المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حديث صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم - مسند ابن أبي شيبة - جـ ١

[أبو بكر بن أبي شيبة]

فهرس الكتاب

- ‌أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ

- ‌مُسْنَدُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ

- ‌مَا رَوَاهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا رَوَاهُ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا رَوَاهُ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا رَوَاهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا رَوَاهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا رَوَاهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَدِيثُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه

- ‌حَدِيثُ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَدِيثُ صُهَيْبٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَدِيثُ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه

- ‌حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌حديث صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم

‌حَدِيثُ صُهَيْبٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

ص: 321

478 -

نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَسْجِدَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ يُصَلِّي، وَقَدْ دَخَلَتْ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مَعَهُمْ صُهَيْبٌ، فَسَأَلْتُ صُهَيْبًا: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ حَيْثُ كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: كَانَ «يُشِيرُ بِيَدِهِ»

ص: 321

479 -

نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ مُغِيرَةَ، نَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 322⦘

: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَ الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ فَشَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَرَ، كَانَ خَيْرًا»

ص: 321

480 -

نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا لَا يُخْبِرُنَا بِهِ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ مِمَّا إِذَا صَلَّيْتَ هَمَسْتَ شَيْئًا لَا نَفْهَمُهُ؟ قَالَ: «أَفَطِنْتُمْ بِي» ، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أَعْطَى جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: مِنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ قَالَ: قِيلَ لَهُ: اخْتَرْ لِقَوْمِكَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الْجُوعُ، أَوِ الْمَوْتُ؟ قَالَ: فَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَى قَوْمِهِ، قَالَ: فَقَالُوا: أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ فَاخْتَرْ لَنَا فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَكَانُوا مِمَّا إِذَا فَزِعُوا، فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، فَصَلَّى بِهِمْ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِمَّا أَنْ تُسَلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ، قَالَ: فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، قَالَ: فَهَمْسِي الَّذِينَ تَسْمَعُونَ أَنِّي أَقُولُ: اللَّهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ "

ص: 322

481 -

نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَا هُشَيْمٌ، أَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، عَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ أَصْدَقَ امْرَأَةً صَدَاقًا، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَيْهَا، فَغَرَّهَا بِاللَّهِ، وَاسْتَحَلَّ فَرْجَهَا بِالْبَاطِلِ، لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ زَانٍ، وَمَنْ أَخَذَ دَيْنًا وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَى صَاحِبِهِ، فَغَرَّهُ بِاللَّهِ، وَاسْتَحَلَّ مَالَهُ بِالْبَاطِلِ، لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ سَارِقٌ»

ص: 323

482 -

نا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " كَانَ مَلِكٌ لَهُ سَاحِرٌ، قَالَ: فَلَمَّا كَبِرَ السَّاحِرُ قَالَ: قَدْ كَبِرْتُ فَادْفَعْ إِلَيَّ غُلَامًا نُعَلِّمْهُ السِّحْرَ، قَالَ: وَكَانَ بَيْنَ الْمَلِكِ وَالسَّاحِرِ رَاهِبٌ فِي الطَّرِيقِ، قَالَ: فَأَتَى الْغُلَامُ عَلَى الرَّاهِبِ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَمِعَ كَلَامَهُ، فَأَعْجَبَهُ، وَكَانَ الْغُلَامُ يَجْلِسُ عِنْدَ الرَّاهِبِ، فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، وَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ وَإِذَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ السَّاحِرِ جَلَسَ عِنْدَ الرَّاهِبِ، فَإِذَا احْتَبَسَ عَلَى أَهْلِهِ ضَرَبُوهُ، وَقَالُوا: مَا يُحْبِسُكَ؟ . فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ، فَقَالَ: أَيُّ بُنَيَّ إِذَا احْتَبَسْتَ عَلَى السَّاحِرِ فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي وَإِذَا احْتَبَسْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِرُ فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ فَظِيعَةٍ عَظِيمَةٍ حَبَسَتِ النَّاسَ، فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا، فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرَ السَّاحِرِ أَفْضَلُ أَمْ أَمْرَ هَذَا الرَّاهِبِ، فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ، فَرَمَى بِهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ، فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ الرَّاهِبُ: أَيُّ بُنَيَّ، أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي، قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا قَدْ أَرَى، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِذَا ابْتُلِيتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ، وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ

⦗ص: 324⦘

، قَالَ: وَعَمِيَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ فَأَهْدَى إِلَيْهِ هَدَايَا كَثِيرَةً، فَقَالَ: اشْفِنِي وَمَا هُنَا لَكَ، قَالَ: مَا أَشْفِي أَحَدًا، مَا يَشْفِي إِلَّا اللَّهُ، إِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ، فَآمَنَ، فَدَعَا اللَّهَ فَشَفَاهُ. ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْمَلِكِ، فَجَلَسَ عِنْدَهُ نَحْوًا مِمَّا كَانَ يَجْلِسُ، قَالَ: يَا فُلَانُ، مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ؟ قَالَ: رَبِّي، قَالَ: أَنَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ رَبِّي وَرَبُّكُمُ اللَّهُ، قَالَ: أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَهُ فَعَذَّبَهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَلَّهُ عَلَى الْغُلَامِ، فَجِيءَ بِهِ، فَقَالَ: أَيُّ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ أَنْ تُبْرِئَ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ، قَالَ: مَا أَنَا أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ هَذَا، قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: اللَّهُ، قَالَ: أَنَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ وَاحِدٌ، فَعَذَّبَهُ حَتَّى دَلَّهُ عَلَى الرَّاهِبِ. فَأَتَى بِالرَّاهِبِ، قَالَ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ، فَأَبَى، فَأَخَذَ الْمِنْشَارَ فَوَضَعَهُ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّ رَأْسَهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ، فَقِيلَ لِلْأَعْمَى ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى، فَوُضِعَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ، فَقِيلَ لِلْغُلَامِ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى، فَأَمَرَهُمْ فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ حَتَّى تُصْعِدَانِهِ عَلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَأَلْقُوهُ، فَانْطَلَقُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ حَتَّى بَلَغُوا ذِرْوَتَهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَوَقَعُوا أَجْمَعِينَ، وَجَاءَ الْغُلَامُ إِلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ فَقَالَ: كَفَانِيهِمُ اللَّهُ، قَالَ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْبَحْرِ، فَإِذَا تَوَسَّطْتُمُ الْبَحْرَ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَأَلْقُوهُ، فَانْطَلَقُوا بِهِ فَفَعَلُوا. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ، فَغَرِقُوا، وَجَاءَ الْغُلَامُ يَمْشِي حَتَّى أَتَى الْمَلِكَ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللَّهُ، وَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ

⦗ص: 325⦘

. فَقَالَ: مَا ذَلِكَ؟ قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ تَصْلِبُنِي عَلَى جِذْعٍ فَتَأْخُذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي، ثُمَّ تَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ، ثُمَّ تَرْمِيَنِي، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي. فَرَمَاهُ، فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ، فَقَالَ الْغُلَامُ: هَكَذَا فَأَمْسَكَ عَلَى صُدْغِهِ. فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقِيلَ لِلْمَلِكِ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ؟ قَدْ وَاللَّهِ آمَنَ النَّاسُ، فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ عَلَى أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخَدُّوا فِيهَا، وَأُضْرِمَ فِيهَا النِّيرَانُ، فَقَالَ: مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاقْتَحِمُوهُ فِيهَا، فَجَعَلُوا يَتَقَحَّمُونَ فِي النَّارِ، حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنٌ رَضِيعٌ، فَكَأَنَّ الْمَرْأَةَ تَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، فَقَالَ لَهَا ابْنُهَا: يَا أُمَّهِ، اصْبِرِي، فَإِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ "

ص: 323

483 -

نا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ، أَنَّ صُهَيْبًا، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكْنَى بِأَبِي يَحْيَى، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ، وَيُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا لَكَ يَا صُهَيْبُ

⦗ص: 327⦘

تُكْنَى بِأَبِي يَحْيَى، وَلَيْسَ لَكَ ذَلِكَ، وَتَزْعُمُ أَنَّكَ مِنَ الْعَرَبِ، وَتُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ، وَذَلِكَ سَرَفٌ فِي الْمَالِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَنَّانِي بِأَبِي يَحْيَى، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي النَّسَبِ، فَأَنَا رَجُلٌ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ مِنْ أَصْلِ الْمَوْصِلِ، وَلَكِنِّي سُبِيتُ غُلَامًا صَغِيرًا قَدْ غَفَّلْتُ أَهْلِي وَقَوْمِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي الطَّعَامِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:«خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَرَدَّ السَّلَامَ» ، فَذَلِكَ الَّذِي حَمَلَنِي عَلَى أَنْ أُطْعِمَ الطَّعَامَ

ص: 326