خزيمة [1853، 1854]، والحاكم [1/ 430]، والطيالسى [316]، والطبرانى في "الأوسط"[4/ رقم 3633]، وفى "الصغير"[رقم 479]، والبزار [5/ رقم 2082/ البحر]، وعبد الرزاق [5170]، وابن أبى شيبة [5539]، والبيهقى في "سننه"[4714، 5365]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 168]، وفى "المشكل"[15/ 43، 44]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 133 - 134]، وفى "المستخرج على مسلم"[رقم 1458]، والخطيب في "تاريخه"[4/ 356] و [5/ 433]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 335]، وفى "الاستذكار"[2/ 140]، وأبو عوانة [رقم 2531]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1684]، وجماعة من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه.

قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".

قلتُ: كيف هذا وقد أخرجه مسلم، أما لأوهام ابن البيع من نهاية؟! وقد صرح أبو إسحاق بالسماع عند مسلم وجماعة؛ وللحديث شواهد قد استوفيناها في (غرس الأشجار) والله المستعان.

ص: 433

5336 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا أبو إسحاق، قال: ليس أبو عبيدة ذكره، ولكن عبد الرحمن بن الأسود أراه، عن عبد الله، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم الغائط وأمرنى أن آتيه بثلاثة أحجار، فأخذت حجرين والتمست الثالث فلم أجده، فأخذت روثةً فأتيت بهن النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال:"هَذِهِ رِكْسٌ".

5337 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا أبو إسحاق الشيبانى، قال: أتيت زر بن حبيش، قال: فألقيت على محبةٌ منه، وعنده شبابٌ، فقالوا لى: سله {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)} [النجم: 9]، فسألته، فقال: قال عبد الله بن مسعود: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأَى جبريل وله ست مائة جناح.

5338 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن عمرو بن ميمون، أن ابن مسعود حدثهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"يَكُونُ فِي النَّارِ قَوْمٌ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ فَيَكُونُوا فِي أَدْنَى الجَنَّةِ، فَيُغْسَلُونَ فِي نَهَرِ الحيَاةِ، يُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الجَنَّةِ الجهَنَّمِيِّينَ، لَوْ أَضَافَ أَحَدُهُمُ الدُّنْيَا لأَطْعَمَهُمْ، وَسَقَاهُمْ، وَفَرَشَهُمْ وَلحَفَهُمْ - وأَحْسَبُهُ قَالَ: وَزَوَّجَهُمْ، لا يُنْقُصُهُ ذَلِكَ شَيْئًا".

5339 -

حَدَّثَنَا الحسن بن موسى، حدّثنا شيبان، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران

5336 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4978].

5337 -

صحيح: مضى تخريجه [برقم 4993].

5338 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4979].

5339 -

صحيح: دون الفقرة في آخره: (فداكم أبى وأمى

إلخ): أخرجه أحمد [1/ 401، 402]، وابن حبان [6431، 7346]، والحاكم [4/ 621]، والطبرانى في "الكبير"[100/ رقم 9765، 9766، 9767، 9768، 9769، 9770]، وعبد الرزاق [19519]، والبزار [4/ رقم 441/ البحر]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 247 - 248]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[رقم 250]، والطبرى في "تفسيره"[23/ 126 - 127]، =

ص: 434

ابن حصين، عن ابن مسعود، قال: تحدّثنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى أكثرنا الحديث، ثم رجعنا إلى أهلينا، فلما غدونا على نبى الله صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّهَا عُرِضَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ الأَنْبِيَاءُ بِأُمَمِهَا وَأَتْبَاعِهَا مِنْ أُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرّ مَعَهُ الثَّلاثَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ الْيَسِيرُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَا مَعَهُ مِنْ قَوْمَهِ أَحَدٌ، وَقَدْ أَنْبأَكُمُ اللَّهُ عَنْ لُوطٍ، وَقَالَ: {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)} [هود: 78]، قَالَ: حَتَّى أَتَى عَلَيَّ مُوسَى فِي كُبْكُبَةٍ مِنْ بَنِي إِسرَائِيلَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِى، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسرَائِيلَ، قَالَ: قُلْتُ: رَبِّ فَأَيْنَ أُمَّتِى؟ قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَإِذَا الظِّرَابُ، ظِرَابُ مَكَّةَ، قَدْ سدَّتْ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، قَالَ: قُلْتُ: رَبِّ، مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ أُمَّتُكَ، قَالَ لِي: أَرَضِيتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: رَبِّى، رَضِيتُ، قَالَ: قِيلَ لِي: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ، فَإِذَا الأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِالرِّجَالِ، قَالَ: فَإِنَّ مِنْ هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ"، قال: فأنشأ عكاشة بن محصن أخو بنى أسد بن خزيمة، فقال: يا رسول الله، ادع ربك أن يجعلنى منهم، قال:"اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ"، قال: فأنشأ رجلٌ آخر، فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم:"سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ"، قال: ثم قال

= والثعلبى في "تفسيره"[9/ 212]، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات [رقم 926]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 191 - 192]، والخطيب في "الفصل للوصل"[2/ 640 - 652]، والطيالسى [404]، وغيرهم من طرق عن قتادة عن الحسن البصرى عن عمران بن حصين عن ابن مسعود به نحوه

وهو عند جماعة فيه تقديم وتأخير.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد) وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة" وقال ابن كثير في "تفسيره"[2/ 96]، بعد أن ساقه من طريق أحمد:"هذا إسناد صحيح من هذا الوجه، تفرد به أحمد؛ ولم يخرجوه". =

ص: 435

يومئذ: "أَرْجو أَنْ يَكُونَ مَنْ تَبِعَنِى مِنْ أُمَّتِى رُبْعَ أَهْلِ الجَنَّةِ"، قال: فكبرنا، ثم قال:"أَرْجو أَنْ تَكُونوا الثُّلثَ"، قال: ثم كبرنا، ثم قال:"أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا الشَّطْرَ، ثُمَّ قَرَأ: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (40)} [الواقعة: 39، 40]، فَذَكَرَ لَنَا أنَّ رِجَالا مِنَ الْمُؤْمنينَ تَرَاجَعُوا بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ أَتَرَوْنَ عَمَلَ هَؤُلاءِ السَّبْعِينَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ؟! حَتَّى صَيَرُوهُمْ أَنَّهُمْ نَاسٌ وُلِدُوا فِي الإسْلامِ، ثُمَّ لَمْ يَزَالُوا حَتَّى مَاتُوا عَلَيْهِ"، قال فيما حدثهم حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنْ هُمُ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرْقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"، قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يَوْمَئِذٍ إِنَّ اسْتَطَعْتُمْ - فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّى - أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ فَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ، فَإِن عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ، فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ، فَإِن عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الأُفُقِ، فَإِنِّى رَأَيْتُ عِنْدَهُ نَاسًا يَتَهَوَّشُونَ كَثِيرًا".

= قلتُ: رأيتُ الحافظ قد ساق طرفًا من أوله في "الفتح"[11/ 407]، وعزاه لأحمد والبزار بسند صحيح، وفى كل ذلك نظر لا يخفى، لأن الإسناد وإن كان رجاله رجال "الصحيح" كما يقول الهيثمى في "المجمع"[10/ 749]، إلا أنه معلول، فإن قتادة لم يذكر فيه سماعًا، وهو إمام في التدليس، نعم: رأيته صرح بسماعه من الحسن عند الطبرى في "تفسيره" لكن يبقى: أن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين كما قاله ابن المدينى وجماعة، راجع "جامع التحصيل"[ص 163، 164]، و"المراسيل"[ص 37 - 38، 39].

نعم قد تابعه: العلاء بن زياد مقرونًا معه في سنده عند الحاكم والبزار وأبى بكر الشافعي، وهو رواية لأحمد وابن حبان والطبرانى والخطيب؛ من طريق قتادة عن الحسن البصرى والعلاء بن زياد كلاهما عن عمران بن حصين به.

قلتُ: والعلاء بن زياد هو ابن مطر العدوى: الثقة الزاهد المأمون، ذكر بعضهم له رواية عن (عمران بن حصين) لكن لا أدرى سمع منه أم لا؟! ثم إن قتادة لم يذكر عنه سماعًا فأخشى أن يكون لم يسمعه منه، وهذه قوادح في الإسناد بلا ريب.

فإن قيل: قد صرح الحسن البصرى بسماعه من عمران بن حصين عند الثعلبى في "تفسيره".=

ص: 436

5340 -

حَدَّثنَا أبو خيثمة، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ بِالموْسِمِ، فَرَأَيْتُ أُمَّتِى، ثُمَّ رَأَيْتُهُمْ فَأَعْجَبَنِى كَثْرَتُهُمْ وَهَيْئَتُهُمْ قَدْ مَلَؤُوا السَّهْلَ وَالجَبَلَ، فَقَالَ: رَضِيتَ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: إِنَّ لَكَ مِنْ هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُمُ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلونَ"، فقام عكاشة بن محصن، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلنى

= قلنا: هذا وهم من بعضهم ولا بد، فقد كان الإمام أحمد شديد الإنكار على من يروى عن الحسن:(حدثنى عمران بن حصين)، لأنه لم يسمع منه، كما في "المراسيل"[ص 39].

على أن جملة: (حدثنى عمران بن حصين) الواقعة في سند الثعلبى، ما أراها إلا من تصرف الناسخ، فإن الحديث عند الثعلبى من طريق الطبرى، وهذا في "تفسيره"[23/ 126/ طبعة الرسالة]، وليس فيه إلا قول قتادة:"ثنا الحسن عن عمران بن حصين" فسقط التعلُّق بتلك الشبهة رأسًا، ثم إن في متن الحديث إدراجًا نبه عليه الخطيب في "الفصل للوصل"، فإنه قال [2/ 643]: (وبعض المتن ليس من حديث ابن مسعود، وإنما حديث ابن مسعود من أوله إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سبقك بها عكاشة" وما بعده كان يرسله الراوى، ولا يسنده إلى أحد، ويقول فيه: وذكر لنا

) ثم عين الخطيب صاحب هذا الإدراك فقال: (وأحسب، بل لا أشك أن القائل ذلك: قتادة، فإنه كان كثيرًا ما يفعل هذا في الأحاديث).

قلتُ: ثم ذكر الدلائل على هذا الإدراج بما يوجب التسليم له فيما قال، لكن الحديث ثابت إن شاء الله، فإن الفقرة الأولى منه مع قصة عكاشة: طريقًا آخرًا عن ابن مسعود به نحوه ....

وهو الآتى [برقم 5340]، وقد مضى مختصرًا [برقم 5318]، وقد أشرنا إلى شواهد ذلك هناك، أما الفقرة التى ما بعد قصة عكاشة حتى قوله:(وعلى ربهم يتوكلون) فيشهد لها حديث ابن عباس عند البخارى [5378، 5420، 6175]، ومسلم [220]، وجماعة كثيرة.

وأما باقى الحديث: فلم أجد ما يشهد له الآن مما يكون صالحًا لتقويته، وهو من مراسيل قتادة كما سبق في كلام الخطيب آنفًا، وأجارك الله من مرسلات أبى الخطاب البصرى! واللَّه المستعان.

5340 -

صحيح: مضى الكلام على هذا الطريق [برقم 5318]، وهو هناك مختصرًا ببعضه؛ وقد أشرنا إلى شواهده ثَمَّ

واللَّه المستعان.

ص: 437

منهم، فدعا له، ثم قام آخر، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلنى منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ".

5341 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا هشام بن عبد الملك، حدّثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت النزال بن سبرة، يقول: سمعت عبد الله، يقول: سمعت رجلا يقرأ آيةً سمعت خلافها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأخذت بيده فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"كِلاكُمَا مُحْسِنٌ"، قال شعبة: وأظنه قال: "لا تَخْتَلِفُوا، فَإِنَّ مَنْ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَلَكُوا".

5342 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا هشام بن عبد الملك، حدّثنا شعبة، عن سليمان، عن أبى وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلانٍ".

5341 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5057].

5342 -

صحيح: أخرجه البخارى [3015]، ومسلم [1736]، وابن ماجه [2872]، والنسائى في "الكبرى"[873]، وأحمد [1/ 411، 417، 441]، والدارمى [2542]، وابن حبان [7341]، والطيالسى [254]، والبزار [5/ رقم 1680/ البحر]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4453، 5270]، وفى "سننه"[16411، 18202]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 210]، وأبو عوانة [رقم 6517، 6518، 6519، 6520]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 3329]، والشاشى [رقم 521، 22، 523، 525، 526، 536]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود به

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن سليمان عن أبى وائل عن عبد الله إلا شعبة".

قلتُ: هذا مبلغ علمه؛ وإلا فقد توبع شعبة عليه: تابعه شيبان النحوى عند أبى عوانة؛ وتابعه أيضًا: يزيد بن عبد العزيز عند مسلم وأبى عوانة أيضًا. واللَّه المستعان.

* تنبيه: قول البزار الماضى، قد تعقبه فيه المحدث الحوينى في "تنبيه الهاجد"[رقم 398]، بقوله مخاطبًا البزار: "قلتُ: رضى الله عنك، فلم يتفرد به شعبة، بل تابعه عليه يزيد بن عبد العزيز وشيبان بن عبد الرحمن

إلخ". =

ص: 438

5343 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا هشام بن عبد الملك، حدّثنا أبو عوانة، عن سماك، عن إبراهيم، عن الأسود، أو علقمة، عن عبد الله، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنى أصبت امرأة في البستان، فأصبت منها كل شئ غير أنى لم أنكحها، فافعل بى ما شئت، فلم يقل له شيئًا، فذهب، ثم دعاه فقرأ عليه:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].

5344 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا هشام بن عبد الملك، حدّثنا أبو عوانة، عن سماك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه.

5345 -

وَبِهِ حدثّنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن خالد بن ربعى الأسدى، قال: سمعت ابن مسعود، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ".

= كذا نص التعقُّب: "فلم يتفرد به شعبة .... " وما يلزم هذا البزار وهو لم يجزم بتفرد شعبة به، إنما نفى علمه بذلك وحده؛ وإنما يحسن التعقب عليه بمثل أو نحو ما تعقبناه نحن آنفًا، وقد أكثر الحوينى - أيده الله - من إنشاء نص التعقُّب الماضى في الرد على جماعة من الأئمة لم يطلقوا على الحديث إلا نفى علمهم بأنه لم يرو إلا من هذا الطريق، أو لم يروه إلا فلان، ونحو تلك العبارات التى لا تفيد النفى المطلق، وإن أفادت مطلق النفى، وقد تعقبنا المحدث الحوينى في هذا وأمثاله فيما بسطنا الكلام عليه من كتابنا:"إيقاظ العابد بما وقع من الوهم في تنبيه الهاجد" وما لنا فيه إلا ابتغاء وجه الرب وحده.

5343 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5240].

5344 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4981].

5345 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 395، 410]، وابن حبان [6424]، والطبرانى في "الكبير"[10/ 10546]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 120]، والشاشى [رقم 780]، وغيرهم من طرق عن عبد الملك بن عمير عن خالد بن ربعى عن ابن مسعود به

مرفوعًا موقوفًا. =

ص: 439

5346 -

وَحَدَّثَنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قِتَالُ المسْلِمِ أَخَاهُ كفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ".

5347 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا الفضل بن دكين، حدّثنا سيف بن أبى سليمان، قال: سمعىت مجاهدًا، قال: حدثنى أبو معمر عبد الله بن سخبرة، قال: سمعت ابن مسعود، يقول: علمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كَفِّى بين كفيه كما يعلمنى السورة من القرآن: "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ"، وهو بين ظهرانينا، فلما قبض قلنا: السلام على النبي صلى الله عليه وسلم.

= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة حال خالد بن ربعى؛ فقد انفرد عنه عبد الملك بالرواية؛ ولم يوثقه أحد سوى ابن حبان وحده، وعبد الملك بن عمير من رجال الجماعة؛ إلا أنه كان يضطرب في الأسانيد والطرق، وقد اضطرب في هذا الحديث وقفًا ورفعًا، لكن الحديث صحيح ثابت مرفوعًا؛ فله طرق أخرى عن ابن مسعود به

مضى بعضها [5149، 5180، 5249].

5346 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5119].

5347 -

صحيح: أخرجه البخارى [5910]، ومسلم [02]، والنسائى [1171]، وأحمد [4141]، والبزار [5/ رقم 1799/ البحر]، وابن أبى شيبة [2986]، والبيهقى في "سننه"[2645]، وأبو عوانة [رقم 2026]، والطحاوى في "المشكل"[9/ 119]، وغيرهم من طرق عن أبى نعيم الملائى عن سيف بن أبى سليمان عن مجاهد بن جبر عن عبد الله بن سخبرة أبى معمر الكوفى عن ابن مسعود به

وقول ابن مسعود في آخره ليس عند مسلم ولا النسائي والبزار.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث أبى معمر عن عبد الله إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن مجاهد إلا سيف بن سليمان! ".

قلتُ: وسيف هذا كاسمه، كان ثقة ثبتًا متقنًا من الحفظة؛ إلا أنه رمى بالقدر، ولم يثبت عن ابن نمير وابن معين تكذيبه أصلًا، نعم: قد خولف في سند هذا الحديث، كما شرحناه في "غرس الأشجار" إلا أن قوله هو المتبع عن مجاهد

واللَّه المستعان.

ص: 440

5348 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا الفضل بن دكين، حدّثنا شريكٌ، عن الركين، عن أبيه، عن عبد الله يرفعه، قال:"الرِّبَا وَإنَّ كَثُرَ فَإنَّ عَاقِبَتَهُ تصِيرُ إلَى قُلٍّ".

5349 -

حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حدّثنا شريكٌ، عن الركين، عن أبيه، عن عبد الله، أو قال: عن ابن مسعود، رفعه، قال:"الرِّبَا وَإنَّ كَثرَ فَإنَّ عَاقِبَتَهُ تَصِيرُ إلَى قُلٍّ".

5350 -

حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا الفضل، ومحمد بن عبد الله الأسدى، قالا: حدّثنا سفيان، عن أبى قيس، عن هزيل، عن عبد الله، قال:"لَعَنَ رَسوُلُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَالْوَاصِلَةَ، وَالموْصُولَةَ، وَالمحِلَّ وَالمحَلَّلَ لَه".

5351 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا هشيم بن بشير، حدّثنا أبو الزبير، عن نافع بن جبير، عن أبى عبيدة، عن عبد الله، أن المشركين شغلوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق عن أربع صلوات حتى ذهب من الليل ما شاء الله، قال: ثم أمر بلالًا فأذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء.

5348 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5042].

5349 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5042].

5350 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5054].

5351 -

صحيح: دون ذكر الآذان في أوله: أخرجه الترمذى [179]، والنسائى [662]، وأحمد [1/ 375]، وابن أبى شيبة [4779، 36501، 36821]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[1751]، وابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 236 - 237]، وفى "الاستذكار"[2/ 408]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 30]- وعنده معلقًا - وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1141]، وغيرهم من طرق عن هشيم بن بشير عن أبى الزبير المكى عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود به.

قال الترمذى: "حديث عبد الله ليس بإسناده بأس؛ إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من عبد الله" وتعقبه الإمام في "الإرواء"[1/ 257]، قائلًا:(قلتُ: فهو منقطع، أفيصح نَفْى البأس عنه؟!).

ص: 441

5352 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا العوام، عن محمد بن أبى محمد - مولًى لعمر بن الخطاب - عن أبى عبيدة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ

= قلتُ: إِى واللَّه، يصح نَفْى البأس عنه مع الاعتراف بانقطاعه، إن كان الترمذى يذهب مذهب ابن المدينى في تصحيح رواية أبى عبيدة عن أبيه، وإدخالها في جملة (المسند) مع الإقرار بالانقطاع بينهما، باعتبار أن أبا عبيدة كان من أعلم الناس بحديث أبيه وإن لم يسمع منه، وأنه إنما تَلقَّى حديث أبيه من أهل بيته الثقات، هكذا قرر ابن رجب في مواضع من "فتح البارى" وبهذا أخذ جماعة كثيرة من محققى المحدثين من أهل تلك الأعصر، ومشوا على مذهب جماعة من المتقدمين في تصحيح رواية أبى عبيدة عن أبيه، مع اعترافهم بكونه لم يسمع منه، باعتبار ما قدمناه آنفًا.

وهذا مذهب يروق للناظرين، ويحلو لبعض المحققين، إلا أنه لم يلق منا رواجًا ولا احتفالًا، ونقضنا غزله في مواضع متفرقة من "غرس الأشجار" وقررنا هناك وجوب المسير على الجادة من إعلال رواية أبى عبيدة عن أبيه، إلا ما صححه بعض الحذاق خاصة من تلك النسخة، فتقضى بذلك على أن هذا الناقد قد اطلع على ما لم نطلع عليه، كأن يكون قد وقف على الواسطة بين أبى عبيدة وأبيه؛ فوجده ثقة عنده؛ أو وقف للحديث على طرق لم نقف نحن بعد عليها.

وعلى كل حال: فالإسناد هنا معل بالانقطاع، وهشيم قد صرح بالسماع عند المؤلف وجماعة؛ وشيخه أبو الزبير: لا يدلس إلا عن جابر وحده، كما مضى بيان ذلك فيما علقناه على الحديث [برقم 1769]، وقد خولف هشيم بن بشير في ذكر الآذان في أوله، خالفه هشام الدستوائى - واختلف عليه في ذِكْر الأذان - والأوزاعى، فروياه عن أبى الزبير بإسناده به نحوه

فلم يذكرا الأذان في أوله ولا فيه كله، وقد خرجنا روايتهما في (غرس الأشجار) وهذا هو المحفوظ عن أبى الزبير، نعم: للحديث طريق آخر عن ابن مسعود به

نحوه

مع زيادة الأذان قبل كل صلاة، إلا أن سنده تالف، وقد مضى الكلام عليه عند المؤلف [برقم 2628]، وللحديث شاهد ثابت من رواية أبى سعيد الخدرى به نحوه في سياق أتم

دون ذكر الأذان فيه، وقد مضى [برقم 1296]، فراجع الكلام عليه هناك. وفى الباب عن جابر بن عبد الله وغيره، والله المستعان.

5352 -

ضعيف بهذا السياق: مضى الكلام عليه [برقم 5085، 5116].

ص: 442

مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاث إلا كَانُوا لَهُمَا حِصْنًا حَصِينًا مِنَ النَّارِ"، قال: فقلنا: يا رسول الله، وإن كانا اثنين؟ قال: "وَإنَّ كَانَا اثْنَيْنِ"، قال: فقال أبو ذر: يا رسول الله، لم أقدم إلا اثنين؟ قال: "وَإنَّ كَانَا اثْنَيْنِ"، قال: فقال أبى بن كعب أبو المنذر سيد القراء: لم أقدم إلا واحدًا؟ قال: "وَإنَّ كَانَ وَاحِدًا"، قال: "إنَّمَا ذَلِكَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى".

5353 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن خصيف، حدّثنا أبو عبيدة، عن عبد الله، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فقاموا صفين، فقام صفٌ خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وصفٌ مستقبلٌ العدو، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصف الذين يلونه ركعةً، ثم قاموا فذهبوا فقاموا مقام أولئك مستقبل العدو، وجاء أولئك فقاموا مقامهم، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم، ثم قاموا فصلوا لأنفسهم ركعةً ثم سلموا، ثم ذهبوا فقاموا مقام أولئك مستقبلى العدو، ورجع أولئك إلى مقامهم فصلوا لأنفسهم ركعةً، ثم سلموا.

5353 - ضعيف بهذا السياق: أخرجه أبو داود [1244، 1245]، وأحمد [1/ 375]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 61]، وابن أبى شيبة [8275]، وابن عبد البر في "التمهيد"[15/ 165 - 266]- وعنده معلقًا - وابن أخى ميم في "فوائده"[ص 123]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 311]، والبيهقى في "سننه"[5840]، والطبرى في "تفسيره"[9/ 150/ طبعة الرسالة]، وغيرهم من طرق عن خصيف بن عبد الرحمن عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به نحوه.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، وفيه علتان:

الأولى: خصيف بن عبد الرحمن: تكلم فيه جماعة من قبل حفظه؛ وكان مضطرب الحديث كما قاله الإمام أحمد وغيره، وقد اضطرب في متنه أيضًا، كما ذكرناه في "غرس الأشجار".

والثانية: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، كما صرح هو نفسه بذلك، وبالعلتين جميعًا: أعله البيهقى عقب روايته في "سننه" وكذا النووى في "الخلاصة"[2/ 747]، وله شواهد عن جماعة من الصحابة نحو أكثر سياقه؛ والحديث ضعيف بهذا السياق جميعًا، وفيه ألفاظ لم تأت في غيره في حديث يصح، واللَّه المستعان.

وقد استوفينا الكلام عليه مع أحاديث الباب في "غرس الأشجار".

ص: 443

5354 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن سفيان، عن عيسى ابن أبى عزة، عن الشعبى، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع في قيمة خمسة دراهم.

5355 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا زائدة، حدّثنا عاصمٌ، عن زر، عن عبد الله، قال: لحق بالنبى صلى الله عليه وسلم عبدٌ أسود فمات، فأذن به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"انْظُرُوا هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟ " قالوا: ترك دينارين، قال:"كَيَّتَانِ".

5356 -

وَعَنْ زائدة، حدّثنا الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، حدثهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إذنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الحجَابَ، وَأَنْ تَسْمَعَ سَوَادِى حَتَّى أَنْهَاكَ"، قال الحسن: السواد: السرار.

5357 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا معاوية، حدّثنا زائدة، قال سليمان: سمعتهم

5354 - ضعيف: أخرجه النسائي [4942]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 185]، والبيهقى في "المعرفة"[رقم 5450]، وأبو داود في "المراسيل"[رقم 226]، وغيرهم من طريق الثورى عن عيسى بن أبى عزة عن عامر الشعبى عن ابن مسعود به.

قال ابن عبد البر في "التمهيد"[14/ 381]، بعد أن ذكره:"والشعبى لم يسمع من ابن مسعود، وهذا الحديث عندهم ضعيف".

قلت: وهو كما قال؛ وقد جزم غير واحد من النقاد بكون الشعبى لم يسمع من ابن مسعود شيئًا وقد فصلنا الكلام عليه في كتابنا: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". واللَّه المستعان.

5355 -

حسن: مضى الكلام عليه [برقم 4997].

5356 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4989].

5357 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 404]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 3992]، وابن عساكر في "تاريخه"[33/ 86]، وغيرهم من طريقين عن الأعمش عمن سمعهم يذكرون عن إبراهيم بن سويد عن علقمة عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة من حدث الأعمش عنهم، والمحفوظ عن إبراهيم بن سويد أنه يروى هذا الحديث عن: عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به

كما في الماضى قبله [رقم 5356].

ص: 444

يذكرون، عن إبراهيم بن سويد، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَكْشِفَ السِّتْرَ".

5358 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، قال: حدّثنا عفان بن مسلم، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، حدّثنا الحارث بن حصيرة، حدّثنا القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيْفَ أَنْتُمْ وَرُبعُ أَهْلِ الجَنَّةِ، لَكُمْ رُبُعُهَا وَلِسَائِرِ النَّاسِ ثَلاثَة أَرْبَاعِهَا؟ " قال؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"فَكَيْفَ أَنْتمْ وَثُلُثُهَا؟ " قال: فيقولون: فذاك الخير، قال:"فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَالشَّطْرُ؟ " قالوا: فذاك الخير، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَهْكُ الجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ أَنْتُمْ مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًّا".

5359 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عاصم بن

5358 - صحيح: أخرجه أحمد [1/ 453]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10350، 1398]، وفي "الأوسط"[1/ رقم 539]، وفى "الصغير"[1/ رقم 83]، والبزار [5/ رقم 1999]، وابن أبى شيبة [21715]، وابن فاخر الأصبهانى في جزء من مجلسه [رقم 65]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 194]، والخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 1331]، وغيرهم من طريق الحارث بن حصيرة عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن ابن مسعود به

وهو عند الخطيب والطبرانى في "الصغير" بالفقرة الأخيرة منه فقط.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح في الشواهد والمتابعات؛ والحارث بن حصيرة مختلف فيه، وإليه أشار الهيثمى في "المجمع"[10/ 744]، بعد أن عزا الحديث للمؤلف وجماعة، قال:"ورجالهم رجال الصحيح، غير الحارث بن حصيرة، وقد وثق".

قلتُ: لكن للحديث طريق آخر صحيح عن ابن مسعود به نحوه

يأتى عند المؤلف [برقم 5386]، وهو دون الفقرة الأخيرة المتعلقة بعدد صفوف أهل الجنة، ولهذه الفقرة شاهد ثابت من حديث بريدة بن الحصيب به نحوه

عند الترمذى [2546]، وابن ماجه [4289]، وجماعة كثيرة.

5359 -

حسن: أخرجه أحمد [1/ 411، 418، 422، 424]، وابن حبان [4733]، والحاكم [2/ 100] و [3/ 23]، والبيهقى في "سننه"[10137]، والطيالسى [354]، والنسائى في "الكبرى"[8807]، والبزار [5/ رقم 1813/ البحر] وللحارث =

ص: 445

بهدلة، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، فكان أبو لبابة، وعليّ بن أبى طالب زميلَىْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فكان إذا حانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالا: نحن نمشى عنك، قال:"مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّى، وَمَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الأَجْرِ مِنْكُمَا".

5360 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عفان بن مسلم، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، في هذه الآية:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [النجم: 13]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ سِدْرَةِ المنْتَهَى عَلَيْهِ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ، يَنْتَثِرُ مِنْ رِيشِهِ التَّهَاوِيلُ: الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ".

5361 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، أخبرنا عطاء بن السائب، عن مرة الهمدانى، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "عَجِبَ رَبُّنَا تبارك وتعالى مِنْ رَجُلَيْنِ: مِنْ رَجُلٍ ثَارَ مِنْ لحَافِهِ وَفِرَاشِهِ مِنِ بَيْنِ حَيِّهِ وَأَهْلِهِ إلَى صَلاتِهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لمِلائِكَتِهِ: يَا مَلائِكَتِى، انْظِرُوا إلَى عَبْدِى هَذَا، قَامَ مِنْ بَيْنِ فِرَاشِهِ وَلحَافِهِ مِنْ بَيْنِ حَيِّهِ

= [2/ رقم 682/ زوائد الهيثمى]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 21]، والشاشى [رقم 585]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[7/ 29]، والبغوى في "شرح السنة"[11/ 35 - 36]، والضياء المقدسى في "المنتقى من مسموعاته بمرو"[ق 29/ 1]، كما في "الصحيحة" وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".

قلتُ: إنما هو حسن فقط، للكلام المعروف في عاصم؛ وهو صدوق متماسك؛ وحديثه حسن كما يقول الهيثمى في "المجمع"[6/ 87].

وقد قال البزار عقب روايته: (وهذا حديث لا نعلم رواه عن عاصم عن زر عن عبد الله إلا حماد بن سلمة) وهو كما قال .... واللَّه المستعان.

5360 -

حسن: مضى الكلام عليه [برقم 4993].

5361 -

ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 5272].

ص: 446

وَأَهْلِهِ إلَى صَلاتِهِ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِى، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِى؛ وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَفَرَّ أَصْحَابُهُ، وَعَلِمَ ما عَلَيْهِ فِي الْفِرَارِ، وَمَا لَهُ فِي الرُّجوعِ، فَرَجَعَ حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لمِلائِكَتِهِ: انْظرُوا إلَى عَبْدِى هَذَا رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِى، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِى".

5362 -

حَدَّثَنَا عبد الواحد بن غياث، وإبراهيم بن الحجاج، قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن مرة الهمدانى، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله أو نحوه.

5363 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عفان بن مسلم، حدّثنا شعبة، قال أبو إسحاق، أنبأنا عن أبى الأحوص، قال: كان عبد الله، يقول: إن الكذب لا يصلح منه جدٌ ولا هزلٌ، ولا يَعِدِ الرجلُ الرجلَ شيئًا ثم لا ينجزه له، وإن محمدًا صلى الله عليه وسلم، قال لنا:"أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِالْعَضْهِ؟ هِىَ النَّمِيمَةُ، الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ".

وإن محمدًا، قال:"لا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَلا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ حَتَّى يكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا، أَلا تَرَوْنَ أَنَّهُ يُقَالُ لِلصَّادِقِ: صَدَقَ وَبَرَّ، وَيُقَالُ لِلْكَاذِبِ: كَذَبَ وَفَجَرَ؟! وَإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إلَى الْبِرِّ، وَإنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إلَى الجَنَّةِ، وَإنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إلَى الْفُجُورِ، وَإنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إلَى النَّارِ".

5364 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عفان، حدّثنا همام بن يحيى، حدّثنا عاصمٌ، عن

5362 - ضعيف: انظر قبله.

5363 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5138]، وفى متنه إدراج سبق التنبيه عليه هناك. واللَّه المستعان.

5364 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 412]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10303]، والبزار [5/ رقم 1956/ البحر]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 148]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 98]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[4/ 4]، والخرائطى في "اعتلال القلوب"[رقم 271]، وفى "مساوئ الأخلاق"[رقم 472]، والشاشى =

ص: 447

أبى الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"الْعَيْنَانِ تَزْنِيِانِ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلانِ تَزْنِيَانِ، وَالْفَرْجُ يَزْنِى".

5365 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، أنه كان يجنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكًا من أراك، و كانت تكفؤه الريح، فكان في ساقيه دقةٌ، فضحك القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا

= [رقم 353، 354، 355]، والطحاوى في "المشكل"[7/ 6]، وغيرهم من طريق همام بن يحيى [وسقط همام من سند أبى نعيم،]، عن عاصم بن بهدلة عن أبى الضحى مسلم بن صبيح عن مسروق عن ابن مسعود به.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عاصم عن أبى الضحى عن مسروق عن عبد الله مرفوعًا إلا همام".

قلتُ: وخولف فيه همام، خالفه حماد بن سلمة وحماد بن زيد، كلاهما روياه عن عاصم عن مسروق عن ابن مسعود به موقوفًا، ولم يرفعاه، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8661]، بإسناد صحيحين إليهما به.

قلتُ: وتابعهما أبو عوان على وقفه عن عاصم أيضًا، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 246]، ثم قال:"وكذلك رُوِىَ عن أبى بكر بن عياش عن الأعمش عن أبى الضحى موقوفًا، والموقوف أصح".

قلتُ: وهو كما قال بلا تردد، لكن للمرفوع شواهد ثابتة، منها حديث أبى هريرة الآتى [برقم 6425] و [رقم 6501]، وهو حديث صحيح.

• تنبيه: رأيت المنذرى قد أورد هذا الحديث في "الترغيب"[3/ 25]، ثم قال:"رواه أحمد بإسناد صحيح، والبزر وأبو يعلى" وجود سنده الهيثمى في "المجمع"[6/ 390]، وأقره المناوى في "الفيض"[4/ 523]، ثم صححه في "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 309/ طبعة مكتبة الشافعي]، وكذا صححه ابن حجر الفقيه في "الزواجر"[2/ 216]، وظاهر إسناده حسن، إلا أنه معلول بالوقف كما مضى. فانتبه.

5365 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5310].

ص: 448

يُضْحِكُكُمْ؟ " قالوا: دقة ساقيه، قال: "وَالَّذى نَفْسِى بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الميزَانِ مِنْ أُحُدٍ".

5366 -

وَعَنْ حماد، أخبرنا عطاء بن السائب، عن ابن أذنان، قال: أسلفتُ علقمه ألفى درهم، فلما خرج عطاؤه، قلت له: اقضنى، قال: أخرنى إلى قابل، قال: فأبيت عليه، فأخذتها منه، قال: فأتيته بعد ذلك، فقال: برَّحت بى، وقد منعتنى، فقلتُ: نعم، هو عملك، قال: فما شأنى؟ قلت: إنك حدثتنى عن ابن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّ السَّلَفَ يَجْرِى مَجْرَى شَطْرِ الصَّدَقَةِ"، قال: نعم، فهو كذلك، قال: فخذ الآن.

5367 -

وَعَنْ عفان، حدّثنا جرير بن حازم، قال: سمعت أبا إسحاق يحدث، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: حججنا مع ابن مسعود حتى إذا طلع أول الفجر قام فصلى الغداة، قال: فقلت له: ما كنت تصلى هذه الصلاة هذه الساعة! وكان يسفر بالصلاة، قال: إنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في هذا اليوم، في هذا المكان، يصلى هذه الساعة يعنى: بجمع.

5368 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا عليّ بن صالح، عن

5366 - ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 5030].

5367 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 410]، من طريق جرير بن حازم عن أبى إسحاق السبيعى عن عبد الرحمن بن يزيد النخعى عن ابن مسعود به نحوه في سياق أطول.

قلتُ: وهذا إسناد صحى لولا أن أبا إسحاق كان قد اختلط بآخرة، وجرير وهؤلاء الشيوخ إنما سمعوا منه لما كبر وشاخ؛ وقد توبع عليه جرير: تابعه إسرائيل على نحوه عن أبى إسحاق في سياق أتم أيضًا: عند البخارى [1599]، وأحمد [1/ 49]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 170]، وجماعة.

ورواه غير واحد عن أبى إسحاق، وبعضهم دون موضع الشاهد منه، وقد توبع أبو إسحاق على نحوه باختصار: تابعه عمارة بن عمير كما مضى [برقم 5264]، وتمام الكلام عليه مع استيفاء طرقه في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان.

5368 -

حسن: مضى الكلام عليه [برقم 5017].

ص: 449

عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم: أن دعوهما، فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره، وقال:"مَنْ أَحَبَّنِى فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ".

5369 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا محمد بن سابق، حدّثنا إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ المؤْمِنُ بِاللَّعَّانِ، وَلا بِالطَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِئِ".

5370 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا منصور بن أبى الأسود، قال: حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام في سجوده، فما يعرف نومه إلا بنفخه، ثم يقوم في صلاته.

5371 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا شجاع بن الوليد بن قيس، حدّثنا أبو خالد الدالانى، عن طلق بن حبيب، عن أبى عقرب الأسدى، قال: أتيت عبد الله بن مسعود وهو على إجَّار فقعدت عليه وهو يقول: صدق الله ورسوله، صدق الله ورسوله، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبَّأنا أن ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر، وإن الشمس تطلع صبيحتها ليس لها شعاعٌ، فصعدت فرأيتها كذلك، فقلت: صدق الله ورسوله.

5369 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5088].

5370 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5224].

5371 -

صحيح: المرفوع منه فقط: أخرجه أحمد [1/ 457]، وبحشل في "تاريخ واسط"[ص 90]- وعنده معلقًا - والبخارى في "الكنى"[رقم 555]، من طريق شجاع بن الوليد عن أبى خالد الدالانى عن طلق بن حبيب عن أبى عقرب الأسدى عن ابن مسعود به نحوه.

قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[3/ 63]، بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف وغيرهم من "طريق أبى عقرب الأسدى:"ولم أر من وثقه ولا من جَرَّحه، وباقى رجال الإسناد ثقات" وقال صاحبه الهيثمى في "المجمع"[3/ 406]: "رواه أحمد وأبو يعلى، وأبو عقرب لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات". =

ص: 450

5372 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا الوليد بن القاسم بن الوليد، حدّثنا إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: وسمع عبد الله بخسف، فقال: كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نعد الآيات بركةً، وأنتم تعدونها تخويفًا، إنا بينما نحن مع رسول

= قلتُ: ترجمه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[9/ 418]، والبخارى في "الكنى" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وترجمه الشريف الحسينى في "الإكمال" وقال:"مجهول" وتعقبه الحافظ في "التعجيل"[ص 506]، بما لا يرفع من جهالة حال الرجل شيئًا، ولم أجده في "ثقات ابن حبان"، ثم جاء ابن عبد البر في "التمهيد"[2/ 207]، وزعم أن أبا عقرب هذا هو:"خويلد بن خالد، له صحبة، وهو والد نوفل بن أبى عقرب" وهذا وهم منه عندى؛ لأن البخارى وأبا حاتم الرازى وغيرهما قد فرقوا بين الرجلين، ولم يذكروا لأبى العقرب الأسدى (صحبة).

وللحديث طريق آخر عن أبى العقرب: يرويه أبو يعفور العبدى عن أبى الصلت عن أبى العقرب عن ابن مسعود به نحوه

أخرجه أحمد [1/ 406]، وابن أبى شيبة [8665، 9509]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"[2/ 206 - 207]، والشاشى [798]، وغيرهم. وأبو الصلت في سنده: مجهول أيضًا، كما قاله ابن عبد البر في "التمهيد"[2/ 207]، والحسينى في "الإكمال" وأقره الحافظ في "التعجيل"[ص 496]، وقد اختلف في سنده على أبى يعفور، كما تراه عند ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 777]، والطيالسى [2668]، والشاشى [رقم 799].

والمحفوظ عنه هو الوجه الماضى، وهو ما رجحه أبو حاتم الرازى، وللمرفوع من الحديث: شواهد عن جماعة من الصحابة، منها عن أبى بن كعب عند مسلم وأبى داود والترمذى وجماعة كثيرة، ومنها عن عبادة بن الصامت عند أحمد [5/ 24]، وجماعة، وعن واثلة بن الأسقع عند الطبراني في "الكبير" وغيره.

وهو حديث صحيح ثابت، وقد خرجنا شواهده في "غرس الأشجار" وقد صح موقوفًا على ابن مسعود عند البزار [5/ رقم 1622/ البحر]، و [رقم 1623]، وابن أبى شيبة [8671]، وغيرهما. والله المستعان.

5372 -

صحيح: أخرجه البخارى [3386] والترمذى [3633]، وأحمد [1/ 460]، والدارمى [29]، وابن خزيمة [204]، والبزار [4/ رقم 1478/ البحر]، وابن أبى شيبة [31722] والبغوى في "شرح السنة"[13/ 290]، وابن عبد البر في "التمهيد" =

ص: 451

الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا ماءٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اطْلُبُوا مَنْ مَعَهُ مَاءٌ"، ففعلنا، فأتى بماء، فصبه في إناء، ثم وضع كفه فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه، ثم قال:"حَيَّ عَلَى الطهُورِ المبَارَكِ، وَالْبَرَكَة مِنَ اللَّهِ"، فملأتُ بطنى منه، واستقى وأسقى الناس. قال عبد الله: كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل!.

5373 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن منصور، بهذا الإسناد نحوه، إلا أنه لم يذكر علقمة.

5374 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا حجاج بن محمد، حدّثنا شيبان، حدّثنا منصورٌ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار،

= [1/ 219]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[4/ 803]، والفريابى في "الدلائل"[رقم 31]، وأبو نعيم في "الدلائل"[رقم 5، 128]، وأبو القاسم الأصبهانى في "الحجة"[2/ 183]، والبيهقى في "الاعتقاد"[2722]، وفى "الدلائل"[رقم 1464، 2312]، والشاشى [رقم 332، 333، 334]، وجماعة من طريق إسرائيل بن يونس عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه

وليس ذِكْر الخسف في أوله: عند البخارى والترمذى والأكثرين.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح" وهو كما قال؛ وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن منصور بهذا الإسناد إلا إسرائيل".

قلتُ: قد رويت متابعته عن الثورى عن منصور به، ولا يصح ذلك عن سفيان طرفة عين، والحديث حديث إسرائيل، كما بيناه في "غرس الأشجار" وذكرنا هناك طرقه وشواهده

وللَّه الحمد.

5373 -

صحيح: هذا لم يجوده جرير، ولا أراه حفظه! والقول قول إسرائيل كما مضى قبله، ويؤيد قول إسرائيل: أن الأعمش قد رواه عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به نحوه

باختصار عند النسائي وأحمد وجماعة، وهو مخرج في "غرس الأشجار".

5374 -

صحيح: أخرجه البخارى [3139، 4646]، وأحمد [1/ 422، 427، 428]، والطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10159، 10160]، والبزار [4/ رقم 1521/ البحر]، والنسائى في "الكبرى"[11642]، والشاشى [رقم 310، 311]، وأبو الحسن الدارقطنى=

ص: 452

فأنزلت عليه {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)} [المرسلات: 1]، فجعلنا نتلقاها منه، فخرجت حيةٌ من جانب الغار، فقال:"اقْتُلُوهَما"، فبادرناها، فسبقتْنا، فقال:"إنَّهَا وقِيَتْ شَرَّكمْ كَمَا وقيتُمْ شْرَّهَا".

5375 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن أبى رزين، قال: قال عبد الله: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ عَلَيَّ سُورَةَ النِّسَاءِ"، قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: "إنى أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِى"، قال: فقرأت عليه حتى إذا بلغت: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} [النساء: 41]، فاضت عيناه.

5376 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن عطاء بن السائب، عن أبى عبيدة، عن

= في "العلل"[5/ 83]، وغيرهم من طرق عن منصور بن المعتمر [وقرن معه الأعمش عند النسائي والبزار ورواية لأحمد] عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود به نحوه.

قلتُ: قد توبع عليه منصور: تابعه الأعمش - إن كان محفوظًا عنه - ومغيرة بن مقسم؛ وللأعمش فيه إسناد آخر مضى [برقم 5158].

5375 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 374]، والطبرانى في "الكبير"[9/ رقم 8466]، وابن الأثير في أسد الغابة [1/ 672]، وغيرهم من طرق عن مغيرة بن مقسم عن أبى رزين مسعود بن مالك عن ابن مسعود به.

قلتُ: هذا إسناد صحيح في المتابعات؛ ورجاله ثقات رجال الصحيح؛ لكن كان شعبة ينكر أن يكون أبو رزين قد سمع من ابن مسعود، كما في "المراسيل"[ص 202 - 203].

وقد رواه بعض الضعفاء عن المغيرة فقال: عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به .. ، هكذا، وسلك فيه الجادة، والمحفوظ هو الوجه الماضى؛ وللحديث طرق أخرى عن بن مسعود به

مضى بعضها [برقم 5019، 5069، 5150، 5228]، والله المستعان لا رب سواه.

5376 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 416]، والحاكم [2/ 121]، والطيالسى [341]، وابن أبى عاصم في الجهاد [رقم 185]، وابن أبى عمر العدنى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[5/ 55]، وغيرهم من طرق عن عطاء بن السائب عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود =

ص: 453

عبد الله، قال: إياكم وهذه الشهادات، أن يقول الرجل: قتل فلانٌ شهيدًا، وإنا الرجل يقاتل حميةً، ويقاتل وهو جرئ الصدر، ولا يدرى علام يقاتل؟ ويقاتل على الدنيا، وسأحدثكم عن ذلك، إن رسول الله بعث قومًا سريةً، فلم يلبثوا إلا يسيرًا حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:"إِنَّ إخوَانَكُمْ لَقُوا الْعَدُوُّ فَاقْتَطَعُوهُمْ، فَلَمْ يَتَفَلَّتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ، وَإنَّهُمْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَقَالُوا: رَبَّنَا أَبْلِغْ قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ رَضِينَا وَرُضِىَ عَنَّا، وَإنِّي رَسُولُهُمْ إلَيْكُمْ: أَنْ قَدْ رَضُوا وَرُضِىَ عَنْهُمْ"، فعلى مثل هؤلاء فاشهدوا.

5377 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن أصحابه، عن إبراهيم،

= عن أبيه به

وهو عند ابن أبى عاصم باختصار، ومثله أحمد؛ وليس عند الحاكم قوله:(فعلى مثل هؤلاء فاشهدوا).

قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه البيهقى في "الدلائل"[رقم 1238]، نحو سياق المؤلف دون قول ابن مسعود في آخره.

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد؛ إن سلم من الإرسال، فقد اختلف مشايخنا في سماع أبى عبيدة من أبيه" كذا قال، ولن يسلم من الإرسال أصلًا؛ وأبو عبيدة قد شهد عبى نفسه أنه لا يذكر عن أبيه شيئًا، وهو مُصَدَّق عندنا بلا ريب، ومَنْ أقَرَّ بالإرسال - يعنى الانقطاع - ثم صحح روايته عن أبيه بطريقة أخرى؟! فقد جانبه الصواب، كما شرحنا ذلك في مواضع من "غرس الأشجار" وفى الإسناد علة أخرى، وهى اختلاط عطاء بن السائب، ولم يرو عنه هذا الحديث: أحد ممن سمع منه قديمًا فيما أعلم، وللمرفوع من الحديث: شاهد من رواية عروة بن الزبير به مرسلًا نحوه

عند البخارى [3867]، وغيره؛ ووهم فيه بعضهم، فرواه من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به موصولًا، وراجع "الفتح"[7/ 390]، وقد صح بعض من ذلك القدر المرفوع، ولكن عن أنس بن مالك به نحوه غير مرفوع، كما مضى عند المؤلف [برقم 3159]، والله المستعان.

5377 -

صحيح: أخرجه الشاشى [رقم 426]، من طريق جرير بن عبد الحميد عن مغيرة بن مقسم عن أصحابه عن إبراهيم النخعى عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، لإبهام أصحاب المغيرة، لكن لهذا الخبر طرق أخرى عن ابن مسعود به

=

ص: 454

عن الأسود، قال: كنت مع عبد الله بمنًى، فلما صلى عثمان بها أربع ركعات، قال عبد الله حين فرغ من صلاته: قد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المكان ركعتين، وصلى أبو بكر ركعتين، وصلى عمر ركعتين، قال: فأراه قد ذكر ما كان صلى عثمان ركعتين، ثم قال: صلى اليوم أربعًا، قال الأسود: فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، ألا سلَمتَ من الركعتين الأخريين وصليتَ الركعتين الأخريين بعد تسبيحًا؟ قال: الخلاف شرٌ.

5378 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن خيثمة، عن رجل من قومه، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا سَمَرَ إلا لأَحَدِ رَجُلَيْنِ: مُصَلٍّ، أَوْ مُسَافِرٍ".

= مضى منها طريق ثابت [برقم 5194]، يرويه الأعمش عن إبراهيم النخعى عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به نحوه

سوى الفقرة الأخيرة من قول الأسود حتى جملة: (الخلاف شر).

ولتلك الجملة: طرق أخرى عن ابن مسعود به .... إلا أنها كلها معلولة، ولا يصح منها طريق أصلًا، لكنها يقوى بعضها بعضًا بلا ريب عندى، وأقواها على الإطلاق: طريق يونس بن أبى إسحاق عن أبيه عن عبد الرحمن بن يزيد بن قيس عن ابن مسعود به

عند أبى بكر البيهقى في "سننه"[5221]، ورجاله رجال "الصحيح"؛ لكن فيه اختلاط أبى إسحاق، ويونس إنما سمع منه بآخرة، وابنه إسرائيل أتقن منه لحديث أبى إسحاق، وكلاهما سمعا معه بعد أن شاخ الشيخ، أما عن عنعنة أبى إسحاق: فهى مجبورة بإكثاره من الرواية عن عبد الرحمن بن يزيد.

ومن طريق البيهقى الماضى: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[39/ 254]، لكن سبق أن له طرقًا أخرى يقوى بعضها بعضًا عند أبى داود والطبرانى والبزار والبيهقى وعبد الرزاق وابن عبد البر وأبى عوانة وأبى يوسف في "الآثار" وغيرهم؛ وهى مخرجة في كتابنا:"غرس الأشجار".

5378 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 379]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[رقم 109]، من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن خيثمة بن عبد الرحمن عن رجل من قومه عن ابن مسعود به

وعند أحمد: (لا سمر بعد الصلاة، يعنى العشاء الآخرة إلا

إلخ) وعند ابن نصر: (لا سمر بعد العشاء الآخرة). =

ص: 455

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلتُ: وهذا إسناد منقطع؛ لجهالة شيخ خيثمة فيه، وقد توبع عليه جرير على هذا الوجه عن منصور:

1 -

تابعه الثورى عن منصور عن خيثمة قال: أخبرنى من سمع عبد الله يقول

وذكره مرفوعًا: أخرجه عبد الرزاق [2130]، وأحمد [1/ 444]، والبيهقى في "سننه"[196، 1966، 1967]، ومسدد في "مسنده" والمؤلف في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"[2/ 53].

2 -

وأبو عوانة: عند ابن نصر في "تعظيم الصلاة"[رقم 110]، وفى "قيام الليل"[رقم 116/ مختصره]، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[2/ 3] وغيرهم.

3 -

ومسعر: عند ابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 218].

4 -

والفضيل بن عياض: عند ابن أبى عمر العدنى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[2/ 176].

5 -

وشيبان النحوى: عند أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[2/ 176].

6 -

وابن عيينة عند ابن أبى عمر العدنى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[2/ 176]، واختلف على سفيان في سنده، فرواه عنه محمد بن يحيى العدنى كما مضى؛ وخالفه إبراهيم بن يوسف الصيرفى، فرواه عن سفيان فقال: عن منصور عن حبيب بن أبى ثابت عن زياد بن حدير عن ابن مسعود به

، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10519]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 198]، من طريقين عن إبراهيم بن يوسف به.

قال الإمام في "الصحيحة"[رقم 2435]، بعد أن ساقه من طريق أبى نعيم:"قلتُ: وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات .... " ثم شرع يتكلم على رجاله؛ إلى أن قال: "فلولا أن حبيب بن أبى ثابت مدلس؛ لحكمت على الإسناد بالصحة".

قلتُ: ولم يدر أنه منكر جدًّا من هذا الوجه، غلط فيه إبراهيم بن يوسف على سفيان، وإبراهيم مختلف فيه، وقد خالفه ابن أبى عمر العدنى - وهو أوثق منه وأثبت عشرات المرات - فرواه عن ابن عيينة عن منصور عن خيثمة عن رجل عن ابن مسعود به

كما مضى؛ وهذا هو المحفوظ عن سفيان بلا ريب، وكذا هو المحفوظ عن منصور أيضًا.

ثم جاء شعبة وخالف الجميع في سنده، ورواه عن منصور عن خيثمة قال: قال عبد الله به

، وأسقط منه الرجل المبهم، هكذا أخرجه الطيالسى [365]، وأحمد =

ص: 456

5379 -

حدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن الحسن بن عمرو الفقمى، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ المؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِئِ".

5380 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا أبو الجواب الضبى، حدّثنا عمار بن رزيق، عن عطاء بن السائب، عن أبى عبد الرحمن، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من الشيطان الرجيم: من همزه ونفثه ونفخه، قال: همزه: الموتة، ونفثه: السحر، ونفخه: الكبر.

5381 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبى قتادة، عن أسير بن جابر، قال: هاجت ريحٌ سوداء بالكوفة، فجاء رجلٌ

= [1/ 412، 463]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 121]، والحارث [رقم 864/ زوائد الهيثمى]، والشاشى [رقم 755، 756]، ومحمد بن مخلد العطار في "المنتقى من حديثه"[2/ 4/ 2]، كما في "الصحيحة"[رقم 2435].

وتوبع شعبة على هذا اللون: تابع عمرو بن أبى قيس الأزرق: عند الخطيب في "تاريخه"[14/ 286]، وقوت الجماعة عن منصور أصح؛ لما فيه من الزيادة؛ ثم إن خيثمة لم يسمع من ابن مسعود كما جزم به الإمام أحمد في "علله"[1/ 144/ رواية عبد الله]، ومثله أبو حاتم الرازى كما في "المراسيل"[ص 55]، فتعيَّن وجود واسطة بينه وبينه، وهى ذلك الرجل المبهم في رواية الجماعة عن منصور عنه، وهو آفة هذا الطريق، وذكر البيهقى في "سننه"[1/ 452]، أن حماد بن شعيب - وهو شيخ ضعيف - قد غامر وروى هذا الحديث عن منصور فقال: عن خيثمة عن الأسود عن عبد الله، هكذا.

ثم قال البيهقي: "وأخطأ فيه - يعنى حمادًا - وقيل: عن علقمة عن عبد الله، وهو خطأ".

قلتُ: وهو كما قال؛ وقد مضى للحديث شاهد من رواية عائشة [برقم 4879]، ولا يصح أيضًا، وراجع ما علقناه هناك

واللَّه المستعان.

5379 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5088].

5380 -

صحيح: دون جملة التفسير في آخره: مضى الكلام عليه [برقم 4994].

5381 -

صحيح: مضى سابقًا [برقم 5253].

ص: 457

ليس له هجيري، إلا أيا عبد الله بن مسعود، جاءت الساعة! وكان متكئًا فجلس، فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراثٌ ولا يفرح بغنيمة، وقال: عدوٌ يجتمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهل الإسلام - ونحى بيده إلى الشام - قلت: الروم تعنى؟ قال: نعم، قال: وتكون عند ذلكم القتال ردةٌ شديدةٌ، فيشترط للموت شرطةً لا ترجع إلا غالبةً، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفئ هؤلاء وهؤلاء كلٌ غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطةً للموت لا ترجع إلا غالبةً، فيقتتلون حتى يمسوا، يحجز بينهم الليل، فيفئ هؤلاء وهؤلاء كلٌ غير غالب وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطةً للموت لا ترجع إلا غالبةً، فيقتتلون حتى يمسوا، فيفئ هؤلاء وهؤلاء كلٌ غير غالب، وتفنى الشرطة، حتى إذا كان اليوم الرابع نهض إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم فيقتلون مقتلةً - إما قال: لا يُرى مثلها، أو قال: لم يُر - مثلها حتى إن الطائر ليمر بجهاتهم ما يخلفهم حتى يخر ميتًا، فيتعادّ بنو الأب كانوا مائةً فلا يجدونه بقى منهم. إلا الرجل الواحد، فبأى غنيمة يفرح، أو أي ميراث يقاسم؟! فبينما هم كذلك إذْ سمعوا بناس هم أكثر من ذلك: جاءهم الصريخ أن الدجال قد خلف في ذراريهم، فيتركون، ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعةً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنِّى لأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ، وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، وَهُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ - أَوْ قَالَ: هُمْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ".

5382 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا مروان بن معاوية الفزارى، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس بن أبى حازم، قال: سمعت عبد الله بن مسعود، يقول: كنا نغزو مع

5382 - صحيح: أخرجه البخارى [4339، 4784، 4787]، ومسلم [1404]، وأحمد [1/ 385، 390، 420، 450]، وابن حبان [4141]، و [4142]، والشافعى [785، 1774]، والبزار [5/ رقم 1891/ البحر]، والنسائى في "الكبرى"[11150]، والبيهقى في "سننه"[13242، 13919، 13920]، والحميدى [100]، والطحاوى في "شرح المعانى"[243]، وأبو عوانة [رقم 4003، 4004، 4005، 4006]، وغيرهم من طرق عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن ابن مسعود به

=

ص: 458

رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا نساءٌ، فقلنا: يا رسول الله، ألا نستخصى؟ فنهانا عن ذلك، وأمرنا أن ننكح المرأة بالثوب، ثم قرأ عبد الله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 87].

5383 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا المسعودى، عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه عبد للَّه، قال: بينما رجلٌ في مملكته تذكَّر فعلم أن ما هو فيه منقطعٌ، وأنه قد شغله عن عبادة ربه، فانساب من قصره ليلًا حتى صار إلى مملكة غيره، فأتى ساحل البحر فجعل يضرب اللبن فيعيش به ويعبد ربه، فبلغ الملك الذي هو في مملكته عبادته وحاله فأرسل إليه، فأبى أن يأتيه، فلما رأى ذلك ركب إليه، فلما رآه العابد هرب منه، فتبعه على دابته، فقال: يا عبد الله: إنه ليس عليك منى بأسٌ، ثم نزل إليه فسأله عن أمره، فقال: أنا فلانٌ صاحب مملكة كذا وكذا، تذكرت فعلمت أن ما كنت فيه منقطعٌ، وأنه قد شغلنى عن عبادة ربى، قال: فما أنت بأحق بما صنعت منى، ثم خلى سبيل دابته وتبعه، فكانا يعبدان الله جميعًا، فسألا الله أن يميتهما جميعًا، فماتا جميعًا فدفنا، قال عبد الله: فلو كنت برميلة مصر لأريتكم قبورهما بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

5384 -

حدثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شعبة، عن السدى، عن

= وهو عند بعضهم بنحوه

وليست الآية في آخره: عند البزار والشافعى والحميدى ورواية لِأحمد ومسلم والبخارى وأبى عوانة والبيهقى؛ وليس عند الحميدى وحده: الإذن في التمتع بنكاح المرأة بالثوب.

قلتُ: وله شواهد في مذكورة في "غرس الأشجار" وللَّه الحمد.

5383 -

ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 5015].

5384 -

حسن: موقوفًا: أخرجه أحمد [1/ 428، 451]، والبزار [5/ رقم 2024/ البحر]، وابن أبى حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"[5/ 411]، والطبرى في "تفسيره"[18/ 601]، والحاكم [2/ 402]، وغيرهم من طريق يزيد بن هارون عن شعبة عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدى عن مرة بن شرحبيل عن ابن مسعود به

ووقع عند الجميع - دون الحاكم - قول شعبة: (رفعه - يعنى السدى - وأنا لا أرفعه لك) وفى لفظ: (وأنا لا أرفعه لكم). =

ص: 459

مرة، عن عبد الله - قال شعبة: رفعه، وأنا لا أرفعه لك - في قول الله:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25]: لو أن رجلًا همٌ فيه بإلحاد وهو بِعَدَنِ أبْيَنَ لأذاقه الله تعالى عذابًا أليمًا.

= قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".

قلتُ: إلا أنه معلول بالوقف كما يأتى؛ ثم هو ليس على شرط مسلم أيضًا؛ لأنه لم يخرج بهذه الترجمة شيئًا، وإن كان رجال الإسناد على شرطه، وقد أغرب ابن كثير جدًّا، وصحح سنده على شرط البخارى، كما في "تفسيره"[5/ 411/ طبعة دار طيبة]، وهذا من أوهامه؛ فإن السدى لم يحتج به البخارى أصلًا! ثم قال ابن كثير:"ووقفه أشبه من رفعه، ولهذا صمم شعبة على وقفه من كلام ابن مسعود، وكذلك رواه أسباط وسفيان الثورى عن السدى عن مرة عن ابن مسعود موقوفًا".

قلتُ: هذا كما قال إن شاء الله؛ وشعبة وإن كان سمعه من السدى مرفوعًا؛ إلا أنه أصر على وقفه ولم يتجاوز به ابن مسعود، كأنه كان يرى أن السدى قد وهم في رفعه مطلقًا، أو له - يعنى لشعبة - خاصة، والسدى في حفظه مقال معروف؛ وقد تأيد تصرف شعبة: بكون الثورى وأسباط بن نصر قد روياه عن السدى به موقوفًا، وتابعهما الحكم عند الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 9078]، ورواية الثورى عنده في "تفسيره"[رقم 6666]، وابن أبى شيبة [14093]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 3759]، من طريقين عن الثورى به.

قلتُ: هكذا رواه وكيع وغيره عن الثورى؛ وخالفهم الحسين بن حفص الأصبهانى، فرواه عن سفيان فقال: عن زبيد اليامى عن مرة عن ابن مسعود به

، فجعل شيخ الثورى فيه (زبيد) بعد أن كان:(السدى) هكذا أخرجه الحاكم [2/ 420].

وهذا من غرائب الحسين عن الثورى، والمحفوظ عن سفيان هو الأول بلا تردد؛ وأين يقع حسين بن حفص من وكيع وحده في سفيان؟! فكيف وقد توبع وكيع عليه أيضًا؟! تابعه أبو حذيفة النهدى راوية (تفسير سفيان) عن مؤلفه؛ بل رأيت إمام المتقنين يحيى القطان قد رواه أيضًا عن سفيان مثل رواية وكيع وغيره عنه: عند الدارقطنى في "العلل"[5/ 368]، وقبل ذلك قال الدارقطنى عن هذا الحديث:"يرويه السدى، وقد اختلف عنه، فرفعه شعبة، عن السدى، ووقفه الثورى، والقول قول شعبة".=

ص: 460

5385 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عزرة بن قيس، قال: حدثتنى أم الفيض، قالت: سمعت ابن مسعود، يقول: عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ قَالَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ هَذِهِ الْعَشْرَ كَلِمَاتٍ أَلْفَ مرَّةٍ، لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ، إلا قَطِيِعَةَ رَحِمٍ، أَوْ مَأْثَمًا: سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الأَرْضِ مَوْطِئُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي النَّارِ سُلْطَانُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الجَنَّةِ رَحْمَتُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْقُبُورِ قَضَاؤُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْهَوَاءِ رُوحُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ، سُبْحَانَ الَّذِي وَضْعَ الأَرْضَ، سُبْحَانَ الَّذِي لا مَنْجَا مِنْهُ إلا إلَيْهِ".

= قلتُ: هنا لا يسلم لأبى الحسن قوله، بل ننازعه فيه، ونقول:(بل القول قول الثورى)؛ لكونه قد توبع على وقفه؛ وأيضًا لكون شعبة نفسه كان لا يحدث به - في غالب أوقاته - إلا موقوفًا، مع اعترافه بسماعه من السدى مرفوعًا، وما ذاك إلا لكونه كان يُغلِّظ السدى في رفعه، والموقوف هو الأشبه كما قال ابن كثير.

5385 -

منكر: أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10554]، وفى "الدعاء"[رقم 876]، وابن أبى شيبة [91823]، والبيهقى في "فضائل الأوقات"[رقم 70]، وفى "الدعوات"[رقم 470، و [رقم 471]، والشاشى [رقم 736]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 583]، والخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 1286، 1287]، وابن الشجرى في "الأمالى"[ص 292، 298]، والفاكهى في "أخبار مكة"[رقم 2706]، والعقيلى في "الضعفاء"[3/ 412]، ومن طريقه ابن الجوزى في "الموضوعات"[2/ 211]، والبخارى في "تاريخه"[7/ 65]، وغيرهم من طرق عن عزرة بن قيس اليحمدى عن أم الفيض مولاة عبد الملك بن مروان [هكذا وقع وصفها عند العقيلى والطبرانى والبيهقى والخطيب وابن الشجرى، ووقع عند البيهقى في الدعوات: (مولاة عبد الله بن مسعود) وهذا خطأ عندى، والأول أثبت]، عن ابن مسعود به نحوه

وهو عند البخارى إشارة، وزاد الطبراني في "الكبير" والبيهقى وابن الجوزي في آخره:(قالت أم الفيض: فقلت لعبد الله بن مسعود: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: نعم) لفظ البيهقى

وهو رواية لابن الشجرى؛ وزاد البيهقى وحده في رواية له في "الدعوات" من قول ابن مسعود: (وقال: يكون لى وضوء؛ فإذا فرغت من آخره صليت على النبي صلى الله عليه وسلم واستأنفت حاجتك).=

ص: 461

5386 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا أحوص بن جواب، حدّثنا عمار بن رزيق، عن أبى إسحاق، عن عمرو بن ميمون، حدّثنا عبد الله، ونحن في بيت المال، قال: خرج إلينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن بمنًى، فأسند ظهره إلى قبة حمراء، ثم أخذ يحدّثنا، فقال: "إنَّهُ لَنْ يَدْخُلَ

= قال ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصح؛ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العقيلى: عزرة لا يتابع على حديثه، وقال يحيى بن معين: عزرة لا شئ" وسقطت: "لا شئ" من مطبوعة "الموضوعات" وقال الهيثمى في "المجمع"[3/ 560]: "رواه أبو يعلى والطبرانى في "الكبير" وفيه عزرة بن قيس، ضعفه ابن معين" وقال البوصيرى في "الإتحاف"[3/ 56]: "رواه أبو يعلى، والطبرنى في "الدعاء" بسند ضعيف؛ لضعف عزرة بن قيس".

قلتُ: وعزرة هذا أورده ابن حبان في "المجروحين"[2/ 197]، وقار: "منكر الحديث على قلته، لا يعجبنى الاحتجاج به إذا انفرد

" وقد أنكر البخارى عليه هذا الحديث، وقال عقب الإشارة إليه في ترجمة عزرة من "تاريخه": (لا يتابع عليه) ونقل عبارته تلك: ابن عدى في "الكامل" [5/ 377]، وأقره عليها، وزاد: (وعزرة هذا أيضًا لا يعرف إلا بهذا الحديث الذي ذكره البخارى) وكذا أنكره عليه العقيلى أيضًا، وساقه في ترجمته من "الضعفاء" وتبعه الذهبى في "الميزان" [3/ 65]، وأقره الحافظ في "اللسان" [4/ 166]، وقال السيوطى في "اللآلئ" [2/ 102]، بعد أن نقل عبارة ابن الجوزى الماضية بشأن عزرة؟ (قلتُ: هذا لا يقتضى الوضع).

قلتُ: فكأنه يُسلِّم بضعفه وحسب، كما قاله الإمام في حجة الوداع [ص 121]، ثم إن أم الفيض (مولاة عبد الملك بن مروان) امرأة شبه مفقودة، ما أدرى حالها ومن تكون؟! وقد عزَّ عليَّ الوقوف لها على ترجمة في بطون الدفاتر، فكأنها مجهولة لا تعرف، ونكرة لا تتعرف، وقد رأيت الإمام المعلمى اليمانى قد قال في تعليقه على "الفوائد المجموعة"[ص 103]، بعد أن أعل الحديث بعزرة وأم الفيض:"والخبر منكر سندًا ومتنًا، وكيف ينفرد هذا الواهى - يعنى عزرة - عن امرأة لا تعرف عن ابن مسعود بمثل هذا، ويقبل منه؟! ".

قلت: لا واللَّه، ما نقبل في ديننا روايات فيها مثل هذا الطراز من الضعفاء والمجاهيل، ومثلها لا يرمى بها إلا في مكان سحيق حيث مأواها، وقد كفانا الله بالصحيح والمقبول عن تلك الواهيات، من رواية الساقطين والساقطات، وهو المستعان.

5386 -

صحيح: أخرجه البخارى [6163، 6266]، ومسلم [221]، والترمذى [2547]، وابن ماجه [4283]، وأحمد [1/ 386، 437، 445]، وابن حبان [7245، 7458]،=

ص: 462

الجَنَّةَ إلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ" - ثلاث مرات - ثم قال: "أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الجَنَّةِ؟ " قالوا: نعم.، قال: "أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّةِ؟ " قالوا: نعم، قال: "فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إنِّى لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الجنَّةِ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، إنَّمَا مَثَلُ المؤْمِنِينَ فِيمَنْ سِوَاهُمْ مِثْلُ الشَّعَرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، أَوِ السَّوْدَاءِ فِي الثَوْرِ الأَبْيَضِ".

5387 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة السلمانى، عن عبد الله، أنه جاء حبرٌ من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "إِنَهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالجبَالَ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالماءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَالخلائقَ كُلَّهَا عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ، ثُمَ يَقُولُ: أنَا الملِكُ، أنَا الملِكُ: فَلَقَدْ رأيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجذُهُ تَعَجُّبًا لمَا قَالَ، تَصْديقًا لَهُ، ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} [الزمر: 67].

5388 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا إسرائيل، عن الوليد بن

= والطيالسى [324]، والبزار [5/ رقم 1850/ البحر]، والبيهقى في "سننه"[5410]، وهناد في "الزهد"[رقم 195]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 152 - 153]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 193 - 192، 194]، وأبو عوانة [رقم 250، 251، 252]، وجماعة كثيرة عن أبى إسحاق السبيعى عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود به

وهو عند بعضهم بنحوه.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال.

5387 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5160].

5388 -

ضعيف: أخرجه أبو داود [4860]، والترمذى [4896، 3897]، وأحمد [1/ 395]، والبزار 5/ رقم 2038/ البحر]، والبيهقى في "سننه"[16452]، وفى "الشعب" =

ص: 463

أبى هشام، عن زيد بن زائد، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "لا يُبَلِّغْنِى أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِى شَيْئًا، فَإنِّى أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ".

= [7/ رقم 11109، 11110، 11111]، والبغوى في "شرح السنة"[13/ 148]، وأبو الشيخ في "التنبيه"[رقم 148]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 277]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 10]، وفى "تلخيص المتشابه"[2/ 604]، كما في "النافلة"[رقم 22]، والمزى في "تهذيبه"[10/ 69]، والجصاص في "أحكام القرآن"[5/ 289]، وغيرهم من طريق الوليد بن أبى هشام [وقد تحرف "هشام" عند أبى الشيخ وغيره إلى "هاشم" وليس بشئ]، عن زيد بن زائد عن ابن مسعود به

وهو عند أحمد والبيهقى في "سننه" والمزى، ورواية للترمذى والخطيب في "التلخيص": في سياق أتم بآخره

قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه أبو زرعة الشامى في "تاريخه"[1/ 102]، وقال الترمذى:"هذا حديث غرريب من هذا الوجه" وقال البزار: "وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عبد الله بن مسعود بهذا الإسناد".

قلتُ: قد برأ الله ابن أم عبد من عهدة هذا الحديث البتة، ومداره على (الوليد بن أبى هشام) ويقال:(الوليد بن هشام) ويقال: (ابن أبى هاشم) حكى ذلك المزى في ترجمته من تهذيب الكمال [31/ 104]، والأخير منها: قد وقع في سند أبى الشيخ وغيره، وكنا نظنه تحريفًا، كما جزمنا بذلك أعله، ونرجع عن ذلك هنا؛ لما ذكره المزى.

وهذا الوليد: ترجمه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[209/]، ثم نقل عن أبيه عنه قال:(ليس بالمشهور) وذكره النسائي في جزء (من لم يرو عنه إلا واحد)[ص 129]، لكن روى عنه أكثر من واحد، كما ذكره المزى وغيره في ترجمته؛ ولم أر من وثقه، بل قال الحافظ في ترجمته من "التقريب":"مستور" وليس هو بالوليد بن أبى هشام المدنى الأموى ذلك الثقة المشهور.

وشيخه: (زيد بن زائد) ويقال (ابن زائدة) ويقال: (ابن زايد) بتسهيل الهمزة؛ شيخ مجهول أيضًا، ما يعرف روى عنه سوى (الوليد) وحده، وأورده الأزدى في "الضعفاء" وقال:"لا يصح حديثه" فلعله يريد هذا الحديث، فإنه لم يرو عنه سواه كما قال الخطيب في تلخيص المتشابه [2/ 402]، كما في النافلة [رقم 22]، وقول الأزدى: نقله عنه الذهبى في "الميزان"[2/ 103]، وزاد:(قلتُ: لا يعرف) وقال الحافظ: "مقبول" يعنى إذا توبع؛ =

ص: 464

5389 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن إبراهيم، عن علقمه، والأسود، عن عبد الله، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنى لقيت امرأةً في البستان، فضممتها إليَّ فباشرتها وقبلتها وفعلت بها كل شئ، غير أنى لم أجامعها، قال: فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]، قال: فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأها عليه، وقال له عمر: يا رسول الله، أله خاصةً أم للناس كافةً؟ قال:"لا، بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً".

5390 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة، وهو متكئٌ على عسيب له، فانتهى إلى قوم من اليهود، فقال بعضهم: لا تسألوه، فسألوه، فاتكأ على العسيب

= وما علمته توبع عليه أصلًا، فما قيمة ذكر ابن حبان له في "الثقات" [4/ 248]؟! ولو طُولب بالتوثيق في شأن الرجل؛ لقال:(لا أعرفه، إنما تبعت البخارى في ترجمته) كما هي عادته، مفهومًا لا منطوقًا، وقد تصحف اسمه عند ابن عدى إلى:(زيد بن أبى زياد) وليس بشئ، والله المستعان.

• تنبيه: رأيت ابن مفلح في "الآداب الشرعية"[1/ 10]، قد عزاه بهذا اللفظ إلى "الصحيحين"، ومثله ابن كثير في موضع من "البداية"[6/ 38]، وهذا هو الوهم الفاحش منهما بعينه، فانتبه يا عبد الله.

5389 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5343].

5390 -

صحيح: أخرجه البخارى [125، 4444، 6867، 7018، 7024]، ومسلم [2794]، وأحمد [1/ 389، 444]، وابن حبان [98]، والبزار [4/ رقم 1529/ البحر]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 592، 893/ ظلال]، والواحد في "أسباب النزول"[ص 197]، والطبرى [17/ 541 - 542]، والبغوى [5/ 124]، كلاهما في "التفسير" والشاشى [رقم 351، 352]، =

ص: 465

كأنه يوحى إليه، فقال:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} [الإسراء: 85].

5391 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا على بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: لما نزلت: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ} [المائدة: 93]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قيل لِي: أَنْتَ مِنْهُمْ".

5392 -

حَدَّثَنَا سويد بن سعيد، وعبد الغفار، بمثله.

5393 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن أبى بكير، حدّثنا المسعودى، عن سعيد

= والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 429، 774]، وجماعة من طرق عن الأعمش عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود به نحوه.

قلتُ: هكذا رواه أصحاب الأعمش عنه على هذا الوجه؛ وخالفهم عبد الله بن إدريس، فرواه عن الأعمش فقال: عن عبد الله بن مُرة عن مسروق عن ابن مسعود به

هكذا أخرجه أحمد [1/ 410]، وابن حبان [97]، والبزار [5/ رقم 1955/ البحر]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 953/ ظلال]، ومسلم [2794]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1431]، وغيرهم من طريق ابن إدريس به.

قلتُ: قد سئل الدارقطنى عن الوجهين عن الأعمش؟! فقال كما في "العلل"[5/ 251]: "لعلهما صحيحان، وابن إدريس من الأثبات، ولم يتابع على هذا القول" وصنيع مسلم: يقتضى ترجيحه للوجهين أيضًا، وقد رأيت ابن إدريس قد رواه مرة أخرى مثل رواية الجماعة عن الأعمش، كما تراه عند الشاشى [رقم 352]، بإسناد صحيح إليه، وقول الجماعة عندى أولى؛ وأرى ابن إدريس كان يرويه على الوجه الأول عنه؛ ثم أخبر بمخالفة أصحاب الأعمش له، فتنكب عن روايته الأولى؛ وصار يرويه موافقًا للجماعة، هذا ما عندى.

5391 و 5392 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5064].

5393 -

قوى المرفوع منه فقط: أخرجه أحمد [1/ 376، 396، 452]، والطيالسى [329]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10289]، والبيهقى في "سننه"[8337]، والطحاوى=

ص: 466

ابن عمرو بن جعدة، عن أبى عبيدة، عن عبد الله، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر، فقال:"أَيكُمْ يَذْكُرُ لَيْلَةَ الصَّهْبَاوَاتِ؟ " قال: فقال عبد الله: أنا بأبى أنت وأمى يا رسول الله، وبيدى تميراتٌ أتسحر بهن، وأنا مستترٌ من الفجر، حتى طلع الفجر، وذلك ليلة سبع وعشرين إن شاء الله.

= في "شرح المعانى"[4290]، وابن عساكر في "تاريخه"[21/ 250، 251]، وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود عن سعيد بن عمرو بن جعدة عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به نحوه

وليس عند أحمد والبيهقى والطيالسى والطحاوى: قول ابن مسعود في آخره: (وذلك ليلة سبع وعشرين إن شاء الله).

قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[3/ 25]، بعد أن عزاه للطيالسى وابن منيع قال:"بسند ضعيف".

قلتُ: وعلة ضعفه أن أبا عبيدة قد شهد على نفسه أنه لم يسمع من أبيه، وبهذا أعله الهيثمى في "المجمع"[3/ 406]، والمسعودى: وإن كان قد اختلط قبل موته؛ إلا أن عمرو بن الهيثم أبا قطن قد رواه عنه عند أحمد؛ وكذا رواه عنه عبد الله بن رجاء بن عمر عند الطبراني؛ وكلا الرجلين قد سمع منه قبل اختلاطه بدهر، كما نص عليه العراقى في "التقييد والإيضاح"[ص 454].

فالآفة: إنما هي الانقطاع كما مضى؛ ثم رأيت ابن رجب في كتابه "لطائف المعارف"[ص 218]، قد ذكر أن يعقوب بن شيبة الحافظ قد أخرج هذا الحديث في "مسنده" من الطريق الماضى، ثم قال:"صالح الإسناد" ونقل عن ذلك ابن عساكر أيضًا في "تاريخه"[21/ 251]، ولفظه:"إسناد كوفى صالح".

قلتُ: وهذا على مذهبه في تصحيح رواية أبى عبيدة عن أبيه، مع الإقرار بعدم سماعه منه، وذلك لمعرفة أبى عبيدة بحديث أبيه؛ وأنه إنما أخذ أخبار أبيه عن أهل بيته من الثقات

وهذا المذهب حكاه بعضهم عن ابن المدينى وغيره، وفيه نظر شديد، قد بسطناه في غير هذا المكان، وأشرنا إليه مرارًا، وقد ألزمنا القائلين بذلك بما لا قبل لهم به أصلًا، وحررنا في ذلك بحثًا لا يزال حبيس الأدراج لدينا، وقد انفصلنا فيه: على ضعف رواية أبى عبيدة عن أبيه، وأنها كرواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، وإبراهيم بن جرير البجلى عن أبيه، وعبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه، وغير هؤلاء، وللمرفوع من الحديث شاهد: يرويه يزيد بن كيسان عن أبى حازم الأشجعى عن أبى هريرة قال: (كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا ليلة القدر،=

ص: 467

5394 -

حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبى، عن محمد بن إسحاق، حدّثنا الحارث بن فضيل الأنصارى ثم الخطمى، عن سفيان بن أبى العوجاء، عن أبى شريح الخزاعى، قال: كسفت الشمس في عهد عثمان بن عفان، وبالمدينة عبد الله بن مسعود، قال: فخرج عثمان، فصلى بالناس تلك الصلاة ركعتين وسجدتين في ركعة، ثم انصرف عثمان ودخل داره، وجلس عبد الله بن مسعود إلى حجرة عائشة، وجلسنا إليه، فقال): إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا بالصلاة عند كسوف الشمس أو القمر، فإذا رأيتموه

= فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أيكم يذكر ليالينا الصهباء بحنين حين طلع القمر وهو مثل شق الجفنة؟!) أخرجه المؤلف [برقم 6176]- واللفظ له - ومسلم [1170]، وأبو نعيم في "المستخرج عليه"[رقم 2673]، والبيهقى في "سننه"[8336]، وغيرهم من طريق مروان بن معاوية الفزارى عن يزيد به.

قلتُ: وهذا إسناد قوى، وشهد صالح لحديث ابن مسعود هنا. واللَّه المستعان لا رب سواه.

5394 -

ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 459]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9782]، والبزار [4/ رقم 1449/ البحر]، والبيهقى في "سننه"[6109]، وغيرهم من طريق إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق بن يسار عن الحارث بن فضيل الأنصارى عن سفيان بن أبى العوجاء عن أبى شريح الخزاعى به

وهو عند بعضهم بنحوه.

قال البزار: "ولا نعلم روى أبو شريح عن عبد الله إلا هذا الحديث، وليس له طريق عن عبد الله إلا هذا الطريق".

قلتُ: وهو طريق لا يثبت، وسفيان بن أبى العوجاء لم يذكروا راويًا عنه سوى (الحارث بن فضيل) وحده، وقد قال أبو حاتم:"ليس بالمشهور"، ومع جهالته فقد تكلم فيه أيضًا، فقال أبو أحمد الحاكم:"حديثه ليس بالقائم" ونقل المزى في "تهذيبه" عن البخارى أنه قال: "في حديثه نظر" وهذا ليس على إطلاقه، إنما هو مقيد بحديث له آخر كما بَيَّنه الذهبى في "الميزان"[2/ 170]، وقد ضعفه الحافظ في "التقريب" وقبله الذهبى في "الكاشف" وانفرد ابن حبان بذكره في "الثقات"[4/ 319]، وتعلَّق بهذا الإمام أحمد شاكر في "تخريجه للمسند"[6/ رقم 4387]، وقال:"إسناده صحيح" وهذا منه مجازفة بلا شك، وكان مغرمًا بمتابعة ابن حبان في توثيق الأغمار ومن لا يؤبه له، تمامًا كالهيثمى قبله، راجع تعليقه على هذا الحديث في "المجمع"[2/ 444].=

ص: 468

قد أصابها فافزعوا إلى الصلاة، فإنها إن كانت التى تحذرون كانت وأنتم على غير غفلة، وكنتم قد أصبتم خيرًا أو اكتسبتموه.

5395 -

حدثنا أبو خيثمة، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعى، حدّثنا يحيى بن أبى كثير، عن عكرمة، قال: النبيذ وضوء إذا لم نجد غيره، قال الأوزاعى: إذا كان مسكرًا فلا يتوضأ به.

5396 -

حَدَّثَنَا داود بن رشيد، حدّثنا بقية بن الوليد، عن عليّ بن عليّ، حدثنى

= ورأيت العجلى قد ذكر سفيان هذا في كتابه "التاريخ"[1/ 416]، إلا أنه لم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، والتحقيق في اسم كتاب العجلى هو "التاريخ" وليس "الثقات" كما اشتهر بين الناس، فلا يظن أحد أن العجلى قد وثقه بمجرد ذكره له في كتابه، على أن موضوع كتابه "الثقات" وحدهم، وقد رهم بعضهم فذكر سفيان هذا في (الصحابة) ونبه عليه الحافظ في "الإصابة"[3/ 292]، وباقى رجال الإسناد مقبولون

وأبو شريح الخزاعى: صحابى معروف؛ وهو ومن دونه من رجال الإسناد: كلهم من رجال "التهذيب". واللَّه المستعان.

5395 -

صحيح: أخرجه الدارقطنى في "سننه"[1/ 75]، من طريقين عن الأوزاعى عن يحيى بن أبى كثير عن عكرمة به.

قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 504]: "رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات".

قلت: وسنده صحيح مستقيم؛ وقد غلط فيه بعضهم، فرواه من هذا الطريق مرفوعًا، وتارة موقوفًا، وكلاهما لا يصح، والمحفوظ أنه من قول عكرمة موقوفًا عليه، كما قاله الدارقطنى في "سننه" ومثله قاله جماعة، كما شرحنا هذا في "غرس الأشجار" وللَّه الحمد.

5396 -

منكر: قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[5/ 42]: (هذا إسناد ضعيف؛ لتدليس بقية).

قلتُ: من أين عرفتَ أن بقية قد دلَّس فيه؟! وهل عنعنته دليل تدليسه؟! وهلا قلت كما قال صاحبك الهيثمى في "المجمع"[5/ 509]: (رواه أبو يعلى، وفيه بقية وهو مدلس) يعنى ولم يذكر فيه سماعًا من شيخه ثم جازف الهيثمى وقال: "وبقية رجاله ثقات" كذا، وما درى أن شيخ بقية:(عليّ بن عليّ) هو القرشى الذي ترجمه ابن عدى في "الكامل"[5/ 183]، =

ص: 469

يونس، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن مسعود، قال: جاء رجلٌ، فقال: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الخيل شيئًا؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخيْرُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، اشْتَرُوا عَلَى اللَّهِ، وَاسْتَقْرِضُوا عَلَى اللَّهِ"، قيل: يا رسول الله، كيف نشترى على الله، ونستقرض على الله؟ قال:"قُولُوا: أَقْرِضْنَا إلَى مَقَاسِمِنَا، وَبِعْنَا إلَى أَنْ يَفْتَحَ اللَّهُ لَنَا، لا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ جِهَادُكُمْ خَضِرًا، وَسَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَشُكُّونَ فِي الجهَ فَجَاهِدُوا فِي زَمَانِهِمْ، ثُمَّ اغْزُوا، فَإنَّ الْغَزْوَ يَوْمَئِذٍ أَخْضَرُ".

5397 -

حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم أبو موسى الهروى، حدّثنا النضر بن شميل، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، قال: كان الناس يجهرون بالقراءة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول صلى الله عليه وسلم:"خَلَطْتُمْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ".

5398 -

قَالَ: وكنا نسلم في الصلاة، فقيل لنا:"إِنَّ فِي الصَّلاةِ لَشُغْلًا".

5399 -

حَدَّثَنَا أبو موسى الهروى، حدّثنا محمد بن بشر العبدى، حدّثنا بشير بن سلمان، عن سيار أبى الحكم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله، قال: قال رسول

= باسم: (عليّ بن أبى عليّ) وقال: "يحدث عنه بقية - يعنى ابن الوليد - مجهو ومنكر الحديث" ثم ساق له جملة من مناكيره، وعنه الذهبى في "الميزان"[3/ 147].

وفى الإسناد علة أخرى، وهى الانقطاع بين عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وبين ابن مسعود، راجع جامع التحصيل [ص 222]، ولبعضه شواهد تالفة جدًّا، اللَّهم إلا جملة:(الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) فهذا وارد عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث أبى هريرة [برقم 2640].

5397 -

ضعيف بهذا اللفظ: مضى الكلام عليه [برقم 5006].

5398 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 4971].

5399 -

حسن: مضى الكلام عليه [برقم 5318].

ص: 470

الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللَّهِ أَوْشَكَ لَهُ بِالْغِنَى إمَّا عَاجِلًا، وَإمَّا آجِلا آجِلًا".

5400 -

وَعَنْ محمد بن بشر، والعباس بن الفضل، قالا: حدّثنا سعيد بن أبى عروبة، حدّثنا قتادة، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره إذ سمعنا مناديًا ينادى: الله أكبر، الله أكبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"عَلَى الْفِطْرَةِ"، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"خَرَجَ مِنَ النَّارِ"، فابتدرناه، فإذا هو صاحب ماشية أدركته الصلاة فنادى لها.

5401 -

حَدَّثَنَا أبو موسى الهروى، حدّثنا العباس بن الفضل، حدثنى عمر بن عامر، عن الحجاج بن أرطأة، عن يحيى الجابر، عن أبى ماجدة العجلى، عن عبد الله،

5401 - صحيح: أخرجه أحمد [1/ 406]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10063]، وفى "الدعاء"[رقم 465]، والبيهقى في "سننه"[1763]، والنسائى في "سننه"[10665]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[1/ 133]، وغيرهم من طرق عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن أبى الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح لولا عنعنة قتادة، فهو إمام في التدليس، وقد اختلف على ابن أبى عروبة في سنده، وخولف فيه أيضًا، ورجح الدارقطنى في "العلل"[12/ 147]، هذا الوجه الماضى؛ وفى الباب عن جماعة من الصحابة به نحوه

مضى منها: حث أنس بن مالك عند المؤلف [برقم 3307]، وهو في "مسلم" وباقى الشواهد قد خرجناها في "غرس الأشجار" ويأتى منها حديث ابن عمر [برقم 5660].

5401 -

ضعيف: قال الهيثمى في "المجمع"[6/ 395]: (رواه أبو يعلى، وفيه العباس بن الفضل الأنصارى، وهو ضعيف).

قلتُ: بل هو شىيخ واه، تركه جماعة، وشيخه (عمر بن عامر) هو السلمى القاضى، مختلف فيه، وابن أرطأة فقيه إمام، إلا أنه ضعيف الحفظ مضطرب الحديث، ويحيى الجابر: هو ابن عبد الله بن الحارث: شيخ مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وشيخه أبو ماجدة: ساقط الحديث عندهم، فالإسناد هالك، ورجاله كلهم من رجال:"التهذيب". =

ص: 471

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَتَعَافَى النَّاسُ بَيْنَهُمْ فِي الحَدُودِ مَا لَمْ تُرْفَعْ إلَى الحكَّامِ، فَإذَا رُفِعَتْ إلَى الحاكِمِ، حَكَمَ بَيْنَهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ".

5402 -

حَدَّثَنَا أبو موسى، حدّثنا أبو بكر بن عياش، حدّثنا عاصمٌ، عن زر، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلامِ، يَقُولُ مِنْ خَيْرِ قوْلٍ، يَقْرَؤونَ الْقُرآنَ لا يَعْدُو حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَمَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيُقَاتِلْهُمْ، فَإنَّ قَتْلَهُمْ عِنْدَ اللهِ أَجْرٌ لمِنْ قَتَلَهُمْ".

5403 -

حَدَّثَنَا سهل بن زنجلة الرازى، حدّثنا ابن أبى أويس، عن أخيه، عن

= والحديث رواه الثورى وشعبة وجماعة عن يحيى الجابر بإسناده به نحوه معناه هنا، ولكن باختصار في سياق أتم، مضى عند المؤلف [برقم 5155]، فانظر تعليقنا عليه ثم، وفى الباب شواهد نحو معناه هنا: ولا يصح منها شئ قط، كما شرحنا ذلك في كتابنا "غرس الأشجار".

وأقواها: حديث عبد الله بن عمرو عند أبى داود وجماعة بلفظ: (تعافوا الحدود فيما بينكم، فما بلغنى من حد فقد ونجب) وظاهر سنده: الجودة، وقد حسنه جماعة، إلا أن المحفوظ فيه مرسل، كما ذكرنا ذلك في المصدر المشار إليه

واللَّه المستعان.

5402 -

صحيح: أخرجه الترمذى [2188]، وابن ماجه [168]، وأحمد [1/ 404]، وابن أبى شيبة [3097، 37883]، ومن طريقه الآجرى في "الشريعة"[رقم 58]، وغيرهم من طريق أبى بكر بن عياش عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به.

قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".

قلتُ: وهو كما قال، وسنده صالح؛ وفى الباب عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث على [برقم 261، 324]، ورأيت ابن كثير قد قال في "البداية"[7/ 296]، بعد أن ساقه من طريق أحمد:"ابن مسعود مات قبل ظهور الخوارج: بنحو من خمس سنين؛ فخبره في ذلك من أقوى الأسانيد".

5403 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5149].

ص: 472

سليمان بن بلال، عن أبى الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"أُنْزِلَ الْقُرْآن عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، لِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ ظَهَرٌ وَبَطْنٌ".

5404 -

حَدَّثَنَا عبد الواحد بن غياث، حدّثنا أبو عوانة، عن يحيى الجابر، عن أبى ماجدة، عن عبد الله، قال: سألنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن المشى مع الجنازة، فقال:"مَا دُونَ الخبَبِ، فَإنَّ يَكُنْ خَيْرًا يُعَجَّلْ إلَيْهِ، وَإنَّ يَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَبُعْدًا لأَهْلِ النَّارِ! الجنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ وَلا تَتَّبِعُ، لَيْسَ مِنْهَا مِنْ تَقَدَّمَهَا".

5405 -

حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حماد بن زيد، عن أبان بن تغلب، عن القاسم بن عبد الرحمن، أن ابن مسعود باع من الأشعث رقيقًا من رقيق الإمارة، فأتاه يتقاضاه، فاختلفا في الثمن، فقال ابن مسعود: ترضى أن أقضى بينى وبينك بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "إذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ فَالْقَوْلُ مَا قَالَ الْبَائِعُ، أَوْ يَتَرَادَّانِ".

=• تنبيه: قد سقط من سند المؤلف في الطبعتين قوله: (عن محمد بن عجلان عن أبى إسحاق)، بين سليمان وأبى الأحوص، ولا أدرى كيف سقط هذا؟! فالحمد الله الذي هدانا لهذا

وهو ربنا المستعان.

5404 -

منكر: مضى الكلام عليه [برقم 5038].

5405 -

قوى بطرقه: أخرجه أحمد [1/ 466]، والطيالسى [399]، وعبد الرزاق [15185]، والبيهقى في "سننه"[10594]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 293]، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[3/ 83]، والبغوى في "شرح السنة"[11/ 88، 89]، وغيرهم من طرق عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن جده به نحوه

وهو عند بعضهم في سياق أتم في أوله، وهو عند البغوى بالمرفوع منه فقط، وهذا رواية لأحمد والطحاوى.

قال البيهقى عقب روايته: "هو منقطع".

قلتُ: يعنى لكون القاسم لم يدرك جده ابن مسعود، وقد اختلف في سنده على القاسم على ألوان، وهذا الوجه هو المحفوظ عنه، كما أشرنا إلى ذلك فيما علقناه على وجه آخر عنه غير محفوظ، مضى عند المؤلف [برقم 1984]، لكن الحديث قوى بطرقه كما ذكرناه هناك، وقد بسطنا الكلام كليه في "غرس الأشجار" ولله الحمد.

ص: 473

5406 -

حَدَّثَنَا أبو ياسر عمار بن نضر، حدّثنا عليّ بن عابس النخعى أبو الحسن، حدّثنا العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"اللَّهُمَّ بَارِكْ لأمَّتِى فِي بُكورِهَا".

5407 -

حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن سلام، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبى إسحاق، عن أبى عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، أنه قال: لما نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} إلى آخر السورة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر، أن يقول:"سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ".

5406 - حسن بشواهده: أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10490]، والبخارى في "تاريخه"[6/ 289]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 189]، والعقيلى في "الضعفاء"[3/ 244]، والرامهرمزى في "المحدث الفاصل"[ص 343]، والدارقطنى في الأفراد [رقم 3803 / أطرافه]، وعنه ابن الجوزى في "المتناهية"[10/ 315]، والخرائطى في "المكارم"[رقم 792]، وغيرهم من طرق عن علي بن عابس الأسدى عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن ابن مسعود به

قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[3/ 35]: (قلتُ: ضعيف؛ لضعف على بن عابس) ومثله قاله الهيثمى في "المجمع"[4/ 61].

قلتُ: وابن عابس مع ضعفه: كان عنده مناكير أيضًا، كما قاله الساجى، وهذا الحديث أنكره عليه العقيلى وابن عدى وغيرهما، وساقوه في ترجمته من كتبهم، وقد قال الدارقطنى عقب روايته:"غريب من حديث العَلاء عن أبيه عن ابن مسعود" والمسيب هو: ابن رافع الأسدى الثقة المشهور؛ إلا أنه لم يسمع من ابن مسعود، كما نص عليه الإمام أحمد في "علله"[2/ 321/ رواية عبد الله]، وكذا نص عليه أبو زرعة وصاحبه، كما في "المراسيل"[ص 207]، ورأيت العقيلى قد قال عقب روايته:"والمتن معروف بغير هذا الإسناد".

قلتُ: هو كما قال؛ ففى الباب عن جماعة من الصحابة به

مضى منها حديث عليّ [برقم 425]، ويأتى حديث عبد الله بن سلام عند المؤلف [برقم 7500]، وهو حديث حسن بشواهده إن شاء الله. وقد ثبته العقيلى وغيره، وضعفه جماعة مطلقًا، فالله المستعان.

5407 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5230].

ص: 474

5408 -

حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن سلام، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبى إسحاق، عن هبيرة بن بريم، عن عبد الله، أنه قال: من أتى عرافًا، أو ساحرًا، أو كاهنًا، فسأله فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

5409 -

حَدَّثَنَا جعفر بن مهران السباك، حدّثنا على بن عابس، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"بُورِكَ لأُمَّتِى فِي بُكُورِهَا".

5410 -

حَدَّثَنَا عبد الله بن عامر بن زرارة، حدّثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن

5408 - صحيح: أخرجه الطيالسى [382]، والبزار [5/ رقم 1873/ البحر]، وابن أبى شيبة [23528]، والبيهقى في "سننه"[16274]، وابن الجعد [425، 1941، 1944، 1946، 2554]، والخطيب في "تاريخه"[8/ 60]، والجصاص في "أحكام القرآن"[1/ 61]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 133]، والشاشى [رقم 825]، وجماعة من طرق عن أبى إسحاق السبيعى عن هبيرة بن يريم عن ابن مسعود به

وليس عند الطيالسى قوله: (عرافًا أو ساحرًا) والأولى منهما ليست عند البزار وإلا الشاشى.

قلتُ: وسنده حسن صالح؛ وأبو إسحاق قد صرح بالسماع عند ابن الجعد وغيره؛ ورواه عنه الثورى وشعبة، وكلاهما ممن سمع منه قديمًا قبل اختلاطه، وشيخه هبيرة مختلف فيه، والتحقيق أنه شيخ لا بأس به كما قال النسائي - في رواية - وتبعه عليه الحافظ في "التقريب".

وقد اختلف في سنده على أبى إسحاق على ألوان، ذكرها الدارقطنى في "العلل"[5/ 328]، ثم رجح منها هذا الوجه الموقوف. وهو كما قال، ولهذا الأثر: طرق أخرى عن ابن مسعود به

عند الطبرنى في "الكبير"[10/ رقم 10005]، وفى "الأوسط"[2/ رقم 1453]، وأبى القاسم البغوى في "الجعديات"[رقم 1951، 1953، 1954، 1955]، وفى أسانيد تلك الطرق لين، إلا أنها تزيد طريقه هنا: قوة بلا شك. وهو موقوف كما ترى .. وقد وهم من رفعه، كما أشرنا إلى ذلك في "غرس الأشجار".

5409 -

حسن بشواهده: مضى آنفًا [برقم 5406].

5410 -

ضعيف: أخرجه الترمذى [509]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 9991]، وأبو نعيم في "الحلية"[4/ 236] و [5/ 45]، وتمام في "فوائده"[1/ رقم 75]، والخطيب في "تاريخه"[3/ 148]، وابن حبان في "المجروحين"[2/ 28]- وعنده معلقًا - وابن عساكر فى "المعجم" =

ص: 475

منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر استقبلناه بوجوهنا.

5411 -

حَدَّثَنَا عبد الله بن عامر بن زرارة - كوفىٌ - حدّثنا ابن أبى زائدة، عن حجاج، عن فضيل، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، نام النبي صلى الله عليه وسلم حتى نفخ ثم قام فصلى، قال: فذكرته لعطاء، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن كغيره.

5412 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا عمر بن عبيد، عن الأعمش، عن أبى

= [رقم 1618]، والبغوى في "شرح السنة"[4/ 260]، وإسماعيل الصفار في "الثاني من حديثه"[7/ 2]، كما في "الصحيحة"[رقم 2080]، وأبو جعفر بن البخترى في "الجزء الحادى عشر من فوائده"[رقم 29]، وغيرهم من طرق عن محمد بن الفضل بن عطية عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن ابن مسعود به.

قال الترمذى: "حديث منصور لا نعرفه إلا من حديث محمد بن الفضل بن عطية، ومحمد بن الفضل بن عطية ضعيف ذاهب الحديث عند أصحابنا" وقال أبو نعيم: "تفرد به محمد بن الفضل ابن عطية" وقال الخطيب: "ليس هذا الحديث عند الكوفيين عن منصور بن المعتمر، ولا نعلم رواه عنه غير محمد بن الفضل".

قلتُ: وابن الفضل هذا لم يكن فيه فضل قط، وقد كذبه ابن معين والفلاس وجماعة بخط عريض، وأسقطه سائر النقاد؛ فسقط على أم رأسه إلى الأبد، وقد اختلف عليه في سنده أيضًا، كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[5/ 139]، وقد أنكره عليه ابن حبان في "المجروحين" ومن يكون هذا الخاسر حتى يُصدَّق في منصور؟!

وللحديث شواهد كلها معلولة، ولا يصح في هذا الباب شئ، كما قاله الترمذى، ونحوه ابن حبان أيضًا، وتساهل جماعة وصححوه بتلك الشواهد، ورددنا عليهم ذلك في "غرس الأشجار"

واللَّه المستعان.

5411 -

صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 5224].

5412 -

صحيح: أخرجه أحمد [1/ 404]، وابن حبان في صحيحه [5603]، وفى "روضة العقلاء"[ص 242]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10444]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 157]، والبزار [5/ رقم 1697]، وابن أبى شيبة [21985]، والبيهقى في =

ص: 476

وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَرُدُّوا الْهَدِيةَ، وَأَجِيبُوا الدَّاعِىَ، وَلا تَضْرِبُوا المسْلِمِينَ".

5413 -

حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا بكر بن عبد الرحمن، حدّثنا عيسى، عن ابن أبى ليلي، عن أبى قيس الأودى، عن ابن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الصلاتين في السفر.

= "الشعب"[4/ رقم 5359]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 128]، والحارث [1/ رقم 407/ زوائد الهيثمى]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[2/ 160 - 161]، والدارقطنى في "العلل"[5/ 104]، وابن عساكر في "تاريخه"[48/ 27]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 273]- وعنده معلقًا - والشاشى [رقم 540]، والطحاوى في "المشكل"[7/ 180]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد صحح سنده المناوى في "التيسير في شرح الجامع الصغير"[1/ 74/ طبعة مكتبة الشافعي]، وقد استوفينا تخريجه في "غرس الأشجار" وكذا في كتابنا:"إيقاظ العابد بما وقع من الوهم في تنبيه الهاجد" أعاننا الله عليه.

5413 -

صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 9881]، والبزار [5/ رقم 2046]، وابن أبى شيبة [246]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 160]، وغيرهم من طريقين عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبى قس عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل بن شرحبيل عن ابن مسعود به

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا بهذا الإسناد".

قلتُ: وهو إسناد لا يثبت، وابن أبى ليلى فقيه فاضل؛ إلا أنه كان ضعيف الحفظ مضطرب الحديث، وقد اختلف في سنده على أبى قيس على ألوان، والمحفوظ: هو ما رواه عنه الثورى وشعبة عن هزيل به مرسلًا في سياق أتم، عند ابن أبى شيبة [8239]، والطيالسى [376]، وغيرهما، وهذا الوجه المرسل: هو الصواب كما شرحناه في "غرس الأشجار".

لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة في ثبوت جمعه صلى الله عليه وسلم بين الصلاتين في السفر: يأتى منها حديث ابن عمر [برقم 5422، 5485، 5530]

ومضى منها حديث جابر [برقم 2188]، وحديث أنس [برقم 3619].

ص: 477

5414 -

حَدَّثَنَا قاسم بن أبى عبيد، حدّثنا إسحاق الأزرق، حدّثنا شريكٌ، عن عاصم، عن أبى وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلاةُ، وَأَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الدِّمَاءُ".

* * *

5414 - صحيح: أخرجه النسائي [3991]، والطبرانى في "الكبير"[10/ رقم 10425]، والقضاعى في الشهاب [1/ رقم 213]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[1/ رقم 179]، وابن أبى عاصم في "الأوائل"[رقم 32]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 281]، وغيرهم من طريق إسحاق الأزرق عن شريك القاضى عن عاصم بن بهدلة عن أبى وائل عن ابن مسعود به.

قلتُ: هذا إسناد صحيح في الشواهد؛ وشريك إمام فقيه فاضل، إلا أنه كان كثير الخطأ، مضطرب الحديث، وشيخه (عاصم) صدوق حسن الحديث، وقد توبع عليه: تابعه الأعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود بشطره الثاني فقط، كما مضى [برقم 5099].

ولشطره الثاني: شواهد عن جماعة من الصحابة: مضى منها حديث أنس [برقم 3976، 4124]، ومنها: حديث أبى هريرة الآتى [برقم 6225] ..... والحديث صحيح ثابت بشطريه جميعًا

والله المستعان.

ص: 478